إتكاءة في (رحاب) قلب الشعراء..

إتكاءة في (رحاب) قلب الشعراء..


06-16-2006, 03:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1150424693&rn=1


Post: #1
Title: إتكاءة في (رحاب) قلب الشعراء..
Author: randa suliman
Date: 06-16-2006, 03:24 AM
Parent: #0

رندا عطية

(القلب هو عبارة عن عضلة في الجسم) هذا هو التعريف الطبي للقلب.
اما الشعراء فقلبهم لا يعرف مثل هذه التحديد المادي البارد لانه يمثل لهم نبع الانسانية و العاطفة الفطرية.
والقلب يحتل مكانة بارزة في شعرنا العربي فها هو(عنترة بن شداد) يقول:
اعاتب دهرا لا يلين لناصح / واخفي الجوى في القلب والدمع فاضح
و كلمة القلب تعتبر مدخل للعديد من القصائد مهما كانت مكانة الممدوح فيها حتى ان الشاعر (كعب بن زهير) يقول في مقدمة قصيدته التي يمدح فيها الرسول صلى الله عليه و سلم:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول / متيم اثرها لم يجز مكبول
(والتبل هنا معناه ان لا تدرك حاجتك ممن تحب) و نسأله اللهم ان لا يكون هناك قاريء يعاني من مثل هذا التبل!
و لكن (المتنبي) كعادته نجده يعتز بهذا القلب عند مواجهة اعدائه قائلاً:
لساني بنطقي صامت منه عادل / وقلبي بصمتي ضاحك منه هازل
اما (احمد شوقي) فقد جعل خفقاته بمثابة المنبه قائلاً:
دقات قلب المرء قائلة له / ان الحياة دقائق و ثواني
وهذا المنبه هو الذي جعل شاعرنا (ابو فراس الحمداني) مقبلاُ على الحياة قائلاً:
قلبي يحن اليه نعم و يحنو عليه
و ما جنى او تجنى الا اعتذرت اليه
فكيف املك قلبي و القلب رهن لديه
و كيف ادعوه عبدي و عهدتي في يديه
الورد في وجنتيه و السحر في مقلتيه
ان عصاه لساني فالقلب طوع يديه
يا ظالماً لست ادري ادعو له ام عليه
و حيرة (بن الحمداني) هذه نجدها قد انتقلت لسيدة الغناء العربي (ام كلثوم) لتتغنى:
حيرت قلبي معاك و انا بداري و اخبيء
قولي اعمل ايه وياك و الا اعمل ايه ويا قلبي
و غناءنا و شعرنا السوداني مليئان بقصص القلب و مغامراته , فمن تغنى قائلاً:
قليبي رهيف ما بيقدر على الهبباي في عز الصيف
(الهبباي هي رياح عنيفة تهب على شرق السودان), الى من هو قائل:
شغل القليب بالشوق على زولاً يحن
الى سائل:
قاسي قلبك علي ليه / لو باحب انا ذنبي ايه
حتى ان زعيمنا الراحل (محمد احمد المحجوب) جلس عند دار المحبوب مراقباً و قائلاً:
جلست عندك يا دار الهوى ثملاً اراقب الهوى رياناً و مياساً
وارسل الطرف في ابهى روائعه فيخفق القلب إشفاقا و إحساساً
و لكن هذا القلب قد احزن شاعرنا الماجن (ابو نواس) ليجعله يقول:
ملأت قلبي ندوبا فصرت صباً كئيباً
و يبدو لي من ما تعنيه ابياته انه بحاجة الى جراحة قلب طارئة باثر رجعي!
و لكن هو منو فينا اللي ما محتاج لمثل هذه الجراحة الطارئة, لذا فانا انصحك ايها القاريء العزيز بضرورة الاتكاءة من وقت للاخر في رحاب قلب الشعراء مخافة ان لا يكون هناك ندباً في قلبك و الذي ان لم تجده فاعلم انك قد سرقت و جردت و في غفلة عنك من كل مشاعرك الانسانية الدافئة و (سارقك) هو ايقاع حياتك المادي اللاهث.