من صور الفساد .."القشرة" اسلوب جديد!!

من صور الفساد .."القشرة" اسلوب جديد!!


06-15-2006, 05:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1150345598&rn=0


Post: #1
Title: من صور الفساد .."القشرة" اسلوب جديد!!
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 06-15-2006, 05:26 AM

أضاعت المليارات من خزينة‎ ‎الدولة‎ ‎
‎'‎القشرة أسلوب جديد في تزوير‎' ‎المستندات المالية‎ ‎
بسبب التسويات.. الحسابات الختامية‎ ‎للدولة غير حقيقية‎ ‎
تحقيق‎/ ‎عواطف محجوب‎ ‎
وعصام عبد‎ ‎الرحمن‎ ‎
‎«‎من أراد أن يتحدث‎ ‎عن الفساد فليتحسس قبضة مسدسه» مقولة قديمة تعتري كل ‏من يكابد صحوة ضميره تجاه أي‎ ‎أمر خاصة الفساد، ولعل السبب في استدعاء ‏أسباب القوة عند ذلك الموقف هو أن رشاش هذا‎ ‎الحديث عن الفساد سيطال الكثير ‏من المتنفذين في أي مرفق أو دولة ما. وعلى الصعيد‎ ‎القومي في السودان هناك ‏العديد من التجارب الواقعية التي يزخر بها السودان، فالفاسد‎ ‎أو المفسد يكافأ على ‏ذلك، إما بتغيير موقعه وربما الى الأحسن أو ترفيع منصبه الى‎ ‎أعلى. وهناك الكثير ‏من التجارب السابقة في هذا الصدد‎. ‎
فساد وأرقام‎ ‎
ومن أشهر الأحاديث‎ ‎الحاضرة عن الفساد في الأنظمة الحاكمة في الماضي القريب ‏ما صدر عن الدكتور حسن عبد‎ ‎الله الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي حالياً ‏وعراب نظام الإنقاذ السابق عندما قال‎ ‎قبيل المفاصلة الأخيرة في الرابع من ‏رمضان الشهيرة. إن نسبة الفساد في التنظيم‎ ‎الحاكم بلغت (9%) وسط الشباب من ‏الممسكين بمفاصل اتخاذ القرار في الحكومة إن كان‎ ‎هناك من يشتم في ذلك الحديث ‏الصريح رائحة مكايدة نتنة أو جلد الذات بعد فوات‎ ‎الأوان‎. ‎
ورغم تواصل المحاولات الخجولة في‎ ‎الحديث عن حجم الفساد المالي والإداري ‏في أروقة دواوين الحكومة إلا أن القمقم ظل في‎ ‎مخبئه الشفيف الذي يمكن لأي ‏مراقب حتى وإن لم يكن حصيف رؤية أدق تقاطيع ذلك الفساد،‎ ‎ولكن الجميع ‏تعوزهم القدرة على التفوه بذلك لافتقارهم القوة الكافية للخوض في موضوع‎ ‎الفساد ‏من أية جهة، خاصة إذا كان الأمر يتصل بمن يمكن وصفه بأهل النفود‎ ‎والقوة‎. ‎
أكثر شجاعة‎ ‎
ولكن وزير الدولة‎ ‎بوزارة العمل والخدمة العامة والإصلاح الإداري د. محمد ‏يوسف مصطفى كان أكثر شجاعة‎ ‎في مواجهة حقيقة الأمر بالخدمة العامة في ‏السودان، وقدم تشريحاً لها أقرب للتجريح‎. ‎وقال إن الخدمة المدنية ترزح تحت ‏وطأة الرشوة والفساد والمحسوبية، وتفتقر الكوادر‎ ‎العاملة فيها الى الكفاءة ‏المطلوبة، وأضاف أن وضع الخدمة المدنية الحالي يثير‎ ‎الإشمئزاز والإمتعاض ‏ويدعو الى اليأس ويورث الفقر ووصفها بأنها كانت ومازالت صمدية‎ ‎وشمولية، ‏بالإضافة الى أنها مركزية وتمارس الجهات القائمة عليها تهميش الأطراف‎ ‎لمختلف ‏أطراف البلاد عدا المركز. وسرد وزير الدولة بالعمل في ذات المؤتمر الصحفي‎ ‎قصة الرجل البيجاوي في شرق السودان الذي أُستبعد من أحد المناصب المؤثرة في ‏الخدمة‎ ‎المدنية بسبب عدم إجادته اللغة العربية رغماً عن كفاءته المشهودة من ‏الجميع في‎ ‎المجال المعني. وربط إصلاح حال الخدمة المدنية بتنفيذ اتفاقية السلام ‏التي أشارت‎ ‎الى ذلك الأمر في البنود (2، و16، و36‏‎). ‎
وزارة العدل الجهة المعنية بمحاربة‎ ‎الفساد باليد وليس باللسان، قال وزيرها محمد ‏علي المرضي إن الوزارة تلقت (128‏‎) ‎طلباً لرفع الحصانة، تم الفصل في (37) ‏منها فقط مشيراً الى وجود (86) بلاغاً حول‎ ‎خيانة الأمانة‎. ‎
ورفع طلب الحصانة‎ ‎هنا يعني أن الأمر يتعلق بمسؤولين حكوميين يتمتعون بهذه ‏الحصانة وربما يكونون على‎ ‎مستوى رفيع بالدولة خاصة وأن وزير العدل أمسك ‏عن تحديدهم أو ذكر وظائفهم‎. ‎
وأكد الوزير في تقريره أمام البرلمان‎ ‎الأسبوع الماضي أن جملة الأموال المنهوبة ‏بلغت أكثر من (110) ملايين دولار أمريكي‎ ‎وأكثر من (763) مليار جنيه ‏بالإضافة الى أكثر من (9) مليارات دينار في الجهاز‎ ‎المصرفي‎. ‎
قانون موحد للقضايا‎ ‎
تنوعت أساليب‎ ‎التزوير وخيانة الأمانة لقضايا المال العام في المؤسسات ‏والوحدات الحكومية حيث دخل‎ ‎نظام «القشرة» وهو عبارة عن وضع حاجز بين ‏أصل الأورنيك والصورة ليتم عن طريقها‎ ‎تزوير المستند المالي وتزايدت هذه ‏الحالات خاصة وسط الجنس الناعم العاملات في مجال‎ ‎الحسابات والعهد وأصبحت ‏الفرصة مواتية لمزيد من التلاعب بالمال العام والعقوبات‎ ‎ليست رادعة‎. ‎
وكيل نيابة المال‏‎ ‎العام مولانا هشام عطا الله يرى أن قضايا المال العام تحتاج ‏لإصدار قانون خاص موحد‎ ‎تضمن فيه المواد الخاصة بالمال العام لتصب في ‏قانون واحد لتسهيل الإجراءات وتفعيلها‎ ‎على أن يحوي القانون تعريفاً محدداً للمال ‏العام حجمه وتحديد المبلغ الذي يجب أن‎ ‎تشمله العقوبة. ويضيف أنه لابد من تشديد ‏العقوبة للمبالغ الكبيرة وأننا لن نتهاون‎ ‎في إصدار أي أحكام ضد أي متهم تثبت ‏إدانته ولكن أحياناً تتم مراعاة نوايا المتهم‎ ‎إذا قرر التوبة وعدم رجوعه لهذا العمل ‏مرة أخرى‎. ‎
وقال إن هناك حالات متعددة لقضايا‎ ‎الإختلاس وهناك بلاغ ورد إلينا لموظف ‏يعمل بإحدى الأكاديميات وعلى الرغم من أن‎ ‎المبلغ الذي اختلسه لمدة 24 ساعة ‏فقط ومن ثم قام بإرجاعه الى الخزينة ولكن حينما‎ ‎تأكدنا من ثبوت المخالفة تمت ‏أيضاً محاكمته‎. ‎
لا حصانة لخائن‎ ‎
يقول إن البلاغات متعددة ومتنوعة حيث‎ ‎وردت إلينا بلاغات لأحد السفراء بدولة ‏أوربية بجانب أحد العاملين في السلك‎ ‎الدبلوماسي بإحدى الدول العربية والمبالغ‎ ‎التي تم الاستيلاء عليها كبيرة والقضية‎ ‎الآن قيد التحري لاسترداد المبالغ‎ ‎المختلسة ‏ومن أشهر البلاغات‎ ‎المفتوحة أمامنا الآن بلاغ يقدر بمليون دولار ويواجه المتهم ‏عقوبات تحت المواد‎ (177) ‎خيانة الأمانة و(123) تزوير وهناك بلاغ مؤسسة ‏النفط والمبلغ المختلس (3‏‎) ‎مليارات جنيه والبلاغ مفتوح في محكمة الأبيض ‏ويواجه المتهم عقوبات وفق المواد (177‏‎) ‎والمادة (123‏‎). ‎
ومن البلاغات التي‎ ‎حوكمت قضية أحد السفراء بإفريقيا وحجم المبلغ المختلس ‏‏(105) آلاف دولار وتم سجنه‎ ‎وتخفيض العقوبة وسيتم خلال الأيام القادمة بيع ‏منزله لاسترداد باقي المبلغ المختلس‎. ‎وعزا مولانا تزايد حالات الاعتداء على المال ‏العام لضعف الرقابة من قبل المؤسسات‎ ‎والوحدات الحكوكية وعدم توريد المبالغ ‏الخاصة بالمصلحة في نفس اليوم وهذا بدوره‎ ‎يؤدي لتزايد حالات التلاعب بالمال ‏العام بجانب الظروف الاقتصادية وضعف النفس‎ ‎البشرية التي تتلاعب بعقول ‏الكثيرين وتحلل لهم المال العام‎. ‎
ضعف الرقابة‎ ‎
ما أورده تقرير‎ ‎اللجنة الطارئة للمجلس الوطني الأسبوع الماضي أشار لضعف ‏الرقابة الإدارية واتضح ذلك‎ ‎في مخالفة بعض الوحدات لأمر التخويل بالصرف ‏الصادر من وزارة المالية مما أدى الى‎ ‎تجنيب جزء من الإيرادات بعدم توريدها في ‏الحساب الرئيسي لتلك الوحدات بالمالية أو‎ ‎بنك السودان الشئ الذي يؤكد عدم ‏الالتزم بالاعتمادات المصدقة بالموازنة ويشكل‎ ‎مخالفة لنص المادة (13) من لائحة ‏الإجراءات المالية والمحاسبية لسنة 1995 ويعطي‏‎ ‎الحق لوزارة المالية في مساءلة ‏تلك الوحدات‎. ‎
كما أن بعض‎ ‎الوحدات الاتحادية تقوم بتعليق جزء من الإيرادات في حساب ‏الأمانات أو بإجراء بعض‎ ‎التسويات غير الصحيحة في نهاية العام المالي لإخفاء ‏التجاوزات التي تتم في بعض بنود‎ ‎الموازنة إما بالخصم على وفورات بنود أخرى ‏أو بالخصم على الأمانات أو العهد مما‎ ‎يجعل موقف الحسابات الختامية وهمياً وغير ‏حقيقي وفي ذلك مخالفة قانونية صريحة إذ أن‎ ‎المادة (371) من اللائحة تلزم ‏رؤساء الوحدات الحسابية بالعمل على تصفية المبالغ‎ ‎التي توضع في حساب ‏الأمانات‎. ‎
أما حساب العهد‎ ‎فيرى التقرير أنه من المفترض أن تحفظ فيه المبالغ المستحقة ‏لأجهزة الدولة على‎ ‎الأشخاص أو الوحدات الحسابية التي لا تتعامل بنظام الحساب ‏الجاري ولابد أن تزال هذه‎ ‎المبالغ قبل نهاية العام المالي كما أن تصفية العهد من ‏مسؤولية مشرف الحسابات وعليه‎ ‎أن يتخذ الإجراءات اللازمة لتصفيتها في أسرع ‏وقت ممكن وفق نص المادة (7/3) من قانون‎ ‎الإجراءات المالية المحاسبية لسنة ‏‏1977 ويرى تقرير المراجع أنه لم تتخذ أية خطوات‏‎ ‎من أية وحدة لدفع أي مبالغ ‏صرفت بالخصم على هذا الحساب مما يؤكد ضعف الرقابة‎ ‎المحاسبية‎. ‎
تعسر التحصيل‎ ‎
وأبان التقرير أن‎ ‎المؤسسات والهيئات الخاضعة لرقابة الديوان (217) وحدة تمت ‏مراجعة (122) منها، (72‏‎) ‎وحدة تمت مراجعتها للعام المالي 2004 و(50) ‏لأعوام مالية سابقة في كل من القطاع‎ ‎المالي، وقطاع البترول، والقطاع التجاري، ‏والصناعي، والنقل والمواصلات، والاتصالات،‎ ‎والطاقة والتعدين، والقطاع ‏الزراعي، والقطاع المتنوع، والجامعات، وبلغ عدد الوحدات‎ ‎التي تحت المراجعة ‏‏(93) وحدة والتي لم تقدم حساباتها للمراجعة (63) وحدة. أما‎ ‎المشروعات الممولة ‏أجنبياً منها (13) مشروعاً تمت مراجعة (11) مشروعاً ومشروعان قيد‎ ‎المراجعة‎. ‎
ودعا التقرير الى ضرورة تحصيل‎ ‎المديونيات ومعالجة الأرصدة الشاذة في ‏حسابات تلك الهيئات رغم أن الموقف المالي‎ ‎لبعض تلك الهيئات يمكنه دفترياً من ‏الوفاء بالتزاماته إلا أن أمر تحصيل المديونيات‎ ‎المتعسرة السداد وتصفية الأرصدة ‏يشكل مخالفة قانونية خاصة المبالغ المودعة بالبنوك‎ ‎تحت مسمى فروقات رصيد‎. ‎
المصارف المعتدى عليها‎ ‎
أُرتكبت مخالفات‎ ‎في ثلاثة بنوك وقُدر حجم المبالغ المعتدى عليها ‏‏(373276762) ديناراً حيث تبين أن‎ ‎إحدى القضايا التي تمت محاكمة المتهم فيها ‏وأدين بالسجن مدة خمس سنوات رد المال‎ ‎المعتدى عليه والقضيتان الأخريتان أمام ‏المحكمة حيث تبين أن الإعتداء حدث في‎ ‎الحسابات الجارية للعملاء حيث يتم فيها ‏إجراء قيود محاسبية بقيمة شيكات وهمية خصماً‎ ‎من حساب الرئاسة أو الفروع ‏وإضافتها لحساب جاري العملاء ومن ثم صرفها وتسبب فيها‎ ‎ضعف الرقابة ‏والضبط الداخلي في البنوك كما أن موظفي البنوك يقوم الواحد منهم بأكثر‎ ‎من عمل ‏ولا تتقيد البنوك بإرسال كشوفات حساب العملاء بصفة دورية فلا يتمكنوا من‎ ‎مراقبة حساباتهم الجارية التي ثبت أن بعض الموظفين يقومون بالسحب والإضافة ‏والإدخار‎ ‎لبعض العملاء الآخرين‎. ‎
مصدر ببنك السودان‎ ‎أكد أن البنك المركزي أصدر توجيهاً للمصارف كافة للعمل ‏بالشيكات الممغنطة التي يصعب‎ ‎تزويرها حتى لو تم تزوير توقيع العميل فيصبح ‏أمر اكتشافها سهلاً والتزمت البنوك‎ ‎كافة بالمنشور منذ العام 2002 موضحاً أن ‏المخالفات والتزوير الذي يحدث من وقت لآخر‎ ‎يتطلب ضرورة تطوير وتفعيل نظم ‏المراقبة الداخلية والإدارية والمحاسبية وأن تكون‎ ‎هناك حملات تفتيش مفاجئ ‏ومراجعة المعايير المتصلة بضبط الحسابات في البنوك بواسطة‎ ‎الرقابة على ‏المصارف وإدارة التفتيش وتفعيل منشورات بنك السودان الرامية للضبط‎ ‎الداخلي ‏للبنوك والمصارف‎. ‎
‎ ‎تكدس القضايا‎ ‎
مسؤولون بوزارة العدل طالبوا بضرورة‎ ‎زيادة نيابات المال العام والمحاكم ‏المتخصصة وهناك نقص حاد في نيابات المال العام‎ ‎مما أدى لتراكم القضايا حيث ‏هناك تسعة إستشاريين وقاضٍ واحد للأموال العامة وهذا‎ ‎العدد غير كافٍ مقارنة ‏بالبلاغات الكثيرة حتى إذا تنحى أي مستشار عن نظر أية قضية‏‎ ‎لأسباب قانونية لا ‏يكون هناك حل سوى إحالتها لمحكمة عادية لتنظر ضمن آلاف القضايا‎ ‎حسب ‏ترتيبها. أما الولايات فالإدارات القانونية هي التي تتولى التحري وليست فيها‎ ‎نيابات ‏أو محاكم متخصصة
الرأي العام 15يونيو 2006‏‎. ‎