اليوم في صفحة ظلال التبلدي بجريدة الخرطوم .. المستشار طه حسن طه يطلق النار على الصفحات الجهوية

نشر في صفحة ظلال التبلدي الصادرة صباح اليوم الاربعاء بجريدة الخرطوم



الرأي والرأي الآخر ..........

النار من مستصغر الشرر ؟!

المستشار طه حسن طه

كثرت الصفحات الجهوية بجريدة الخرطوم وطالت هذه الظاهرة صحفاً أخرى كأنما كل جهة تبحث عن الذات لتعبر عن المراد وتلقم أفواه وعقول أنباء هذه المنطقة أو تلك بأحداث وأخبار تكون لهم المعين والزاد أو لربما تؤجج فيهم الشعور بضرورة التمسك بانتمائهم الضيق وفي هذا تكمن الخطورة وتكون الجهوية أن لم تكن العنصرية على حساب القومية الوطنية ؟! ان النظرة الموضوعية الفاحصة لا يمكن أن تخطئ تشخيص تنامي نظرة عنصرية وتداعي بعض أفراد وتناديهم إلى كيانات وتجمعات ضيقة لا شك أنها ستكون بمثابة قنبلة موقوتة حيث أن العقل غريزة تربيها التجارب وهنا تدخل تطبيقات النظرية التراكمية ، حيث يتنامى الشعور بالذات والمكان والانتماء وتطبيقات أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب ؟! وفي هذا ما ينذر بشر مستطير حيث أن الشر قليله كثير ، أقول ذلك وقد أعتدت ارتياد تموينات ذات مستوى متميز وفي وسط تجمعات سكانية متنوعة من أبناء السودان ورصدت ظاهرة حرص عدد من السودانيين لشراء الجريدة حينما يكون يوم تخصيص صفحة لهم فهؤلاء من الشمالية وهؤلاء من كردفان ... ألخ ونسى كل هؤلاء أن العلم هو أشهر الأحساب ؟! أقول ذلك وقد أستثمرت بعض الصحف وعلى رأسها الخرطوم هذا الموقف وبدأت بإفساح المجال للمزيد من الفئات من جهات السودان الأربعة ، تماماً كما هو الحال في الروابط الرياضية حيث تجد فرقاً رياضية ذات جذور جهوية أو هكذا أريد لها وحيث تشتد المنافسة ويحمى وطيس التعصب ويرتفع صوت الجهوية لحد العراك ، أكتب ذلك عن قناعة ومن مخاوف ومحاذير ربما تكون غير صحيحة وأرجو مخلصاً أن تكون كذلك ولكل منّا قراءته وها نذا أنشر ما كتبته في صفحة ظلال التبلدي الكردفانية حيث أنني أحب التبلدي عصيراً رائعاً والقضيم عنصراً منسجماً ومنكهاً للمديدة وأحب ثمرة اللالوب وأحب كل خيرات الأهل بغربنا الحبيب رغم أنني من الخرطوم أقولها دون جهوية أو عصبية .. وعشت يا سودان نسيج وحدك في كل الأوقات والأزمان وليكن لسان حالنا جميعاً :
ولى وطن ألا ابيعه
وألا أرى غيري له الدهر مالكاً .
المحرر :
نقدر لك أستاذ طه طرحك لهذا الموضوع ونتمنى من القراء إبداء آرائهم نحو هذا الطرح ، مع تمنياتنا بأن تكن اسهامات هذه الصفحات لخدمة أهداف قومية لأجل وطن أكبر عبر قوميات أو تشكيلات جغرافية بعينها ، و حسب استطلاع الراي الذي تلمسته من البعض ( سينشر لاحقاً ) بان ما أشار اليه المستشار طه حسن طه ليس من الهوية السودانية وليس من السهل الانتشار في ظل الثقافة السودانية السائدة ولا الموروث الديني .