احزاب الشمال وهوس اسمه الوحدة

احزاب الشمال وهوس اسمه الوحدة


06-06-2006, 02:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1149557512&rn=0


Post: #1
Title: احزاب الشمال وهوس اسمه الوحدة
Author: waleed500
Date: 06-06-2006, 02:31 AM

بعد أن أثار دهشتنا التقرير الذي تضمنه مقال الكاتب »كورنيليو بيفو لادو« والذي كان حول نشاط الحركة الشعبية ازاء الانفصال في الجنوب ، بعد ان اثار دهشتنا هذا التقرير العظيم كان لابد ان يكون حديث الساعة ما جاء به.
نعم جاء في تقرير الكاتب كورنيليو انه قد تم انشاء محطتين اذاعيتين جديدتين بجوبا حيث تعملا على بث برامج معادية للوحدة وتدعو للانفصال.
و،اذا علم هذا ، ألم يأت مصداقاً لما صرح به احد العناصر الشمالية في الحركة الشعبية وهو قوله أن 96٪ من الجنوبيين مع الانفصال؟!
إن الجنوبيين قد تمت تهيئتهم لرفض العيش مع الشماليين من قبل سلطات الاحتلال البريطاني منذ عشرينيات القرن الماضي وذلك تبقى كل شعارات الوحدة من اجل الاستهلال السياسي والتملق السياسي وبالطبع هو سلوك لا يراعي إلا هو النفس والمصلحة الشخصية.. لا يراعي ضرورة بسط الامن حتى لا تقع المجازر التي وقعت في اغسطس 1955م وديسمبر 1964م واغسطس 2005م ولا ندري متي ستقع المجزرة الرابعة.
وحينما يتحدث الكاتب كورنيليو عن انشاء محطتين اذاعيتين جديدتين بجوبا تنشطان في دعم الاعلام الانفصالي ينبغي ان يتناول الكتاب في هذه الحالة مستقبل الامن القومي وما يقتضيه من زاوية معينة. واذا نظرنا الى تاريخ السودان الحديث نجد ان سلطات الاحتلال البريطاني رغم نجاحها في صياغة قبائل الجنوب بطريقة جعلتهم لا يطيقون العيش الى جانب ابناء خؤولتهم في الاقليم الشمالي الاكبر والذي يضم الآن ست عشر ولاية، رغم نجاح سلطات الاحتلال في ذلك الا ان كل القوى السياسية في الشمال باستثناء منبر السلام العادل مازالت منذ المجزرة الاولى في عام 1955م وحتى بعد المجزرة الثالثة في اغسطس 2005م تعتمد في خطابها السياسي والتعبوي وحدة الشحمة والنار. ان القوى السياسية في الشمال تتعامل مع المطالبة بالوحدة بمصداقية تحسد عليها. ولكنها فقط تتفق مع الحركة الشعبية حول امر الوحدة من حيث الخطاب السياسي.
اما من حيث الممارسة السياسية فليس هناك اتفاق.. وذلك لان الاولى تطالب بالوحدة وكأنها من مقدسات الاسلام.. او من اركان الاسلام. اما الثانية ... فقد كتب حول نشاطها او نشاط انصارها الكاتب كورنيليو في هذه الصحيفة قائلاً: »تقوم الاذاعة المعنية.. اذاعة جوبا.. بتقديم اغاني انفصالية مصحوبة بالشتائم لمؤيدي المؤتمر الوطني طوال هذه الايام ولن تتحدث هذه الاذاعات اطلاقاً عن بناء السلام والتسامح والمصالحة بين الناس او عن ايجابيات اتفاقيات السلام الشامل بل ترفع راية الانفصال الذي يتوقعونه قريباً«.. انتهى.
والسؤال هو: متى ستشعر القوى الحزبية في الشمال بأهمية توفير عناصر الامن والسكينة ثم تدرس كيف يمكن ان يتوفر الامن بعد اطلاق الاشاعات التي تسببت في احداث 1955م و1964م و2005م متى تفيق هذه القوى؟.. متى؟
خالد حسن كسلا