من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم عن جوهرة نفيسة خلفها الإنجليز

من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم عن جوهرة نفيسة خلفها الإنجليز


05-26-2006, 11:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1148683818&rn=0


Post: #1
Title: من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم عن جوهرة نفيسة خلفها الإنجليز
Author: الرشيد حسن خضر
Date: 05-26-2006, 11:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله

إن لم يترك الإنجليز بالسودان غير بنك الخرطوم لكفاهم
على هامش الإكتتاب ........................................
** من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم ( باركليز الإنجليزي سابقا ) عن هذا الصرح المصرفي الفريد في وسائط الإعلام خلال قرن من الزمان !!!
** ترك الإنجليز خدمة مدنية هيّ الأميز في المنطقة العربية و الغارة ا لأفريقية وقطاع مصرفي قوي الأركان .
** لو نشرت القيادة الحكومية في كل حقبة كوادر بنك الخرطوم في منشآتنا العامة والخاصة لشهدنا إنصلاحا شاملا في الأداء وطفرة في النتائج - هذا على فرضية عدم تغول الساسة وأذنابهم !!!
** تجربة بنك الخرطوم في الإختيار والتدريب والتأهيل تحت مظلة نظام ولوائح وأدلة عمل متينة وثوابت راسخة خير برهان على فساد مبدأ إستجلاب العمالة الوافدة والثقة بها وتعقيد سوق العمل الداخلي .
** إهمال الدولة لمشروع الجزيرة الجاهز و صرف الإهتمام نحو مشروعات جديدة تخدم مصالح فردية ضيقة
نظيره إهمال بنك الخرطوم زمنا طويلا وتلميع ما يسمى بسيد شباب المصارف بنك الطائفة الإسلامية .
** أجمعت بحوث علماء الإدارة على أنّ مكمن التخلف في بلدان العالم الثالث هوّ العجز الإداري إن لم يكن غيابه ( MISSMANAGEMENT ) طالما أن ّ المال يمكن إقتراضه والعمالة يمكن إستجلابها وكذا التكنولوجيا ، أما الإدارة فيفضل أن تكون من المحليين NATIVE وبأعداد كافية ، وظل بنك الخرطوم معملا رفيعا لتفريخ القيادات الإدارية المدربة والمؤهلة بعناية وصبر طويل .

تمنيت لو سمحت ظروفي هذه الأيام بالإكتتاب في أسهم بنك الخرطوم ولو بالقليل للتشرف بدعم مسيرة هذا الطود المصرفي الفريد ولكوني أمضيت بدايات حياتي العملية فيه قبل ظهور المصرفية الإسلامية في السودان في أواخر السبعينيات وشكلت هذه السنوات القلائل النواة القوية لقدرات العمل ومهاراته فيما بعد .
أرجو أن يكون هذا المقال المغتضب فاتحة لخبراء بنك الخرطوم ليبينوا للناس فضائل هذا البنك وميزاته وأثره على غيره من الساحات وكونه من أنفس ما خلفة الإستعمار في بلادنا وهو ثمرة حضارة إنجلترا المكتبية والمصرفية الطويلة .
كان إنشاء هذا المصرف إبان فترة الإستعمار الإنجليزي تحت إسم بنك باركليز كإمتداد لبنك باركليز البريطاني أحد أشهر مصارف العالم مع يوباف الفرنسي وإيرفنج ترست الأمريكي ، وطبقت فيه كافة أنظمة وأعارف بنك باركليز الأم وهيبته المصرفية .
إنتشرت فروع البنك في كافة مدن السودان الرئيسية والريفية وطبقت في كل منها نفس النظم ، وظل البنك يدعم التجارة الداخلية والخارجية وقطاعات الصناعة بشكل خاص من خلال نظام الإقراض والسحب على المكشوف الذي كان سائدا قبل الأسلمة وفي حدود المناخ الإداري وظروف الحقب التي كانت سائدة في البلاد والمنطقة حولنا
وحتى لانطيل يجدر بنا ذكر ميزات هذا المصرف التي نأمل أن يسترشد بها الذين يتولون زمام الإدارة في مؤسساتنا العربية والإسلامية تعميما للفائدة وحتى لا يهدر المزيد من الوقت من عمر أمتنا وشعوبنا القابعة في زوايا التراجع الضيقة برغم ما في أيدي بعضها من موارد مادية وبشرية غير مستغلة وغير مستثمرة بأدنى مستوى !! لغياب التجارب الرائدة أوتمكينها وتثبيت آليات ومناهج تطويرها وتحديثها .
ولنذكر طائفة مما إمتاذ به هذا المصرف :-
1/ التدريب :-
- يخضع الموظف الجديد لكورس حسابات ( كورس A) لمدة شهر كامل بمركز التدري بالعاصمة الخرطوم يتوفر فيه الإقامة والإعاشة ويخضع لتدريب ممتاز يباشره خبراء مميزون وبالمركز بنك إفتراضي تستخدم فيه كافة نماذج العمل وأساليبه المطبقة في الفروع الحيقيقية ويمنح شهادة بذلك يباشر بعدها العمل حال نجاحه .ثم يخضع لكورس ( B) فيما بعد لنواب رؤساء الأقسام ثم كورس ( c) لروساء الأقسام ثم كورس (D) لمراقبي الفروع ثم كورس ( E) لنواب المدراء ثم ّ كورس ( F) لمدراء الفروع وهكذا .... إضافة للكورسات الخارجية للقياديين ، وهذه المنظومة من الكورسات التدريبية المنتظمة واللآزمة تؤدي لتأهيل العاملين بالمصرف لأداء متين وأمان وإشباع وظيفي وولاء للمصرف وأهلية لشغل الوظائف الأعلى والمسئوليات الأكبر .
- التدريب ليس إضاعة لمال المنشأة ولا وقت العمل وليس إمتيازا لأحد ولا منّة من أحد على أحد ولا مزاجا عارضا ولا ممايزة لشحص دون آخر ولا قسم دون قسم .
- التدريب علم ومبدأ وضرورة حتمية للنجاح والمنافسة .
- التدريب إستثمار لا مجرد إنفاق .
ومن أعجب العجب أن يتولى بعض الناس قيادة وحدات إدارية في بعض بلداننا الإسلامية دونما تدريب ولا تأهيل ، المعيّار العلمي دائما هو المؤهل العلمي + القدرات والمهارات الشخصية اللآزمة لشغل الوظيفة والمكتشفة من خلال عملية المعاينة والإختبار المصممة وفق أسس علمية والمسنودة إلى الأكفأ المتوفر للمنشأ أو القادرة على توفيره .
الوظائف الإشرافية والإدارية والقيادية :_
يتأهل الموظفون المقتدرون فقط لشغل الوظائف الإدارية بمستوياتها المختلفة بناء على كشف الترقيات السنوي الذي يصدر من الإدارة العامة بناء على تقارير الأداء السنوية المرفوعة من الفروع بعناية وإنتظام .
- الوظيفة الإدارية في بنك الخرطوم جوهرة ثمينة لا توضع في فم أي خنزير ولا ترمى في المذابل هوانا كما في نشاهده في كثير مواقع العمل للأسف الشديد .
- الإداري في كل مستوى صورة لسمعة البنك وخزانة مجده وتاريخه .
- رأينا بعد الموظفين القدامى والموظفات تطلعوا للوظائف الإدارية سنين طويلة ولم بحصلوا إلا على علاوات نقدية وحرموا منها دون مجاملة أو وتفريط وبعضهم كان الأول على دفعته في كورس( أ ) بنجاحه الأكاديمي وظل موظفا أكثر من عشرين عاما في حين وصل الكفْ إداريا من نفس الدفعة لدرجة مدير عام !!!.
3/ دليل السياسات والإجراءات المالية :-
لكل قسم بالبنك دليل يخصه مبني على القواعد العلمية المصرفية والأصول المحاسبية المتعارف عليها وتجارب وخبرات البنك الطويلة : وتشمل الحسابات والخزينة والحوالات والضمانات والإعتمادات والتسهيلات والأوراق المالية إلخ .
ويلاحظ أنّ القياديين مراجعيات محكمة للقوى العاملة بإستيعابهم لأدلة العمل ، وهو مما يسهل مهمة جهاز المراقبة والتفتيش العام بالبنك في أداء عمله .وهذ ا شيء مفقود في أكثرية المؤسسات والشركات وسببا من أسباب تخبطها وغياب الأنظمة المتماسكة فيها .
القيادة المؤهلة المدربة تفرض نفسها على المرؤسين وتحظى بالإحترام وتبعث على الإطمئنان .
4/ النقدية والأرشفة :-
يستخدم البنك غرف خزائن مؤمنة تماما ، وتعامل المستندات في غرفة الأرشيف معاملة النقدية ويخصص موظف للأرشيف ولا يسمح بتعامل غيره مع الغرفة ، ولدقة الترتيب وجودة نظام الأرفف يمكن الرجوع بسرعةلأي مستندمحفوظ خلال عشر سنوات حيث يسمح النظام بحرق المستندات ما عدا الوثائق التي يهم حفظها لفترات طويلة وفق نظام المحرقة وإجراءاتها ولجانها المنصوص عليها في دليل العمل .
- ونحن نشهد في سنيننا الأخيرة مهزلة عجيبة في الأرشفة وغياب النظر لأهمية المستند في الكثير من الشركات والمؤسسات ولا مبالاة في ذلك لغياب الدليل والتجربة والشعور بالمسئولية .وربما وفرت بعض الشركات مستودعات أرشيف حديثة جدا ولكن في غياب النظام والمسئول والمتابعة يضيع كل شيء هدرا
- ترى في أيامنا هذه عجبا نقدية بأحجام ضخمة يتصرف فيها موظف واحد ربما لا يتمتع بالقوامّة الوظيفية لتوليها وترسل من بعض الشركات للبنوك بشخص واحد وبدون أي تغطية أمنية !!! رحمة الله عليك يا الطيب الكارب واطال الله عمر أختنا فائزة عبد الصمدو وداد ببنك الخرطوم مدني فقد اعطوا أروع الأمثلة .
5/ المخازن والتسهيلات :-
تغطى جميع العمليات الإستثمارية من قروض وتسهيلات بشبكة ضمانات مدروسة وكافية تحفظ حقوق البنك فيما يلاحظ الناس في أيامنا هذه مهزلة كبرى بإهدار أموال البنوك بسبب غياب الضمانات وضعف المتابعة
فنظام الضمانات ببنك الخرطوم يقتضي أمّا ضمانات شخصية من تجار مقتدرين ومعروفين أو رهن عقاري لعقار مسجل وفق عقد وشهادة بحث حديثة سارية المفعول أو بضمانة تخزين بضائع في مخازن مغلقة تحت إشراف البنك المباشر ( المفاتيح طرف البنك) ويتم التصرف فيها بموجب سندات إدخال وإفراج يوقعها التاجر ويباشر بها البنك العمليات ، ويقوم البنك دفتريا وبإستخدام الفواتير بخصم نسبة ربما 10 % من قيمة البضائع المحتجزة لمقابلة تغلبات الأسعار أو تسجيل المركبات بإسم البنك أو إجراء رهن تحذيري caution عن طريق المستشارالقانوني للبنك .وغير ذلك من صور الضمانات .
- تحفظ وثائق الضمانات بالخزنة الرئيسية للبنك وتحت إشراف امنائها الدقيق مع قيدها أولا بأول بسجل الوثائق والذي يحكمه دليل العمل بالضرورة .
- يستخدم رئيس قسم التسهيلات مفكرة سنوية يتابع بها تواريخ إنتهاء سريان الوثائق لتجديدها قبل إنتهائها.
- تغطي شهادات التأمين بشركات التامين العاملة النقدية والبضائع والأجهزة والمركبات إلخ ويتابع سريانهاوتجديدها من قبل قسم التسهيلات .
6/ المتابعة والرقابة على المكاتبات :-
في ظل نظم العمل وكوادره المدربة وآلياته المحكمة تبقى المتابعة لجميع صور العمل مدخلاته ومخرجاته محكمة وحيّة ، والموضوعات المعلقة تحت الإجراء تحظي بالمتابعة التّامة وتجد ملف للمتابعة يحوي مذكرات للموضوع الواحد REMINDER1 ، REMINDER2 وهكذا حتى إذا جاء جهاز التفتيش إطمأن أن الموضوع غير مهمل وفيه متابعة مضطردة .
- لكل موظف ملف واحد فقط للموضوعات المعلقة يعرضه على مراقب الفرع كل يوم سبت ليتأكد من عدم تراكم الموضوعات وسرعة الأداء وإتخاذ ما يلزم .
- هناك خصوصية بين الموظف وملفاته خلاف ما نشهده اليوم من إهمال ونفرة لغياب الموظف المكرّس لوظيفته .
- النظم لا تأتي بالتمني والنتائج لا تساق من فراغ والولاء للشركة لا تنتجه المواعظ الحسنة إنّه نتاج كل ما تقدم من عناصر ومفاهيم وآليات وتراكم خبرات . إذن فلتشتكي الشركات ( الحسكنيتية ) مما تشتكي منه !!!

7/ السكرتارية عنوان الإدارة الناجحة :-
سكرتاريو الأمس ببنك الخرطوم خريجي معاهد السكرتارية وقد فصّلوا لشغل هذه الوظيفة ودربوا عليها إنهم عنوان إداراتهم ورمز أناقتها وتماسكها وفاعليتها .يستمر السكرتير طويلا بالموقع فلا غرو أن يحكم مهامه ويحفظ أسرار المكتب ويدعم طاقات المدير والقيادة من حوله ويبعث على الإطمئنان ويوقر ضيوف البنك وكبار عملائه وصغارهم . أما اليوم فترى بالموقع كل عدة شهور سكرتير جديد بلا تدريب ولا روح ولا ولاء ولا براء !!!
8/ المؤتمر السنوي العام :-
يعقد بنك الخرطوم سنويا مؤتمرا عاما جامعا لقياداته من جميع الفروع ويتم إعداد بحوث وأوراق يناقشها المؤتمر بغية الوصول لمستهدفات التطوير والترقية للأداء وتصحيح المسار العام للبنك وتلافي الملاحظات إن وجدت ، واذكر أن ّ مديرنا الرائع الأستاذ عبد المنعم عبد العال حميدة كان قد دعانا ونحن ثلاثة موظفين جدد للكتابة عمّا يعن لنا للمؤتمر العام فلم نجد ما نكتبه لشدة جودة النظام بالبنك وإحكامه ففتشتا في الأمور المعنوية واحتلنا عليها بما يلي من عناوين عريضة قمنا بتفصيل مرئياتنا فيها فأثارت ضجة لدى إدارة البنك لأنّها لم تكن مألوفة ولم يعهدوا صغار الموظفين يتحدثون عن القضايا الكلية أو ينتقدون البنك المحكم :-
1/ البنك ليس مؤسسة عسكرية بشاهد العقوبة باكثر مما يجب والتحفيز بأقل مما يجب
OVERPUNISHMENT& UNDERMOTIVATION
2/ البنك ليس جهازا مغلقا CLOSED SYSTEM حيث طلبنا الإنفتاح والتفاعل مع المجتمع الخارجي ( معارض ندوات محاضرات تفعيل دار المصارف حتى لا يكون جهازا برجوازيا لكبار الموظفين فقط كنادى الجزيرة واضرابه ) وأنّ البنك ليس كهنوتا محجورا .....
3/ نظام الترقيات يجب ألا يختل ويفارق نظريته في البنك بمرور الزمن فلا يبنى على ال LIKE & DISLIKE.
كنا نحن طلائع الجامعيين الأولى بالبنوك حيث تزامن تخرجنا في العام 80 مع شح الوظائف فطرقنا ابواب البنوك في حين كانت فرص أسلافنا متوفرة ولم تكن البنوك أولوية بالنسبة لهم ، لذا أحدث دخولنا بالبنوك هزة وتغيرا كبيرا في المفاهيم والأداء .ولا يقلل ذلك من شأن غير الجامعيين أبدا ممن صقلهم بنك الخرطوم وقدمهم لحياة الناس .وأذكر أنّ أميز زملائنا بقسم المحاسبة بجامعة الخرطوم كانت إمرأة وهي الفاضلة / الشفاء يوسف... من ناس القطينة بلد الأفزاز محجوب عبيد رحمه الله تعالى ونقد وغيرهم .

خاتمة :-
لا أرغب في الإستطراد أكثر مما سطرته مخافة الملل وإن القليل يكفي عن الكثير للفطن اللبيب ونخلص لما يلي :-
1/ بنك الخرطوم آية من آيات الخواجات ببلادنا ( عبء الرجل الأبيض بحق) وثمرة علومهم وتجاربهم الطويلة يجب أن يرتشد بتجربته ويحفظ حقه فيها وان لا يقابل الجميل بالنكران والإهمال يا رجال الإنقاذ .
2/ عيب على من علمه بنك الخرطوم حرفا أن لا يمتدحه ويعلي ذكره وينشر خبره في ما تيسر له من وسائط الإعلام لاسيما الخبراء الكبار الذين مات منهم من مات دون أن يوثق حرفا للتاريخ والأجيال وهيّ مثلبة في حضارتنا كسودانيين نقرأ للآخرين ولا يرون لنا كتبا ولا يسمعون لنا صوتا ، وبقيّ منهم من بقيّ على حاله !!!
3 / حين قامت البنوك الإسلامية في السودان في أواخر السبعينات وانتشرت في جميع بقاع السودان كان أول ما فعلته أن تلقفت كوادر بنك الخرطوم لقيادتها كبار موظفين وصغارهم فنقل هؤلاء نظام بنك الخرطوم وتقاليده المصرفية للبنوك الجديدة ولكن على عجل وفي جسم جديد وغريب فأحدث فيها خير ا كثيرا ولكن بعيدا عن حالها في جسمها وكيانها الأول لإختلاف الظروف والملابسات والأحوال .لذا فبنك الخرطوم هو الرائد في السابق واللآحق .
4/ لم تضر الأسلمة ببنك الخرطوم لخبرته وكفاءته وقدرته على التاقلم مع الجديد فضلا عن كون الأسلمة جاءت معممة على الجميع وبعد فترة تجريب كافية مع البنوك التي بدأت إسلامية أصلا ( فيصل والإسلامي والبركة إلخ ) .
5/ على طلاب الدراسات العليا إختيار نظام وتقاليد وأعراف هذا البنك موضوعا مهما لبحوثهم في الإدارة والنظم وتأهيل العنصر البشري حتى يكمن الإستفادة منها في ترقية وتمتين نظم العمل بالشركات والمؤسسات البنكية والمالية الأخرى .

وختاما وأنا أحس بالإيجاز الشديد لما سقته عن هذا البنك العملاق برغم الفترة القصيرة التي أمضيتها فيه لا يفوتني أن أترحم على جميع من مضي من موظفي وموظفات البنك ممن أبلوا بلاء حسنا فيه وخلفوا أروع الذكريات والعطاء مثل الطيب الكارب وعادل حسن أحمد ونادية مرحوم ببنك الخرطوم مدني وغيرهم بشتى الفروع رحمة الله الهامعة عليهم أجمعين .
وصلاة ربي وسلامه على سيدنا محمد الخازن الأمين الدخري الخزين وعلى آله وسلم .



Post: #2
Title: Re: من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم عن جوهرة نفيسة خلفها الإنجليز
Author: banadieha
Date: 05-27-2006, 01:04 AM
Parent: #1



الرشيد حسن خضر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أتبعت القراءة قفزا سطرين سطرين وأحيانا فقرتين فقرتين لعلي أوجد ثغرة للدخول في "نواياك" وراء نشر البوست وأنك تريد الترويج للإكتتاب في أسهم زيادة راسمال البنك التي تقترب من نهايتها مطلع الشهر القادم في الأسبوع القادم

Quote: تمنيت لو سمحت ظروفي هذه الأيام بالإكتتاب في أسهم بنك الخرطوم ولو بالقليل للتشرف بدعم مسيرة هذا الطود المصرفي الفريد ولكوني أمضيت بدايات حياتي العملية فيه قبل ظهور المصرفية الإسلامية في السودان في أواخر السبعينيات وشكلت هذه السنوات القلائل النواة القوية لقدرات العمل ومهاراته فيما بعد .


وما لقيت إلا المقتطف والحديث عن عبء الرجل الأبيض، وهو حديث مسلم به، ولمست في حديثك مآخذا على المصرفية الإسلامية دون أن تبرر لنا ما لك عليها وخاصة هناك من أمثالي ممن يرون أنه لايمكن أن تكون هناك بنوك وفي نفس الوقت إسلامية لأن النظام المصرفي بالبسيط يقوم على الإقراض وما تدره عليه القروض من فائدة، لا تشبه النسئية ولا الفضل، ومقابل كل وحدة هناك نسبة تحفظ لدى البنك المركزي، وقد قرأت حديث لنميري في اليومين الفاتوا وهو يسب ويتهم ناس الأمير محمد الفيصل والبركة وغيرهم بأنهم خربوا الإقتصاد السوداني!!!

Post: #3
Title: Re: من أعجب العجب ألا يكتب خبراء بنك الخرطوم عن جوهرة نفيسة خلفها الإنجليز
Author: الرشيد حسن خضر
Date: 05-27-2006, 03:21 PM
Parent: #2

الأخ حسن
بناديها
لك التحية والود والشكر على تشريف البوست بالقراءة والمداخلة
ولم يسعفن الوقت للمساجلة معك حول هموم المصرفية الإسلامية برغم طول غياينا عن ساحتها ومتابعتها
وافيد بما يلي :

- لم تكن نيتي أصلا قطعاكتابة الموضوع للترويج لبنك الخرطوم الذي تركته قبل 23 سنة وتنقلت بعده عبر مواقع كثيرة داخل وخارج السودان .
- الهدف الحقيقي يا اخ حسن أننا مهموميين كإختصاصيي إدارة أعمال بهموم الإدارة ليس فحسب في بلادنا ولكن في كل بقعة من عالمنا الإسلامي الفسيح وما نراه بأعيننا من فوضى إدارية تلقي بظلال وخيمة على حقوق الإنسان والشعوب وتطلعاتها وتطور مجتماعتنا التي لا تزال ترزخ تحت نير التخلف
وحتى ما هو في أيديها من ثروات وصور تطور مدني كما كتب أحد الخواجات تهكما بنا أنه كاللعب في أيدي الأطفال والعاقل من يتعظ بغيره ومن غيره ولو كان عدوا له !!!
_ لقد لمست يا اخ حسن في تجربة بنك الخرطوم وأنظمته نواة ممتازة لما يفترض أن يكون عليه حال الكثير من شركاتنا ومؤسساتنا التي بدأت من الصفر دون ماضي ولا تاريخ وللأسف على سدة قيادتها أناس غير مؤهلين وغير مقتدرين وبلا خلفية ولا ثقافة في الإدارة والإقتصادوالعلوم المالية عموما فضاعت بذلك فرص عظيمة للنمو والتطور وحفظ حقوق البشر . فتمنيت لو اننا نسترشد بالتجارب الجيدة في بئاتنا ليس بنك الخرطوم فحسب ولكن كل تجربة حيّة مجودة .
- لما ظهرت البنوك الإسلامية كنت وقلة ومن موظفي البنوك التقليدية أول من لبى نداء الأسلمة عن قناعة وشقف وقوبلنا في ذلك بالنكران الشديد من قبل كبار المسئولين ببنك الخرطوم وكلهم يرون أن لاغنى ولا بديل عن المصرفية التقليدية ولا يفهمون أن يكون هناك بديلا عنها ثمّ أنهم عادوا فيما بعد وصاروا مسئولين رفيعي المستوى بالبنوك الإسلامية لتغير القناعات أو عروض العمل الأفضل فالله حسيب الجميع .
- كان لي شرف العمل كاول رئيس قسم إستثمار بالولايات الوسطى جميعا عبر البنك الإسلامي السوداني بود مدني وتشرفنا بالتكليف بإيصال هذه الرسالة الجديدة لجمهرة الناس الذين كانوا يفدون إلينا من شتى المناطق لمعرفة هذا الجديد القادم بكل تجديده واطروحاته وآماله واجتهاد علماء الإقتصاد الإسلامي وموسوعاته المعرفيه عطاء هيئات الرقابة الشرعية المتصل ، ولعل إنتقادات عمنا النميري
لم تكن مقبولة على تقدير أن الفكرة نبعت أصلا من أناس يرغبون في إشاعة التعامل الحلال المبرأ من شبهة الربا والغرر والجهالة والدعوة لتحرير إقتصاديات العالم الإسلامي من الإرتهان لثقافة الغرب في المعاملات المالية المبنية على المراباة والتطفيف والإحتيال والطبقيةالتي تفتقر إلى معاني التكافل والبر والشفقة والمواساة وكل ذلك أخي حسن ليس تنظيرا وإنما قواعد فكرية إسلامية طبقنا منها الكثير من خلال عملياتنا المصرفية الإسلامية ولنا في ذلك ملف طويل عريض نعتز به ويعرفه عملاؤناالألوف المؤلفةفي المدن والقرى من خلال فروع البنك وفروع التنمية الريفية والأسر المنتجة
وهي تجربة مليئة بالإيجابيات وواكبتها الكثير من السلبيات بسبب سوء نوايا ممن إنتسبوا لهذه البنوك لأجل العروض المالية لا الفكرة من القياديين أو بسبب فئات جشعة من التجار همها تحصيل المال بأي وجه ووجدوا ضالتهم في العناصر الرخوة ذات النوايا السيئة وهو حال جميع تجارب الدنيا دائما وابدا .
- والخلاصة أننا نعتز بالإقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية بكل إجتهاداتها ونتطلع لحركة تصحيحية فيها تضعها في المسار الصحيح وتعيد الثقة للناس فيها وتقابل بحزم كل من يسعون لتدميرها وإفشالهاطالما انها صادفت هوى عميقا في نفوس المسلمين
واننا نحرص على الإسترشاد بكل تجربة قويمة مجودة لها تاريخ قوي ترتكز عليه أو حاضر فقط يستانس بتجارب غيره الناجحة وليس بالضرورة أبدا بنك الخرطوم، أما حكاية شراء أسهمه فهو شعور شخصي فقط
عرفانا لما قدمه لنا .
ولك مجدد التحية ونامل أن نجد الوقت لفتح حوار عام عن المصرفية الإسلامية ما لها وما عليها .
والسلام