تلاميذ مسلمون من هولندا في مكة المكرمة

تلاميذ مسلمون من هولندا في مكة المكرمة


05-25-2006, 02:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1148518854&rn=0


Post: #1
Title: تلاميذ مسلمون من هولندا في مكة المكرمة
Author: Frankly
Date: 05-25-2006, 02:00 AM

تلاميذ مسلمون من هولندا في مكة المكرمة



تقرير: نيكولين دن بور
إذاعة هولندا العالمية
ترجمة: كريمة إدريسي

تنظم العديد من المدارس الابتدائية الإسلامية في هولندا، رحلات مدرسية إلى مكة المكرمة. لقد عاد قبل فترة قصيرة، فوج صغير من التلاميذ، كان في زيارة لمكة المكرمة والمدينة المنورة.

أما العام الماضي، فقد نظمت ست مدارس من مجموع 47 مدرسة إسلامية في هولندا، رحلات مدرسية إلى مكة لأداء العمرة.

عاد تلاميذ الصف الثامن بمدرسة "ابن سيناء" في "ارنم" منذ شهر من المملكة العربية السعودية، عقب الرحلة المدرسية الثانية، وكانت الرحلة حدثا لا ينسى، كما يؤكد مدير المدرسة "فيم ماست":
"تشكل العمرة نقطة الأوج في الموسم الدراسي بالنسبة لتلاميذ المدرسة، إنها لحظة يعيشونها بالوجدان".

العمرة إعداد للحج، كما يوضح المدير، تلك الشعيرة التي على كل مسلم تأديتها على الأقل مرة واحدة في حياته، إذا سمحت ظروفه المادية والصحية. إن العمرة التي أداها أطفال المدرسة لا تعفيهم من أداء فريضة الحج مستقبلا؛ لأن الحج فريضة على البالغين وفقا للشريعة الإسلامية.

غير أن الرحلة التي يقوم بها تلاميذ المدارس الإسلامية، تشبه كثيرا فريضة الحج. إنهم يتوضئون قبل السفر ويستبدلون بملابسهم العادية ثياب الإحرام (الملابس البيضاء الخاصة بالحجاج) بل إن تلميذين من مدرسة "ابن سيناء" عادا من مكة حليقي الرؤوس، وهي من الطقوس المرافقة لفريضة الحج، والتي ترمز إلى تخلي الحاج عن حياته الماضية.

ويلاحظ "راشد بال"، مدير هيئة اتحاد المدارس الإسلامية أن العديد من التلاميذ، يغيرون سلوكهم ومظهرهم بعد أداء العمرة:
" ترتدي الفتيات فجأة حجابا، ويعتاد التلاميذ على أداء الصلاة خمس مرات في اليوم". غير أنه تغيير مؤقت، كما يؤكد "راشد بال"،" فأداء الصلاة خمس مرات في اليوم، أمر لا يمكن الاعتياد عليه بشكل دائم".

من البديهي أن يكون لأداء العمرة وزيارة الأماكن المقدسة تأثير كبير على حياة هؤلاء الأطفال، ويدفع بهم للاهتمام بالدين. إن مثل هذه الرحلات المدرسية، تشكل قاعدة لحياتهم الدينية المستقبلية.

يتزايد الاهتمام بتنظيم الرحلات المدرسية؛ لأداء العمرة بدرجة فائقة، و يبدو الأمر وكأنه تقليعة العصر، كما يشير "راشد البال":
"تتصل بنا العديد من المدارس؛ لتخبرنا بأن هناك المزيد من الأطفال، الذين يرغبون في المشاركة في الرحلة المدرسية إلى مكة، لأداء العمرة وأن هذه الرغبة نتجت عن رؤية أصدقاء لهم، يقومون بنفس الرحلة".

تنظم ستة مدارس من مجموع المدارس الإسلامية 47 رحلات عمرة مدرسية إلى مكة، وقد يتصاعد هذا العدد، كما يتوقع "بال".

وهنالك أعداد أخرى من التلاميذ، يذهبون للعمرة في مكة خارج إطار الرحلات المدرسية وعلى حسابهم الخاص" وقد تصل النسبة المئوية من التلاميذ الذين يؤدون العمرة إلي 30%." إذا أضيف هؤلاء إليهم.

يشير "فيم ماست" إلى أن العمرة التي تنظمها المدرسة، تشكل مصدرا كبيرا لجذب التلاميذ للمدرسة:
"حيث إن العديد من الآباء يسجلون أطفالهم بالمدرسة لدينا فقط؛ ليتمكنوا من أداء العمرة في الرحلة المدرسية".

ومن جانب آخر، فإن هناك مدارس إسلامية أخرى لا ترى في العمرة وسيلة لاجتذاب التلاميذ، كمدرسة "التقوى" بأمستردام والمدارس الثلاث الأخرى التابعة لها. يرى متحدث باسم المدرسة أن "حماس" بعض المدارس للعمرة أمر مبالغ فيه:
"لا أرى أهمية في ذلك، إذا كان هؤلاء التلاميذ حقا، يرغبون في أداء العمرة، فيمكن لآبائهم أن يبعثوهم لأداء العمرة على نفقتهم الخاصة".

لقد سبق وصرحت بعض المدارس، بأن تكاليف أداء العمرة باهظة جدا. يقدر "راشد بال" أن تكاليف التلميذ الواحد تفوق الألف يورو، لقد بدأ الآباء بجمع التبرعات من الآن، ببعض المدارس الابتدائية؛ حتى يتمكن أطفالهم من أداء العمرة، كما يساهم بعض المسلمين، كـ"الجزار التركي" مثلا أو"بائع البتزا" في ملء صندوق التبرعات.

يبقى الآن السؤال، ما إذا لم تكن العمرة حدثا معقدا لطفل في سن الثانية عشر. إن زملاء هذا الطفل بالمدارس الهولندية العادية، يقومون أيضا برحلات مدرسية ولكنها استجمامية، كزيارة حديقة الحيوانات أو حديقة للأطفال أو الذهاب للمخيم.

يقول "ماست": إن مدرسته تنظم أيضا رحلات يخيم خلالها الأطفال "ولكن تلاميذنا يفضلون العمرة، إن للمسألة علاقة بهويتهم الإسلامية، وإن مكة ليست فقط مكانا للمهام الصعبة وإنما تعتبر أيضا موقعا سياحيا جميلا، يتمتع به الأطفال أيما تمتع". إنهم لا يستمتعون بالأماكن المقدسة التي يزورونها فقط، وإنما يستمتعون أيضا برحلتهم الأولى فوق ظهر جمل.