ظلال التبلدي من جريدة الخرطوم في عددها الصادر صباح اليوم حديث ميرغني عبد الله مالك

ظلال التبلدي من جريدة الخرطوم في عددها الصادر صباح اليوم حديث ميرغني عبد الله مالك


05-17-2006, 02:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1147829918&rn=1


Post: #1
Title: ظلال التبلدي من جريدة الخرطوم في عددها الصادر صباح اليوم حديث ميرغني عبد الله مالك
Author: ghariba
Date: 05-17-2006, 02:38 AM
Parent: #0

ملكة الدار محمد عبد الله – مفرد بصيغة الجمع
إحتفاء متأخر


الرياض – ميرغني عبد الله مالك

كانت مغامرة جريئة ، أتسمت بالجسارة والإقدام في بيئة محافظة وتقليدية ليس فيها هامش كبير لحرية المرأة وحقوقها، وعلى صدارة تلك الحقوق حق التعليم وحق العمل، رغم أن بابكر بدري، ذلك الرائد المستنير، المشرئب إلى مستقبل أكثر رحابة وإحتفاءاً بالمرأة، أبحر ضد التيار في العقد الأول من القرن الماضي، وشق الطريق لتعليم المرأة، ولاقى ما لاقى من صنوف العنت، والنقد اللاذع والاستهجان وكافة أنواع المثبطات .
ملكة الدار محمد بطلة تلك المغامرة الجريئة وإحدى شهود عصرها. ولدت في عشرينات القرن الماضي في حي القبة في مدينة الابيض، عروس الرمال، وعاصمة كردفان – السودان ، والقبة هنا، هي قبة الشيخ اسماعيل الولى مؤسس الطريقة الإسماعيلية، إحدى الطرق الصوفية التي ذاع صيتها، وانتشرت مدائحها، وعمت حلقات ذكرها، وهفت لها قلوب المريدين يحفهم وجد صوفي، وكشف نوراني. في هذا الحي ولدت وترعرعت ملكة الدار محمد، وأظهرت في طفولتها شغفاً جامحاً بالمعرفة، وفضولاً دافقاً للقراءة وفك طلاسم الحروف الملغزة . لم يكن الأمر هيناً، أو سهل المنال، في بيئة تجثم على صدرها ثقافة " الحريم " والمحرمات، وتطبق عليها الوصاية الأبوية وقيم " المرأة العورة " . بدأت معركتها الاولى داخل البيت – البيت الذي " لا صوت يعلو فيه فوق صوت الرجل"- وهي معركة ملحمية لأنها تخوضها أصالة عن نفسها ونيابة عن نساء كثر يراد لهن أن يقبعن داخل ذلك السجن الذكوري ويرسفن في قيود الجهل والأمية، رغم أن " النساء شقائق الرجال" . لم تكن وحدها، فقد وقف الى جانبها والدها الفقيه الورع الذي حفظ القران، وألم ببعض علوم الفقه والنحو, إلاّ أن آخرين ناصبوها العداء وسعوا دون هوادة لتثبيط همتها، واغتيال طموحها. كانت معركة صامتة وصاخبة، وسلاح ملكة الدار، إرادة قوية وعزيمة لا يفت في عضدها الرفض المطلق أو الرفض الخجول واليائس لرغبتها في العلم والتعلم في ذلك الزمن السحيق الذي يرى في تعليم المرأة عاراً وعيباً لا يغتفر وزره . وانتصرت ملكة الدار، وأرهص انتصارها لعصر جديد، وفجر جديد نقطف نحن ثماره التي غرست زرعها ملكة الدار وملكات أخريات في ذلك الوطن، منذ عقود طويلة . أنها معركة / ملحمة تعرضن فيها للاضطهاد والتمييز والسخرية والتهكم والتحقير، والعزل والإقصاء، لكن الشجاعة التي ذخرت بها قلوبهن، والمثابرة الجريئة، والطموح الذي لا سقف له كتب لهن النصر المؤزر. التحية والتجلة لملكة الدار محمد وللرائدات من جيلها .
خاضت ملكة الدار غمار معركة التعليم وتبوأت مكاناً مرموقاً كمعلمة ومربية في مدينة الأبيض ونهلت من علمها أجيال كثيرة، وسجلت حضوراً لافتاً ومتميزاً في مجال عملها لأنها أدركت منذ نعومة أظافرها وبعقل متفتح وبصيرة ثاقبة، قيمة العلم والمعرفة في معركة البناء . لقد فجرت فيها تلك المعركة طاقة إبداعية، وشحذت قريحة الفن فيها . تلك الروح الوثابة لا سقف لإبداعها وطموحاتها فقد كتبت ملكة الدار مجموعة من القصص القصيرة هي " حكيم القرية " و " المجنونة " و " متى تعودين " . وتعود قصة "حكيم القرية" الى عام 1947 والتي فازت بجائزة القصة القصيرة في ذلك الوقت ونشرت في مجلة القصة السودانية . وتجسد "حكيم القرية" صراع الثنائيات بين العلم والخرافة، والخير والشر. وانتصر العلم والخير في ذلك الصراع . وما يبهر الإنسان اللغة السلسة الرشيقة التي كتبت بها تلك القصص مما يكشف عن امتلاك ملكة الدار لناصية اللغة وقد أسلمت لها قيادها. كما أوحت لها تجربتها المعاشة بعمل روائي تستودعه تجربتها الخاصة ممزوجة بالعلم وتوثق به المعركة الملحمة، لكن من منظور فني يستخدم تقنية القص والسرد وتوالي إبداعها وانسكب مخزونها الفني فخرجت من رحم كل ذلك رواية " الفراغ العريض " لملكة الدار محمد. "الفراغ العريض" تنتسب لجنس السيرة الذاتية لأسلوب سردي شيق وحبكة روائية بضمير الروائي تقارب فيه البيئة والمناخ الاجتماعي الذي عاشت في كنفه .
والشخصية الرئيسية والمفتاحية هي البطلة " سارة " التي خاضت صراعاً مريراً ودامياً ولم تلن لها قناة، ضد المعسكر القديم، حارس كل القيم البالية المتكلسة، والذي يحلم وبئس الحلم بتكريس عصر الحريم وأبدية الاستبعاد، والثقافة البطريركية . الرواية حافلة بالوقائع والمواجهات الشاحنة، والتصعيد الدرامي ولحظات العجز والقهر والانكسار الذي يتبدد فيها كل أمل بالانتصار، وتموت الأحلام الجميلة، ويذوى بريق الحياة الجديدة . كما ترشح الرواية في تلك اللحظات التي تجدد فيها الأمل وتبعث روح مقاومة، ومصادمة لن يهزمها ظلم أو قهر، وتظل مشدودة لحياة جديدة ستولد حتماً مهما طال ليل الظلم . ما يحزن القلب ويدمي الخاطر أن رواية " الفراغ العريض " لم ترى النور ولم يكتب لها النشر الا بعد رحيل ملكة الدار في أوائل سبعينات القرن الماضي، لأن فصولاً منها ضاعت وهي في طريقها للطبع مما دفع بها لأن تكتب مقالة شهيرة في صحيفة الرأي العام تحت عنوان " أدب أضاعوه فهل يعيدوه " عبّرت عن حسرتها ومرارة الفقد الفادح . لم يقف إبداع ملكة الدار محمد عن حدود " الفراغ العريض"، وإنما تفتق حسها الإبداعي مجدداً، فسطرت مقالات بديعة في النقد والأدب وسجلت حضوراً متميزاً في " الندوة الأدبية"" التي أسسها الأديب الراحل عبد الله حامد الأمين، وأمها رهط كبير من الأدباء والشعراء من بينهم أبوبكر خالد ومبارك المغربي ودكتور حسن عباس زكي .
لم يستوعب التدريس طاقات ملكة الدار المتفجرة والمتجددة، وطموحها المجنح، فأجترحت مساراً آخراً في إطار مشروعها الإصلاحي والتنويري، ودون أن يضعف ذاك همتها في حقل التعليم . نقلت ملكة الدار معركتها الى مجال محاربة العادات الضارة فأقامت المحاضرات والندوات منددة بالختان الفرعوني وعادة الشلوخ، وجابت القرى والأرياف في منتصف أربعينيات القرن الماضي تبصر بأضرار تلك العادات ونتائجها الكارثية، وتخاطب العقول بلغة الواقع دون استعلاء أو صفوية .
ونجحت في اجتذاب المؤيدات والمؤيدين رغم الخصومة الفاجرة التي قادها الحرس القديم . لكي أن تتأملي وتتأمل تلك المعركة الضروس، وصمود ملكة الدار في تلك البيئة التقليدية المحافظة والعالم يدفن ضحاياه، ويداوي جراحات الحرب العالمية الثانية التي ألقت اوزارها لتوها . كانت ملكة الدار شعلة متقدة في مجال العمل الاجتماعي وميادين الإبداع المختلفة، واحتضنت مقالاتها جريدة كردفان تلك الجريدة الإقليمية الرائدة التي أسسها المغفور له الأستاذ / الفاتح النور .
لملكة الدار محمد، هذا الاحتفاء المتأخر في شموخها وبطولاتها وابداعاتها . هل نقيم نصباً تذكارياً لها . ونطلق اسمها على إحدى مؤسساتنا التعليمة . هل لي أن الحلم بذلك ؟

Post: #2
Title: Re: ظلال التبلدي من جريدة الخرطوم في عددها الصادر صباح اليوم حديث ميرغني عبد الله مالك
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 05-17-2006, 02:47 AM

الأخ غريبة
السلام عليكم
أوردت معلومات عن حضور بعثة السفارة
إلى الشرقية
ذهبت ولم أجد أحد!!!!!!!!!
نريد إيضاحا
شكرا

Post: #3
Title: Re: ظلال التبلدي من جريدة الخرطوم في عددها الصادر صباح اليوم حديث ميرغني عبد الله مالك
Author: ghariba
Date: 05-17-2006, 08:37 AM
Parent: #2

الاخ محمد
عذرا للذي حدث
ولكن حسب ما أخبرني به الاخ بشرى مكي من الشرقية وسبق ان نشر نفس البيانات في موقع كردفان اون لاين بان هذا الموعد هو موعدحضور القسم القنصلي وسأتكد لك عن الذي حصل بالضبط وأرد عليك

صلاح غريبة - الرياض