(مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار

(مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار


05-11-2006, 08:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1147331386&rn=0


Post: #1
Title: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: عوض محمد احمد
Date: 05-11-2006, 08:09 AM

ظهرت ما يسمى بمدرسة الغابة و الصحراء في بداية الستينات:
هل هي فعلا مدرسة؟
هل هي كانت مجرد تيار أو موجة عبرت بحر الأدب السوداني و مضت سريعا لحال سبيلها مثل جماعة ابادماك 1968-1971؟
هل كانت مجرد صرعة أو ظاهرة افتتن بها بعض المثقفين لبعض حين ثم ملوها، مثل ظاهرة الوجودية التي تبناها البعض في الستينات أيضا.
من كان ابرز أعضائها بجانب النور أبكر و ود المكي؟ و ما موقفهم اليوم منها؟
و هل تصح في حقهم مقولة حسن موسى في مقال له عن أبكر إسماعيل ربما على هزا المنبر: " فأهل " الغابة و الصحراء"، من الافندية السنارويين الذين قنعوا بسكنى صحراء الأيديولوجية العربسلامية، و استطابوا انتهاك الغابة الزنجية لزوم و الاستزادة من الدم الإفريقي.(و ده الغتّس حجرهم في شبر موية الانقاذ"
هل صحيح أن محمد عبد الحي كان ينفى انتماؤه لها رغم أن البعض يعتبرون قصيدته العودة إلى سنار انجيل هزه "المدرسة".
هل كانت تنطلق من منطلقات فكرية أصيلة أم كانت مجرد تلفيق أو توليف لرموز و أساطير افريقية و عربية و من ثم إقحامها في الأعمال الإبداعية في تعادلية مقيتة قد تتطلب من الكاتب أن يحمل معه "ميزانا" حتى لا يطغى ما هو افريقى على عربي أو العكس ؟
هل يمكن اعتبارها بشكل ما إرهاص ادبى مبكر لفكرة السودان الجديد كما تتبناها الحركة الشعبية؟
و هل كانت صدفة نشوء هزه المدرسة مع ميلاد الحركات الجهوية في الميدان السياسي مثل "سوني" و "نهضة دار فور" و "حركة أبناء جبال النوبة" و تنظيم أبناء البجة؟.
هل صحيح إنها انتهت الآن إلى مجرد ملف في اضايير تاريخنا الادبى ؟

Post: #2
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: عاصم الطيب قرشى
Date: 05-12-2006, 11:12 PM
Parent: #1

عزيزى عوض

سلام كتير

لعل خصوبة الفترة الزمنية- أعنى الحقبة بعد خروج العالم

من الحرب العالمية الثانية والانتعاش الاقتصادى الذى لم يستثن

السودان- هو أحد الاسباب الغير مباشرة لتبنى وانتشار الحركات

الفكرية وبالتالى الادبية.لقد كان نتاجها بالضبط أقرب لشفافية

وإنسانية طور النقاهة.

إذا اعتبرنا الاختلاف النوعى عن السائد فى الاسلوب أو تكنيك الكتابة

الشعرية أحد المعايير لإطلاق إطار المدرسة أو المذهب على تلك التجربة

فقد كان ذلك بمفارقة بعيدة المدى والمقارنة مع ما كان سائدا حينذاك.

* تميز على مستوى اللغة والمفردات أضاف جديدا

* مزيدا من الرمزية والصورالتجريدية أكسب النصوص ثراءا:

زرافة النار ترعى النعنع القمرى

بين الجبال وديك الفجر مشغول

يقتات بالانجم السكرى فتفضحه

وصاحب الحانوت مقتول.

* تبنى فكرة من واقع القضية السودانية وهى قضية الهوية

السودانية بين إحداثى الزنجية والعربية والاشارة لها

أدبيا بالغابة والصحراء.

* إذن هى مدرسة بحق وحقيقة شأنها كشأن مدرسة الخرطوم التشكيلية

التى ظهرت فى نفس المرحلة تقريبا.

* رغم اندثار المدرسة عضويا إلا أنها خلفت أجيال استفادت حقيقة

من التجربة فكرا وتكنينا.

* لا أعتقد أن من حق عبد الحى الانتساب أو عدم الانتساب للمدرسة

بقدر ما تقرر طبيعة أعماله والتى تثبت إنتمائه.

* ربما انتهت كملف لكنها توثقت فى تاريخ الحركة الادبية,مما

يضمن استدعائها أوإعادة قراءتها حالما طلنا ذلك المقام أو اكتملت

دورة التاريخ.

لك الشكر على هذه الواحة النقدية




Post: #3
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: عوض محمد احمد
Date: 05-13-2006, 03:56 AM
Parent: #2

شكرا عاصم
و انا كتبت ما كتبت من منطلق اعجاب تام بمنتوج هذه الحركة الابداعى.

Post: #4
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: عوض محمد احمد
Date: 05-14-2006, 11:25 AM
Parent: #3

هل هناك اى صلة بين الشاعر صلاح احمد إبراهيم و جماعة الغابة و الصحراء. فالمعروف انه كان مهتما بالرموز و الأساطير الأفريقية كما وظف بعضها في شعره، إضافة إلى انه قضى فترة من حياته في دولة. غانا و رحل عنها بعد الانقلاب الزى أطاح بكوامى نكروما في 1965.
الزى اعرفه أن صلاحا (مواليد 1932) لم يعاصر مؤسسي الجماعة في جامعة الخرطوم.
و اعتقد إن الظرف مناسب للتساؤل عن سر التحول الزى طرا على صلاح من الافريقانية إلى العروبية في الفترة الأخيرة من حياته و قد تمثل هزا التحول في مواقف سياسية اعتمدها الشاعر و أخزها البعض عليه مثل وقوفه بجانب الانقاز في حرب الجنوب و الهجوم المقذع الزى كان يشنه ضد الحركة الشعبية ود. منصور خالد مع أنهما عملا سويا في وزارة الخارجية في 1970-1976م. و كان خروج صلاح من الخارجية في أثناء فترة كان فيها خالد وزيرا لفترة قصيرة لوزارة التربية مما يدل أنهما كانا على وفاق وقتها.

Post: #5
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: Salwa
Date: 05-16-2006, 02:16 PM
Parent: #1

أخي د. عوض

لعل اللوم يقع على إدراكي وحصيلتي المعرفية، لم أر الرابط بين الحركات الجهوية في الميدان السياسي ومدرسة الغابة والصحراء لكن أقول الأمر ليس موت مدرسة وإنبعاث أخرى في سوداننا الحبيب {وإن أبينا} ، إنما هو تعاملنا مع الأشياء في شتى مجالات الحياة. جلنا أخي عوض شعب عفوي وعلى السليقة، قد يكون هذا أوذاك ينتمي الي مدرسة أو أخري غير أنه لا يعي هذا الإنتماء وإذا أراد تناول أمر ما دفق ما تجود به قريحته بعفوية غير آبه لأي مدرسة ينتمي كأنه يقول لك أنا أكتب وصنفها أنت، ضعها في أي مدرسة شئت.

شكراُ على الطرح الطيب.

Post: #6
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: abdalla elshaikh
Date: 05-16-2006, 07:48 PM
Parent: #5

ألغابة وألصحراء ليست بمدرسة علي نحو ألمصطلح[مدرسة]ألمتعارف عليه في
ألتصنيف[ألغربي]وليست هي تيار جرف ما جرف من ماضي لتأسيس واقع
جديد يتقاطع[ على ألأقل]معرفيا مع ذلك ألماضي. ولكنها محاولة من
هؤلاء ألشباب,آنذاك للإجابة علي بعض إسئلة ألشعر والهوية .وأعتقدأنها
محاولة جاده.ولكن لم تستمر.شأنها في ذلك شأن جل محاولاتنا ألسودانية
إن كان في مجال ألثقافة,ألإقتصاد والسياسة بل وحتي ألجانب ألإجتماعي.وهذه مسألة تحتاج إلي [عميق]نظر.
أما قصيدة ألعودة إلى سنار... فقد بدأت تخلقاتها بـ[لندن]في ألنصف
ألأول من ألسبعينات .وقتها كان [عبدألحى]طالب دراسات عليا في[إنجلترا]

Post: #7
Title: Re: (مدرسة) الغابة و الصحراء: تساؤلات برسم الحوار
Author: bayan
Date: 05-16-2006, 11:34 PM
Parent: #1

الاخ الكريم عوض

هذه من خاتمة بحثي عن الغابة والصحراء.



1 ـ ان ما يسمى بمدرسة الغابة والصحراء لا يرقى إلى مستوى مدرسة أدبية ولكنها حركة أو تيار أدبي صحبه بعض التنظير والكتابات الأدبية. وساد لفترة في الأدب السوداني ثم اختفى.
2 ـ وأن ثنائية الغابة والصحراء لا تتعارض في أصلها ولكنها تشكل إضافة جديدة وفريدة وهذا لا يكون إلا بالنظر إلى المكونين العربي والإفريقي بسواء، والاعتراف بهما معاً.
3 ـ ان المثقفين السودانيين قد وصلوا إلى أن الحل للأزمة السودانية هو حل ثقافي في المقام الأول ونجد أن هذا ما وصل إليه رجال السياسة في السودان بعد مرور أربعين عاماً من نزيف الدم.
4 ـ تحفل الثقافة السودانية في داخلها بعدة مكونات قد تشكل عنصر القوة إذا قمنا بالنظر إليها باحترام والاحتفال بها دون التركيز على ثقافة واحدة وفرضها على الآخرين مما يخلق سودان الوحدة والتنوع.
5 ـ إن حركة الغابة والصحراء لم تتأثر بحركة الزنوجة، إذ أن حركة الزنوجة تدعو إلى المواءمة بين العنصر الأوربي، والعنصر الزنجي بينما حركة الغابة تدعو إلى المواءمة بين مكونين أصيلين في تركيب وجدان الفرد السوداني الذي هو أصلاً تركيب عرقي وهجين بين العرب والزنج، ولذلك باعتراف محمد المكي إبراهيم الذي لم يقرأ لسنغور إلا بعد أن تعلم اللغة الفرنسية فيما بعد.
6 ـ لم تكن حركة الغابة والصحراء حركة سياسية ولكنها حركة فكرية وثقافية ولذلك كان أثرها ضعيفاً في محاولة تغيير الواقع المعاش في السودان.
7 ـ ربما قيام هذه الحركة في ذلك الوقت الحرج من تأريخ الأمة العربية (هزيمة 67) سارع في إجهاضها على الرغم من الإنتاج الغزير الذي أنتجته هذه الجماعة.
8 ـ لم تكن حركة الغابة والصحراء من إفرازات الحزب الشيوعي السوداني كما يدعي الكثيرون إذ أنها كانت تضم شعراء من مختلف الاتجاهات الفكرية، وفكرة الجماعة تتعارض مع الفكر الماركسي أصلاً.
9 ـ حركة الغابة والصحراء لم يتم الانتباه لها إلا عندما حدث تماس بين السوداني الأسود والأوربي الأبيض بعد سفر "محمد المكي إبراهيم" و"النور عثمان أبكر" إلى ألمانيا "إن انتباهي إلى مسألة الغابة والصحراء تم لي وأنا في محيط حضاري غربي رفض هويتي الإفريقية حين أفكر ورفض هويتي العربية حين أكون".
10 ـ ظهر أثر الشعر الغربي والمترجمات واضحاً في إنتاج هذه الجماعة لا غرو فإن غالبيتهم يعرفون أكثر من لغة أجنبية وقد درسوا الأدب الإنجليزي. فكان أثره واضحاً في شكل أشعارهم.
11 ـ كما تأثر هؤلاء الشعراء بحركة الحداثة في الشعر التي كانت منتشرة في الوطن العربي وبذلك كان هناك أيضاً انفتاح على الوطن العربي وإنتاجه الأدبي.
12 ـ شهدت أعوام الستين حركة ثقافية وأدبية لم يشهد لها السودان مثيلاً.
13 ـ لم يلعب أي من جماعة الغابة والصحراء دوراً سياسياً بارزاً في السودان مؤكدين بهذه، الشقة بين السياسة والثقافة في السودان.
14 ـ لم تتبع هذه الحركة حركة نقدية لتعرض لهذه الظاهرة بالدرس والتمحيص والاستشراف للحركة الأدبية في السودان لذلك كانت واحدة من مشاكل هذا البحث غياب النموذج والمراجع.



هذه مجرد وجهة نظر تتقبل المناقشة والحوار والتعديل وليس هناك شيء قاطع فيها