لك التحية والتقدير
كتب حاطب ليل في جريدة الصحافة هذه القصة والتي وضح من خلالها ماسنقراه سويا
الدكتور عبد اللطيف البوني
بعد التحية والسلام
استميحك عذراً أن أكون حاطب نهار لان الإحتطاب في الليل صنعة حاذق وماهر وشفاف «حماك الله
من شفافية السياسيين وحمانا».
في النكتة السياسية الشهيرة أن شيوعياً ذهب الى ست الودع «عرافة»، الودع هو عبارة عن
اصداف بحرية صغيرة الحجم لها وقع خاص في وجدانيات الشعب السوداني حيث تدخل في زينة
المرأة «ودعتين شدهو الجبين ولا الجبين شدهو الودع». ويدخل الودع في معظم الفلكلور
السوداني والمعتقدات الروحانية.. ذهب الأخ الرفيق إلى ست الودع في عهد الرئيس المخلوع
نميري، وبعد أن جلس إليها تتأمل حاله المغلوب قالت يا ولدي لا تحزن فالحزن عليك هو
المكتوب وبعد ان دفع البياض «جنيه واحد» قالت ما هو طلبك؟ قال كم سنة سوف يحكم
النميري السودان؟ ثم هزت الودع ورمته في الرمل «ست الودع ارمي الودع لي كشكشي كان
فيهو شي شوفيهو لي» وبعد ان بسملت وهمهمت قالت مكتوب في الودع ست عشرة سنة «16».
ومرت السنوات وهب الشعب السوداني وأطاح بالسفاح «السفاح شرد وينو.. وتسلم يا بلد»
وصدقت ست الودع «كذب المنجمون ولو صدقوا». ومرت الفترة الانتقالية ثم الديمقراطية
الطائفية التقليدية «وهلمجرا» وتواصل العك السياسي.
وجاءت الانقاذ وقامت بأكبر حملة تشريد تحت بند الصالح العام والخاص وقامت برفع
المعانا «وليس المعاناة» من الشعب، وبعد ان ضاقت الارض بالاخ الشيوعي تذكر ست الودع
وقرر الذهاب اليها كي تتنبأ له بعمر الانقاذ من السنوات فاذا كانت قليلة صبر واذا
كانت كثيرة لحق بمحمد محمد خير في كندا، وكانت الانقاذ اكملت خمس سنوات عجاف وبعد ان
دفع البياض وقال السؤال كم عام سوف تحكمنا الانقاذ؟ وكشكشت ست الودع ورمت الودع ونظرت
إليه كثيراً وتصببت عرقاً وقالت الجماعة «اولاد ماما» رفضوا البياض لان خدام الانقاذ
منعوهم ويجب زيادة البياض واخونا دفع ثم رمت الودع للمرة الثانية وقالت: الجماعة ديل
سوف يحكموا ست سنوات «6» وفرح الاخ فرحاً شديداً ولكن «جات الحزينة تفرح ما لقتهاش
مطرح». قالت له دقيقة في واحد «1» مرة يظهر في شمال الستة «16» ومرة يظهر في اليمين «
61».
ولكن نبوءة ست الودع في النكتة أصبحت حقيقة وبعد ان اكملت الانقاذ عامها الخامس عشر
هل تصدق ست الودع؟
واذا عملنا جرداً للانقاذ وهي مقبلة على الواحد شمال الستة «16» وهي الاحتمال الاول من
النبوءة نجد ان الانقاذ حصل لها انقسام خطير حيث انقسم نصفها الشعبي بقيادة عرَّابها
وقبطانها الترابي، وهو انقسام حاول بقية اهل الانقاذ تقليل حجمه ولكن أحداث دارفور
خيَّبت حدسهم حيث تواجه الانقاذ والسودان ككل منعطفاً خطيراً وهجمة عالمية أكثر ضراوة من
العراق الذي تم ضربه بأسباب واهية ولكن في دارفور وجدوا الاسباب واحضروا السيد كوفي
عنان حتى يكمل جرتق السيرة.
هذا العام هو الأخير وبعدها تبدأ الفترة الانتقالية وكما يقول أهل الرياضة عندما ينتهي
زمن المباراة «90» دقيقة فإن الحكم يضيف زمناً يسمى الزمن الاضافي او الزمن المستقطع
من الزمن الرسمي، ويقوم الحكم الرابع برفع لوحة مكتوب فيها الزمن الضائع. وحسب
نبوءة ست الودع فان زمن الانقاذ «16» سنة والزمن الضائع «الفترة الانتقالية» والحكم
الرابع «الشعب» ولكن من هو الحكم الذي يحدد الزمن المتبقي؟! العلم عند مالك الملك.
وفي الختام ست الودع ارمي الودع لي اها كشكشي اها وشوشي.