أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم


05-16-2005, 02:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1116206006&rn=0


Post: #1
Title: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-16-2005, 02:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
"مثل الفريقين كالأعمى والأصم، والبصير والسميع، هل يستويان مثلا؟؟ أفلا تذكّرون"

صدق الله العظيم..

Post: #2
Title: Re: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
Author: مريم بنت الحسين
Date: 05-16-2005, 04:20 AM
Parent: #1

لازلت أتذكر هذه الآية في كل مره يشتد فيها الحزن علي نفسي.. فتمنحى الراحة والهدوء

"لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم"

فهي تذكرني بأبي أستاذ سعيد .. بالسعه التي وجدنها عنده.. وبالأمان والسعادة والراحة والمحبة...


بنت الحسين

Post: #3
Title: Re: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
Author: Tabaldina
Date: 05-16-2005, 04:54 AM
Parent: #1

..
.
إِنَّ الَّذِينَ ءاَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَلِدُونَ
23 مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ24


التّفسير
تعقيباً على الآيات المتقدمة التي أوضحت حال منكري الوحي، تأتي الآيتان هنا لتوضحا من في قبالهم، وهم المؤمنون حقّاً.

فالآية الأُولى تقول: (إِن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إِلى ربّهم)أي: استسلموا وأنقادوا خاضعين لأمر الله ووعده الحق، (أُولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون).

* * *

ملاحظتان

1 ـ بيان هذه الأوصاف الثلاثة وهي «الإِيمان» و«العمل الصالح» و«التسليم

[506]
والخضوع والإِخبات إِلى دعوة الحق» إِنّما هو بيان أُمور واقعية ترتبط بعضها ببعض، لأنّ العمل الصالح ثمرة من شجرة الإِيمان، فالإِيمان الذي ليس فيه مثل هذه الثمرة إِيمان ضعيف ولا قيمة له ولا يحسب له حساب، وكذلك التسليم والإِنقياد والخضوع والإِطمئنان لما وعد الله سبحانه، كل ذلك من آثار الإِيمان والعمل الصالح .. لأنّ الإِعتقاد الصحيح والعمل النقي أساس وجود هذه الصفات والملكات العالية في المحتوى الداخلي للإنسان.

2 ـ كلمة «أخبتوا» مشتقة من «الإِخبات» وجذرها اللغوي «خَبتَ» على وزن «ثبتَ» ومعناها الأصلي الأرض المنبسطة الواسعة التي يمكن للإِنسان أن يخطو عليها باطمئنان وارتياح، فلذلك استعملت هذه المادة «الخبت والإِخبات» في الإِطمئنان أيضاً .. كما استعملت في الخصوع والتسليم، لأنّ الأرض التي تبعث على الاطمئنان في السير هي خاضعة ومستسلمة للسائرين، فعلى هذا يمكن أن يكون معنى الإِخبات واحداً من المعاني الثلاثة الآتية، كما ويحتمل شموله لجميع هذه المعاني، إِذ لا منافاة بينها:

1 ـ إِنّ المؤمنين حقاً خاضعون لله.
2 ـ إِنّهم مسلّمون لأمر الله.
3 ـ إِنّهم مطمئنون بوعود الله.

وفي كل صورة إِشارة إِلى واحدة من أعلى الصفات الإِنسانية في المؤمنين التي ينعكس أثرها على كامل حياتهم!..

الطريف هنا أنّنا نقرأ في حديث عن أبي أسامة قال: قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): إِنّ عندنا رجلا يسمّى «كليباً» لا يجيء عنكم شيء إلاّ قال: أنا أُسلّم، فسمّيناه: كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثمّ قال «أتدرون ما التسليم»؟ فسكتنا فقال: هو والله الإِخبات، قول الله: (إِنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إِلى ربّهم)(1).
ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تفسير البرهان، ج 2، الصفحة 216.

[507]
وفي الآية الأُخرى بيان لحالة هذين الفريقين في مثال حيّ وواضح .. حال الأعمى والأصم، وحال السميع والبصير، فتقول الآية: (مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا) ثمّ تعقب الآية (أفلا تذكرون)؟!

وكما هو معلوم في علم (المعاني والبيان)، فإِنّه من أجل تجسيم الحقائق العقلية وتوضيحها وتبييّنها لعامّة الناس تشبه المعقولات بالمحسوسات دائماً.

والقرآن الكريم اتبع هذه الطريقة بكثرة، وبيّن كثيراً من المسائل الدقيقة وذات الأهمية البالغة بأمثلة جليّة وأخّاذة، وبيّن حقائقها في أحسن صورة!

البيان السابق من هذا القبيل، لأنّ أحسن الوسائل التي لها أثرها في معرفة الحقائق الحسية في عالم الطبيعة هي «العين والأذن» ولذلك لايمكن أن يُتصور أن أفراداً يُولدون صمّاً وعمياناً يستطيعون أدراك مواضيع هذا العالم بصورة صحيحة، فهم يعيشون في عالم غامض ومجهول.

كذلك حال منكري الوحي، فبسبب لجاجتهم وعدائهم للحق ووقوعهم أسرى بمخالب التعصب والأنانية وعبادة الذات، فقدوا بصرهم وسمعهم للحقيقة البيّنة، فلا يستطيعون ادراك الحقائق المرتبطة بعالم الغيب، وتأثير الإِيمان، والتلذذ بعبادة الله، وعظمة التسليم لأمره.

هؤلاء الأفراد يعيشون أبداً عمياناً صمّاً في ظلام مطبق وسكوت مميت .. في حين أنّ المؤمنين الصادقين يرون كل حركة بأعين بصيرة، ويسمعون كل صوت بآذان سميعة، وبالتوجه إِلى طريقهم يكون مصيرهم «السعادة».

القرآن الكريم

Post: #4
Title: Re: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
Author: Tabaldina
Date: 05-16-2005, 06:20 AM
Parent: #1

..
.

وفي ختام الآية يبيّن الله سبحانه أساس شقاء هؤلاء بقوله:
(ما كانوا يستطيعون السمع وماكانوا يبصرون).
فهم في الحقيقة بإِهمالهم هاتين الوسيلتين المؤثرتين ]وسيلتي السمع والبصر [لدرك الحقائق، ضلّوا السبيل وأضلّوا سواهم أيضاً .. لأنّ الحق والحقيقة لا يدركان إلاّ بالسمع والبصر النافذ.
ومن الطريف هنا أنّنا نقرأ في الآية أنّهم ما كانوا يستطيعون السمع، أي استماع الحق، فهذا التعبير يشير إِلى الحالة الواقعية التي هم فيها، وهي أنّ استماع الحق
ــــــــــــــــــ
(1) العنكبوت، 23.

[504]
كان عليهم صعباً وثقيلا إِلى درجة يُتصور فيها أنّهم فقدوا حاسة السمع، فلا قدرة لهم على السمع، وهذا التعبير ينسجم تماماً مع قولنا مثلا:
إِنّ الشخص العاشق لا يستطيع أن يسمع كلاماً عن عيوب معشوقه! ..

وبديهي أنّ عدم استطاعة دركهم الحقائق كانت نتيجة لجاجتهم الشديدة وعدائهم للحق والحقيقة، وهذا لا يسلب عنهم المسؤولية، لأنّهم هم السبب في ذلك، وهم الذى مهّدوا له، وكان بإِمكانهم أن يبعدوا عنهم هذه الحالة، لأنّ القدرة على السبب قدرة على المسبِّب.
والآية التي بعدها تبيّن في جملة واحدة حصيلة سعيهم وجدهم في طريق الباطل، فتقول: (أُولئك الذين خسروا أنفسهم) وهذه أعظم خسارة يمكن أن تصيب الانسان، إِذ يخسر وجوده الإِنساني ..
ثمّ تضيف الآية: أنّهم اتخذوا آلهة ومعبودين مصطنعين «مزيفين» ولكن تلاشت هذه الآلهة المصنوعة والمزيفة أخيراً .. (وضل عنهم ماكانوا يفترون).
وفي نهاية الآية بيان الحكم النهائي لمآلهم وعاقبتهم بهذا التعبير:
(لا جرم أنّهم في الآخرة هم الأخسرون).
والسبب واضح; لأنّهم حُرموا من نعمة السمع الحاد والبصر النافذ، وخَسِروا كلّ إِنسانيتهم ووجودهم، ومع هذه الحال فقد حملوا أثقالَ مسؤوليتهم وأثقال الآخرين مع أثقالهم. والمعنى الأصلي لكلمة «لا جرم» مأخوذ من «جَرَم» على وزن «حرَمَ» وهو قطف الثمار من الأشجار، كما نقل ذلك الراغب في مفرداته، ثمّ توسع هذا المعنى فشمل كلّ نوع من الكسب والتحصيل، ولكثرة استعمال الكلمة في الكسب غير المرغوب فيه شاعت في هذا المعنى، ولذلك يطلق على الذنب أنّه جُرم.
ولكن حين تبدأ هذه الكلمة جملةً وهي مسبوقة بـ «لا» فيكون معناها حينئذ: أنّه لا شيء يمكنه أن يمنع أو يقطع هذا الموضوع، فهي قريبة من معنى «لابدّ» أو «من المسلّم به» والله العالم «فتدبر».

الذكري تنفع المؤمنين

..
.