خليل فرح ..... نقطة التقاء مصر مع السودان

خليل فرح ..... نقطة التقاء مصر مع السودان


05-14-2005, 01:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1116072445&rn=0


Post: #1
Title: خليل فرح ..... نقطة التقاء مصر مع السودان
Author: ghariba
Date: 05-14-2005, 01:07 PM

ولد خليل فرح بقرية دبروسة مركز حلفا وكان عام 1894م نشأ وترعرع فيها وكانت حلفا معبرا لدخول العلماء والمهندسين وجميع المهن المختلفة وكان يقف على مدخلها آنذاك خليل فرح يشاهد بعيني رأسه تلك الحشود الوافدة من المثقفين فنال من كل نبع قطرة وأخذ من الثقافات المختلفة التي كانت بمثابة الخميرة .
هاجر خليل فرح إلى أمد رمان حيث أسرة أبيه فدخل كلية غردون التذكارية قسم البرادة الميكانيكية فوجد صفوة من الطليعة القادمين من الأقاليم الذين التحقوا بالكليات المختلفة فاختلط بهم وتعرف على ثقافاتهم فكانت له إضافات جديدة ثم واصل خليل إطلاعه فى الأدب الجاهلي ووعى إبداعات أدباء مصر أمثال طه حسين – العقاد – حسن أحمد الزيات وقرأ مجلاتهم وصحفهم وحفظ من عيون الشعر العربي الكثير ومما لفت نظره قصيدة عمر بن أبى ربيعه ( أعبدة ما ينسى ) التى لحنها وسجلها مع قصيدة (عزة فى هواك ) فى مصر فى أواخر أيامه بصوته فكان حدثا هام فى ذلك الوقت الذي كانت الأغاني فيه ممجوجة فأدخل اللحن المميز والموسيقى والمقدمة التى نسمعها الآن فى (عزة ) ولا أبالغ لو قلت أنها كانت قليلة فى تلك الفترة فترة الثلاثينيات حتى فى الدول العربية المجاورة.
أشتهر خليل فرح داخل الكلية بعمل الشعر فعلم به شعراء أمد رمان مما حدا بحضور الشاعر محمد على عثمان بدرى إبن عمه وسلطان العاشقين يوسف حسب الله ومعهم المبتدئ ( مركز ) ليختبرا خليل فرح فى هذا المجال .
بدأ المبتدئ مركز والحكمان يراقبان الموقف بدأ ببيت شعر فرد عليه خليل فرح ثم كانت الثانية والثالثة والرابعة حتى أقتنع الحكمان فأوقفا المعركة واعترفا له بالشاعرية ومنحاه الشهادة بذلك . ومنذ ذلك الوقت سمى بشاعر الحديقة نسبة للميدان المنجل نمرة واحد الذي يقع فى الجزء الشرقي من الجامعة إلى الآن . وصار خليل فرح يواصلهم ويجتمع بهم حتى استفاد منهم الكثير.
توسع خليل فرح فى علاقاته مع الأدباء والشعراء وتمكن من ارتياد المنتديات ، كمنتدى أبو روف ومنتدى الهاشماب ومنتدى الموردة ثم منتدى ( دار فور) لتخرج جل أناشيده وأغانيه الوطنية منها تباعا ، وجاءت من ثم جمعية إتحاد الأدباء التى تكونت لجنتها من دار خليل فرح بالخرطوم . وفى بداية العشرينات اشتد ساعد المناضلين والتحم الشعب بهم وظهرت الأناشيد تغنى فى كل موقع. ثم كانت المظاهرات العنيفة ومن ثم جاءت جمعية اللواء الأبيض بكوادرها المدنية والعسكرية ومؤسسها وصانع إسمها الباشمهندس محي الدين جمال أبو سيف وصحبه .
قامت ثورة 1924 م وخرجت الكلية الحربية بمظاهرة قوية ثم تبعها الثوار بقيادة المناضل الباشمهندس محمد سر الختم الملقب ( بالصائغ ) وهو من أولاد حلفا وهو أول ثائر يدخل السجن . طالبت الجماهير بوحدة وادي النيل وعلى رأسهم خليل فرح الذي تغنى وقال
من تبينا قمـنــا ربينــا ** ما اتفاسلنا قط فى قليل
دا ود عمى ودا ضريب دمى ** إنت شنو طفيلى دخيل
وقد واجه خليل المستعمر والقصيدة طويلة : (( نحن ونحن الشرف البازخ )) وأردفها ماك غلطان دا هوى الأوطان ثم انفرط زمام الأمن وانزعج له المسؤولون فبثوا عيونهم بالجواسيس خلف خليل فرح .
عاش خليل فرح فترة وجيزة لا تزيد عن التسع عشرة سنة منذ تخرجه عام 1913 م من الكلية إلى وفاته فى 30/يونيو 1932 م عاش عيشة الكفاف لا يملك فى هذه الدنيا إلا شبرا واحدا فقط فى مقابر أحمد شرفي ولكنه وجد الكثير من هذا الشعب الوفى وهو من الأوائل الذين كرموا حينما أقاموا له حفل تأبين بنادي الخريجين والمستعمر قابع بكل قوته وجبروته وعلى رأسهم إسماعيل الأزهري ، وقد طبع ابن عمه الأستاذ / حسن عثمان بدرى كتيبا جمع فيه كل الكلمات والمقالات والأشعار التى قيلت فى تلك الليلة ، وما زال التكريم مستمرا . وقد جاء تكريم جامعة الخرطوم وطلبة جامعة القاهرة فى عهد الرئيس نميرى كرم بنيشان العلم الذهبي وأيضا مع ثوار 1924 م وقد كرم نفسه بنفسه حين قال :
من فتيح للخور للمغالق ** ومن علايل ابروف للمزالق
قدلة يا مولاى حافى حالق ** فى الطريق الشاقى الترام
وهذا يدل دلالة واضحة على حبه لأمد رمان فتغنى بها فى كثير من المواقع الشعرية ، وكان خليل فرح يعشق أماكن منتديات الأدب ولا يتحدث إلا نادرا وكان صبورا وهو يعانى من مرض الدرن ولم يكن منزعجا وكان على يقين إن وفاته قريبة جدا وقال عن الجلد وعن الصبر :-
جنّ ليلى وشاب رأسى فما كلت ركابى وهمتى للصعود
أنا والدهر توأمان كما أشكو يشكو تجلدى وصمودى

وخرج ديوان لخليل فرح بتحقيق البروفيسور على المك بعد جهد جهيد لعدم وجود مصادر فأخذنا الأشعار من أفواه الشعراء والحادبين لإخراج أدبه للوجود ورغم كل ذلك نحن ما زلنا نحاول جمع ما ضاع للطبعه القادمة ولا بد فى هذه العجالة أن أترحم على البروفيسور على المك والله يسكنه فسيح جناته فلولا مجهوداته لما رأى ديوان خليل فرح النور علما بأنه طبع بعد وفاة الشاعر بكثير ، كما أود أن أوضح هنا الأسباب التى دعتني لكتابة السيرة الذاتية لخليل فرح وهى شعوري بأن معظم المعجبين يستفسرون عن كيفية نبوغه وبلاغته ومعرفته للفصاحة بهذه المقدرة وهو الآتي من شمال السودان ، من بلاد العجم ويقيني أنهم سوف يدركون المعنى بعد ما عرفوا مراحل حياته حيث دخل كلية غردون ثم اتصاله بشعراء أمد رمان وأدباء المنتديات والكم الهائل من السياسيين المتأدبين أمثال يوسف مصطفى التنى ومحمد أحمد محجوب وكل ذلك إضافة لا ختلاطه بالأدباء والعلماء ومكتشفي الآثار حينما كان متواجدا بالبوابة الشمالية بحلفا حين قدوم الوفود تباعا لداخل السودان من مصر ..

فـرح خليـل فـرح 1998م

Post: #2
Title: Re: خليل فرح ..... نقطة التقاء مصر مع السودان
Author: ابو جهينة
Date: 05-14-2005, 11:52 PM
Parent: #1

شكرا أبو أحمد غريبة على إيراد سيرة هذا الرجل القامة رحمه الله.
تنويه :

خليل فرح أصلا من جزيرة صاى التي تقع بين جنوب قرية عبري وسط النيل و غربها تمتد قرية توشكا و قرية حميد و يربطها بالبر الشرقي بنطون عتيق أما بالغرب فتربطها قوارب شراعية و أماكن أخرى يخوضها الناس في زمن التحاريق.
جزيرة صاى طولها حوالى 18 كلم و عرضها حوالى ستة كلم. و هي ثاني جزيرة في السودان بعد جزيرة مقرات من حيث المساحة. ( على ما أعتقد ) .
تتكونأمن أربعة قري : صيصاب / موركة / أرودين / عدو
تمتاز هذه الجزيرة بأن معظم معلمي منطقة السكوت من هذه الجزيرة حيث أن التعليم بدأ فيها في وقت باكر. بها عدة مناطق أثرية.
يمتاز أهلها بالطيبة و سرعة البديهة و حس ساخر ..

تشكر صلاح