قصتى مع حولية السيدة مريم بسنـــــــــــــكات

فى السبعينات كنت تلميذ فى الصف الثالث فى قريتى المتواضعة بالقرب من بورتسودان وكنا لانملك لا راديو او تسجيل
لسماع الاغانى فلذلك كنا لا نلحن الاناشيد المدرسية ويقوم بذلك اهل البندر واذكر ان اهل قريتى يذهبون عندما يحين
موعد حولية مريم فى عصر الاربعاء لحضور المراسيم الختامية يوم الخميس للرجوع فى يوم الجمعة وفى احدى الحوليات
كعادت بقية الزملاء سافرت لحضور الحولية ورجعت فى السبت للمدرسة و صادف ذلك اليوم ان مدير المدرسة شرح لنا
نشيد (ياوردة نبتت على قصن جميل...الشنو مش عارف المهم طلب من التلاميذ من يلحن هذا النشيد وكنت معجب بلحن
قصيدة سمعتها فى الحولية رفعت يدى واعطيت لى الفرصة وبكل براءة ودروشة قمت بتلحين النشيد وكنت ارفع يدى مع
القبضة كما شاهدة فى الحولية وبعد الانتهاء طلب منى المدير اعادة اللحن وبداء يمر بى على كل الفصول ويطلب منى
اعادة القراءة مع اللحن وكنت فرح جدا لاننى كسرت احتكار اهل البندر للتلحين وذهب بى الى مكتب المعلمين وطلب
منى ترديدها وبعد انتهاء الطواف قال لى بان احضر غدا لالقاءها فى الطابور فرحت جدا وبل بالفرحة حفظت النشيد
فى تلك الليلة وكانت اطول ليلية لاننى كنت مشتاق لطلوع الشمس لكى ارى مدى تجاوب التلاميد فى الطابور للحنى
وفى الصباح جاء موعد الطابور وطلب منى انشاد النشيد وبكل حماس وكمان اضفت اليه حركات الارجل كما شاهدت بالظبط
وبعد الفراغ اقترب منى المدير وقال لى يابنى كنت يوم الخميس فين قلت له فى سنكات حضرت الحولية فرد مابين
وانت عامل فيها ختمى يابنى قلت نعم وكان طلب من ناس ارفع الطالب دا بان يحضروا عدد اثنين عصا نيم وفى لحظة
تم نصبى وانهال على بالجلد حتى تكسرت العصا الاولى لا اتذكر كم عدد الجلدات هل خمسين ام اكثر المهم ندمنى
وكنت قايل انو انا اعمل فى حاجة حلوة وارفع يدى والراجل طلع يسارى وطلع عينى يمكن اسبوعين ما قادر اقعد على
او انوم على ظهرى....

وهذه القصة الاليمة التى عشتها تفرض تساول متى نحرم جلد التلاميذ ماهو ذنب تلميذ حضر حولية وهو لايعرف ما معنى
حولية او اختلاف المذاهب وهل هذا جلد للتعليم ام التشفى؟