مقتطفات من مقال علي العتباني حول مانديلا وعرفات والترابي وبن لادن وأين نحن أهل السودان

مقتطفات من مقال علي العتباني حول مانديلا وعرفات والترابي وبن لادن وأين نحن أهل السودان


05-10-2005, 11:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1115720447&rn=0


Post: #1
Title: مقتطفات من مقال علي العتباني حول مانديلا وعرفات والترابي وبن لادن وأين نحن أهل السودان
Author: البحيراوي
Date: 05-10-2005, 11:20 AM



ونعود لمثال آخر عرفناه في السودان ممثلاً في (ظاهرة) الدكتور حسن الترابي. ولعلنا نعرف أن الدكتور الترابي الذي دخل الآن في عامه الثالث والسبعين قد إلتحق بالحركة الإسلامية متأخراً بعض الشيء في جامعة الخرطوم وليس كأنداده وقتها في المدارس الثانوية. ولكنه حينما برز أكاديمياً أخذ يبرز كذلك تنظيمياً وحركياً إبتداء من أوائل الستينات وشفع له دوره في ثورة أكتوبر أن يصبح قائداً للحركة الاسلامية السودانية .. ولكنه دخل على السياسة السودانية من باب التحالف مع حزب الأمة جناح الصادق فيما عرف بمؤتمر القوى الجديدة.

وكان خطاب الدكتور حسن الترابي يقوم على فكرة الدستور الاسلامي باعتبار أن القانون هو المحرك لتغيير التاريخ ولتغيير العلاقات في السودان . ولعل هذه الرؤية كانت على خلاف الرؤية التي كان يطرحها الآخرون من أن التنمية مثلاً هي صاحبة الأولوية في السودان التي بها كان يمكن تدارك الكثير . وأن الفكرة القانونية ربما عقّدت مشاكل السودان أكثر مما تعجل بحلها.

ولكن مما يحمد للدكتور الترابي أنه نجح في تأسيس قواعد إنطلاق للحركة الإسلامية من خلال خمسة مفاتيح للمسألة الاسلامية .. فالمفتاح الأول كان المفتاح التنظيمي حيث نجح في تشبيك التنظيم بمفاصل مدربة ومؤهلة.. والمسألة الثانية هي نجاحه في إقامة تحالفات سياسية ونقل الحركة الاسلامية من مجرد جمعية خيرية ودعوية إلى حركة سياسية واسعة سواء كان ذلك في إطار جبهة الميثاق الاسلامي أو في إطار الجبهة الاسلامية القومية وتفاعله مع القضايا العامة . أما المسألة الأخرى فهي إهتمامه بمفتاح الاقتصاد ودعوته لقيام سلسلة من الشركات والمصارف الاسلامية والواجهات الإسلامية . أما الأمر الرابع فهو إستطاعته طرح رؤية التنسيق في العمل الاسلامي العالمي بدلاً من راية الدمج أو راية البيعة الأممية للحركة الاسلامية المصرية.

أما المفتاح الخامس الذي يحمد للدكتور الترابي أنه كذلك يعتبر رائد العمل وسط المرأة وأنه اهتم بها وبخطابها فكان كتابه عن المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع كرافعة كبرى من روافع الحركة الاسلامية.

ولكن من ما يعاب على الدكتور الترابي هو ما أكبرناه في الزعيم مانديلا. أنه حينما لاحت اللحظة التاريخية وبعد أن أصبح الترابي وزيراً للخارجية ووزيراً للعدالة ورئيساً للبرلمان ومستشاراً للرئيس نميري كما حكم السودان من (الباطن) عدة سنوات .. كان من المأمول أن يجتاز الترابي النقلة من الثورة إلى الدولة بطريقة (مانديلا) الذي لم يتذوق السلطة إلا أربع سنوات واكتفى بها وانتقل إلى كرسي المرجعية وإلى دور المرشد وحافظ على وحدة المؤتمر الوطني الافريقي بل أنه حاول أن يدخل في إطار المؤتمر الافريقي حتى رابطة المحامين القدامى كالزولو واعدائه من البيض بقيادة (ديكليرك) وغيرهم.. لكن الترابي نظر إلى كل مجهوداته وكل اجتهاداته وكل مشروعات الحركة الاسلامية وكسوباتها كمجرد سلم له لأن يصبح رئيساً للسلطة التنفيذية في السودان في وقت كان ذلك سيجر السودان لصراع مع مصر ولصراع دولي ولصراع مع دول الجوار الحدودية ويصبح السودان كما يقولون (Holyday In) للحركات الاسلامية العالمية.

وإذا كان السودان ينحو ليصبح (Holyday In) وملاذاً آمناً للحركات الاسلامية العالمية فانه كان سيصبح جحيماً للشعب السوداني الذي كانت تتزايد عليه الضغوط ويضيق عليه الحصار وتتكاثر عليه التبعات مما كان سيعرضه للإنهيار حتماً.

ولذلك كانت قراءة الرئيس البشير وقراءة نائبه الأول أن بقاء السودان والحفاظ على وحدته وبقاء المشروع الإسلامي واطاره الجغرافي أهم من بقاء الزعيم والمرشد. فكانت الخيارات الصعبة وكان أن إختار الله تعالى الخيار الأبقى والأسلم والأحوط للسودانيين.

ويمكن قراءة وضعية الدكتور الترابي من خلال قراءة وضعية واحد من حلفائه وهو أسامة بن لادن .. الذي إختار الآن الكهف على المدينة.. واختار المقاومة والمجابهة على طريقة الامام محمد احمد المهدي وعلى طريقة ود حبوبة وعلى طريقة جمال الدين الأفغاني وعلى طريقة كثير من الحركات الاسلامية التقليدية وإن سمت نفسها بالسلفية الجهادية. ولكن أين قادة هذه المقاومة التي لم تعرف فكرة (الحديبية) وفكرة (المهادنة) .. ولم تعرف فكرة المفارقة الكبيرة والفجوة التقنية الحادثة بين تحديات العصر ومطلوبات التأصيل ووضعية الحركات الاسلامية والشروط الموضوعية المتوافرة للمجابهة.

ولذلك يحق لنا أن نسأل أين (طالبان) التي انتهت إلى حركة صغيرة ومختفية؟ .. وأين بن لادن الذي من الصحيح أصبح رمزاً تاريخياً معروفاً وربما أصبح معروفاً أكثر من رئيس جمهورية الصين الشعبية .. ولكن ماذا يهم ذلك ؟ وأين أطروحاته الفكرية والسياسية وأين اطروحاته الاقتصادية وهو ابن العائلة الاقتصادية ؟ .. وهل هناك دولة الآن تستطيع أن تحتضنه أو أن تتبنى خطه وهل يستطيع أن يبرز كي يكون زعيماً حاضراً وشاخصاً؟..

الآن العالم لا يعرف أين هو وهل هو حي فيتبع أم ميت فيترحم عليه .

ولذلك لا يمكن وفي إطار الحضارة والثقافة الاسلامية وبعمق الف واربعمائة سنة وبعد تضحيات أربعة عشر قرناً وبعد أن أصبحت خلافة لا تغيب عنها الشمس أن تنتهي إلى مجرد (عصابة) صغيرة لا يكاد يسمع لها صوتاً . فهل يمكن أن يكون هذا هو فقه الحركة الذي نريده للحركة الاسلامية وهل هذا هو فقه الحركة الذي يمكن أن يصلح في فواتيح القرن الحادي والعشرين . وهل يمكن أن تكون مآلات هذه الاسئلة النتيجة المنطقية لجهاد اربعة عشر قرناً وهي مسك الختام للدعوة والعمل الاسلامي ..

القراءة السريعة لما ذكرناه وتحدثنا عنه وطوفنا عليه تقول إنه لا يمكن أن ننتهي لمآلات بن لادن ولا يمكن أن نختزل تجربة أربعة عشر قرناً من العمل الإسلامي ومن الكفاح والجهاد والنضال الاسلامي في قراءات محدودة وقصيرة وسريعة في مشروع بن لادن.


الكلام أعلاه عبارة عن مقتطفات من كلام أحد منسوبي الحركة الإسلامية السودانية تيار السلطة ونود نحن أهل السودان أن نعرف أين نحن من هذا الذي حدث ويحدث ؟؟؟؟؟

بحيراوي