مؤسسات بلا ذاكرة !!!

مؤسسات بلا ذاكرة ...

نظر موظف الإستقبال بعين يملؤها الشك لذلك الرجل في العقد الخامس في مسعاه الذي جاء من أجله إلى المؤسسة نظرة فيها إستنكار واضح تقول أنك لم تأت من أجل ما تقول ...
أطرق الرجل ونظر بعيداً وهو يعيد شريط ذكرياته حينما كان مديراً عاماً في نفس هذه المؤسسة كان له شأناً وسطوة ومكانةً يهابها الجميع ... واليوم أصبح ينظر له بلا إكتراث ...
كانت كلماته تستعطف موظف الإستقبال:
* يا إبني أنا عايز أقابل المدير العام لأم عاجل ومهم.
* يا حاج لو سمحته قلت ليك المدير العام بيقابل الناس يوم السبت والأربعاء فقط، ثم أنت ما عندك أي مواعيد وأنا ما بقدر أدخلك طالما ما عندك مواعيد مسبقة .
(تعليمات خرقاء وتقيد بها أعمى ...)
* أنا كنت في يوم من الأيام المدير العام هنا.
وبطريقة فظة أجابه الموظف:
* يا حاج لاحظ "كنت" ..!!!
إحساس بالغبن والضعف أصابه ... وكان في سابق عهده لا يوصد بابه أمام صاحب حاجة، خاصةً وأن المؤسسة يرتبط عملها بالجماهير مباشرةً، وكل من تضرر أو أحس بأن حاجته لم تقضى من موظفي المؤسسة يذهب مباشرةً إلى المدير العام ..
قدم نموذجاً مثالياً في التفاني والعطاء ونكران الذات.
إلاً إن هؤلاء الموظفين الجدد بلا ذاكرة ومشككين ويقابلونك بوجه عابس ويسمعونك كلمات خرقاء ... بلا أدنى إحساس بالعيب ... وبلا مسئولية ...
مؤسسات متواطئة مع موظفيها ... تستفذك دونما أحترام لتاريخك ... كان يحاول أن يبطأ من تفكيره ... ويرتاح من عواصف الذهن ... وينسحب من التوغل فيما كان رغم مرارة الواقع الأني ...
الخدمة المدنية رجل عجوز تفوح منه نتانة الإجراءات واللوائح وفي كثير من الأحيان كأنها محظيات عائلية خاصة ...

أعلى