نشيد النار

نشيد النار


04-30-2005, 03:22 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1114827722&rn=0


Post: #1
Title: نشيد النار
Author: عادل ابراهيم عبدالله
Date: 04-30-2005, 03:22 AM

نشيد النار
(.. هكذا كنا نغني فيما كنا نحاول أن نعيد به تعريف هذا الوجع )

" سوف تقتلنا الرهافة...ياصبية"
عثمان بشرى


لصبية تأتي من جرح مباغت
لطين الموتى ..
كصدى الأحتمال المؤرخ في أجسادنا
الريح والريح..
وأعتبارات السفر
تنزع عن القلب طلته العتيقة
تسميها أوقاتها
مثلما أتفق الشباب
جنيناً للآن ..للآتيات
ما أمتدت خطى
وسرت في الليل الأغنيات..،
تموضع أتجاهك
في مداي
تشكل ملامحك
أن ترسمك في قاع الخلايا
حد الأشتباه الأخير
ألوجهك المطر !!
أم عيناك أنجبن الطفولة ؟
أم شرفة صادفني الرب فيها
ذات مرة!
لك المسيرة يا صبية
أن أتقيك
ضد الحضور الوشيك
فعلا
في دمى
مادام دربي مثل لحظك
مثل نهر الليل أسود
وأنا
الظل
والرمل
والوقت الخنيث- قميص الريح
والنار لاتصبر
فما جدواك
اذ كنت مرايا الظل
لغة المكاشفة البتول
تعيدين تأسيس الزمان
في الفضاء الفارغ السنوات
بديلاً للحصار
ما جدواك
لو كانت خطاك كل جنح قاتلاتٍ
للخلف مآربي
وفاتحاتٍ
شوارعي مقهى
للورد ..للبستان
للمخلفات العظيمة
في تواريخي ، ودمي المباح
لسنابك الخيل أو الليل
سيان هذاى الجرح عندي
فهذا السفر
يغويني من النخاع الى النخاع
فكيف أتقيك
وكل شوارعي صوبي اليك
مكشوفة
اذ كنت العصب العاري
والشغب الجميل بين المسام
حديقة الروح ..منتهى وهج السراج
وكنت أعياد الرماد
كنت الليل الأول
وموتي الأخير
ومابين نارك والجحيم
كنت الملاذ المشتهى
وكنت أنا أعيد تعريف الوجع
مرة أخرى .. اليك
وهكذا كنت عار ٍ أنا
أوكان عراء الهزيمة ..
هكذا كنا نغني
أو هكذا كنا نغني
عندما فتحت معارج الدم
تلافيف المدينة في مدانا
زخم الحواس
في الصباح المشمس الأحزان
مملكة الخنوع .. والتكرار
كان المشهد لاذعاً .. ويلسعني
كمرارة البن الحريف
وهكذا بدأ النشيد
من شارع كان يمشيني
ولا أخطوه !
ومن أنثى تخصني
ولست لها !
كان ميلاد النبض
نشوة الحمى ،جنوحي للنزوح
عن هذي الهزيمة
في دمي
فيما كنت أحاول أن أسر به
أو اعلنه لهذي الشوارع في شراييني
المضافة صوب موتي
نزعاً للجرح من ناصية الوردة السمراء
حتى الشروق
أفلا يكون لي حق الاعتقاد في النيل
كما علموني ..
أتساع القلب
اذ يهواك ( نبتة )
يلقاك في القطن و الصمغ الهشاب
كما أحضان مريم والحنين
وأعلم الآن أن فعل القلب
تدشين
للعشق العذاب في الليلة الألف
بعد( مريدي)
فليكن خروجي هكذا اذن :
بعيداً عن سلطة الكبت
والطاغوت ..
خارج من بلاد ليست تقهرني
بل خلفتني القهر والفوضى
رغمى ورغم أنف (ماريــــــل) الحبيبة
والحس الجميل
في فطرة الطفل حين يلعق ترابك يا وطني
متبسما ً وليس يدري !؟
خارج ..على قوانين الانتماء
للعجز
للنسوة- الشلوخ- الأمهات
هو رد الفعل الكمين
في خبايا النفس
معادلة الأنتحار البطىء ..
خارج عن هذا الحريق
كما النيل ينضج
يعلو عن المقرن
مساءات ( توتي ) والعناق
يصبو نحو انشطاره
قرب دلتا
بعيدا ً عن هذى البلاد
يغيب ،
الحين
أنسك النيل في دماي
مدخلا للهرب أو التكوين
كما يجيؤني ملكوت ( باكـر)
وفق الجديد
كيف النوم ملء الأرق /الماضي /التداع
مؤتمن القفا
ﺇذ لا ظلك اليوم يخون
لا هامش السلطان
يلفيك الهواجس ..
لا العساكر
يخلعون عن الفجر النصيف ..
وهكذا كنا نغني
أو هكذا كنا نغني
عندما كان باب الحانة- الأنداية
الزنك "الحصير"
يترقب وقع الموت في أقدام القادمين
ويحصي الفضاء المؤجل في أحلام
"الشهيد"..
ومابين الخطوتين
مساحة بحجم أمدرمان
وجثمان الحبيبة
والولادة القسرية لصباحات الندم
لو غنينا باق الكأس
ذبول الوردة .... في الأناء
اذتشتهي الحدائق
يا صبية ،
والمدينة
مازالت في عفوة لخاطرها .. تنام
والشارع كان يخطو ملء خطوي
نحو موتي ، ﺇذ لاشيء في هذى المدينة
غير المرايا
حتى أوراق التوت أعتزمت سراً فكر الجناح
توارت في السماء
فمن في هذا الصقيع - الأنتشـار
يخدر عراقة الهذيان في ليلي
يرتب اللغة – اللغو
أشبين الغياب وقاهرة المعاني
لا أنت
لا الشعر
لا الفوضى
تدثر هذا النبي من نزف العشيات
البوار، عزيف الشجن
لا النيل أدب الجلوس للذكرى
لوما ذوى غريباً في المحيط
كما سالف الأمنيات الطيبة
عندما كنا ..
عندما كنا صغاراً
ﺇذ الآن كبرنا/ ﺇشتد النزيف
فيالقداسة الحمى
- لا عليك ..
لو كان كل حزن
قد ولغ الأنتظار
دنس جلالة الدهشة
والحضور البهيج
أخرج الآن
نحو ..
نحوك..
نحوي ..
نحو ما يمحو البصيرة للوراء
للطين كيفما كان يبني الفؤاد
للأطفال والوطن المشرد في المنابر
والحبيبات الرماد..
اذ يقتلنا الحنين
كلما كنا نحاول أن نسافرضد أنتمائك
للطين فينا
كنا نسافر في أنتمائنا للطين فيك
ونشتهيك
ونشتهيك
ونشتهيك ..
غير أن الدروب/ الخيل
او نحن،عفواً كنا مخاضاً للضياع
فلاعليك ..
لوكان حبي/ حزني
أكبر من موتي لديك
لا عليك ،
لقداسة الغناء الحميم
وأنتحارات الصحاب
في الأنزواءات الرهيبة
يوزعون الحقيقة في أسماعهم
صمتاً
ثم يعلوهم صراخ”
لقداسة الغناء –نزوة العزلة
والفعل الطبيب
كشهقة الروح ... الصدى
مواعيد التحول للهزيمة
اتقاءً للوجيف
ﺇذاً موفور دمي جداً لجرحك ياصبية
حد الغناء ...
وهكذا كنا نغني
أو هكذا كنا نغني ..أذ كنا نغنيك الخروج .

عادل كلر
كوستي 10نوفمبر2002