عوالم حلمي البري 2

عوالم حلمي البري 2


04-21-2005, 04:48 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1114098485&rn=0


Post: #1
Title: عوالم حلمي البري 2
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 04-21-2005, 04:48 PM

علاقتنا بشروني كانت قوية جدا في الصغر ربما لقربه منا إذ لم نكن نفارقه أبدا وخصوصا في فترة عطلات المدارس كان له النصيب الأكبر من وقتنا وما تبقى نفرده للهو والعبث البرى لم يكن أهلنا يسمحون لنا بمغادرة المكان صوب آخر ولعلنا كنا محصورين فى تلك الدائرة الضيقه . بعض من صبيه الحى لم يكن لديهم الرغبه فى الذهاب إلى شرونى سواء للصلاة أو الإستماع إلى الدرس يكتفون باللعب فى الشارع والتجمع هناك ومع ذلك لم يكن ينجون من وعاظ شرونى والذين كانوا يومها لايفرقون بين طفل صغير وشيخ كبير يستوى عندهم البشر لذا كانو أكثر إنتشارا وعددا لايتورعون فى الدخول لملعب الكره ونصح اللاعبين أيضا, ثمه مفارقة طريفة كانت تجرى هناك يلقون عبارات الوعيد والترهيب على أذآن
الأطفال ويجهرون بايات لم يكن الجميع يفهم معانيها بقدرما كان هؤلاء الاطفال قد تعودوا على مجى الدعاة وربما أنهم إستلطفوا الطريقه التى يتبعها أؤلئك فى الدعوه وتلك
العبارات والتى لا أتذكر منها إلا القليل يومها كانوا يقولون لنا وللغير أيضا ماتقومون بفعله لهوا وما عداه نعم الصواب عليكم الإنتظام فى الصلاة والدرس لعلهم يومها كانوا
يقيدون البعض كثيرا وربما إمتد بهم الأمر إلي أن يعمدوا لطرق أبواب الحى فى أوقات غير التى يسمح فيها بالزياره كوقت القيلولة مثلا وبعد أن يؤذن لهم يدخلون فى حديث طويل يتعلق بالنصح والإرشاد لما فيه الهداية والصلاح للقوم ثم يذهبون لجارآخرهكذاإعتدناهم ربما كان البعض يسخر من الطريقه التى يتبعونها في الدعوه أنذاك لكنه فى النهاية يجد أن ما يصدر منهم شى جميل والبعض الآخر يتعلل بأنهم الدراويش أو يطلق عليهم هكذا لفظ
يومها لم يكن هناك شارع السلام بقدر ما كان المكان يتسع ليضمنا ويحتوينا كملعب من ملاعب الطفولة البريئة لم يخطر على بالنا أنه سيأتى يوم تسرق فيه ملاعبنا وتطوى فيه
أحلامنا وذكرياتنا الجميله بدعوى السلام لأننا بذات القدر لم نكن نستوعب إحتراب القوم فى يوم ما فالشخصيه السودانيه يغلب عليها طابع التسامح وهى أكثر ميولا للسلم
كان المكان فسيحا بحيث يسعنا جميعا ينضم الينا صبيه ياتون من الاحياء المجاورة
لمشاركتنا لهونا وعبثنا نعدو فيه ولا نبلغ نهايته حتى يدركنا التعب , كنا نزرعه جيئه وذهابا فى الصباحات الجميله ذكورا يتوجهون صوب عبد المنعم الإبتدائيه للبنين وإناثا يذهبن صوب الإتحاد للبنات يفصل المدرستان سور جميل نهايته تلاصق شارع كاثرينا تماما سور جميل يزين المدرستان ويحتويهما معا طلاءه الناصع البياض يضفى عليه شى من الجمال وتلك الشجيرات التى تعلوة تمنحه طابع سحرى وكتب على أحد جدرانه
العلم يرفع بيت لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
نقرأ هذا البيت من الشعر بتتأتأ حتى نعتاد عليه من ثم ننطلق ونردده مرارا لانهتم كثيرا بمعناه ربما ميولنا لموسيقاه آنذاك أكثر من بحثنا وراء معانيه وربما كان المعنى والذى يسع ذاكرتنا يتمثل فى البيت العادى والذى يسكنه سائر الناس وهذا عائد لضيق أفقنا وعدم إتساع مداركنا , حياتنا تمضى عادية يغلب عليها طابع الهدوء مثل حياة كل طفل يلقى الرعاية والإهتمام من أهله لاشى يكدر صفونا بقدر ما كنا سعداء نمرح فى الدروب ونهب الإبتسامة لمن يرون طفولتهم فينا ربما كنا ملوكا فى عيون غيرنا وملائكة فى عيون أبائنا وامهاتنا, لم يكن يقسون علينا كثيرا بقدر ما يفرطون فى دلالنا إلى الحد الذى لايفسدنا نسعد كثيرا وطفولتنا تمضى كأروع ما يكون ذات الشارع كنا نسلكه صوب
مكتبة سعيد بمحطة قاطرات السكه حديد رغم خشية أهلنا علينا كثيرا إذ نكون مضطرين لعبور خطوط السكه حديد وخوفهم ناتج من إندفاعنا ولهفتنا وتشوقنا فى المضى إلى المكتبه دائما وعلى عجل أيضا لذا كانو دوما ينصحوننا بالتروى وعدم التعجل ورؤية ماإذا كان الطريق خاليا من القاطرات التى تجوب أرض المحطة بين الفينة والأخرى حتى يتسنى لنا عبور الخطوط دون إحساس بالخطر والخوف معا . ندلف إلى المكتبه من باب جانبى إعتدنا على الدخول منه ولا نأتيها من المكان المخصص للبيع تنفحنا رائحة الكتب والصحف والتى تكون قد جلبت فور خروجها من المطبعه عيوننا مليئة بالفرح نذهب ببصرنا هنا وهناك فى أرجاء المكتبه ونتطلع إلى الكتب والتى وضعت على الأرفف بعناية فائقة بحيث تتاح لك قراءه إسم كل كتاب على حده وهذا يسهل مسأله البحث كثيرا يرحب بنا عم سعيد كثيرا ويقول لنا فور دخولنا أهلا بأبناء فلآن يعرفنا جيدا لايتوه عنا فى زحام الآخرين يخاطبنا فى رفق أنتم تحملون شبها كبيرا من أبيكم نبتسم نخبره بأننا جئنا لإستلام عددنا من مجلة ماجد وسمير وربما ميكى لست أذكر لعلنى كنت مغرم بقراءة ماجد كثيرا وسمير بعض الشى أما ميكى تشدنى صورها ورسوماتها فقط ولا أطيق قراءتها يراجع عم سعيد إشتراكات ذوينا ثم يذودنا بالمجلات وبعض الصحف والتى تخص أباءنا نشد عليها با يادينا ثم نخرج مسرعين يتتبعنا بأنظاره حتى نغيب نعبر خطوط السكه حديد وما أن نحاذى نادى العمال الجميل والذى إتصف بروعة تصميمه حتى نبدأ فى تقليب صفحات المجلات لنرى ما هو الشى الذى يغيب عن عدد الأسبوع من ماجد كنت أحب ذكيه الذكيه كثيرا إذ أنها تملك معلومات جميله عرفت منها الكثير ما لم أقراءه فى المدرسات صغيرا أو أجده فى غيرها وأنا كبيرأيضا
تفاجئنا الرياح مرة بعد أخرى لتبعثر ترتيب الصحف وربما تسهم فى تمزيق بعض منها وتبدأ مطاردة جديدة خلف ما حملته الرياح من صفحات بعض الجرائد حتى نتمكن من لحاقها والإمساك بها ثم نغدو صوب بيوتنا فرحين

Post: #2
Title: Re: عوالم حلمي البري 2
Author: waleed500
Date: 04-21-2005, 05:03 PM
Parent: #1

العزيز نزار.............. كل سنة وانت طيب

Post: #3
Title: Re: عوالم حلمي البري 2
Author: نزار باشري ابراهيم
Date: 04-22-2005, 02:27 PM
Parent: #1

أهلا أخي وصديقي
وليد
كل عام وأنت بخير أحسن حالا وأهدا بالا و أكمل صحة وعافية