نقد ل(الصحافة):زيارة الامن من العيار الخفيف

وصف زيارة الأمن بأنها من العيار الخفيف
نقد استأجر شقة باركويت واعتاد التجول بالخرطوم
اعداد/ صباح احمد
رن جرس الهاتف في منزل عمر، كان المتحدث علي الطرف الاخر محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني المختبئ عن الانظار منذ اكثر من عقد من الزمان..
كان وقع المفاجأة ثقيلا علي عمر ، تساءل في سره، ماذا يريد مني نقد ، والاهم من اين جاء برقمي ، وقبل ان تمطر دهشته سؤالا اخر سارع نقد للقول انه يرغب في استئجار الشقة الصغيرة التي توجد في الطابق العلوي من منزله..
كان السؤال الذي صعب علي الرجل توجيهه لنقد .. لكنك قد تجلب لي المتاعب مع السلطات ويبدو ان نقد احس بالسؤال وتوقعه قبل ان ينطق به الرجل فآثر ان يطمئنه مسبقا واستطرد قائلا انا يا عزيزي غير مطلوب امنيا وارتب الان اوراقي للظهور العلني ، واضاف هذا الامر (الظهور العلني) يحتاج الي بعض الوقت وسأل نقد بوضوح ان كان بمقدور الرجل السماح له باستئجار الشقة لفترة مؤقته لا تتجاوز الاربعة أشهر فتم الاتفاق وبعدها حمل نقد امتعته واستقر بالمكان.. كان يمارس حياته بصورة عادية كما ذكر لي راشد ابن صاحب المسكن الذي قال ان نقد كان يقضي حياته بصورة طبيعية وانه كان يذهب الي (البقاله) القريبة من المنزل لشراء مايحتاجه منها ، واضاف ان نقد عادة ما يعود وفي يده بسكويت وحلوي للاطفال.
{ علمت من زوجة عمر - صاحب اخر مقر لاذ به نقد - ان اطفالها كانوا ينادون الرجل الذي كان يشاطرهم المنزل بـ عمو، والغريب في الامر ان محدثتي نفسها لم تكن تعرف ان جارهم الذي سكن حديثا هو سكرتير الحزب الشيوعي المختبئ عن الانظار ، وقالت لي انها لم تلحظ عليه تصرفا او تحركا غريبا.. يجعلها تشك في امره.
كان من الصعب علي صاحب المنزل ان يقنعني ان لاعلاقة له بالحزب الشيوعي وان احسست بصدقه عندما قال لي انه لا ينتمي الي اي تيار سياسي ، قال عمر انه لم يتخوف من سكن الرجل معه لانه كان يعرف انه غير مطلوب امنيا ، وسمع الرئيس عمر البشير يناشد نقد بالخروج الي العلن واكد لي ان ذات النقطة الاخيرة في حديثه هي التي استند اليها نقد عندما طلب منه استئجار الشقة.. والشقة التي يقصدها زعيم الحزب الشيوعي كان يستخدمها صاحب المنزل كمكتب ولم يغير نقد في هيئتها اذ ظلت علي حالها عبارة عن مكتب استخدم نقد جزءا منها كسكن..
نقد كما علمت من صاحب المنزل واسرته كان يقضي جل وقته في القراءة ولم يكن يغادر مسكنه الا لماما ولم نلحظ عليه اية محاولات للتنكر بل عند خروجه كان يغادر مسكنه بصورة طبيعية.
حكي لي عمر عن (ليلة القبض علي نقد) وكيف انه فوجئ برجال يدخلون منزله ويسألون عن نقد .. يعترف عمر بان وقع المفاجأة كان ثقيلا عليه لكنه قال ان الرجال تصرفوا معه بصورة طبيعية ومهذبة واخطروه في كلمات مقتضبة انهم هنا لترتيب زيارة مدير جهاز الامن ونائبه لنقد.
لم يسمع عمر ما قاله رجال الامن لنقد لا في المرة الاولي ولا في الثانية ، لكنه قال انهم جلسوا مع نقد وتحاوروا قبل ان يعودوا ثانية ، واشار الي ان اسرة نقد حضرت بعدها واصطحبته الي منزل الاسرة بالطائف.
{ المنزل الذي انتقل اليه نقد الان - منزل الاسرة - علي بعد مسافة ليست قصيرة عن المنزل الذي كان يستأجره ، وعندما سألت سائق الركشة التي اقلتني الي منزل الرجل ان كان قد لاحظ بالامس شيئا غريبا في المنطقة.. قال انه لايعرف علي وجه الدقة ما حدث وان كان قد سمع بعض الناس يتحدثون عن ان السلطات المختصة القت القبض علي مجرم خطير يتاجر في المخدرات وكانت المفارقة انني بسؤالي له كنت ابحث عن تفاصيل اضافية فاذا بي اجد نفسي احدثه عن جلية الامر فقلت له هو ليس بمجرم انه نقد وعندها صرخ بصوت عال (نقد شخصيا)؟
قلت نعم هو نقد.. سألني عن الاسباب التي دعته للاختباء وكأنه لا ينتظر مني اجابة مضي قائلا يبدو انه كان مختبئا ليحدث ماحدث بالامس ويعرف الناس ان نقد كان هنا فوجدت في اجابته قدرا من المعقولية فسائق الركشة لا يعوذه الذكاء في قراءة الاحداث السياسية شأنه شأن كل السودانيين الذين توصف بلادهم بانها بلد الثلاثين مليون سياسي.
في منزل الاسرة بالطائف وجدت عددا مقدرا من قيادات الحزب الشيوعي وبعض القيادات السياسية والاهم اني وجدت نقد الذي رحب بي وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد ، قال محمد ابراهيم كبج الشيوعي السابق انها صحفية من جريدة الصحافة جاءت متأخرة بعض الشئ.. اخبره باسمي ، ضحك نقد وقال بصوت خفيض ان تأتي متأخرة خير من الا تأتي ابدا.. وفهمت ان الرجل يعني تقريرا سابقا كنت قد اعددته عنه بعنوان (نقد في اخر قطار.. ان تأتي متأخرا خيرا من الا تأتي..
سألت نقد عن هل فاجأه جهاز الامن والمخابرات الوطني بالزيارة ام انه كان يتوقع مثل هذا النوع من الزيارات.. سكت الرجل حتي ظننت انه لن يجيب علي السؤال لكنه قطع صمته وقال ، كانت مفاجأة لكنها لم تكن مفاجأة من العيار الثقيل.
الامر كما قال لي نقد اخرج بصورة درامية بعض الشئ.
جموع المهنئين كانت تتقاطر علي منزل نقد وكان سيل المكالمات الهاتفية لا ينقطع تطلب حضوره والرجل يترك ضيوفه بين حين واخر ليجلس مع هذا او ليحي قادما جديدا او يرد علي الهاتف.
وسط هذا الجو الذي كان يحيط بالرجل وكثرة زائريه وسيل المحادثات الهاتفية التي انهمرت عليه فشلت كل محاولاتي في اقتناص فرصة لاسأله عن الحزب الشيوعي ورأيه في الاحداث المتصاعدة في البلاد وهي تساؤلات لا بد ان سكرتير الحزب الشيوعي سيجد نفسه مضطرا للتعاطي معها عاجلا ..ام اجلا..

الأخت صباح، تحية طيبة..

شكراً لمجهوداتك الصحفية.. هل كسر جنود الامن باب منزل الأخ عمر؟ السؤال يعنى لى الكثير.. أرجو الإفادة حسب علمك وإتصالاتك.

عدلان.

الاخ عدلان
تحياتي
اسفة لتأخير الرد وذلك لاني لم ادخل الموقع الا هسة
علي العموم السؤال مهم وحتي لا افتي في شئ وانا لا اعلم علي الرجوع الي المنزل الذي كان يقيم به نقد لسؤال الاسرة عن ذلك ولو ان صاحب المنزل في حديثه معي تحدث عن معاملة جهاز الامن له بصورة مهذبةولم يشر في حديثه لم تسأل عنه
عموما ساذهب مخصوص لسؤال الرجل عما تسال عنه
وتسلم