قصتي مع الغربة

قصتي مع الغربة


04-05-2005, 10:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1112693587&rn=0


Post: #1
Title: قصتي مع الغربة
Author: كرماوي
Date: 04-05-2005, 10:33 AM

رحلة الشتاء والصيف
في معمعة أيام الغربة والارتحال في عمق الشتاء ودفئ الصيف الصحراء
قاحلة في ربيع ذلك البلد الذي اصبح وطناً ثاني بالنسبة لنا ودار ندرس
فيها ماستر الحياة على ايدي اساتذة أجلاء ومحاضرتهم العملية النيرة
وتجربة وراء تجربة ، صرنا نغرس شتول المحبة ونسقي الزرع
ونحرث الأرض دون أن نعلم بان الوطن كل يوم يحلم بان يرانا
بين أحضانه ينادي أين أولادي يعاني أين أحفادي ونحن
نمضي عاماً وراء عام ننهل من تلك الغربة ونتقن درساً
وننسي آخر ، عبارات ما زلنا نرددها بان الحياة قد تستمر
وتتحسن العام المقبل بلا شك ونسعد بتلك الحياة التي
هي أشبه ما تكون إلي لا حياة ولنا في بلدنا ألاف الشتول
تحتاج منا الي الرعاية والنماء وهي تفرح عندما
تتردد ذكرنا في الوجود وتتمني أن تسرع
الابام
والشهور والسنين وتتفوه بالرجوع وكل ما بكت لحظة ماتت
آمال وأنطفأت شموع وهي كل يوماً تحلم بالرجوع ولكن كلما
هب النسيم واصطف الناس حول المدينة ذكروا بان عشقا
إلي بلدنا يداعبها بين الضلوع وان نهضة قد تتزين بها كل
الربوع ، وأن كاحلات الطرف قد لا يسألن عن سبب الرجوع
وإنهن قد ملن من طول مقارنة تعلم بان أيام الصمت هنا
وذكريات العشق هناك تعلم أن الهموم هنا وقد لا تذكر
هناك والناس في بلدي لا يوجدون في اي مكان والبعد عن
الأحبة وعن تراب العز
مسخرة ومذلة ، كل يوماً نحن نسهر من مسلسل إلي مسلسل
ونحيا عبر الأفلام وبعدها ننام وباكر نستيقظ وأولاً نبدأ
بالحمام حسب الرحلة المقامة أما ساخن أما بارد وليس
المشكلة في الحمام بل في الصحيان كأنك تضرب شخصاً
ولو ضربته دون ان يذهب لكان أهون عليه ، أتذكر
في السابق المدرسة وأتحسرعلى عدم الغياب لو أني
علمت أن في النوم متعه عفوأ نعود للرحلة ونلبس
فيه ملابس نظيفة وكثيرة ونستخدم أفضل أنواع العطور
ونحن من الداخل وردة زبلة من زمان ليس لها رائحة تفوح
منها ولا توجد حولها فراشات رحلة الشتاء والصيف نذهب الي
العمل في الصباح نداوم ونرجع منتصف النهار ونعود بعد صلاة
العصر ونرجع في المساء وقد تكون كل يوم دوام الجمعة دوام
والعيد دوام وحتي أصبح البعض في الدوام أو في المنام
أو في الحمام لذلك أسميتها رحلة الشتاء والصيف هنا لا يوجد
ثالث في هذا البلد نصفه صيف والآخر شتاء كما يوجد دواماً ان كم
نتذوق الأمرين في هذه الرحلة التي تكون بشكل يومي ومرة كل
عام أنها رحلة شاقة يعاني الجسد فيها ما يعاني من آلام وحينما
نغدو كأننا نشعر بالسعادة وهي كما كنا أطفال عندما يرن الجرس
معلناً نهاية الحصص كنا نتتدافع نحو باب الفصل وكلنا
بصوت واحد البيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــووووووووت .