بدر شين

بدر شين

كان يجلس امام بوابة.. فى احدى العمارات...بواحدة من حارات القاهرة..
اسمر اللون.. عمامة تعلو شيبه وجلباب مميز.. وجلسة على كرسى قديم..
على حافة البوابة .. جلباب يبدو انه ياخذ لونه من لون التراب... الذى يغطى جدار العمارة القديمة...
الشيشة... تجلس على يمينه.. ويخلف رجله على رجل... وجلبابه.. جزء على الارض.. وجزء آخر يظهر منه بعض من قميصه. وسرواله.. احد نعاله.. متحررة من رجله .. مرتاحة على بعد.. من رجله.. التى ارتاحت.. .. اصابعه..
فيها وشم.. وخطوط.. تحكى.. عن آثار.. قديمة.. من زمن الساقية’.. وتعب القرية.... مازالت شقوق.. دملت ولكنها احتفظت.. بذكرى.. تلك الايام.. التى تصعد من تلك الدمل.. الى نفافوخه.. وتشغل عقله المشغول.. بايام الصبى.. عن ارض النوبة.. وظلال النخل.. كلما لاحت.. فى خياله.. ذكرى.. او موقف.. ما.. يسحب .. مبسم الشيشه.. برغبة .. ما.. يسحب نفس.. بعمق.. ويطلق الدخان.. وهو رافع راسه... بهدوء.. وتتصاعد.. الابخره.. متهادئة.. امام عينه.. يرسم فيها بخياله.. ايام صباه.. البلد...
ويبدا فى حوار... صعب مع النفس.. كصراع الفيلسوف.. عن كنه الحياة.. تمر كل احداث الحياة امام.. خاطره المثقل.. كشريط سينمائى...عن بنات الحلة.. الكود والشليل.. ايام زراعة الجروف.. والانس الذى لا ينهى .. بلا حدود..
فجأة.. يعكر صفوه قادم.. او سائل.. يسحب حضوره.. متعبا.. ليجد اجابة بعربى مصرى مكسر.. اسمو ده.. والله ما بعرفش.. هو.. مين...ثم.. يخدر خياله بنفس طويل.. من الشيشة التى.. تحترق جمرتها.. كما يحترق نفسه..
ولبدر شين قصة...

ياخ ايه الجابنا فى الحسكنيت ده

تعب خياله من مقارنة يومية.. عن حياة.. كانت شقية فى القرية.. ومبهمة فى حوارى القاهرة.. التى كانت..
حلم الصبا.. ورمز الحضارة.. ها هنا.. هو القاهرة. يحضر .. فى القصص الخرافية الممزوجة.. بالواقع.. التى سوف يحكيها.. لسماره.. من ابناء الحلة.. الذين... سوف بصطفون حوله.. بملابسهمه الداكنة الون من الطين.. وهو.. ضيفهم.. القادم.. من ام الدنيا.. سوف يحكى لهم عن الازبكية.. والبنات البيض اللون.. سوف.. يحكى لهم.. عن تلك الشقراء.. التى كانت.. تمر امام بوابته.. ورسم.. حولها رغبة.. خيالية.. كان يرسم.. حولها.. حين تنزل.. كل صباح.. تحيه.. وتضمن فى تحيتها.. يا عم... محمد... اومر... كثيرة.. يصغى بنصف ونصف.. يسرح.. فى ذه البيضاء.. كم سوف بحكى فى البلد.. عنها.. ويبدو لرصفائه.. بانه.. كم مهو محبوب.. مع صفناز هانم..

بدر شين

أهوالذي غني بلسانه الاستاز مكي علي أدريس

العزيز خضر
ومن غيره يلهمنا

الخال العزيز شرنوبي ..

ليك التحايا و الأشواق ... بالله واصل السرد الجميل ده

سكوناويه

الابنة العزيزة
عساك وبدر
بخير

كم كنت ابحث طرقا تجمعنى بكما... ويفصلنا بحيرة ايرى

ولكن اجليد تراكم

اشعر بدفء فى هذا الشتاء
بكلامك

سلام مربع ايتها النجمة النوبية

كان الحوار..
عن بدر شيب
او بدر شين

كانت قصة تغازل .. خياله المتعب.. عشق خاص... عن بقعة.. تتخللها.. ظلال النخل..
البكاء.. لا يجدى.. لقد... تعبت الذاكرة.. من الاجترار الكثيف..

كانت اغنية.. تلامس.. وريد فتران.. لا يقوى لدفع الدم.. الى القلب..
بدر شين
قصة عشق نوبى.. لارض..

ولقصص منحوته.. فى كل شبر.. من ارض تاريخيه..
كم كتبنا على سعف النخل.. عن قصص.. ومواقف..

ان النخل الذى يطرح..
بلاقى حبوب اللقاح..
ولكن النساء.. النوبيات.. لا
فقدن.. حق ان تلاقى.. بويضاتهن المتعبة.. حق ان ينجبن
فى زمن فيه الهجرة.. القسرية..
عن ارض سموها ارض الذهب..

لا تصدأ
ولكن عقول ابنائها خاملة..

وكان يحكى.. مع نفسه قصة..

قصة بدر شين


قصة الرحلة.. التى لا نهاية لها..
قصة الخيال..


قصة الحلم المعلق.. بمراحل التطور لنخلة منذ لحظة ان طرحت



اه يا بدر شين

انت
قصة
نزف انا

اللمبة الصفراء التى تدلى بسلك عارى امام البوابة.. تحاول ان تضئ
بضوء فتران.. معبق بالتراب...
حان وقت.. ان يدخل.. لغرفته.. الكفن..
غرفة متر فى متر..
عبائته البنية.. ذات الخيوط الذهبية المهترية.. لكى يتصدى بها لبرد. القاهرة..

فى تلك المساحة التى تشبه بود اللحد.. يضف كل.. امتعته.. وفرشه.. وفانوس.. سحرى..

وكانت قصته.. وحلمه.. ان يجمع.. قرشين.. ويقطع تذكرة القشاش.. الذى يحمله الى اسوان.. ارض النوبة.. وتذكرة الباخرة.. لحلفا.. وتكلفة.. عربة عباس. ببسى.. للحلة.. وحق الرجعة..
كان يوقت اجازته بموسم حصاد النخيل...

وكان الحلم.. ان يقضى..

ايام مع ام اولاده..

وقصة بدر شين
هى قصة الموءدة التى لن تسال

قصة شاب نوبى اسمر اللون

حلم ان يهرب بحبيته الى صعيد مصر
مرورا بمحطة بدشين..

قصة حلم يهرب ليتقى بمالحطات التى لا تعرف ضفاف
قصة وطن متنازع فى دواخل
الفتى الذى توهته اقدامه

وبكى حين تكومت الذاكرة
الوطن

وقصة

هى فيها كلنا

نحلم ولنا فى تفاصيلها سطر
وكلمة...

وينك يا بدر شين

يا صباح
نور مساء

ويا غننا السمح

كانت الكلمات لا تجرو من مغادرة فمه المتزاحم مع دخان الشيشة
بدر شين
مقطوعة.. منسية

وفى هذا الزمن الغريب

ايها الناس

فى زمن طفت فيه الحجارة
على سطح النهر
وغاصت براعم الزهر

فى عمق البحر
فى زمن ضاع فيه
الحق





اه
من هذا الزمن

لماذا حملتى قلب
من يحلم بك
وضعتى فى وضح النهار

لماذا

الله ليل ليلنا
شاب الله ليلينا

اكان هذا خداع
وكان يةم اسود
ان وقعت فى مصيدتك


ايها الناس
اصبنى صداع
اعصبوه بخمارها
ان لم تجدوه
اعطونى دواءا
آخرا

واذا مت لا تحزنوا
ولا تدمعوا
ادفنوا رفاتى
واذهبوا
لامركم

لا تذيوا ذنوبى بدمعوعكم