وداعاً الخليفة عوض خوجلي تقبل الرحمن مقبل صدق

وداعاً الخليفة عوض خوجلي تقبل الرحمن مقبل صدق


03-27-2005, 10:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1111958885&rn=0


Post: #1
Title: وداعاً الخليفة عوض خوجلي تقبل الرحمن مقبل صدق
Author: Yassir Hamid
Date: 03-27-2005, 10:28 PM

ترجل عن هذه البسيطة في الأيام الماضية .. فارساً جل أن تجود بمثله الأيام ... أبحر عن دنيانا كعادته هاشاً باشاً .. تعلوه تلك الوداعة التي تكسي ملامحه .. برغم مرارات الشتات .. لم نراه عابساً أو شاكياً كان عندما تضيق بنا الأشياء نجد عنده براحة الدنيا ... نستدعي الأبوة ... كان حاضراً ... كفنارة تضيء جرف صخري تتكسر فيه موجات احباطاتنا .. نستعدي الأبوة مرة أخرى كان حاضراً .. يحتوينا شغوفاً بنا يحمل همومنا فينسينا ضنك الغربة والابتعاد ... ترجل عنا والسنين العجاف منعتنا أن نلتقي في زمن آخر في وطن آخر ..

ترجل عنا رجل بهامة وطن ... عندما تدمينا جراحات الغربة .. كان يحتوينا ينفس عنا غضب الأيام .. له مقدرة حباه به الرب أن يمتص عن الآخرين الوهن ... صامداً كان أمام كل الأشياء رغم جراحه العميقة وفقده الجلل .. كان صامداً كالطود .. لا يتهاوي ولا يشتكي ولا ينهار .. مثلاً للصمود .. وبرغم سنين عمره المديدة .. كنا نستجدي صمودنا مع مودته .. ولطفه وكرمه وطيب نفسه..

غادرنا وما زلنا نحلم بلقياه .. في ضل ضحى .. أو عند تلك الزاوية عندما يرمي ذلك المبنى بكل ثقله ضل العصر .. هبة نسمة على مشارف مغربية .. فقد كان يدرك مسارب ليلنا ويبتسم ... أيعقل أن يرحل دون أن نوادعه على ناصية ذلك الشارع ...

تستفزنا تلك الحوائط .. وتلمونا ... هنا على هذه الطوبة كان يستند عندما يفترش المصلاية .. يصلي ظهره ... وتنده أخرى عند ذلك الظل هناك ... كان عصره ... هناك كان يتمغرب ... وعلى حافة هذا السرير عند تلك الجهة من المنزل كان عشاءه ... صلى بكل جهات المنزل .. نفس المنزل الذي شهد خروجه معصوراً من ألم الاستشهاد ... خرج ... وتلك الأبواب تأبى أن تنصك .. تحلم بعودته .. يحضن تميمته بيده اليمنى .. يتكأ عليها .. يحملها ضد الزمن الأغبر .. وباليسري يعدل طرف الشال الذي ينساب .. ثم يمسك بمقبض الباب إيذاناً بالذهاب لصبحه.... الله أكبر .. الله أكبر .. لنقرأ له ما تيسر ترحما ...

وداعاً أبونا وعمنا الخليفة عوض خوجلي تقبلك الرحمن تقبل صدق وأسكن داراً خالدة مع الصديقين والشهداء والهم ذويك ومحبيك الصبر والسلوان.. والعزاء للوالدة حاجة جارة والأخوات ماجدة .. منى .. منال .. ومعتصم .. و زينب .. د. محجوب ... وعصام .. ورشا .. وانجي ..