بين رائعة " ا لطير ا لمها جر " لاسماعيل حسن ووردي و" ا لهجرة ا لمجنحة"

بين رائعة " ا لطير ا لمهاجر" لاسماعيل حسن ووردي و"ا لهجرة ا لمجنحة"
سعديةعبدالرحيم الخليفة/كلفورنيا

تتربع اغنية الطير المهاجر التي صاغ كلماتها الشاعر المتفرد اسماعيل حسن ‘ علي قائمة الروائع التي اثرت ا لمكتبة السودانية ا لغنا ئية لما اودعه الموسيقار وردي من لزمات موسيقيةمزجت طلاوةالكلمات‘وحلاوةاللفظ الشعري وكانت رائعة"ا لطيرالمهاجر" انتاجاٌ فنياٌمتكامل الجودة ‘ اكتسب الخلودا لسرمدي. تتجد د وتتفاعل مع الزمن تواكب كل عصر وتدغدغ آحاسيس الضاربين مرافيء الهجرة و ا لغربةبعد ان طردتهم اوطانهم قسرا او هربوا عنها اختياراً. ومنهم من يغالبه الحنين فيعود ومنهم يحمل "لطيرالمهاجر" كلمات مثل
با لله يا لطير ا لمهاجر للوطن زمن الخريف
تطير بسراع ما تضيع ا لزمن
اوعك تقيف و تواصل ا لليل بالصباح تحت المطر وسط لرياح
و كان تعب منك جناح في السرعة زيد
في بلا دنا ضل النخيل اريح سكن!
وتفوت بلاد وتسيب بلاد وان جيت بلاد بتلقي فيها ا لنيل بيلمع في الظلام
زي سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام تنزل هناك وتحيي يا طير باحترام
وتقول سلام وتعيد سلام علي نيل بلادنا سلام وشباب بلادنا سلام
و نخيل بلادنا سلام!!
لا زمتني هذه الخواطر وانااشاهدالفيلم الفرنسي الوثائقي " ا لهجرة ا لمجنحة"
لمدي ساعتين كاملتين دون ان يرمش لي جفن او يرتد لي بصر. والفيلم يمثل رائعة فنية للتصوير ودرجة رفيعة من التقنيةالسينما ئيةً ‘ وموسيقي تصويرية مفعمة بالتعبير
و الآ يقاع ا لذي ينسجم مع حركةالممثلين في رحلتهم الطويلة ‘أو لدي هبوطهم. ويعتبر فيلم "الهجرة المجنحة " تحفة سينمائية نادرة وثقت لهجرات فصلية منظمة لمتات الا نوا ع
لقبائل ا لطيور وعشائرهاعبر قارات امريكاالشما لية‘ امريكاالجنوبية ‘اوربا ‘ افريقية
استرالياوا لدوائر القطبية . و ينبني عمود الفيلم علي هذه التيمة التي برع فيهامخرجه
جاك بيريس من ان ينجز مفخرة للسينماالوثائقية رشحته لجائزة الا وسكار دون ان يحصل عليها في عام2000 . و لا يسعني في هذاالمجال ان اصف حذاقة ا لمصور و ا لمخرج في رصد حركة ا لطيور ا لمهاجرة من خلال كاميرا تابعتها في رحلاتها العابرة للقارات خلال
ثلاثة أعوام دون انقطاع . ولربما يظن البعض ان خلو الفيلم من الابطال والنجوم يبعث علي ا لملل لكن هذاا لعمل يجعلك تنجذب اليه ويثير ا لفضول لكشف النقاب عن دقائق
الاسرار لحيوات ا لطيور خلال هجرات لا ينقطع فيهااًي ًمن يومياتها او ممارساتها وهي تقطع الاميال وتتخذ من عنان السمماء تحليقاً‘اًو عندالهبوط سباحة علي ا لمحيطات وا لبحاراًو البقاء علي المرافيء للتزا وج أو لا ستقبال الاجيال الجديدة التي تولد خا رج الاوطان. وتمنح تلك وقتاًيؤهلهاللقدرة علي الطيران لمرافقة الوالدين وبقية ا لا سراب.
وعلي ارض الهجرة الاختيارية تنتظم الحياة و تتخالط الاجيال وتتواصل في ظروف لا تخلو من الخلاف لاسباب الاحتكاك والاعتراك حول مصادرالغذاء اولدي ردخطريحيق بالزوجة علي وجه الخصوص اوا لدفاع عن المواليدالصغار. لحظات منالمرح و الغزل مصحوبةبذكاء وقدرة خارقةعلي احتساب و تقدير المواقف لتتواءم وتنسجم مع كل واقع جدبد يتطلب سلوكامصحوبا باليقظة والحذر. و يحتوي الفيلم علي لقطات نادرة لسحرالطبيعةوجمالها في مناطق لا يتوفر لبشر ان يبلغلهادون صحبة تلك الكاميراالنفا ذة الذكية. وبعدان تكمل تلك الاسراب ابترادها و دفئهاوتنال سعادتهاالقصوي في القفز والسباحةعلي ظهر لكتل الجليدية الذائبة
حتي تبداً و جهتها الجديدة. ولا ادري ان كان الشاعرالبليغ ا سماعيل حسن وا لفنان
ا لمرهف محمد وردي قدسبقاالعصر بمايقارب نصف قرن منا لزمان منذاًن ولدت "الطير المهاجر
كعمل فني وثا ئقي لم يكن يربطه بفيلم " ا لهجرة ا لمجنحة" صلةاو حتي توارد لخواطر
لما يفصل بينهمامن عشرات السنوات. وانماتماثلت التجربتان وتلاحمتافي صدق وواقع الموضوع الذي تناوله الشاعر اسماعيل حسن بدقة التعبير والوصف و بصدق المعرفة التي تعلمها و الخبرة التي مارسها في الريف مراقبا يرصد ا لطبيعة فتثري لوحاتهاالغنية شعره و تأتي الكلمات و التعا بير حيةناطقة مبللة بقطرات الندي‘ طرية وطيعة تدخل القلوب قبل الاذان. ‘
كما ابدع الموسيقاروردي في الباس القصيدة ثوبا موسيقيازاهياونغماتطريبياحلوا ومعبرا بصوته الدافيء الذي مكن لتلك القصيدة ان تتكامل لحناولفظا اكسبهاالخلود والبقاء محلياوالان هاهي تحقق مرتبة عالميةجنبا الي جنب فيلم "الهجرة المجنحة" وربما تقرب المقاطع التا ليةالمعني الذي ذهبت اليه. عندما يقول اسماعيل ويغني وردي
بالله ياطير قبل ماتشرب تمرعلي بيت صغير
من بابه من شباكه يلمع اًلف نور
تلقي الحبيبة بتشتغل منديل حرير لحبيب بعيد
تقيف لديها وتبوس يديها
وانقل اليهاوفاي ليهاوحبي الا كيد
و كان تعب منك جناح في السرعة زيد
في بلا دناضل النخيل اريح سكن
وعلي الرغم من ان " ا لطير ا لمها جر " قد سبقت " ا لهجرة ا لمجنحة" بعشرات السنوات ألا ان القيمة الفنية تجلسهما علي عرش الفن الوثائقي ا لمقارن . و لعل المراقب والمتابع لمسيرة الاغنيةالسودانية يمكن ان يحقق نماذج اخري لهذا ا لتفوق الذي شهدته بلادنا قبل ان نبتلي بعصر الانحطاط الذي قتل الفنون وجفف التراث وواًد بنات الا فكار باحاديته المتعسفة وحددارشيفايختار منه الشعراء الكلمات ا لمسموح با لتغني بها كخطوط حمراء يجب الا يتعداها الشاعر. ومهمايكن من امرفقداخذتني " ا لطير ا لمهاجر"
كما لمس فيلم " الهجرة المجنحة" وترا في نفسي اردت ان اتيح لكل الطيور المهاجرة مجازا ان تبترد من رمضاء الهجرة و الشوق الي الاوطان بمشاهدة او الاستماع الي قمم الاعمال الفنية النادرة.

الاخت سعدية
تحية طيبة
قصيدة " الطير المهاجر " التي لحنها وغناها
الفنان الكبير محمد وردي للشاعر صلاح احمد
ابراهيم وليس لاسماعيل حسن.
وشكرا

نعم الأخت سعدية فالقصيدة صاغ كلماتها الأستاذ صلاح أحمد إبراهيم.

الاخ شماشي
اشكرك علي التصحيح باسناد " الطير المهاجر" لشاعرها صلاح احمد ابراهيم

الاستاذ عمر علي
صدقت فقد صاغ " الطير المهاجر" الشاعر صلاح احمد ابراهيم اعتذر عن الخطًا.

الأستاذة سعدية

تحية طيبة
أولا مرحب بك هنا بيننا ..
و شكرا لك على هذا لاالموضوع القيم ..

Quote: وعلي الرغم من ان " ا لطير ا لمها جر " قد سبقت " ا لهجرة ا لمجنحة" بعشرات السنوات ألا ان القيمة الفنية تجلسهما علي عرش الفن الوثائقي ا لمقارن . و لعل المراقب والمتابع لمسيرة الاغنيةالسودانية يمكن ان يحقق نماذج اخري لهذا ا لتفوق الذي شهدته بلادنا قبل ان نبتلي بعصر الانحطاط الذي قتل الفنون وجفف التراث وواًد بنات الا فكار باحاديته المتعسفة وحددارشيفايختار منه الشعراء الكلمات ا لمسموح با لتغني بها كخطوط حمراء يجب الا يتعداها الشاعر. ومهمايكن من امرفقداخذتني " ا لطير ا لمهاجر"

و هذه شهادة و كلمة حق يجب أن توضع مع الأعمال النابغة للسودانيين
تسلمي

الاخ ابو جهينة
تحياتي وتقديري و امتناني