الخرطوم العاصمة الثقافية ... كنَّا هناك

شهدت الخرطوم في الفترة من 29 يناير - 4 فبراير الجاري فعاليات أسبوع المنطقة الثقافية الوسطى، وهي إحدى المناطق الثقافية التي توزعت ما بين كردفان الوسطى – الشمالية – الشرقية – الجنوبية – دار فور الكبرى إضافة إلى الخرطوم. والمنطقة الثقافية الوسطى ضمت أربع ولايات هي: الجزيرة – سنار - النيل الأبيض – النيل الأزرق.
جاءت كل ولاية وفي خاطرها أنها ستعرض إبداعها وتقدَّمه في الخرطوم (معقل الثقافة) هذا العام، فماذا وجدت ..؟ وبأي واقع مر وصلب اصدمت..؟
منذ البدء وقبل الافتتاح وبأرض حدائق 6 أبريل حيث أقيمت معارض التشكيل والتراث إضافة إلى خيمة الحردلو، وجدت الولايات أن المكان لم يُعد كما يجب مما دعا إلى إنزال كل الخيم ونصبها من جديد في وقت متأخر من الليل، والافتتاح كان الساعة العاشرة صباحاً اليوم التالي السبت 29، ولكنه تم في الواحدة ظهراً مما يدل على عدم الجاهزية والتحضير والتنظيم المسبق.
كانت هذه ضربة البداية لأول يوم في أسبوع المنطقة الثقافية الوسطى، وعلى نهجها سارت وجاءت بقية أيام الأسبوع. فالمسرح القومي كان صدمةً مبنى ومعنى وحضور .. مشاكل في الصوت أدت إلى تفريغ لوحة (جدع النار) من جماليتها وهي أجمل عروض ولاية النيل الأزرق. ثم كان الحضور الضعيف جداً جداً هذا أصلاً إن كان هناك حضور؛ فالولايات جاءت الخرطوم وعرضت لنفسها فقط وعدد من أعضاء الأمانة العامة ولا أحد غيرهم، حتى إن كل ولاية أعتمدت على أبنائها داخل الخرطوم ودعتهم أما ولاية سنار فقد كانت الأذكى بدعوتها أبناء الولاية بالجامعات.
عندما نقول إن كل ولاية عرضت لنفسها فنحن نعني ذلك تماماً، وفود الولايات المشاركة تذهب إلى المكان المعين وتعرض وتشاهد عرضها ثم تعود إلى مقرها بأرض المعسكرات. أين الجمهور ..؟ لا أحد يعلم .. حسناً أين الإعلام..؟ لا أحد يعلم .. أين المثقفون ..؟ مقاطعون .. أين .. ولمَ .. وكيف ..؟ ولا تعشم في أن تجد إجابة ..
أكثر ما أقنعنا أن الخرطوم عاصمة ثقافية (بلا جمهور .. بلا مثقفين .. بلا ثقافة) هو شعار العاصمة الثقافية: في الملصقات على العربات التي كانت تقل الوفود، وفي الكابات بالألوان المختلفة، وفي المفكرة السنوية التي وزعت كهدايا تخاطفها البعض بشكل همجي وحتى في علب المناديل الورقية .. لنعترف أن الشعار كان موجوداً .. هو .. وهو فقط ما كان ومن كان موجوداً ويشكِّل حضوراً يكرنا كلما نسينا لمَ حضرنا إلى الخرطوم، فيقول: من أجل العاصمة الثقافية..!
الاهتمام بالقشور كان أعظم وأهم، فما معنى أن يُهتم بوضع الشعار فيما ذكرنا دون أن يكون هناك من يشاهد .. أو يشعر .. أو يتفاعل أو يدري حتى بأن هناك شيء اسمه أسبوع المنطقة الثقافية الوسطى في مدينة كالخرطوم بهذه الكثافة السكانية التي لا تضاهى ..؟ ما معناه دون أن يكون هناك فعل ثقافي حقيقي وأصيل ..؟ وأين المطبوعات التي طبعت .. لمّ لم توزع ؟ هل هي قاصرة فقط كهدايا للولاة والمدراء والرؤساء، والسؤال الكبير: هل يقرؤونها..؟
مدني العاصمة المناوبة نجحت وتفوقت على الخرطوم العاصمة الفعلية، مدني نجحت جماهيرياً نجاحاً لا يمكننا أن نقارنه بالخرطوم المليئة بالبشر والدواب واللا فتات، ولا أنسى مليئة بالشعار الذي وصل دون ما يرمز إليه – عاصمة الثقافة .. فهل هي كذلك حقاً ..؟!

* عمود (ذات بوح) بثقافة الأضواء

الأستاذة رانيا ..
هى ثقافة الحكومة
وليست ثقافة الخرطوم
فلتبحث الحكومة عن جمهورها ..

الأستاذ معتصم
حتى جمهورها لم يأتِ .. وهل هو يأتِ أو يشارك...؟ لا أظن ..

لك التحية

الاستاذه رانيا ما مون تحياتى
العمل الثقافى لا ينفك اصلا عن الواقع السياسى وفاعلية الخرطوم عاصمه للثقافه جاءت فى التوقيت الخطأ لهذا لم تجد المتابعه والاهتمام من الشارع الخرطومى با عتبارهافاعليه تخص اهل الانقاذ وحدهم وهم يسيرون فيها لا لدعم الثقافه وانما مشروع اعاشه لبعض منهم والشاهد الجيش الجرار الذى تم تعينه للعمل فى هذه التظاهره منهم ونحن لدينا وزاره اعلام ووزارة ثقافه ومثاها ولائيه ولدينا ولدينا ولدينا ولكن اسالى عن الكيزان من الصحفين ستجدينهم فى الخرطوم عاصمه للثقافه الفين وخمشه او كما قال د. البونى