اللغة في رواية خالد محسن، (الدرس الوحيد المستفاد من التاريخ هو الا احد يتعلم من التاريخ)

هالني الكم الهائل من النفي للآخر الذي يعج به المنتدي في الفترات السابقة و اردت الكتابة حول ذلك مرارا ... و ما دفعني للكتابة الآن هو بوست للاستاذ قرشو حول لغة الكتابة في رواية خالد محسن التي تنشر في المنبر هذه الايام ...

هذا النقد حول اللغة الروائية ليس بجديد تعرض له العديد من الادباء الكبار في العالم و الرسامين (منذ امد بعيد) لكن نحن دائما كما قال ف. و هيجل (الدرس الوحيد المستفاد من التاريخ هو الا احد يتعلم من التاريخ) فندمن اعادة انتاج ازمات قد تم حسمها و ربما الدافع الوحيد لاعادة انتاجها هو الضحالة و الدوغمائية المتفشية
محليا تعرض لمثل هذا الانتقادالاستاذ الطيب صالح مرارا .. تعرض له الروائي المصري صنع الله ابراهيم .. و الكثير من الروائيين .. حينما طالعت رواية خالد محسن و حينما اطالع رواية امينة من حيث اللغة اغبط الكاتب الذي استطاع تجاوز عملية التصفية اللغوية لنصه لتي يواجه بها اولا من قبل التواجد اللاشعوري للآخر المختلف و المتخذ لموقف اخلاقي من لغته او من محتوي لغته..
نستطيع بقليل من القراءة المتأنية للنص المعني رؤية محاولة الكاتب التماهي مع فضاءات نصه و شخوصه .. و المحيط الموازي للنص -هنا -الآن- لا اعتقد ان الطيب صالح كان يمكن ان يكتب بلغة -غير خادشة- للحياء- بلسان بت مجذوب او ودالريس - الفضاء الذي يكتب خالد روايته فيه و كذلك المجتمع الذي نشأ فيه يعج بالجنس و بهذه اللغة فكيف له ان يتوخي الصدق لروايته و ان يتجنب ايضا -خدش الذوق و الحياء - لماذا يطالب الروائي بعدم الكتابة بلغة تستخدم في الاسواق و المكاتب و -على الكراسي امام البيوت في الاحياء من قبل الكبار و الصغار- و الكتابة بلغة لا توجد الا في مخيلةمنتقدي هذي اللغة ..
-- الاشكال يبدأ بتلك الاذدواجيىة الراسخة في تكوين العقلية -السودانية - بشكل خاص و التي تجبر الفرد علي تكوين اقنعة لمجموعة من الشخصيات التي يواجه بها المستويات الاخلاقية و المجتمعية المختلفة متفاديا تشكيل وعي اخلاقي و مجتمعي و حزمة تعييرية ذاتية
..
--
توطئة لما سيأتي لاحقا


--لماذا يتنكبون الشرعية للتحدث باسم الغالبية و اصدار اداناتهم الاخلاقية ؟؟؟

اكمل لاحقا

الانسان تجسيد حيوي للافكار.. اللغة حصيلة و نتاج و تجسيد معنوي للفكرة اللغة وطيدة في وصفها للفضاءات الداخلية للانسان .. اضافة الى بعدها الاتصالي فيما بين الانسان و الانسان، الانتقاد للغة ما يجب ان يطال في لحظة البدء جوهر ما تحمله من افكار حتى وان كان الناقد نفسه غير واع بذلك، إذا انطلق الناقد -هنا- لجوهر اللغة المستخدمة في -الرواية- كان انتقاده اكثر موضوعية حيث ينتقد الفلسفة القائمة وراء استخدام الالفاظ و التركيبات اللغوية التي اعتبرها خارجة عن الادب و الذوق العام- و في هذا الوصف مفارقة كبيرة ... اللغة لا تنفصل عن طبيعة الفكر والقيم التي تسود المجتمع، ومن المسلم به أنه كلما ازدادت ثقافة الفرد(التي تستمد اساسا من تعاطيه المجتمعي) اتسعت حصيلة معجمه وبات أمامه من المفردات ما يدفع به إلى تخيّر أو اصطفاء اللفظة الدالة على ما يمور في وجدانه ويعبر عن فكره، وذلك يسهم في قدرة المتكلم على أن يصوغ “المعنى” الدال في لفظ اقرب ما يكون دقة وإحكاما وليس بالضرورة أن ينهك في البحث عن كلمة تجد القبول من البعض و تبتعد عن اثارة القلاقل أو أن يتقعر في نسيج عبارته، فالكاتب -الروائي- يتحصل علي لغته و شرعية استخدامها من هنامن عدم من ارتباط هذه اللغة بطبيعة الفكر والقيم التي تسود المجتمع.. إبداعيا هناك هامش من الحرية يتاح فيه للفنان أن يعبر عن خصوصية تجربته الفنية وهذه القضية لها صداها المجتمعي ، في هذا المناخ فإن الكاتب لا يجد حرجا من التقاط الكلمة العامية (خارجة أو داخلة) ، وهي في الأساس ذات اصل في التداول داخل المجتمع لغويا و من حيث ارتباطها بمجاميع من الافكار، فتكتسي دلالتها كرؤية فنية تعبر عن اكتمال إحساسه الفني، فلسفة الادب تعلو على قواعد اللغة، فالقضية هنا وثيقة الصلة بقيم و هوية المجتمع انا اعتقد ان انهما في حالتنا لم تحسما تماما بعد بل هما في عمق العديد من الاشكالات الاجتماعية التي التبست عليها المعايير المتعددة في مجتمعنا...

لنا عودة

ساحاول فيما سياتي التدليل من داخل رواية خالد محسن على اتساق البنية الداخلية للرواية من خلال ايراد امثلة من النص على توخيه الاخذ من عمق لغة المجتمع كيفما كانت هذه التركيبات
اي سواء ان كانت هذه الالفاظ و التركيبات مثيرة للجدل كالتى تمت الاشارة اليها في بوستات قرشو او كالتي لم تتم الاشارة اليها..

Quote: - را إنت آلسي خالد، بغيتِ تضيعنا، آويلي آويلي؟

Quote: - يا ويلي يا ويلي، آلغزال، آلزوين، آلفسر،

Quote: (هووي يا مَرَة إنت جنيتِ، كل يوم ما سكاليك مرَة مدخناها ومدلكاها، ما تشوفي شغلتك،..).

Quote: وانطلق صوتي يلعلع، أحياناً بالدوبيت، "ود ضحوية" تحديداً: بالك فاضي في رُوبة الغصون بتقلّم وأنا متملّي يا الساحر عليك متكلّم الزول العلي كمش النقود متعلّم نهجم ديرتو في الكُبسة الضياها مضلّم

Quote: ح يودّوني وين يعني؟ جوّه إيطاليا! يا سلام، هذا ما أريده بالضبط،.. مامعاي شينغينغ فيزا ولا دين، وجعان، أموت ليهم يعني؟ أولاد الحايلة!

Quote: وسوووحي، تريلل لا، وبالجنبة موحي، تريرل لا،.. أتحزّم آزول، والنيّة تتراوح مراقد القلبو ني،....

Quote: بس برضك غَرِّق مراقدك في جَبّانة القَرَض،.. الله ينعل دينك، ودين شياطين سماحتك يا تيموليلت،..

التطرف وان استفز لآخر للتطرف فهو لا يبرره، و النفي الذي يمارسه الاخر لا يبرر نفيي له
مجتمعنايمارس ابويته بدءا ببنيته الخلوية فينتج افراد غير قادرين علي الشعور ككائنات مكتملة،تمارس حقها في قبول و رفض و تغيير القيم المو########، ينتج عن ذلك وجود محيطين من القيم الاول شرعي بائن و ملتزم به تحت الضوء و الثانى في الخفاء، بعيدا، يجبر الافراد علي تكوين اقنعة قيمية تتناسب و الفضاءات التي يرتادونها،فتفشل عمليا محاولات المستوي الأول علي السيطرة، يبقى المجتمع عاريا من الاغطية الاخلاقية الفعلية،و يؤسر في شعارات فضفاضة،يضاف الي هذا المزيج حالة من الخواء الفكري..
و الناتج كم من التطرف ويبدو ذلك واضحا من خلال المحاولات التصنيفية المبدئية التي تتخذ تجاه الافكار او الاشخاصاو غير المصنف مسبقا بشكل عام لتسهيل تطبيق الولاء


لناعودة

Dear Mohamed Elhaj,
Thank you for this article, and a late welcome to sudeneseonline. I think you will make a qualitative addition.

will be back

Nada

د. ندي
تحية طيبة
سعيد بمرورك و تعليقك و ترحيبك ..
و ظنك
في انتظار عودتك و مشاركتك

الأستاذ محمد الحاج


أتابعك باهتمام


واصل سيدى علنا نتنور قليلاً

واصل يا أستاذ محمد الحاج .. لكني أخشى أن "تقد عينها" وتطبظها في ود عينها .. بدل الكحل.

بالتوفيق

يا شانتر يا خوي
خليهو
يقد (عينها) وعينا كمان

قبل ما يقوم محسن بمزيدا من (الحفريات9) لمحلات تانية
اصلا (مقدودة) وما بتستحمل (حفرياتهم) .

؟؟؟؟

Quote: يبقى المجتمع عاريا من الاغطية الاخلاقية الفعلية،ويؤسر في شعارات فضفاضة،يضاف الي هذا المزيج حالة من الخواء الفكري..

طيلة سنوات الانقاذ العجاف فرغ الوطن من محتواه وظل يعاني مما ذكرت أعلاه واستشرى داء التفسخ الأخلاقي اللعين ... والأدهى والأمر في مقابلة تلفزيونية مع القاص الأستاذ / صنع الله إبراهيم وفي معرض رده على سؤال مقدم الحلقة عن بدايات صنع الله ؛ ذكر أن "أول من عرف كتاباتي وأحتفوا بها السودانيين" ...العين الناقدة الثاقبة التي (كان) يتمتع بها القارئ السوداني وهو يضع ذلك الحد الفاصل ما بين الإبتذال ورخيص القول والأدب الذي ينقل واقع حياة بتجرد وصدق وشفافية ...

يا ابن الشمس و حبيبها
و حبيب قمرك

يا بستان

تحايا...

Quote: طيلة سنوات الانقاذ العجاف فرغ الوطن من محتواه وظل يعاني مما ذكرت أعلاه واستشرى داء التفسخ الأخلاقي اللعين

لم تكن البداية بسنوات الانقاذ بل هذه السنوات هي التي عجلت بوصولها الى مرحلة الخروج النسبي الى العلن - لاننا ما زلنا ندهش مما حولنا- ... البداية كانت عدم المقدرة على ممارسة جدل اخلاقي ينتج منظومة قيمية تتماهي و تطور* المجتمع و افراده ..

* لا اعني بالضرورة مفهوم ارتقائي

لك مني ما شئت

(و كفارة - الجاتك في كيسيدتك سامحتك)

ابن شمسنا

حبيب فمري

"لكل عصر شعره، والشعر فيه بعض وعيه، أي إنه متلمس بالضرورة لكل الوقائع والتحولات البارزة، التي تدخل مجرى الواقع والوعي".‏
ف . وهيجل


الرواية، كتشكيل لغوي تمثل قطاعاً عرضياً في فكر المجتمع وحياته وقيمه ينشئه العقل والخيال معاً، يظهر باشكال متعددة و مضامين جدلية تاخذ في التطور بتجانس فضاءها الواقع والممكن معاً، وبما أنها إنتاج فرادي، فهي تعبير ذاتي يوسم بطابع الكاتب ويحمل بصمات قيم المجتمع التي سبق وان ساهمت في تشكيل شخصيته و كونها نتاج شخصي لا ينأى بها عن المؤثرات الاجتماعية و الإنسانية بل تظل متأثرة بمكونات شخصيته الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية و الأخلاقية و السياسية و الاعتقادية. فهو محكوم (وعى أو لم يع) بمحددات المجتمع - اللغة، القيم- فمن البديهي أن يتأثر ما كتبه إذا،
الرواية لا تتقوم بذاتها، بمناى عن تأثير الواقع الماثل في المجتمع و الاحداث الواقعية، والمشاهدات، التي تحيط به، وثيقة الصلة بما يكتب. ومن هنا كانت ترجمة للوعي الفردي والمجتمع في آن واحد.
هذا الارتباط بين الرواية و الواقع -في المجتمع- هو دليل تبرئتها تجاه الاحكام الاخلاقية فالحضور لقيم المجتمع و تراكيبه اللغوية قد تجاوز في حالات كثيرة الرمز و الاحالة ليتوضع في متنها بشكل صارخ دون أن يسيء ذلك لجماليتهااو يصمها اخلاقيا....

Quote: لماذا يتنكبون الشرعية للتحدث باسم الغالبية و اصدار اداناتهم الاخلاقية

د. ندي
تحايا

Quote: لماذا يتنكبون الشرعية للتحدث باسم الغالبية و اصدار اداناتهم الاخلاقية

ربما لانهم يعلمون ضعف هذه الدعاوى و لرغبتهم في اضفاء شرعية اخلاقية عليها فقط كونها صادرة عن الضمير الجمعي و لعدم مقدرتهم على برهتها فكريا..
احاول هنا الامساك بكم كبير من الخيوط تتوزع بين فروع مختلفة بين علم و فلسفة الاخلاق و الاجتماع و فلسفة الادب و الفن و اللغة ..
ساواصل و ان كنت ارغب بشدة في مشاركتكم الفاعلة فيه و قد ياخذ فيما بعد شكل البحث المتكامل
و الدعوة لكافة المستنيرين المهتمين
لك
لكم الود

و لنا عودة
محمد الحاج

ليس بعيدا عما سبق ذكره

الموضوعات التي تطرح الآن - كما اعتقد- شديدة الارتباط ببعضها البعض و تثبت لي ان ما يدعي من نسيج اخلاقي (متجانس) امر بعيد عن التصديق و الحقيقة ... و الا فما هو المبرر لما شاع في المنبر و اصبح حقيقة بائنة حاليااتحدث عن اللوائح و القوانين التي وضعت للبورد في الايام السابقة .... التساؤل الاساسي هنا هو (ان مجموعة من "مثقفي" السودان اجتمعوا في فضاء تخيلي تفصلهم المسافات المكانية و الزمانية و "الفكرية" و العقدية و الايديولوجية لم يستطيعوا تدبر امر اختلافهم و لم تستطع مجموعة القيم الاخلاقية المو######## بداخلهم ان تتدبر امر اختلافهم علي الوجه الصحيح فكانت الحوجة لقانون "يردعهم" و يشكل العلاقة بينهم) حقيقة و أأسف لاضطراري لاستخدام هذه اللغة هذه سبة و فضيحة ... اذا قمنا فقط باخذ عينات عشوائية من بعض البوستات التي تنشر "لبعض"من يكتبون سنرى حقيقة الاشكال الذي يمر به مجتمعنا كون هؤلاء يشكلون "نخبة" من نخبه .... بوردكم يا رفاق يعج "بالسباب للآخر" و "المهاترات التي تذكّر بأركان النقاش في الجامعات" و تخلو إلا قليلا من اطروحات تفيد في فهم او محاولة فهم واقعنا الذي نعيش!! ناهيك عن اي محاولات للتغيير الذي تضج به الساحات ....

و يبقي الاشكال قائماً !!
السياسة التي تشكل عصب الحياة بكافة صورها هناك و كافة تشعباتها و تعرجاتها ما هي الا منتوج للمشكل الاساسي ... و الدليل هو دورانها في حلقة "شديدة الغباء" منذ نصف قرن ... مجتمعنا في اساسه مجتمع شمولي و بالتالي كان لابد من ان تكون كافة منتجاته شمولية بدءا من تجمع يتكون من شخصين مرورا باشكال التجمعات المختلفة و الاحزاب و غيرها و نهاية باشكال الحكومات المختلفة ...
اجد عددا من البوستات تتناول ما يكتبه د. حيدر ابراهيم و د. فرانسيس دينق لكنهما لا يؤخذان علي محمل الجد ...
لا توجد لدينا حركة فكر او ثقافة "تطور المجتمع" بل توجد سياسة فقط ،و لم يتغير مجتمع فيما اعرف دون حراك ثقافي فكري عميق .... السياسة بنت الفكر "التي قد تكون عاقة" ... ارجعوا الي تاريخ الثورات ...

"ما اسخف السياسة
و ما ابلد الحصافة"
"هاشم صديق"
قد اعود
محمد

Quote: هذا الارتباط بين الرواية و الواقع -في المجتمع- هو دليل تبرئتها تجاه الاحكام الاخلاقية فالحضور لقيم المجتمع و تراكيبه اللغوية قد تجاوز في حالات كثيرة الرمز و الاحالة ليتوضع في متنها بشكل صارخ دون أن يسيء ذلك لجماليتهااو يصمها اخلاقيا....

اخى محمد

ما زلت اتابع

الاستاذ قرشو
تحية
شكرا للمتابعة
ساواصل ..