خم الرماد و السنة ألفين و.....خمشة

عدت إلى أهلى ياسادتى و أنا أحمل فى عظامى موجة الصقيع التى إجتاحت هذه البلاد التى تموت حيتانها من شدة البرد كما وصفها أديبنا الرائع الطيب صالح . عدت للخرطوم التى إستقبلتنى بشموسها و ضجيجها و ركشاتها و التى أصبحت تملأ شوارع العاصمة و تنطلق وسط العربات الكبيرة مثل جوقة من الأطفال الأشقياء التى لا تستمع و لا تكترث لتوجيهات الكبار.
أصبت الخرطوم من أكثر العواصم إزدحامآ بالعربات و الموبايلات . من بين كل خمسة أشخاص تجد أربعة يحملون موبايلات تصدح بأحدث النغمات .
بدأت أستشف مشاعر الناس عن السلام القادم . البعض متفائل . البعض الآخر متوجس من إحتمال إنفلات الأمن و حدوث مصادمات . البعض الآخر يرى فيها تحايلآ و لعبة سياسية من قادة النظام للبقاء بالسلطة .
و لكن الشى الخطير و الذى يجب أن ينتبه إليه الناس هو تهافت رجال الأنقاذ إلى تكوين العديد من الشركات و المحاولة على السيطرة على كل منابع الأقتصاد فأنطلقت كوادرهم تغذو كل المؤسسات و تحاول التغول على أى مصدر يمكن أن يدر عليهم الربح السريع .
أحد اصدقائى يعمل فى مؤسسة حكومية كبيرة وهو مسئول عن تجهيز بعض المواد لسد مروى المزمع إنشائه . هذا الصيق أعلن عن فتح التقديم لعطاءات لتجهيز هذه المواد ولكنه تعرض ومازال يتعرض لضغوط متواصلة من قبل أحد رجال السلطة ليختار أحدى الشركات المحسوبة من شركات الأنقاذ ليرسو عليها العطاء . هذا غير الشركات التى قامت كالنبت الشيطانى و هى مدعومة دعم كامل من قبل رجال السلطة مثل شركات النظافة أو إنارة الطرق العامة أو تزويد طلاب المدارس بالزى المدرسى و غيرها من الشركات التى تمارس إمتصاص الدماء بصورة متواصلة من جسد المواطن المسكين و يبدو إن موجة من الجشع و الهلع قد أصابت رجال السلطة مع إقتراب وصول الحركة الشعبية و الأحزاب المعارضة للخرطوم فرفعوا شعار خم الرماد و الخمش بلآ إستحياء .
أتمنى أن يكون قادة التجمع الوطنى قد فطنوا لهذا الأمر فى غمرة إنفعالهم بالرجوع للوطن كما أقترح أن نكون لجنة من هذا المنبر لرصد كل أشكال هذا الفساد و العمل على توثيقه و كشفه حتى يتسنى ملاحقة و عقاب كل من تبرطع و خمش من أموال هذا الشعب المغلوب على أمره .

الغزيز عظمة سأعود غدا لهذا الموضوع الهام لك الود