كيف تُنفق/تدخِر؟؟!

*هذا جزء من مقال فى عمود "حول العالم" ( جريدة الرياض) يعقد فيه الكاتب مقارنة فى معدلات الانفاق واولوياته بين شعوب العالم ...اليكم ما ورد فيه...

ان معدلات الانفاق عموماً تزداد بإزدياد تحضر المجتمع وارتفاع مستوى التعليم للوالدين (رغم ان هذين العاملين بالذات يقللان من معدل الانجاب فى اى دولة)...أما ان اردنا تفصيلاً اكثر فنجد ان الاسرة اليابانية تصرف اعلى نسبة من من مداخليها فى التعليم (بنسبة 36%) يليهم الكوريون ..، أما الامريكان فأكبر نسبة من مداخليهم تذهب للاتصلات ووسائل النقل . ، أما الفرنسيون فأهتمامهم الاكبر انصب على شئوون الاسكان والصحة ولوازم الشياكة ...
أما مهارة الايطاليين بتحضير (البيتزا) و (السباجيتى) فتعود الى انهم الاكثر انفاقاً على الغذاء ولوازم الطبخ بين الدول الصناعية - فى حين تنفق الاسر الامريكية أقل نسبة كتفسير معقول لرداءة المطبخ الامريكي واعتماد الناس هناك على الوجبات السريعة !

أما الألمان فينفقون نسبة كبيرة من دخلهم على وسائل الترف واقتناء أرقى المنتجات الحديثة ...ويتساوى الالمان مع البريطانيين فى الانفاق على الاثاث المنزلى حيث يتساوى التبذير الالمانى مع الاهتمام البريطاني كل ما هو عريق ومكلف!
وبالطبع أياً كانت أولويات الاسرة فى الدول الغربية فان جانباً واحد فقط (من جوانب الصرف لديها) يتفوق على دخل الاسرة فى الدول الفقيرة ، فالطفل فى امريكا مثلاً ينفق على الالعاب ثلاثة اضعاف ما يصرفه الطفل فى اليابان وفى اليابان تكفى مصاريف الطفل لسد رمق عشرة عائلات فى سيراليون.. كما اصبح معدل الانفاق على تربية الاطفال فى بريطانيا الاعلى فى العالم..

ورغم ان العالم العربي يعانى من شُح الاحصائيات الاجتماعية عموماً ولكن من الواضح ان الاسرة العربية تعانى من خلل رهيب فى مفهوم الصرف والادخار ، فحين يتركز معظم اهتمامها على الجانب الاستهلاكي ( حيث يستقطع الانفاق على الطعام نصف الدخل) لا تدرك أهمية الاستثمار طويل المدى ..، وهنالك دراسة اجريت فى عام 2000 تشير الى ان الاسرة العربية تنفق حوالى 45% من مجموع دخلها على بطونها..

* بقى ان نسأل أ نفسنا نحن السودانيون ..اين تذهب رواتبنا ؟ وماهى معدلات صرفنا؟ ..كيف نحكم استراتجيات صرفنا ؟ وماذا ندخر فى بلاد الغربة من دخلنا تأسيساً لفكرة العودة الى الديار ؟..
هل يحقق ما تبقى من راتبنا – بعد ان اوهنت جسده حمى الضرائب- حُلم العودة ظافرين ؟ ..
أم هى فقط اضاعة ما بقى من العمر فى اللا شئ؟..


دمتم،،