حكــــــي ّ من ذاكرة بدوية (عيسى الكنّيناوي )

(1)


انني لست بصدد كتابة دراسة عن مجموعة الكنّيين (بكسر الكاف ) ولكني ابحث في ارشيف طفولتي عن عيسى الكنيناوى ، وكل ما استطيعه هو الحكي البسيط عن ذاكره طفولية .. عن صداقات لا علاقة لها بالاثنية ولكن تتقاطع معها ، ففي المجتمع الذي عشت فيه يجرك فرد لمعرفة تراث، وثقافة قبيلته لتخرج بمعرفة لا يمكنك الحصول عليها سماعيا .. ولذلك جرّني عيسى لهذه الكتابة البسيطة كما جرّني ذات يوم لمعرفة مجموعة الكنّيين والتي اصبحت لي فيها علاقات وصلت حدود ان نوصف بالاخوة الاشقاء .
الكنين مجموعة صغيرة ، في شمال دارفور ، بالضبط تقع قريتهم شرق مدينة كتم ، ولكي تصل اليها لابد ان تمر بغابات النخيل الكثيفة عند ملتقى وادي كساب مع وادي بركة ، تلك المنطقة الساحرة بطيورها وبمياهها العذبة وبرائحة طينها ، وعليك ان تصعد الرّبوة عبر درب ضيق تحده من كل الاتجاهات زرائب الشوك ، وقد عبرته مرات مستمتعا بأصوات الطيور ومعي اصدقاء تفرقت بهم السبل وغاب بعضهم في متاهات المدن القصيّة رغم حضور وجوههم .
في سن لا اذكرها ، بعد الفطام وقبل المدرسة ، التقيت عيسى الكنّيناوي كنت في قرية غرير او مركز بادية المهرية (( الدامرة )) وغرير هذه لها قصة طويلة تدور حول اسطورة خرابها المتكرر وعمارها .. وبين كل عمار وخراب كان ثمة فصلا جديدا يكتب من فصول التاريخ ، ولكنه يكتب في ذاكرة ساكنيها فقط ، وقد ولد الكثيرين سنة العمار او في واحدة من سنين الخراب .. وحسب حظ المولود يكتب تاريخ ميلاده . هناك بدأت طفولتي ، وهناك التقيت عيسى الكنيناوي الذي كان يعمل راعيا لدى عمي ( بريهمة ) ، والراعي الاجير ، مهنة عادية تمارس حتى داخل ابناء الاسرة فمن يملك يستأجر من لا يملك بأجر معلوم ، وما ادراك ما الأجر .. يدفع للراعي بعير كل عام .. ورغم انيهارات العملة الا ان سعر البعير المدفوع لن يتعدى المائة دولار ، مما يعني ان الراعي يعمل بأقل من اربعين سنت في اليوم .. وما ادراك ما اليوم !!! يبتديئ في الصباح بدري بحليب النوق ، ثم فك ( العقل ) ومن ثم السرحة طوال اليوم ، ومعها فتل العقل ذاتها ، وكذلك صر الابل ( الشوايل ) وكل مهام رعاية المراح ، وينتهي بعقل النوق ، وحلب لبن المساء ، وهذا يتم مرتين .. عند المغرب يتم حلب لبن الاطفال ، وبعد العشاء تجيئ ساعة (( العتوم )) لتحلب كل النوق .. وهكذا لا توجد لا عطلات رسمية ولا رأس سنة ولا (ويك اند ) كان عيسى يقوم بكل هذا وهو يضحك فسرعان ما ينسى الاجير انه اجير خصوصا اذا كان ممسوسا بعشق النوق ، وهو عشق شيطاني له جذوره في دم البدوي من اي مكان جاء .. انه حالة جذب الى التعب .. وكثيرا ما يحزن البدوي اذا كان ليس لديه ما يتعب فيه ، انهم خلقوا نقيضا لحياة الفاقة وعيسى من طينتهم .
كنت اصغر اخواني ، وقد استغليت هذا الوضع جيدا ، بأبتزاز حبهم لي لأباريهم في (( العذيب )) والعذيب فترة خاصة يعيشها الرعاة ولا تعود فيها الابل للبيت يأخذ الرعاة كل مستلزماتهم وهي قليلة وشحيحة جدا ، ( غلّّة ) وتعني الدخن ويتم غليانه باللبن الحليب ومن ثم اكله ، او دقيق لعمل (الذّاهبه ) وهي مديدة بدقيق الدخن واللبن وتملّح باللبن ايضا ، وتعتبر قمة لذّة الراعي .. او لحم الغزلان التي يتم اصطيادها وهذه ليست كثيرة .. هذا كل مطبخ الراعي وقد كنت ابكي للذهاب مع اخواني الكبار الى هذا العالم الجاف والفقير بحسابات اي انسان ، الماء بالقربة ولا يشرب في كل الاوقات ، واشياء اخرى جميعها طابعها التقشّف ، اما الشاي فهذا (( سليقة ) او ( هماج -هماج ) اي طعم السكر فيه عبارة عن اشارة لا يضوقها الا من له حاسة زوق غير عادية ، ورغم هذا يعتبر العذيب من اخصب فترات الحياة للراعي لانه يتحرر فيها من سلطة الأب الذي يبقى بالفريق ، وكذلك الذهاب ليلا الى البوادي الاخرى لقضاء وقت في (العلاّله ) وهي ونسة مختلطة بين صبيان الفرقان وفيها احيانا رقيص للكاتم والجرّاري دون سبب محدد ، فقط ( اللّمة ) بضم اللام - وتعني اللقاء بين الصبيان لاشعال الليل بالغناء والكرير والتدرّب على الصبينة .. عيسى كراعي غير معني بالذهاب الليلي ولا العلالة لانه غريب ، لكنه في نار ال(ذّرى ) او الضّرة حسب نطق الكلمة كان يتونس بما شاء وهو محبوب من الجميع .. اذكره نحيف الجسد ، لونه داكن يميل الى لون الكحل ، له اسنان بارزه الى الامام مثل كل الكنيين ، ويلف شالا على وجهه ورأسه ( صريمة بربرية ) وودود بشكل جارف ، يشعرني دوما انه احن عليّ وانا الصغير من اخواني ، كان يناديني من قمم الجبال عندما يعثر على شجرة قضيم مثمرة ، او اصطاد ارنب بري وهو ماهر في اصطياد الارانب ، لديه (سفروق ) من الحديد ، كنت اتبعه ، وهو يحكي لي عن حكايات خرافيه عن حلّة كنين التي جاء منها ، وكانت بعيدة بالنسبة لي كجبال (الدّلابو) وهي جبال حتى الان لم اراها لكنها ابعد مكان يمكن ان يصفه البدو وربما لم تكن في السودان جبال بهذا الاسم ، والا لعرفت موقعها ، واثر زلازل في حياتنا ، وجدتني بعد فترة قصيرة اعرف حلة كنين ودروبها واعرف اكثر من ما يعرفه عيسى عنها ..
.
.
.
.

يتبع

كتابة ممتعة وسرد جميل
في انتظار التتمة

الجندرية
لك الشكر على قراءة هذه الحكاية ، البقية قادمة في الطريق ...
لك الود

The KININ which well hosted by the TUNJOR,the fight side by side with thier relative Tunjor in SLM/A,so what did The Arabs do with them????;Dry your tears and wake up,tomorrow will be another day.
Anwar ADAM
France

الاخ انور
سلام
هذه الحكاية ليست لها علاقة بمن حارب وبمن سيحارب ، انها ذاكرة تخصني واشخاص اعرفهم وعت معهم ... يهمني كثيرا ان اعرف ماذا حدث ، ولكني هنا بصدد حكاية لا علاقة لها بالحرب .. بقدر ما لها علاقة بالسلام الاجتماعي الذي كان والذي لن يكون لنا غير الحلم به .. لا اعرف هل ( slm ) التي تشير لها هنا ليست حركة تحرير السودان ؟ وهل حركة تحرير السودان هي تحالف قبلي ام حركة ثورية ؟؟؟؟؟؟؟؟
المهم يا صديق عليك ان تكتب كل شيئ ولي حق مماثل .
لك الود

(2)

دفء علاقتي بعيسى جعلتني لا افارقه ، فليل العذيب طويل وعيسى يجيد الثرثرة ، خصوصًا حول حكايات حلّة كنّيين ، مثله وبعد سنوات طويلة قابلت صديق من قرى الجزيرة المروية قرب الحصاحصيا ، هذا الصديق لديه حكاوي مذهلة عن حلتهم وكل مرة يرد فيها اسم شخص جديد له حكاية طويلة ، وذات سفرة قررت ان اتعرف على الحلّة الحكوة هذه ، فوجدتها لا تتعدى الثلاثين بيتا ومعظمهم من اسرة واحدة .!!. كذلك عيسى يحكي احيانا حتى كنت اظن ان خلف الرمال والجبال التي نحن فيها عالمًا آخر ساحر الجمال ، مثل تلك العوالم التي في اساطير البدو ، كنت استمع اليه واتخيل ذلك العالم كما يحلوا لي ، حلة كنين تتسرب الى احلامي الليلية ، واتخيلها بأشكال شتى جميعها لم تكن تطابق القرية التي رأيتها بعد سنوات من ذلك الحكي ، عيسى يكبرني بسنوات لا اعرف عددها ولا هو يعرف ، جميعنا ولدنا في سنة من سنوات الخراب او العمار ، فالتاريخ هناك يرتبط بالعجاج ، وبالمطر ، وبسنوات الجدب المستمر ، لكنه زرع في اشواق كبيرة لمعرفة اسرار ما وراء الجبال ، في النهارات المتشابهة كنا نصعد ( الدبّاك ) جمع دبكة ، ننظر صوب حلة كنين ، لكن يلوح زنك مدينة كتم تحت وهج الشمس ، لا معا يرفعه سراب الصيف الحارق ، ويشير لي عيسى بيده ان شرق ذلك الزنك ترقد حلة كنين التي بها اهله . وبعدها يدلني على شجرة قضيم او قرقدان مثمرة نملأ منها جيوبنا ، ونتونس ونحن نستمتع بفاكهة الخلاء .
اذا غبت عنه لسبب ما او ( باريت اخواني ) لا يتردد في الصعود لاقرب تلة ويطلق صوته مناديني بكنية طفولتي يا ( ابو الفال ) وهذا اسمي البدوي الذي سرقته المدينة ومدارسها عندما اجبرنا على تسجيل اسمائنا في المدرسة ، وهو بلكنته البربرية تلك كان يعرض نفسه لسخرية الرعاة ولكنه لا يهتم ولم يكن يسكت لأي احد اراد السخرية منه . فوسيلة الاتصال الوحيدة هي الصوت .. اذا دخلت بادية ما تسمع النداءات من كل الاتجاهات ، كل ينادي على شخص يحتاجة او ناقة ما راحت منه ... وللنوق نداء تسمعه ايضا
عرّفني عيسى بقبيلة الكنين بل زرعها في وعيّي ، واصبحت جزءا من القبائل التي اعرفها وهي كثيرة ، فالبدوي لابد في صغره ان يتعرف على القبائل الاخرى وعاداتها ، وهذه المعرفة تتم بالحكي المماثل لحكاوي عيسى ، كل المعارف لدى البدو تتم بالحكي ، قصص واساطير ودائما البعيد يحمل نفس الاسطورة ، عندما يقترب منك تسقط عنه كثير من الحقائق التي سلمت بها .
لا اذكر عدد الايام ولا الشهور التي قضيتها في فترة العذيب ، لكني اذكر جيدا اليوم الذي اخذت فيه للمدرسة ، كان هنالك احتفال بأفتتاح مدرسة غرير الرحل الابتدائية ، وكنا اول دفعة يتم قبولها فيها ، سني اصغر من سن القبول ، لكن تم قبولي كمستمع ، وهذه خاصية دربني عليها عيسى ، لم يصرف لي كراس في البداية ، وبعد دموع غزيرة منحني الاستاذ ممصطفى الدود كراس واحد قسمه على نصفين ، استخدم نصف للحساب ونصف للعربي وكتبت عليه (آ) اسد و ( نا ) نمر وبقية حيوانات كتابي الاول ، في البدء لم يكن يهتم بالتصحيح لي ففي كل الاحوال كان على اعادة السنة مع الدفعة القادمة ، لكن اجبره ادائ ان يصحح لي ، كنت ارفع يدي واجاوب اجابات صحيحة ، مما ثبت قبولي بالمدرسة وفي نهاية العام كنت من العشرة الاوائل لا اذكر ترتيبي الآن كما انه لا يعني شيئا مهما لأحد ، في تلك المدرسة المختلطة بنين وبنات تعرفت على تلاميذ من مدرسة غرير الحلّة ، وهي قرية مزارعين بقرب الدامرة ، واذكر منهم صديقي شهيد ابن عمنا جودة ، وعبد الله تورجوك وآخرين ، وتلك هي السنة الوحيدة التي درستها بغرير ، بعدها جائت احداث ذهني مشوش لاستحضارها ، لكنها نقلتنا الى مدينة كتم بشكل نهائي ، وقتها فقط كانت حكاوي عيسى تتضح لي ، حلة كنين اصبحت اقرب لي منه ، فهو قد ( نشق ) مع الابل الى السافل ، ودار الريح وقتها كانت تنبت البغيل ، والعكرش ، وتغري بشتاءات سافلية .
برحيلنا من غرير نكون قد ودعنا دارنا ، والدار للبدوي هي محل دامرته ، او مصيفه او خريفه ، فكثيرة هي ديار البدو وكل مكان رحلت منه البادية يطلق عليه الدار ، وهي تشير للماضي فدوما هنالك ديارا جديدة لم تسكن بعد ، وللتذكر يشار الى الدار بالاحداث الكبيرة كما المواليد ، هكذا: (دارنا محل فلان اتجوز ) او ( دارنا سنة فلان مات ) والآن كأني اراهم يقولون ( دارنا شهر فلان مات ) فهم في هذا الزلزال يعيشون على ظهور جمالهم او كما تعيش دارفور كلها في كف العذاب ، وكل الديار رسمت علاماتها بالقبور ..
كتـــــــــــــــــــــم : هي اول مدينة ادخلها ، ولكني حتى الان وكلما دخلت مدينة ابحث فيها عن تلك التي تعيش داخلي ، ابحث عن صورتها ، وعن رائحة الليمون بكفيّ .. وبأنفي
ومع ان اطلاق مدينة على كتم ، دائما محفوف بسخرية القادمين الينا من المدن البعيدة ، اذكر مرّة ان احد ابناء العزوزاب غضب رئيسه عليه فقام بنقله الى كتم ، كنت اجلس معه في قهوه ، حكي لي قصته فقلت له ، مدينتنا المنفى هذه احسن ليك من العزوزاب .. فضحك وقال لي انتوا عندكم مدينة اصلا ... فكرت في كلامه نعم ليس لدينا سنما ، مما دعى احد ابناء المنطقة بفتح بيته كسنما مستخدما الفيديو لكننا عرفنا كل الممثلين وشاهدنا افلام ممنوعة في الخرطوم وفي السودان .. الذي هروه بالافلام الهنديّة .
ولدينا اشياء نحبها في مدينتنا ولن نجدها في أي مدينة أخرى ، بعد كم سنة عرفت إنوا صاحبي ود العزوزاب تزوج من كُتم وانجب طفلاً ، لم تسعني الأيام لأقول له مبروك .
وقد كانت كتم ، والتي هي ليست موضوع هذه الحكاية ، لكن العشق غلاّب .. كانت منفى لكثير من المغضوب عليهم .. قامت حكومة مايو بنفي الشاعر مبارك المغربي اليها ( لا ادري ماذا فعل ) لكن الجنايات في عهد مايو كتيرة ، واستقر بسجنها كمضمون يقضى ليله بالخارج ويعود للنوم في السجن ، وكتب قصيدة مطلعها :
هالة السحر ابدى ما كَتم
حين حييت بمحياها كُتم

كما أن الإنقاذ ايضًا ارسلت لمنفانا الفنان ( محمد ميرغني) في عام تسعين ، كأستاذ منقول للتعليم المتوسط .. ربما انتقاما لغناء وطني لم نسمعه نحن ابناء المدت البعيدة .. أكرَمتهُ كُتم بتسليمه في اليوم الثاني خطاب نقل للخرطوم ، وأحيّا لنا في المقابل حفل ساهر بمدرسة (أ) الابتدائية بنات
رغم اننا أحرجناه ، حين طَلبنا منه أُغنيات لهاشم ميرغني ، بصراحة انا طلبت منه - أُسبوع تمام - لم أكُن أعرف محمد ميرغني أصلاً ,, ولا اظنه هو نفسه كان حريصا ليكسبنا كجماهير لاغنياته
تلك هي المدينة التي استقرت فيها باديتي الخاصّة - أُسرتي - مع ان نصف إخواني تبقوا بالبادية الأصل .
.
.
.
.يتبع
...

والله فنان يا ابنوس يا رائع

وعايز يا ابنوس اعرف اسم الحلة الفى الجزيرة التى تدور حولها حكايا اسطورية

الاستاذعزة
بسبب الضغط الاكاديمي لم اتمكن من التواصل مع افكارك,عليه أود ان أوضح لك مسألة هي غاية في البساطة;ان السلم الاجتماعي الذي تحدثت انما هي أبنة السيوسيولجيا التي نحن ممتهنيها اليوم;هذه اللفظة لم يدرك ابعادها اؤلئك الذين و دونما خساب جبد للتقديرات صاروا مرتزقة او جنجوبد او تجمع عربي.و كنت احسب ان يخرج أحد ممارسي السياسة من متعلمي العرب ليوضح ان التحالف مع النظام لهي الملاكمة الوهمية بتعبير كارل ماركس .
فالحديث السجل عن زكريات الطفولة لا تغذي الواقع المشاهد اليوم بدارفور,فحتي الزواج و ارتباطاتها آزالتها النزعة العنصرية للبرابرة الجدد( تعبير مهداة من زميلتي الامريكبة).ففي قرية بيري بشرقي كتم هجم البرابرة واعملوا الشر بالخلق و اضافوا فعلا جديدا وهو فصلهم للاسر بأخذ الزوجة معهم ان كانت من العرب و ترك ااطفال مع والدهم .
ان المشروعىالعروبي برؤاها تلك ستعجل بنهاية العرب و ذلك لسبب قد تدركه مؤخرا.

NB:
بالمناسبة SLM تعني حركة تحرير السودان.و بالفرنسية هيMLS .
NB2
عندما سئل البربري هلال عن معرفته للجنجويد رد قائلا:Nethier have we
في إشارة للجملة المقتبسة من زينب البدوي الاذاعية بBBc.
انور ادم

وان ترسم هذه اللوحة البديعة لذلك العالم الريفي
بشخوصه وابله وعلاقاته تذكرت كتاب الاستاذ المرحوم
حسن نجلية "ذكرياتي في البادية "..نرجو اكمال اللوحة
وشكرا

سلام عزت
كتابتك هذه تذكرنى صديق حميم،من ابناء الكبابيش و راعى ابن راعى،شاءت صدف كثيره ان يواصل تعليمه حتى التحق بالجامعه، تزاملنا و اقتسمنا اللقمه و السكن والافراح والاحباطات والونس.
حكى لى كثيرا عن عالمه الاخر وسط اهله، كثيرا ما كنت اشعر اننا من كوكبين مختلفين و لسنا من نفس البلد،نحن المحظوظين ابناء مناطق النعمه، فى البلد البائس والمتخلف كله هناك من هو اكثر بؤسا و تخلف.
اذكر اننا كنا فى احدى المرات مجموعه من الطلاب الاصدقاء نحكى عن احلامنا وامنياتنا عندما كنا اطفالا، نحن ابناء المدن تراوحت امنياتنا ما بين طيران وهندسه او اقتناء دراجه او غيرها،حمد صديقنا ضحك بطريقه تعكس مفارقات هذا الواقع،وقال ان امنياته كل صباح وهو طفل ان لا يكون فى مراحه جمل هائج

شكرا عزت

الاخ
shak
شكرا لدخولك هنا ، وما زال الحكي مستمر فذلك عالم لا تنضب من ذاكرتي حكاويه ، بصراحة انا اتحفظ عن ذكر القرية التي بالجزيرة لاسباب تتعلق بصديقي فهو ما زال يحكي ، وما زلت استمتع بالحكي .. وبتلك القرية اصدقاء آخرين لديهم معزة خاصة لدي ، اوردتها هنا لمعزتهم وليس للإنتقاص من قدر تلك القرية ..
ولهم السلام

الرائع عمر علي
لك شكري على قرائتك هذه الحكاوي ، ذلك عالم له سحر خاص ، وانا احاول ان اتذكر تفاصيله بقدر الممكن ، وكما ترى فأن الذاكرة تتآكل كل يوم ، فكان لزاما علي كتابة المتيقي فيها ، وانا افرغ هذا السرد لاشحنها بذكريات جديدة .
شكرا لعبورك وانتظرني .. الكثير قادم
لك ودي

الرائع عصام جبر الله
لبادية الكبابيش عندي ذكريات اخرى ، فأنا عشت في طفولتي معهم في السافل ، التقيت بت عجاك الكبّاشية ، اذكر انها سجلت لنا زيارة من باديتهم ، كنا صغارا ، نرفع الخيمة من الخلف ، انتهرتني امي وهذه نهرة اذكرها جيدا ، وسألتنا ماذا تريدون ؟ قلت لها نريد رؤية بت عجاك !! ولعجاك هذا شهره يتناقلها البدو كلهم في ذلك المكان ، وهو يمتلك ثروة تعبت سنين الجفاف في محوها ، ردت بت عجاك قائلة : خليهم يدخلوا ، فاكرين فضلت بت عجاك ، شغل تربوية .
والتربوية هي ما تبقى من المصنوعات اليدوبة من السعف ( عُمرة ، طبق ، برتال ، هبابة وغيرها )
ذلك هو الواقع الفقير الذي يتمنى فيه صديقك ان لا يكون يمراحهم جميل هائج .. وهذا ما اسرده في ظل واقع اصعب في دول الرأسمال ومتاهتنا الجديدة .
لك وي
بالمناسبة انت وينك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأخ أبنوس
سلامات يامان
ذكريات صادقه وأمينه
بحكم معرفتنا لمناطق الكنيّن ومعظم عاداتهم وتقاليدهم إلا أننا لم نعرف عن مشيّختهم.
فهلا تكرمت تزويدنا بذلك.

الاخ محمد آدم
للأسف لا اعرف من هو شيخ الكنيين او هل لهم ادارة اهلية منفصلة ام يتبعون لأدارة التنجر ، فهم جزء من ريفي كتم واعتقد انهم يتبعون للتنجر ، لم اكن مهتما بهذا الجانب ، هذا يحتاج لدراسة مفصلة عن الكنيين وعن الكثير من مجموعاتنا الاثنية بدارفور وهذه مهمة يمكن ان يقوم بها مركو متخصص للدراسات . فهل نستطيع تأسيس مركز للدراسات السكانية ؟؟ وهل ليس ذلك ضرورة لكتابة تاريخ سكان المنطقة وتراثهم ، وتطو رهم .؟؟؟ ارجوا ان ينتبه ايناء دارفور لذلك .
ولك الشكر

(3)
دخلت مدرسة ذات الرأسين الابتدائية ( الصف الثاني ) وتشكلت لي صداقات مع اولاد حلتنا ، رغم سخريتهم من بدويتي ، وسخريتي الداخلية من قدري الذي جمعني بهم .. تتجلى بداوتي وقتها في عدم معرفتي لعب كورة الشرّاب ، ولا سواقة العجلة .. واشياء اخرى تتعلق باللغة التي اتحدثها ..
واستمرت تلك السُخرية المتبادلة حتى سنة رابعة ، بعدها اقتحمتني المدينة .. واقتحمتها ، صرت ممثل بالمدرسة ، ورئيس تحرير جريدة الفصل ، وهلالابيا متعصبا ، ومُهرجل ثابت في دفتر الألفة .
في السنة خامسة كان جنون الموسيقى ، صديقنا السماني عيسى السماني ، حتى لا يختلط الاسم مع سماني لوال ، كان الاول يفك رجل الكنبة ( انا لا اعرف الثاني شخصيا ) ومثله نفك أرجل كنباتنا الحديدية ، ونَقفْ في صَفْ كَما يقفْ العازفون في المسرح ، ونبدأ العزفْ بفمنا وفق الصوت المتخيّل ، ويعزف مولبا الإيقاع .. ومبارك بشارة أكثر من يجيد تقليد الجيتار .. كان جنونا حقيقيا ، وحفلاً نُغلق له شبابيك الفصل ، والفصل الخامس بعيد من مكتب المعلمين ، ولم نضبط متلبسين ، رغم أن الاساتذه يعرفون ما نفعل .. واظنهم ادركوا ان ثمة شيئا ناقصا بالمدرسة ، نحن نعوضه بآلات متخيله .
تلك هي كتـــــــــــــــــــــــــــــــــم البعيدة ، غناء ، صداقات ، وحب
واختفى عيسى او ذهب الى ركن في الذاكرة ، وخرج منه ذات يوم وانا اتجول في السوق الكبير .. وقفت تحت شجرة كنيين ، الجميزاية الكبيرة شمال السوق ، وهو سوق الكنيين المركزي ، وكلمة مركزي لا تعني ان حدوده تتجاوز ظل تلك الشجرة ، تفرش فيه الكنيناويات ال( قفف ) جمع قفة ، والبروش والمشغولات اليدوية الاخرى ، وهناك تسمع لغة الكنيين ، البربرية ، كما هي لدى الطوارق ، وكل البرابرة الاخرين ، ويمارس الكنيين بعد ان تقطعت بهم السبل هنا ، وفقدوا الابل ، مهنة الحطب ، ويعتبروا مصدر ثابت لنيران المدينة ، حتى جاء تجار الحطب بعرباتهم ليصبح الكنيين ويجدوا ان عليهم الاستدفاء بحطبهم ، فنيران المدينة الان لا تحتاج لهم ، فهي مشتعله بمصادر آخرى .
اصل الكنيين بدو من الصحراء الغربية كما حكي لي ، ولكن الدهر ميّاح ، للكنيين ابل مميزة ، (غر ) بضم الغين ، والابل الغرا ، لها عيون فيها بياض وسواد ، ولها ايضا بياض بالبطن ، غريبة الشكل وكأنها مرسومة .. تتداخل فيها الالوان .. رأيت الكثير منها ، وما زال بعض البدو لديهم سلاتها .. رغم اختلاط الانساب ، ويمتلك بعض الكنيين الابل حتى الان رغم انهم تعرضوا للنهب وللجفاف مثلهم مثل غيرهم من البدو ، واستقروا في القرية الصغيرة التي تحف وادي بركة من الشمال واحترفوا زراعة الدخن والعمل بالحطب .. والنساء يعملن القفف ..
تمازجوا مع التنجر (( خشم وادي )) وكتم تاريخيا هي منطقة التنجر ومركزهم .. ويبين هذا التمازج في التراث ، في الرقص ف(( الهجوري )) رقصة التنجر يلعبها (( عيال كنيين )) كما لو انها تراثهم الاصلي .. لكن الشيئ الذي حافظت عليه مجموعة الكنيين هو لغتهم .. لا يتحدثوا فيما بينهم الا بلغتهم وهم قليلوا الحديث مع الآخرين بالعربي الدارفوري ..
لهم اغنيات تحمل شجن البداوة والصحراء سمعتها من عيسى رغم عدم ادراكي لمعانيها .
وكلما امر بسوق الكنيين اسمع صوت عيسى ، وتعود بي الذاكرة لفروع القضيم ، والى قمم الجبال وتلال الرّمل .
اتذكر ابلنا :
الجوخة : هذه الناقة المري ، التي لم تربي حوارا واحدا كل حيرانها تموت ، لكنها تظل تدر اللبن طوال العام بمجرد لمس ضرعها .
القورة : هي من قطعت عليها سرّتي
واخريات / ام مراد ، والهبرب ، ودايووقة .
وجمالنا : ود ام خريس ، والشّب ، وسيلون ، وغيرهن
يكبر الحنين ، ونحن في المدينة في عام اربعة وتمانين نتلقى اخبار موت ابلنا ، في البدء واحدة واحدة ، ثم موت جماعي . حتى سلم القليل عندما جائت الامطار الرجبية .
وعرفت ان عيسى ليس لديه ما يفعله في البادية بعد هذا الصيف ، وكانت المدينة بكورتها ، وحفلاتها الساهرة تسرق من عقلي الاهتمام بمصيره ، وكذلك دخول زينب معادلة ايامي ، لكن بين سوق الكنين وبيني لعيسى حضور متكرر ، وذات صدفة قابلت ومعي احد اقربائي شاب من الكنيين ، اسمه ود اليجن ، واليجن تعني ألجن مع التصغير ، كنا في سوق المواشي ، وعرفني عليه بأسمي كاملا فقام الشاب باعادة السلام عليّ مرات كتيرة ، وعرّفني ان والده يرتبط مع والدي بقسم خوّة ، ويعني قسم الخوّة لدينا في دارفور ، ان يحلف اثنان قسما على اخوتهم مدى العمر وكذلك زريتهم ، هذه من الطرق التي ابتكرها اهل ارفور للتعايش ، لا اعتقد ان الاجيال اللاحقة حافظت على ذلك القسم ، هل ترى ان ما اصابنا لعنةالهيّة كما يقول اهلنا ( الكتاب لحقنا ) ؟؟

الأخ ابنوس
لك التحايا

لقد اثرت فينا اشجانا خلناها توارت خلف جدار الزمن.
انا قريت في ذات الرأسين.
و سرحت بالذكري في وادي كتم ..و الحراز ..و الخروب

في أنتظار بقية السرد.

الاخ العزيز محمد سليمان
تلك البلاد من عاش فيها لن يستطيع نسيانها ، ولذلك الوادي حكايات طويلة .. لا ادرى كيف اسردها ، ولكني احاول ان اجعل الذاكرة تنزف ، وعليك مساعدتي في الاستحضار ، تعالوا نكتب مدننا وتراثنا ، ونفتح ذاكرتنا وما تخزنه من اشياء جميلة فينا .. فمهما جار علينا الدهر في هذه الايام ، سنظل نقاوم لخلق مستقبل للقادمين ونحلم بكهرباء ، وكباري في وادي كتم ، نحلم بأن يعبر الناس الطرقات دون خوف ، وان تبتديئ دارفور رحلها نشوقها الى التنمية ، والانسان مركز هذه التنمية ... تعالوا نحلم
لك ودي

شكرا ماهرى
اشعر كأنما كتبت هذا الحكى لى وحدى لانى متقريف لحكيك..
شبشة

بسم الله الرحمن الرحيم

ياخال يا ابو الفال فالك زين
والله يا خال ماك هين يين نحن من هاى الكلام الزين ؟
الهبت مشاعرنا وهدهدت خواطرنا ونحن القلنا رحت عشك مع الغربة فى تورنتو
طبعا المدنية تمسح الكثير من الاصيل لكن تبقى الذكرى تاريخا للانسانية
مرة من المرات فى ام درمان ذهبت مع جدتى التى وصلت للتو من البلد لزوم العلاج
وكان الوقت رمضان دايرين لينا ثلج وده معناتو نحن يعنى قدر حالنا , وكانت هى معى
وامام صاحب الثلج لوحين ثلج فحاولت اخذ واحدا منهما فقالت لى حبوبتى بهذه اللهجة
( ياوليدى انت عوير وله شنو خذ ذاك هاى هوان ) وكانت تشير الى لوح الثلج الكامل الممتلئ وتبعدنى عن اللوح الذى ماص نصفه بسبب الحرارة وصار رهيفا وكانت تقصد بهوان
اى ضعيفا. واحيانا تنطق الضاد ظ مثل اخضر اخظر وابيض ابيظ وكانت كثيرا ماتروى لى
حكاوى عن اهلها فى الشمال مثل سماعين مرجى والمرحوم الشهيد ابكر شرفة والمرحوم التاجر الكبير بالفاشر ادم يوسف وكانت حكاويها تشبه كثيرا حكايتك دى اشتم فيك رائحتها فواصل بدون فواصل حفظك الله بعدين مثل هذه الذكريات تحفظ التراث وتصلح ان تكون كتاباحتى نعكس للجيل القادم شيئا من الماضى والذكريات فى مجملها دروس وعبر مع مستجدات العصر الحاضر ومتعك الله بالصحة والعافية ولا عدمناك .

شبوش الجمسل / لو كنت ادري انك تتابع من هناك هذه الحكاية ، صدقني لاضفت لها شيئا يخصنا في حكاوي الليل الطويلة تلك ، لكن دعني اقول لك ان علينا كتابة تلك الزقاقات وان كان وقت نشرها لم يحن بعد .. اعرف ان ذاكرتك في طريقها للنهاية .ز دون ما فيها
لك لك الود والشوق

ود اختى الهلباوي
كيفك وخالتي التي تنطق الضاد ( ظ) هي بدوية اصلية .. وكلمة الهوان ذكرتني بمدى الاستخفاف بالشيئ ، يقول لك ( هادا هوان ساكت )
والهونة جمع .. شكرا لعبورك من هنا واتمنى ان اكون كتبت شيئ ذا قيمة
لك الود

(4)


لاحقًا عرفت إن القَسم بينه وعم آخر لي يَحمل نفس إسم أبي كاملاً ، ولكني لم اشاء أن أغير الصّفة التي عرفته بها ، فقسم عمي قسمي ، وتطورت علاقتي بود إليجنْ ، كنت التقيه في كل يوم إثنين وخميس بسوق كُتم الكبير ، رغم فارق السن بيننا الا انه لم يشكل حاجز لصداقة جميلة ، وعلّمني دروب الحلّة ، ذات يوم قال لي : صحّتك ما عاجباني فقلت له : ولا تعجبني انا ايضاً. أخذني للإنداية ، طلب لي جردل ( كنجو مروا ) بتعطيش حرف الجيم ، وطلب لنفسه عبّار بقنيّة ، وتكررت الدعوة ، لكنها كانت رشوة ، طلب مني بعدها كتابة رسالة لواحدة من جميلات الكنيين ، يعلن لها عشقة ويطلب منها رفض الخطوبة القائمة بينها وبين شاب آخر من نفس القبيلة ، وقتها انا تعلمت كتابة الرسائل بحرفيّة عالية ، من مجلة الدستور حيث العاشق (يارا ) الى مفردات روايات عبير ، ومن رأسي ايضاً .
توثقت علاقتنا ، حكيت له بعض اسرار عشقي ، وحين اكتمل الوضوح عرفت ان لود اليجن بعض النشاطات الهمباتيّة !!!
والهمبته انواع ، منها همبتته نسائية يرى ود اليجن انها مشروعة ، وطالما اقتنع الانسان بأنه الافضل والمناسب للمرأة المعنية ، فعليه ان يصارع الى ما لا نهاية .
ذرته ذات جمعة ، اخبرته قبلها ان اولاد حلتنا قرروا عمل رحلة في وادي ملاقات ، وسأستغلها لتسجيل زيارة له في بيته بحلّة كنّيين القريبة من الوادي ، وقد فعلت ، استقبلني بحفاوة اشقاء حقيقيين ، وأصر أن (يضبح ) لولا إني منعته ، نحن كنّا ضابحين في الوادي ، وبعد حكاوي طويلة اسرّ لي انه استطاع نيل رضى الجميلة ، وانه خاطر في الايام القادمة ، وكلمة خاطر لا تخفى عليّ ، وأثبتت شكوكي في همبتتة صديقي ، لكني وعدته بكتمان السر ، وبحضور عرسه القادم .
فالخاطر يودع بالامنيات بصيد ثمين على ابواب الدروب ، وقد عرفت الكثير من الخُطّار ، وسمعت شاعرهم يقول :
نحن طولنا خلاص من الجلسة السيّادها بنمّو
ونحن خَطرنا والقاعدين ورانا بهمّو
قاعدين في الدكّة القدر العلينا ما عارفنّو
حلوة ، وعافية وفايدة ، بعد الفراق انلمّو

فعرفت من هو شقيقي ، سألته عن عيسى ، قال لي : سافر دار الصباح .
إتلاقينا كثيرًا بعدها لكني لم أحضر عرسه ، فقد فتحت المدارس وعليّ أن اذهب للإلتحاق بمدرسة نيالا الثانوية ، كانت المدينة تنتظر مني سفرًا الى خور عمر ، الأساتذة وأصدقائي ولكني خذلت الجميع ، وتم قبولي في مدرسة نيالا الثانوية بدرجات عاديّة جدًا ، وسافر صديقي أحمد عمر الى مدرسة خور عمر الثانوية ، وسط احتفال دفعتنا به ، لم اشعر بأي حزن وقد كان الخروج من حدود دارفور لبدوي مثلي يمثل غربة لا تعادلها غربة اخرى ، كما اني اعرف لماذا لم احقق نتيجة جيدة ..
الفاشر عصرًا ، وقهوة البنابر عامرة والحاج ابو زيد بنظارته السميكة يجلس في ( الكاشير ) كمعلم قديم في سوق حجر قدّو ، التقيت حامد حسب مواعيدنا وجلسنا نتحدّث ، طلبنا شاي ، حكيت لحامد اخبار الشلّة ، فهو يقيم مع والدته بالفاشر بحي خور سيال .
اخبرته انني في طريقي الى نيالا ، وان حمادي سيظل في كتم ،واحمد عبر الى الخرطوم البعيدة .
والبقيّة من ابناء الحلّة ، السماني عيسى اصابه الجنون وهو مربوط بالبيت ، بدأ جنون السماني بتقليد مجنون حلّتنا ( دبُّو ) ثم تقليد مجانيين المدينة ، ثم اعلان جنونه الرّسمي ، لقد عرف كيف يصل الى الجنون الحقيقي بسلوكه طريق المجانيين .
تحدثنا كثيرًا ، وعندما رفعت رأسي لاستلام كباية الشاي ، شلّت يدي ، وأنحرفت ذاكرتي بسرعة جنونيّة ، وعادت لما يزيد عن عشرة سنوات للوراء .
ووقف عيسى مذهولاً وبيده كباية الشاي ، وضعها على ( الطقطوقة ) وهي تربيزة صغيرة وصرخ: ابو الفاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااال !!!!!!!!!!
اظنني حين تقالدنا بكيت ، عشرة سنوات ، كبرت فيها المدينة داخلي ، وصار حي القصر ، وسلامة ابو دومة هي دروبي وتلالي ، وزينب احتلت ما تبقى في القلب من مساحات ، وفواكه اخرى مسحت طعم القضيم من لساني ، لكنه عيسى بذات الصفاء .
فهل كانت الفاشر هي دار الصباح لود اليجن ، ام ضل عيسى الطريق ؟؟
لم تترك نظرات حاج ابو زيد من خلف نظارته تلك لعيسى فرصة للثرثرة معي ، وبي شهوة لمعرفة ما حدث له بعد آخر صرخة بيننا ، جلست وحامد بأنتظار فراغه لكن تكاثر عدد الزبائن ، وتابعته وهو يحمل كبابي الحلبة والشاي ، دائرًا بها على الزبائن ... ودّعته على ان آتيه غدًا لأعرف احواله ,, لكني سافرت ولم استطيع ان اغشاه .. ولم التقيه مرّة اخرى ، حين عدت في الاجازة الصيفية اخبرني عبد المنعم ابو زيد ، انه ترك العمل معهم وتزوج من بنت تسكن في قوز غرب الفاشر .
هكذا يكبر الاصدقاء ويتزوجوا دون ان نُبشّر على رؤوسهم .
كما حامد ذاته ، التقيته بعد سنوات طويلة في الخرطوم بالسوق العربي ، كان يحمل كيسًا أسوداً به رُبط من القروش ، تسالمنا لخمسة دقائق وغادرني ، حتى لم استطيع نزع وعد منه بلقاء آخر ... عالم مجنون .
ولكني سأضرب لذكرياتهم موعدًا ، كلما جنّ الحنين بي ، وضاقت طرقات اللُقيَا .


مقطع اخير : ( ع . أ )
هبايب الليل يوم ساقن
رموش العين ما اتلاقن
يا حبيبي قلوبنا اشتاقن
وين خطواتك فاقن ...؟؟

.
.
.
إنتهت

عزة
اتماما للقصة:
ثم قامت الثورة فأصتف الكنين مع اخوتهم التنجر لصف القضية بنما آثر شيخ العرب-موسي هلال - ان يضحي مطية يركبها الداني من نظام القيم السودانية, فكان للجنجويد رأسا و للحقد كاهنا و للقتل محترفا.ولكن ايامه وايامهم قد دنت و للايام لسان.
انور ادم-

شكرا لك يا يوسف

تذكرة

الاستاذعزة

بسبب الضغط الاكاديمي لم اتمكن من التواصل مع افكارك,عليه أود ان أوضح لك مسألة هي غاية في البساطة;ان السلم الاجتماعي الذي تحدثت انما هي أبنة السيوسيولجيا التي نحن ممتهنيها اليوم;هذه اللفظة لم يدرك ابعادها اؤلئك الذين و دونما خساب جبد للتقديرات صاروا مرتزقة او جنجوبد او تجمع عربي.و كنت احسب ان يخرج أحد ممارسي السياسة من متعلمي العرب ليوضح ان التحالف مع النظام لهي الملاكمة الوهمية علي حد تعبير كارل ماركس .
فالحديث السجل عن زكريات الطفولة لا تغذي الواقع المشاهد اليوم بدارفور,فحتي الزواج و ارتباطاتها آزالتها النزعة العنصرية للبرابرة الجدد( تعبير مهداة من زميلتي الامريكبة).ففي قرية بيري بشرقي كتم هجم البرابرة واعملوا الشر بالخلق و اضافوا فعلا جديدا وهو فصلهم للاسر بأخذ الزوجة معهم ان كانت من العرب و ترك ااطفال مع والدهم .
ان المشروعىالعروبي برؤاها تلك ستعجل بنهاية العرب و ذلك لسبب قد تدركه مؤخرا.

NB:
بالمناسبة SLM تعني حركة تحرير السودان.و بالفرنسية هيMLS .
NB2
عندما سئل البربري هلال عن معرفته للجنجويد رد قائلا:Nethier have we
في إشارة للجملة المقتبسة من زينب البدوي الاذاعية بBBc.

انور ادم

أبنوس.....

واصل حروفك

الأ خ العزيز
انور آدم
تحياتي
وشكرا لمدخلاتك في هذه الحكاية ، صدقني لم انصب نفسي سوى مشخبط اساسي عن افكار ربما لا تقصد الى اقناع اي أحد حتى انت .. ما حدث في ظروف الحرب الراهنة عميق جدا وهو شرخ لا يمكن القفز فوقه ، وقد ناقشناه كثيرا هنا .. حتى اصبحت اللغة عاجزة عن تكرار نفسها ، ما اكتبه هنا هو تداعي ازمنة عشتها .. يمكنك الكتابة عن الحرب وبالصورة التي تراها .. ويمكنني لعن الحرب .. او انكار وجودها وان اهرب من جحيمها لازمنة اخرى اكثر قدرة على استنطاق الحروف .. صدقني هذه اللغة يمكنها ان تبني حياة قادمة .. انك ترى ان الاشياء كلها انتهت .. وانا اؤمن ان الحياة تنتهي لمن انتهت له ، لكنها مستمرة للذين يحبونها .. يمكننا ان نجعل رماد ذكرياتنا سمادا لزراعة حياة جديدة لا افهم ما الذي تعنيه في هذا الحوار وحاولت الاتصال عليك لتفهم وجهة نظرك بالكامل .. عن موقف الكنيين من الثورة .. انا كنت اعتقد ان اي ثائر تحمله قناعاته للنضال ولا تحمله قبيلته للقتال .. هذا ما دعاني توجيه سؤالي
هل حركة تحرير السودان تحالف قبلي ؟؟
اجابتك مهمة وبالنسبة لي الاجابة لأ
او يجب ان تكون لأ لدى الجميع
ما حث فظيع .. لكني او لة اسمع وجهة نظرك في القادم .. وعلى كل حال انا لست الخصم المطلوب ، ولا امثل موسى هلال ، ولا القبائل العربية ولا الافريقية .. انا امثل نفسي وكلماتي تعبر عني شخصيا واتحمل تبعاتها ..
لك كل الود واشكرك على المداخلة


حســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام هلالي
يا زول كيفك .. وبتطلع انت من وين ؟؟؟؟

الاستاذعزت

سوف أعود اليك قريبا فألي لقاء

الأخ يوسف الماهري...... لك من السلام ما تجود به للأقربين ولمن هم فى أحلك الحاجة اليه.... قرأت ما كتبت عن تلك التجربه الواقعيه.... والتى عكستها فى لحظات صدق ..... وتغمص للظروف والاحوال والأشخاص...... فخرجت معافاه من كل شائب.... كنت اتصفح ذلك بانتظام لابل كنت أسرح معك ومع شخوصك فى كسعاتكم ورتعاتكم..... واعيش حالات تحول النوق كما تعيشونها حينما تحن وحينما تضن...... وكنت معكم أحمل الكبروس للغارس واكتح الشاهى المعلق فى ظل شجر القضيم وغيره...... وأرتشفه معكم على وقع ذلك الكنيناوي فى السرد والوصف...... وترصد الطبيعه لخشاشها.... وصوت سفروقه عندما يصفر صوب الارنب والحبار وغيرها....كنت أقرأ وترجع بى الزاكره الى فترة الثانويه العليا.... حيث كان يحلق بنا إبراهيم إسحاق ذالكم القاص والقادم من نفس البيئه..... التى مازلت ترسمها بيراعك وتجسدها بحروفك..... تلالا وبكارا وبنات لبون وجوخات..... كان يحدثنا عن الأباله والبقاره وعن ثقافتيهما..... حتى تشربت فينا دقائق الدقائق ورقائق الرقائق عن أحوالهما ......فها أنت تاتى وتدق على ذلك الوتر الحساس .....والذى كان يخفت ويختبى معلقا على مشلعيب العقل الباطنى أو راقدا فى صفائح مقرونه فى عمق سحارته المصون.....ولانى كذلك كنت أجالس الرواعيه لا الأرامل .....ولكنهم كانوا معازه ....وربما لهم بكره أو بكرتين .... وربما لهم كذلك بقره أو بقرتين .....ولكنهم مع أختلاف الأمكنه والطبيعه.... الا ان هنالك تطابق فى كل شى حتى المفردات ......وعندهم تحيا وتشب النخوه والفزعة والوداد..... وتتمدد الأريحيه كتمدد البطيخ والخيار والشمام.... مثمرة نفس الثمار..... ولا يعرفون غير الغزل البرئ ....ويتعاملون برفق مع إناث الغنم والضان والبقر..... لأنهن يجلبن النعمة والرزق......ولهم أقاصيص وأقاصيص فى الكلاب التى تكسع لهم وتحرس عندما يدومس بهم الشاى بعد الخرم تحت رقراق الأشجار عند القيلوله....
فيا ايها الماهري..... يامن شرب الغارس من تلك النوق آكلة الأكسير.... فماكتبته إكسيرا لفمة الإبداع..... وكما أسلفت ذلك فى بوست يازول عن الابيض كرفان أرشحك قاصا وروائيا تهدألك القلوب والعقول عند الإطلاع ...... أمسك بيمناك اليراع..... وقل بسم لله.... فسوف يقرأ لك الطيب صالح وابراهيم إسحاق .....فانك تمتلك أسباب الكتابه فأكتب ولا تتردد.....




منصور

Ala'kh Abanus

What a joy you are linning

I myslef have a very dear memories you brought walking alive to my soul and mind spheres'such places and impulsive people are very hard to forget no matter how far you travel or how high you study..you would remember them even if you set feet on the moon and wish they are there with you..Views,animals,lands,echos and voices,faces and cloths dusty and clean,slangs ..sweet ,tennder and rhetoric...smells,wild fruits..cooking smells..trees adours..soil adours..even rain and desert adours fresh and natural...thanks for bringing for a while all that to me again.

you write vividly

so keep on moving

Up

الصديق انور
شكرا لدخولك واتمنى ان تكون تفهّمت وجه نظري .. لقد بح الصوت في الكتابة عن حاضرنا المؤلم ، واتمنى ان نلتقي ونتحاور بأمل ان نصلح شيئا


العزيزة اميمة الفرجوني
شكرا لمداخلتك

انت من تلك البيئة ، اظنك مثلي تحملين في الذاكرة السهول ، والوجوه التي عشقت لفح الريح ، الوجوه الملثمة بالابتسامات رغم عبوس المكان ، انهم اؤلئك الغبش الذين يقولون لك الدنيا ( خربت ) وكأنهم قد عاشوا دنيا من قبل .. ان علاقة الانسان بتلك البيئة غريبة جدا .. وعجابتها في ان من عاشها لا يستطيع ان ينساها ابداً ، سأواصل وعليك ان تدلقي ذكرياتك هنا عنهم فلا احد يكتب آثار اؤلئك البشر وانت تعرفين كم هي قاسية رياح درويهم وملسحة للأثر .
سؤال : هل انت اخت الفنان الفرجوني او من عائلته ..
حكي لي الشاعر يحي فضل الله قبل ايام عن الفرجوني .. وعن حكاياته المماثلة عن البادية وعن شواقيرها
حتى تمنيت ان اتقاسم معه رحلة نشوق
لك كل الود ومزيد من الحكي

الاستاذعزت
انت دارس للقانون وهو علم يرتكز علي بحث المشكل و تحليل دواعه بغية اصدار الحكم.

* رغم انني مثقل اكاديميا الا انني سأحاول مغازلة افكارك و لكن بعد ان نحقق بعض الامور:

* ماذا تعني لك هذه الحيثيات:

Quote: وكتم تاريخيا هي منطقة التنجر ومركزهم ..

*****

Quote: فهم في هذا الزلزال يعيشون على ظهور جمالهم او كما تعيش دارفور كلها في كف العذاب

****

Quote: أسماء وتفاصيل معسكرات الجنجويد في دارفور *** دمرة شيخ عبد الباقي الموقع: على مسافة 10 كيلومترات غربي كتوم (موقع مخيم للنازحين داخلياً)، شمال دارفور افتتح في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 التشكيل: 80 من الجنجويد؛ عدد غير معروف من أفراد قوات الحكومة السودانية و/أو الشرطة أسماء قادة الجنجويد: العمدة آدم عبد الجليل، جدو آدم عبد النبي البنية: خيام **** مصري الموقع: 7 كيلومترات جنوب غربي كتوم (موقع مخيم للنازحين داخلياً)، شمال دارفور افتتح في أغسطس/آب 2003 التشكيل: الجنجويد وقوات جيش الحكومة السودانية، 500 إجمالاً (الأغلبية من الجنجويد) أسماء قادة الجنجويد (ثلاثة أشقاء): عبد الجبار عبد الله جبرين جورجي عبد الله جبرين حسن عبد الله جبرين البنية: قرية قديمة محتلة العتاد: جيد التجهيز، مزود بجميع أنواع الأسلحة *** أم سيالة (لملم، ألكو، حلة خاطر، الحاج أولاد باباي، أم همنوكي) (أم سيالة هو موقع مخيم للنازحين داخلياً) الموقع: 20 كيلومتراً شرقي كتم، خمسة كيلومترات غربي أم هياي، شمال دارفور افتتح في أواخر عام 2003 التشكيل: الجنجويد وقوات الجيش السوداني، يبلغ عددهم الإجمالي 300 فرد أسماء قادة الجنجويد: يوهانس عبد الله جاد الله (قبيلة عطيفات)، إلاي أحمد طاهر (قبيلة جلول)، عبد العظيم إبراهيم عبد الله جاد الله (عطيفات)، محمد صالح إبراهيم عبد الله البنية: قرى محتلة، طرد منها المدنيون (تنجور وميما) المشهور عنه: ورد أن أكثر من 100 قروي قد قتلوا عند إنشاء المعسكر، من بينهم 69 من لملم وحدها. ملحوظة: قام مراقبو الهدنة التابعون للاتحاد الإفريقي بزيارة المعسكر في 11 يوليو/تموز 2004 (شكت الحكومة السودانية من هجوم على قواتها في أم سيالة في 3 يوليو/تموز، ولكن مراقبي الهدنة الذين قاموا بالتحقيق في هذه الشكوى لم يتمكنوا من التثبت من وقوع هجوم من هذا القبيل). *** فونو الموقع: غرب كتم (موقع مخيم للنازحين داخلياً)، غرب دارفور افتتح في يناير/كانون الثاني 2004 التشكيل: الجنجويد وقوات الحكومة السودانية (يفصل بينهما وادٍ) العدد: عدد الجنجويد يتفاوت من حين لآخر ولكنه لا يقل بأي حال عن 200؛ عدد أفراد القوات الحكومية 300. البنية: لا يحتوي على خيام أثناء الموسم الجاف، بل يرابط أفراد الجنجويد تحت الأشجار العتاد: جيد التجهيز، معظم أنواع الأسلحة التي تمتلكها الحكومة السودانية (أحياناً ما يتم إحضارها بالمروحيات) المشهور عنه: تحفظ فيه الماشية المسروقة *** كورغوي (15 قرية)، امتداد لمعسكر فونو الموقع: 85 كيلومتراً غربي كتم، شرقي معسكر فونو، غرب دارفور افتتح في يونيو/حزيران 2004 التشكيل: الجنجويد فقط، نحو 200 البنية: قرى قديمة محتلة (بئر، ومسجد)، طرد منها المدنيون (الفور وزغاوة وتنجور) العتاد: جيد التجهيز من قبل الحكومة السودانية؛ شاحنات، وخيول، وجمال. ******** منظمة هيومان رايتس ووتش

* ماالهدف من هذه الافعال

Quote: شهادات جمعتها منظمة العفو الدولية حالات واضحة للعبودية الجنسية؛ وتشكل شهادة المرأة السودانية الواردة أعلاه صدى مئات الشهادات الأخرى التي جمعتها منظمة العفو الدولية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان وبعثات تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة والصحفيون المستقلون. وتصف جميعها نمطاً من الهجمات المنهجية وغير القانونية التي تشن على المدنيين في ولايات شمال دارفور (دارفور الشمالية) وغرب دارفور وجنوب دارفور من جانب ميليشيا ترعاها الحكومة ويشار إليها في معظم الأحيان "بالجنجويد" (الجنجويد) (الخيالة المسلحون) أو "الميليشيا العربية"، ومن جانب الجيش الحكومي، **************** أ. عمرها 37 عاماً من متجر أبلغت منظمة العفو الدولية كيف أن الجنجويد اغتصبوا النساء وأذلوهن : "عندما حاولنا الهرب قتلوا المزيد من الأطفال. واغتصبوا النساء؛ وقد شاهدت حالات عديدة اغتصب فيها الجنجويد النساء والفتيات. وكانوا سعداء عندما اغتصبوهن. وهم يغنون عندما يغتصبون ويقولون إننا مجرد عبيد وأنه يمكنهم أن يفعلوا بنا ما يحلو لهم." ******************** وقال إ، وهو رجل زغاوي من ميسكي بمقاطعة كتم لمنظمة العفو الدولية : "عند الساعة السابعة صباحاً من شهر أغسطس/آب 2003، أحاط الجنجويد بقريتنا؛ وسمعت طلقات مدافع رشاشة وهرب معظم الناس؛ وقُتل بعضهم أثناء محاولتهم الفرار. ووقعت شقيقتي م.، البالغة من العمر 43 عاماً في أسر الجيش والجنجويد. وحاولوا مضاجعتها. فقاومت. وكنت حاضراً وسمعتها تقول : "لن أفعل شيئاً كهذا حتى ولو قتلتموني" فأقدموا على قتلها فوراً. كذلك كان أشخاص آخرون حاضرين عندما حدث هذا الأمر". **************** خلال الهجوم الذي وقع على كتم، اختفى العديد من الفتيات. وبعض أسمائهن هي : حمرا (15 عاماً)، وخديجة (14 عاماً) وفاطمة (12 عاماً) وحما (10). كذلك اختطفت امرأة عجوز تدعى خديجة (عمرها 80 عاماً). ونُقلت تلك النسوة على ظهور الجمال. وشاهدت الحكاما ذلك 27 وحيين رجالهن." ****************** أ، امرأة عمرها 33 عاماً من قرية هرارا بالقرب من كتم، أبلغت منظمة العفو الدولية بالتجربة التي مرت بها : "توفي ابني الأكبر أ، الذي كان في السابعة عشرة من عمره، في الهجوم الأول. وكان قد ذهب إلى البئر لإطعام الماشية، وهناك أُردي بالرصاص. وفي طريقنا إلى أُبليها، وضعت إحدى النساء التي كانت معنا مولوداً. وهاجمنا الجنجويد، وتركناها خلفنا مع طفلها. ولا نعرف ما إذا كانت حية وما إذا كان طفلها حياً." ********************** يونيو/حزيران قال الجنجويد خلال الهجوم : "أنتم متواطئون مع الخصوم، أنتم سود، ولا يمكن لأي أسود أن يبقى هنا، ولا يمكن لأي أسود أن يبقى في السودان." وكانت النساء العربيات يرافقن المهاجمين وينشدن أغنيات تشيد بالحكومة وتشجع المهاجمين. وقالت النساء : "إن دماء السود تسيل كالماء، ونحن نأخذ بضائعهم ونطردهم من منطقتنا وسترعى مواشينا في أرضهم. أن قوة البشير هي قوة للعرب، وسنقتلكم حتى آخر شخص أيها السود، لقد قتلنا إلهكم.‘ *** السودان : دارفور- الاغتصاب سلاحاً في الحرب – العنف الجنسي والعواقب المترتبة عليه

* ماالذي يمكن ربطه بهذه الشهادات

Quote: "عبيد! نوبيون! هل لديكم إله؟ افطروا في رمضان! فحتى نحن أصحاب البشرة البيضاء (الفاتحة) لا نراعي رمضان. أنتم أيها السود القبيحين تزعمون ... نحن آلهتكم! إلهكم هو عمر البشير." ***** "أنتم أيها السود، لقد أفسدتم البلاد! ونحن أتينا لنحرقكم ... سنقتل أزواجكم وأبناءكم وسنضاجعكم! وستكونون زوجات لنا!" ***** كلمات نقلت عن لسان أفراد الجنجويد، كما أوردتها مجموعة من نساء المساليت في مخيم قوز أمر للاجئين، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهن في مايو/أيار 2004. ****** م، وهي امرأة عمرها 50 عاماً من فوربرنقا : "هوجمت القرية خلال الليل في أكتوبر/تشرين الأول 2003، عندما أتى العرب بالسيارات وعلى صهوة الجياد. وقالوا "يجب قتل كل امرأة سوداء، حتى الأطفال".

* ماذا تتوقع من رد فعل علي تلك الافعال

Quote: الحمل نتيجة الاغتصاب النساء اللواتي أصبحن حوامل نتيجة الاغتصاب هن اللواتي يحتمل بأن يتعرضن أكثر من سواهن لمزيد من الانتهاكات لحقوقهن. فهناك الصدمة الشديدة الناجمة عن الاغتصاب نفسه، فضلاً عن الصعوبات المصاحبة لحمل طفل وُلد نتيجة العنف ورعايته. وفي الإطار الاجتماعي المحدد لدارفور، في مجتمع يعتبر فيه الاغتصاب من المحرمات وعاراً يلحق بالناجية من هذا العنف، يعتبر في معظم الأحيان الطفل الذي هو ثمرة الاغتصاب طفلاً "للعدو"، "طفلاً للجنجاويد". ومن المحتمل جداً أن تتعرض الناجيات من الاغتصاب وأطفالهن للنبذ من جانب مجتمعهن والاحتمال الأكبر هو أن النساء المتزوجات سيتعرضن للرفض من أزواجهن. وقد تشعر النساء بأنهن مكرهات على التخلي عن الطفل الذي وُلد نتيجة الاغتصاب ويواجهن اتخاذ قرار آخر يسبب لهن الصدمة

* ثم كيف تري المستقبل

Quote: واتمنى ان نلتقي ونتحاور بأمل ان نصلح شيئا

***

Quote: لقد بح الصوت في الكتابة عن حاضرنا المؤلم ، واتمنى ان نلتقي ونتحاور بأمل ان نصلح شيئا

*****

Quote: وبين كل عمار وخراب كان ثمة فصلا جديدا يكتب من فصول التاريخ ، ولكنه يكتب في ذاكرة ساكنيها فقط ، وقد ولد الكثيرين سنة العمار او في واحدة من سنين الخراب

NB
I'll be back
Anwar Adam

العزيز انور آدم
تحياتي
ارجوا ان تفهمني كل ما ذكرته من احداث تجد ردي عليها في بوستات قديمة ، لقد تداخلت حول ما دار في دارفور ليس في الاحداث الاخيرة بل منذ احاث قديمة وذهب البعض وبقي البعض وما زال الحوار مستمر ... فقط في اماكنه ، لا ارفض الحوار معك حول كل شيئ ولكن الا ترى انني هنا احكي عن ذكريات حتى وان تقاطعت مع الراهن في دارفور فهي لا تضع رؤية سياسية للصراع هناك .. وقد قلت لك اعتبرها رثاء لحاضرنا المأزوم ...
اذا اردت ان نتحاور لماذا لا نفتح بوست جديد ونتناقش حول وجهات نظرنا بهدف الالقتاء في نقاط اتفاق لا بغرض النقاش العدمي الذي جربته من قبل ...
واذا كنت تناقشني على اساس اني ادافع عن الجرائم التي ارتكبت فعليك فعليك ان تفهم حقيقة موقفي من الصراع، فأنا ضد كل ما حدث وادين كل المجازر التي ارتكبت ولا امثل او ادافع عن القبائل العربية او الافريقية ، سأدافع عن الصاح اين ما وجد ... نعم قد نختلف في رؤيتنا لتفسير الواقع وقرائته ، لكنا لا نختلف في اننا نقف ضد السلطة الراهنة وان صالحها الجميع ...
ربما انت تنطلق من موقع ثأري ، ولكني اعارض هذا النظام قبل خليل ابراهيم ، وقبل احمد حسين وغيرهم فعندما كان الاول وزير والثاني رءيس اتحاد الكيزان كنا نحن في السجون ونتخفى من عيون الامن .
ارجوا ان نضع الاشياء في قالبها السياسي .
ولك ودي

i'll be back

الاستاذ عزت
حقا ما وددت ايقاظك من حلم الزكريات لولا انني اخشي تفيق يوما علي صوت يبحث اناس كانوا اسمهم عرب.
انت رجل برئ من جرم بني جلدته و لكن قدرك اسقط عليك لقب مثقف عربي,و علي قدر الالقاب تأتي الادوار ودور المثقف هنا واضح أبعد نظرا من ذلك الجاهل هلال الذي يقتل الابرياء موقنا بجدوي نظرية المجال الحيوي و.

المثقف العربي عليه اولا تجنيب مجتمعه الخطر القادم بحلول المنظومة الافريقية بدل العربية في سودان ما بعد نيفاشا.


عليه,اتمني تدرك حقائق الامور و انت تتسامي عن الوعي الزائف الملازم للغة السياسية السودانية العتيقة.

في قضيتنا لا ندثر برؤي انتقامية و انما نرتكن للعلم الذي تخصصنا فيه لان زمن الشطح قد ولي .والي لقاء عبر محور اكثر تحديدا

الاخ انور ادم
شكار للمداخلة
اولاً انا لا ارى في نفسي مثقّف ، فهذا جلباب اوسع من رأسي ، ثانيًا لا ارى في نفسي حتى وإن قبلت كلمة مثقف انني يمكن نسبي الى مثقف عربي هذه ، لانني يا صديق لا اؤمن بتقسيم عرب وزرقة واراها عنصرية صدقها ومشى فيها البعض وهي في الآخر كما افهمها لعبة سياسية نجحت فيها الحكومة في تفريز الناس الى عرب / زرقة .. وساعدها بعض الذين ينظرون للاشياء بلونها الظاهر دون الغوص في جذور الازمة وحقيقتها .. وانت اراك تضع نفسك من زمرة هؤلاء رغم انك في بلد اوروبي وتدرس فيه ولديك القدرة على فتح نوافذ عقلك لرؤية الكثير من الالوان .
بالنسبة لي لا اخاف على اهلي فلم يعد لدي ما اخاف عليه .. فلن يطالهم موت اكثر من ما طالهم .. ولا اخاف من نيفاشا ولا يحزنون .. وإذا كنت انت تنظر لسودان ما بعد نيفاشا عبارة عن مشانق منصوبة لجز رقاب اهلي فعليك ان تفيق من هذا .. وعليك ان تدري انه لا توجد قوة في الارض تستطيع ان تبيد شعب من اي جنس كان .. وامامك ما حاولته حكومة الانقاذ في جبال النوبة وفي الجنوب ودارفور ، لكنك لانك تحت وطأة الاحداث الراهنة فقدت رؤيتك السليمة للاشياء اذا كنت اصلا تمتلكها من قبل .. وبالتالي بدأت تنظر لأن السودان سيكون افريقي وفق تصورك للأفريقانية وستنمحي من خارطتة القبائل البدوية وقبائل الوسط لصالح قوة جديدة انت منهم .. هذا تصور خاطئ واذا كان يمكن للسودان ان يحكم بهذه النظرة لكان نجح دعاة العروبية خلال خمسين عاما تحكموا فيها على السلطة والثروة ومؤسسات التعليم من فرض وجهة نظرهم .. وعلينا قراءة التاريخ .
صديقي انور انا انظر لنفسي كواحد من ابناء دارفور بعربها واهل دارها بكنينها وزغاوتها وحتى جلابتها الذين استوطنوا منذ مئات السنين ,, ولن تغير هذه الحرب او غيرها حقيقة ما احسه لانه تكون بسنوات عمري التي عشتها في الحياة .. ولن اكون ذلك المثقف العربي ، بل سأجاهد لاكون ذلك المثقف السوداني الذي ينظر لبلده وهي مشكّلة من كل هذه الالوان .. وسأناضل مع كل من يناضل لسودان متعدد وتتساوى فيه كل الالوان .
انت تريد ان تضعني في خانة وضعت انت نفسك فيها ، حين تنازلت عن جزء من شعبك لصالح موسى هلال و حسن برقو او غيرهم وحددت نفسك فقط بقبيلتك والقبائل التي تساندها في الحرب متناسيا انك مثقف وانك تدرس في جامعة لا يحق لك او لأي من متعلمي دارفور ان يضعو راسهم برأس رجل ادراة اهلية تلقى تعليمه الابتدائ وعاش طول عمره صراعات دارفور القبلية ولا يمكن ان تتطابق نظرتهم لحل الاشكال مع النظرة القبلية الضيقة ، فأنا وانت لدينا مسؤلية تجاه الهنا كلهم وتجاه ما يحث بينهم اذا كنا فعلا مثقفين كما تقول !!.. ولا يمكننا ان نخرج من هذه النقطة إلا عندما نضع الصراع في قالب آخر .. قالب التهميش وانت تعرف ان اهلك ليسوا اكثر تهميشا من اهلي ... وأن الصراع الراهن ليس هو الازمة بل هو ناتجها .. وعلينا معرفة طبيعة الازمة في شكلها الاقتصادي والسياسي ، علينا قرائة تاريخنا وجغرافيتنا لنصل لتحليل سليم ، فبغير هذا لا نيفاشا ولا غيرها ستعيد لبلادنا الحياة .. ولن تستطيع اي قبيلة ان تمحوا اخرى وسيتمر قتال اهلنا فيما بينهم الا ما لا نهاية وحين تتصارع الافيال العشب وحده هو الخاسر .
اتمنى ان تكون فهمتني الان .
لك ودي

very nice,
very very wise.
i'll be back
( to show how it's going (the transferance of the idiology

الاستاذ عزت

أجد نفسي مضطرا للاستعانة بمبدأ جسر الحمير في الانثروبولوجيا الاجتماعية لتوصيل المقولات :
كلمة مثقف الذي طرحته في المقال يعني تماما المفهوم الذي خلعه علي الكلمة هشام شرابي.

ثم لك البيان:

فقط العرب (الجنجويد) من أصطك التفرقة و آمن بها و طبقها كمشروع شاهين بجنوب كردفان وقريش بدارفور.و ليست الانقاذ صنعت الجنجويد و لكن كان هناك حلم عربي للسيطرة علي دارفور , وانت قد قمت بصياغة رغبتك هذه في هذا الركن .

استبيان:

الموت لم يطالك بعد.

و لكن كل من أرتكب جرما في أرضنا و أهلنا فلن يجد له في البسيطة مقام, و التاريخ سيثبت.و لسنا بصدد الانتقام و لكنه العدل.


أستدراك:

بخصوص حمي الافريقانية التي شابت كل الرؤوس, أقول:إقراء كتاب(War of Visions) لفرانسيس دنق و من ثم إ سأل أي من مثقفي spla عن ماذا يعني دنق فكريا.

إستفادة:

من الخطأ المعرفي التبضع في اسواق الغير, فالقضية الدارفورية التي عبرت كل الحدود, نحن نعرف ماهيتها , عناصرها,ابعادها , و مستقبلها.
فقط لا تعجل المسير و كن كما عهدتك أيام النيلين ألاكثر بعدا عن الساحة الدارفورية(الرابطة);

بداية متأخرة

التخلي عن الاهل لمحاولة تشرئب تطاولا للتموية.

فقط أحتسب الامر أخماسها و اسداسها لتدرك ان الرهان العربي علي نظام الجلابة لمهزلة تنم عن انعدام الرؤية و تطلع الرغبة.

و لنا لقاءات

NB

تجنب اللغة السياسية السودانية المتزلة و اعطنا من نفحات فيض علمك الثر.

ثم تمعن هذا الاقباس القادم

Quote: عبدالغني بريش فيوف / امريكا كان هناك دائما مشاكل بين القبائل الدارفورية خاصة بين القبائل العربية نفسها حول المراعي ومصادر المياه وكان يتم حسم هذه المشاكل عن طريق الزعامات المحلية )الادارات الاهلية ( لكن ماحدث في عهد نظام الانقاذ هو انه القى بكل ثقله وراء الجنجويد ) المليشيات العربية ( وبهذا اخذ الصراع منحى اخر وهي العنصرية اي تصفية عنصر دون العنصر الاخر وهذا شئ يتنافى كليا مع قيم وعرف هذا الاقليم الجميل المتسامح ولعل هذا يؤكد التقارير القائلة بان معظم الجنجويد الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلهاn بدون hesitation هم وافدون من خارج الاقليم - ان فرصة التعايش السلمي بين القبائل الدارفورية المختلفة مرة اخرى ممكنة لكنها تحتاج الى اتخاذ قرارات صعبة خاصة من قبل زعماء القبائل العربية المتهمة بالجنجويدية والابادة الجماعية والتطهير العرقي للقبائل ذات الاصول الافريقية وهذه القرارات هي > 1- تسليم قادة الجنجويد المحليون الى قوات الاتحاد الافريقي تمهيدا لتقديمهم الى العدالة 2- تقديم اي وثائق مرئية او مكتوبة ذات صلة بجرائم الجنجويد الى محكمة الجزاء الدولي 3- كشف العناصر الانقاذية المتورطة في تمويل وتجنيد الجنجويد 4-ان تتعاون هذه القبائل العربية مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في كشف اركان النظام المتورط في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي خاصة المتهمون منهم من قبل بالارهاب الدولي أمثال على عثمان محمد طه the cool bloody killer الذي يقتل ويذهب جنازة المقتول ان قضية دارفور كغيرها من القضايا السودانية الاخريات سياسية تتعلق بالتهميش وعدم التنمية وكل القبائل الدارفورية تدرك ذلك )اي الكل في الهواء سواء ( و كان يجب ان يدور الصراع في هذه الحلقة لكنه فلت لان منبر الشمال الحاقد على مصلحة غرب السودان أراد ذلك، والعنصريون الدارفوريون العرب هم ايضا لم يقرأووا الاوضاع قراءة صحيحة ودليل على ذلك انهم فوجئوا بالقدرات القتالية للقبائل التي يسمونها بالزرقة -

has 2 be read












munswor

الاخ العزيز ِAbanus

اولا اشكرك كثيرا على ردك الجميل

نعم لقد عشت الكثير من تلك التفاصيل الغنية واستمتعت بها ايما استمتاع فلا أملك سوى ان أعشقها..وأعشقها.

العزيز الغالى الذى أهدانى كل ذلك الترف والارتباط الروحى بتلك البيئة لا يكون سوى والدى الفرجونى متعه الله بالصحة.

أتمنى ان اقرأ المزيد من ابداعك فى هذا المجال.

فالى الامام
مع خالص الود

أخي العزيز ابنوس

تصفحت كل مواضيعك واعجبني سردك الواقعي والسلس لتلك المشاهد. رواياتك اعادتني لحكايات اديبنا القمة الطيب صالح و موسم الهجرة الى الشمال ودومة ود حامد وغيرها من ابداعاته الروائية . الاستاذ الطيب رغم اعتمادة على الخيال لنسج روايات اجتماعية هي في الواقع حقائق ماثلة في منهجنا الحياتي الا ان رواياتك انت هى الحقائق بذاتها . ولعل ابداعك في رسم صورتها واسلوبك الرائع في تقديمها قد أضفى عليها ازهى الوان الجمال الروائي .

لعل التشابه بين حياتنا البدوية في منطقة الدندر بكل جزئيتها مع واقعكم بضواحي كتم هو الذى جعلني اقف متاملا في سيكلوبيديتنا الاجتماعاية وترابطنا الثقافي من اقاصي شمالنا لاقاصي جنوبنا ومن اقاصي غربنا لاطراف شرقنا الذى نعيش فيه نحن حياتنا البدوية وأتاسى على ضياع هذا الرصيد الثقافي والاجتماعي الذى بات قاب قوسين او ادنى من الاندثار بسبب سياساتنا الرعناء والهمجية.

أنا عزيزي ابنوس ترعرعت في بيئة بدوية ولدى الكثير من طرائف اهل البادية نشأت بينهم وشبيت بينهم ودرست حولهم وعملت محاميا بينهم وعايشتهم رعاة وتجار متاحبين تجمعهم الافراح وياتي اي منهم بقدحه ( ابو خرز فيهو ملاح روب او لوبا او شرموط ) ياتي الجوعان ياكل ويقوم شائل قلفة ( وهذه كناية عن القعدة المجيهه حول ابي خرز والشبع من عصيدته حتى تعرق مواطئ قدميك وتقوم شايل قلغة اى حبه تراب بسبب ليان الراحات . كما عايشتهم متنازعين امام القضاء كل منهم ياتي بفريقه بارم سكينه وشايل عكازه المضبب على ضهره ويتابعون جلسات المحاكمات من خلال النوافذ ومنهم من يتجرأ بدخول القاعة وكمان خالف كراع في كراع ومنهم زى المودر جمل نسبته كان لقاهو بغنى وكان ما لقهو بغني المهم جامل وكان لقى ليهو بيعتا طارفة في السوق بتناولها وبشيلها مع عربية المجاملة. ثم يعودون لاهلهم بعد الجلسة ويجتمعون تحت راكوبة صباح خيرهم ويتحدثون عما دار في الجلسة وعن توصيفهم لصولات وجولات محاميهم اثناء استجواب ومناقشه واعادة استجواب شهود خصومهم . فأهلنا عزيزى ابنوس اكثر الملل البشرية في احكام دفوع ال Alibi امام القضاء .

اما ما قاله احد الزملاء المتداخلين عن الضعن ونطقها في البادية بالظعن فقط اود ان يفهم الصديق المحترم ان الابل عادة تظعن والظعينه هى الغب من الوردة لشراب الابل لكن اهلنا في الدندر بيقولوا لينا عادة عندنا ضمئ وليس ظمئ كما هو عندكم لكن الاصح هو نطق اهلكم لان زهير ابن ابي سلمي في معلقته المشهورة والتى كانت جزء من منهج اللغة العربية اورد فيها البيت الاتي :-

رعوا ظمأهم حتى اذا تم اوردوا الخ .

اذكر وقتها كنت طالبا ومتابعا لشرح هذا البيت من استاذنا المخضرم طيب الله ثراه على الخليفة وعندما سالنا عن معنى الظمأ ذكر لينا هو غب الابل عن الوردة ووردة الابل بملحها وحوضها شأن اخر لنا عنه روايات .

المهم كان اولاد البندر يستمعون الى الشرح ولكن لم يتسن لهم استيعاب الصورة بالشكل الذى كنت مستوعبه تماما.

المهم انا في النهاية ادركت ان الظمأ مقصود به الضمئ عند اهلنا الرفاعيين وقد كنت حريصا لمعرفة اوقات وردة الابل ليمكننى الوصول اليها ورعاتها وهى مناخة (عاقلة ) ويمتعنى عادة صوت حنين البعير لامه عندما تكون قدر سربت ( على هامش) الوردة لتاكل من الغضيم والسدر بجوار محل الوردة .

لدى الكثير اخي ابنوس عن اهلنا وسوف احاول بقدر المستطاع المداخلة معكم ما استطعت الى ذلك سبيلا.

العزيز ابنوس

كل عيد حب وانت طيب

بالمناسبه اتصلنا الاسبوع الفات ومالقيتك في المستشفى ولا اسعدني الحظ باني اتكلم مع الزميل ميرغني

ان شاء الله يكون بقى احسن

العزيزة اميمة الفرجوني
شكرا لدخولك مرّة اخرى ... وسنتحدث عن كثير من الامور وعن حكاوي ذلك البدوي العتيق الفرجوني التي اشتهي سماعها ..
لك ود بطول السافل

الاخ شيقوق
سلام وشكرا لمداخلتك الجميلة ، والحميمة ... إن البادية هي البادية .. ومهما لبس الراعي من كرفتات سيظل راعي ، يهش الذكريات لتخرج من بين طيات القلب ، انه عشق ، والبدو هم هم اينما كانوا واي كانت لغتهم او لونهم او قبائلهم ... لقد كنت في حلفا الجيدة في التسعينات في زيارة ، رأيت الرعاة في شكلي ، هم كما الرعاة هناك .. في الطريق كنت ارى الرعاة بأبلهم وعقلهم على السروج .. في منطقة البطانة .. هي نفسها الاشياء وان اختلفت الامكنة ..
حول نطق الكلمات حسب مداخلة الاخ الهلباوي ..
ينطق اهلنا
الظاء في كثير من المواقع / الظل ، الظعينة ...الخ
وقد ورت كلمة الظعينة في معلقة عمرو بن كلثوم
قفي قبل التفرّق يا ظعينا نخبرك اليقين وتخبرينا
هذا ليس انكار لسودانيتنا .. لكنها الاشياء في تشابهها وفي تقاطعها ..
لك ودي وانا بإنتظار مداخلاتك القادمة

الاستاذة راوية
سلامات ولك وردود العالم كلها .. سآخذ هذه الورود للصديص ميرغني ..
لاسباب تتعلق بصحة الصديق ميرغني حذره الطبيب من تلقي مكلمات في هذه الفترة .. وكما تعرفي ادارة المستشفى لا تسمح بالبقاء طويلا بغرفة المريض بالنسبة للمرافقين .. لكن اطمأنك ان ميرغني بخير وسيتم نقله اليوم للعلاج الطبيعي وبعد شهر سيمشي على قدمين ، وهنا بعض الاشياء التي تحتاج لمتابعة .. وسيغادر المستشفى ناهئيا بعد شهرين ونصف .
والذي انا متأكد منه ان ميغني سيخرج قبل ذلك فهو يتحسن كل يوم .
لك كل الود وسأوافيك باي تطور وتلفونك وصل .

اليك هذه القصة الواقيعية التي اشهد عليها انا شخصيا :-

خلفية :-

يعرف عن حظيرة الدندر القومية انها اكبر محمية طبيعية في افريقيا ومساحتها تتجاوز 300 الف كيلو متر مربع تمتد من الروصيرص غربا وحتى نهر الرهد ( بولاية القضارف ) شرقا وتحازى طوليا في اقصى جنوبها الحدود الاثيوبية السودانية وتتاخمها اراضي مزارعي منطقة الدندر والروصيرص . وقد تكررت احداث التعدى على الحيوانات البرية من قبل المزارعين عندفصل الخريف حيث تتراجع الحيوانات من الحظيرة لتدخل احيانا اراضى المزارعين هربا من الحشرات ( الضبان - ومنه السريت ) .

وفي موسم الصيف عندما ينعدم المرعى من الاراضى المجاورة للحظيرة يتعمد اهلنا الرعاة الدخول الى الاراضى المحظورة حيث توجد المرانع المخضرة ومعها البرك وفيها اجود انواع الحشائش التى تحبها الحيوانات (عادة الضأن والبقر )


اعتقد في عام 1981 صدر قانون حماية الحياة البرية وهو قانون رادع جدا لكل من يدخل الحظيرة دون الحصول على الاذن اللازم لهذا الدخول ( الاذن اللازم غالبا للسياح والطلاب وليس للرعاة )

ينص هذا القانون على مصادرة 50 % من حجم اى قطيع يدخل الحظيرة ( بقرا ام اغناما) وتم تطبيق هذا القانون . المسئولية فيه مطلقة strict liability حيث ان العبرة فيه بمجرد الدخول وليس القصد . فمن وجد بابقارة داخل الحظيرة تصادر منها 50% .


المؤلم تماما هو انه لا توجد حدود واضحة بين الاراضى المحظورة وتلك التى يباح فيها الدخول اى ( السائبة) وانت تعرف عزيزي ابنوس ان العرب يفضلون السربة ( والسربة لمن لا يعرفونها هي الرعي ليلا او طلقة البهائم ليلا للرعي )


بعد تطبيق القانون ومصادرة كمية من الحيوانات اصبح الرعاة عالمين بكل صغيرة وكبيرة عن قانون حماية الحياة البرية .

انا شخصيا اخى ابنوس كانت اكثر من 90% من القضايا التى كنت اترافع فيها هي قضايا اهلنا العرب . وقد كانت الدفوع تؤسس على ان الجهل بالحدود لا يرقى الى الجهل بالقانون وانما يكون الدخول لسبب خطأ في الوقائع . المهم هذا النوع من الدفوع وجد القبول من بعض قضاة المحكمة العليا وبعد ذلك لم تعد المسئولية مطلقة وانما يتوجب اثبات العنصر المعنوى .


هذه كلها خلفية واليكم السالفة من هذا البدوى الذى حجزت منه 6 الف راس من الضان وتم فتح بلاغ بها اخذت المحكمة به علما قضائيا واحيل للنيابة .

عادة يتم حجز المعروضات ( البهائم داخل الحظيرة ) على مسافة 120 كيلو متر من موقع المحكمة وتكون عادة تحت حراسة شرطة الحياة البرية ريثما يبت في امرها قضائيا . ويكلف بحراستها جنود مستجدين لا يدركون ابعاد الموضوع من الناحية القانونية .

في يوم من الايام دخل على مكتبي صاحب هذه الاغنام وطلب منى تبني الدفاع عن بهائمة والرعاة الذين كانوا معها( القانون يحكم بالسجن على الرعاة ايضا وهم غالبا اجراء بالشهرية او بالراس )

قالها لى بعبارة واحدة ( يا ولدى قانونكم ده لو كملوهو في بهائمي بيعمل شنو ) انا قلت ليهو بصادر 50 % منها لو ثبتت ادانة الرعاة . قال لى طيب يا ولدي طالما القانون بصادر 50 % ممكن تطلب من القاضي يفك لى الخمسين التانية لانها اصلا لا تصادر ولانى اولى برعايتها وعلاجها وملحها من الحكومة ) قلت ليه يا عمى ما في حد سبقك على الطلب ده لكن طلب منطقي ومعقول جدا وما اظن المحكمة تعترض .قال لى انا ما عايز منك اى مغالطة للمحكمة غير انك تطلع لى قرار زى ده يسلمنى ال 50 التانية وتظل الباقية محجوزة لحدى نشوف راى المحكمة فيها .

تخيلوا انا اعديت الطلب بكل حسن نية لا ادرى ما وراء ذلك الطلب . القاضى اطلع على الطلب ووافق عليهو طوالى واصدر امره لمدير عام شرطة الحياة البرية لفك الحجز عن 50 % من بهائم هذا الداهية .

عدت بالطلب الى المكتب ووجدت البدوى جالس يبخبخ في سجارته قلت ليهو اها خلاص القاضى وافق على فك الخمسين . ضحك قال لى الامر ده ما بيتنفذ الا يمشى معاى موظف من قبل المحكمة لانو ناس الحياة البرية ناس صعبين وقد كان كلفنا موظف من المحكمة للقيام بالمهمة.

ماذا حصل حسب رواية الموظف لى :-

قال لى انا مشيت محل البهائم وحسبت ال 50 % وسلمتها العربي ولم اجد غيرها اى شيئ اخر ولما سالت ناس الحياة البرية قالوا لى سربت داخل الغابة وبنلقاها ومشيت انا والعربي بعد تسلم بهائمه .


الظريف في الامر ان العربي يعلم تماما ان العدد المحجوز في دفاتر المحكمة هو 6000 وبعلم النيابة وانه تسلم منها 3000 الف بامر المحكمة .

عاد لى العربي في مكتبي وقال لى حرك اجراءات الدعوى يمكن ربنا يبرئ الباقي المحجوز . وفعلا قدمت طلب لتحريك الاجراءات بعد ان تبين لى انا الاتهام غير متحمس لتقديم قضيته .

اكتشفت في النهاية ان العربي قبل ان يحضر لى للدفاع عنه استطاع ان يقنع الجنود المستجدين بطريقة او باخرى على فك الحجز عن عدد من البهائم وقد كان نصفها .

فهو عندما حضر الى المحامي للافراج عن نصف البهائم هو سلفا وزماااااااااااااااان استلم نصفه الاول .

في النهاية علمت انه اهمل متابعة قضيته بسبب تقديره للجميل الذى وجده عند المستجدين . وكان بامكانه متابعة قضيته لان القضاء ربما يفرج عنها ولو افرج عنها يتعذر تسليمه اياها لانه قد تسلمها سلفا ولكن يمكنه المطالبة بالتعويض ليكون قد استلم 9 الف راس من الضان بدل السته الحقيقية .

اتخيل مستوى الذكاء الذى تجاوز المحامي والقاضى والنيابة وضباط الحياة البرية .

طبعا الموضوع في النهاية صار موضوع تحقيقات ادارية انتهى بمحاسبة المسئولين عن افلات هذه البهائم من قبطة الشرطة .



المهم في النهاية عربينا طيب الله ثراه قد توفي وتجاوز عمر الحادثة 15 عام.

انا على استعداد لتوضيح اى جزئية غير مفهومة من هذه الرواية .

الى لقاء اخر عن سوالف اهل البداوة

يا له من جمال!.و هذه مجرد تحية في مناسبة وجودي معكم لأول مرة..يا عزت.

شكرا ابنوس للقصة

الاستاذ الطيب شيقوق

اتابع معك بكل التفاصيل عن سيرة اهلنا بالدندر واصل فى الكتابة

الاخ عزت (ابنوس)
تفيأت في ظلال هذا البوست الجميل ، شكراً لهذه الذاكرة اليقظة ، وتحياتي للأخ ميرغني وأتمنى له كمال الصحة ، لا يفوتني أن أشكر الاخ الطيب شقيق على القصص الطريفة عن أهلنا في بوادي السودان.

الصديقان الشريف وصديق

شكرا جزيلا لكما واعدكم بالمواصلة والتواصل معكم والشكر اوله واخره للاخ الفاضل ابنوس الذى توراى عنا . اننا متلهفون لان نسمع منه الكثير .

الاخ العزيز الطيب شيقوق ..
يا لها من سالفة
تصدق انا افتكرت حاجات كتيرة بهذه الجكاية وسأعود لكتابتها .. هذه عقلية مذهله في تحاوها مع موا القانون ، وهزيمته
سأعود .. وسأكلفك رعاية هذا البوست الى ما بعد 3/3/2005
مشغوووول شديد ومزنوق في حاجات كتيرة لكني بجيك والبوست احوله للدندر لغاية ما اجيك بحكاوي كتيرة ..
الاخ صديق رحمة .. اتفضل لقدام .. وسأفرش لك تحت هذه الظلال الكثير من الود وجيتك لدينا تستاهل ان احلب لها لبن ناقة لقوح . والبوست بوستك يا جميل
العزيز عبد الحميد البرنس : انت طلتك بحجم حروفك الجميلة .. والكثير من الاشواق انتظر مني تلفون
الشريف
كيفك وشكرا على دخولك الحميم .. وبيناتنا تلفون قادم

الاخ العزيز أبنوس

اطال الله عمرك وشكرا لهذه الثقة اذهب الى ما شئت وثق اننا على عهدكم ونهجكم بفرض مساحة لاهلنا البدو على أثير شبكة الانترنت . غايتكم وغايتي - ان شئت - هى لزوم تمثيلهم بما لهم من نصيب على هذه الشبكة .


وفقك الله وحفظكم برعايته

الطيب

الاستاذ عزت

أجد نفسي مضطرا للاستعانة بمبدأ جسر الحمير في الانثروبولوجيا الاجتماعية لتوصيل المقولات :
كلمة مثقف الذي طرحته في المقال يعني تماما المفهوم الذي خلعه علي الكلمة هشام شرابي.

ثم لك البيان:

فقط العرب (الجنجويد) من أصطك التفرقة و آمن بها و طبقها كمشروع شاهين بجنوب كردفان وقريش بدارفور.و ليست الانقاذ صنعت الجنجويد و لكن كان هناك حلم عربي للسيطرة علي دارفور , وانت قد قمت بصياغة رغبتك هذه في هذا الركن .

استبيان:

الموت لم يطالك بعد.

و لكن كل من أرتكب جرما في أرضنا و أهلنا فلن يجد له في البسيطة مقام, و التاريخ سيثبت.و لسنا بصدد الانتقام و لكنه العدل.


أستدراك:

بخصوص حمي الافريقانية التي شابت كل الرؤوس, أقول:إقراء كتاب(War of Visions) لفرانسيس دنق و من ثم إ سأل أي من مثقفي spla عن ماذا يعني دنق فكريا.

إستفادة:

من الخطأ المعرفي التبضع في اسواق الغير, فالقضية الدارفورية التي عبرت كل الحدود, نحن نعرف ماهيتها , عناصرها,ابعادها , و مستقبلها.
فقط لا تعجل المسير و كن كما عهدتك أيام النيلين ألاكثر بعدا عن الساحة الدارفورية(الرابطة);

بداية متأخرة

التخلي عن الاهل لمحاولة تشرئب تطاولا للتموية.

فقط أحتسب الامر أخماسها و اسداسها لتدرك ان الرهان العربي علي نظام الجلابة لمهزلة تنم عن انعدام الرؤية و تطلع الرغبة.

و لنا لقاءات

NB

تجنب اللغة السياسية السودانية المتزلة و اعطنا من نفحات فيض علمك الثر.

ثم تمعن هذا الاقباس القادم

Quote: : عبدالغني بريش فيوف / امريكا كان هناك دائما مشاكل بين القبائل الدارفورية خاصة بين القبائل العربية نفسها حول المراعي ومصادر المياه وكان يتم حسم هذه المشاكل عن طريق الزعامات المحلية )الادارات الاهلية ( لكن ماحدث في عهد نظام الانقاذ هو انه القى بكل ثقله وراء الجنجويد ) المليشيات العربية ( وبهذا اخذ الصراع منحى اخر وهي العنصرية اي تصفية عنصر دون العنصر الاخر وهذا شئ يتنافى كليا مع قيم وعرف هذا الاقليم الجميل المتسامح ولعل هذا يؤكد التقارير القائلة بان معظم الجنجويد الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلهاn بدون hesitation هم وافدون من خارج الاقليم - ان فرصة التعايش السلمي بين القبائل الدارفورية المختلفة مرة اخرى ممكنة لكنها تحتاج الى اتخاذ قرارات صعبة خاصة من قبل زعماء القبائل العربية المتهمة بالجنجويدية والابادة الجماعية والتطهير العرقي للقبائل ذات الاصول الافريقية وهذه القرارات هي > 1- تسليم قادة الجنجويد المحليون الى قوات الاتحاد الافريقي تمهيدا لتقديمهم الى العدالة 2- تقديم اي وثائق مرئية او مكتوبة ذات صلة بجرائم الجنجويد الى محكمة الجزاء الدولي 3- كشف العناصر الانقاذية المتورطة في تمويل وتجنيد الجنجويد 4-ان تتعاون هذه القبائل العربية مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في كشف اركان النظام المتورط في جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي خاصة المتهمون منهم من قبل بالارهاب الدولي أمثال على عثمان محمد طه the cool bloody killer الذي يقتل ويذهب جنازة المقتول ان قضية دارفور كغيرها من القضايا السودانية الاخريات سياسية تتعلق بالتهميش وعدم التنمية وكل القبائل الدارفورية تدرك ذلك )اي الكل في الهواء سواء ( و كان يجب ان يدور الصراع في هذه الحلقة لكنه فلت لان منبر الشمال الحاقد على مصلحة غرب السودان أراد ذلك، والعنصريون الدارفوريون العرب هم ايضا لم يقرأووا الاوضاع قراءة صحيحة ودليل على ذلك انهم فوجئوا بالقدرات القتالية للقبائل التي يسمونها بالزرقة -

انور انا قريت نفس ردك ده فوق .. ليس لدي ما اقوله لك .. ولن اقف بينك والقبائل العربية .. انت تعرف مراحيلهم وبواديهم .. ولديك من السلاح ما يكفي .. فما دخلي انا ؟؟

العزيز دوماً عزت الماهري
عميق الود

اولاً سلامات لشقيق دربك مرغني اتمنى ان يتعافا سريعاً وبلغه تحياتي

ثانياً واصل حكيك فانا اعرف قلملك ورصانتك والتزامك اتجاه الانسان بكل وضوح
لك الف الف مودة

زووربا

الأخ يوسف الماهري...... لك من السلام ما تجود به للأقربين ولمن هم فى أحلك الحاجة اليه.... قرأت ما كتبت عن تلك التجربه الواقعيه.... والتى عكستها فى لحظات صدق ..... وتغمص للظروف والاحوال والأشخاص...... فخرجت معافاه من كل شائب.... كنت اتصفح ذلك بانتظام لابل كنت أسرح معك ومع شخوصك فى كسعاتكم ورتعاتكم..... واعيش حالات تحول النوق كما تعيشونها حينما تحن وحينما تضن...... وكنت معكم أحمل الكبروس للغارس واكتح الشاهى المعلق فى ظل شجر القضيم وغيره...... وأرتشفه معكم على وقع ذلك الكنيناوي فى السرد والوصف...... وترصد الطبيعه لخشاشها.... وصوت سفروقه عندما يصفر صوب الارنب والحبار وغيرها....كنت أقرأ وترجع بى الزاكره الى فترة الثانويه العليا.... حيث كان يحلق بنا إبراهيم إسحاق ذالكم القاص والقادم من نفس البيئه..... التى مازلت ترسمها بيراعك وتجسدها بحروفك..... تلالا وبكارا وبنات لبون وجوخات..... كان يحدثنا عن الأباله والبقاره وعن ثقافتيهما..... حتى تشربت فينا دقائق الدقائق ورقائق الرقائق عن أحوالهما ......فها أنت تاتى وتدق على ذلك الوتر الحساس .....والذى كان يخفت ويختبى معلقا على مشلعيب العقل الباطنى أو راقدا فى صفائح مقرونه فى عمق سحارته المصون.....ولانى كذلك كنت أجالس الرواعيه لا الأرامل .....ولكنهم كانوا معازه ....وربما لهم بكره أو بكرتين .... وربما لهم كذلك بقره أو بقرتين .....ولكنهم مع أختلاف الأمكنه والطبيعه.... الا ان هنالك تطابق فى كل شى حتى المفردات ......وعندهم تحيا وتشب النخوه والفزعة والوداد..... وتتمدد الأريحيه كتمدد البطيخ والخيار والشمام.... مثمرة نفس الثمار..... ولا يعرفون غير الغزل البرئ ....ويتعاملون برفق مع إناث الغنم والضان والبقر..... لأنهن يجلبن النعمة والرزق......ولهم أقاصيص وأقاصيص فى الكلاب التى تكسع لهم وتحرس عندما يدومس بهم الشاى بعد الخرم تحت رقراق الأشجار عند القيلوله....
فيا ايها الماهري..... يامن شرب الغارس من تلك النوق آكلة الأكسير.... فماكتبته إكسيرا لفمة الإبداع..... وكما أسلفت ذلك فى بوست يازول عن الابيض كرفان أرشحك قاصا وروائيا تهدألك القلوب والعقول عند الإطلاع ...... أمسك بيمناك اليراع..... وقل بسم لله.... فسوف يقرأ لك الطيب صالح وابراهيم إسحاق .....فانك تمتلك أسباب الكتابه فأكتب ولا تتردد.....




منصور

الصديق الجميل
امين محمود زوربا
هكذا ، منذ التقائك بحروفي وأنت تمنحها خطوة لتسير .. ورغم حالة الكساح القسري
فما زلت على وعد بأنني قريبا سأتفرغ تماما للحكي ..
لك كل الود

الحميم منصور
شكرا لتسكعك في فلاتنا ، ولولا أن سعن اللبن مقدود ، لافرغت لك في كأسك هذا غارسا ..
وملأت لك جرابا من الحروف عن تلك الفيافي .
واعذرني في سنة المحل هذا .. فقد سقت حروفي بإتجاه الصيّّ ، لكني سأعود قريبا لسهول الكتابة الطليقة .
وحتى ذلك الحين .. بإنتظار اخبار رعاتك وحتى وإن كانوا من اهل ( كبسور ) فالراعي راعي ..
لك ودي