إشراقات : سودانيون بيننا - مقال للشاعر الاماراتي عادل خزام

إشراقات : سودانيون بيننا - مقال للشاعر الاماراتي عادل خزام


01-06-2005, 10:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=6&msg=1105005537&rn=0


Post: #1
Title: إشراقات : سودانيون بيننا - مقال للشاعر الاماراتي عادل خزام
Author: sympatico
Date: 01-06-2005, 10:58 AM

عادل خزام شاعر من الامارات وهو احد كتاب القصيدة الحديثة الى جانب الشعراء احمد راشد ثاني - ميسون صقر - محمد المزروعي - ابراهيم محمد ابراهيم - ابراهيم الملا وغيرهم . اضافة الى ذلك يمارس خزام مهنة الصحافة حيث عمل في صحيفتي الاتحاد والبيان. نشر هذا المقال بصحيفة البيان عدد اليوم 6 يناير 2005م وهو هنا يتذكر بعض السودانيين الذين عملوا في مجالات ثقافية وفنية وكانت لهم ادوار مؤثرة في الحركة الثقافية والفنية بالامارات .
تحية للشاعر عادل خزام
وشكر خاص للأخ الصديق الاديب عثمان حامد الذي نبهني لهذا المقال .


إشراقات


سودانيون بيننا



بقلم :عادل خزام




يتذكر الزملاء في جريدة «البيان»، الحالة الفريدة والروح العالية التي امتاز بها الصحافي السوداني الراحل محمد نوراني، والدور الذي لعبه في تشجيع الكثير من الصحافيين والأدباء الشباب لخوض مغامرة العمل الابداعي في الصحافة والكتابة الادبية.


.. ومثل نوراني ، هناك العشرات من المثقفين والمبدعين السودانيين الذين أتوا الى الامارات منذ بداية السبعينات وكانت لهم اسهاماتهم المهمة في تفعيل الحركة الثقافية بيننا في الشعر والمسرح والسينما والصحافة وبعضهم لا يزال يمارس اخلاصه الثقافي بيننا حتى اليوم.


التذكير بدور اخوتنا من السودان استدعته الاستعراضات الفنية الراقية التي شهدها حفل تدشين مدينة الخرطوم كعاصمة للثقافة العربية للعام 2005، والاشكال الراقية من الطرح التي امتاز بها الحفل الذي جمع أطياف الثقافة السودانية بجذورها الممتدة عميقا في الارث الأفريقي.


والآفاق الرحبة التي اكتسبتها هذه الثقافة من خلال المد العربي الاسلامي الحضاري ما جعل هذه البلاد تخرج في النهاية بصيغ متعددة كثيرة لوجوه الثقافة فيها، مع الاحتفاظ بالخصوصية التراثية المحلية التي لا تزال حتى اليوم تميز الابداعات السودانية في الموسيقى والتشكيل والرواية والآداب وغيرها.


وقد كانت هذه الملامح حاضرة ومؤثرة دائما في المشهد الثقافي في الامارات، حيث سبق للعشرات من رموز الثقافة السودانية ان زاروا الامارات وعرضوا ابداعاتهم ولوحاتهم وموسيقاهم أمامنا وكانت على الدوام محط اعجاب وتقدير الجميع.


ومن بين الأسماء السودانية الكثيرة التي أسهمت في الحراك الثقافي في الامارات، نتذكر حمد أبو القاسم الذي لعب دورا تأسيسيا في أقامة أول معرض للكتاب في بداية الثمانينات من خلال النادي العربي الثقافي في الشارقة، وقد توفي أبو القاسم قبل فترة قصيرة - رحمه الله.


- وكذلك نتذكر ونثمن جهود الدكتور يوسف عيدابي صاحب التجربة الأطول في العمل الثقافي في الامارات والتي تمتد لأكثر من عشرين سنة قضاها مؤلفاً وراصداً وناقداً ومنظماً للعديد من الاحتفاليات الثقافية في الامارات من خلال عمله في دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة.


ومثله تأتي تجربة الفنان يحيى الحاج الذي تتلمذ على يديه جيل مهم من الفنانين المسرحيين الاماراتيين اضافة الى دوره المستمر حتى الان في ترتيب البيت المسرحى في الامارات .


. وتطول لائحة الأسماء عندما نتذكر أدوار يوسف خليل في المسرح، ومحمود مدني في الأدب، وعلي عدلان في السينما، ومحمد عبدالقادر سبيل في الشعر، وبثينة خضر في القصة القصيرة، وغيرهم .. وغيرهم.


أيضا لم يكن التأثير الثقافي السوداني في وجداننا مباشرا من خلال هؤلاء الأخوة فقط، بل انه يمتد الى ابعد من ذلك مع جيل المدرسين الذين عملوا في الامارات، وكذلك من خلال الأدباء الكبار الذين قرأنا نتاجاتهم وفي مقدمتهم الطيب صالح صاحب (موسم الهجرة الى الشمال ).


تكاد التجربة الاماراتية تكون متشابهة مع تجارب دول الخليج ودول المهجر التي استقبلت المئات من المفكرين والمتعلمين السودانيين منذ مراحل مبكرة من الستينات وحتى الان، وذلك بعد ان دارت طواحين الحرب في السودان الذي كان يمتاز في الماضي بنسب تعليم هي الأعلى عربيا.


. وبدلا من الريادة التي كانت في بواكيرها، انحدر هذا البلد الجميل الى ادغال الشتات والتمزق فغابت أي قيمة للمنطق، واختارت الكلمة المبدعة ان تهجر وجدانها الأول وظلت لأكثر من ثلاثين سنة تغص بالمعنى .


وتحاذيه من دون ان تفوز بنعمة الالتصاق بتراب الوطن الذي يمنح الكلمة دفئها ويبعثها الى الحياة لمقاومة الزمن الذي طالت لياليه حتى نسي الناس طعم الفجر واشراقة الندى في صباح افريقي بكر.


مثلما كان الحضور الثقافي السوداني جميلا ومؤثرا في الامارات، فان المشاركة الثقافية الاماراتية في احتفالات الخرطوم كعاصمة للثقافة العربية لهذا العام يجب ان تكون كبيرة ومعبرة عن المستوى الحقيقي الذي وصلت اليه مخيلة المبدع الاماراتي في الفنون والآداب وحقول المعرفة الأخرى.


[email protected]

=========

عن البيان

http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?cid=11033135934...FBayanArticle&c=Page