## رسالة الى أمنجى ##

## رسالة الى أمنجى ##


01-18-2012, 11:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=58&msg=1356381442&rn=4


Post: #1
Title: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-18-2012, 11:05 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تذكرة اليك ياابنى ، ولك ان تضعنى فى مقام والدتك ان شئت ،ونصيحة أوجهها لكل شاب يعمل فى جهاز أمن نظام الانقاذ، وهو الجهاز الذى يقوم بتأمين حكومة المؤتمر الوطنى ،
وذلك بمراقبة المواطنين واعتقال المشكوك فى معارضتهم للنظام وانتهاك آدميتهم وتعريضهم للاهانة والتعذيب الجسدى والنفسى المفضى الى الموت او الجنون أحيانا.
ولذلك دعوتك ( أمنجى) وهو الاسم المتعارف عليه لمن يقومون بمثل هذه الافعال اللاانسانية. ولم أسميك ( رجل أمن )لأن رجل الأمن هو الذى يحافظ على سلامة المواطن وأمن الوطن ،ان كان شرطيا او جنديا أو عاملا فى أى من القوات النظامية الأخرى المنوط بها حراسة أمن البلاد ومقدراتها.

كلمة (أمن ) تشير الى الطمأنينة وهى معاكسة لكلمة (خوف) ، ولذلك استعمل الناس مفردة ( أمنجى) لمن يقوم باعمال مخالفة لمعنى الأمن من تخويف وتعذيب وتنكيل بالانسان.
* لا تنخدع ،يأمنجى ، بالرتبة والمرتب والسلطة، وحكم انسانيتك التى سبقت كل ذلك البهرج الزائف والزائل . لقد خلقك الله انسانا وستعود اليه مجردا من الرتب والسلطان (" إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً " (‏ الإنسان‏:2)
* تذكر ياأمنجى ،أنك بدون انسانيتك تنحدر الى عوالم الحيوان ولو كنت وحشا كاسرا يخافه الناس، أو ك-ل-ب-ا مطيعا لقائده.
* تذكر ياامنجى،أن رؤساءك الذين دفعوك الى القيام بهذه الاعمال القذرة سينكرون ذلك ، وسيتبرؤن منك ويتركونك تواجه سيف العدالة وحدك.
* تذكر ياأمنجى أن قادة التنظيم الحاكم تركوكم فى بيوت أشباح مظلمة للقيام بهذه المهام القذرة ، واستاثروا هم بكراسى السلطة الوثيرة وواجهاتها اللأنيقة ، يطلون منها على الشعب بوجوههم الباسمة وكلماتهم الطيبة ووعودهم له بالرخاء والنماء!
*تذكر ياأمنجى ان الراتب مهما بلغ لن يكفيك لعلاج وخزات ضميرك حين يستيقظ ولن يكفى لاستعادة انسانيتك المفقودة.
* تذكر ياامنجى أن الرتبة والنياشين لن تحجب عنك نظرات الاحتقار فى عيون الناس وان حجبت لعناتهم وشتائمهم عن مسامعك.
* تذكر ياأمنجى أن السلطة مهما طالت زائلة وأن الجبروت مهما طغى سينحسر، وستقضى بقية عمرك مكروها من الناس وكارها لنفسك وماضيك غير المشرف.
* أسأل نفسك ياأمنجى أين هم أمنجية زين العابدين بن على وحسنى مبارك ومعمر القذافى اليوم وماهو مصيرهم؟
* أسأل نفسك ياأمنجى هل يشرف ابناءك ومن تعيل أن يكون معيلهم أمنجى؟ وان تكون لقمتهم معجونة بدموع ودماء المعتقلين؟
* تخيل ياأمنجى أنك، أو ابنك أو ابنتك أو أبوك أو اختك ، فى مكان هذا المعتقل واستشعر فداحة التعذيب البدنى والنفسى وبشاعة الاعتداء على كرامة الانسان.
* راجع نفسك يابنى ،واحسب خسارتك وربحك من هذا الأفعال الدنيئة، وتذكر أن الجزاء من جنس العمل ،قال تعالى ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ(
* لا تنخدع لمن يبررون لك هذه الاعمال المهينة للانسانية المخالفة لتعاليم الاسلام ، ويفتون كذبا بانها مباحة لاعلاء كلمة الله القائل سبحانه وتعالى( ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما ، ياعبادى فلا تظالموا)
*واعلم أن النفس الانسانية تتأرجح بين نوازع الخير ونوازع الشر والرابح هو من يثبتها على نوازع الخير.

* صدق ياابنى أن كل ضربة سوط وكل جرح وكل أذى تلحقه بمعتقلك يترك جروحا وأذية لانسانيتك ، لن تندمل وستبقى معك بقية عمرك

* احزم أمرك يا امنجى ،وارفض القيام بهذه الأفعال المنكرة، والا فأبواب الرزق الطيب مفتوحة ورحمة الله تعالى واسعة. (ومن يتّق الله يَجْعَل لَهُ مَخْرجاً. ويَرْزُقَهُ من حيث لا يَحْتَسب).

Post: #2
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 01-19-2012, 08:13 AM
Parent: #1

...تذكرة

شكرا مهيرة

Post: #3
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-19-2012, 10:24 AM
Parent: #2

Quote: ..تذكرة


شكرا معاوية

وأتمنى أن يهتدى بها عدد منهم

فالنفس الانسانية تتأرجح بين نوازع الخير ونوازع الشر

والمنتصر هو من يثبتها على نوازع الخير

تحياتى

Post: #4
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-19-2012, 10:37 AM
Parent: #2


Post: #5
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: عمر محمد ابراهيم
Date: 01-19-2012, 01:12 PM

Quote: فالنفس الانسانية تتأرجح بين نوازع الخير ونوازع الشر

والمنتصر هو من يثبتها على نوازع الخير

وده الأهم
شكرا مهيرة

Post: #6
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-19-2012, 03:59 PM
Parent: #5

شكرا يادكتور على المشاركة

وارجو أن تؤدى رسالتى هذه غرضها فى اخراج بعض هؤلاء الشباب الذين يقومون باهذه الاعمال اللاانسانية،

واعادتهم الى طريق الخير ،قبل ان يستفحل الشر فى نفوسهم حتى يكرهون ذواتهم كما ذكر هذا الأمنجى للمعتقلة: ( أخبرني أحدهم في صراحة: ياخي إنتي بت ناس البخليك تشوفي خِلقنا دي شنو؟؟؟)

Quote: كانت تجربة أول إعتقال لي فريدة بحق...في منتصف عام 2011....فلم يسبق لي أن مارست عملاً سياسياً قبلها..و لم يسبق لي أن شعرت بالخوف...و أنا أمتطي ظهر أحد بكاسي الأمن متوجهاً بنا إلى مكان غير معلوم...و أفكر سراً في ما يمكن أن يفعله هؤلاء الكلاب الذين ينهالون ضرباً على الشاب الوحيد بيننا نحن الفتاتان...و البوكس ينهب الأرض نهباً...و نظراتهم المفترسة إلينا و كلماتهم لي و أنا أحاول أن أقاسم (لستك ) العربية مكاناً على أرضية البوكس..و أستمع إلى تعليقاتهم و هم يحاولون إخافتنا: الليلة سجمكم...و الله حتشوفوا جنس حاجات!! ما إن توقف البوكس حتى وجدنا أنفسنا في حوش كبير نسبياً و طُلِب منّا أن نذهب للحائط و ندير وجوهنا إليه..ثم أتاني رجل كبير في السن،،، سألني عن إسمي و سني و عنواني وقبل أن أجيبه أمسك رأسي و ضربه في الحائط المقابل ..حتى شعرت بدوار و أخذت أجيبه و أنا أقاوم البكاء...لأنني لا أريد لهم أن يفرحوا بهزيمتي...اجبته بوضوح و سرعة عن كل المعلومات الخاصة بي...ثم أخذوني مكان مظلم تحت سلم مظلم...و تناوبوا على حراستي أربعة أشخاص...كان الإعتقال بعد حادثة إغتصاب صفية إسحق...فسألني أكبرهم سناً...سمعتي بصفية إسحق؟؟!! أجبته دون خوف حين تذكرت فيديو صفية: أيوة...سألني مرة أخرى:صفية إسحق مالا؟ حصل ليها شنو؟؟ أجبته بخوف هذه المرة: قالت إنو ناس الأمن إغتصبوها...فقهقه ضاحكاً و أشار إلى الرجال الثلاثة الواقفين وراءه: ديل ياهم زاتهم الإغتصبوها..و إحنا أصلا بنعمل كدة للبنات الزيكم ديل..الما عندهم زول يلمهم...لم أستطع منع دموعي من التساقط في تلك اللحظة...أخذت أبكي بحرقة و أنا أجيبهم: الله في....فقالوا لي: إنتو بتعرفوا الله؟ دايرين فوضى؟ دايرين تعملو زي ناس مصر و ليبيا؟؟ دايرين حرايق و مشاكل؟ فقلت له: نحنا دايرين ناكل...فضربني بالقلم الذي يحمله على رأسي بقوة كي أصمت...فصمت...و في هذه الأثناء كنت أسمع بكاء زميلتي الأخرى و هي تتوسلهم بألا يضربوها..بصراحة شعرت بأنه لا أحد يحمينا و أننا عرضنا أنفسنا لما لا طاقة لنا به....كان أملنا الخروج في مسيرة سلمية منددة بالغلاء في منطقتنا...و أنتهينا إلى تلقي الشتائم من هؤلاء الكلاب..و أعني حقاً أنهم كلاب و ليسوا بشر مثلنا...أخذوني بعدها إلى مكتب للتحقيقات و كان المكتب يحوي ما يفوق الخمسة أشخاص...أخذ أحدهم يردد في غضب: إنتي بت ناس البخليك تعملي كدة شنو؟؟ فيجيبه زميله: دي لو كانت بت ناس كان عملت كدة...طلبت منهم أن أصلي المغرب فأخذوا يسخرون و يضحكون مني: بالله إنتو بتصلوا؟؟ و لا بتعرفوا الصلاة؟؟ يا شيوعيين؟؟ قلت له مباشرة: أنا ما شيوعية و الشيوعيين بعرفوا الله أكتر منكم...فكان نصيبي ضربة أخرى على رأسي من شخص غاضب غادر المكان بمجرد أن قام بضربي...غادرت للصلاة: أخذت أبكي و أدعوا الله أن يفك محنتي...و عدت مرة أخرى للمكتب كي يواصلوا التحقيق معي...كانوا يتحدثون معي بأسوأ الألفاظ و ينعتونني بأقبح الشتائم و يرفع أحدهم صوته قائلاً: ياخي دي بت ناس البخليها تسوي كدة شنو؟؟ و قال لي أحدهم مهدداً إياي بالإغتصاب: إنتو دايرين يغتصبوكم عشان كدة طالعين مش؟؟ سمعت كل قبيح لم أسمعه في حياتي،،أخبرني أحدهم في صراحة: ياخي إنتي بت ناس البخليك تشوفي خِلقنا دي شنو؟؟؟و قال أحدهم مصدقاً لما قاله زميله: والله لو دي أختي كنت طردتها من البيت بعد دخلت بيت الأمن...لم أستطع الرد عليهم..و إني نادمة على هذا..لا لأن مخزون إجاباتي كان قد نفد...بل لأن كل رد منطقي مني كانوا يقابلونه بأقبح الألفاظ...و كنت جراءه أتلقى ضربة على رأسي..و لا أعرف لماذا رأسي تحديداً؟؟!!! قد يتعجب البعض لماذا قمت بنشر هذه التفاصيل بعد مرور زمن طويل على حدوثها..؟؟و لهم الحق في هذا التساؤل...لكن بعد مشاهدتي لفيديو المناضل بوشي و تكراره لكلمة:مش الأمن دايرنا نقول مافي بيوت أشباح؟؟ و مافي تعذيب...شعرت بما عاناه هناك..و شجعني هذا على الحديث..و أقسم بالله العظيم أن أي كلمةكتبتها حقيقية و حدثت معي بل و لقد قمت بحذف بعض الأحداث و الكلمات و التي أعف عن ذكرها ...إكراماً لأعين من يقرأون و حفظاً لكرامتي..لكن يبقى تساؤلي دون إجابة: من هم بنات الناس؟؟ هل هم الفتيات اللائي يتفنن عناصر الأمن في إذاقتهم الأمرين؟؟؟ أم هم البنات الحرات الشريفات الوطنيات اللائي يدفعن ثمن وطنيتهن هذه من إحتمال و لقاء هؤلاء الأوباش..الذين لا يمتون للأخلاق السودانية بصلة


تحياتى

Post: #7
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-20-2012, 02:57 PM
Parent: #6

Quote: التعذيب في السودان

هلال زاهر الساداتى

[email protected]


استعير هذا العنوان وهو لكتاب أصدره مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف،وهو منظمة مصرية

مقرها بالقاهرة تضم كبار الاختصاصين في الطب النفسي من المصريين تتعهد ضحايا التعذيب بالعلاج والرعاية

دون مقابل،وما يقومون به من عمل إنساني نبيل لا تستوفي الكلمات حقه من الشكر والعرفان،فلهم أحسن الجزاء

من الله في دنياهم وأخرتهم..وهذا الكتاب يضم حقائق وشهادات مئات السودانيين الذين عذبهم نظام الجبهة القومية

الإسلامية في بيوت الأشباح في السودان،ويروي قصصا للتعذيب كالخيال ولكن الواقع قد يكون أحيانا اغرب من

الخيال،وهو عذاب تقشعر منه الأبدان وتعجب النفس أن هناك بشرا يستمرئون تعذيب الناس بهذه الوحشية التي لا

تأتيها الحيوانات،وقد تعرض للتعذيب كل فئات الشعب السوداني من أساتذة الجامعات والمعلمين والأطباء والمحامين

والمهندسين والصحفيين والمزارعين والتجار والموظفين والعمال ورجال الجيش والماس البسطاء،ويمكن القول انه لم

ينج أحد من العذاب من ساعة اعتقاله والى حين إطلاق سراحه بعد شهور أو سنين..تعذيب منهجي منتظم ليلا

ونهارا بوسائل وحشية تستهدف جسد ونفس الضحية،وهذا الكتاب لا يتأتى للناس في السودان الاطلاع عليه

ولكنه يكشف للعالم ما يجري لمعارضي الإنقاذ أو الجبهة القومية الإسلامية في السودان من تعذيب ومهانة وإذلال

وجاءت تسمية بيوت الأشباح من إن الجلادين في بداية حكم الجبهة كانوا ملثمين عندما يقومون بتعذيب المعتقلين

في بيوت الأمن السرية،ثم سفروا بعد ذلك،ولكن ظلوا ينادون بعضهم البعض بأسماء مستعارة غير أسماءهم الحقيقية..

ورغم ذلك تم التعرف عليهم وعلى عائلاتهم وأماكن سكنهم،والجدير بالذكر إن كبار رجال الجبهة شاركوا بأيديهم

في هذا العمل المخذي مثل الدكتور نافع علي نافع والذي كان أول رئيس لجهاز أمن الدولة..ونقرأ في مقدمة الكتاب:

((على مدى عشر سنوات وفد إلى مركز النديم مئات من السودانيين ضحايا التعذيب،هم فقط بعض من أولئك الذين

تمكنوا من الفرار من قبضة معذبيهم وسجانيهم،تاركين وراءهم آخرين لا يعرف أحد عددهم حتى ألان،وربما لن يعرف أحد ذلك العدد أبدا.منهم من استشهد،ومنهم من لم يتمكن من الإفلات،ومنهم من لا يزال يقاوم.في البداية كانوا يأتون فرادى،ثم اصبحوا يأتون

بالعشرات،واخيرا بالمئات،ولا يزالون يأتون.وعلى مدى تلك السنوات تواترت الشهادات والروايات،يحكونها،تتنوع وتختلف أحيانا،

وتتكرر وتتطابق أحيانا أخرى،لكنها تتفق جميعا في بشاعتها وقسوتها.وأخذت أشكال التعذيب تتشكل أمامنا بتفاصيلها ودقائقها،ورغم

عملنا لسنوات طويلة في هذا المجال،فقد كانت كثيرا ما تصدمنا وحشيتها وقدرة القائمين على التعذيب على تنفيذها،وتكرار تنفيذها و

أحيانا الابتكار والتفنن في أدائها،وصولا إلى هدف التعذيب النهائي،وهو السحق التام للتضحية.وتحقق أمامنا بشكل مجسد،وما قرأناه

في تقارير سابقة متعددة عن قيام الحكومة السودانية بممارسة ابشع أشكال التعذيب في تاريخ السودان الحديث،وان ممارسة التعذيب تم

تعميمها على نطاق لم يسبق له مثيل،من حيث اتساعه،ومن حيث عشوائيته،وانه يطال الجميع،سياسيين وغير سياسيين،معارضين وأفراد

عاديين،وانه يمارس ضد الأفراد،وضد جماعات بأكملها.وارتسمت أمامنا أيضا أنماط وأنواع من التعذيب يختص بها النظام السوداني،

وجديرة بأن تنسب إليهم،وهي أنماط غير مسبوقة أو منقولة ونسجل في هذا الكتاب بعضا منها على سبيل المثال لا الحصر كما يرويها

ضحاياها،أو بالأحرى أبطالها حيث انهم لم يسحقوا كما أراد لهم الجلاد.شهادات حيه ليعرف الجميع ما يجري من فظائع ولنسجل أيضا للناجين منها معاناتهم المروعة وجهودهم الجديرة بالإعجاب،للمقاومة والتماسك من جديد،استطاع البعض عبور المحنة ولم شتات النفس والجسد،وتمسك بالحياة التي حاول الجلادون سحقها.استطاعوا الوقوف على أرجلهم ثانية لمتابعة الحياة،وسقط البعض تحت وطأة التجربة التي ليست كأي تجربة.لهؤلاء جميعا..كرامة انتهكت،وحياة أهدرت،ومستقبل تحطم،لهؤلاء جميعا تتعهد على أن نعمل

من أجل أن ينال الجلادون ما يستحقون،وان يشهدوا محاسبتهم ومقاضاتهم وعقابهم ليس تعويضا عما فعلوه بهم،فهذا أمر لا يمكن

تعويضه،وانما انتصارا لإنسانيتهم ولإنسانية الإنسانية التي سوف تظل مهدرة ما دام هؤلاء الجلادون أحرارا يعيثون في الأرض تعذيبا

وإجراما)) وبعد هذه المقدمة الوافية المعبرة نأتي إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته هيئة الأمم المتحدة في 10 ديسمبر

1948 والذي التزمت به دول العالم اجمع ومنها السودان،فالمادة الخامسة منه تقول:

لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.

وقد أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارا بأن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم مما يعني أن مقترفي التعذيب سوف يلاقون حسابهم

طال الزمن أو قصر،فهم سيقضمون للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي للمحاكمة والقصاص منهم.ولنبين أنواع وأنماط التعذيب

في بيوت الأشباح والتي يمارسها أفراد الأمن كما جاءت في الكتاب في شهادات وإفادات الضحايا ولقد قابلت الكثيرين منهم في القاهرة و كان من ضمنهم شقيقي عدنان المحامي وصهري الاثنين ممن تعرضوا للاعتقال والتعذيب..وأهون أنواع التعذيب هي الشتائم

المقذعة البذيئة والصفعات،والركلات،واللكمات،ثم هناك الحرمان من الطعام والشراب والدواء وقضاء الحاجة،والاغتسال والسواك،

والحرمان من النوم والحركة،والحرمان الحسي من أي مؤثرات حسية صوتية أو بصرية،والهدف من هذا الحرمان هو خلق حالة مستحيلة

بيولوجية ونفسية لدى الضحية يترتب عليها قلق بالغ،ينتهي عادة بتحطم نفسي،واستسلام للإرادة،وذلك بتغمية العينين والحبس في غرف خاصة تكون معزولة بصورة مطلقة بحيث لا يمكن سماع أية أصوات من خارجها وتكون مظلمة تماما،ويطلب من الضحية إلا

تتحرك على الإطلاق،فإذا آتى بأية حركة بسيطة تنبعث على الفور أصوات عالية مفزعة مثل صوت صرخات وانفجارات، وهناك

الضرب بالسياط والعصي والخراطيم وأسلاك الكهرباء وكعوب البنادق والمسدسات،وهناك الصعق بالكهرباء وإطفاء السجائر المشتعلة

في جسم الضحية،والحرق بالمكواة،وصب الماء الحار على الجسم أو الماء البارد،والتعليق من اليدين أو الرجلين من السقف كالذبيحة

أو الربط على مروحة السقف وادارتها بكل قوة،أو إغراق الرأس في مياه قذرة،وكسر العظام والأصابع بكماشة أو نتيجة للضرب

بالعصي وتصيب الكسور أي عظمة من عظام الجسم سواء في الزراعيين،أو الساقين،أو الفك،أو الحاجز الأنفي،أو الأسنان،والسحل

على رمال خشنة وساخنة في حر الشمس ويتم إما على البطن أو الركبتين،وانتزاع الأظافر ويتم بالات معدنية مثل الكماشة أو إدخال

شريحة معدنية تحت الأظافر،وسكب المياه المثلجة على الجسم وأحيانا يتم ذلك في الشتاء وقد يصاحب ذلك تسليط مراوح الهواء على

الضحية،كذلك يتم وضع ألواح الثلج على صدر الضحية،والصعق الكهربائي ويتم هذا الصعق بتوصيل أسلاك كهربية بالأصابع أو اللسان أو ما وراء الأذن والإجبار على الجلوس على كرسي مكهرب وعادة ما يتم استخدام الكهرباء في الأعضاء التناسلية،والحرق

ويتم ذلك بواسطة السجائر أو بأدوات معدنية ملتهبة أو بالزيت المغلي، و في عدد من الحالات تم سكب مواد كيميائية ملتهبة أو بلاستيك مصهور علي أجزاء مختلفة من الجسم بهدف التشويه , و تدمير فروة الرأس و يتم ذلك بطريقتين : إما بتجريح الرأس و حلاقة الشعر بقطع زجاج مكسور , و إما بصب مادة كاوية علي الرأس , و قد شوهد هذا الشكل من أشكال التعذيب في النساء فقط , و التقييد و يتم بتقييد الضحية عاريا في شجرة في منطقة المستنقعات و مستعمرات الناموس طوال الليل , أو بتقييد الضحية في وضع

القرفصاء مع ثني الذراعين كما لو كان موضوعا في صندوق ضيق،وتركه لعدة أيام متصلة،وهناك الإجبار على شرب محاليل مركزة

من السكر أو الملح مع الوقوف في الشمس الحارقة حتى يزداد العطش والعرق وقد يجبر أن يرفع يديه لأعلى طوال مدة الوقوف،أو

إجبار الضحية على شرب منقوع مركز من النكوتين أو الأفيون،أو الاستنشاق وهو استنشاق المعتقل لمواد مدمرة للجهاز التنفسي

وللعين ويكون ذلك بإلباس رأس المعتقل كيس قماش ملئ بالشطه،واما بحرق الشطه على صفيحة معدنية أثناء حجز الضحية في مكان

ضيق بدون تهويه وتركه يستنشق الأبخرة،وهناك السير والوقوف في الشمس طوال النهار دون السماح له بالمياه للشرب،واما إجباره على

القفز داخل حفرة ضيقة وعميقة،أو على القيام بأداء تمارين رياضية عنيفة لفترات زمنية طويلة،وهناك مشاهدة تعذيب ضحية أخرى وقد تكون الضحية أحد أفراد أسرة المعتقل،كأن يعذب الزوجان كل منهما أمام الآخر،أو تعذب ألام والطفل معا في مكان التعذيب

نفسه،وهناك طريقة الاختيار المستحيل وهي طريقة شائعة جدا تهدف إلى الضغط على الضحية من اجل الكشف عن معلومات سرية

أو بهدف الاستمرار في التعذيب،أو مقايضة المعذب على اختيارات مستحيلة مثل مقايضة زيارة ألام المريضة،أو حضور جنازتها مقابل

الاعتراف شفهيا أو كتابة،أو بأن يطلب من الضحية تنفيذ وسيلة من وسائل التعذيب على ضحية أخرى،وتخييره ما بين إيقاف التعذيب

وتأدية أفعال وحركات منافية للعرف الاجتماعي مثل ممارسة الجنس مع حيوان،وهناك الإعدام الوهمي وفيه تعد الضحية لعملية إعدام كاملة التفاصيل ويطلب من الضحية إن يكتب وصيته ثم تجري خطوات تنفيذ الإعدام مثل تغمية

العينين،أو ربط الحبل حول العنق إذا كان الإعدام شنقا أو الربط بشجرة إذا كان الإعدام بالرصاص،وفي اللحظة الأخيرة يؤجل الحكم

ويتم التراجع عنه مؤقتا مع إعلان أي سبب للتأجيل كتعطل المشنقة مثلا،وقد يتكرر ذلك عدة مرات،وفي كل مرة تكون الضحية على

موعد مع الموت بعد إن وصلت إلى حالة من الإجهاد النفسي تجعل ذلك الموت حلما وأملا للخلاص من كابوس الحياة المستحيلة،

وهناك التعذيب الجنسي وهو على عدة صور منها التحرش الجنسي وهتك العرض والتهديد بالاغتصاب حيث يتم إجبار الضحية على

خلع الملابس.ثم يتم التحرش بالجسد،وبالأخص بالأجزاء الحساسة منه،ويحدث هذا التحرش مع الرجال والنساء،ومنها إدخال سلك

معدني في القضيب الذكري ويترك هذا السلك يوما أو اكثر حتى يصاب الضحية بنزيف من الجهاز البولي التناسلي،ثم ينزع السلك

حتى يتوقف النزيف،ثم تعاد الكرة،ومنها ربط الخصيتين بحبل يلف حول بكرة بآخرها ثقل،أو الضغط عليها بكماشة أو زردية،ومنها

الخوزقة أو الاغتصاب بأدوات صلبة ويستخدم مع الرجال بشكل أساسي،وفية يتم إدخال عصا غليظة،أو تدفع زجاجة بفتحة الشرج

أو تجبر الضحية بالجلوس عليها،وقد لا يمكن إخراج الزجاجة بسبب ضغط الهواء إلا بكسرها وهي داخل الشرج،ومنها الاغتصاب

الفعلي وقد يتم من قبل فرد واحد،أو يتناوب اكثر من فرد على اغتصاب الضحية ويحدث مع الجنسين،وبنسبة أعلى مع النساء ومنها

التهديد بإيذاء الأسرة أو الأصدقاء بالتعذيب أو الاغتصاب أو القتل وكثيرا ما يتضمن ذلك محاولات فعلية لهذا الشكل من أشكال

الاعتداء،كما يتضمن التهديد بإفقاد الضحية عقلة،أو باخصائة،أو بالاعتداء الجنسي عليه.وقد يصل التهديد إلى حد تعذيب الأطفال

الرضع في حالة القبض على أم ومعها رضيعها،حيث تحجز ألام بمفردها وينتزع الرضيع منها،ويحجز بمفردة في مكان آخر ولا يبعد

كثيرا عن غرفة ألام حتى تسمع صراخه..ولا عجب أن الجبهجية الجلادين والذين زعموا انهم جاءوا لأسلمة المجتمع كانوا يحرمون

ضحاياهم المسلمين من أداء الصلاة !!لقد رجعوا بنا القهقرى إلى اكثر من ألف وأربعمائة سنة إلى الجاهلية عندما كان أبو جهل

والمشركون يعذبون بلالا وعمارا والمسلمين الأوائل وهو يقول((أحد..أحد))ولكن هؤلاء هم جاهلو القرن الحادي والعشرين!فهل

هذا هو مشروعهم الحضاري الذي يدعون له أم هو مشروع همجي ممعن في الهمجية؟!وبعد،هل هؤلاء الناس سودانيون حقا،بل هل

هم بشر أم شياطين؟!أرى إن فيهم انحرافا في الدين،وانحرافا في الأخلاق،وانحرافا في الإنسانية..فالانحراف عن الدين الإسلامي الذي

يحض على الرحمة والتسامح والعطف فيخاطب سبحانه وتعالى نبيه عليه السلام بقوله((فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ

القلب لانفضوا من حولك))(آل عمران/159)،ويكون استغلالهم للدين عن جهل وبخاصة ايفاعهم،أو عن علم به من كبارهم وهؤلاء

يفسرونه تفسيرا معوجا عن قصد ليوافق أهواءهم السياسية،فهم القائل فيهم القران((يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون)) وذلك ليسيطروا على الناس،وتعاموا عن مخاطبة ربنا لرسوله عليه السلام((فذكر إنما انت مذكر لست عليهم بمسيطر))

(الغاشية/21 –22 )،وهم يجعلون الدين حكرا عليهم ويظنون أنفسهم الأصح دينا وبقية المسلمين لا إسلام لهم مثلهم،وهذا نوع

من الكهنوت الذي ليس من الإسلام في شئ ،كما إن الإسلام فيه وصاية من مسلم على مسلم ولا يوجد رجال دين بالمعنى الموجود

في الديانات الأخرى،كما لا توجد واسطة بين المخلوق والخالق،وكذلك ديننا السمح يبين لنا في القران الكريم حرية الاعتقاد وحرية

الاختلاف: ((قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر))(الكهف/29 )،((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي))

(البقرة/256 )،فيبين لنا الدين مشيئة الخالق في اختلاف البشر في الاعتقاد واللون واللغة،ولكنه الانحراف عن جهل أو هوى!وكما

قال الامام علي رضى الله عنه((القران حمال اوجه))..أما انحراف الجلادين ومن لف لفهم،فهم يعانون من نقص خلقي ونفسي وكثير

منهم ليسوا أسوياء خلقيا يعانون من عقد نقص وشذوذ يعوضونه بقساوتهم وشراستهم،والذين يمارسون التعذيب أو الآمرون به

يتلذذون من إتيان هذا الفعل البغيض،أي انهم مصابون بالسادية ولذلك يتفننون في إيجاد وسائل تعذيب وحشية لإحداث اكبر قدر

من الأذى والألم بالضحية..وفي حقيقة الأمر هم جبناء لأن الواحد منهم يستأسد على شخص مكبل بالقيود ومربوط بالحبال ولا

مجال له للمقاومة أو الرد،ولو كان الأمر مواجهة رجل لرجل في غير المكان والموقف لما اجترأ الواحد منهم على النزال،فهم ليسوا

رجالا بمفهومنا السوداني،فهل من الرجولة إن يعتدي على شخص ويعذب وهو مكتوف ومكبل بالقيود لا حول له ولا قوة؟!

إنها خسة وجبن مشين! كنا حينما نتشاجر يقول الواحد للآخر (طالعني) أي يذهب الاثنان إلى الخلاء أو مكان بعيد عن الناس

ويتعاركان هناك،أما هنا فالجلاد مسلح ويؤازره زملاءه من الجلادين ويشتركون جميعا في تعذيب ضحيتهم،والضحية في بيت الأشباح

منهك وجائع وعطشان وضعيف ومقيد!!

والانحراف عن الأخلاق يتمثل في أن أعدادا لا يستهان بها ممن يسمون أنفسهم إسلاميين لا يقيمون وزنا للفضيلة والأخلاق مما ينعكس

على أفعالهم مثل التعذيب الرهيب لكل من خالقهم أو أخذوه بالشبهة والظن،فضعف الوازع الأخلاقي يجعلهم يأتون بأي فعل شائن

ويؤيد قولنا هذا شهادة شاهد من أهلهم كان معهم وتركهم مع انه كان من نجبائهم بعد إن تكشفت له حقيقتهم وهو الدكتور

عبد الوهاب ألا فندي فقد كتب: إما النزول إلى ساحة المواجهة المباشرة مع تلاميذ ألامس (يقصد أعضاء الجبهة) الذين تم اختيار كثير

منهم حسب مواصفات أهمها تجاهل الوازع الأخلاقي في أمور السياسة فهي وصفة لكارثة شخصية ووطنية)) ((من مقال الترابي والفرصة الأخيرة لإنقاذ ما تبقى)) (جريدة الصحافي العدد131 بتاريخ11 مارس 2000 م)..إذا انعدام أو ضعف الوازع الأخلاقي

هو مبدأ أفعالهم ويفسر لنا ما يتميزون به من غلظة ووحشية في التعامل مع الغير ممن يخالفونهم في الرأي،ولذلك لغة الحوار عندهم

تتميز بالعنف والإرهاب مما نجده في الجامعات من طلبتهم في استعمال السيخ والجنازير والسكاكين في التعامل مع معارضيهم من الطلبة

واما الجلادون فأنهم يغدقون عليهم من أموال المسلمين وغير المسلمين ليعذبوا المسلمين وغير المسلمين من الشعب السوداني الذين يخالفونهم في الرأي..

أما الانحراف الإنساني فيبدو إن قلوب الجلادين قد قدت من صلد فهي قاسية متحجرة،فصاحب القلب السوي لا يحدث الأذى بأخيه

الإنسان لمجرد التسلية أو التلذذ،بل على العكس يتألم ويحزن لما يحيق بالإنسان من أذى أو مكروه ولا يتمناه له أبدا لا لشيء سوى رابطة

الإنسانية،والإنسان بحق يرق قلبه حتى للحيوان وتحدثنا الأحاديث الشريفة إن امرأة أدخلت النار في قطة حبستها ولم تطعمها ولم تطلقها لتأكل من خشاش الأرض،وان رجلا ادخل الجنة لأنه سقى ######ا اشرف على الهلاك من العطش،وبلغ الحد بنبينا الكريم

عليه السلام أن يأمر المرء بأن يحد سكينه ويريح ذبيحته حتى لا تتعذب. ولو كان هؤلاء الناس مسلمين حقا لما غفلوا من إن دعوة

المظلوم يستجيب لها الله من فوق سبع سماوات ويقول له وعزتي لانصرنك ولو بعد حين،وان الله يغفر تقصير العبد في حقه تعالى ولكن

لا يغفر جرم العبد على العباد..ولا ريب في حساب الجلادين وشركائهم في الآخرة جراء جرائمهم في حق الناس،وويل لهم من عذاب

الآخرة..أما في الدنيا فحتما سيلاقي هؤلاء المجرمين حسابهم ولن يفلتوا من العقاب طال الزمن أو قصر ولو هربوا إلى أقاصي العالم،

وسيقدم للمقاضاة والحساب.

الجلادون والآمرون بالتعذيب والمأمورون والمنفذون والمحرضون والساكتون عليه رغم علمهم به..كل سيلاقي جزاءه لكي تظل بلادنا

آمنة مطمئنة ويعيش السوداني آمنا حرا موفور الكرامة،ولكي نطهر أرضنا من رجس هؤلاء وممن تسول له نفسه مستقبلا إتيان هذا الفعل الشائن المخذي وهو التعذيب..


هلال زاهر الساداتى

التعذيب في السودان

Post: #8
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-21-2012, 12:46 PM
Parent: #7

Quote: إهداء :
إلى الشعب السوداني البطل.. اقدم ما وقع علي وعلى زملائي دون زيادة أو نقصان
علي الماحي السخي
مقتطف أول :
بعد فترة حضروا واقتادوني وأنا معصوب العينين والدماء تسيل من مختلف أنحاء جسمي إلى غرفة وأجلسوني على كرسي ، وكانت أمامي على ما يبدو طاولة يجلس عليها شخص ما وقد طلب مني أن احكي له كل شئ عن نفسي وحياتي بالتفصيل وأيضا عن آخرين الذين اعرفهم ! ، قلت له انه ليست لدي أي أشياء خاصة بي أو بآخرين اعرفهم لكي أقولها لك . قال لي تحدث عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي ، قلت له بأنني لا اعرف اكثر مما تعرفون عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي بالإضافة إلى إنني لا يمكن أن أتحدث مع شبح بالنسبة لي وأعيني معصوبة ومن الأفضل أن يفك العصابة عن عيني حتى أستطيع أن أحادثه ويحادثني وجها لوجه ! فقال لي ( ما تتفاصح وما عايزين كلام كتير أنت حا تتكلم عن ناس اتحاد العمال ) فقلت له ناس اتحاد العمال بشر معروفين لديهم اتحادهم الشرعي وهم يمارسون نشاطهم بشكل قانوني ـ كما إن رئيسه وأعضاءه معروفون لديكم فلماذا تسألني عنهم ولعل هذا موضوع يحتاج لمعرفة وفي إمكانكم الوصول إليهم ؟ فقال لي انهم يريدون الجانب لآخر من نشاطهم .. الجانب السري ( في معلومات عن نشاطهم ما عرفتها وأنت بالذات ملم بيها .. خاصة الفترة السارح فيها أنت وجماعتك في فترة الجاهلية ) ! . وكان يقصد بالطبع الفترة الديمقراطية التي قضوا عليها بواسطة انقلابهم ويطلقون عليها الآن فترة جاهلية ! .. قلت له لم يكن لاتحاد العمال نشاط غير معروف في الفترة الديمقراطية ، وبمجرد أن ذكرت كلمة ديموقراطية لا اشعر الا بأحد عناصر الأمن من المشرفين على التحقيق معي يصفعني بعنف على وجهي حتى وقعت على الأرض قائلا لي ( وكمان مصر تقول ديموقراطية .. دي كانت فترة جاهلية ! ) .. المهم من جانبي قلت لهم ان أردتم ان تحققوا معي فيجب عليكم ان تفكوا العصابة عن عيني لكي أعرفكم كما تعرفوني .. كان المحقق في هذه اللحظة يضرب الطاولة بواسطة مسطرة أو عصا طويلة على ما يبدو ويقول لي ان هذا الحديث لا يفيدني في شئ وعلي أن أدلي بكل ما اعرفه وأنا معصوب العينين .. وفي النهاية وعندما لم يجد أي إمكانية في التحقيق معي وانتزاع ما يطلبه من معلومات قال لحراس الأمن ( ياخي ده زول لميض وقليل أدب وراجل كبير صعلوك ساكت وعلى أي حال سوقوه طوالي للتنفيذ .
عندما خرجت مع الحراس قالوا لي انهم سيتوجهون بي إلى الإعدام حيث سيلقون بي داخل بئر عميقة وهذه طريقة الحكم التي كلفوا بتنفيذها .. ذهبوا بي وأنا معصوب العينين إلى مكان يبدو انه بعيد ونائي ثم أجلسوني على الأرض واحضروا لي بعد قليل ورقة وقلم وطلبوا مني كتابة وصيتي لأسرتي التي ستستلمها بعد تنفيذ حكم الإعدام . قلت له ليس لدي أي وصية ولن اكتب شيئا ، فرد علي أحدهم قائلا ( عنك ما كتبت ) ! ثم أوقفوني واقتادوني وبعد فترة وجيزة طلبوا مني أن أتوقف ففعلت ثم فتحوا بابا اعتقدت أن به البئر ( الموعودة ) .. سادت فترة من الصمت وكنت احبس أنفاسي واحسب الثواني والتقط آخر الأنفاس وأنا اردد في سري ( الشهادة) .... فجأة دفعوني بعنف إلى الأمام بحيث ظننت بالفعل انهم يدفعون بي إلى داخل البئر وقد أحسست أن أمعائي قد انقلبت رأسا على عقب وان ارجلي ليست موجودة في جسمي فلم اعد اسمع أي شئ من حولي فضلا عن إنني لست قادرا على رؤية أي شئ بسبب العصابة التي ربطوها بإحكام على عيني ! ... فإذا بي اندفع بقوة على الأرض فوق مجموعة من الأجساد ودون أن اعي وجدت نفسي انتزع العصابة بعنف وهلع من فوق عيوني لاكتشف إنني في نفس الزنزانة التي تم اقتيادي منها للتحقيق ! .. كان حراس الأمن بعد أن دفعوا بي إلى داخل الزنزانة قد احكموا قفلها من الخارج ومضوا لحال سبيلهم ، فانتزع جميع المعتقلين العصابات من أعينهم بعد مضي اكثر من عشرين ساعة قضيناها سويا ، وخلال حفلات التعذيب ما بين الثانية عشر والخامسة صباحا كان قد أضيف لنا خمسة من المعتقلين وهم كل من المحاسب علي العوض والاقتصادي نصر الخضر والمهندس محمد نصر الدين والتاجر عبد المنعم بسوق السجانة ومعتقل آخر يعمل كاتب محكمة لا استحضر اسمه للأسف . تعرفنا عليهم بعد أن انتزعنا العصابات عن أعيننا وبدأ كل منا يروي ما مر به ظروف طيلة الأيام السابقة .
ونواصل

هكذا عذب فاشست الجبهة الاسلامية النقابي على الماحي حتى الموت

Post: #9
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: Abuzar Omer
Date: 01-21-2012, 09:28 PM
Parent: #8

العزيزة د. مهـيرة

مررت بالبوست المهم و الممهور بكل هذه الحكاية المحزنة التى تدمى القلب. و قد آن الأونا لاصحاب القلب الصدئة المتحجرة، ليغسلوا
دواخلهم من السواد و تكون لهم رهبانية تنأ بهم من خزى الدنيا و الآخرة..

و كصورة مقابلة وددت فى البوست الآخر أن أشير لإمكانية تسبب التعذيب فى أضرار بالغة لسدنته و حماة ناره.

دمت يا سيدتى

Post: #10
Title: Re: ## رسالة الى أمنجى ##
Author: مهيرة
Date: 01-22-2012, 12:48 PM
Parent: #9

شكرا لك أخى ابوذر

ومما لاشك فيه أن من يقومون بتعذيب البشر يقضون بقية حياتهم فى تعاسة

واشكالات نفسية تنغص عليهم الحياة، وقد ينتهى بهم المطاف فى أحد المصحات العقلية

أو فى أحدى الخلاوى التى تقوم (بطب ) المجانين كما يحدث فى السودان

تحياتى