* الحب الخالد*** والرحمة المهداة*

* الحب الخالد*** والرحمة المهداة*


04-02-2006, 05:47 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=58&msg=1189197700&rn=19


Post: #1
Title: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-02-2006, 05:47 AM
Parent: #0

البورداب الاعزاء:

أظلنا شهر المولد النبوى، مولد اكرم وأشرف البشر، سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله عليه افضل

الصلاة والسلام، فلنتفيأ ظلال هذه الدوحة الوارفة، دوحة الرسالة الخاتمة التى اخرجت البشرية من

الظلمات الى النور، وستظل الى قيام الساعة نبراس الهدى وسبيل الهداية لمن شاء واختار. والحمد

لله والصلاة والسلام على رسول الله.


سيرة الرسول-صلى الله عليه وسلم-
محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- سيد الخلق وإمام الأنبياء، وحامل خاتم رسالات رب العالمين إلى الناس، النبى الأمى الذى سنتجول فى دروب حياته، نتنسم سيرته، ونتعقب خطواته، ونتسمع أخباره، ونسعى فى صحراء الجزيرة العربية نبحث، ونفتش ونقلب كتب التاريخ كى نتلمس آثاره، وفى رحلتنا تلك سنشاهد أحوال العالم قبل البعثة، ونطالع فصول حياته قبل نزول الوحى، ونتفهم كيف بدأ الدعوة سرًا؟، وكيف جهر بها؟، وكيف خرج بها من مكة؟، بل كيف خرج هو -صلى الله عليه وسلم- من مكة مهاجرًا إلى مدينته المنورة، حيث أسس لدعوته الدولة التى تحملها للناس، وسنرى كيف جاهد ببسالة كفار قريش؟ دفاعًا عن مدينته، حتى وقعت بينهما الهدنة. وما كسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدها قط، وما خلد إلى الراحة فى دولته، بل جعل الهدنة فرصة ليثبت أمر الدين، وينشر نور الحق، إلى أن كان الفتح، وكان دخول الناس فى دين الله أفواجًا. وفى رحلتنا تلك لن ننسى أن نلمح بيته ونعرف صفته، وندرك ماجعل الله على يديه من معجزات براقة.
العالم قبل البعثة
قد يألف المرء النعمة، وقد تأنس عيناه النور؛ لكنه لن يعرف حمدًا حتى يدرك سلب النعمة وفوات النور، والناظر فى دنيا الإسلام لن يعرف فضله حتى يبصر كيف تهاوى الإنسان فى القرنين السادس والسابع فى أودية الظلم، وكيف تردى فى درب الشيطان، حين فقد عقله، وخفت فى الصدر نور قلبه، وجعل على عينيه غشاوة كفر تحجب عنه الإيمان. ذلك ما وصل إليه الأمر فى الحضارات السابقة المختلفة، وما وصل إليه الحال فى أمم العرب قبل البعثة.
الحضارات السابقة
ما أشقى الإنسان حين يبتعد عن منهج ربه، يزعم أنه يعلى من شأن عقله، ويحرر إرادته، فإذا عقله يرتع فى أودية الضلال، ويحشى بالأساطير والخرافات، وإذا هو مكبل بقيود أطماعه وشهواته، وشرائعه العقيمة التى سنها لنفسه، ثم أنت تتلفت فى دياره التى خلف، وآثاره التى ترك، تبحث عن حضارته، فلا تجد إلا أحجارًا منحوتة، ورسومًا منقوشة، وأعمدة شاهقة، وأبنية سامقة، فإذا فتشت عن الإنسان وجدته حائرًا ضائعًا ليس فى قلبه إلا الجزع، وما فى عقله إلا الخواء، فأين الحضارة إذن؟! ذلكم ما آل إليه أمر العالم قبل البعثة. الفرس فى المشرق، والروم فى المغرب، ثم إذا أنت توغلت فى آسيا صادفتك أممها الوسطى، ثم الهند والصين فى أقصى شرقها، فإذا أنت عرجت إلى أوروبا لم تجد ما يبهج فؤادك، وقد تتساءل عن حملة رسالة موسى
-عليه السلام-، فلا تجد أمامك إلا اليهود وهم فى أشقى حال، وقد تأخذك قدماك إلى الحبشة فى إفريقيا، أو إلى مصر أقدم الحضارات، فلا تجد فى هذا القرن الميلادى السادس إلا ما يدمى قلبك ويدمع عينيك، لكن لعلها كانت ظلمة الليل البهيم التى تنبئ عن فجر يشرق بعدها!.
الفرس
كان الفرس يعبدون الله ويسجدون له، ثم أضحوا يمجدون الشمس والقمر وأجرام السماء، ثم جاءهم "زرادشت" فدعاهم إلى التوحيد بزعمه، وأمرهم بالاتجاه إلى الشمس والنار فى الصلاة، وظل من بعده يشرعون لهم حتى انقرضت كل عقيدة وديانة غير عبادة النار، واقتصرت عبادتهم تلك على طقوس يؤدونها فىالمعابد، ثم إذا خرجوا منها تقاذفتهم أمواج الباطل ورياح الضلال فى كل سبيل، وأمام فساد الفرس ظهرت دعوة "مانى" فى القرن الثالث الميلادى -بمنافسة النور والظلمة- فحرم الشهوات بالكلية لأنها من الظلام، ودعا باستعجال الفناء انتصارًا للنور، وهو ما أجابه إليه ملكهم حين قتله!! وظل أتباعه بفارس إلى حين الفتح الإسلامى، وظهرت من بعده دعوة "مزدك" بأن المال والنساء مشاع مباح كالكلأ والنار والماء! وما زالت دعوته تلك تظهر حتى صار الرجل لا يعرف ولده، والولد لا يعرف أباه، والمرء يغلب على بيته بمن يشاركه ماله ونساءه فى كل وقت وفى كل حين، أما بالنسبة للنظام الاجتماعى فقد عرف الفرس نظام التميز الطبقى فى أقسى صوره، وكان مركز المرء يحدد بنسبه، فلا يستطيع أن يتجاوزه، أو يغير حرفته التى خلق لها بزعمهم الباطل. وفيما يخص النظام المالى، فقد كان نظامًا جائرًا مضطربًا، يعتمد على الجباية والضرائب الباهظة، التى أثقلت كاهل الناس، حتى تركوا أشغالهم ففشت فيهم البطالة وكثرت بينهم الجناية، وكان الفرس يقدسون أكاسرتهم، ويعتقدون فى ملوكهم الألوهية، وأن لهم حقـًا لا ينازع فيه فى التاج والإمارة، وكثرت كنوز ملوكهم فى الوقت الذى عانت فيه شعوبهم من شظف العيش. وروى عن "خسرو الثانى" أنه كان فى خزانته ثمانمائة مليون مثقال ذهب فى العام الثالث لجلوسه على العرش، أما "كسرى أبرويز" فكانت له اثنتا عشرة ألف امرأة، وخمسون ألف جواد وما لا يحصى من أدوات الترف والقصور. والعجيب أن الفرس مع ذلك كانوا يمجدون قوميتهم، ويعتقدون أنها اختصت دون سواها بالشرف فى الوقت الذى كانوا ينظرون فيه إلى الأمم من حولهم نظرة ازدراء وامتهان.
الروم
كان المجتمع الرومى يخضع لنظام طبقى جائر لا يتطلع فيه المرء لمن فوقه ولا يحق له أن يغير مهنته وحرفته التى يرثها من أبيه، وقد تعاظمت الضرائب والإتاوات على أهل البلاد، حتى مقت الناس حكوماتهم، وحدثت لذلك ثورات عظيمة واضطرابات، حتى إن ثلاثين ألفًا من البشر قد هلكوا فى اضطراب عام اثنين وثلاثين وخمسمائة من الميلاد وحده، وقد انحطت الدولة وتردت للهاوية من كثرة ما انتشر فيها من الرشوة والخيانة، وما ضاع فيها من العدل والحق، فضاعت التجارة، وأهملت الزراعة، وتناقص العمران فى البلدان. أما أهل الرياسة والشرف فقد استحوذت عليهم حياة الترف والبذخ، وطغى عليهم بحر المدنية المصطنعة والحياة المزورة، وارتفع مستوى الحياة وتعقدت الحياة تعقدًا عظيمًا. وكان الواحد منهم ينفق على جزء من لباسه ما يطعم قرية بأكملها. أما عن علاقة المملكة بما يخضع لها من بلدان، فكان المبدأ تقديس الوطن والشعب الرومى، وغيرهما له الاستعباد، أو الفقر والاضطهاد، وكان من أنكر ما فعلته هذه الدولة تحريفها للمسيحية، وتحويلها إلى سفسطة عقيمة، وحروب أليمة.
تحريف المسيحية
أغارت وثنية روما على المسيحية فجعلتها مسخًا مشوهًا، فلا هى وثنية وقحة، ولا هى توحيد سليم، جمعت أشتاتًا من هنا وهناك طمس "بولس" نورها، وقضى "قسطنطين" على بقاياها، فعادت تجمع أخلاطًا من عقائد اليونان، والروم، والمصريين القدماء، ومع ذلك تفرق أتباعها شيعًا وأحزابًا، يحارب بعضهم بعضًا، حاملين بين جوانحهم كل عداوة وكل بغضاء، ولعل أشد مظاهر هذا الخلاف ما كان بين "المنوفيسيين" فى مصر، و"الملكانيين" فى الشام وروما، فبينما اعتقد الفريق الأول بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح، إذ أصر الفريق الثانى على ازدواجها!! وقد حدثت فى الحروب بينهما أهوال عجيبة، حتى جاء هرقل والذى حكم من سنة عشر وستمائة إلى سنة إحدى وأربعين وستمائة من الميلاد (641/610م) وأراد أن يجمعهم على وحدانية إرادة الله وقضائه، فى مذهبه "المنوتيلى"، فاجتمعوا على الأولى واختلفوا فى الثانية، فتجددت بينهم الحروب وذكت نارها المشئومة.
أمم آسيا الوسطى
لم يعرف عن هذه الأمم حضارة تذكر، أو نظام يشار إليه، وإنما كانت بوذية فاسدة، ووثنية همجية، لا تملك ثروة علمية، أو نظامـًا سياسيًا راقيًا، ومن أمثلة هذه الأمم الترك والمغول.
الهند
يقول الرحالة الصينى "هوئن سوئنج" واصفًا الاحتفال العظيم الذى أقامه الملك "هرش" حاكم الهند من سنة ست وستمائة إلى سنة سبع وأربعين وستمائة من الميلاد(606م/647م): أقام الملك احتفالاً عظيمًا فى قنوج اشترك فيه عدد كبير جدًا من علماء الديانات السائدة فى الهند، وقد نصب الملك تمثالاً ذهبيًا لبوذا على منارة تعلو خمسين ذراعًا، وقد خرج بتمثال آخر أصغر لبوذا فى موكب حافل قام بجنبه الملك "هرش" بمظلة، وقام الملك الحليف "كامروب" يذب عنه الذباب. ويكفيك هذا الوصف لهذين الملكين وهما يظلان إلههما من الشمس ويدفعان عنه شر الذباب؛ لتعلم ما آلت إليه عقول هؤلاء القوم فى دينهم. لقد بلغت الوثنية أوجها فى القرن السادس الميلادى حيث تعددت الآلهة من أشخاص تاريخية، وجبال، ومعادن، وأنهار وآلات للحرب، وآلات للكتابة، وآلات التناسل، وحيوانات أعظمها البقرة، والأجرام الفلكية، وغير ذلك إلى أن بلغت ثلاثين وثلاثمائة مليون. واستعرت فى أركان الهند وجنباتها الشهوة الجنسية الجامحة حتى عبد الهنود آلة التناسل لإلههم الأكبر "مهاديو" فصوروها صورة بشعة، واجتمعوا للاحتفال بها رجالاً ونساءً، شيوخًا وشبابًا وأطفالاً !!، وعادت دور العبادة مكانًا يمارس فيه الكهنة والفساق فجورهم وخلاعتهم، فضلاً عن سائر الأماكن فى البلاد. ولم يعرف فى تاريخ الأمم نظام طبقى أعتى وأقسى منه فى الهند، وسن لذلك قانون يدعى "منوشاستر" قسم الناس بمقتضاه إلى طبقات أربع، يتمتع أعلاها بكل المزايا، ولا يبقى لأدناها إلا الذل والاستعباد، وتردت أوضاع المرأة فى هذا المجتمع حتى إن الرجل كان يخسر زوجته فى القمار، ولا يبقى للمرأة بعد وفاة زوجها إلا أن تصبح أمة فى بيت زوجها المتوفى تخدمهم دون حق فى متاع أو زواج أو تحرق نفسها خلفه هربـًا من عبوسة الدنيا وذلِّ الحياة.
الصين
عجيب أمر ذلك الإنسان حين يفقد عقله، وتتقاذفه أمواج الأيام، حتى يجد نفسه على شاطئ فكرة يعتقدها، ويؤمن بها، ويخلص لها، دون أن يدرى كيف وصل إليها، أو كيف وصلت إليه!! هكذا كان حال أهل الصين، حين تخبطوا بين ديانة "لاوتسو" المغرقة فى النظريات، وديانة "كونفوشيوس" التى عنيت بالعمليات، فكانت تعاليمَ تدار بها شئون الدنيا والأمور السياسية والمادية والإدارية، دون اعتقاد فى وجود إله، ثم الديانة "البوذية"، والتى بدأت كحكم بسيطة وبليغة، ثم ما لبثت أن شابتها الخرافة، وخالطتها الوثنية الحمقاء بتماثيلها، وضاعت بين أركانها فكرة الإله!! حتى إن مؤرخى هذه الديانة لا يزالون فى شكِّ من وجوده بها، وحيرة من قيام دين على أساس رقيق من الآداب، التى ليس فيها الإيمان بالله.
أوربا
السائر فى دروب تاريخ أوربا الشمالية الغربية، لا يعرف لقدميه موطئًا أو سبيلاً، ذلك لأنه يتجول فى ديار خيمت عليها سحائب الظلام، واكتنفتها حروب ومعارك لا توصف إلا بالوحشية والضراوة. وبالاختصار، كانت أوربا فى هذه الحقبة بمعزل عن الحضارة، لا تعرف عن العالم، ولا يعرف العالم المتمدن عنها إلا قليلاً.
الحبشة
كانت الحبشة على المذهب "المنوفيسى" المصرى للنصرانية، والعجيب أنها على تنصرها كانت تعبد أوثانًا كثيرة، استعارت بعضها من الهمجية، فخلطت هذا بذاك. ولم تكن أمة ذات روح فى الدين، أو طموح فى الدنيا، حتى إنه لم يكن لها استقلال بأمورها الدينية إنما هى تابعة لكرسى الإسكندرية.
مصر
على عراقة حضارتها، وكثرة خيراتها، إلا أن مصر قد طحنت فى عهد الرومان بين استبداد سياسى، واستغلال اقتصادى، واضطهاد دينى. ففى مجال السياسة لم يكن لها من أمرها شىء، ومجال الاقتصاد لم تعرف عنها روما سوى أنها شاة حلوب تستنزف مواردها، وتمتص دمها -كانت ضرائبهم الباهظة على كل شىء، حتى على النفوس، وكان فلاحو مصر يكدحون لرفاهية وترف الحفـنة الباغية فى روما، والعجيب أن الحرب الشرسة التى قامت بين المصريين والرومان، لم يكن القصد منها التحرر السياسى، أو البحث عن العدل الاقتصادى، إنما كانت نارًا تذكيها الخلافات الدينية، والمجادلات العقيمة. كان الناس لا يأبهون إلا بخلاف العقيدة، يخاطرون فى سبيلها بحياتهم، ويتعرضون من أجلها فى عشر سنين لما ذاقته أوروبا فى عهد التفتيش لعقود عديدة، وقع خلال هذه الحرب ما تقشعر منه الجلود من تعذيب وإغراق، وإحراق بالمشاعل، وتفنن فى الإبادة والتعذيب، حتى إنهم كانوا يصفون المصريين فى أكياس الرمل ثم يلقون بهم فى اليم. وبالجملة، لم تعرف مصر النصرانية فى عهد روما المسيحية إلا أشد الشقاء، وأقسى العذاب.

العرب قبل البعثة
إنها لآية عظيمة من آيات الإسلام، حين يأتى قوم ما كان أحد يسمع عنهم إلا البداوة والشقاوة، فلا تمر بهم إلا سنون معدودة، فإذا نورهم يغمر الأرض بأقطارها، وإذا حضارتهم تسود ويقتبس منها كل أحد. سكن العرب جزيرتهم المعروفة، وانقسم أقوامهم إلى ثلاثة أقسام: العرب البائدة: كعاد، وثمود، وعملاق، وسواها ممن لا يعرف عن تفاصيل تاريخهم شىء، والعرب العاربة أو القحطانية: أبناء يعرب بن يشجب بن قحطان، والعرب المستعربة أو العدنانية: أبناء إسماعيل -عليه السلام-. وكان للعرب فى جزيرتهم أوضاعهم السياسية، والدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والخلقية، التى تميزوا بها، والتى يلزم معرفتها لإدراك الواقع الذى واجهه الإسلام وهو بعد فى مهده الأول: مكة المكرمة شرفها الله.
الحالة السياسية
لم يكن للعرب فى يوم من الأيام قبل الإسلام أمة واحدة تجمع شعثهم، وتضم أطرافهم، بل كانوا قبائل متناثرة، فرقتها الصحراء الشاسعة بمفاوزها، وجبالها، وأفنتها الحروب المستعرة، والتى كانت تقوم بينها على أتفه الأسباب وأهونها. كان العرب حينئذ إحدى فرق ثلاث، أما الفريق الأول فيضم الملوك: آل غسان، وملوك الحيرة، وملوك اليمن. وهم ملوك وضعت فوق رؤوسهم التيجان، وسلب من أيديهم الاستقلال، فكان ملوك الحيرة تابعين لحكم الفرس، وكان ملوك آل غسان تابعين لحكم الروم، أما ملوك اليمن فقد تقاذفتهم أيدى الروم والأحباش تارة، والفرس أخرى، إلى أن اعتنق ملكهم الفارسى "بازان" الإسلام، فانتهى نفوذ الفرس على اليمن. وأما الفريق الثانى: فتمثل فى حكومة الحجاز والتى كانت لقريش، وقد كانت خليطًا من الصدارة الدنيوية، والزعامة الدينية، وكان العرب ينظرون إليها -على ضعفها- نظرة تقدير واحترام، وقسمت قريش بعد وفاة قصى بن كلاب المناصب بين ولديه عبد مناف وعبد الدار، فكان لبنى عبد مناف السقاية والرفادة، وجعلوها لهاشم بن عبد مناف، وكان لبنى عبد الدار دار الندوة واللواء والحجابة، وكان لقريش مناصب عدة سوى ذلك وزعوها فيما بينهم، وأما الفريق الباقى فيشمل سائر القبائل العربية المتناثرة فى الجزيرة، ومنهم من جاور غساسنة الشام، أو ملوك الحيرة، فتبعهم اسمًا لا فعلاً، ومنهم من ظل حرًا مطلقـًا داخل الجزيرة، وهؤلاء وأولئك كانوا يسمعون لرئيسهم ويطيعون، فترى القبيلة عن بكرة أبيها تسالم من سالم، وتحارب من حارب، لا تسأله، ولا تراجعه فى أمر، وهى فى ذلك تختصه بمزايا لا تكون لغيره، كحقه فى ربع الغنيمة وغيرها.
الحالة الدينية
كانت العرب تعبد الله وتوحده، متبعةً فى ذلك دين أبيهم إسماعيل -عليه السلام-، ثم جاء عمرو بن لحى رئيس خزاعة لهم بصنم رآه فى الشام فأعجبه، فجعلوه فى جوف الكعبة، يقدسونه، ويطلقون عليه هبل!! ولم تمض سنوات قلائل حتى اختلط حق إسماعيل بخرافات ابن لحى ومن طاوعه، فملأ الحرم بالأصنام حتى بلغ عددها ثلاثمائة وستين صنمـًا بعدد أيام السنة، وصار لكل قبيلة، بل لكل بيت صنم، يقدسونه، ويتعبدون له، وأصبحوا يعكفون على أصنامهم تلك، يبتهلون لها، ويستغيثون بها، ويطوفون حولها، بل ويتقربون إليها بالذبائح والحرث والأنعام، وكانوا إلى ذلك يستقسمون بالأزلام، ويضربون الميسر والقداح، ويؤمنون بأخبار الكهنة والعرافين ومن زعم التنجيم، وصارت فيهم الطيرة وهى التشاؤم بالشىء-، وعبادة النجوم والكواكب، وإنكار البعث والمعاد، وما عادوا يعرفون عن ربهم إلا النذر اليسير من بقايا حنيفية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام-. وإلى جانب الأوثان ظهرت اليهودية فى الجزيرة العربية، حتى قيل إن عدد قبائل اليهود ربا على العشرين، كما دخلت اليمن على يد "تبان أسعد أبى كرب" الذى ذهب محاربـًا إلى يثرب فتهود، وعاد ينشر دعوته. وظهرت النصرانية فى اليمن على يد الأحباش، وانتشرت فى نجران على يد رجل زاهد صالح يسمى "فيميون"، كما دانت بها الغساسنة، وقبائل تغلب، وطىء، وغيرهم؛ لمجاورة الرومان. ومع هذه الديانات كان للمجوسية نصيب فى أرض العرب المجاورة لفارس، وعند بعض رجالات اليمن زمن احتلالها الفارسى، كما بقيت بعض آثار هزيلة للصابئية - وهى ديانة لقوم إبراهيم الكلدانيين- مختلطة مع المجوسية أو مجاورة لها.
الحالة الاجتماعية
مجتمع تفككت أوصاله، وانحلت أواصره، وتحطمت جدرانه، هو مجتمع لم يبق له من صفة المجتمعات إلا الاسم فحسب. هكذا كان الحال فى مجتمع العرب الجاهلى حين أصابته الأدواء الاجتماعية، فلم تتركه إلا وقد أصبح حطامـًا، انتشر فيهم الزنا وفشا فيهم، حتى ما كانوا يستترون منه، إنما يعلقون على دوره الأعلام ويغشونها، وكانوا يئدون بناتهم خشية العار، ويقتلون أبناءهم خشية الفقر، يعاقرون الخمر، ويحتفون بها، حتى شغلت كثيرًا من أشعارهم، ويتبارون فى مجالس الميسر، حتى يعدون عدم المشاركة فيها عارًا، وانحدرت أوضاع المرأة عندهم إلى قاع سحيق، وشاع فيهم الرق كقانون من قوانين الحياة، وأصاب بنيانهم التفكك الاجتماعى حتى تناثرت أشلاؤه، ثم أنت إذا عدوت تفتش عن مؤسساتهم الاجتماعية، فى التعليم، والقضاء، والطب، وغيرها، لم تجد شيئًا يذكر، أو وجدت هياكل على عروشها، إذا ولجت فيها لم تظفر إلا بالخواء.
الحياة الاقتصادية
ما كان للعرب صناعة سوى ما كانت تغزل نساؤهم، وما كانوا يحيكونه ويدبغونه فى أهل اليمن، والحيرة، ومشارف الشام، وتناثرت بقاع متفرقة يشتغل أهلها بالزراعة، أما الرعى فكان مهنة منتشرة على شقائها لقلة الكلأ وندرة العشب، وانصرف العرب إلى التجارة، فكانت أكبر وسيلة للتكسب والرزق، وشهدت أرض الجزيرة رحلاتهم الدائبة شمالاً وجنوبًا، صيفـًا وشتاءً، إلى الشام و اليمن، ترويجًا لتجارتهم المهمة، التى كانوا يعتمدون عليها، ويقيمون لها الأسواق الشهيرة: كعكاظ، وذى المجاز، ومجنة، وغيرها. إلا أن تجارتهم هذه، وأسواقهم تلك، كانت تتهددها حروبهم الدائمة، ومعاركهم الشرسة، وقبائل متناثرة فى الصحراء، لا تعرف لها حرفة سوى قطع طريق القوافل ونهبها؛ لذا فإن تجارتهم الخافتة ما كادت تضىء إلا فى الأشهر الحرم، وكان أهل الحجاز -العرب واليهود- يتعاطون الربا، ويبالغون فيه مبالغة شديدة، ولا يعتبرونه غبنًا أو منقصة خلق، إنما يرونه تجارة محضة، فقد سرت فيهم سريان الحياة الطبيعية.
الحالة الخلقية
على حدة فى الطبع، ومعاقرة للخمر، وإدمان للميسر، وإغراق فى الشهوات والملذات، وكان فى العرب من الأخلاق الحميدة، والسجايا السامية، ما يفضى إلى الدهشة، ويأخذ بالألباب. امتاز العرب بالكرم، وهان على أحدهم أن يذبح ناقته التى لا يملك هو وعياله غيرها لضيف أو عابر سبيل يمر به، وكانوا يمتدحون الخمر ويسمونها "بنت الكرم" كأنها تشجعهم على البذل والإنفاق، ويشتغلون بالميسر لأنهم ينفقون ما ربحوه على المساكين والفقراء، وتحلى العرب بخلق الوفاء بالعهد، متى كان بينهم دينًا يتمسكون به، وإن قتل فى سبيله الأولاد وخربت الديار. ولا شك أن عزة النفس، والإباء عن قبول الضيم، تبقى إحدى أهم سمات العربى التى تدفعه شجاعة وغيرة لبذل نفسه، وإزهاق روحه. وكان العرب يمتدحون خلق الحلم والأناة والتؤدة -على ندرة ذلك الخلق بينهم- ويجعلونه مفخرة لمن اكتسبه واتصف به، ومع ذلك كان العربى إذا عزم على شىء يرى فيه المجد لم يصرفه عنه صارف، حتى يصل إليه أو يهلك دونه، ويبقى بعد ذلك كله سذاجتهم البدوية، التى باعدت بينهم وبين لوثات الحضارات المحيطة بهم بمكائدها وغدرها. والحق أن صفاتهم الثمينة تلك -وإن أوردتهم المهالك؛ لبعدهم عن هداية الله سبحانه وتعالى- إلا أنها ظلت رصيدًا مهمًّـا وجدت فيه الدعوة أساسًا متينًا لإقامة الدين.

الرق
قبل بزوغ شمس الحق -رسالة محمد صلى الله عليه وسلم- على الدنيا كان الرق واقعًا يسرى بين الناس دون دهشة أو إنكار، فى الدولة الرومانية وغيرها، بين اليهود الذين نظموا أساليب الاسترقاق وفقًا لتعاليم التوراة بزعمهم الباطل، وبين النصارى الذين يطالعون رسالة "بولس" إلى أهل أفسس فيقرؤون فيها: أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة!! فى بساطة قلوبكم للمسيح، ولا بخدمة العين كمن يرضى الناس، بل كعبيد المسيح، وهكذا كان شأن العرب، يسترقون الأحرار بحد السيوف فى المعارك، أو بالخطب والحيلة والغدر فى أحوال أخرى. ما كان أحد يتحدث عن الرقيق إلا باعتبارهم متاعًا يحق لسيده فيه التصرف كما يحلو له، حتى إن أراد أن يزهق روحه لم يلمه فى ذلك لائم، أو يعتب عليه عاقل، تكره الإماء على ممارسة البغاء؛ ليحصل سادتها الأجور، ويساق العبيد إلى العمل الشاق كما تساق البهائم والشياه، والأعجب من هذا كله ألا يسمع بين الرقيق صوت لمعارض أو ممانع!! كيف وهم يعلمون أنها قوانين الحياة وطبيعتها!.

مكة
مكة.. بلد الله الحرام، البلد الذى شرف بالكعبة، ومجد بذكره فى القرآن، وطهر بأقدام الأنبياء وآثارهم، ذلك البلد الذى مع مكوثه فى حضن الصحراء الموحشة الواسعة، إلا أنه ظل قبلة الوفود، وهوى الأفئدة على مر العصور. بسواعد إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- شيدت الكعبة، وارتفع بنيانها عشرين قرنًا قبل ميلاد المسيح -عليه السلام-، وقد ولى أمر مكة بعد إسماعيل ولداه، نابت ثم قيدار، ثم ولى أمرها بعدهما جدهما مضاض بن عمرو الجرهمى، فلم يبق لأولاد إسماعيل من الحكم شىء، خلا مركز محترم لمكانتهم. واستمر حكم جرهم لمكة واحدًا وعشرين قرنًا من الزمان، غير أنهم ضاقت أحوالهم، وساء أمرهم، فظلموا الوافدين إلى مكة، واستحلوا مال الكعبة، حتى أدركت خزاعة ذلك، وعلمت ما بينهم وبين العدنانيين -أولاد إسماعيل- من الغيظ، فتحالفت مع بنى بكر-وهم بطن من بطون عدنان- حتى أجلوا جرهم عن مكة، ثم استبدت خزاعة بالأمر فحكموا مكة ثلاثمائة سنة، وجاء رجل هو قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى القرشى فتزوج حبى بنة حليل بن حبشة من خزاعة، وكان واليًا على مكة، حتى إذا مات حموه، قاتل خزاعة قتالاً شديدًا. وقد انضمت إليه قريش وكنانة، حتى دان له الأمر بمكة، فجمع قومه من منازلهم إلى مكة، وأنزل كل قوم من قريش منازلهم التى أصبحوا عليها. ومن مآثره أنه أسس دار الندوة، التى كانت مجمع قريش، تفصل فيها مهام أمورها، وتقضى فيها بالحسنى كبار مشكلاتها. وظل أمر مكة إلى قريش، التى امتازت بالرياسة الدينية، والشرف الدنيوى لذلك حتى بعثة النبى -صلى الله عليه وسلم-.
اليهود
بين آسيا وإفريقيا وأوربا انتشراليهود، وعلى ما كان فى أيديهم من مادة فى الدين، وقرب لفهم مصطلحاته ومعانيه، إلا أن ذلك لم يثمر حضارة تذكر، أو نظامًا يشار إليه. قضى عليهم أن يتحكم فيهم غيرهم، وأن يكونوا عرضة للاضطهاد والنفى والبلاء، وفشت بين أممهم أخلاق الخنوع عند الضعف، والبطش عند الغلبة، والقسوة والأثرة، وأكل المال بغير الحق، والجشع وتعاطى الربا، والنفاق، والصد عن سبيل الله. وبهذا الانحطاط النفسى، والفساد الاجتماعى، عزلوا عن إمامة الأمم، وقيادة العالم. ورغم أن أقرب ديانة لهم فى الأرض كانت المسيحية
-فكلاهما من مشكاة واحدة خرجت- إلا أن عداء بين اليهود والنصارى لم يكن يهدأ إلا ليعاود الاستعار من جديد.
العداء بين اليهود والنصارى
الناظر فى تاريخ العداء بين اليهود والنصارى، يجزم بلا ريبة، ويقسم بلا شك، أن مثل هذه القسوة وتلك الضراوة فى العداء والاعتداء لم تعرف أو تحدث على الأرض فى مملكة من ممالك الحيوانات، لقد كانوا يوقعون ببعضهم البعض، ويتحينون الفرص، ويهدمون فى ساعة ما وقع تحت أيديهم من معابد، ويقتلون ما وصلت إليه سيوفهم من أرواح، فكيف يكون لإحداهما إذن حق فى قيادة البشرية؛ لتحقيق رسالة الحق والعدل والسلام؟!.

منقول


دعونا الآن نسلط الضوء على بعض أركان هذه الرسالة السماوية الخاتمة، التى لم يدخر الرسول الامى –عليه افضل الصلاة والتسليم- وسعا ولا جهدا فى تبليغها كاملة غير منقوصة وشهد له القرآن بذلك كما شهد له المسلمون: - (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين)المائدة67
وقال صلى الله عليه وسلم:-(ما تركت شيئا مما امركم الله به الا وأمرتكم به،ولا شيئا مما نهاكم عنه، الا وقد نهيتكم عنه.(

وشهد له الصحابة بأنه قد بلغ الرسالة وادى الامانة وذلك فى خطبته يوم النحر بمنى، عندما قال لهم:
(الا هل بلغت؟)) ( قالوا نعم))

التوحيد:
شهادة أن لا اله الا الله
روى فى الأثر ( أن مفتاح الجنة لا اله الا الله) ، لكن هل كل من قالها استحق أن تفتح له الجنة؟
قيل لوهب بن منبه رحمه الله: أليس ( لا اله الا الله) مفتاح الجنة؟ قال: بلى ، ولكنما من مفتاح الا له أسنان، فان جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، والا لم يفتح لك.
وجاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تبين بمجموعها أسنان هذا المفتاح، كقوله صلى الله عليه وسلم: (( من قال : لا اله الا الله مخلصا....)) ، (( مستيقنا بها قلبه...))، (( يقولها حقا من قلبه...)) وغيرها، حيث علقت هذه الاحاديث وغيرها دخول الجنة على: العلم بمعناها، والثبات عليها حتى الممات، والخضوع لمدلولها، وغير ذلك.
ومن مجموع الأدلة استنبط العلماء شروطا لا بد من توافرها، مع انتفاء الموانع، حتى تكون كلمة ( لا اله الا الله ) مفتاحا للجنة وتنفع صاحبها، وهذه الشروط هى اسنان المفتاح، وهى:
1- العلم: فيجب أن تعلم معنى: ( لا اله الا الله ) علما منافيا للجهل، فهى تنفى الالوهية عن غير الله وتثبتها له عز وجل أى : لا معبود بحق الا الله، قال جل وعلا: ( الا من شهد بالحق وهم يعلمون) وقال صلى الله عليه وسلم: (( من مات وهو يعلم أنه لا اله الا الله دخل الجنة)) مسلم
2- اليقين: وهو أن تستيقن جازما بمدلولها، لأنها لا تقبل شكا، ولا ظنا ، ولا ترددا، ولا ارتيابا، بل يجب أن تقوم على اليقين القاطع الجازم، فقد قال عز وجل انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله اولئك هم الصادقون) ، فلا يكفى مجرد التلفظ بها، بل لا بد من تيقن القلب ، فان لم يحصل فهو النفاق المحض، قال صلى الله عليه وسلم: (( أشهد الا الله الا الله وأنى رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما الا دخل الجنة)) مسلم
3- القبول: فاذا علمت وتيقنت، فينبغى أن يكون لهذا العلم اليقينى أثره، وذلك بقبول ما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان ، فمن رد دعوة التوحيد ولم يقبلها كان كافرا، سواء كان ذلك الرد بسبب الكبر، او العناد، أو الحسد، وقد قال الله عز وجل عن الكفار الذين ردوها استكبارا: ( انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ).
4- الانقياد: للتوحيد انقيادا تاما، وهذا هو المحك الحقيقى، والمظهر العملى للايمان، ويتحقق هذا بالعمل بما شرعه الله عز وجل ، وترك ما نهى عنه،كما قال عز وجل: ( ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الأمور) ، وهذا هو تمام الانقياد.
5- الصدق: فى قولها صدقا منافيا للكذب فان من قالها بلسانه فقط وقلبه مكذب لها فهو منافق، والدليل قوله تعالى فى ذمه للمنافقين: ( يقولون بالسنتهم ما ليس فى قلوبهم ).
6- المحبة: فيحب المؤمن هذه الكلمة، ويحب العمل بمقتضاها، ويحب أهلها العاملين بها، وعلامة حب العبد ربه هو تقديم محاب الله وان خالفت هواه، وموالاة من والى الله ورسوله، ومعاداة من عاداه، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثره، وقبول هداه.
7- الاخلاص: بألا يريد بقولها الا وجه الله تعالى،قال عز وجل وما أمروا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)، وقال صلى الله عليه وسلم: (( فان الله قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغى بذلك وجه الله).
ومع هذه الشروط مجتمعة، لا بد من الاقامة على هذه الكلمة والثبات عليها حتى الموت.
كم أقسام التوحيد؟
أقسامه ثلاثة:1- توحيد الربوبية: وهو افراد الله بأفعاله كالخلق والرزق والاحياء...الخ، وقد كان الكفار يقرون بذلك القسم قبل بعثة النبى صلى الله عليه وسلم.
2- توحيد الألوهية: وهو افراد الله بالعبادات، كالصلاة والنذر والصدقة...الخ، ومن أجل افراد الله بالعبادة بعثت الرسل وأنزلت الكتب.3- توحيد الأسماء والصفات:وهو: اثبات ما أثبته الله ورسوله من الاسماء الحسنى والصفات العلى لله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
كم أنواع الشرك؟
نوعان:1- شرك أكبر: يخرج من الاسلام ولا يغفر الله لصاحبه لقوله عز وجل ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).وأقسامه أربعة:أ- شرك الدعاء والمسألة.ب- شرك النية والارادة والقصد.ج- شرك الطاعة: وهو طاعة العلماء في تحريم ما أحل الله، أو تحليل ما حرمه.د- شرك المحبة: بأن يحب أحدا كحب الله.
2- شرك أصغر: لا يخرج صاحبه من الاسلام، كالشرك الخفى ومنه1- اليسير من الرياء، لقوله صلى الله عليه وسلم ان يسير الرياء شرك) ابن ماجة.2-الحلف بغير الله.3-التطير،وهو التشاؤم بالطيور والاسماء والبقاع وغيرها.
هل له وقاية قبل أن يقع أو كفارة ان وقع؟
نعم. الوقاية من الرياء:بأن يبتغى بعمله وجه الله، وبالدعاء. قال صلى الله عليه وسلم أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فانه أخفى من دبيب النمل. فقيل له: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يارسول الله؟ قال: قولوا: اللهم انا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه)رواه أحمد. أما كفارة الحلف بغير الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم( من حلف باللات والعزى فليقل: لا اله الا الله) متفق عليه. وأما كفارة التطير: فقد قال صلى الله عليه وسلم من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك) قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: (أن تقول: اللهم لا خير الا خيرك، ولا طير الا طيرك، ولا اله غيرك)) أحمد.
ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الاصغر؟
من الفروق بينهما: أن الشرك الأكبر محكوم على صاحبه بالخروج من الاسلام فى الدنيا، والتخليد فى النار فى الآخرة. كما أن الشرك الأكبر يحبط جميع الاعمال، بينما الشرك الأصغر يحبط العمل الذى قارنه.




شهادة أن محمدا رسول الله
الميت فى القبر يبتلى ويسأل عن ثلاثة اسئلة، ان أجاب عنها نجى، وان لم يجب عنها هلك، ومن تلك الاسئلة:
من نبيك؟ لا يجيب عنه الا من وفقه الله فى دنياه لتحقيق شروطها، وثبته والهمه فى قبره، فنفعنه فى اخراه يوم لا ينفع مال ولا بنون. وهذه الشروط هى:
1-طاعة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فيما أمر: حيث أمرنا الله تعالى بطاعته فقال عز وجل من يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال: ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) ومطلق دخول الجنة متعلق بمطلق طاعته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( كل أمتى يدخلون الجنة الا من أبى. قالوا: يارسول الله: ومن يأبى؟ قال: من أطاعنى دخل الجنة ومن عصانى فقد أبى.) البخارى ، ومن كان محبا للنبى صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يطيعه، لأن الطاعة ثمرة المحبة، ومن زعم حبه للنبى، صلى الله عليه وسلم، بدون اقتداء وطاعة فهو كاذب فى دعواه.
2- تصديقه فيما أخبر: فمن كذب شيئا قد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم لشهوة أو هوى، فقد كذب الله ورسوله، لأن النبى صلى الله عليه وسلم، معصوم عن الخطأ والكذب ( وما ينطق عن الهوى).
3- اجتناب ما نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم ،وزجر: بدءا بأعظم الذنوب وهو الشرك، ومرورا بالكبائر والموبقات، وانتهاءا بالصغائر والمكروهات، وعلى قدر محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم، يزيد ايمانه أو ينقص، واذا زاد ايمانه حبب اليه الصالحات ، وكره اليه الكفر والفسوق والعصيان.
4- ألا يعبد الله الا بما شرعه على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم: فالأصل فى العبادة الحظر، فلا يجوز ان يعبد الله الا بما جاء عن الرسول قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، مسلم، أى مردود عليه.
كم أنواع الكفر؟
نوعان:1- كفر اكبر: يخرج من الاسلام، وهو خمسة اقسام:أ- كفر التكذيب ب- كفر الاستكبار مع التصديق ج- كفر الشك-د-كفر الاعراض. ه- كفر النفاق
2-كفر أصغر: ويسمى: كفر النعمة، وهو كفر معصية لا يخرج صاحبه من الاسلام.

نواقض الاسلام
هذه بعض الأمور الخطيرة تنقض اسلام من وقع فيها أو واحد منها وهى:
• الشرك فى عبادة الله تعالى لقوله عز وجل: (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
• من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر اجماعا.
• من لم يكفر المشركين أو شك فى كفرهم أو صحح مذهبهم فقد كفر.
• من اعتقد أن هدى غير النبى صلى الله عليه وسلم، أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه، فقد كفر.
• من أبغض شيئا جاء به النبى صلى الله عليه وسلم ولو عمل به، كفر، لقوله سبحانه وتعالىذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم)
• من استهزأ بشىء من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ثوابه او عقابه، فقد كفر اجماعا لقوله عز وجلقل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم).
• السحر: فمن فعله أو رضيه كفر، لقوله تعالى وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر)
• مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم)
• من اعتقد ان بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة النبى صلى الله عليه وسلم، فهو كافر، لقوله عز وجل ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين).
• الاعراض عن دين الله، لا يتعلمه، ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها انا من المجرمين منتقمون).

كم أقسام المعاصى؟
قسمان:
1- كبائر: وهى ما ورد فيه حد فى الدنيا ،أو وعيد فى الآخرة، أو غضب أو لعنة، أو نفى ايمان.
2- صغائر: وهى ما دون ذلك.
هل هنالك أسباب تحول صغائر الذنوب الى كبائر؟
نعم هنالك أسباب كثيرة، أهمها: الاصرار على الصغائر، أو تكرارها، أو احتقارها، أو الافتخار بالظفر بها، أو المجاهرة بفعلها.
التوبة:
ما حكم التوبة؟ وكيف تقبل؟
التوبة واجبة على الفور، والوقوع فى الذنب ليس مشكلة بذاته، فهذا طبع الانسان، قال صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) الترمذى. وقال صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) مسلم. لكن الخطأ الاصرار على الذنب، وتأخير التوبة، قال تعالىانما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب).
شروط قبول التوبة:
1- الاقلاع عن الذنب.2-الندم على ما مضى منه. 3-العزم على ألا يعود اليه. واذا كان الذنب متعلقا بحقوق الخلق فلا بد من رد المظالم لأهلها.
هل تصح التوبة من كل الذنوب؟
ومتى ينتهى وقتها؟
وما أجر التائب؟
نعم. تصح التوبة من كل الذنوب، وهى باقية حتى تطلع الشمس من مغربها، أو تغرغر الروح فى سكرات الموت، وجزاء التائب ،ان صدق فى توبته، أن: تبدل سيئاته حسنات ، وان بلغت كثرتها عنان السماء.

اللهم تب علينا واغفر لنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم انا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. وصلى اللهم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

Post: #2
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 04-02-2006, 05:59 AM
Parent: #1

الدكتورة سلام

Post: #3
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-02-2006, 11:15 AM
Parent: #2

وعليكم السلام والرحمة أخى Mohamed E. Seliaman

وهذه شهادة أخرى من نصرانى أسلم:

دُرّاني: محمد رجل فوق التصور*
16/04/2005



أستطيع أن أقول بكل قوة إنه لا يوجد مسلم جديد واحد لا يحمل في نفسه العرفان بالجميل لسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- لما غمره به من حب وعون وهداية وإلهام فهو القدوة الطيبة التي أرسلها الله رحمة لنا وحبًا بنا حتى نقتفي أثره".

".. وأخيرا أخذت أدرس حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- فأيقنت أن من أعظم الآثام أن نتنكر لذلك الرجل الرباني الذي أقام مملكة لله بين أقوام كانوا من قبل متحاربين لا يحكمهم قانون، يعبدون الوثن، ويقترفون كل الأفعال المشينة، فغير طرق تفكيرهم، لا بل بدل عاداتهم وأخلاقهم، وجمعهم تحت راية واحدة وقانون واحد ودين واحد وثقافة واحدة وحضارة واحدة وحكومة واحدة، وأصبحت تلك الأمة التي لم تنجب رجلاً عظيمًا واحدًا يستحق الذكر منذ عدة قرون، أصبحت تحت تأثيره وهديه تنجب ألوفًا من النفوس الكريمة التي انطلقت إلى أقصى أرجاء المعمورة تدعو إلى مبادئ الإسلام وأخلاقه ونظام الحياة الإسلامية وتعلم الناس أمور الدين الجديد.

".. تحمل - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة عشر عامًا كاملة من المتاعب في مكة دون انقطاع، وثماني سنوات في المدينة دون توقف، فتحمل ذلك كله، فلم يتزحزح شعرة عن موقفه، وكان صامدًا، رابط الجأش، صلبًا في أهدافه وموقفه. عرض عليه قومه أن ينصبوه ملكًا عليهم وأن يضعوا عند قدميه كل ثروات البلاد إذا كف عن الدعوة إلى دينه ونشر رسالته. فرفض هذه الإغراءات كلها فاختار بدلاً من ذلك أن يعاني من أجل دعوته. لماذا؟ لماذا لم يكترث أبدًا للثروات والجاه والملك والمجد والراحة والدعة والرخاء؟ لا بد أن يفكر المرء في ذلك بعمق شديد إذا أراد أن يصل إلى جواب عليه.

"هل بوسع المرء أن يتصور مثالاً للتضحية بالنفس وحب الغير والرأفة بالآخرين أسمى من هذا المثال حيث نجد رجلاً يقضي على سعادته الشخصية لصالح الآخرين، بينما يقوم هؤلاء القوم أنفسهم الذين يعمل على تحسين أحوالهم ويبذل أقصى جهده في سبيل ذلك يقومون برميه بالحجارة والإساءة إليه ونفيه وعدم إتاحة الفرصة له للحياة الهادئة حتى في منفاه، وأنه رغم كل ذلك يرفض أن يكف عن السعي لخيرهم؟ هل يمكن لأحد أن يتحمل كل هذا العناء والألم من أجل دعوة السعي لخيرهم؟ هل يمكن لأحد أن يتحمل كل هذا العناء والألم من أجل دعوة مزيفة؟ هل يستطيع أي انسان غير مخلص.. أن يبدي هذا الثبات والتصميم على مبدئه والتمسك به حتى آخر رمق دون أدنى وجل أو تعثر أمام الأخطار وصنوف التعذيب التي يمكن تصورها وقد قامت عليه البلاد بأكملها وحملت السلاح ضده؟.

"إن هذا الإيمان وهذا السعي الحثيث وهذا التصميم والعزم الذي قاد به محمد -صلى الله عليه وسلم- حركته حتى النصر النهائي، إنما هو برهان بليغ على صدقه المطلق في دعوته. إذ لو كانت في نفسه أدنى لمسة من شك أو اضطراب لما استطاع أبدًا أن يصمد أمام العاصفة التي استمرّ أوارها أكثر من عشرين عامًا كاملة. هل بعد هذا من برهان على صدق كامل في الهدف واستقامة في الخلق وسمو في النفس كل هذه العوامل تؤدي لا محالة إلى الاستنتاج الذي لا مفر منه وهو أن هذا الرجل هو رسول الله حقًا. هذا هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إذ كان آية في صفاته النادرة ونموذجًا كاملاً للفضيلة والخير، ورمزًا للصدق والإخلاص.. إن حياته وأفكاره وصدقه واستقامته، وتقواه وجوده، وعقيدته ومنجزاته، كل أولئك براهين فريدة على نبوته. فأي إنسان يدرس دون تحيّز حياته ورسالته سوف يشهد أنه حقًا رسول من عند الله، وأن القرآن الذي جاء به للناس هو كتاب الله حقًا. وكل مفكر منصف جاد يبحث عن الحقيقة لابدّ أن يصل إلى هذا الحكم.**


--------------------------------------------------------------------------------

* الدكتور م. ج. دُرّاني Dr. M. H. Durrani سليل أسرة مسلمة منذ القدم، أصبح نصرانيًا في فترة مبكرة من حياته وتحت تأثير إحدى المدارس التبشيرية المسيحية، وقضى ردحًا من حياته في كنيسة إنكلترا، حيث عمل قسيسًا منذ عام 1939 وحتى عام 1963 حيث جاءه الإسلام "كما يأتي فصل الربيع"، فعاد إلى دين آبائه وأجداده.

**من كتاب رجال ونساء أسلموا.



Post: #4
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: khaleel
Date: 04-02-2006, 11:25 AM
Parent: #3

مهيرة

سلامات

الخالدون مائة

اعظمهم محمد رسول الله


ولد الهدي والكائنات ضياء

Post: #5
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: Mohamed E. Seliaman
Date: 04-03-2006, 00:27 AM
Parent: #4

وعليكم السلام والرحمة
الدكتورة الكريمة
وسلامي للأسرة الكريمة
مع صادق شكري لكم جميعا

Post: #6
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: Rashid Elhag
Date: 04-03-2006, 00:48 AM
Parent: #5

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أجعلنا ممن يشفع لهم نبيك محمد (ص) يوم القيامة...وأحشرنا تحت لوائه ...وأسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدآ...وصلي اللهم عليه وعلي آله وسلم....آمين

Post: #7
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: JAD
Date: 04-03-2006, 02:41 AM
Parent: #1

ولد الهدى والكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء


اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد ولى آل سيدنا محمد كما صليت وسلمت وباركت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد..


شكر الله سعيك د. مهيرة ..

في ميزان حسناتك بإذن الله ..

تحيات طيبات معطرات بذكرى مولد الحبيب المصطفى ..


جاد


Post: #8
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-03-2006, 03:04 AM
Parent: #7

Quote: اللهم أجعلنا ممن يشفع لهم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة...وأحشرنا تحت لوائه ...وأسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدآ...وصلي اللهم عليه وعلي آله وسلم....آمين


الاخوة الافاضل:
Momamad E Sulieman

Khaleel
Rashid Elhag
Jad

تحياتى

Post: #9
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: قرشـــو
Date: 04-03-2006, 08:17 AM
Parent: #1



العزيزة الدكتورة مهيرة

لك التحية


سيدى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم
ما اسعد الحياة يوم مولدك00 ما اعظم البشرية بمقدمك
ما اجمل ان يكون احتفالنا بذكراك العطرة
احتفال بمولد انفسنا على الهدى

فمنك يا سيدى عرفنا الهدى0000
احتفالنا بك
انما هو معاهدتك على التقى
احتفالنا بك
ان تقتدى بك
احتفالنا بك
نسير على الدرب
احتفالنا بك
نتبع الهدى
احتفالنا بك
نعمل بسنتك
احتفالنا بك
ننهج طريقك

Post: #10
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: قرشـــو
Date: 04-03-2006, 08:50 AM
Parent: #1



العزيزة الدكتورة مهيرة

لك التحية


سيدى يا رسول الله صلى الله عليك وسلم
ما اسعد الحياة يوم مولدك00 ما اعظم البشرية بمقدمك
ما اجمل ان يكون احتفالنا بذكراك العطرة
احتفال بمولد انفسنا على الهدى

فمنك يا سيدى عرفنا الهدى0000
احتفالنا بك
انما هو معاهدتك على التقى
احتفالنا بك
ان تقتدى بك
احتفالنا بك
نسير على الدرب
احتفالنا بك
نتبع الهدى
احتفالنا بك
نعمل بسنتك
احتفالنا بك
ننهج طريقك

Post: #11
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-04-2006, 08:29 AM
Parent: #10

Quote: احتفالنا بك
ان تقتدى بك
احتفالنا بك
نسير على الدرب
احتفالنا بك
نتبع الهدى
احتفالنا بك
نعمل بسنتك
احتفالنا بك
ننهج طريقك


حقا أخى قرشو فتلك هى الطريقة المثلى للاحتفال به صلى الله عليه وسلم

Post: #12
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-08-2006, 04:46 AM
Parent: #11

من وصايا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم**





ورد عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه بعض الوصايا الجامعة المانعة عظيمة القدر والفائدة التي لا غنى لمسلم عنها في حياته اليومية وأحواله العامة والخاصة، وبين يديك بعض الوصايا مع اعتراف العجز عن الإحاطة بكل وصاياه صلى الله عليه وسلم:

1. وصايا سبع جامعة من النبي لأبي ذر

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أمرني خليلي بسبع:

1. أمرني بحب المساكين والدنو منهم.

2. وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي.

3. وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت.

4. وأمرني أن لا أسأل أحدًا شيئًا.

5. وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرًّا.

6. وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم.

7. وأمرني أن أُكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش.

3. الوصية بزيارة القبور والاعتبار بالموتى

عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله أوصاه فقال له: "زُر القبور تذكر الآخرة، واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاوٍ موعظة بليغة".

4. وصايا سبع بليغة

قال رسول الله : أوصاني ربي بسبع أوصيكم بها:

1. أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية.

2. والعدل في الرضا والغضب.

3. والقصد في الغنى والفقر.

4. وأن أعفو عمّن ظلمني.

5. وأُعطي من حرمني.

6. وأصل من قطعني.

7. وأن يكون: صمتي فكرًا، ونُطقي ذكرًا، ونظري عِبَرًا".

5. خمس وصايا نافعات

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : من يأخذ عني هذه الكلمات فيعمل بهن أو يُعلِّم من يعمل بهن؟ فقال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله فأخذ بيدي فعدّ خمسًا فقال:

1. اتّقِ المحارم تكن أعبد الناس.

2. وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

3. وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا.

4. وأحبَّ للناس ما تُحبّ لنفسك تكن مسلمًا.

5. ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب".

6. الوصية بذكر الله بعد الصلاة

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك، والله إني لأحبك، فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعنّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".

7. من حقوق المسلم على المسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ مسلم من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه".

8. وصية النبي لابن عباس:

عن أبي عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف رسول الله يومًا فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".

9. مقدمات دخول الجنة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرّت عيني فأنبئني عن كل شيء؟ فقال:" كل شيء خُلق من ماء" قال: قلت يا رسول الله أنبئني عن أمر إذا أخذت به دخلت الجنّة؟ قال: "أفشِ السلام، وأطعم الطعام، وصلِ الأرحام، وقُم بالليل والناس نيام، ثم ادخل الجنة بسلام".

10. ثلاث وصايا من النبي لأبي ذر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت:

1. صوم ثلاثة أيام من كل شهر.

2. وصلاة الضحى.

3. ونوم على وتر".

11. الوصية بالإحسان في ذبح الحيوان

عن شدّاد بن أوس رضي الله عنه أن النبي قال: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة، وليُحدّ أحدكم شفرته، وليُرِح ذبيحته".

12. النهي عن الإسراف والخيلاء

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله : "كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة".

13. ستة أمور يضمن بها الجنة

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي قال: "اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم أضمن لكم الجنة:

1. اصدقوا إذا حدّثتم.

2. وأوفوا إذا وعدتم.

3. وأدّوا إذا اؤتمنتم.

4. واحفظوا فروجكم.

5. وغضوا أبصاركم.

6. وكُفّوا أيديكم".

14. اغتنم خمسًا قبل خمس

قال النبي لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسًا قبل خمس:

1. شبابك قبل هرمك.

2. وصحتك قبل سقمك.

3. وغناك قبل فقرك.

4. وفراغك قبل شغلك.

5. وحياتك قبل موتك".

15. كن في الدنيا كأنك غريب

عن أبي عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".

16. من وصاياه في السفر

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: السّفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه، وشرابه، ونومه فإذا قضى نهمته فليعجّل إلى أهله".

17. من أذكار الصباح والمساء

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول لفاطمة رضي الله عنها: "ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيّوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

18. من صفات المؤمن

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول : "المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان".

19. في ذم الظلم والشُّح

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله قال: "اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشُّحّ، فإن الشُّحّ أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلّوا محارمهم".

20. النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والمال

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم".

21. اجتنبوا السبع الموبقات

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله وما هُنّ؟ قال:

1. الشرك بالله.

2. والسحر.

3. وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق.

4. وأكل الربا.

5. وأكل مال اليتيم.

6. والتولّي يوم الزحف.

7. وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".

22. إعاذة من استعاذ بالله

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "من استعاذكم بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".

23. في فضل يوم الجمعة

عن أوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خُلِق آدم وفيه قُبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ".

24. عشر وصايا من النبي لمعاذ

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:

أوصاني رسول الله بعشر كلمات فقال:

1. لا تُشرك بالله وإن قُتلت وحُرقت.

2. ولا تعُقنّ والديك وإن أمراك أن تخرج من أهلك ومالك.

3. ولا تتركنّ صلاة مكتوبة متعمدًا، فإن من ترك صلاة مكتوبة متعمّدًا فقد برئت منه ذمة الله.

4. ولا تشربنّ خمرًا فإنه رأس كل فاحشة.

5. وإياك والمعصية فإن بالمعصية حلّ سخط الله.

6. وإياك والفرار من الزحف وإن هلك الناس.

7. وإن أصاب الناس موت فاثبت.

8. وأنفق على أهلك من طولك.

9. ولا ترفع عنهم عصاك أدبًا.

10. وخِفهم في الله.

--------------------------------------------------------------------------------


**هذه الوصايا ملخص ما جاء في كتاب بعنوانك: وصايا الرسول ثلاثون وصية من وصايا الرسول للشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى

Post: #13
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: الجندرية
Date: 04-08-2006, 12:51 PM
Parent: #1

الأخت مهيرة
كل عام وانت واحبابه بالف خير
وصلى وسلم وبارك على الرحمة المهداة

Post: #14
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-08-2006, 04:39 PM
Parent: #13

وانت وأهلك بكل خير وعافية ياعزيزتى

اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

تحياتى

Post: #15
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-08-2006, 04:59 PM
Parent: #14

Quote: وأن أعفو عمّن ظلمني.



ما اعظمها من وصية
ترى لو فعلنا حقا بها
انها قبس من نور
يضئ الروح فى اقصى عتماتها


الاخت مهيرة

كل سنة وانتى طيبة

Post: #16
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-09-2006, 03:08 AM
Parent: #15

الاخت العزيزة اشراقة

كل سنة وانت وأهلك بكل الخير والعافية

تحياتى

Post: #17
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-09-2006, 04:11 AM
Parent: #16

عظمة محمد صلي الله عليه وسلم مع أطفال غير المسلمين
الدكتور رشاد لاشين**
09/04/2006


عظمة محمدمع أطفال غير المسلمين

من عظمة محمد صلي الله عليه وسلم مع الأطفال أن رحمته ورعايته إياهم تشمل الأطفال جميعًا، فهي تشمل أطفال غير المسلمين كما تشمل أطفال المسلمين، وتشمل الإناث كما تشمل الذكور، وتشمل المرضى كما تشمل الأصحاء، وتشمل أطفال المجتمع العام كما تشمل أطفال ذوي القربى؛ وتشمل الموهوبين كما تشمل ذوي الاحتياجات الخاصة، فالطفولة في منهجه صلي الله عليه وسلم لها وضع خاص ومعاملة مميزة عن غيرها، فإذا نظرنا إلى تعامله مع أطفال غير المسلمين لوجدنا منهجًا رائعًا يستحق التقدير والتحية والإكبار والإجلال وتتمثل في الآتي:

1 - الحرص عليهم وهم في أصلاب آبائهم:

لما تعرض أهل الطائف لرسول الله صلي الله عليه وسلم وآذوه ورموه بالحجارة عرض عليه ملك الجبال أن يطبق عليهم الأخشبين (جبلين بمكة) عندها قال النبي الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: "أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يوحد الله"، فقمة الرحمة أن يحفظ الإنسان على حياة عدوه ويرجو الخير لذريته التي تخرج من صلبه.

2 - النظرة نحوهم تتميز بالروح الطيبة:

وتصنفهم في إطار البراءة والفطرة وتربي المسلمين على سلامة الصدر نحوهم، وأن تخلو النظرة النفسية حتى من مجرد الكراهية تجاههم: ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصراه، أو يمجسانه..."، ويأتي ذلك أيضًا في إطار قوله صلى الله عليه وسلم: "رُفع القلم عن ثلاث (ومنهم) وعن الصبي حتى يبلغ الحلم".

3 - الحرص على الطفل الموهوب غير المسلم:

ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم حرصه على الطفل الموهوب حتى لو كان غير مسلم، ويتبين لنا هذا من قصة الطفل الموهوب غير المسلم (أبو محذورة) صاحب الصوت الجميل الذي كان يستهزئ بأذان المسلمين وكيف اهتم به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبه على استهزائه بأذان المسلمين، بل مسح على رأسه وقال: "اللهم بارك فيه واهده إلى الإسلام.. اللهم بارك فيه وأهده إلى الإسلام"، وقال له: "قل الله أكبر الله أكبر" حتى أذن أبو محذورة بمكة.

4 - الاهتمام بالأطفال المرضى غير المسلمين ودعوتهم:

فبرغم انتصار الإسلام وتأسيس الدولة بالمدينة المنورة كان حريصًا على زيارة مرضى أطفال غير المسلمين ودعوتهم والأخذ بأيديهم إلى الخير. ورد في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: "كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: "أسلِم". فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمد لله الذي أنقذه من النار".

وورد في الصحيحين (البخاري ومسلم): عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة. وقد قارب ابن صياد، يومئذ، الحلم. فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"، فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "آمنت بالله وبرسله"...، ورغم لؤم هذا الغلام ورفضه الإسلام بل وسخريته برسول الله صلي الله عليه وسلم فإنه صبر عليه ونهى سيدنا عمر بن الخطاب عن قتله.. وقد ورد في (أسد الغابة في معرفة الصحابة) خبر إسلام ابن صياد هذا بعد ذلك.

5 - عدم تكليف الأطفال غير المسلمين أعباء مالية أو ضريبية في ظل الدولة الإسلامية:

(عن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد: أن لا تضربوا الجزية على النساء ولا على الصبيان) {كنز العمال الإصدار للمتقي الهندي المجلد الرابع ومسند عمر رضي الله عنه:11412}.

6 - عدم إكراه الأبناء على اعتناق العقيدة:

وهذا من روعة منهج الإسلام الذي يحترم رأي الطفل ويعتمد الحوار والإقناع: روى أبو داود في (باب في الأسير يكره على الإسلام) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كانت المرأة تكون مقلاتًا (المقلاة: التي لا يعيش لها ولد)، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولدٌ أن تُهَوِّدَهُ، فلما أجليت بنو النضير كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالوا: لا ندع أبناءنا، فأنزل الله عز وجل: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256].

7 - الحفاظ على حياة أطفال غير المسلمين وعدم التعرض لهم أثناء الحروب:

ما أعظم محمد صلي الله عليه وسلم في حرصه على حياة الأطفال، وما أعظم ممارسات أصحابه من بعده التي تنمّ عن عظيم الرأفة والرحمة؛ ورحمة محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه الفاتحين العظماء شهد بها القاصي والداني حتى قال جوستاف لوبون الفيلسوف الفرنسي: "ما عرف التاريخ فاتحًا أعدل ولا أرحم من العرب".

روى مسلم في صحيحه عن بريدة بن الحصيب الأسلمي (أن رسول الله كان إذا أمّر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه...)، وذكر من جملة ما أوصاه: "ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا".

وقد أجاب سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن سؤالاً ورد إليه: يقول: هَلْ كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ فقال: "إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ فَلاَ تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ" يقول الإمام النووي وفيه: النَّهي عن قتل صبيان أهل الحرب.

وقد ورد في كنز العمال للمتقي الهندي عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام وكان مما أوصاه به: ولا تقتلوا شيخًا كبيرًا ولا صبيًّا ولا صغيرًا ولا امرأة.

وورد في مسند الإمام أحمد عن الأسود بن سريع قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وغزوت معه فأصبت ظفرًا، فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما بال أقوام جاوز بهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟"، فقال رجل: يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين، فقال: "ألا إن خياركم أبناء المشركين"، ثم قال: "ألا لا تقتلوا ذرية، كل مولود يولد على الفطرة، فما يزال عليها حتى يعرب عنها لسانه، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

8. المسلم في حالة الأسر والظلم وعند الإعدام لا يغدر ولا يقتل أطفال الأعداء:

روى البخاري، في باب غَزْوَةِ الرَّجِيعِ وَرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبِئْرِ مَعُونَةَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ في شأن سيدنا خبيب بن عدي رضي الله عنه وهو الأسير المحجوز للقتل؛ لا يقتل طفل الأعداء وهو يقدر على قتله: (.. فَمَكَثَ عِنْدَهُمْ أَسِيرًا حَتَّى إِذَا أَجْمَعُوا قَتْلَهُ اسْتَعَارَ مُوسًى مِنْ بَعْضِ بَنَاتِ الْحَارِثِ لِيَسْتَحِدَّ بِهَا فَأَعَارَتْهُ قَالَتْ فَغَفَلْتُ عَنْ صَبِيٍّ لِي فَدَرَجَ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَاهُ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ فَزِعْتُ فَزْعَةً عَرَفَ ذَاكَ مِنِّي وَفِي يَدِهِ الْمُوسَى فَقَالَ أَتَخْشَيْنَ أَنْ أَقْتُلَهُ مَا كُنْتُ لِأَفْعَلَ ذَاكِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَتْ تَقُولُ مَا رَأَيْتُ أَسِيرًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ خُبَيْبٍ...).


Post: #18
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: مهيرة
Date: 04-10-2006, 03:49 AM
Parent: #17

محمد -صلى الله عليه وسلم فى عيونهم:

نظمي لوقا: محمد رجل فوق كل الشبهات*



".. ما كان [محمد [صلى الله عليه وسلم]] كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل [عليهم السلام]، وهمة البطل، فكان حقًّا على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيّي فيه الرجل.
"لا تأليه ولا شبهة تأليه في معنى النبوة الإسلامية.. وقد درجت شعوب الأرض على تأليه الملوك والأبطال والأجداد، فكان الرسل أيضًا معرضين لمثل ذلك الربط بينهم وبين الألوهية بسبب من الأسباب، فما أقرب الناس لو تركوا لأنفسهم أن يعتقدوا في الرسول أو النبي أنه ليس بشرًا كسائر البشر، وأن له صفة من صفات الألوهية على نحو من الأنحاء. ولذا نجد توكيد هذا التنبيه متواترًا مكررًا في آيات القرآن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110]، وفي تخير كلمة (مثلكم) معنى مقصود به التسوية المطلقة، والحيلولة دون الارتفاع بفكرة النبوة أو الرسالة فوق مستوى البشرية بحال من الأحوال. بل نجد ما هو أصرح من هذا المعنى فيما جاء بسورة الشورى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ} [الشورى: 48]، وظاهر في هذه الآية تعمد تنبيه الرسول نفسه [صلى الله عليه وسلم] إلى حقيقة مهمته، وحدود رسالته التي كُلِّف بها، وليس له أن يعدوها، كما أنه ليس للناس أن يرفعوه فوقها.
".. رجل فرد هو لسان السماء. فوقه الله لا سواه. ومن تحته سائر عباد الله من المؤمنين. ولكن هذا الرجل يأبى أن يداخله من ذلك كبر. بل يشفق، بل يفرق من ذلك ويحشد نفسه كلها لحرب الزهو في سريرته، قبل أن يحاربه في سرائر تابعيه. ولو أن هذا الرسول [صلى الله عليه وسلم] بما أنعم من الهداية على الناس وما تم له من العزة والأيادي، وما استقام له من السلطان، اعتد بذلك كله واعتزّ، لما كان عليه جناح من أحد؛ لأنه إنما يعتد بقيمة ماثلة، ويعتز بمزية طائلة. يطريه أصحابه بالحق الذي يعلمون عنه، فيقول لهم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله، فقولوا عبد الله ورسوله. ويخرج على جماعة من أصحابه فينهضون تعظيمًا له، فينهاهم عن ذلك قائلاً: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا.
"ماذا بقي من مزعم لزاعم؟ إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يفاء عليه بالنصر وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع. لم يفد. ولم يورث إله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض. أي قامة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين.
"أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من (أبي القاسم) [صلى الله عليه وسلم] الذي حول الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان، ولم يفد من جهاده لشخصه أو آله شيئًا مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام.
"كان [محمد [صلى الله عليه وسلم] يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا يُعَدّ في نقائصه. لم يكن [صلى الله عليه وسلم] معطل النوازع، ولكنها لم تكن نوازع تعصف به؛ لأنه يسخرها في كيانه في المستوى الذي يكرم به الإنسان حين يطلب ما هو جميل وجليل في الصورة الجميلة الجليلة التي لا تهدر من قدره، بل تضاعف من تساميه وعفته وطهره. وبيان ذلك في أمر بنائه بزوجاته التسع [رضي الله عنهن].."**
________________________________________

*د. نظمي لوقا Dr. N. Luka مسيحي من مصر. يتميز بنظرته الموضوعية وإخلاصه العميق للحق. ورغم إلحاح أبويه على تنشئته على المسيحية منذ كان صبيًا، فإنه كثيرًا ما كان يحضر مجالس شيوخ المسلمين ويستمع بشغف إلى كتاب الله وسيرة الرسول عليه السلام. بل إنه حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز العاشرة من عمره. ألف عددًا من الكتب أبرزها (محمد الرسالة والرسول)، و(محمد في حياته الخاصة).
**من كتاب: محمد الرسالة والرسول، وكتاب محمد في حياته الخاصة



ريسلر: محمد أعظم رجال التاريخ قاطبة*



القرآن يكمله الحديث الذي يعد سلسلة من الأقوال تتعلق بأعمال النبي - صلى الله عليه وسلم- وإرشاداته. وفي الحديث يجد المرء ما كان يدور بخلد النبي - صلى الله عليه وسلم-، العنصر الأساسي من سلوكه أمام الحقائق المتغيرة في الحياة، هذه الأقوال، أو هذه الأحاديث التي يشكل مجموعها السنة دونت مما روي عن الصحابة -رضي الله عنهم- أو نقل عنهم مع التمحيص الشديد في اختيارها وهكذا جمع عدد كبير من الأحاديث.. والسنة هي المبينة للقرآن التي لا غنى عنها للقرآن...".
.. كان لزامًا على محمد - صلى الله عليه وسلم- أن يبرز في أقصر وقت ممكن تفوق الشعب العربي عندما أنعم الله عليه بدين سام في بساطته ووضوحه، وكذلك بمذهبه الصارم في التوحيد في مواجهة التردد الدائم للعقائد الدينية. وإذا ما عرفنا أن هذا العمل العظيم أدرك وحقق في أقصر أجل أعظم أمل لحياة إنسانية فإنه يجب أن نعترف أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- يظل في عداد أعظم الرجال الذين شرف بهم تاريخ الشعوب والأديان.

________________________________________
* البروفيسور/ جاك ريسلر الأستاذ في معهد باريس للدراسات الإسلامية، والحاصل على جائزة الأكاديمية الفرنسية، تقديرا لكتابه "الحضارة العربية" بوصفه دراسة أساسية لمعرفة الإسلام.

مونته: هذا الرجل مدهش بكل المقاييس *



إن طبيعة محمد [صلى الله عليه وسلم] الدينية تدهش كل باحث مدقّق نزيه المقصد بما يتجلى فيها من شدة الإخلاص. فقد كان محمد مصلحًا دينيًّا ذا عقيدة راسخة، ولم يقم إلا بعد أن تأمل كثيرًا وبلغ سن الكمال بهذه الدعوة العظيمة التي جعلته من أسطع الأنوار الإنسانية في الدين. وهو في قتاله الشركَ والعادات القبيحة التي كانت عند أبناء زمنه كان في بلاد العرب أشبه بنبي من أنبياء بني إسرائيل الذين نراهم كبارًا جدًّا في تاريخ قومهم. ولقد جهل كثير من الناس محمدًا [صلى الله عليه وسلم] وبخسوه حقه؛ وذلك لأنه من المصلحين النادرين الذين عرف الناس أطوار حياتهم بدقائقها..
"كان محمد [صلى الله عليه وسلم] كريم الأخلاق حسن العشرة، عذب الحديث، صحيح الحكم صادق اللفظ، وقد كانت الصفات الغالبة عليه هي صحة الحكم وصراحة اللفظ، والاقتناع التام بما يعمله ويقوله.
".. ندر بين المصلحين من عرفت حياتهم بالتفصيل مثل [محمد [صلى الله عليه وسلم]] وإن ما قام به من إصلاح أخلاق وتطهير المجتمع يمكن أن يعد به من أعظم المحسنين للإنسانية.**

________________________________________
*مونته ( 1856 – 1927 ) Montet أستاذ اللغات الشرقية في جامعة جنيف، من كتبه (محمد والقرآن)، وترجمة جيدة للقرآن، و(حاضر الإسلام ومستقبله).
**عن كتاب محمد والقرآن، ص 18 (عن ستودارد: حاضر العالم الإسلامي 1 / 32 ).



سيديو: حان الوقت لأن تتوجه الأنظار لمحمد *




"لقد حلّ الوقت الذي توجه فيه الأنظار إلى تاريخ تلك الأمة التي كانت مجهولة الأمر في زاوية من آسية فارتقت إلى أعلى مقام فطبق اسمها آفاق الدنيا مدة سبعة قرون. ومصدر هذه المعجزة هو رجل واحد، هو محمد [صلى الله عليه وسلم]...
".. لم يعد محمد [صلى الله عليه وسلم] نفسه غير خاتم لأنبياء الله [عليهم السلام] وهو قد أعلن أن عيسى بن مريم كان ذا موهبة في الإتيان بالمعجزات، مع أن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] لم يعط مثل هذه الموهبة، وما أكثر ما كان يعترض محتجًا على بعض ما يعزوه إليه أشد أتباعه حماسة من الأعمال الخارقة للعادة!..
".. إن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] أثبت خلود الروح.. وهو مبدأ من أقوم مبادئ الأخلاق. ومن مفاخر محمد [صلى الله عليه وسلم] أن أظهره قويًا أكثر مما أظهره أي مشرّع آخر..
".. ما أكثر ما عرض محمد [صلى الله عليه وسلم] حياته للخطر انتصارًا لدعوته في عهده الأول بمكة، وهو لم ينفك عن القتال في واقعة أحد حتى بعد أن جرح جبينه وخده وسقطت ثنيتاه.. وهو قد أوجب النصر بصوته ومثاله في معركة حنين، ومن الحق أن عرف العالم كيف يحيي قوة إرادته ومتانة خلقه.. وبساطته، ومن يجهل أنه لم يعدل، إلى آخر عمره، عما يفرضه فقر البادية على سكانها من طراز حياة وشظف عيش؟ وهو لم ينتحل أوضاع الأمراء قط مع ما ناله من غنى وجاه عريض.. وكان [صلى الله عليه وسلم] حليمًا معتدلاً، وكان يأتي بالفقراء إلى بيته ليقاسمهم طعامه، وكان يستقبل بلطف ورفق جميع من يودّون سؤاله، فيسحر كُلَمَاءَهُ بما يعلو وجهه الرزين الزاهر من البشاشة، وكان لا يضج من طول الحديث، وكان لا يتكلم إلا قليلاً فلا ينمّ ما يقول على كبرياء أو استعلاء، وكان يوحي في كل مرة باحترام القوم له.. ودلّ [صلى الله عليه وسلم] على أنه سياسي محنّك..
"بدت في بلاد العرب أيام محمد [صلى الله عليه وسلم] حركة غير مألوفة من قبل، فقد خضعت لسلطان واحد قبائل العرب الغيرى على استقلالها والفخورة بحياتها الفردية، وانضم بعض هذه القبائل إلى بعض فتألفت أمة واحدة.
________________________________________
*لويس سيديو مستشرق فرنسي عكف عن نشر مؤلفات أبيه جان جاك سيديو الذي توفي عام 1832 قبل أن تتاح له فرصة إخراج كافة أعماله في تاريخ العلوم الإسلامية. وقد عين لويسا أمينا لمدرسة اللغات الشرقية (1831) وصنف كتابا بعنوان ( خلاصة تاريخ العرب).



غوستاف لوبون: محمد أعظم من عرفهم التاريخ*



"جمع محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته كلمة العرب، وبنى منهم أمة واحدة خاضعة لدين واحد مطيعة لزعيم واحد، فكانت في ذلك آيته الكبرى.. ومما لا ريب فيه أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- أصاب في بلاد العرب نتائج لم تصب مثلها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام، ومنها اليهودية والنصرانية ولذلك كان فضله على العرب عظيمًا.
"إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد -صلى الله عليه وسلم- من أعظم من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمدًا -صلى الله عليه وسلم- مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله.
"استطاع محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يبدع مثلاً عاليًا قويًا للشعوب العربية التي لا عهد لها بالمثل العليا، وفي ذلك الإبداع تتجلى عظمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على الخصوص.. ولم يتردد أتباعه في التضحية بأنفسهم في سبيل هذا المثل الأعلى.
".. لا شيء أصوب من جمع محمد -صلى الله عليه وسلم- لجميع السلطات المدنية والحربية والدينية في يد واحدة أيام كانت جزيرة العرب مجزأة، ما استطعنا أن نقدر قيمة ذلك بنتائجه، فقد فتح العرب العالم في قرن واحد بعد أن كانوا قبائل من أشباه البرابرة المتحاربين قبل ظهور محمد صلى الله عليه وسلم.**
_
_______________________________________

*غوستاف لوبون Dr.G.Lebon ولد عام 1841م، وهو طبيب، ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية.
من آثاره: "حضارة العرب"، و"باريس 1884"، "الحضارة المصرية"، و"حضارة العرب في الأندلس"، وهو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية.
**من كتاب دين الإسلام
________________________________________-

فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم:

جاء فى (بستان الواعظين ورياض السامعين):

.. اعلموا عباد الله ان الله تبارك وتعالى لما اتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم حبيبا أقسم بحياته فقال تعالى لعمرك انهم لفى سكرتهم يعمهون) فهذه غاية المحبة. ولما أحب الله تعالى أن يصلى العباد على محمد النبى الحبيب بدأ بالصلاة عليه الملك القريب، ثم ثنى بملائكته القريب منهم والبعيد، ثم عرف عباده المؤمنين أنه يصلى على محمد هو وملائكته، ثم أمر بالصلاة عليه أهل الايمان، لينجيهم من عذاب النيران، فقال الملك الرحمن فى محكم القرآن ان الله وملائكته يصلون على النبى ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فكأنه قال: عبدى قدأعلمتك أنى أصلى على محمد حبيبى وملائكتى تصلى عليه، فمن أكثر الصلاة على محمد الحبيب، جعلت له من الجنة أوفر نصيب، وكان رفيقا وجارا لأبى القاسم الحبيب. وأنشدوا:

صلى الاله بعظمه وجلاله......... ثم الملائكة الكرام على النبى
فهو الحبيب لربنا رب العلا..... وهو الدليل لجنة لا تختبى


اللهم صلى على محمد ما اتصلت عين بنظر، وتزخرفت أرض بمطر،وحج حاج واعتمر،ولبى ونحر،وحلق وقصر،وطاف بالبيت وقبل الحجر.
اللهم صلى عليه وعلى آله صلاة لا نفاذ لها ولا انقطاع، صلى الله عليه عدد من يصلى عليه وعدد من لم يصل عليه الى يوم القيامة، وصلى عليه عدد الذاكرين، وغفلة الغافلين، وحشرنا وجميع المسلمين، فى زمرته يوم الدين، ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم.


تحياتى وكل عام وانتم بخير


Post: #19
Title: Re: * الحب الخالد*** والرحمة المهداة*
Author: قرشـــو
Date: 04-10-2006, 05:02 AM
Parent: #1


فصل في الاحتفال بالمولد الشريف، وذكر أدلة جوازه


من البدع الحسنة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا العمل لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما يليه، إنما أحدث في أوائل القرن السابع للهجرة، وأول من أحدثه ملك إربل وكان عالمًا تقيًّا شجاعًا يقال له المظفر. جمع لهذا كثيرًا من العلماء فيهم من أهل الحديث والصوفية الصادقين. فاستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغاربها، منهم الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني، وتلميذه الحافظ السخاوي، وكذلك الحافظ السيوطي وغيرهم.

وذكر الحافظ السخاوي في فتاويه أن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة، ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار في المدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

وللحافظ السيوطي([34]) رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، قال: "فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرءان، ورواية الأخبار الواردة في مبدإ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له ءاثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".ا.هـ.

قال ابن كثير([35]) في تاريخه: "كان يعمل المولد الشريف - يعني الملك المظفر - في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً، وكان شهمًا شجاعًا بطلاً عاقلاً عالمًا عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه. قال: وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحية مجلدًا في المولد النبوي سماه "التنوير في مولد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلك إلى أن مات وهو محاصر للفرنج بمدينة عكا سنة ثلاثين وستمائة محمود السيرة والسريرة".ا.هـ.

ويذكر سبط ابن الجوزي في مرءاة الزمان أنه كان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية([36]).

وقال ابن خلكان([37]) في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب "التنوير في مولد البشير النذير"، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.

قال الحافظ السيوطي: "وقد استخرج له - أي المولد - إمام الحفاظ أبو الفضل أحمد بن حجر أصلاً من السنة، واستخرجت له أنا أصلاً ثانيًا..."ا.هـ.

فتبين من هذا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة حسنة فلا وجه لإنكاره، بل هو جدير بأن يسمى سنة حسنة لأنه من جملة ما شمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء" وإن كان الحديث واردًا في سبب معين وهو أن جماعة أدقع بهم الفقر جاءوا إلى رسول الله وهم يلبسون النِّمار مجتبيها أي خارقي وسطها، فأمر الرسول بالصدقة فاجتمع لهم شىء كثير فسرّ رسول الله لذلك فقال: "من سنَّ في الإسلام ..." الحديث.

وذلك لأن العبرة بعموم اللَّفظ لا بخصوص السبب كما هو مقرر عند الأصوليين، ومن أنكر ذلك فهو مكابر.