اتفاقية البقط -----وقانون المناطق المقفولة***فى الميزان

اعزائى البورداب
تحياتى
هذه خواطر عن اتفاقية البقط وقانون المناطق المقفولة فى السودان
وما نتج عنهما من تحولات هامة فى تاريخ وحاضر البلاد وما سينتج منهما من آثار على مستقبل البلاد والذى نرجو ان يكون خيرا على اية حال كان





اتفاقية البقط وقانون المناطق المقفولة فى الميزان

أ-اتفاقية البقط :-وهى عبارة عن هدنة امان وعدم اعتداء بين العرب والنوبة فى شمال السودان الحالى،عقدها ملك النوبة فى تلك البلاد،مع عبد الله بن سعد بن ابى السرح، قائد الجيش المسلم الذى حاول غزو بلاد النوبة ولم ينجح عسكريا عام651م.وهو اقرار لتوازن القوى بينهم،ومعاهدة سياسية قبل بموجبها المسلمون ان يعيشوا على هامش مجتمع مسيحى،اما مسافرين او متاجرين،وقد استمر ذلك الوضع لما يقرب من 8 قرون(الاسلام والسياسة فى السودان-الدكتور محمد سعيد القدال)
ب-قانون المناطق المقفولة فى السودان:-هو قانون اصدره المستعمر البريطانى،بدون استشارة السكان المحليين ونفذ بقوة السلطة البريطانية الحاكمة (1898-1956)
أ-اتفاقية البقط:-
1-اعترفت المعاهدة بسيادة الدولة النوبية.
2-سمحت بالانتقال والتجارة وتبادل المنافع بين بلاد النوبة والبلاد التى يحكمها المسلمون
3-لم تصادر حرية السكان المحليين فى تعلم معارف وثقافات جديدة،دينية او لغوية او حضارية،ولم تمنعهم من التزاوج مع الشعوب الوافدة-العربية او غيرها-اذا رغبوا فى ذلك.كما لم تجبرهم على الاخذ بالثقافة الوافدة،ولم تمنعهم من نشر ثقافتهم ولغتهم المحلية وتعليمها للوافدين الجدد اذا رغبوا فى ذلك.وذلك يعنى كامل الحرية للسكان المحليين فى التبادل الثقافى والتجارى والمصاهرة
ب-قانون المناطق المقفولة:-
1-منع الانتقال والتبادل التجارى او الثقافى بين المناطق المقفولة فى جنوب السودان وبين شماله، بحجة حماية السكان المحليين من تجار الرقيق الشماليين،والمحافظة على ثقافة المناطق المقفولة من الثقافات الوافدة.
ولكنه فى الواقع قد صادر حرية السكان المحليين فى التبادل الثقافى الطبيعى،وان يختاروا منه ما يرغبون هم،والدليل انه وجههم لثقافة معينة اختارها لهم هو، وهى ثقافته الغربية بما فيها الديانة واللغة،حيث تم تقسيم الجنوب على الكنائس،وكان التعليم والخدمات الصحيةفى ايدى المبشرين المسيحيين،وتم ذلك منذ العقد الاول للحكم الثنائى(دفع الله الحاج يوسف-رئيس القضاء السابق-الخرطوم)
وبذلك لعب الاستعمار الدور الاساسى فى تصليب الهويات والثقافات. ففى افريقيا الموغلة فى القدم كانت التقاليد عبارة عن عمليات تطورية مستمرة ، متواصلة ومفتوحة. وجاء الاستعمار وجمدها- بحجة المحافظة عليها- فىتقاليد وفلكلور بتأثيره الآيديولوجى،ونصوصه القانونية وبمحاولته لتثبيت اماكن الاهالى او توجيه هجراتهم (التفكير نقديا فى نزاع الهويات-هشام عمر النور)
ولكن حجة- حماية السكان من تجار الرقيق- فيدحضها واقع الحال،اذان المستعمر كان يحكم الجنوب والشمال،وبيده كل السلطات التى يمنع بها تلك التجارة،اذا تجرأ شمالى ومارسها بطريقة او بأخرى،وذلك لا يتطلب منع التواصل كلية بين شطرى القطر.
اما حجة المحافظة على الثقافة المحلية،فيدحضها اصرار المستعمر على تعميم ثقافته ولغته وديانته على السكان ونشرها بينهم،واهماله لتطوير الثقافة واللغات المحلية بالمقابل.
ما هى نتائج الاتفاقية والقانون:-
1- انفتح شمال السودان بحرية على الثقافات والحضارات والشعوب الاخرى ،وحدث التمازج الثقافى والعرقى بينهم وادى الى ظهور عرق هجين ،يحمل الصفات الوراثية لابويه،واعتناقه للدين الاسلامى عن قناعة وبمحض ارادته،واثراء الثقافة المحلية بالثقافات الوافدة،مع احتفاظها بمكوناتها المحلية.وقد حدث هذا التمازج والانصهار السلمى ببطء،خلال 8 قرون،وهذا هو التطور الطبيعى للثقافات الانسانية،وليس حالة مرضية-كما يصفها د.فرانسيس دينق،وانه يجب على الشماليين التعافى من هذه الحالة المرضية،اذا ارادوا بقاء السودان موحدا (صراع الرؤى- نزاع الهويات فى السودان-د.فرانسيس دينق)
2- انغلقت المناطق المقفولة على ثقافاتها وحضاراتها،بسبب القانون الجائر الذى فرضه المستعمر،ولكنهم ادخلوا الديانة المسيحية والثقافة الغربية واللغة الانجليزية بطريقة نظامية(مدارس ومبشرين) ،وهذا شىء جيد، ولكن المؤسف انهم صادروا حرية السكان المحليين فى التعرف الى ثقافات مختلفة،والاخذ منها بما يختارونه هم،لا ما يختاره لهم المستعمر ويفرضه عليهم بأسلوب ماكر ،وهو اسلوب-هذا فقط هو المتاح ولكم الحرية فى الاخذ به او تركه والاحتفاظ بثقافاتكم ولغاتكم المحلية والانغلاق عليها
3- قد يقول قائل بأن اتفاقية البقط نصت على تقديم النوبة عددا من الرقيق سنويا للحاكم المسلم فى مصر،وهذا بند مجحف وغير انسانى، ولكن مثل هذه الشروط كانت موجودة فى التعامل بين الدول فى تلك الازمان من رومان وفرس وغيرهم عند عقد المعاهدات بين الامبراطوريات المتصارعة،ولم يبتدعها الاسلام،بل عمل على الحد منها وانهائها،مع ان الامبراطوريات الاوروبية استمرت فى التعامل بها حتى صارت تجارة رائجة اوصلت آلآلاف من الافريقيين الى العالم الجديد فى امريكا ليعملوا بنظام السخرة فى المزارع وغيرها حتى اوقفت وحرمت هذه التجارة بقانون دولى فى وقت قريب
انتهى

up

الأخت الدكتورة مهيرة

شكرا لايرادك المقارنة بين اتفاقيات شهدها السودان وتركت اثرها عليه حتى يومنا هذا ..

لعله جدير بالذكر ان قانون المناطق المقفولة لم يستشار فيه لا الشماليين ولا الجنوبيين وهو كان سياسة مبيتة لاهداف بعيدة لست ادرى هل غفل عنها الساسة حينها ام انهم كانوا فى هم آخر ..

عموما هذه تبين ان بدء الصراع والتفرقة كانت بايدى المستعمر وانه عمل كذلك على زرع احقاد اخرى فى نفوس الجنوبيين حتى يصل للنتيجة المرجوة من سياسته وهى فرق تسد ..

لك التحية على الجهد وتبصيرنا بكل الاراء التى كتبت بهذا الخصوص

الاخ العزيز قرشو
تحياتى
الاتفاقية،وقد مضى عليها 1352عام، والقانون وقد مضى عليه106 عام،هما الآن من الوثائق التاريخية كما هو معروف،والتاريخ هو الاب للحاضر الذى نعيشه،وكما لا يستطيع احد ان يغير اباه،الا بالتزوير فى الوثائق الثبوتية،لن يستطيع احد ان يغير التاريخ الا بتزويره،اما تفسير الاحداث التاريخية حسب الهوى الشخصى،او لاجل غرض ما-كتفتيت وحدة البلاد-فيمكن ان يحدث،وقد حدث الآن!ماأتمناه من الكل
شماليين،جنوبيين،من الشرق او الغرب
مسلمين وغير مسلمين
الا ننساق وراء الاهواء الفردية،او الاهداف الاجنبية،لأنناحينها سنكون
الخاسرين
انا لا اسوق لهيمنة عرقية،ولكن ادعو لاحترام الخصائص العرقية والدينية لكل مواطن سودانى،مع كفالة الحقوق المتساوية لكل المواطنين

اوصلت آلآلاف من الافريقيين الى العالم الجديد فى امريكا ليعملوا بنظام السخرة فى المزارع وغيرها حتى اوقفت وحرمت هذه التجارة بقانون دولى فى وقت قريب
انتهى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهسع مجدعين جديع السنين ناس باك استريت بويز

وويل سميث وربيرتو ماننغ
والناطق باسم قاعدة السيليه في قطر..جديع السنين يا مهيرة يا ختي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انا ما عارف ناس جدي كانوا وين وكت الناس ديل كانو بقبضو فيهم وبودهم سفن الحرية ..وسفن لي قدام ...

DKEEN أخوى
كيف حالك
دحين وقت تعرف ناس جدك كانوا وين،ادنى خبر
تحياتى

كانو في الكمبو



بالمناسبة روبيرتو مانغغ دا منو؟؟؟



اخوكي دوما دكين