ولو لا الاسى لقلت.....

فى لحظة ما...
فى زمن يتساقط كاوراق الخريف
ويتسرب ضياعا بين انامل منهكة لا تجيد التحكم

وحين بلغ بى الشوق شأن
قررت فى نصف وعيى المسلوب بك
ان اكتب هتافا منهك بصوت مشروخ

احبك
وانا اعلم بانها اسطوانتى المشروخة
التى لا اجيد ترديد مقاطع غيرها

اه منك فقد وهبت الروح
والنفس
لك ايتها الجاحدة
سأعلن لك اليوم
بانى فى عشقك تحللت
وسابقى قابضا جمر جفاك
وساحمل لك
وردة حمراء
مرتوية بدمى المسكوب
بطعنات خنجرك

وساغنى لك
بصوتى المخنوق من ضغط اناملك على حنجرتى
التى لا تعرف الا النشيد السماوى لك
ومحاولاتك لاسكات صوتى المفعم بالتغنى لك
فى سلم الفته لك


ولو لا الاسى لقلت تفديك الليالى الطوال

فدا
لك العمر

فدا لك العمر

فدا

كان صوت المغنى
يوارى حزنى
لوطنى

ولابنائه


فدا
لعينى طفلة


شكرا الفيتورى
وشكرا وردى

انه عرس السودان
الذى لم يتم
تار را را را را...

ابن عمي
شرنوبي
مسكاقمي
فينا
فيك
ملامحنا

كروولي نقوللي

يوم
جمعت انفاسى
وقررت ان اتصل بالوطن
اعزى بعض اصدقائى

فى رحيل صديقنا المشترك

ذلك الرمز

الفنان

حاولت ان اتحاشى مسألة العزاء والجرح غائر

انسان.. كان العام عام الرمادة ...
قوانين الطوارئ.. تكحل شوارع المدن الما كانت بتعرف ليها سيد

المدن المغطاة بالتعب وعرق المقهوريين
عمال السكة حديد
ومصانع النسيج
والصناعات الغذائية
وعمال الورشة الخاصة

وصغار الموظفين

كانت الخرطوم تغازل شمسها المستعر صيفا بعرق زراع الجرف
وصغار تجار الخضر
والباعة المتجولة

كانت الخرطوم مدينة التناقض
مدينة المحطة الوسطى للعطالة
ومدينة فندق الشرق واتني ورويال والكوبانى
ليلا
اه منك يا مدينتنا التى انتحرت نهارا

وكان
عبد الرحمن
يعزف ليلا الناى
ويحمل منشورا فى صباح الخرطوم

ذلك المرهف ليلا يغازل اواتار نايه
ويقود سيارة التاكسى صباحا يحمل المنشور

اتذكر ذلك اليوم
الذى التقيته نهارا
امام نادى الاتحاد البحرانى فى الدناقلة

كان علم انه عازف الكمان لفنان النوبة والسودان محمد وردى
ايام سطوة نميرى
وقوانين الشريعة
التقيته كالسهم
كالبرق
سلمنى المنشور بصارمة

كانت ملامحه القمح
نظارة سمكية
صارم القسمات
قليل الكلام

وكان الوطن فيه رمز
وسلم لمعزوفة لم تكتمل
يحمل فى يمينه قوس كمان
وفى يساره وطن

ورحل
العزاء

قريبى حمزاوى
تارا ويدو سولى
ساقو باقو

فكلا
اي واجاق افدلولى

ديا لى
ديا لى


سلام ايها العزيز

اربعة اوتار وقوس

ووطن

ونغنى لك

كما غنى الخليل

ما بتضيعى بين العام

انت الخاص

احساس بيك بحر

لكن يا التاية

عشقك خزن جواى حكاية

الاصل كان العام
لكنك
فصل جديد

اعلانى عليك رغم الحزن
انى بغنيك

وبحبك حب

بحب متمفصل
بينك يا غادة
يا نخلة
بشوف فيك الوطن
الحب
واه من جورك
يا قاسية
فطمانى قبل يومى

وخليتينى للريح
العاتية تشيل
جثمانى
لكن رغم البين
وفسوة قلبك
بحبك
بخشية
وبصمت بقهر
جواى
صوتى العالى

وفى زمن متلاشى

كنت خيالى
تدينى العافية

وتزودى فينى الحال

اتشابا
عشان القاك
بترحيلى من

وحيلى قليل
لكن صبرى عليك طويل

وحاغنى

اليك

بصوت مجروش
خافت

لانى بحبك
موت