أسواق دقلو.. جدلية “الحلال بيّن” و الجوع “كافر”

أسواق دقلو.. جدلية “الحلال بيّن” و الجوع “كافر”


11-17-2023, 12:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1700220226&rn=0


Post: #1
Title: أسواق دقلو.. جدلية “الحلال بيّن” و الجوع “كافر”
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-17-2023, 12:23 PM

11:23 AM November, 17 2023

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



موقع انتقال : كتب أحمد ود اشتياق

بعد اندلاع حرب 15 أبريل ومع اشتداد المعارك الضارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم وفي ولايات أخرى بالسودان ،وحيث أن جميع الوحدات العسكرية للجيش تقع داخل المدن و وسط الاحياء السكنية ، انعكس هذا القتال بصورة مباشرة على المواطن وخلف ملايين المهجريين ومئات الجرحى والقتلى ونهبٍ للممتلكات الخاصة والعامة والأسواق والمؤسسات الحكومية .

السيولة الأمنية ومجرمو السجون

تسبب القتال الدائر في الخرطوم وولايات أخرى بالسودان في اغلاق جميع المحال التجارية والاسواق نتيجة الاشتباكات المسلحة أو عبر القصف المدفعي المتبادل أو الطيران .

أيضاً السيولة الامنية التي خلفتها الحرب ومع اطلاق سراح مجرمي السجون بشكل منظم أصبح الوضع في الخرطوم أشبه بالعيش في غابة من الحيوانات المفترسة والحفاظ على الحياة قائم على أساس حدة المخالب وبروز الانياب ، وانتشار الفوضى الأمنية والنهب المنظم .

في ظل هذا الوضع انتشرت عمليات السلب والنهب والانتهاكات لبيوت المواطنيين وممتلكاتهم بشكل منظم وأخر غير منظم ناتج عن وضعية السيولة والهشاشة الأمنية .

أسواق دقلو .. سر التسمية

بعد عمليات السلب والنهب التي انتشرت في الخرطوم بشكل كبير و استهدفت في أولى أيام النزاع المسلح المصانع والشركات ، ظهرت بشكل مصغر ومحدود ظواهر عرض تلك المسروقات في الطرقات وبعض الميادين ،وبعد اشتداد المعارك وتسجيل عدد كبير من حالات دخول أفراد من الدعم السريع لمنازل المواطنين ونهب ممتلكاتهم امتد ذلك ليشمل أحياء كاملة في مناطق سيطرتهم ، إضافةً إلى حدوث ذلك أيضاً في مناطق سيطرة الجيش من بعض جنودهِ ومن مجموعاتٍ تتحرك وسط الاشتباكات حيناً وعند هدوء الأحوال الأمنية حيناً اخر .

محمد كندشة المتحدث الرسمي بإسم غرفة طوارئ جنوب الحزام أكد لـ ” انتقال ” أن هذه الأسواق بدأت تنتشر ملامحها في العديد من الاحياء والميادين ، وتعرض فيها جميع انواع البضائع المنهوبة والمسلوبة فتمت تسميتها باسم ” إسواق دقلو ” كناية عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو مجازاً بحكم سيطرة قوات الدعم السريع على معظم المناطق والاحياء في ولاية الخرطوم وأن الذين يقومون بالسرقات هم منسوبي قوات الدعم السريع وغير المنتسبين لتلك القوات يتم التسهيل لهم .

وأضاف كندشة المتحدث الرسمي لغرفة طؤاري جنوب الحزام لـ “انتقال” : من المؤكد أن هذه الأسواق أصبحت حالياً مهمة جداً لعدم وجود أسواق لبيع المواد التموينية واحتياجات الأسر اليومية ومعظم المواطنين القاطنين بالخرطوم يتسوقون في “أسواق دقلو” وبعض الأشخاص من الأحياء البعيدة أو الذين لا تتوفر تلك الاسواق في مناطقهم يتوجه البعض منهم نحوها سواء لشرائها لأجل أسرته أو الإتجار بها في منطقته ، و هذه الأسواق تتوفر فيها المواد التموينية والأغراض المنزلية والملابس والأجهزة الكهربائية وقطع غيارات السيارات مثلاً .

إنعدام الرفاهية

بعد مرور ما يقارب سبعة أشهرٍ منذ اندلاع الحرب انعدمت الرغبة في شراء الأجهزة والأغراض والأثاثات وكل ما يصنف أنه ضمن حدود الرفاهية المنزلية ، وأصبح التوجه لدى مرتادي وزبائن هذه الأسواق ليس كما في السابق ، وأشار محمد كندشة لـ ” انتقال ” إلى أن الحركة في الأسواق تعتمد حالياً على الأساسيات من البضائع مثل الأرز والعدس والسكر والصابون ومعينات البقاء والحياة بسبب شح الأموال وعدم توفر السيولة النقدية ولكن الأسواق تتوفر فيها كل الأجهزة الكهربائية من الخلاطات والثلاجات وحتى المايكرويف .

“سمعنا فتاوى تتحدث عن فقه الضرورة وأخرى عن حرمة التعامل مع هذه الأسواق لكن الجوع كافر” هذه الإفادة بدأ بها محمد علي إجابته على سؤال ” انتقال ” ، مضيفاً : نحن من سكان أمدرمان نعيش أوضاعاً مأساوية من بداية هذه الحرب العبثية وتقع مناطقنا تحت سيطرة قوات الدعم السريع ، وتسبب ذلك في أن نكون محتجزين في الأحياء ولا نستطيع مغادرتها والخروج منها كما حدث في الفتيحاب وأجزاء من أحياء المربعات وصالحة وبسبب النهب وصعوبة الحركة والقصف العشوائي أغلقت المحال التجارية والأسواق ونفذت المواد التموينية فمن أين نأكل ونعيش ؟ وأجاب على سؤاله : بالتأكيد من” أسواق دقلو” لأنها أصبحت الأماكن الوحيدة التي تتوفر فيها المواد الغذائية ، ولا خيار أمام المواطنيين البسطاء غير التوجه إليها للبقاء على قيد الحياة واسكات جوع الصغار وتوفير معينات المعيشة .