سيناريو جنوب أفريقيا "لجان الحقيقة و المصالحة" كمخرج للحالة السودانية ...

سيناريو جنوب أفريقيا "لجان الحقيقة و المصالحة" كمخرج للحالة السودانية ...


05-09-2023, 01:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1683634084&rn=0


Post: #1
Title: سيناريو جنوب أفريقيا "لجان الحقيقة و المصالحة" كمخرج للحالة السودانية ...
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 05-09-2023, 01:08 PM

01:08 PM May, 09 2023

سودانيز اون لاين
سيف اليزل برعي البدوي-
مكتبتى
رابط مختصر



سيناريو جنوب أفريقيا "لجان الحقيقة و المصالحة" كمخرج للحالة السودانية

في كل العالم
القاتل و الفاسد يجب أن يحاسب على جريمته

الا في حالة واحدة
وهو في حالات المصالحة الوطنية

و دا دايما بيحصل لمن تكون الدولة دخلت في أزمات سياسية طويلة و معقدة لدرجة انه عدد الفاسدين و الوالغين في الدماء أصبح كبير جدا ( بعشرات او مئات الالاف) بحيث يكونوا قادرين علي تعويق الوصول لأي تحول ديمقراطي و ما عندهم حاجة يخسروها لإيقاف وصولهم لحبل المشنقة حتى لو دا أدى لانه البلد تدخل في حرب أهلية

زي ما حصل في حالات دول كتيرة منها سوريا و جنوب أفريقيا والارجنتين و تشيلي و طبعا السودان


١-سوريا:
في ٢٠١١ قامت الثورة السورية السلمية ضد أسرة الأسد و حلفائها ( عشرات الالف من المنتفعين و المتورطين في دماء الشعب السوري على مدى ٤٠ سنة)
للاسف الطغمة الفاسدة دي قررت تواجه المتظاهرين بالسلاح ( لانهم عارفين انه حيتم محاسبتهم لو الثورة نجحت) فبعد ٦ شهور من القمع دا عدد الشهداء فاق ٣٠٠٠ شهيد و الانشقاقات في الجيش بدأت تزيد و اضطر الكتير من السوريين لحمل السلاح و اتحولت الثورة لحرب مسلحة
يلا الحرب دي استمرت
لحدي ما في ٢٠١٣ ناس بشار الأسد أعلنوا انهم مستعدين للتفاوض ( عدد الضحايا لحد اللحظة ديك كان وصل ٦٠ الف قتيل من جميع الاطراف)

قام معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض وافق على أنه يتفاوض مع نظام بشار عشان:
١- يحقن الدماء
٢- لانه ما معروف المفاجئات الممكن تحصل شنو

فهو كان شايف انه الأفضل انه يتم التفاوض فورا و الحل يكون بأقل حد من الخسائر الممكنة و الهدف في النهاية انه البلد تعبر حتى لو كان في بعض التنازلات

لكن للأسف تم تخوينه من المتعصبين و قالوا ليه:
عايز تتفاوض بعد ما فقدنا الاف الشهداء؟
عايز تبيع دماء الشهداء؟
انت خاين و عميل لي بشار وانت عايز تنقذ بشار من المحاسبة
وانت وانت وانت

بعد الضغوط دي كلها الخطيب فعلا تراجع و خلاهم مع بشار

و دا هو الحصل:
١-بدل ٦٠ الف قتيل سوريا فقدت قرابة النصف مليون انسان
٢- الحرب استمرت تاني ٨ سنوات و مازالت مستمرة و ما معروف حتنتهي متين
٣-اتهجر ١٠ مليون نازح ولاجئ
٤-سوريا نصها اتدمر
٥- ظهرت داعش و الجماعات المتطرفة و ظهروا أمراء الحرب و ظهرت المليشيات العرقية و الطائفية و البلد جاطت
٦- بشار استعاد معظم المناطق الفقد السيطرة عليها بعد الدعم الروسي و الإيراني ( بحجة مكافحة داعش)

دي تجربة السوريين في رفض التفاوض و المصالحة الوطنية

٢- جنوب افريقيا
نيلسون مانديلا كان محبوس في السجن ٢٧ سنة بعد نضاله ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا
القتل ٢١ الف شخص و هجر ٣ مليون انسان خلال ٤٠ سنة

لكن بعد ما طلع من السجن قرر انه
" الدم ما قصاد الدم"
"وانه ما المشنقة بس"
ليه؟

لانه طول ما الشعارات حقت المشانق دي مرفوعة عمرها جنوب أفريقيا ما حتتقدم و عمرها ما حتبقى دولة ديمقراطية
وحيستمر نزيف الدم للابد
لانه المتورطين ديل عددهم كان بعشرات الالاف و حيقاتلوا بي يدينهم و رجلينهم عشان ما يتحاسبوا

فنيلسون مانديلا قرر انه لازم تحصل مصالحة شاملة
و يحصل عفو عن المجرمين ديل عبر لجان اسمها "لجان الحقيقة و المصالحة"

نعم دا تنازل مر
مر شديييييد

لكن المقابل هو انه جنوب أفريقيا تتحول لدولة حرة ديمقراطية بعد ما يتم تحييد المجرمين و الفاسدين ديل

وفعلا
نجحت المصالحة في جعل جنوب أفريقيا دولة حرة ديمقراطية

ناس نيلسون مانديلا قرروا انهم ما يورثوا مرارات جيلهم لباقي الاجيال

قرروا انه الغبائن و الظلم الحصل دا كله يموت مع موت اخر واحد من جيلهم عشان خاطر مستقبل الاجيال القادمة

و فعلا الجيل القديم حق نيلسون مانديلا الان مات
( المناضلين و المجرمين)
و تركوا جيل جديد معافى من مصايب الماضي

و دا خلى دماء الناس الماتوا في جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري فعلا ما ضاعت هدر

بل بالعكس
دماؤهم اتسببت في وصول جنوب أفريقيا للحرية و الديمقراطية

(فكرة لجان "الحقيقة و المصالحة" اتجربت أيضا في الثمانينات في الارجنتين و في بداية التسعينات في تشيلي و كل الدول دي اصبحت حاليا دول ديمقراطية مستقرة بعد ما عانت لسنوات طويلة من الحكم الدكتاتوري)

يلا الاتضح الان انه الحاصل في السودان هو نفس الحصل في الدول السابقة دي

خلال ال ٣٠ سنة الماضية عمر البشير اتسبب في تراكم قدر مريع من الفساد و الظلم و سفك الدماء لدرجة انه الفاسدين و الظلمة ديل عددهم بقى بي عشرات الالاف و ديل موجودين و موزعين داخل كل مفاصل البلد

في المليشيات
في الأجهزة الامنية
في الحركات المسلحة
في الاحزاب
في الادارات الأهلية

وديل حاليا شغالين بكل قوتهم و متحدين ضد المسار الديمقراطي لانقاذ نفسهم و ما عندهم حاجة يخسروها

هل تتوقعوا انهم حينتظروا الشعب لمن يصل للديمقراطية و يقتص منهم؟

اكيد حيحولوا حياة السودانيين لجحيم قبل ما دا يحصل

لانه ما عندهم بديل

كلو ما الشباب يرفعوا شعار ( المشنقة بس)
كلو ما يخافوا اكتر من الوصول للمشنقة المرفوعة ليهم دي و يستمروا في القتل و سفك الدماء عشان ما يصلوا ليها و يضيفوا ناس متورطين جدد معاهم و بالتالي عددهم بيزيد اكتر و اكتر
و الشباب تاني يرفعوا شعار ( المشنقة بس)
و تاني تسفك الدماء و ناس جداد يتورطوا و عدد المجرمين و الفاسدين في السودان تاني يزيد

و تستمر الدوامة
و تستمر
و تستمر

دي دوامة جهنمية دخل فيها السودان من ٨٩

و ما حنطلع منها الا بي اننا نكون شجعان و نسال نفسنا:

هل الشهداء ماتوا عشان نجيب حقهم؟

ولا ماتوا عشان السودان يبقى دولة حرة ديمقراطية بدون مرارات جديدة ؟

ألم يحن الوقت لانه نقرر ندفن ماضينا الكريه مع دفن آخر و احد من جيلنا عشان باقي الاجيال تعيش في وطن معافى و سليم؟

(زي ما عملوا ناس مانديلا)

هل حنختار طريق العفو و المصالحة و دفن الماضي الكريه و بالتالي العبور بالبلد؟ ( طريق جنوب أفريقيا و الارجنتين و تشيلي)

ولا حنختار طريق "الدم قصاد الدم ما بنقبل الدية... المشنقة بس"؟ (طريق سوريا)

نعم لجهود حمدوك للمصلحة الوطنية
نعم لاستمرار التظاهرات السلمية ضد الانقلاب
نعم لتطبيق فكرة لجان "الحقيقة و المصالحة" في السودان كما حدث في جنوب أفريقيا و الارجنتين و تشيلي

نحن الآن في أشد الحاجة لتغيير جذري و شامل في طريقتنا في التفكير عشان البلد تطلع من الحفرة دي .وربنا هوالحاكم بين الناس في النهاية....
لجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا (بالإنجليزية: Truth and Reconciliation Commission : TRC)‏ لجنة أنشئت بمقتضى «قانون تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة لعام 1995» (بالإنجليزية: Promotion of National Unity and Reconciliation Act)‏، أثناء رئاسة نيلسون مانديلا للبلاد الذي وصل إلى السلطة قبل ذلك بعام في سياق تحول ديمقراطي لإنهاء نظام الفصل العنصري وهيمنة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا.

ترأس اللجنة رئيس الأساقفة ديزموند توتو. وكان الهدف الرئيسي للجنة «الوصول لمصالحة الوطنية بين الضحايا والجناة» بعد تحديد جميع انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت انطلاقا من مجزرة شاربفيل في عام 1960، في ذروة سياسة الفصل العنصري التي بدأته في عام 1948 حكومة جنوب أفريقيا.

في عام 1991، كان الرئيس دي كليرك قام بإنشاء لجنة غولدستون للتحقيق في مزاعم عن وحشية الشرطة وقعت بين عام 1991 و أول انتخابات عامة غير عنصرية.
منقول-بتصرف