كتب الاستاذ الجميل الفاضل_ثم لا#

كتب الاستاذ الجميل الفاضل_ثم لا#


11-11-2022, 12:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1668166044&rn=0


Post: #1
Title: كتب الاستاذ الجميل الفاضل_ثم لا#
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 11-11-2022, 12:27 PM

11:27 AM November, 11 2022

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



ثم لا
الجميل الفاضل
"قوى الثورة" .. من تكون؟
سهلٌ الحديث في الهواء الطلق، عن الثورة، وعن قواها الحية، بل وباسمها أيضاً.
لكن ديدن الثورات أنها تضع دائماً، كل من يدعي وصلاً بها مباشرة على محك، قاعدته التجربة، وذروة سنامه الفعل.
وبالتالي فإن وجود بعض أدعياء الثورة والثورية، في حواضن تتناقض مصالحها جذرياً، مع فكرة الثورة، وأهدافها، ومشروعها برمته.. يصبح مثل هذا الوجود، كوجود "خضراء الدمن".. المرأة الحسناء في المنبت السوء.
فالثورة لا تُعرف بأشخاصٍ، أو بأحزابٍ، ضربة لازب.
إنما هذه الأحزاب، وهؤلاء الأشخاص، هم من يُعرفون في الحقيقة بثوريتهم، طالما ظلوا عاكفين عليها، يرعونها حق رعايتها، قابضين على جمرها، متمسكين بأهدافها، عاملين بكلِ جدٍ لإنجازها، مضحين بكلِ مرتخصٍ وغالِ لأجلها.. شريطة الا يرجوا من وراء ما صنعوا في النهاية، مناصب أو مغانم ، جزاءا أو شكورا.
فالثورة في جوهرها حالة تطهرية بإمتياز.. حالة تجرد تام عن النزوات، والنزعات، والشهوات، الفردية والجماعية، شأنها شأن التصوف الحقيقي، حب الرئاسة في الثورة، لا يليق بمن سلك هذا الطريق، طريق الثورة بالطبع.
وهو طريق بخلاف طُرق السياسة العديدة، التي يتعهدها بعض ادعياء الثورية الآن.. فالسياسة تظل في أفضل حالاتها مقيدة بالقانون، في حين أن الثورة مقيدة إلزاماً بالأخلاق.
وبطبيعة حال السياسة التي تُعنى بالراهن والمباشر والممكن، فإنها تقبل فيما تقبل.. منطق التسويات، وأسلوب المساومات، بل وحتى القواعد التي تنشأ عليها في العادة صفقات يمكن وصفها أحيانا بأنها قذرة.
فالثورة قطار يعبر سهولاً ووهاداً وجبالاً، في طريق مضني وشاق، به محطات كثيرة ومتعددة، ربما يتوقف هذا القطار هنيهة عند بعضها، ريثما ينطلق مجدداً نحو محطته النهائية.
وفي رحلة هذا الطريق الطويل، قد يترجل البعض عن هذا القطار، في محطات تلائم أغراضهم الذاتية ومصالحهم الحزبية، أو لكي يحافظوا على شييء من مكتسبات تاريخية حازوها في وقت مختلف، وفق شروط واقع مختلف بالضرورة.
ولذا فإن وصف "قوى الثورة" يبقى تعبيراً فضفاضاً متحركاً، بل وقابلاً كذلك للتغير من النقيض إلى النقيض، ليصبح من ثّم، ثوري الأمس عدواً للثورة ذاتها اليوم.
إذ أن هناك من يريد أن يعتقل قطار الثورة في محطة على مقاس تطلعاته هو، تتناسب مع مصالح ضيقة تخصه، أو تخص حزبه على أفضل تقدير.
بمثلما أن هناك أيضاً من يريد أن يجُرّ هذا القطار ذاته إلى نقطة أبعد من محطته الأخيرة، التي حددت احداثياتها ميكانزمات الحراك الداخلية، بحثاً عن مجال حيوي لممارسة التجريب النظري على أرض واقع ربما يختلف هو أيضا.

لام الف
"أعرف الحق، تعرف رجاله"
الامام علي بن ابي طالب

حالتي:
أشهد ألا إنتماء الآن
إلا أنني في الآن لا