خلافات الجنرالات .. السيناريوهات المتوقعة!

خلافات الجنرالات .. السيناريوهات المتوقعة!


09-20-2022, 10:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1663710215&rn=0


Post: #1
Title: خلافات الجنرالات .. السيناريوهات المتوقعة!
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-20-2022, 10:43 PM

09:43 PM September, 20 2022

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



تقرير :هبة عبيد
رغم محاولات الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو حميدتي “غتغتة” خلافاتهما التي تطفو من حين لآخر، إلا انه يبدو تلك المحاولات باءت بالفشل لتنتقل من السر إلى العلن، سيما عقب تصريحات لرئيس حزب الأمة القومي اللواء فضل الله برمة ناصر، احتمال وقوع صدام بين رئيس مجلس السيادة ونائبه في المجلس السيادي، نتيجة اختلاف رؤيتهما لسبل حل الأزمة السياسية في البلاد..

تحذيرات

تحذيرات واضحة حملها حديث برمة امس الأول عندما كشف عن لقائه البرهان لمدة ساعتين قبل نحو شهر، وطالبه بتسليم السلطة للمدنيين، مضيفا: “البرهان أخبرني أنه لن يسلم الحكم إلا لسلطة منتخبة خلافا لما تعهد به في بيانه الأخير”، وقال رئيس حزب الأمة المكلف إن الوضع في السودان يتطلب التغيير، وإن تصريحات حميدتي تعبر عن تطلع الشعب السوداني إلى “مخرج آمن” من أجل التحول الديمقراطي، وتابع: إن “الإصرار على حكم السودان بطريقة ديكتاتورية تتعارض مع المصلحة العليا للسودان”، وانتقد رئيس حزب الأمة تصريحات أدلى بها العميد الطاهر أبو هاجة، المستشار الإعلامي لقائد الجيش مفادها أن “السودان أمانة في عنق البرهان” ولن يسلم الحكم إلا لحكومة منتخبة، وذكر برمة ناصر إن تصريحات أبوهاجة “غير مقبولة”، في إشارة إلى قول أبوهاجة في تصريحات أمس الأول تقاطعت مع حديث حميدتي، “أن السودان شعبه وأرضه، أمنه وفترته الانتقالية أمانة في عنق القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان”، مضيفاً أن هذه الأمانة لن تُسلم إلا لمن يختاره الشعب السوداني.

تناقض

وكان قائد الدعم السريع حميدتي أعلن أنه والبرهان تعاهدا على تنفيذ التزامهما بخروج المؤسسة العسكرية من السلطة وترك أمر الحكم للمدنيين، معبرا عن تطلعه إلى توافق قوى الثورة على تشكيل حكومة مدنية كاملة لاستكمال مهام الفترة الانتقالية، هذا الحديث جاء على عكس ما أدلى به وأكده الطاهر أبوهاجة المستشار الإعلامي لقائد الجيش السوداني السبت أن المؤسسة العسكرية “لن تسلم السلطة إلا إلى حكومة متوافق عليها من كل السودانيين أو حكومة منتخبة، واضاف: ولا مجال لحكم الفترة الانتقالية بوضع اليد والفهلوة السياسية، فالقوات المسلحة مسؤولة بنص قانونها ودستور البلاد عن حماية أمن واستقرار هذا البلد”.


خلافات عميقة


وتشير الإرهاصات الى أنالخلافات موجودة، غير ان مخافة ان لاتحسب تلك الخلافات على المكون العسكري وتصبح ثغرة اختراق، دعتهم لإظهار الجانب الحسن، دون ان تفلح تلك المحاولات ليصبح الخلاف “المتدثر عليه” ثغرة تنفذ منها قوى مختلفة، كان على رأسها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وفق متابعين، سيما عقب مغازلة القيادي البارز ياسر عرمان الأسبوعين الماضيين للدعم السريع حين أكد أنها يمكن ان تكون نواة لجيش وطني موحد، منوها إلى ان البلاد بحاجة إلى قوات مسلحة واحدة ومهنية وغير مسيسة وبعقيدة عسكرية جديدة تعكس التنوع الإثني والجغرافي والنوع، وأن كل ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بتطبيق اتفاق الترتيبات الأمنية وبمعالجة المخاوف المشروعة عند البعض ورفض الأطماع غير المشروعة لدى البعض، مشددا على انه و دون إصلاح القطاع العسكري والأمني لن نستطيع الوصول إلى دولة مدنية وديمقراطية قائمة على المواطنة، ولم يبد البعض استغرابهم من تجدد مطالبة عرمان، وأشاروا الى مخططاته لإحداث وقيعة بين الجيش والدعم السريع.

صراع نفوذ

ويعقب المحلل السياسي الهادي عبد الرحمن على الأمر بقوله ان الصراع الخفي بين الجنرالين بدأ يظهر للعلن لجهة فشل القائدين في كتمان الأمر، ويشير في حديثه لـ ” الإنتباهة” إلى ان الرجلين دخلا في منافسة قوية ولكنها لم تكن مكشوفة لاعتبارات كثيرة أبرزها الصراع مع المكون المدني مما اضطرهما للتظاهر بوجود مؤسستين عسكرتين تعملان بتناغم، ولكن الحقيقة لابد لها ان تظهر لان المعركة أصبحت الآن معركة نفوذ ومن منهما سوف يفوز في ظل الحراك الثوري الذي لم ولن يخمد لانه في وقت ظن البعض ان مايحدث هو تبادل أدوار وتارة اخرى كان الموقف الوقوف مع الثورة، ويرى الهادي في ذات المنحى ان السيناريوهات المتوقعة هي ظهور الخلافات بشكل أوضح مما يساعد على تفاقم الأزمة السياسية التي فشل الجميع في إيجاد حلول لها.

بداية الخلافات

بدأت الخلافات عند اختلاف وتباين وجهات النظر حول عدد من الملفات الهامة خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية إضافة إلى التوترات في الإقليم الشرقي بجانب الحديث حول دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش النظامي؛ مثله وبقية الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا؛ورصدت في السابق تصريحات رافضة لمسألة الدمج من قيادة الدعم السريع..

تسوية أو !!!

ولكن المحلل السياسي محمد محيي الدين له وجهة نظر مختلفة حيث يرى بان الخلافات في الشأن السياسي مسألة طبيعية جدا ولا يعتقد في حديثه لـ “الإنتباهة” ان تصل إلى صدام بين مؤسسات عسكرية في اي حال من الأحوال، وتابع: واضح جدا ان الخلاف في التقديرات السياسية محدود لانه حول كيفية إدارة ماتبقى من فترة الانتقال ومن يحق لهم ان يكونوا شركاء في المشهد السياسي، واكد محيي الدين ان الأمر مقدور عليه خاصة وان حميدتي أشار في تصريحات سابقة له الى عدم خروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي ولكن عندما علم برأي رئيس مجلس السيادة بعزمهم الخروج لم يرفض وقال أنا معكم، والبيان الذي أصدره حميدتي وقتها كان للتأكيد على وقوفهم مع قرار البرهان بالتالي فان الأمر مستبعد وصوله إلى مستوى الصدام، وأوضح في الأثناء ان رئيس حزب الأمة القومي حاول ان يعبر عن رؤية الحرية والتغيير المتماهية مع حديث حميدتي فيما يتصل بقبول تسوية ترجع فيها قحت مرة أخرى وهذه تقديرات سياسية مفهومة في صياغها العام، وأضاف: السيناريو المتوقع ان تؤدي الخلافات إلى التعجيل بقيام الانتخابات لأن الخلاف سوف يكون حول هل يتم القبول بحوار واسع تشارك فيه كل القوى السياسية كما يقول البرهان ونتيجته تكون خروج المؤسسة العسكرية أم قيام انتخابات لتيسير الوصول إلى وفاق سياسي بين القوى السياسية لذلك فان السيناريو المرجح هو تسوية الخلافات أو الذهاب إلى صناديق الاقتراع لاختيار حكومة منتخبة تتولى الحكم خلال الفترة القادمة ولا اعتقد أن يكون هناك نذر مواجهة بين الدعم السريع والقوات المسلحة.