أغتيال الفنان اندوكاي… الغدر بالسماحة والتسامح والسلام -بقلم طارق الأمين

أغتيال الفنان اندوكاي… الغدر بالسماحة والتسامح والسلام -بقلم طارق الأمين


05-17-2022, 10:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1652824667&rn=0


Post: #1
Title: أغتيال الفنان اندوكاي… الغدر بالسماحة والتسامح والسلام -بقلم طارق الأمين
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 05-17-2022, 10:57 PM

09:57 PM May, 17 2022 سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});



ابن دار اندوكا.. المبدع الجميل محمد حسن اندوكاي.. نسيج من المرح والفكاهة ومحبة العالم.. هدير من الاحتفاء بالناس والحياة وجذوة قصوى من البذل والعطاء لم تعرف دواخله اليأس منذ ظهوره على مسرح الحياة ضاجا بالأمل وناسجا من تناقضات الواقع لوحاته المسرحية واهازيجه الغنائية تحفها كاريزما صدقه الممتدة من اقاصي غرب البلاد الى شرقها وجنوبها.. اواسطها والشمال… اندوكاي مبدع ممشوق القامة وفاتن الخيال.. كريم الخصال.

ياللحزن ياصديقي

هل حقا رحلت بكل هذا الطيف المتنوع من القدرات الابداعية والملكات الانسانية.

عرفت صديقي واخي الاصغر الفنان المغدوراندوكاي قبل حوالي عشرة اعوام من الآن… كنا في بيت الفنون نبحث عن شركاء لاطلاق مشروع المسرح التفاعلي في السودان برعاية اليونسيف فانضم للمجموعات التي تأسست في عدد من المدن السودانية ونال تدريبا مكثفا في فنيات التأليف والأداء المسرحي التفاعلي على منهجية… Stop and act والتي برع فيها حتى نال جائزة افضل ممثل في مهرجان تنافسي بالخرطوم شاركت فيه العديد من فرق الولايات… لم يبخل هذا المبدع على الناس بما حباه الله من مواهب فطفق يطوف القرى والحلال والمدن والمدارس ومعسكرات النازحين مبشرا بثقافة السلام والتعايش السلمي والتي كان قد تلقى فيها تدريبا متقدما في بيت الفنون عبر خبراء سودانيين واجانب حتى امتزجت الموهبة عنده بالعلم والتدريب الفائق فغدا ايقونة دارفور المسرحية وغرسها الابداعي لا تملك الا ان تحبه في اول اطلالة تلتقيه فيها… ثم تجسدت اصالته في نسج شبكة من العلاقات الفنية والاجتماعية والانسانية مع كل الطيف الفني من جيله الثلاثيني حتى صار منزله بحي الجبل في مدينة الجنينة مزارا وملجأ للمبدعين من كافة انحاء السودان.. يدعوهم ليقدموا ماعندهم في غرب دارفور ويصل اليهم في كل مكان مشاركا في انشطتهم الاجتماعية والثقافية وقد قام بالمشاركة في فعاليات عديل المدارس اكثر من مرة وتبدت قدراته الفذة في التمثيل والغناء والتأليف المسرحي والغنائي لكل من التقاه فاستحق لقب الفنان الشامل عن حب وجدارة وامتد تاثيره غربا الى داخل دولة تشاد المجاورة في طريقه ليكون نجم السودان الاول.. تحدثت معه عبر الهاتف قبل أيام… اتفقنا في تلك المحادثة الاخيرة على تسجيل حلقات درامية بالخرطوم لصالح انسان السودان في كل مكان.. حلقات تبعث الامل وتطرد اليأس وتبشر بالمستقبل.

كم هو حزين هذا الفقد الموجع… لم يكن ينقص هذي البلاد المكلومة مزيداً من الدموع والجراحات… فلتدم خالدا ياصديقي فقد بذلت اجمل ماحباك الله من موهبة في سبيل اسعادنا… اني اشهد انك كنت من المخلصين ومع الضعفاء والمرضى والحزانى وتلاميذ المدارس… لم تدخر جهداً في تعليم اطفال المعسكرات الالعاب وأساسيات النظافة والسلام وكنت تنضح حماية للامومة والطفولة والتعايش الاجتماعي وتنبض بالحب والحياة والتسامح والابتسام في كل زمان ومكان… تمقت الظلم والحروب وتغني للمطر…( المي كن جي ندقي بجبجي.. نشيلي طورية وجراي نمشي لي زرع ) فلتحلق عالياً ياصديقي المبدع في سماوات الخلود وليسعنا واهلك واسرتك والاصدقاء لطف المولى وعنايته.. ان الله كريم مجيب الدعوات.

مرتبط

ا