أين كان الشريف الهندي رحمه الله اثناء ثورة أكتوبر؟

08:03 AM April, 01 2022

سودانيز اون لاين
هشام هباني-
مكتبتى
رابط مختصر

الراحل المناضل الشريف الهندي بكل ألقه ووطنيته لم يظهر اثناء ثورة اكتوبر كقائد من قادتها المشهورين بل ظهر بعدها وبدأ يلمع نجمه بعد دخوله الوزارة هل ياترى كان مسجونا اثناء ثورة اكتوبر ام مختفيا بسبب ملاحقات السلطة الانقلابية له وهو ما حال دون ظهوره؟

كان راقدلو فوق راى

من جانبي خمنت ان سبب اختفائه من المشهد الثوري الاكتوبري والذي افقده شرف المشاركة في هذه الثورة العظيمة انه قد هزمته العاطفة الاجتماعية فقد تغلبت على وطنيته حيث كان الراحل هو بن اخت الراحل الاستاذ احمد خير المحامي والذي كان المدني الوطني الاشهر في تاييد انقلاب عبود الى درجة ان صار وزير خارجية لحكومة عبود الدكتاتورية ...اتمني ان يخيب تخميني في وجود سبب اخر اكثر موضوعية يحفظ للراحل حقه الوطني في دعم تلكم الثورة العظيمة والتي استغربت كيف لم يظهر فيها هذا البطل الوطني الجسور!

واين كان موقعه في الحركة الاتحادية قبل اكتوبر؟

وما هو سر علاقته الحميمة بالراحل الامام الهادي المهدي هل هي علاقة روحية بسبب ان جده الشريف محمد الامين كان احد قادة المهدية في كردفان وهذا هو السبب الذي رسخ علاقته مع الامام الهادي ومن ثم جعله اهلا لاستقطاب الانصار وليس الاتحاديين بعد مقتل الامام الهادي ليهاجر بهم الى الحبشة ومن ثم الي ليبيا ليفتح بهم معسكرات الجبهة الوطنية ضد النظام المايوي بينما لم يستطع ان يجند مقاتلين ( اتحاديين) فيها ليستشهدوا في معركة الخرطوم في 2 يوليو 1976!؟

تعجبت من مهاجمة الراحل الهندي للراحل الامام الصادق فيما يخص شأن المصالحة الوطنية حيث المقاتلون الشهداء والاحياء منهم بعد معركة ٢يوليو كلهم كانوا من اتباع الاخير اي انصار وليس بينهم اتحادي واحد وهنا اتساءل حول لماذا عجز الشريف بكاريزميته المعلومة من استقطاب اتحادي واحد لمعسكرات التدريب بليبيا حتى يكون لخطابه الرافض للمصالحة مبرر يجعله مستمرا في القتال لطالما لديه مقاتلون يعتمد عليهم لمواصلة المعركة من اتباع حزبه ولكن يبدو ان اتباع حزبه الذين استطاع استقطابهم بالخارج انذاك كان جهادهم فقط متمحورا حول اكراميات الشريف الكريم الذي كان يجود عليهم بسخاء كبير لم يكونوا مستحقين له بل يستحقه فقط المقاتلون الحقيقيون من جلب الشريف المال باسمهم وبدمائهم الطاهرة وللاسف لازلنا نقول عليهم (المرتزقة) برغم انهم سودانيون اقحاح قاتلوا كسودانيين لاجل وطنهم وليسوا جنجويدا غرباء هم المرتزقة الذين احتلوا الوطن اليوم وباعوا دماء اهله في حروب اليمن وليبيا وصمت على ذلك سودانيون لازالوا يلعلعون بخطاب الوطنية المشروخ!

ويبرز سؤال مهم حول اين قوة الاتحاديين العسكرية في معسكرات الحبشة وليبيا في معية القائد الاتحادي الشريف الهندي الذي كان يقود فقط في معسكرات الخارج مقاتلين اغلبيتهم الساحقة من الانصار والاخوان المسلمين ولم نسمع بشهيد اتحادي حينها سقط في معركة الخرطوم بقيادة الشهيد محمد نور سعد؟

في داخل الوطن كان في معية الشريف الراحلان البطلان الحاج مضوي وعلى محمود حسنين المحامي وهما قيادتان وطنيتان طاهرتان وفي رايي عطاء الراحلين على محمود حسنين والحاج مضوي وطنيا كان اعلى من عطاء الراحل الهندي في مرحلة الاستقلال واكتوبر وما بعدها في فترة مايو وهذا امر ينبغي ان ينصف فيه التاريخ هذين البطلين العظيمين!

Quote: ولما جاء العمل السياسي كانت لهم رسالة وطنية واسعة بكل معانيها بما فيها الموقف ضد الظلم ومناصرة الحق أينما وجد، وفي الحركة السياسية فإن الشريف محمد الأمين ناصر الثورة المهدية وأيدها واستشهد ابنه الشريف علي حاملا راية الأنصار في معركة سنار ثم تسلم الراية من بعده ابنه الشريف يوسف الهندي وكان صغيرا في عمره لم يتجاوز الثالثة عشرة، وحارب في سنكات والقلابات، وبعد ثماني سنين حبسه الإنجليز في “برّي” وحدد المستعمر إقامته ومنعه من الرجوع لمنزله وأهله في الجزيرة لمدة أربعة وثلاثين عاما لاتهامه وإدانته بمناصرة الثورة المهدية حتى توفاه الله في منفاه القسري. ولما جاءت الحركة الوطنية كان الشريف يوسف من أول المبادرين قبل قيام نادي الخريجين حيث أنشأ صحيفة الحضارة في العام (1919)، ثم بعد ذلك منح داره للخريجين لتكون مقرا لهم، وتوفي الشريف قبل نشوء الأحزاب السياسية، لكن أبناءه انخرطوا في الأحزاب.

اخلص في نهاية هذا الخيط الى ان الراحل الشريف حسين الهندي لفرضيتين بسببهما اختفي من المشهد الوطني في فترة اكتوبر اما بسبب انه قد هزمته الاصرة الرحمية التي تربطه بخاله الراحل الاستاذ اخمد خير المحامي وهو اهم المدنيين الداعمين لانقلاب عبود ولذلك لم يظهر في المشهد السياسي في اكتوبر او ربما علاقته الوطيدة بالانصار بسبب صداقته بالامام الهادي حيث تورط رئيس حزبهم الراحل عبد الله خليل في تسليم السلطة للفريق عبود!

ابرز ( المقاتلين) الذين التحقوا بالراحل الهندي في مهجره النضالي بالخارج كانوا هم( جلال الدقير والسمانيى الوسيلة ومعتصم حاكم والتوم هجو) وتعجبت من موقفهم اذ كيف لم يلبوا نداء الوطن بدخول المعسكرات اكراما لقائدهم الهمام قائد الانصار و الذي لم يجد مقاتلا غير اهله الانصار في ذلك اليوم الوطني العظيم وبعض شباب الكيزان !

=