لجان المقاومة .. هل تعيد تشكيل الفضاء السياسي السوداني؟

لجان المقاومة .. هل تعيد تشكيل الفضاء السياسي السوداني؟


01-11-2022, 06:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1641921582&rn=0


Post: #1
Title: لجان المقاومة .. هل تعيد تشكيل الفضاء السياسي السوداني؟
Author: يوسف سعد
Date: 01-11-2022, 06:19 PM

05:19 PM January, 11 2022

سودانيز اون لاين
يوسف سعد-uk
مكتبتى
رابط مختصر






د. سمير محمد علي حمد

تناولت العديد من المقالات [1] – [5] لجان المقاومة بالسودان من حيث النشأة والتكوين وطبيعة نشاطها ودورها في ثورة ديسمبر المجيدة. أياً كانت ظروف وكيفية نشأة هذه اللجان وعلاقة ذلك ببعض التنظيمات السياسية السودانية، الا انها بلغت الآن مرحلة متقدمة من النضج والوعي السياسي والتنظيمي والذي امن لها الاستقلالية التامة والحماية من اطماع الاحتواء والاستغلال والاختراق من قبل الاحزاب والكيانات التي تعج بها الساحة السياسية السودانية.

لجان المقاومة تحمل الان عبء عملية التغيير نحو ديمقراطية مستدامة في السودان، مستندة على نقاءها الثوري وتجردها عن أي ايدولوجيا او حمولات حزبية او مناطقية او اثنية او دينية، وهدفها وطن تحكمه المؤسسية في ظل الحرية والعدالة، حيث يتساوي فيه الجميع امام القانون، وترفع شعار المواطنة، لا غيرها، هي اساس الحقوق والواجبات.

فلجان المقاومة اليوم تخط منهجاً جديداً في فضاء السياسة السودانية لم يألفه السودانيون من قبل، قائم على:

🌻البناء القاعدي: التنظيم القاعدي على نطاق واسع يشمل كل مدن ومعظم الريف السوداني والمستند على جموع الجماهير غير الحزبية والتي كانت تعرف بالاغلبية الصامتة .

🌻الجماهيرية الواسعة: المقدرة الفائقة على التنسيق الدقيق والمحكم لتحريك ملايين الجماهير في معظم مناطق السودان.

🌻الاستجابة لحاجات المجتمع: لعل ذلك برز من خلال الكم الهائل من المبادرات المجتمعية التي انخرط فيها شباب اللجان.

🌻السلمية: المقدرة الفائقة والمبهرة في انتهاج الوسائل السلمية في مواجهة آلة القتل والقمع والانتهاكات الصارخة في حقوق الانسان.

🌻الوعى السياسي: النضج السياسي والمعرفة الواسعة بالتجارب العالمية ماضيها وحاضرها وتسخير كل ذلك في خدمة الحراك الثوري.

🌻القيم والمبادئ والمثل السامية: الصدق والشجاعة والتضحية والايثار ونكران الذات والصبر والاصرار والوضوح والشفافية، الالتزام الصارم بالأهداف (اثبت نهج اللجان خلال ثلاث سنوات من الحراك الثوري هذه القيم وغيرها).

نشأت لجان المقاومة من وسط الجماهير كرد فعل طبيعي وعفوي على الاستبداد والفساد والانتهاكات التي ظل يمارسها النظام الاسلاموي البائد على قطاعات واسعة من الشعب السوداني خلال 30 عاماً. فنشأتها كانت من داخل الاحياء كحاجة ملحة لتحقيق تطلعات اساسية للمواطن والوطن، لذا فان تطلعات لجان المقاومة تمثل تطلعات الجماهير وهدفها هو هدف الجماهير، وهذا يفسر الجماهيرية الواسعة التي تلتف حولها وتستجيب لها. فلجان المقاومة هي اول كيان واسع في السودان نابع من القواعد الجماهيرية ولم يتنزل من علٍ كما هو الحال في الاحزاب والتنظيمات السياسية السودانية، والتي نشأت ككيانات نخبوية فوقية تعمل لإخضاع الجماهير لأفكار او معتقدات او ايدلوجيا تزعم كذباً او غباءً انها لصالح الجماهير، بينما في حقيقة الامر ان بعض هذه الكيانات يحاول اخضاع الجماهير لتحقيق مكاسب سلطوية وبعضها يعمل على الاحتفاظ بمكاسب سلطوية واقتصادية تاريخية، والبعض الثالث يعتقد غباءً ان افكاره ولا شيء غيرها هي الحق كل الحق وما عداها هو الباطل.

فكل الاحزاب والكيانات السياسية الفاعلة التي تشكل الفضاء السياسي السوداني قبل بروز لجان المقاومة كانت نخبوية المنشأ لذلك فشلت خلال 30 عاماً في تحريك الشارع وحشد الجماهير ضد السلطة الاسلاموية، الى ان جاءت لجان المقاومة واستطاعت ان تخلخل النظام في حراكها في 2012م و2013م، ومن ثم اسقاطه في حراكها الكبير في 2018م و2019م. فالحزبان الكبيران نتجا عن مؤتمر الخريجين وهو الكيان الذي اسسه نخبة السودان في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم هيمن عليهما البيتان الطائفيان الكبيران في السودان فتحولت ملكية هذه الاحزاب من نخب مؤتمر الخريجين الى النخب الطائفية. الحزب الجمهوري ايضا نتج عن نخبة مؤتمر الخريجين وظل حزباً صفوياً يدور في فلك افكار زعيمه محمود محمد طه، ويجهل الكثير من متعلمي السودان في المدن هذه الافكار دعك من الريف السوداني الواسع. اما احزاب الأيديولوجيا الوافدة كأحزاب اليسار واليمين والقومية العربية، فهي في الاصل نشأت خارج السودان، وجاءت بها النخب المتعلمة لزراعتها في البيئة السودانية قسراً رغم ثبوت عدم ملائمة التربة السودانية لها من خلال التجربة العملية، وكانت النتيجة فشل هذه الاحزاب وافساد البيئة السياسية في السودان بأمراض يصعب علاجها. مجموعة الاحزاب والكيانات النخبوية الأخرى تشمل تلك التي خرجت عن عباءة الحركة الطلابية مثل حزب المؤتمر السوداني، وتلك التي نشأت في مناطق الهامش كنتيجة للفقر ونقص الخدمات والتنمية مثل احزاب مؤتمر البجا والحركة الشعبية شمال بجناحيها وحركات دارفور. فحزب المؤتمر السوداني حزب نخبوي صفوي بامتياز بحكم نشأته وسط المتعلمين وطلاب الجامعات، اما الحركات المناطقية فأنشأتها النخب المتعلمة في مناطقها، واثبتت الوقائع الجارية الآن انها لا تملك قواعد جماهيرية في تلك المناطق التي تتحدث باسمها، وانما فقط لها مليشيا مسلحة، وتتاجر بقضايا مناطقها في سوق السياسة السودانية.

فتجربة لجان المقاومة فريدة في نهجها ونشأتها، ولعل من اهم عوامل نجاحها يتعلق بما يلي:

اولاً: نشأتها من القواعد الجماهيرية في الاحياء، مما جعلها تحمل قيم المجتمع وتعكس حاجات المجتمع الحقيقية.

ثانياً: نأي الشباب المكون للجان المقاومة عن الأحزاب وانتظامهم في مجموعة برامج العمل الطوعي حيث تفجرت طاقاتهم بعيدا عن الأحزاب في منظومة من الاعمال الطوعية تخدم المجتمع فقدموا أعمالا عظيمة في مجالات الصحة والتعليم.

ثالثاً: مجموعة القيم والمقدرات الذاتية التي تتمتع بها مجموعات الشباب التي تدير هذه اللجان. وتجلت هذه المقدرات والقيم ابّان حقبة النظام الاسلاموي، حيث انخرط شباب هذا الجيل من الجنسين في مجموعة من الانشطة والاعمال والمنظمات الطوعية في المجالات التي تخدم المجتمع. فتجلت مقدرتهم التنظيمية العالية في مجموعة من المشروعات، ولعل ابرزها تلك المشاريع التي قامت بها مجموعة “شارع الحوادث”. فمجموعة “شارع الحوادث” على سبيل المثال لا الحصر، توضح بجلاء مقدرة هذا الجيل من الشباب في استنفار قطاعات واسعة من جماهير الشعب السوداني تجاه قضية محددة. فبفضل التشبيك والتنسيق الدقيق بين مختلف منسوبيها في مدن وارياف السودان المختلفة وخارج السودان استطاعت هذه المجموعة ان تستقطب الدعم لتحسين الخدمات الطبية المقدمة لملايين السودانيين في مختلف مناطق السودان. وقد اثار نجاح مجموعة “شارع الحوادث” حفيظة السلطة الاسلاموية، وظهر ذلك جلياً عندما اوكلت المجموعة مهمة افتتاح احد مشروعاتها الطبية الكبيرة لعاملة بسيطة من غمار الشعب عوضاً عن مسئولي السلطة، مما عرض المجموعة لسيل من الهجوم من صحفيي النظام البائد. والان يستخدم هؤلاء الشباب نفس القيم والمقدرات التي يتمتعون بها في استنفار جماهير الشعب السوداني في احداث التغيير الذي تأخر 66 عاماً بسبب الجيل الذي ادمن الفشل والذي ما زال يعيق عمل هذا الجيل بمواقفه الرمادية.

رابعاً: سهولة التواصل وانتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة.

خامساً: قطاع واسع من منتسبي لجان المقاومة يتمتعون بالوعى السياسي والمعرفة والاطلاع علي التجارب السياسية العالمية ونظم الحكم في مختلف الدول بالاستفادة من توفر المعلومات عبر الوسائط المختلفة.

نجحت لجان المقاومة بامتياز في تحشيد وتحريك الشارع واظهرت مقدرات غير مسبوقة في التنظيم والتنسيق في العمل الميداني والحفاظ على الق ثورة ديسمبر المجيدة لأكثر من ثلاث اعوام. للحفاظ على المكاسب التي تحققت حتي الان ومواصلة العمل لتحقيق كامل اهداف الثورة، وللحفاظ ايضا علي لجان المقاومة ككيان فاعل في الفضاء السياسي السوداني مستقبلاً، يتطلب ان يكون هنالك عمل سياسي بالتوازي مع العمل الميداني الثوري. يتطلب ذلك العمل على محورين: المحور المرحلي الاني، والمحور الاستراتيجي المستقبلي.

المحور المرحلي الاني: بالتزامن مع الحراك الحالي الذي تنظمه اللجان يفضل ان تقوم لجان المقاومة بعدة اجراءات اضافية، اهمها:

🌻تكثيف العمل الاعلامي والتوسع في العمل السياسي من خلال عقد مؤتمرات صحفية راتبة لتمليك الحقائق للوكالات والقنوات الاعلامية العالمية، وتسمية المزيد من المتحدثين باسم اللجان خارجياً.

🌻تطوير آلية تحميها من اختراق الاحزاب السياسية لها.

🌻انشاء آلية فعالة لتكوين مجالس اللجان لكل مجلس بلدي (محلية) في جميع اقاليم السودان: وهذه المجالس هي الاساس الذي ستبنى عليه عضوية المجلس التشريعي الانتقالي.

🌻انشاء منصة تنسقيه موحدة تمثل لجان المقاومة في جميع اقاليم السودان تعمل كمنصة موحدة لطرح فعاليات اللجان واعلانات المواكب والانشطة.

🌻اصدار ميثاق سياسي يحكم المرحلة الانتقالية متوافق عليه من جميع لجان المقاومة بالسودان.

🌻 التنسيق مع كل قوي الثورة الداعمة لرؤية لجان المقاومة نحو التحول الديمقراطي.

🌻استقطاب كل الجهود والاستعانة بكل الكفاءات والعلماء الذين تتوافق رؤيتهم مع رؤية لجان المقاومة في سبيل تحقيق اهداف الثورة في التحول الديمقراطي.

🌻تحديد رئيس وزراء منذ الآن كمرشح للجان المقاومة، وحسب رؤية كاتب هذا المقال فان النساء كن الاكثر وعياً سياسياً خلال فترة الحراك الثوري وسيكون من الافضل والاكثر قبولاً داخلياً وخارجياً ترشيح احدى الكفاءات النسائية – وهن كثر – لمنصب رئيس الوزراء الانتقالي.

والمحور الاستراتيجي المستقبلي: يري كاتب المقال ان تحافظ لجان المقاومة على بنيتها التنظيمية بعد المرحلة الانتقالية، وان تضع استراتيجية على المدي البعيد تأهباً للعمل لما بعد المرحلة الانتقالية، فهي الاقرب الى المواطن والاكثر معرفة بحاجاته وتطلعاته، بالتالي هي الاكثر صدقاً وحرصاً على تحقيق تلك التطلعات. ومن اهم ما يمكن ان تتضمنه هذه الاستراتيجية:

🌻وضع الدستور الحاكم لعمل لجان المقاومة والذي يتضمن:

🔹️التنظيم الهيكلي للجان المقاومة ككيان سياسي في السودان ووضع الاطار والمنهج السياسي الذي يحكم عملها.

🔹️تطوير مشروع فكري سودانوي مبني على شعارات ثورة ديسمبر المجيدة (الحرية والسلام والعدالة).

🔹️تطوير مشروع اقتصادي اجتماعي تنموي وفق فلسفة جديدة اساسها الخضوع لحاجات وتطلعات الانسان السوداني في الحياة الكريمة.

🌻الاعداد لخوض الانتخابات المرتقبة في نهاية الفترة الانتقالية.

8 يناير 2022م

mailto:[email protected]@live.com

المراجع:

[1] https://www.independentarabia.com/node/70991/9https://www.independentarabia.com/node/70991/9

“لجان المقاومة السودانية… من تحريك الشارع إلى حراسة الثورة”، إسماعيل محمد علي، 12 نوفمبر 2019، اندبندت عربية.

[2] https://assafirarabi.com/ar/31387/2020/05/22https://assafirarabi.com/ar/31387/2020/05/22

“قصة لجان المقاومة السودانية”، شمائل النور ، 2020-05-22، السفير العربي.

[3] https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/

“لجان المقاومة فى السودان (الطبيعة ، الأدوار و التحديات)”، محمد بدوي، ديسمبر ٢٢ – ٢٠٢١ الخرطوم : راديو دبنقا.

[4] https://masr.masr360.nethttps://masr.masr360.net

“إضاءة على لجان المقاومة السودانية”، أماني الطويل ، 29 ديسمبر 2021، مصر 360.

[5]

https://www.independentarabia.com/node/167546/سياسة/تحلیل/لجان-المقاومة-السودانية-بين-الشرعية-والتجاذبhttps://www.independentarabia.com/node/167546/سياسة/تحلیل/لجان-المقاومة-السودانية-بين-الشرعية-والتجاذب

منى عبد الفتاح، اندبيندت عربية، 10 نوفمبر 2020م.

Post: #2
Title: Re: لجان المقاومة .. هل تعيد تشكيل الفضاء السي�
Author: Asim Ali
Date: 01-11-2022, 07:39 PM
Parent: #1

لجان المقاومه تقديرى واعتقادى عبارة عن ماعون ثورى واسع اتسع لاطياف الشعب السدانى بكل تبايناته منخرطين لاجل قضيه مركزي تذوب امامها كل الفروقات والتباينات السياسيه .
لجان المقاومه وفرت تجربه ديمقرطيه من ادائها متواصل طوال سنين حاك الثورة ومرونتها واستدامة العمل المتناغم - عبر الية التنسيقيات وفق ميثاق مل يضبط الاداء ويقىها من الاختراق وسرقة تضحياتها من اجسام طفيليه انقلابيه رغم الاختلافات الهامشيه فى التقديرات والمواقف.
البعض قد يرى ان لجان المقاومه تمثل بديل سياسى فى حد ذاتها لملء فراغ فشل الاحزاب والمنظمات المدنيه المجيره لصالخ العمل الحزبى.لكن فى اعتقادى كما سبق التعبير انها ماعون ثورى واسع يظل كما هو حارس للثورة ولايمنع ذلك ان تتشكل من داخله تيارات ورؤى وسياسيه معاصرة تستجيب لمتطلبات المرحله الحاليه والمستقبل فى اطار امة سودانيه موحده .
هذه التيارات ستصبح هى احزاب الغد والدماء الجديده فى شرايين السياسه السودانيه بعد ان اصابها كولسترول العصبيه والطائفيه والعقائديه والانانيه المفرطة
لجان المقاوه كما حلم وطيف نحلم به ما قبل الثوره ونتمنى يتحقق الحلم ويمضى بنا الى افاق ارحب فى المسار الدمقراطى والتنموى.
وعلى الراى العام ان لايسعى لحشرها فى زاويه العمل السياسى او التنازع عليها استقطابا او تحييد او انقسام.
لجان المقاومة هى الرحم الخصبلقادة احزاب الغد وحائط الصد والدفاع المرتقب فى الاجهزه النظاميه بعد ازاله التمكين فيها واعادة صياغه عقيدتها العسكريه بما يتوافق وقيم الامة السودانيه