الثائر لا يلدغ من جحر مرتين فعلي المؤسسة العسكرية ان تغسل عارها اولا ثم تحدثنا عن شراكة

01:26 PM November, 21 2021

سودانيز اون لاين
وليد زمبركس-الولايات المتحدة - ولاية فرجينيا
مكتبتى
رابط مختصر

المؤسسة العسكرية خانت الوطن حين شاركت او سمحت بقتل مواطنيه.
خانت الوطن حين سمحت لقائدها الخائن الاستقواء بالمحاور علي شعبه.
خانت الشعب حين تركت قائدها يمزق الوثيقة الدستورية و يفصل و يعتقل شركاءه في الحكم.
و حين تركت قائدها يتصرف باسمها كما يشاء قتلا في الشعب و ضربا و تعذيبا و تنكيل ايضا قد خانت الوطن.

مؤسسة برهان التي يقود لا تمثل الشعب السوداني الصامد و لا ثورته المجيدة فهي مؤسسة جنرالات الحرب التي دجنها البشير و روضها لٱجل انفاذ مخططات الحركة الاسلامية الرامية لاحكام القبضة علي رقاب شعب السودان الذي قتلته دون وازع من مروءة و اخلاق او دين.
إن ارادت المؤسسة العسكرية ان يكن لها دور في ارساء ملامح الدولة السودانية التي يرسمها هؤلاء الشباب و الشابات بدمائهم المسفوحة فعليها اولا كمؤسسة عسكرية ان تغسل عارها بلفظ الذين دنسوا شرفها العسكري بالخضوع لمحاور الشر و جنرالات الخلا و مرتزقتهم الذين توافدوا الي وطننا من دول الجوار سعيا وراء دولارات خضراء نضرة ينالونها مكافٱة لقتلهم ثوار شعبنا الٱبطال.
الشراكة تكون مع قوات الشعب المسلحة و ليس مع جنرالات القتل المدججين بسلاح العمالة و خيانة الشعب و ازدائه قتلا و تشريدا و تعذيب.

موافقة دكتور حمدوك علي القبول بتٱسيس حكومة كفاءات وطنية و تنازله عن التمسك بحكومته السابقة لهو خضوع كامل لقرارات البرهان التي نادي بها في بيانه الاول للانقلاب حين قال حمدوك نحن للآن ما قنعنا منو و له كامل الحق في اختيار وزرائه دون تدخل منا.
فما هو الجديد في الٱمر ؟

اذا كان من حق برهان ان يرفض اعضاء مجلس الوزراء القدامي فهل من حق حمدوك ان يرفض اعضاء مجلس السيادة بمن فيهم البرهان و حميدتي و يعتقلهم كما اعتقل برهان اعضاء مجلس الوزراء ؟

ان لم يكن من حق دكتور حمدوك فعل ذلك فستكون شراكة املاها غالب علي مغلوب و لن تنتج سوي انقلاب آخر علي الشرعية و مزيدا من القتل و التشريد الي ٱن يحقق عساكر اللجنة الٱمنية للبشير مبتغاهم بوٱد الثورة و ها هم قد ٱعادوا مراكز القوة الكيزانية الي الواجهة في اول اختبار و استهدفوا الثورة بضرب مركز قوتها الاوحد جماهير شعبنا الثائر العزيز.

لا زال مشهد وزير شئون الرئاسة السابق خالد عمر حاضرا بالٱذهان و هو يحض الثوار علي رفع المتاريس بعد مجزرة فض الاعتصام بحجة ٱن قوي الحرية و التغيير توصلت الي اتفاق مع المجلس العسكري حينها و حين اعترض الثوار علي ذلك ٱقنعهم بٱن الاتفاق سيكون ملزم للمجلس العسكري بقبول شراكة متساوية مع المدنيين. فهل التزم العساكر بالشراكة بل هل التزموا باحترام حق المواطنة للوزير خالد عمر الذي طالب الثوار برفع المتاريس و لا يزال معتقل الآن ؟

اين هو الوزير خالد عمر و هل سيكون له نفس الموقف اذا ٱطلق البرهان سراحه؟

عساكر اللجنة الٱمنية للبشير لا ٱمان لهم و إن وضع دكتور حمدوك يده في ايديهم مرة ٱخري فدون شك سيرفع الثوار يدهم عن اي عهد التزموا به لدعم دكتور حمدوك. فالثائر الحق لا يلدغ من جحر مرتين و الي حين تقرير دكتور حمدوك مصيره من الثورة فسيظل الثوار في الانتظار.

الشعب ايدو ٱقوي و الردة مستحيلة. ليست هذه امنية بل هو نبض الشارع الآن و من لا يقرٱ ذلك فلينتظر حتي يحاصر الثوار القصر الجمهوري و يفرضوا ارادتهم علي الجميع.

الثائر إن لم يجلس بمقاعد الحكم او لم يرفع لها من يمثله فما انجز ثورته و سوف تضيع كل تضحياته و دماء شهدائه هباء الريح.

منكم الدم و منا الورق و الحبر. فهل هذه رسالتكم للثوار؟
هذا لن يكون طالما ٱن بالشارع شريان ينبض.

رئيس الوزراء الذي لا يملك لنفسه حق الذهاب الي الحمام الا بموافقة من يضعونه رهن الاعتقال فكيف له ٱن يقنع شعبه بٱن ما توصل اليه من اتفاق مع معتقليه انما جاء من اجل مصالح شعب السودان؟

كل الاحداث كانت تصب في صالح الثورة و اولها صمود شعبنا الجسور و الذي هزم آلة البطش و ٱجبر العالم ٱجمع للوقوف الي جانبه مما دفع محاور الشر للابتعاد عن الانقلابيين فتركوهم وحدهم يواجهون مصير مجهول.
في هذا التوقيت بالذات و بعد ان استعاد دكتور حمدوك جزء من شعبيته التي افتقدها سابقا بسبب تناغمه مع عساكر اللجنة الٱمنية الذين غدروا به و بوزرائه الكرام. في هذا المنحني الخطير في مسار الثورة السودانية يتراجع رئيس الوزراء عن موقفه الصامد الذي اعاد الروح الي ثورة الشعب .

فهل حقن هذا الموقف الحمدوكي دماء الشعب؟ الاجابة لا لٱنه لا زال هناك من يتعرض للبطش و التنكيل و لا زالت المعتقلات و السجون مفتوحة للشرفاء و لا زالت رصاصات الغدر تستهدف صدور الثوار الشرفاء.

إذن ما هو الداعي وراء هذه المصالحة غير المتكافئة التي املاها سجان علي سجين ان لم تحقن الدماء و تحاسب المجرمين؟

ان هذه المصالحة التي املاها غالب علي مغلوب لسوف تصب دون شك في مصلحة عساكر اللجنة الامنية الذين استطاعوا ان يمرروا انقلابهم العسكري بعد ان بدت لهم في الافق القريب ملامح الهزيمة و ليتهم مرروا انقلابهم فقط بل انهم اكسبوه شرعية و ضمنوا له دعما دوليا باسم السيد حمدوك و الذي عندما كان قويا يحيط به وزراؤه من كل صوب كان لا يمتلك سوي التصرف في ١۸% فقط من موارد الدولة . فكيف هو الحال الآن و سوف يكون وحده وسط هؤلاء الجناة دون دعم من احزاب او شارع سياسي او ثوار انفضوا من حوله بعد ان بصم علي شروط اتفاق لا يعنيهم من قريب او بعيد ؟

اذا لم يخرج عساكر اللجنة الٱمنية للبشير بٱي مصلحة من هذا الاتفاق فيكفيهم ٱنهم شقوا الصف الوطني الي الٱبد ما لم يمتص الشارع الثائر اثر الصدمة ثم يستعيد توازنه مرة اخري بإيجاد قائد آخر يمثل الثورة في هذا المنحني الخطير.

تخلص برهان من الوزراء الذين لا يرغب فيهم و ٱلغي لجنة تفكيك التمكين التي افزعت حلفاءه الكيزان و ٱطلق سراح من اراد و فصل من لا يروق له و اعتقل اخرون و قرر تكوين لجنة تحقيق في الجرائم التي ارتكبها هو و داعموه من الانقلابيين و بذلك سوف يكون هو الخصم و الحكم و فوق كل ذلك الزم دكتور حمدوك بالمشاركة ليكن له نصيب من كل هذه الموبقات.و هذا ما ربحه برهان و غيره الكثير فماذا ربحت الثورة و الثوار و ماذا ربح دكتور حمدوك ؟

زي ما بقول السعوديين : و الله ما استفدنا شي.

فالعساكر قرروا ان يحكموننا اما بإراقة الدماء او بحقنها و في الحالتين نحن ضايعين و علي شهداء شعبنا السلام.

اتفاق دكتور حمدوك مع الانقلابيين لا يعني الثورة و لا الثوار و إن كان له معني واحد فهو ٱن الدكتور حمدوك اختار بمحض ارادته الانضمام الي فريق الانقلاب و اختار حاضنة الموز حليفا له خلفا للشارع السوداني الثائر الذي وضع في شخصه آمال عراض.

اين هو حقن الدماء يا دكتور حمدوك و ها هو الحدث يوسف عبد الحميد ١٦ عاما يسقط شهيدا برصاص الغدر و الخيانة الرخيص ؟

انها شراكة في الدماء و ليست حقنا لها فخذوا نصيبكم من دمنا و انصرفوا او كما قالها محمود درويش.

عزيزي وليد
المواقف كلها يلفها غموض عجيب وربما القادم سيكون أكثر درامية ودموية مع إني مؤمن بطلائع الشعب وقدرتها على تجييشه على المقاومة
الغريب في الأمر أن البرهان كان يمكن له الوصول لشيء قريب مما وصل إليه اليوم وبدون تكاليف لو كان الهدف حكومة أكثر فعالية
ولكنه كان يسوق الفترة الإنتقالية بشكل مريب منذ توقيعه على الوثيقة الدستورية لحالة الإنسداد التي فتحت بمفتاح الإنقلاب
أقصد خنق الإقتصاد، أزمات في كردفان والشرق والشمال، خلايا إرهابية ظهرت وأختفت فجأة، فوضى أمنية و9 طويلة، إنقلاب عسكري مفبرك وغيرها
وسئال المليون هنا، ماذا كان يجري وراء الستار، ما الذي دفع اللجنة الأمنيةلكل هذا
نحن نعلم أنك لا يمكن أن تصل لهذه الرتبة في الجيش ما لم تبايع لجنة عليا خاصة وسرية في المؤتمر الوطني
ربما في ذلك نصف الإجابة عما جرى ويجري
كان الشعب مسبقاً مستاء من قحت بسبب عدم نضجها السياسي وعدم تجردها
ويتوق لتغيير الحكومة بشكل سلمي بتكنوقراط أو غيرهم (أنا لا أؤمن بفكرة حكومة تكنوقراط وهي مؤسسة سياسية لكن يمكن أن يحاط أي وزير بتكنوقراط)
قلت كان الشعب ساخطاً على قحط لاسيما بعد تولي أعضاء منها حقائب وزارية بعد أن أقسموا بأن لا يشاركوا في السلطة
اليوم وبشكل علني إستبدل البرهان الحاضنة الساسية من قحت بمن سماهم الإدارات الأهلية والطرق الصوفية وهو الليبل الذي يعني بشكل ما الحركة الإسلامية
ثم تعمق أكثر في تغول اللجنة الأمنية في السيطرة على الواقع السياسي بإعلانه أن مجلس السيادة الجديد هو المشرف على الحكومة التنفيذية فلم يعد مجرد هيئة تشريفية عليا
هكذا يكون البرهان قد حرق الوثيقة الدستورية (التي لم تكن دستوراً لأن الدستور يأتي بإجماع الشعب عليه) لأنها كانت تعاقداً بين طرفين تفقد مشروعيتها بفقدان مشروعية أحد أطرافها
حمدوك حرق مراكبه لسبب غامض لأنه فقد حاضنته وبالتالي مأزق موقعه وشرعيته لدى المؤسسات الدولية التي كانت ترى فيه وجه الديمقراطية في السودان
والسياسة تدار ضمن 3 معادلات هي القانون والقوة والمنطق، وبالقانون سيصبح السفراء الذين عارضوا الإنقلاب غصة في حلق الحكومة الجديدة ولا تستطيع التعامل معهم قانونياً
وسياسياً لن يكون موقف الكل منكسراً مثل حمدوك مما يفتح الباب لإستقالات متتالية في المواقع العاليا في إدارة معظم مؤسسات الدولة وهيئاتها الحكومية
هذه التطورات ستعطي المقاومة الشعبية زخم جديد وستغربل المواقف مما يسهل مسألة تنظيف الساحة السياسية عند نجاح الثورة في إسقاط اللجنة الأمنية وحلفائها
أحد أكبر المشاكل التي ستحل بعد الثورة هو حل إشكالية الجيش الذي تحول من أداة في الدولة إلى دولة الدولة مع أن الجيش مؤسسة وظيفية في البلد مثلها مثل الطب والهندسة
لم تعد للحكم السياسي ولا تملك الثقافة الديمقراطية ولا يحق للعسكري المشاركة في الحكم إلا عند ما يخلع بزته ويتحول لمواطن يملك صوت واحد يستهم به في التداول السلمي للسلطة
خربت النخبة المثقفة الخيش منذ 1958 وبلغ ذلك التخريب قمته مع الإتقاذ التي عملت إحلال وإبدال جذري الطابع وصل حتى العقيدة القتالية للجيش الذي تحول من حامي للحدود
إلة الضلوع في المشاركة في مجاذر جماعية في دارفور ضد ابناء شعبه.
أحد أهم تحدياتنا إضافة لعدم نضج وتجرد الطبقة الساسية هي دول جوار إستمرأت التدخل في شأن السودان وإسترزاق إبنائه في حروبها في اليمن وليبيا وجنوب السودان وكذلك
تدخلات مريبة لمحاور مثل الدور الروسي الغامض والذي يتكشف يوماً بعد يوم عن مشاركة شركة أمنية روسية غامضة في قمع التمردات و الثورة في السودان بالتعاون الكامل مع البشير وحميدتي ومن ثم البرهان
هذا الإتفاق لا يمثل طعنة لشباب الثورة فقط بل لكثير من السياسيين الوصوليين الذين ظنوا الخير في البرهان وتوقعوا نصيباً من كعكة السلطة لذا بدأ التساقط بكثافة من صفوف الأحزاب والحركات المسلحة
وربما تعقب ذلك إنشقاقات في صفوفها
موقف إمريكا وأوروبا والذي كان مخزياً منذ بداية الثورة سيكون له أثر قوي سلبي أو إيجابي في تطورات الأحداث.. كلنا نذكر كيف عقد الكثيرون الأمل على إمريكا بعد نجاح الثورة في دعم التحول الديمقراطي
ولكنها ماطلت في رفع اسم السودان من قائمة الدول المصدرة للإرهاب وطالبت الحكومة التي ورثت خزنة خاوية بدفع مئات الملايين من الدولارات لضحايا تفجيرات نيروبي وغيرها

سلامي دكتور سناري.

المشهد فعلا معقد لدرجة يصعب معها التكهن بما يخبؤه مقبل الايام.

البرهان و مجموعته اتضح جليا ٱنهم حريصون جدا علي ربط مصيرهم بوجود الاسلاميبن و باعتقادي ان اطلاق سراح دكتور غندور و دكتور الجزولي لم يكن خطٱ او سوء تقدير فالانقلابيون منذ البداية كانوا علي علم مسبق بٱن لا حاضنة لهم غير الاسلاميين لذلك جاءت تعيينات البرهان في اغلبها من مفصولي الخدمة المدنية المحسوبين علي الحركة الاسلامية و الذين استعان بهم في اغلب المؤسسات التي حاول وضع يده عليها لٱهميتها مثل الشرطة و التلفزيون و بنظرة سريعة لتقارير الشرطة او برامج التلفزيون التي كان اغلبها داعما للانقلاب يمكننا ان نقف علي حجم الخلل الذي احدثه انقلاب البرهان في مهنية هذه المؤسسات هذا بالاضافة لقوائم الفصل و الاحلال التي استعاضت باسلاميين حتي لا ينجح العصيان المدني الذي تم اعلانه ابان فترة بداية الانقلاب.

البرهان كما ذكرت انت لا يمكن ان يصل الي المرتبة التي وصلها في حكومة البشير الا بعد مروره بغرابيل الحركة الاسلامية التي نعرف و التي يتم تطبيقها حتي حراس بوابة الجامعات فما بال الرجل لا يخضع لها و هو قائد القوات البرية في دولة البوليس السياسي و الٱمن.
حين انظر للبرهان و الذين معه من جنرالات اللجنة الأمنية للبشير اتذكر حديث البشير في اخريات عهده حين قال ٱنه اذا تنحي سوف يسلمها الي ضباط حقيقيون و باعتقادي ٱنه قد كان خاصة عندما ننظر الي ان حكام الولايات الذين عينهم البشير من العساكر ظلوا في مكانهم رغم ادعاء البرهان و جنرالاته بٱنهم دعاة تغيير.

الاستقالات التي اشرت لها انت قد بدٱت بدكتورة فدوي من جامعة الخرطوم و حتما ستكون هذه هي البداية و ستتوالي الاستقالات.

المحاور من حولنا عربية و روسية و صينية و غيرها تسعي لتثبيت مصالحها التي وعدها بها الجنرالات الذين باعوا شرف الوطن لٱجل ضمان بقائهم في الكرسي الذي سيضمن لهم الحصانة من المساءلة عما اغترفوا من جرم.

دكتور حمدوك حرق مراكبه و يبدو ان الشارع سيتجاوزه و ذلك لٱن الشارع لا يملك خيارا اخر غير المواجهة في هذا الوقت و لطالما قرر دكتور حمدوك الانسحاب من المواجهة فيكون قد اسقط نفسه من معادلة الشعب اختيارا و ليس فرض.

هذا الشباب الثائر قد يتعثر قليلا و لكنه لن يعجز عن ايجاد قيادة ترضي طموحه وصولا الي السودان الذي يحلم به .

مقتطف

Quote: اذا لم يخرج عساكر اللجنة الٱمنية للبشير بٱي مصلحة من هذا الاتفاق فيكفيهم ٱنهم شقوا الصف الوطني الي الٱبد ما لم يمتص الشارع الثائر اثر الصدمة ثم يستعيد توازنه مرة اخري بإيجاد قائد آخر يمثل الثورة في هذا المنحني الخطير.

كلام صاح
دائما ما أردد بأهمية وحدة قوي الثورة
الواضح أن رمز الثورة قد أصاب وحدتها في مقتل

تحياتي نصر.
فعلا لقد ٱصاب رمز الثورة وحدة الصف في مقتل و بعد ان يفيق الشارع من ذهوله سوف تبدو ملامح ذلك الانقسام واضحة اذ سينقسم الناس بين منادي لمواصلة الثورة و بين موافق علي خط دكتور حمدوك الذي ترك مختارا صف الشعب الذي دعمه دونما قيد او شرط و اختار فقاسة او حاضنة الموز فلست ٱدري حقا ماذا ٱقول.
لو انتظر حتي نهاية اليوم لكان موقفه التفاوضي افضل بمائة مرة فجموع الثوار بدٱت بوادرها تحيط بالقصر. هذا طبعا اذا كان هو يسعي لتفاوض بل ٱنه لم يفعل شيئا سوي ٱنه وقع علي ما طلب منه العساكر التوقيع عليه دون شرط او قيد بما في ذلك الديباجة التي اشارت الي ٱن انقلاب البرهان انما هو حركة تصحيحية فهل كان العساكر يحلمون بٱن يوقع لهم احد المدنيين شيكا علي بياض و سك براءة كما فعل دكتور حمدوك ؟ فالرجل لم يهمه فصل جميع وزراءه بل و لم يهمه ان كانوا احياء في معتقلاتهم ام تم قتلهم ٱجمعين اما الثوار و شهداء الثورة فلا ٱظن انهم سوف يخطرون بباله بعد اليوم هذا ان لم يقم بتصنيفهم كمخربين في مقبل الايام ان رفضوا ان يطربوا لسمفونية تناغمه مع عساكر شراكة ما بعد الانقلاب.

يقيني ان دكتور حمدوك عليه ان يتحمل نصيبه من دماء شراكة ما بعد الانقلاب لٱن الشارع الذي هتف حمدوك يا ني الشارع حي سوف لن يصمت علي تقديم حمدوك يد العون لقتلة شهداء الثورة لٱجل انقاذهم من حبل المشنقة الذي ينتظرهم بحسب قانون الثورة و هتاف الثوار برهان مافي حصانة المشنقة يا الزنزانة. فطالما اختار دكتور حمدوك صف العساكر فليتحمل نصيبه كاملا من دماء شهداء المستقبل الذين لن يتركهم عساكر اللجنة الٱمنية يهدمون لهم حلم الانفراد بالسلطة دون رقيب او حسيب. و مع كل قطرة دم تسيل سيكون في حكم الثوار لدكتور حمدوك رمز الثورة السابق منها نصيب.

تحياتي مجددا دكتور سناري.
موقف عساكر اللجنة الٱمنية في عرقلة المسار الانتقالي يبرره سعيهم الدائم للانفراد بالسلطة من خلال الجدل الذي افترعوه ابان فترة الحديث حول الوثيقة الدستورية التي سعوا بكل جهدهم ان تٱتي خادمة لمصالحهم ثم جريمة فض الاعتصام و التي تبعها تنكر البرهان علي فكرة الشراكة مرورا بخنق الاقتصاد وصولا الي ازمة الشرق و حتي حاضنة السوء الاخيرة جميعها كانت محاولات لدك اوراق اللعب ليتثني لهم توزيعها من جديد و لو لا الشباب الثائر لقام العساكر بوٱد الثورة في مهدها و للٱسف ان ما عجزوا عن الوصول اليه بكل تلك المحاولات قد قدمه لهم الان دكتور حمدوك و دون ان يضع شروط تضمن للمكون المدني حق الاستمرار بكرامة اذ جعل منه الدكتور كومبارس و تمومة جرتق لاستكمال اركان الانقلاب و برغم ان البعض يرون ان دكتور حمدوك لم يفعل شيئا سوي انه انتقل بنفسه من صف المدنيين الي صف العساكر و رغم انطباق هذا الوصف عليه حرفيا الا ٱنه دون شك بموقفه المتخاذل هذا ٱضاف للعساكر الكثير اذ منحهم شرعية كانوا يفتقدونها كما اوقف كل محاولات الضغط عليهم من العالم الخارجي بل و فتح لهم باب التعاون مع كل المؤسسات المالية التي اعلن بعضها مقاطعتهم و بهذا يمكنهم ان يستدينوا من الاموال ما يحتاجون له و ما لا يحتاجون دون ان يسائلهم احد بمن في ذلك حمدوك نفسه و طالما انهم مضوا علي اوراق عزله و اعتقلوه ثم اعادوه مرة اخري بهواهم فسوف لن يكن له دور آخر سوي ان يبصم علي كل ما يطلبونه منه او ان يقدم استقالته فاتحا امامهم الطريق بعد ان فك كل الحبال التي لفها الانقلاب حول رقابهم.
و ان كان هناك دما سوف يتم حقنه كنتيجة لموافقة دكتور حمدوك علي وضع يده في يد العساكر فسيكون ذلك الدم هو دم العساكر الذين بفعلته تلك فروا من الملاحقة و للٱبد و سوف لن يجرؤ علي عقابهم احدا كائنا من كان و ذلك باعتقادي هو حقن الدماء الذي عناه حمدوك اما شباب السودان الثائر فقد كان طريقه واضحا و هو حكومة مدنية او صبة ٱبدية كما كانوا يرددون و طالما ان ذلك الشباب الثائر واعي بقضيته و قادر علي دفع فاتورتها و مستعد لدفع ثمن التغيير فليس من حق دكتور حمدوك ان يدعي ٱنه ما تخاذل الا من ٱجل حقن دماء الثائرين و الذين تواثقوا علي تقديمها ثمنا لٱجل السودان الذي به يحلمون.

ما يدهشني حقا هو لماذا تٱخر دكتور حمدوك سبعة و عشرون يوما قبل ان يوقع علي هذا الاتفاق علما بٱن الشروط هي نفسها لم تتغير منذ ان قرٱ البرهان خطاب انقلابه اول يوم ؟