قصة طفلة طردت التاتشر

10:02 AM November, 08 2021

سودانيز اون لاين
عبدالرحمن أحمد السعادة-المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

هل سيأتي إلى العالم يوم تقيم فيه الشركة الصانعة لعربات التاتشر جائزة للسلام

باسمها كما أوصى ألفريد نوبل لجائزته؟

فهي بعين فئة كثيرة من الأحرار تحمل على ظهرها القتل والأذى وبالغ الضرر.

وربما قال قائل إنما الحق على من دجنها ذلك الظلوم الجهول.

إذا توغلت بالحارة ركضن بعض الآمنات إلى الأبواب ليحتمين وراء الجُدر مروعات لرؤيتها.

وعندما تهاجم دون هدى ينتثر الثوار في الطرقات متحرفين إلى نضال سامٍ في أهدافه وحقيقته :

حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب

شعب يقابل قتله وتجريحه وتشريده بترديد الشعارات التي تدعو إلى السلام،

يا للبون الشاسع! ويا للفرق المهول بين القاتل والمقتول!

وذلك الرد مستوحى من الفطرة السليمة من زكائها ( لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسطٍ يدي إليك لأقتلك ).

شاهدت الصغيرة كر الثوار وفرهم مع التاتشرات التي تنشر حُمم الموت وسفك الدماء وسياط

الذل ودخان الغاز ومن ذخيرته لما يهبط على رؤوس المنازل وفي فضائها.

فعرفت أنها آلة الشر الزؤام فكرَّت عليها بسجع الثوار الذي فر عنها لمّا بدأت باستلال ما تعرف من أدوات

العذاب لتثأر وهي تردد بإنشاد :

يا تاتشر تاني ما تجينا

لو تجينا

نضبحك بالسكينه

ونرميك فوق السحاب

ونحرقك بالنار

وهكذا على هذا المنوال طيلة الأيام ..

وأبوها يطرب لها وكان كعادته في مزاحه يثني عليها ويمدحها بالحسن والجمال في كل شيء فخطر

له هذه المرة خاطر طائف أن يأتيها على سبيل التمليح بذم فجائي لم تعهده فانقلبت وتبدلت وحلت

الصرامة القاطعة وغضب الثورة الحارق فقالت له ببديهة عجلى ودون أي تلجلج وفي بيان تام :

- تسقط بس.

عبدالرحمن السعادة

حرية سلام وعدالة مدنية خيار الشعب

مدنيااااو