تعليق علي كتاب القراي عن المهدية

تعليق علي كتاب القراي عن المهدية


09-18-2021, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1631980771&rn=0


Post: #1
Title: تعليق علي كتاب القراي عن المهدية
Author: زهير ابو الزهراء
Date: 09-18-2021, 04:59 PM

03:59 PM September, 18 2021

سودانيز اون لاين
زهير ابو الزهراء-السودان
مكتبتى
رابط مختصر





وصلنى كتاب عمر القراى عن " المهدية " الكتاب عبارة عن مراجعة ونقد لفتاوى وآراء الامام المهدى وخليفته عبدالله ود تورشين . يقع الكتاب في 160 صفحة من الحجم المتوسط . في هذا المقال القصير أحب ان اعرض عليكم شيئا استوقفني… لقد ورد في الكتاب قصة كنت قد سمعتها قبل سنوات طويلة ولكننى نسيتها والآن اعادها الكتاب الى السطح.
وفحوى القصة ان السيد أحمد ودسليمان أمين بيت المال واحد المقربين من الامام المهدى قد احتفظ في مكان آمن بشعرة سقطت من رأس الامام المهدي. وكان الخليفة يتهم ود سليمان بالتواطؤ مع الاشراف ضده فخاف الخليفة ان تجمع هذه الشعرة الناس حوله وحول الاشراف وتتسع قاعدة المعارضة لحكمه. فطلب الخليفة من ود سليمان ان يأتيه بالشعرة. وعندما احضرها الاخير قام الخليفة (بإبتلاع الشعرة) . انا زاتي مستغرب كيف الزول يقدر يبلع شعرة !
المهم الخليفة قام برر ابتلاعة للشعرة بإختلاق قصة دينية فيها نبى الله الخضر والامام المهدى والملائكة، مؤداها ان من يبتلع الشعرة ستحميه من النفاق وتبعث النور في قلبه.
سأقوم بتصوير مقتطفات عن تلك الحادثة من الكتاب لاحقاً. واعتقد ان الزمن قد تجاوز آثار المهدية وارى ان الاجيال الجديدة تنظر الى دولة المهدي كأثر من آثار اجدادنا القدماء وسيرى فيها فقط، بخيرها وشرها، انها كانت من بواكير حركات التحرر الوطني في القارة الافريقية ضد الغزاة. وربما يقف قليلا على براعة الامام المهدى في التخطيط والنظرة الاستراتيجية للتغيير. على خلاف المك نمر. الذى تعامل بردة الفعل حين أحرق اسماعيل باشا. مما دفع الدفتردار الى حرق عشرات الالآف من السودانيين انتقاما لمقتل اسماعيل باشا.
ان كتاب القراي ربما يمد الباحثين ببعض الخيوط ويفسّر بعض الامور، لكنه لا يفيد هذا الجيل الذى يمتطى صهوة العولمة وينطلق بعقله الى آفاق بعيدة لا تحدها حدود. من المستحيل ان ترجع سيرة المهدية الاولى بأفكارها وتطبيقاتها الماضية. ان قصارى ما سيفعله حزب الامة، الجناح السياسى لطائفة الانصار، هو المناداة بدولة "مدنية" تطبق قوانين الشريعة الاسلامية في حدود ما يسمح به العصر واشتراطاته. وهي محاولة خجولة لتبرئة الذمة امام ما تبقى من قواعد الحزب التقليدية.