قصة الكديس والمشلعيب

01:16 PM August, 29 2021

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

دراما "ارستوتالية" من خمسة فصول

الفصل الأول
تكالب جاذبية نيوتن مع بيتان قوا الكديس

تسلل صديقنا في بداية مفتتح الليل، يمنى النفس بوجبة شهية من تلك التي فاحت رائحتها وعمت قرى وحضر البيت
كان وقتها يرقد مستكينا لا مباليا متوسدا الأرض تحت صديقته النيمة
والرائحة القادمة قي خيلاء من ناحية المطبخ، تنعش الحلم الرابض في تلافيف خياله
فيتحالف الجوع مع الرغبة والاشتهاء

كان يود لو ان يهب واقفا ليعانق تلك الرائحة، لولا الخوف من ان يفتضح أمره ويذهب ما يخطط له من غزوة ليلية ادراج الرياح

طيب والحل

تذكر تلك اللحظات النهارية وهو يتاهب لتنقيذ غزوته
ثم طفق يدندن في نشوة غريبة

الليله يوم الهنا
يا حبيبي اه انا

ومره مره يجر ال آه

يا حبيبي آااااه انا

ثم يغير اللحن والاغنية لتتناسب وجلال المناسبة
كيف لا والحبيب لحم الضأن هو من يزين حلم صاحبنا الكديس

ياربي عرفو كيف لحم ضان ؟

يمكن يكون لحم بقر

لا لا الشغلانة ظااااهره من قولة تيت

اقول ليك شي
يمين بالله انا لحم الضأن بفرزو وهو لسه جوه القفه

ياخ القفه ذاتا بتكون نشوانه وخدودا متوردة

سيبك من دا
الريحة كمان بتكضب؟
لا وشي تاني كمان
حس حبيبنا الضاني قي الصاج لحظة التحامه البديع وغوصه في لجة الزيت

لا تشبه سواها ولا يأتيها الباطل من أمامها او من خلفها


دارت كل هذه الأخيلة بخلد صاحبنا الكديس وهو يتاهب لغزوته الكبرى

الليل صديق المتآمرين

قالها وهو يبتسم في مكر

وهو لا يدري بما ينتظره من هول

كان قد وضع خطته الماكرة، تقرأ الدنيئة، ورتب كل تفاصيلها

الجزء الأول هو الصعود إلى عتبة الشباك
الجزء الثاني قفزة واحدة

الجزء الثالث

مافي جزء تالت ولا غيرو

الجزء التالت بكون في أحضان الحبيب

وطول يا ليل علي الباسل

اعتلي صاحبنا عتبة الشباك في هدأة ذلك الليل الذي لا يسمع فيه غير نباح كلب بعيد

لكنه قريب
أقرب من حبل الوريد الذي يحمل دم النية الحسنة
الى قلب المعنى

قفز صاحبنا بكل ما أوتي من إشتهاءِ

ولم يدر بعدها الا وهو ممدد على ارضية المطبخ الباردة والشامتة

ما الذي حدث؟

كانت المسافة ابعد مما تفعله تلك القفزة الماكرة الجائعة، والبليدة ايضا

ثم أكملت الجاذبية إجهاض حلم صاحبنا

تفاحتك عرفناها يا حاج نيوتن
طيب انا ذنبي شنو ؟

تمتم متسائلا ولا يزال برأسه بقية دوار

نظر إلى الأعلى

كان المشلعيب مبتسما حتى بانت نواجذه

نهاية الفصل الاول

الفصل الثاني:

المشتهي الحنيطير

-يتبع-

.
كامل التضامن مع الكديس!!

حكي اطعم من لحم الضان :)

طيب القوم

ود ابواتي

كيفنك ياخ وكيف أحوالك

وينك مختفي
ليك شوق عرمرم والله

الفصل الثاني:

المشتهي الحنيطير يطير

بعد تلك الواقعة، اصبح المشلعيب في نظر صاحبنا الكديس
مجرد وسيلة ميكافيلية صادمة، لا تبررها اي غاية في الدنيا مهما بلغت من الأهمية
حتى وإن كانت صون وحفظ الكنوز الضأنية النفيسة

ذات نهار، واثناء قيلولة يشوبها الكثير من الملل ولا تخلو من "دبرسة" يومية

التقى نفر من الكدايس تحت تلك النيمة
ودار محور الحديث عن تلك الحادثة والتي اصبح صاحبنا يتجنب الخوض فيها لما يحسه من شماتة بائنة في عيون بعض "الاعدقاء"

كانت معهم ابنة خالة صاحبنا، واثناء النقاش تبين انها على الحياد

عصا قايمه وعصا نايمه

انت شكلك كنت جعان فعلا

والله لا كنت جعان لا شي

خلاص معناتو كنت نعسان

لا لا ولا نعسان برضو

خلاص مالك طيب ؟

تراكا لي هسي معسم من الوقعة

مع بعض الضحكات المكتومة من الحضور

ألتفت صاحبنا صوب ابنة خالته وهو يمور من الغيظ

انتي قايله المسافة من العتبة لغاية الزفت دا هينه

النصيحة ما بعيدة قدر دا
انت ساي كحيان، ولا قول الكبر دخلك ساي

وتعالت الضحكات هذه المرة

لا خلاص عاجباني انتي يا يلينا ايسينباييفا

قالها وهو يكاد ينفجر من الغيظ كم ضحكات الشامتين

خلاص وانت مالك ما نطيت وحصلتو يا سيرجي بوبكا

ياخ اقول ليكن شي

والله انا ذاتي ما كنت جادي
زهج كني ساي

والمشتهي الحنيطير يطير

الفصل الثالث:

مغسة بنكهة موشح اندلسي

- يتبع-

الفصل الثالث:

مغسة بنكهة موشح اندلسي

ظل صاحبنا ولأيام عديدة تلت تلك الغزوة الفاشلة، يمر بدار الحبيب ولسان حاله المكلوم ينشد

لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إذ طالما غير النأي المحبينا

صاحبنا داخل في شخصية بن زيدون

حالت لفقدكم أيامنا فغدت
سودا، وكانت بكم بيضا ليالينا

كضاب ساي
دي فشة غبينة ساي

لا وشنو كمان، زولنا بقى لما يكون في لمة مع الجماعة
يعمل فيها سرحان ومتاثر وما شغال بالباقين

يا زول مالك متكفرن وشايل عبد القادر ؟

ليك كم يوم حالك ما ياهو

استوى صاحبنا في رقدته، ثم تنهد

عليك الله شغل لينا غونية التاج مصطفى ديك

عشيت عيناي من طول البكا
وبكى بعضي على بعضي معي
ليس لي صبر ولا لي جلد
يا لقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكواي مما أجد
مثل حالي حقها أَن تشتَكي
كمد اليأس وذل الطمع

أيها الشاكي إليك المشتكى
قد دعوناك وان لم تسمع

يا حليلك يا بن زهر الحفيد يا اندلسي الوجد

الايام دي صاحبنا ذاتو عندو اندلس مفقود

نط قريبو الكديس القاعد يباري الكيزان

اتق الله يا شيخ في نفسك
الشكوى لغير الله مذلة

قلت كدي ؟

طيب خلاص

الله لا غز فيك بركة يا مشلعيب السجم
بشتنت المخلوق بشتنة عجيبة

الشكية لي اب ايدن قوية

لحم الضأن
مفرق الحبان

لكين اقول ليك شي

لا بد من المشلعيب وإن طال العذاب

الفصل الرابع:

ابو العريف الهدم القيف

-يتبع-

Up

عايز أضحك .. لكن ضحكتي أبت تمرق .. نفّست!

بريمة

تضحك بلاهن

قول آمين

ولا اقول ليك

تضحك لهله

نوع الدوعا دا عندكن في دار الريح

عارف يا بربمة
غايتو واحد من احتمالين

يا تكون فهمت المقصود فعلا من السرد العبثي دا

يا كمان ما قدرت تفهم ما يستفاد من الحديث

كيف الحال يا دكتورة

انشغلت والله عن قصة صاحبنا ابو الاكداس
لسه فعلا باقي ال last chapter

شكرا كتير

Quote: السرد العبثي دا

يا داب كدي ضحكت !

بريمة

كدي يا داب عرفتك ما فهمت التكتح

هههههه

Samuel Beckett

Albert Camus

دحين سمعت بالناس ديل

الفصل الرابع:

ابو العريف الهدم القيف

يحكى انه
قد كان في سالف الزمان
مزارع هميم يحلم دوما بالخير العميم
كان لديه "جروف" علي شاطئ النهر
كانت مساحتها كبيرة وارضها لا بأس بها وعليها من ناحية الخصوبة والوعد بالحصيلة الوفيرة
ولكن
وللأسف الشديد كانت بها علة مستحكمة، وهي انها كانت على مستوى أعلى من سطح مياه ذلك النهر
الأمر الذي كان يعيق عملية ريها وسقاية أرضها
وكان ذلك المزارع الحالم لا يقدر على ريها من ماء النهر الا خلال فترة الفيضان
وحتى ذاك الفيضان المرتجى كان لا يجود عليه بمثل ما يحدث مع باقي اراضي الآخرين
والسبب هو علو "القيف" قبالة جروف ذلك المزارع المسكين
وحين ضاق الحال به وعازته الحاجة وتملكه السأم واعتراه اليأس
فكر انه لا بد من فعل شيء لإصلاح وعلاج تلكم العلة المقيمة
فقرر انه لا مناص من ان ينفذ ما اختمر في عقله من تدبير
وان اخر العلاج هو الكي

قرر ان يهدم كل ذلك "القيف" المكين والهائل
حتى يسهل ري أرضه و تنساب المياه إلى حيضانها التي تحلم بالارتواء والنماء

وهذا ما حدث بالفعل

وخلال عدة صولات وجولات مضنية، تمكن من هدم كل القيف الذي كان يقف حجر عثرة بين حلمه القديم

ولكن
حدث ما لم يكن في الحسبان ابدا
فهو وفي غمرة حماسه وفورة امنياته، كان قد افرط في الهدم

فانقض النهر على أرض جروفه لا يلوي على شيء ولا يقف شيء أمام اندفاعه الكبير

واضحت جروف المزارع بين موجة وضحاها، جزءا من النهر
وتسربلت الأرض بالمياه واختفت معالمها القسيمة الجميلة

فجلس امامها مشمرا عن ساق حزنه، يندب عقله الذي هداه لتلك الفكرة الطائشة الخائبة

تذكر صاحبنا الكديس هذه الحادثة التي وقعت قبل حين من الزمن

واختمرت ذات الفكرة الخائبة في راسه
وهو يتربص بذلك المشلعيب العالي السامق الذي يربض في سماء وذرى علياء
غير مبال بتلك الأفكار الكدايسية الشريرة

ثم تبسم ضاحكا من فكرته البليدة

وقد عقد العزم على تنفيذها

الفصل الخامس والأخير

سوء النية والوقعة اللخرانية

-يتبع-

مالك متكفرن وشايل عبدالقادر؟
دا اكيد عبدالقادر مضوي الكان بجنن ناس الدبيبة بعد كل حفلة بودوهو المستشفى

عبد القادر براهو ؟

معاهو كمان شيخ إدريس

والجاغريو قاعد بعيد يتفرج

و

يا ابو عبدا وين احبابنا٩

الفصل الخامس
والأخير

سوء النية والوقعة اللخرانية:

السيد أبو الاكداس، وبعيدا عن الحماقة التي دائما ما تورد صاحبها مورد "البشتنة" وتقلل من قيمة ومقدار من تسكنه
كان لا يخلو من بعض "سغافة" ومعلومات عامة لا بأس بها، تؤهله نوعا ما لان "يتبوبر" بين اخوانه وأخواته من بني كديس وبين رفاقه من أصحاب الفلسفة الكدائسية
فهو قد جمع، إضافة على "قرايته" الأكاديمية التي تلقب في احايين كثيرة ب " القراية أم دق" وتعريفها وفق ما ورد في انسايكلوبديا الاكداس، هي ما يتأتى من معارف عن طريق الحفظ والاستظهار، وربما خوفا ايضا من " الجلد" أو ربما فقط من أجل أن يكون ضمن العشرة الأوائل، دون أن ترسخ تلك المعارف في تلافيف واقاليم "مخيخه" المسكون بالوهم المقيم
فهو قد جمع معلومات عن أنساب بني كويس وعن بعض أمور الفنون ومقتطفات من التاريخ وقليلا من المنطق والفلسفة والأفكار الكدائسية الرنانة والطنانة والظنانة
ملحوظة: الظنانة دي مردها إلى "إن كل الظن اثم" قصة "إن بعض"ديك والمتعارف ومتفق عليها، قد أصبحت " ما بتقسم معاهو" استنادا إلى فكرته الكدائسية العبقرية التي لا تعترف بما يعترف به العوام

المهم
نرجع لبيت القصيد في الحكاية، تقرأ "بيت الكلاوي"

استنادا على تلك الأوهام الفتاكة والمهلكة، اعتزم صاحبنا وقرر إن يجد حلا شافيا وكافيا لمعضلة ذلك المشلعيب الذي "بوظ" له كل مشاريعه ومساره ومزاجه وخططه التي نسج احابيلها كيما "يقشر" بها و"يتفوجج" أمام اصحابه من كدسه وكديسات، ليظهر ويبدو امامهم وامامهن وكأنه ابو الأفكار السنية والعبقريات العلية
ههههههههههه
قرر إن يدمر ذلك المشلعيب الرهيب
والذي يقف حائلا بينه وبين طموحاته، مثلما زين له خياله، وكأنه خط ماجينو او سور الصين العظيم لو حتى خط بالريف

فكر صاحبنا ثم نظر وتدبر
ورأى إن افضل وسيلة للانقضاض على المشلعيب وتدميره وتحطيمه، هي احراقه بسهام نارية لا تبق ولا تمر

فجمع السهام واوتر قوسه ثم بدأ يشعل كل واحد منها ويرمي به صوب وتجاه المشلعيب، متأبطا جهله المعرفي وكأنه وليام تل
William Tell
وهو يجوس بين غابات سويسرا
لكن وللأسف كان أبو الاكداس "كيشه" في رمي القوس والنبالة
طاشت سهامه جميعها ولم تصب "شعرة" من حبال المشلعيب

ولما اعيته الحيلة وحار دليله في تلك الصحراء المشلعيبية

قرر ان ان ياخذ النار بيديه ويقفز قفزة من نوع " يا غرق يا جيت حازما"

وقد كان

ولكم ان تتخيلوا ما جرى وحدث بعدها

ثم

وبقت النهاية المحزنة

او

القمر بوبا عليك تقيل

-انتهى-