على سبيل التحية الأخيرة!

على سبيل التحية الأخيرة!


08-28-2021, 01:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1630154474&rn=3


Post: #1
Title: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 08-28-2021, 01:41 PM
Parent: #0

12:41 PM August, 28 2021

سودانيز اون لاين
عبد الحميد البرنس-
مكتبتى
رابط مختصر



سألتني مرة بنتي أمنية بنت السادسة وقتها: ما أقرب الأصدقاء لك. أنا هنا في استراليا وهو هناك في كندا. قلت دون تفكير: "الشريف". الآن وقد مات متولي الشريف غريباً محاصرا بكربة داء باغته في ذروة إحساسه بالحياة بينما يقوم بتمرين رياضي معتاد حول حديقة سنترال بارك في وينبيك، يبدو العالم أكثر وحشة وأقل رحمة. ويبدو أنه كان يعاني متمسكاً بشجاعته المعتادة ونبله الأصيل خلال الأسبوعين الأخيرين وقد عاد مجدداً بعد وقت قصير لمتابعة العلاج في مركز علوم الصحة قريباً من شارع شيربروك، عندما لم يتمكن من الرد على تساؤلاتنا المتكررة أنا وإلهام سوى بهذه الرسالة: " العذر لكم لكن في المستشفي واحيانا استعمل التلفون وفى تحسن". لقد كتب علينا مفارقة من ظلوا أوفياء إلى جوارنا في أكثر الأوقات حلكة. رحم الله متولي عبد الله الشريف رحمة واسعة والبركة في الإنسانية في فقدها العزيز الذي لا يمكن تعويضه البتة.

Post: #2
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبدالله عثمان
Date: 08-28-2021, 01:55 PM
Parent: #1

تقبله الله خير القبول وجعل البركة فيكم يا برنس وجبر كسركم

موت الغربة حااااار

Post: #3
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: نعمات عماد
Date: 08-28-2021, 02:32 PM
Parent: #2


اللهم أرحمه و أغفر له و أجعل مثواه الجنة و ألهم أهله الصبر

تعازينا لكم أ. البرنس و للأسرة و لأسرة المرحوم.

Post: #4
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: كمال عباس
Date: 08-28-2021, 02:55 PM

رحم الله الإنسان الخلوق متولي عبد الله إدريس (الشريف)
والهم آله الصبر والسلوان
كان هميما ومناضلا صلبا ـ عفيف اللسان متواصل مع أخوانه وأصدقائه

Post: #5
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الله حسين
Date: 08-28-2021, 02:57 PM
Parent: #4

فقد عظيم

Post: #6
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: elhilayla
Date: 08-28-2021, 02:59 PM
Parent: #1

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ" صدق الله العظيم
رحم الله الأخ الشريف
خالص العزاء لكم أخي عبد الحميد ولكافة أهله ومعارفه
___________
زين العابدين الحليلة

Post: #7
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: محمد البشرى الخضر
Date: 08-28-2021, 03:08 PM
Parent: #6

إنّا لله و إنّا إليه راجعون
ربنا يرحمه و يغفر له و يتقبله في من عنده
خالص العزاء لأسرته و لزملاء
افتقدته في احد البوستات يتناول تصريحا صحفيا للحزب الشيوعي, فا الراحل عودنا على نقل بيانات و تصريحات الحزب
لاحول ولا قوة الا بالله.

Post: #8
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: نعمات عماد
Date: 08-28-2021, 03:11 PM
Parent: #7


إنا لله و إنا إليه راجعون
ربنا يرحمه و يسكنه فسيح جناته
التعازي لأسرته و للزملاء.

Post: #9
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: يحي قباني
Date: 08-28-2021, 03:11 PM
Parent: #7

انا لله و انا اليه راجعون ..

قرأت خبر النعي في صفحة الصديق ابوساندرا ..

فقد عظيم .. و شخص جميل اخر يفارقنا ..

بالغ التعازي لكم و لجميع اصدقائه و و الاهل ..

Post: #11
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Ahmed Yassin
Date: 08-28-2021, 03:24 PM
Parent: #9

إنا لله و إنا إليه راجعون
اللهم أرحمه و أغفر له و أسكنه الجنة مع المصطفين الاخيار

Post: #10
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Hassan Farah
Date: 08-28-2021, 03:23 PM
Parent: #1

رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وتقبله قبولا حسنا

Post: #12
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: علاء سيداحمد
Date: 08-28-2021, 03:32 PM
Parent: #10

تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته
انا لله وانا اليه راجعون

Post: #13
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Sinnary
Date: 08-28-2021, 04:01 PM
Parent: #12

فقد أليم عزيزنا البرنس
العزاء فينا جميعاً

Post: #14
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: بسمات الشيخ
Date: 08-28-2021, 04:16 PM
Parent: #13

له المغفرة والرحمة والجنة باذن الله
وفعلا موت الغربة حاااار
وجبر الله كسركم وهكذا ناموس الكون ابتلاءات وامتحانات
وانا لله وانا اليه راجعون

Post: #15
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: ابوحراز
Date: 08-28-2021, 05:10 PM
Parent: #14

لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين
اللهم أنزله في مقعد صدق عند مليك مقتدر
التعازي لأسرته الكريمة والأصدقاء والمعارف ولقبلية سودانيز اون لاين
تعازينا اخي البرنس

Post: #16
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: ابو جهينة
Date: 08-28-2021, 05:41 PM
Parent: #15

إنا لله وإنا إليه راجعون
*
رحمه الله وغفر له والعزاء موصول لاسرته واصدقاءه ومعارفه

Post: #17
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Gafar Bashir
Date: 08-28-2021, 05:43 PM
Parent: #16

له المغفرة والرحمة باذن الله
والتعازي الحارة لاسرته واهله واحبابه ولاسرة سودانيز اونلاين
وانا لله وانا اليه راجعون

Post: #18
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: أبوذر بابكر
Date: 08-28-2021, 05:57 PM
Parent: #1

لك غفران الخالق وقبوله
ولنا الحزن

وداعا أيها الصديق الجميل

اشهد انه كان صادقا عفيفا
وطيبا شريفا

Post: #19
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Salah Zubeir
Date: 08-28-2021, 06:30 PM
Parent: #18

لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ...
اللهم أغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واسكنه
الفردوس الاعلى من الجنة مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
تعازينا الحارة لأسرته الكريمة وأهله وأصدقائه وزملائه ...
إنا لله وإنا إليه راجعون

Post: #20
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبدالمنعم الطيب حسن
Date: 08-28-2021, 06:40 PM
Parent: #19

له الرحمة..
صادق التعازي لاسرته واصدقائه وزملائه،

Post: #21
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: Osman Musa
Date: 08-28-2021, 08:20 PM
Parent: #20


عبرك أحر التعازي في فقيدنا العزيز يا أخي البرنس.
له الرحمة.

Post: #22
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الله حسين
Date: 08-29-2021, 00:41 AM
Parent: #21

نعي أليم:

بقلوب يملؤها الحزن والأسى ينعي الحزب الشيوعي السوداني - فرع غرب كندا، الزميل المناضل متولى عبد الله ادريس الذي وافته المنية يوم الجمعة 28 أغسطس 2021م، بمدينة وينيبينغ بولاية منتوبا كندا.
كان المرحوم من أنبل واقدر الزملاء على قول الحق ومناضلاً صلباً يشهد له الجميع بالكثير من المواقف المشرفة.
ينعى فيه زملائه الشجاعة وطيبة القلب ومراعاة الروح الرفاقية ...
أصدق المواساة والتعازى لجميع افراد اسرته بمنطقة الدندر وزملاء دراسته بدولة الهند وجميع معارفه فى كل مشارق الأرض ومغاربها....

انا لله وانا اليه راجعون.

Post: #23
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: osama elkhawad
Date: 08-29-2021, 03:08 PM
Parent: #22

حين قرا ت العنوان:
على سبيل التحية الاخيرة،

عرفت ان الكاتب البرنس وان الراحل صديق له.

غفر الله للشريف الشريف.

Post: #24
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 08-30-2021, 01:49 PM
Parent: #23

يمر الصيف، يعقبه الخريف، فالشتاء، وأخيراً الربيع، والشريف هو الشريف، ذلك الماسك على جمر حلم الفقراء بالعدالة ولقمة العيش الكريم والحق في حقوق الإنسان الأخرى الأساسية في الحياة. وقد تختلف أنت معه أو تتفق في كون الحزب الشيوعي السوداني وسيلته الاجتماعية والسياسية للوصول إلى ذلك. لكنك لا تملك في الأخير غير احترامه لكونه سعى طوال الوقت إلى إحياء الإنسان لا قتله وإلى تحسين وجه الحياة نحو الأفضل من موقع الجندي المجهول. وكل ذلك ظل يفعله في هدوء ودون مزاعم حتى النفس الأخير له في الحياة. لا غرو أن تكون آخر كلماته لي واصفاً وضعه الصحي "في تحسن". ملخص الحكاية التي لم أعلم بها وأخفاها عني حتى موته أن السرطان أقبل صامتاً إلى معدته، زحف إلى الحجاب الحاجز، إلى أن طرق على رئتيه معلنا عن وصوله. لا بد أن عزلته الاختيارية خلال الأسبوعين الأخيرين على وجه الخصوص لم تكن متعلقة فقط بمسألة التعامل مع السرطان في مراحله الأخيرة إنما كذلك لتسوية حسابات الوجود الأخرى. وهو موقف لا يستبعد أن يقوم به رجل في مثل جسارته جذب التعاطف والشكوى أمران لا يخطران له على بال. اللهم أرحم عبدك متولي وأحسن وفادته وتقبله مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

Post: #25
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: أبوبكر عباس
Date: 08-30-2021, 02:22 PM
Parent: #24

الموت في ديار المهجر البعيدة دي مخيف لأسرتك الصغيرة ويزيد عليهم الإحساس بالغربة.
لأسرة الشريف العزاء ولك يا برنس

Post: #26
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-30-2021, 07:05 PM
Parent: #25

Quote: محاصرا بكربة داء باغته في ذروة إحساسه بالحياة بينما يقوم بتمرين رياضي معتاد حول حديقة سنترال بارك في وينبيك، يبدو العالم أكثر وحشة وأقل رحمة. ويبدو أنه كان يعاني متمسكاً بشجاعته المعتادة ونبله الأصيل خلال الأسبوعين الأخيرين وقد عاد مجدداً بعد وقت قصير لمتابعة العلاج في مركز علوم الصحة قريباً من شارع شيربروك، عندما لم يتمكن من الرد على تساؤلاتنا المتكررة أنا وإلهام سوى بهذه الرسالة: " العذر لكم لكن في المستشفي واحيانا استعمل التلفون وفى تحسن".


Quote: ملخص الحكاية التي لم أعلم بها وأخفاها عني حتى موته أن السرطان أقبل صامتاً إلى معدته، زحف إلى الحجاب الحاجز، إلى أن طرق على رئتيه معلنا عن وصوله. لا بد أن عزلته الاختيارية خلال الأسبوعين الأخيرين على وجه الخصوص لم تكن متعلقة فقط بمسألة التعامل مع السرطان في مراحله الأخيرة إنما كذلك لتسوية حسابات الوجود الأخرى. وهو موقف لا يستبعد أن يقوم به رجل في مثل جسارته جذب التعاطف والشكوى أمران لا يخطران له على بال.


واضح انه تشخيص خاطئ ، في دولة كامريكا ...شنو وصل لمعدته وزحف للحجاب الحاجز ثم طرق رئتيه

دا تشخيص لايحدث في دولة من دول العالم الثالث ...

مركز علوم صحة دا متخصص ول زي الدكاكين بتاعتنا المسماة مراكز ومستشفيات

العزاء لاسرته والرفاق والبرنس صاحب البوست
ــــــــــــــــ
خارج اجواء الحزن

مبروك للمنبر عودة الالق برجوع المستنير

Post: #27
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 08-31-2021, 06:26 PM
Parent: #26

أستيقظ مبكراً جدآ مستبقا جميع من في البيت كي أكتب. وكانت تشير إلى حوالي الساعة الرابعة فجراً، لما هاتفني الشريف على غير العادة، وهو الرجل الذي يراعي فارق التوقيت لطبع راق فيه جيداً، وكان لو رفعت السماعة وتكلمت أن يستيقظ ربما جميع من في البيت، فقلت أتصل به لاحقاً، لكنني سرعان ما سمعت تلفون إلهام يرن مكتوما في الغرفة المجاورة لصالة المعيشة وهو في وضع الفابريشن. في الصباح علمت أن الشريف هاتفها لما لم أرفع سماعة الهاتف. وكان ذلك بالفعل أمرا غير عادي. لقد اتصل وقتها من المستشفى لما كان ما يحس به لا يزال في طور وعكة اعتقدنا أنها ستزول في القريب العاجل. كان ذلك في أحد أيام شهر يوليو. ثم تم خروجه من المستشفى في يوم الجمعة على ما أذكر. على أن يتابع مع الدكتور المختص نتائج الأشعة في "يوم الاثنين". وكلما أتصل لا أعلم ما حدث من أمر الأشعة، إلى أن أخبرني أنهم قد طالبوه بالعودة إلى المستشفى. كان صوته في هذه المرة قد عاد إلى الوهن الأول. وبدا أن المياه قد عادت تتجمع في الصدر مرة أخرى. في الأثناء، كان محتفظا بحس الفكاهة، حين أعلن عن وصول طلبة من كلية الطب للمران عليه. يبدو أن اليوم الثلاثاء موعد دفن الجثمان. والله وحده أعلم كيف تمر بنا هذه الأيام!

Post: #28
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: الشيخ سيد أحمد
Date: 09-01-2021, 08:09 PM
Parent: #27

تغمده الله بواسع رحمته.
صادق التعازي لأهله ومحبيه ولك يا برنس.

Post: #29
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-03-2021, 09:23 AM
Parent: #28

لا شيء هناك يعدل في شدة الحزن موت الذين احتفظوا بالنقاء تجاهنا حتى النهاية!

Post: #30
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: ابو جهينة
Date: 09-03-2021, 12:12 PM
Parent: #29

اذا ما أتاك الدهـر يومـا بنكبـة
فافرغ لها صبرا ووسع لها صدرا
فإن تصاريـف الزمـان عجيبـة
فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا

*
اخي العزيز البرنس
نعرف مدى حزنك
نسأل الله ان يلهمك الصبر

Post: #31
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: نعمات عماد
Date: 09-04-2021, 06:26 AM
Parent: #30


البركة فيكم أ.عثمان و أ.البرنس
الحقيقة أن الحياة جعلت من يملك ناصية التعبير أن يكون
الناعي لأفضل أصدقائه الجديرين بأن يحزن لفقدهم حتى
الغرباء.
غريبة الحياة تتوزع فيها الأدوار و تتعدد الأمكنة و المفاجآت.
ربما الأحداث موجودة و مترتبة لكننا لا نراها إلا لحظة دخولنا
و خروجنا من أدق تفاصيل الحياة .

Post: #32
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-05-2021, 04:43 AM
Parent: #31


Post: #33
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-05-2021, 02:35 PM
Parent: #32

خلال آخر مكالمة بيني وبين متولي الشريف، حرصت أن تكون آخر جملة من حواري وخاتمة لكل حواراتنا معا هذه العبارة "في أمان الله". وأي شعور أننا قد نصل في لحظة نفقد فيها أي قدرة هناك قد تساعدنا على التحكم بالمسار قد اختلج في نفسي بينما أضغط على زر إنهاء المكالمة. لقد أعيد الشريف إلى المستشفى وعاد الوهن بدوره إلى صوته. علامتان لا تبشران بما هو حسن. إلى جانب أنه ظل يخفي عني نتائج الفحص المعملية. ما حدث خلال تلك المكالمة أن الصمت وحده قد تكفل جيداً بقول ما لم نستطع أنا وهو قوله. لقد كان على علم تام أن السرطان قاض عليه في وقت وجيز لا محالة. وكنت أدرك ذلك أكثر عن طريق الحدس. لم يصرح بطبيعة ما يعاني هو منه رأفة بحالنا. ولم أستطع قول ما وصلني عن طريق الحدس خوفاً من تحقق هواجسي. إلا أنني لحكمة الله الرحيم قد رميت في أعقاب المكالمة بإمكانية الإصابة بسرطان ما تلك إلى إلهام. كان من الممكن أن يكون نبأ وفاة الشريف الذي طالعته إلهام في الفيسبوك بمثابة الكارثة التي قد يعقبها صدمة كبيرة جداً فوق السيطرة لو لا ذلك التمهيد. لم تقابل إلهام الشريف أبدا. لكن صوته ظل يتردد عبر الهاتف في جميع المنازل الثمانية التي توزعت عليها سنوات زواجنا الخمسة عشر عاماً ويزيد ما بين كندا وأستراليا. قالت أخيراً إنها لا تكاد تتخيل أنها لن تسمع صوت الشريف وهو يتفقدنا بعد الآن!

Post: #34
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-07-2021, 06:34 PM
Parent: #33

يبدو أن حالة متولي قد أخذت في التدهور بأسرع مما كان يتوقع هو نفسه. لقد كان من المفترض أن يقابل الاخصائي في ١٣ أغسطس إلا أنه عاد في ١٦/٧ وأخبرني أن المقابلة ستكون الإثنين ١٩/٧. ولعله أخبر بضم الهمزة وفتح الراء (مبني للمجهول) في هذا اليوم أن أمر الله ماض فيه لا محالة. كذلك فشلت محاولاتي لاحقاً الوصول معه إلى حقيقة ما يحدث. وما هو في حكم اليقين بالنسبة لي أن متولي قد قام بتصفية ما عليه القيام به قبل وفاته في ٢٧/٨ برغم وجود ذلك الجهاز المساعد على التنفس وتلك المهدئات وعمليات استخراج الماء من الصدر.
كما لو أن الإنسان يدرك أحياناً ما هو مقدر له في كتاب الغيب!
لم تسر أبدا محاولات العثور على شريكة ما نحو تلك النهايات السعيدة. لم تفلح قط محاولات دفعه لشراء بيت برغم جاهزيته المادية. عدا أمر واحد نجح معه بعد محاولات استمرت سنوات: تعلم القيادة وشراء سيارة قبل نحو ثلاث سنوات. كورولا موديل ٢٠١٨ على ما أذكر. رحمه الله كان مجتهداً في وظيفته محبا لعمل الخير بارا بوالدته كان الله في عونها. ولم يرغب كثيراً في رفع سقف توقعاته عما كان عليه حاله كطالب في الهند. حتى أنك قد تستغرب أنه قضى إجازة في كوبا قبيل استفحال جائحة كورونا. أمران أسرف فيهما على مدار حياته: مواصلة الناس بالمحبة والسعي إلى تحقيق ما يمكن الإشارة إليه بالعدالة الاجتماعية والسياسية.


Post: #35
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-10-2021, 02:53 PM
Parent: #34

قبل نحو العام، أو العلامات المبكرة جدا على اقتراب متولي من النهاية:

Post: #36
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-12-2021, 05:48 PM
Parent: #35

قبل أشهر، طالعتني في الفيسبوك، إحدى صور متولي خلال رحلته تلك إلى كوبا. لفت انتباهي وجود تلك الكرش الصغيرة البارزة نوعاً ما. كما لو أنها لا تنتمي إلى سائر جسده. أدهشني ذلك. لأنه لم تغادرني أبدا هيئة متولي تلك لما ودعني على متن الباص المغادر من وينبيك عاصمة محافظة منيتوبا بكندا إلى أتوا العاصمة القومية خلال العام ٢٠٠٥. كانت هيئة غني زاهد، وإن شئت سمت ناسك يتعبد في عراء منقطع، وللدقة طلعة فقير هندي وجد نفسه وسط وفرة من طيب الطعام والشراب دون أن يدري ما الذي يتحتم عليه أكله. كان السرطان أقبل صامتاً في تلك الفترة مبتدئا على وجه الدقة بالمعدة. أنا لا زلت أتساءل إلى يومنا هذا: لو أن بوسع كشف دوري مرة كل عامين أن يعمل على إنقاذ حياة رجل ما بين الخمسين والسادسة والسبعين من شيء مميت كسرطان القولون؟ على أن تلك العلامة الأخرى على اقتراب متولي من نهايته تجعلني كذلك أتساءل: ما الإنسان الذي كان يمثله متولي؟

حتى ذلك الوقت، الذي نستعرض فيه العلامة الأخيرة هذه، لن أنسى ما حييت صوت إلهام عبر الهاتف.. صوت مختنق بالبكاء.. وهو يخبرني: "متولي مات". كانت الساعة تقترب من منتصف الليل.. كنت وحيداً.. وكان من لطف الله بي حتى فجر اليوم التالي وشروق شمسه أن أعمل على تفقد شيء ما كل ربع ساعة. وأحياناً يغلبني البكاء.

Post: #37
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-17-2021, 01:57 PM
Parent: #36

مرة، في أواخر تسعينيات القرن الماضي، حملت مقالي ذاك كالعادة إلى الكاتب الكبير إبراهيم أصلان مدير القسم الثقافي وقتها بمكتب جريدة الحياة اللندنية بالقاهرة، ومعي مقال كتبه أواخر حياته الكاتب القدير عبد الحكيم قاسم صاحب أيام الإنسان السبعة وقدر الغرف المقبضة وغيرهما. كان مقال عبدالحكيم قد كتبه في الثمانينيات وهو يكابد الأغلب مرض موته. يتناول المقال بصراحة تامة ولا أقول جارحة كاتباً متوسط الموهبة يستعين بوضعه المادي المميز للبروز في المشهد الثقافي من خلال تكوين أو شراء شبكة من المنتفعين.

Post: #38
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-18-2021, 04:18 AM
Parent: #37

أتذكر أن إبراهيم أصلان علّق قائلاً إن الإنسان حين يدنو كثيراً من موته، تصفو روحه على نحو يعلو بها عن حسابات الواقعة بعلاقاته ومصالحه الماديّة المتشابكة ولا يتعاطى إلا مع ما قد يتراءى له الحقيقة، أو ما هو جوهري. لم أستعد تفاصيل هذه الذكرى إلا بعد أن أخبرتني إلهام عبر الهاتف أن "متولي مات". وكيف لي أن أعلم قبل نحو أقلّ من العام أن متولي كان يحدّثني عن موته هو لا عن موت "الأمنجي السابق" وقتها الذي سألتُ متولي عنه وقتها بما يشبه الاستجواب ولم يكن هناك في الأفق ما قد يشي بافتراب متولي من نهايته على الاطلاق؟

Post: #39
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 09-26-2021, 02:33 PM
Parent: #38

على خلفية ما بدا صراعا سياسيا في وينبيك، خلال العام ٢٠٠٤, أخذت أكتب عن أحد أفراد جهاز الأمن المايوي في قالب خيالي هنا في سودانيزاونلاين، وهو ما قمت بتطويره لاحقاً من خلال رواية "السادة الرئيس القرد" التي قام جهاز الأمن المصري بمصادرتها من مطبعة دار الهلال خلال العام ٢٠١٧ في اللحظة الأخيرة. وقد جرى من خلال إدارة لاحقة لدار الهلال مفاوضتي لتغيير الاسم وهو ما لم أوافق عليه يقيناً مني أن الدار نفسها ستقوم في وقت يبدو فيه الواقع بملامح أكثر إنسانية بالبحث عما تم رفضه في السابق ورد الاعتبار إليه. ومع ذلك، نجحت دار ميريت المنبوذة من قبل دائرة نفوذ السلطة في إصدار طبعة محدودة منها وجدت طريقها إلى مكتبة أكثر من عشرين جامعة غربية بما فيها هارفارد وستانفورد الأمريكتين والسادة الرئيس القرد تشكل الجزء الأول من ثلاثية الحكم والسلطة. ربما لهذا أخذت أسأل متولي قبل نحو أقل من العام عن الكيفية التي مات بها الأمنجي السابق في وحدته المطبقة تلك!

Post: #40
Title: Re: على سبيل التحية الأخيرة!
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 10-03-2021, 02:44 PM
Parent: #39

على أن تفاصيل موت الأمنجي السابق (رحمه الله) لا تستدعي اهتمام السارد في هذا السياق. وهي تفاصيل لا شك بعيدة تماماً عن صورته العفية تلك قبيل سقوط نظام نميري لما شوهد وهو يشهر مسدسا وسط مظاهرة ما. ففي أثناء تقليب تلك التفاصيل، أشار متولي رحمه الله إلى ما أخذ يجمع بينهما في "الفترة الأخيرة". وهذا ما شكل لي مثار حيرة ما في لحظتها لم أعقل أبعاده إلا بعد رحيل متولي نفسه على ضوء ملاحظة أصلان تلك. لقد أخذا يلتقيان على نحو شبه منتظم في مجمع تجاري يدعى "بورتيج بليس" في رحاب تواصل إنساني شمل مبادرة الأمنجي السابق المتقدم معا في العمر والمرض في توفير بعض الأدوية لأقرباء متولي في الوطن مستفيداً من بعض علاقاته هناك مع بعض الصيادلة. لا بد أن قبر الأمنجي السابق أكثر قربا من قبر متولي من كل ما كان يشكل عالم كل منهما المختلف في هذه الحياة. ما قد فرقته الحياة قد يجمعه الموت. شملنا الله جميعا بعفوه وعنايته ورحمته الواسعة. وأنا الشاهد لا أزال أروي تفاصيل ما ظل يحدث هنا وهناك تماماً كمن يتخفف من عبء الوصايا.