ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اثينا ؟!

ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اثينا ؟!


07-06-2021, 08:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1625556663&rn=28


Post: #1
Title: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اثينا ؟!
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-06-2021, 08:31 AM
Parent: #0

07:31 AM July, 06 2021

سودانيز اون لاين
عبداللطيف حسن علي-
مكتبتى
رابط مختصر



كعادة كل الاسئلة المتصفة ببعد تاريخي ....
إذا لم تتوفر مصادر مكتوبة مباشرة بواسطة
المؤلفين ، يكون اللجوء لمؤلفات اخري

كمصادر للمؤلفات الاصلية ، وإذا كانت

المؤلفات الاخري ادبية او فلسفية تكون المهمة اكثر تعقيدا

فمثلا فلسفة افلاطون لاتصلح تاريخا لسقراط لانه يكتب

عنه (محاورة) يضمنها مايدور في ذهنه هو وليس مادار في ذهن سقراط

قد يتم اللجوء للحفريات المعرفية في الوثائق الخاصة بمرحلة اليونان الكبري

ومنح الوثائق الحرية الكاملة لتنطق وحدها دون تأويل او اضافة

بمعني ماتقوله الوثيقة انذاك ، وقت ظهورها لاول مرة ...

قد يتم اللجوء لمعرفة اثر الصراعات الدائرة انذاك اقتصاديا وسياسيا

واجتماعيا ، واثرها علي بلورة الوثيقة بصورتها المحقبة انذاك

ـــــــــــــــــ
البوست طبعا امتداد لبوست سابق ، لاشئ يوجد من عدم ....

Post: #2
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-06-2021, 08:40 AM
Parent: #1

اعتمد بشكل اساسي لي مؤلف تاريخ الفلسفة الغربية لبرتراند راسل

ومصادر اخري منها الدكتور ، الفيلسوف محمد جلوب فرحان ودراساته

حول اثر بابل علي الفلسفة القديمة لليونان
https://philospaper.wordpress.com/category/الفيلسوف-الدكتور-محمد-جلوب-الفرحان/https://philospaper.wordpress.com/category/الفيلسوف-الدكتور-محمد-جلوب-الفرحان/

Post: #3
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-06-2021, 01:36 PM
Parent: #2

لاتوجد اشكالات في الترتيب الزمني لفلاسفة اليونان الرئيسيون

طاليس

انكسمندر

اناكسمانس

فيثاغورس

هرقليتس

بارمنيدس

امباذقليس

اناكسجوراس

الذريون

بروتاغراس

سقراط

افلاطون

ارسطو

ونتوقف هنا قبل المضي الي المرحلة التالية حتي افلوطين

اكثر الاجزاء غموضا ، هي اتصال فيثاغورس بمصر

لكننا نضيف علاقة طاليس ببابل

فلايعقل ظهور طاليس من فراغ وكما لايعقل ظهور منطق ارسطو من فراغ


Post: #4
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-07-2021, 10:06 AM
Parent: #1



تحياتي

هناك ملاحظة ربما تكون مهمة ..
أتصور ان أي حركة فلسفية لديها مركز (مجموعات من المقولات والتعميمات والمواقف الفلسفية),
ولديها بالضرورة (امتدادات) في (او مع) التاريخ في صورة موجية متتابعة اذ تطرح خلاصاتها التي تتلقفها العقول الجديدة ومن ثم تتعرض للنقد والدحض وعمليات الجدل الأخرى وربما التركيب مما يفضي لانتاج مقولات وتعميمات ومواقف فلسفية جديدة تنتقل بدورها مع التاريخ في حركته للامام.

لذلك نتكلم الان سلسلة (نسب) فلسفي .. من سقراط لكانت لهيجل وماركس لهابرماس الخ.

الملاحظة هي
بافتراض وجود جذر بابلي او مصري للفلسفة في أثينا .. لماذا لم يكن لهذه الجذور كحركات فلسفية موجاتها المتحركة مع التاريخ بالتواتر .. لماذا لم يتم افتراع (سلالة فلسفية) في بابل او مصر او كوش الخ؟! ..

اين ذهبت تلك الجذور؟ ولماذا لم تتجلى في تاريخها؟ او لماذا تجلت بصورة حصرية في فلسفات اثينا ومن هناك (فقط) افترعت سلالتها؟!

Post: #5
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-07-2021, 06:18 PM
Parent: #4

شكرا دكتور المشرف

Quote:
تحياتي
هناك ملاحظة ربما تكون مهمة .
أتصور ان أي حركة فلسفية لديها مركز (مجموعات من المقولات والتعميمات والمواقف الفلسفية),
ولديها بالضرورة (امتدادات) في (او مع) التاريخ في صورة موجية متتابعة اذ تطرح خلاصاتها التي
تتلقفها العقول الجديدة ومن ثم تتعرض للنقد والدحض وعمليات الجدل الأخرى وربما التركيب مما يفضي
لانتاج مقولات وتعميمات ومواقف فلسفية جديدة تنتقل بدورها مع التاريخ في حركته للامام.
لذلك نتكلم الان سلسلة (نسب) فلسفي .. من سقراط لكانت لهيجل وماركس لهابرماس الخ.
الملاحظة هي
بافتراض وجود جذر بابلي او مصري للفلسفة في أثينا .. لماذا لم يكن لهذه الجذور كحركات فلسفية
موجاتها المتحركة مع التاريخ بالتواتر .. لماذا لم يتم افتراع (سلالة فلسفية) في بابل او مصر او كوش الخ؟! ..

اين ذهبت تلك الجذور؟ ولماذا لم تتجلى في تاريخها؟ او لماذا تجلت بصورة حصرية في فلسفات اثينا ومن
هناك (فقط) افترعت سلالتها؟!




Quote: لماذا تجلت بصورة حصرية في فلسفات اثينا ومن
هناك (فقط) افترعت سلالتها؟


الاغرب مسك العصا من (النص) ، داخلين طوالي من فيثاغورث وكمان افلاطون مرة واحدة

ياخي الفلسفة الحديثة حتي الان عقدتها افلاطون دا بالذات ، لم يستطيعوا التخلص منه اطلاقا

عذب ميشيل فوكو الذي يدعوا الي شيأنة الفكر وليس فكرنة الشئ كما يقول افلاطون وهيغل والعشرات

عذب حتي علماء الفيزياء امثال جون هوبكنز ومؤلف كتاب فيزياء العقل البشري

اي زول يجيب 5 برتقالات و5 تفاحات و5 حمير و5 حصحاصات ثم يكتب 5 ساي كدا

فهو افلاطوني ويفكر بالطريقة الافلاطونية ، لا احد يستطيع التخلص من المثال الذهني للاشياء

وهو ذات المثال الذي بدات به الفلسفة ...من اين لطاليس (كاول فيلسوف) ان يتحدث بطريقة

الكليات الفلسفية ويقول الماء اساس كل شئ ؟؟

حسب قولك ، لابد من حكيم قبله (من الحكماء السبعة، المعاصرون له او غير معاصرون)

تحدث بلغة الحكمة او البصيرة الصوفية او النصح علي هيئة اقوال كلية ، يمكن من خلاله

لطاليس ان يستخلص ان الماء اساس كل شئ ، بمعني كيف جاءت قطيعته المعرفية من دون

خلفيات لحوار سابق بشان ( اي حاجة كانت مفترضة غير الماء كاساس للحياة )

هل كانت القطيعة المعرفية الطاليسية في بابل او مصر ؟!

هذا مايجب معرفته ..

وتساؤلك الاخر منطقي جدا ، اين سلالات الفلاسفة المصريون والكوشيون

هل اقاموا في اثينا ؟!

وكمان اثينا مرة واحدة طوالي كدا ، المفروض يظهروا في ملطيا وصقلية واسبرطة

اولا ، رغم ان اسبرطة دي بالذات كانت لاتسمح لغير الارستقراطية ممارسة شئون

الدولة المدنية ولا المشاركة في الانتخابات ولا ولا ، فقط العمل كعبيد في الارض !!

بعدين ، في تسلسل في القضايا مترابط من لدن طاليس وحتي افلوطين لايسمح باختراق

خارجي للمقولات وسير الفكر الفلسفي ، ساكون سعيدا جدا لو وجدت اي اختراق قد

تم للسلسلة من خارجها ، حتي بكلمة او ببسمة ههه

Post: #6
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-07-2021, 06:52 PM
Parent: #5

في كل الانترنت ، المتاح ، والموثق لعصرنا الحالي ، كما يقول استاذنا سناري

لم اجد خيط يسوقنا لمعرفة حدثت ماقبل طاليس ، ماعدا كتاب (من الميثالوجيا

الي طاليس او بواكير الفلسفة ، وهو كتاب غير مجاني مطروح في امازون

نتمني مساعدتنا به ، والخيط الاخر هو الدكتور جلوب فرحان مهتم بالفلسفة

وتاصيلها في بابل ، وذلك من خلال البحث في الحضارة الكلدانية =بابل

Quote: من الثابت القار في دوائر علم الفلك والتنجيم اليونانيين خاصة ، ودوائر التفكير الديني والفلسفي اليونانيين عامة الإعتراف بأن هناك جسوراً من الأتصال ، ومن ثم الأخذ والتفاعل قد حدثت بين منتوجات العقل البابلي وعقل العم يُونان وفي مراحل تاريخية متقدمة على ولادة السيد المسيح على الأقل بسبعة قرون ، وبالتحديد مع تباشير شروق شمس الفلسفة اليونانية على يد طاليس فيلسوف اليونان الأول (إن أبحاثنا في هذا العدد تصحح الخطأ الشائع ، والذي يردد ليل نهار على إن طاليس هو فيلسوف اليونان الأول الوحيد ، هذا غير صحيح وإنما كان هناك فلاسفة أخرون معاصرون له ، وخصوصاً في قوائم ما يُسمى بالحكماء السبعة (أو حسب ديوجانس لارتيوس الأثنتا عشر وفي رواية أخرى السبعة عشر) ومنهم من تقدم عليه وفقاً لكتاب فرق الفلاسفة ، الذي كتبه أبولدورس وهو واحد من مصادر ديوجانس لارتيوس في كتابه الشهير حياة وآراء مشاهير الفلاسفة . وبالمناسبة إن كتاب فرق الفلاسفة قد ضاع وطواه النسيان بُعيد إنجاز ديوجانس لارتيوس كتابة موسوعته حياة وآراء ، وللقارئ نقول إن كتاب فرق الفلاسفة سيتردد ذكره في أطراف من مباحث هذا العدد .

الحقيقة إن جسور الإتصال ما بين بابل وفلاسفة العم يُونان ، ليس حلماً فنطازياً لفيلسوف عراقي – بابلي ، وإنما هي حصيلة قراءات عميقة وواسعة لإمهات كتب وموسوعات تاريخ الفلسفة اليونانية القديمة منها وخصوصاً التي كُتبت في العصرين الهيليني والهيلينستي ، والتي تُرجمت إلى الإنكليزية وهذا ماتُدلل عليه أبحاثنا وكتبنا ومشاريع أبحاثنا المتنوعة خلال ما يُقارب الأربعة عقود مضت . ولهذا نقول للقارئ والباحث في مضمار الفلسفة اليونانية ، إن الحديث عن جسور الإتصال ما بين بابل وفلاسفة العم يونان ، هو هم أكاديمي ، وكدُ فلسفي جمع كل الشذرات المتناثرة في أمهات مصادر الفلسفة اليونانية ، والتي تُجمع على إن مثل هذا الإتصال قد حدث فعلاً ما بين منتوجات العقل البابلي وفلاسفة العم يُونان . وهنا نقدم أمثلة منتخبة تدلل على نماذج من الأتصال البابلي – اليوناني :

أولاً – زيارة طاليس لبابل وجلب معه الجداول الفلكية الكلدانية

حقيقة إن هناك إجماع بين الباحثين في بواكير التفكير الفلسفي اليوناني ، على إن طاليس قد إعترف بأنه زار بابل ، وإطلع على الفكر الفلكي الكلداني وهذا ما تؤكده كتب تاريخ الفلسفة اليونانية . ونود هنا أن نوضح مسألة إرتبكت على مؤرخي الفلسفة اليونانية قديماً وحديثاً . وهي إنهم فشلوا في إدراك معاني ودلالات اللفظة كلداني . ونقول لهم إن كلمة كلداني تعني عالم الفلك وتدل على وظيفته وهي مراقبة أو رصد حركة الأفلاك في القبة السماوية . وفعلاً فإن طاليس جلب معه إلى أيونيا الجداول الفلكية الكلدانية ، والتي على أساسها تكهن طاليس بالتاريخ الدقيق لوقوع كسوف الشمس ، والتي إرتبط توقعه بحصاد وفير لمحصول الزيتون . فقام طاليس بتأجير معاصر الزيتون وجنى أرباحاً وفيرة .

ثانياً – إقترح طاليس على تلميذه فيثاغوراس بزيارة بابل

فعلاً إن ما تذكره بعض المصادر التاريخية القديمة إن طاليس إقترح على فيثاغوراس بزيارة بابل والإتصال بالحكمة البابلية (الرياضية) عامة ومنها الكلدانية (الفلكية) خصوصاً . ولعل قارئ مصادر الإفلاطونية المحدثة التي كتبت عن حياة فيثاغوراس (وخصوصاً نصوص فرفريوس الصوري وإمبيلكوس السوري) يلحظ إنه زار بابل وإتصل بعلمها الرياضي ، وجلب معه ما يُعرف بمبرهنة فيثاغوراس ، التي يتردد صداها في كل كتب الرياضيات اليونانية أو الفصول التي كتبت في موسوعات الرياضيات الحديثة والمعاصرة . وهي في الحقيقة مبرهنة عراقية أبدعها العقل الرياضي العراقي (أو الكلداني البابلي) كما تجمع نتائج الأبحاث الأركيولوجية التي حفرت في المناطق الحضارية العراقية ، والتي أنجزها جهابذة من علماء الأثار من جامعات غربية وشرقية متنوعة .

وكذلك فقد جلب فيثاغوراس من بابل التي تجول فيها أو من أقاليم كانت تقع يومذاك ضمن الحدود الجغرافية للمملكة البابلية (أجزاء من بلاد الشام أو سوريا) . نقول جلب معه تعاليم الأورفية أو عقائد أورفيوس ، وهي شكل من الأخوة العقدية (ذات طبيعة فلسفية – دينية) خصوصاً في عقيدة النفس التي ستترك أثرها على الفكر الفلسفي اليونانية من خلال عبورها من مسارات عقائد الفيثاغورية إلى إفلاطون ومن ثم إلى الفلسفة الغربية حتى يومنا الحاضر هذا طرف .

وإن الطرف الثاني هو التكوين الأخوي للأورفية (إخوة دينية أو الأصح إخوة عقدية ذات طبيعة فلسفية تدور حول عقيدة النفس ..) وعلى أساس ذلك كون فيثاغوراس إخوته الفيثاغورية التي هي في جوهرها إحياء لفكرة الأخوة الأورفية التي جلبها من مملكة بابل الكبرى . ويبدو إن إهتمام فيثاغوراس بالموسيقى الدينية عبر له من خلال الأورفية البابلية . ولعل تراتيل الفيثاغورية التي كانت تصدح خلال الطقوس اليومية في المدرسة الفيثاغورية ، هي تراتيل أورفية .

ثالثاً – إحتلال الإسكندر ونشوء المدارس الفلسفية الرواقية في بابل

بعد إحتلال الأسكندر (353 – 323 ق.م) للعراق ، ومن ثم موته في بابل المفاجئ (وبالتحديد في قصر نبوخذ نصر) والتي إتخذها عاصمة ومركزاً لعملياته الحربية . فإن جنرالاته وخصوصاً سلوقيا / نيكاتور (358 – 281) قد نجح في السيطرة على العراق بعد معارك طاحنة وأسس مملكته السلوقية (التي إمتدت من 312 – وحتى 64 ق.م) ، والتي إستمرت في البداية من بابل عاصمة لها . ولكن خليفته فكر في إنشاء عاصمة جديدة تعكس الهوية الجديدة للمملكة ، فأسس عاصمته الجديدة سلوقيا التي تقع على ضفاف دجلة الخالد (وهناك قصة حول تأسيس وإستشارة علماء الفلك البابليين / الكلدان) ، والتي تقع في الجهة المقابلة لعاصمة الفرس في العراق قبل تدمير الإسكندر لإمبراطوريتهم .

المهم في أمر الإتصال بين بابل والفلسفة اليونانية ، هو إن السلوقيين أنشأوا الكثير من المدارس الفلسفية الرواقية . ولعل أشهرها المدرسة الرواقية البابلية (أو مدرسة سلوقيا الرواقية) والتي تخرج منها الفيلسوف الرواقي ديوجانس البابلي ، والذي سيصبح رئيس المدرسة الرواقية في أثينا بعد إن شد الرحال وذهب هناك لإكمال دراساته الفلسفية ، وأصبح له حواريين ومنهم من خلفه في قيادة المدرسة الرواقية في أثينا .

رابعاً – تعاون رجال اللاهوت البابليين مع السلطات اليونانية (السلوقية)

ذكرنا سابقاً بأن سلوقيا / نيكتور أتخذ من بابل عاصمة لمملكته الجديدة ، وكانت بابل مركز العلم واللاهوت . وفعلاً فقد إستمرت مكانة الكهنة البابليون ، وخصوصاً الكلدان / رجال الفلك الذين كانوا مقربين من الحكام السلوقيين ، يستشيرونهم في أمور الحياة والحرب (وقراءة الطالع من حسن وسئ) . وهكذا كان تعاون رجال اللاهوت البابليين قد إتخذ شكليين سلبي وإيجابي . وكان حرصهم هو رفض الفكرة السلوقية في نقل عاصمتهم من بابل إلى مدينة جديدة ، بل والعمل على إفشالها . وفعلاً لما سألهم الحاكم السلوقي عن قراءة الطالع وتحديد الوقت المناسب لبداية العمل في تأسيس العاصمة الجديدة ، قدموا الكثير من القراءة غير السارة في إنشاء العاصمة الجديدة . وفي النهاية إكتشف الحاكم السلوقي خطة رجال اللاهوت البابليين في إفشال فكرة الإنتقال وتعطيل مشروع إنشاء عاصمة لمملكته السلوقية . إلا إن رجال اللاهوت البابليين إعترفوا له ، وإن هدفهم الإبقاء على بابل عاصمة الثقافة والعلم . فعفى عنهم ومن ثم تعاونوا في إنشاء العاصمة الجديدة ، وإنتقل بعض منهم إلى سلوقيا العاصمة الجديدة .

خامساً – مشاركة رجال اللاهوت البابليين في الحياة العلمية والدينية اليونانية

ساهم عدد من رجال اللاهوت والكهنة ، ومنهم مؤرخين في العلم الكلداني (الفلك) في التأليف والنشر باللغة اليونانية . فكانت مؤلفاتهم تكون مرحلة تفاعل بين الفكر اللاهوتي العلمي والعقل اليوناني . وهنا أقدم أمثلة دالة في مضمار التفاعل الثقافي والعلمي البابلي – اليوناني . منها النبية ” هيروفيل ” وهي واحدة من النبيات اليونانيات ، وهي كلدانية ، تعود إصولها إلى جنوب بابل (أي عراقية الإصول) ، وهي بنت الكاتب والمؤرخ بيروسوس ، وهو عالم فلك وكاهن للإله بل مردوخ البابلي ، والذي إشتهر بكتابه الذي ألفه باليونانية والذي كان بعنوان التاريخ الكلداني . وكان نشطاً في بدايات القرن الثالث قبل الميلاد .

سادساً – الفيثاغوري الجديد أبولونيوس التاني وزيارته إلى بابل

وتجدد وعد اللقاء بين الفلسفة اليونانية ودوائر المعرفة العلمية واللاهوتية البابلية مرة أخرى ، وبالتحديد في بداية القرن الأول الميلادي ، وذلك بزيارة الفيلسوف الفيثاغوري الجديد أبولونيوس (15 – 98م) (والذي يُعرف بالمسيح التاريخي والذي كان معاصراً لمسيح الكنيسة ، ويطلق على إنجيل المسيح التاريخي أبولونيوس بالإنجيل الفيثاغوري وله ضريح في تركيا وكانت تقدسه العوائل الرومانية الحاكمة) . وفعلاً فقد تجول أبولونيوس في العراق أولاً وإلتقى حواريه ديمس في نينوى . ومن ثم ذهبا سوية إلى بابل . وهذه الزيارة وماحدث فيها وأقوال المسيح الفيثاغوري الجديد أبولونيوس ، سجلها ديمس الموصلي في مذكراته ، التي وصلت إلى مكتبة الإمبراطورة الرومانية من إصول عربية (حمصية) جوليا دومنا (170 – 217م) والتي كانت تعبد وتقدس المسيح أبولونيوس وتزور ضريحه وتقدم الهدايا له . وهي التي طلبت من الفيلسوف السفسطائي فيلوستروتس (170 – 247م) من كتابة مؤلفه حياة أبولونيوس وبالإعتماد على مذكرات الموصلي ديمس .

سابعاً – كلدان بابل في موسوعة ديوجانس لارتيوس وقضية الفلاسفة

إن قارئ المقدمة التي كتبها مؤرخ الفلسفة اليونانية ديوجانس لارتيوس (إزدهر في النصف الأول من القرن الثالث الميلادي) لموسوعته المعنونة حياة وآراء مشاهير الفلاسفة ، يدرك بشكل واضح لعبة ديوجانس لارتيوس الجدلية في السؤال الذي أثاره حول إمكانية وجود فلاسفة (وبالطبع فلسفة) خارج المحيط الجغرافي اليوناني . يرى ديوجانس لارتيوس إن هناك من يقول بأن دراسة الفلسفة قد بدأت في حضارات غير يونانية (يطلقون إصطلاح برابرة على كل ما هو غير يوناني) . ويرون إن البابليين والآشوريين كان لهم ” كلدانيهم ” (أن كلمة كلدان تعني مهنة الفلك والتنجيم وهذا هو المقصود) . وبالطبع إن ديوجانس سرب الكثير من الأراء حول فلاسفة الشرق غير اليونانيين في موسوعته .

صحيح إن ديوجانس جادل في مسألة قيام فلسفة عند ما أسماهم بالبرابرة . وهذه مسألة لا تهمنا إلا إن الذي يهمنا إن ديوجانس إعترف بأن الإصطلاح البابلي للفلاسفة (بالطبع علم الفلك واحد من علوم الفلسفة) هو الكلداني . وقد بينا بأن الكلداني كان معلماً للفيلسوف اليوناني الأول طاليس (وأبحاثنا بينت إنه ليس الأول الوحيد) وعلى جداوله الفلكية عمل تنبؤه بكسوف الشمس … والفيلسوف فيثاغوراس زار بابل وإطلع على العلم الرياضي الكلداني .. إذن جسور الحوار العلمي والفلسفي بين بابل وبلاد العم يونان حقائق بديهية لا يستطيع إن يخفي شمسها غربال متبجح جاهل بحركة الأفكار ورحلة العلوم من بلاد أجدادنا الكلدان إلى ديار أعمامنا اليونان (إذا ما إعترفنا بأن دماءنا إمتزجت بدماء الحكام السلوقيين الذين إمتد حكمهم للعراق كجزء من مملكتهم الكبرى ما يُقارب الثلاثة قرون من الزمن) .

Post: #7
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-08-2021, 06:52 AM
Parent: #6

المشاركة في البوست تعتمد علي برمجة القطوعات

Post: #8
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-08-2021, 07:05 AM
Parent: #7

يوجد دليل علي علاقة طاليس بمصر

مصر عرفت الاهرامات المبنية علي هيئة مثلثات منذ قرون قبل الميلاد

ولكن لم يستطيعوا حساب طولها ، كانوا فقط علي المام برياضات ساذجة

عن بعض المثلثات وكانت الاعداد لديهم ساذجة ايضا وليس من بينها الصفر

فالحقيقة انهم استفادوا من فيثاغورس وليس فيثاغورث من استفاد منهم ...

كانت لدي فيثاغورث فكرة ساذجة ايضا طبقها علي حساب ارتفاع طول الهرم

والفكرة نحن عارفينها منذ ان كنا (شفع) وهي ان طول ظل الفرد بالنهار (في وقت معين)

يساوي طول الفرد ، فإذا عرفت طول ظلك نهارا في الوقت المحدد ، تكون عرفت طولك

ويمكن علي ضوء ذلك معرفة طول الهرم بشرط تكون له زاوية قائمة ، وعندما عاد الي بلده

استطاع معرفة نظرية مربع الوتر ، هي ذاتها رغم صحتها ، لاتنطبق علي كل المثلثات قائمة

الزاوية ، واستطاع اقليدس دحضها ، وفي زمن متقدم اتضح ان اقليدس نفسه مخطئ ، لانه

لايوجد خط مستقيم اصلا علي ضوء النظرية النسبية وانحناء الزمكان ...

الحاجة الوحيدة الممكن تكون مسروقة هي الطقوس الدينية الاورفية ودجل الفراعنة

وحتي دي ذاتا تطورت بعد انتقلت الي المدنية اليونيانية وديمقراطيتها رغم انها ديمقراطية

للارستقراطيين فقط ، فلايمكن محاسبة زمانهم ذاك علي ضوء تراكمات طويلة في فكر التحرر

حتي يومنا هذا ...

Post: #9
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-09-2021, 07:34 PM
Parent: #8

عمر الكون 13 مليار سنة

عمر الارض 4 مليار سنة

عمر الانسان (الحديث الحالي) 200 الف سنة

عمر الفلسفة منذ طاليس 7 الف سنة

Post: #10
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-10-2021, 01:10 PM
Parent: #9

مع التغيرات التدريجية للديانات تجاه التخفيف من التشدد

وبخاصة مع الاله باخوس (اله الخمر) وانغماس اليونانيون

في الشهوات والمجون والقهقهات العالية واباحية النساء

وكذا ظهور نزعة صوفية دينية ، كان من الطبيعي ظهور مقدمات

عقلية تقود لاعتماد العقل والاحكام العقلية بدلا عن الميثالوجيا

والدليل ظهور الحكماء السبعة في نفس حقبة طاليس ...

ومن هنا وبالترابط مع اقوال بابلية عن حكمة الماء نستطيع

وضع طاليس في مكانه الصحيح ، من حيث اقواله الفلسفية ومعرفة

الافلاك (العلم البابلي انذاك)، كما ان سذاجته الفلسفية مقبولة وتصلح

كحكم منطقي علي صحة وضعه هناك ، في تلك الابستيمية بمعارفها

وامكانيات عصرها وتوزع خطابها الخ

ودليل اضافي علي ذلك ، ان يتبع طاليس مباشرة فيلسوف اخر

يقطع معه معرفيا وهو انكسميندر ، فينفي ان يكون الماء اصل كل شئ !!

Post: #11
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-10-2021, 04:17 PM
Parent: #10

انكسمندر

مايؤكد انه عاش الفترة بعد طاليس ، هو قطيعته المعرفية معه

اي ، قوله ، ان الماء ليس هو العنصر الاولي المستمدة منه بقية العناصر

وانما العنصر الاولي هو العنصر المحايد ، المستمدة منه كل الاشياء

لانهائي وخالد ، ولاحدود لزمانه ، يحتوي العوالم كلها

فهو يقول (ان الاشياء تعود فترتد الي العنصر الاولي ، الذي منه نشات ، فيعوض

بعضها بعضا ، ويرضي بعضها بعضا ، لما وقع منها من إجحاف ، كما يقضي

بذلك امر الزمان )

لاحظنا هيغل في بحثه عن العلة الاولي المتضمنة لكل العلل ، الفكرة المطلقة

او فكر الفكر او صورة كل الصور ، اصلا منشأ قوله واضح هنا ، رغم ان هيغل

متأثر بافلاطون وافلاطون ليس سوي سقراط ....

ميشيل فوكو باستخدامه لاركيولوجيا المعرفة يمكننا من معرفة الموقع الحقيقي

لانكسمندر ، وفوكو في حفرياته المعرفية ليس سوي ابن خلدون ، الذي يتبني العمران

بدلا عن التواريخ الزمنية ، وهاهو فوكو يتبني الابستيمية والتشكيلات الخطابية بديلا

لتاريخ الافكار ورفضا للتاريخ المتصل للاحداث في جوهره العام ...

يفترض انكسمندر وجود عدالة عليا (توازن) يمنع اي عنصر من تجاوز حدوده المرسومة

لو كان هناك عنصر الي وحيد لكانت له السيادة المطلقة والقضاء علي جميع ماسواه من عناصر

فالماء يزيل النار ، والنار تزيل الكائنات الحية (لانها رطبة من الماء ) وهكذا الهواء يزيل(يطفئ)

النار ، وهكذا ....

يلاحظ مقدمات جنينية للجدل وكذلك المنطق ....

لانعتد باراءه الاخري ، حول الافلاك وغيرها لانها ساذجة ، ومع ذلك اعتمدت العقل

وليس الميثالوجيا القديمة ..

المهم ان فكر التصورات ، بدا هنا ، مع انكسمندر وسينتقل الي اناكسمانس

ـــــــــــــــ

ماهو الاثر الكيمتي والكوشي حتي الان ؟!

Post: #12
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-11-2021, 06:04 PM
Parent: #11

اناكسمانس

الفيلسوف الملطي الثالث ، بعد طاليس وانكسمندر

يقول (راسل) انه ازدهر في 494 ق.م لانها الفترة التي

دمر فيها الفرس ايونيا ...

يعتبر العنصر الرئيسي هو الهواء مخالفا انكسمندر استاذه

ومتفقا بصورة اخري مع طاليس حول العناصر الاربعة : الماء

والهواء والتراب والنار ، مع تفضيله الهواء كعنصر اولي رئيسي

ولانهائي وغير محدود وصدرت عنه كل الاشياء بالضرورة ...

الهواء عنده هو موجود بذاته ولايحتاج لغيره لكنه متغير ويتحول لباقي

العناصر الاخري بطريقة الية ، فالهواء عندما يتخلخل يتحول لنار وعندما

يتكثف يتحول لماء وعندما يتكثف وينضغط يتحول لتراب ...والهواء مفهوم

محدد يشير الي الاله ، او تصور الاله حينذاك ، فلم تخرج الفلسفة اليونانية

عن التصورات الميثالوجية رغم احتكامها الي العقل ، فبقيت مثالية ذاتية

ماعدا في حالة ارسطو ، تحولت لمثالية موضوعية ، ولهذا السبب كان الفلاسفة

يقتلون ، عندما تري السلطة ملامح نقد للاله في تصوراتهم ...ويعتبر ذلك إفساد

للشباب والمجتمع ، الذي صوروه لنا بطريقة خادعة سوف قف عندها لاحقا ...

عند اعتبار الهواء لانهائي فيلزم اعتباره خالدا وبالتالي الها ...

وعلي ضوء مفهوم الهواء باعتباره الها ، تكون النفس ( من الهواء) والروح من الهواء

وتضمين الاله فيهما !

اهم ملاحظة هي الفوارق الكمية بين النار والتراب والماء والهواء وهي مسالة

في غاية الاهمية بالنسبة للفلسفات اللاحقة ..

لا ادري كيف انبثق الفكر الفيثاغوري المتخلف والصوفي عن هذا الاناكسمانس

المتقدم فلسفيا ومفاهيميا علي فيثاغورث ، والذي عاد بالفلسفة للوراء عندما البسها لباس الدين

كان فيثاغورث يؤمن بتناسخ الارواح وصوفيا ...ولذلك وجد فيه بشاشا والبان افريكان

شبها بهم ، كلمة بان تعني الرب الحيوان تقريبا ههههه

Post: #13
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-12-2021, 11:35 AM
Parent: #12

فيثاغورث


لايمكن اعتباره فيلسوف ، يعتقد في تناسخ الارواح ، يعتبر الانفس

تدنت من السماء الي الارض وسكنت البدن عقابا لها علي ذنب اقترفته

فيثاغورث ، من ناحية فكرية ، لم يقطع معرفيا مع ماقبله وخارج سير

الفلاسفة اركيولوجيا في زمانه ، ولاينتمي للتشكيلة الخطابية اليونانية

وهو السبب في اعتقاد البان افريكان بانه سرق الفكر الصوفي من مصر

وعاد به الي اليونان فكان غريبا عليهم ، كان فيثاغورث يمثل عودة الي

الدين (كوز موزي ) اعاد اليونان الي عهود الظلام بنشره الفكر الديني

الاورفيوسي ويعتقد نفسه نبيا ومرة الها ...

كان فيثاغورس السبب الرسمي والتاريخي لميلاد الفكرة المسيحية

ولولاه لما ظهرت المسيحية ولا الاسلام بالتالي ، لان الاسلام قطيعة معرفية مع المسيحية

يمكن القول ان شرور العالم الحالي مسؤول عنها هذا المدعو فيثاغورس

وهكذا يكون البان افريكان ، في عودتهم للجذور ، لم يتمخضوا الا عن فأر حقير !!

Post: #14
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-13-2021, 08:45 PM
Parent: #13

في المداخلة السابقة كتبت عن وجهة نظري الشخصية ، لدواعي الموضوعية

ساكتب وجهات نظر اخري :

اولا برتراند راسل بطريقة مختصرة

ثانيا : مؤلف اسمه التصوف الرياضي عند فيثاغورس

وهو كتاب ممل جدا مثل فيثاغوث تماما ...

Post: #15
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-14-2021, 06:32 AM
Parent: #14

Quote: لا ادري كيف انبثق الفكر الفيثاغوري المتخلف والصوفي عن هذا الاناكسمانس

المتقدم فلسفيا ومفاهيميا علي فيثاغورث ، والذي عاد بالفلسفة للوراء عندما البسها لباس الدين

كان فيثاغورث يؤمن بتناسخ الارواح وصوفيا


لاصح ، لاتتجلي القطيعة المعرفية مع اناكسماس ، الا في اعتماد فيثاغوس

علي الاعداد في فلسفته الثنائية المبنية علي العدد (كميات) مثلما كان اناكسمانس

في العناصر الاولية المختلفة كميا (دون الكيف) عن بعضها البعض ..

الجانب الاخر من الثنائية هو النزعة الصوفية ،وكلاهما -العدد والدين- موجودان

بغرض تطهر الروح من الجسد ، او الانعتاق من تناسخ الارواح المتكرر

فلسفته في العدد (الذي هو اساس العالم عنده) تحتوي غرائب :

الواحد نقطة ، الاثنان خط ، الثلاثة مثلث والاربعة مربع ، وهكذا ،

والعشرة مقدسة وتحتوي كل الاعداد .،، فاصابع اليدين عشرة وكذلك القدمين ولما كانت الكواكب

تسعة اضافوا لها الارض لتكون عشرة !.

والمبادئ عشرة ....الفردي والزوجي ،.المحدود واللامحدود ،

الواحد والكثير ، اليمين واليسار ، الذكر والانثي ، الثابت والمتحرك

المستقيم والمنحني ، النور والظلمة ، الخير والشر ، المربع والمستطيل

مجموعة نقاط ...


هذه القائمة المكونة من عشرة اضداد (كيفما اتفق لها ان تكون عشرة وليس اكثر او اقل )

ليست كلها بنفس الاهمية ، فالمحدود واللامحدود تضم داخلها الواحد باعتباره محدود

(من زوج الواحد والكثير)..

وتضم الخير باعتباره محدود (من ثنائية الخير والشر) والفرد كمحدود من ثنائية (الفردي والزوجي)

الاعداد من جانب اخر قد تكون مقدسة كالاعداد الفردية ، اما الاعداد الزوجية عند اضافتها للفردية

نحصل علي اللانهاية ...

العدد واحد ليس عدد ، لاننا نقيس عليه بقية الاعداد ، والواحد علي هذا الاساس هو اول عدد

تم خلقه ويضاف للاله ..(الصانع وليس الخالق) فالخالق غير موجود ذاك الزمان اليوناني !

الواحد علة كل الاشياء ، ومنه تنشا الثنائية ، فإذا كان الواحد نقطة فان نقطتين تصبح خط

وتظهر الكمية (اناكسماس) فمن الخطوط تنشا المادة السائلة والصلبة ...ثم تخرج الاجسام الحاسة

(الاحياء) وفي النهاية الارض (مركز العالم ) ، الجميل فقط هو فكرة الاضداد التي تتحول مع هيغل

الي منهج جدلي ..

فيثاغورث يخلط بين الاعداد والهندسة ، الواحد وحدة حسابية بينما النقطة وحدة هندسية ..

بعد ذلك ننتقل الي العجب العجاب بشان الاعداد فهي تفسر كل شئ ، الجمال والقبح والخير

والشر وما انزل به القطن من كتمان !

Post: #16
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-14-2021, 10:46 PM
Parent: #15

Quote: ماهو الاثر الكيمتي والكوشي حتي الان ؟!


سلام يا عبد اللطيف

لا أدري إن كان هذا السؤال سؤال استنكاري أو سؤال ينتظر الإجابة ؟
باعتبار أني من كتبت تحت هذا العنوان في بوست مازن.

لكن في كل الأحوال، فقد فهمت في بداية هذا البوست، أنك بصدد إثبات فرضية " مؤثرات بابلية في نشوء الفلسفة اليونانية "، أي أنك تسلك " الدرب التحت " أو " طريق الدقداق " لإثبات أصول بابلية مزعومة للفلسفة اليونانية، لأن الدولة البابلية نفسها ظهرت بعد زمن طويل من قيام الدولة الكيميتية، ولأن الكلدانيين وهم العلماء في بابل هم بعثة كيميتية " مصرية قديمة "، كما أشار إلى ذلك هيرودوت، بالضبط كما فعل ويفعل " النموذج الآري " عندما يقف في العقبة ويعجز عن إثبات أصل أوروبي لفكرة أو اختراع أو اكتشاف، فيهرعون عبر " طريق الدقاق " إلى إرجاع أصولها إلى أقرب مصدر جغرافي لأوروبا، يقولون أن أصولهم تعود إليه، للإبقاء على صورة تفوقهم العرقي في نظر العالم، وهو منطقة الشام، الهلال الخصيب، بلاد ما بين النهرين وإيران بلد الآريان، مثل اكتشاف الزراعة التي يردونها إلى هذه المنطقة، في تصادم مع الجغرافيا والتاريخ والآثار والمنطق والعقل ومع أي حس سليم. لكن مع تقدم البوست أدركت أنك تعيد تكرار نفس " رواية النموذج الآري " لتاريخ الفلسفة، لكن بصورة مختزلة جداً وبالتالي مخلة، والتي ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي، عندما قدمت البعثات الاستكشافية والآثارية، وهي ممسكة بذيل الاستعمار لتكتب لنا تاريخنا، وبالتالي لا جديد في الأمر، لأن الذين يدافعون عن التاريخ الأفريقي والحضارات الأفريقية ونظرية " المعرفة الكوشية الكيميتية " يقفون أصلاً ضد هذه الرواية الكاذبة بالذات، التي تبدو متماسكة، لأنها موضوعة " بحكمة مكتسبة لاحقاً " من قبل كتاب هذا النموذج، وليس لها في كثير من الحالات أي مصدر تاريخي قديم، وهي فقط ترقيع ومحض أحلام وخيال، مثلما فعل كاتب ألماني مع أحد الكتب المزعومة والذي نُسب لأرسطو، أي " رواية النموذج الآري " لتاريخ الفلسفة والعلوم، ولكن الأهم من ذلك أن المصدر التي الذي تستند إليه، أي راسل أحد رموز النموذج الآري، هو مصدر قديم تجاوزه الزمن، ولم يعد أحد يردد الكثير من مقولاته، ما عدا قلة من العنصريين، وأن عدد من ما يُسمون بعلماء المصريات أنفسهم، قد بدأوا في نقد رواد " النموذج الآري " والنأي بأنفسهم عنهم، بل أن النموذج نفسه قد أخذ في التداعي منذ زمن، تحت ضربات معاول حفريات الآثار والمنجزات الفلسفية والفكرية والعلمية لأجيال جديدة من الفلاسفة والمفكرين والعلماء، من أصول أفريقية وغير أفريقية، والأكثر من ذلك أن أعرق الجامعات في العالم مثل هارفارد وأكسفورد وكامبردج وجامعة لندن يعترفون بوجود فلسفة أفريقية ويدرسونها، وهم بالطبع لا يجاملون أحد في ذلك، ومن الذين قدموا اسهامات مهمة في هذا المجال الشيخ انتا ديوب وجورج جيمس ومارتن برنال والمفكر وعالم الاجتماع والماركسي والكاتب الأمريكي دو بويز، والذي تعرض لمطاردة مكارثية من المخابرات الأمريكية، وأعلنت محاكمته والتي أُلغيت بعد ذلك بعد أن تقدم شاهد مهم للدفاع عنه وهو صديقه العالم الفذ والاشتراكي العظيم و " الماركسي "، صاحب نظرية النسبية ألبرت آنشتاين، وهو نفسه تعرض للتجسس ووصل ملفه إلى آلاف الصفحات في أروقة المخابرات الأمريكية، ومن الذين قدموا اسهاماً كبيراً في الدفاع عن الحضارات الأفريقية الفيلسوف الماركسي الأمريكي وأستاذ الفلسفة العامة في جامعة هارفارد كورنيل ويست، وبالتالي لم يتبقى أمام " النموذج الآري " إلا الترقيع وسد الفجوات التاريخية وغياب المصادر التاريخية القديمة بالخيال، وهو إذ يفعل ذلك ممسكاً حتى النهاية بأوهام تفوقه العرقي، يسقط إلى قاع بلا نهاية.

Post: #17
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-15-2021, 10:08 PM
Parent: #16

شكرا عبدالله ، مداخلة مثيرة للاهتمام والتنقيب بخصوص موضوع البوست

Quote: لا أدري إن كان هذا السؤال سؤال استنكاري أو سؤال ينتظر الإجابة ؟


الاثنان معا ، استغراب ومن ثم انتظار الاجابة

وها انت حاولت الاجابة باثارة عدة قضايا ، كلها عليها خلاف ..

هيرودوت له مؤيدين يعتبرونه ( ابوالتاريخ) ومعارضين يعتبرونه (ابوالكذب)

ولكلا الفريقين حجج قوية ...


Quote: فقد فهمت في بداية هذا البوست، أنك بصدد إثبات فرضية " مؤثرات بابلية في نشوء الفلسفة اليونانية "، أي أنك تسلك " الدرب التحت " أو " طريق الدقداق " لإثبات أصول بابلية مزعومة للفلسفة اليونانية، لأن الدولة البابلية نفسها ظهرت بعد زمن طويل من قيام الدولة الكيميتية، ولأن الكلدانيين وهم العلماء في بابل هم بعثة كيميتية " مصرية قديمة


لايوجد تاكيد قاطع ان الحضارة المصرية (الفرعونية) اقدم من البابلية وتتارجح الاقوال

بين هذي وتلك ، واقوال اخري تبتعد عنهما معا ...

الشئ المهم ، انني لا انحاز بسبب عاطفي لطرف ضد اخر لولا سبب ايدولوجي كذلك

فعندما اتبني حفريات فوكو ، الا لانه ناقد للمركزية الاوروبية ، وفاضحا لاساسيات مشروعها

الانثروبولوجي الغربي المهمش للاخر ...ولكن تهميشه ذاك لايعني ان يكون الاخر الا ذاته

الفردية الممانعة علي كل اشكال الاقصاء والمنع والنبذ وكل منتجات المشروع الثقافي الغربي

التي فشلت علي الصعيد الانساني في انجاز فكر التناهي علي المستوي الانساني بينما استطاعت

انجازه علي المستوي العلمي (العلوم الطبيعية ، بمعني مطابقة الفكر مع القوانين الطبيعية

في مجالات الفيزياء والكيمياء وعلوم البيولوجي والفروع المنبثقة عنها ، الا انها في مجال

العلوم الانسانية ، كعلم الاناسة وعلم الاجتماع وكافة العلوم الانسانية ، كانت قمعية ومنعية

وإقصائية للاخر الذي يقع خارج دائرة المشروع الثقافي الغربي ...

من جانب اخر ، الفلسفة اليونانية ، بطبيعتها كمعرفة تداولية ، يستحيل الا تكون لها جذور

خارج بيئة اليونان ، فالعالم القديم لم يكن له نفس حدود العالم الحالي ، فهناك جغرافيا لاسماء

مدن يونانية هي الان داخل محيط جغرافيا اخري ، والمهم اكثر هو تتبع جذور القضايا

الفلسفية ، من داخل الخطاب الفلسفي ، بدلا عن بحثها في الكتابة التاريخية

بمعني دراسة :

اولا : تتبع الانتظامات الخطابية من خلال :

1- معرفة الوحدات الخطابية الكبري للفلسفة اليونانية
2- التشكيلات الخطابية داخلها وتنوعها
3- البحث في مسارات تكون الموضوعات وكيف كانت

تسير منذ قبل طاليس وحتي اخر فيلسوف يوناني والعتبات والحدود

والتشتتات ، الخ ...فمثلا فيثاغورث رغم ا دخاله لمواضيع خارج

تكون الموضوعات اليونانية الاصيلة ، مثل فكرة تناسخ الارواح وتطهر

الروح ، نجده داخل السياق اليوناني بقطيعته مع اناكسمانس في موضوع

التغير الكمي كاصل اولي للاشياء ....

عموما ليس الموضوع تثبيت هوية بقدر ماهو تتبع الفكر الفلسفي الانساني

موضوعيا ...

فمثلا قد يجوز اخذ فياغورث بارث مصري او بابلي مثلما اخذت

الفلسفة العربية الاسلامية المتصوفة لابن رشد والفارابي وابن سيناء

للفكرة الافلاطونية في الاشراق من داخل التشكيلة الخطابية الاسلامية

التي نشات بعد عصر الكلام والفكر المعتزلي ومدارس التصوف خلال

الصراع العربي الاسلامي بعد الفتنة الكبري وضرورة تفجير الاسئلة المحيرة

التي ظلت كامنة لفترة طويلة دون مساءلة فكرية ...

Post: #18
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-15-2021, 10:11 PM
Parent: #17

Quote: للفكرة الافلاطونية


اقصد الافلوطينية وليست الافلاطونية

Post: #19
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-16-2021, 05:22 PM
Parent: #18

عبدالله ...

انت مافي زول من احفاد الكوشيين غيرك والمشرف

Post: #20
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-17-2021, 03:46 PM
Parent: #19

Quote: اولا : تتبع الانتظامات الخطابية من خلال :

1- معرفة الوحدات الخطابية الكبري للفلسفة اليونانية
2- التشكيلات الخطابية داخلها وتنوعها
3- البحث في مسارات تكون الموضوعات وكيف كانت


في مداخلة سابقة ردا علي عبدالله حسين جاءت الفقرة اعلاه تحت عنوان الانتظامات الخطابية

وهي ادوات فوكو في حفريات المعرفة ، اضطررنا لها اضطرارا

ونواصل في نفس المسار
ثانيا : العبرة

من له الحق في التكلم بالعبارت المحددة ، من فوضه للتكلم ، من اكسبه الشرعية

نجد معظم الفلاسفة اليونانييون ، درسوا او لنقل تتلمذوا علي ايدي فلاسفة سابقون ، وبالطبع

لم يظهر في واجهة التاريخ سوي تلميذ واحد من كل الفصل المذكور ، ليتبوأ مكانته في التاريخ

ويجد التفويض والحق في التكلم بفضل قدراته الذهنية كنتيجة للشرعية السابقة

اضافة لذلك ، المؤسسة الاجتماعية والاكاديمية هي التي تقدمه للشعب والتاريخ

ثم موقع الفيلسوف كذات فردي اخيرا ، ضمن سروط داخلية تهيئه مسبقا

Post: #21
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-17-2021, 03:56 PM
Parent: #20

Quote: ثانيا : العبرة

من له الحق في التكلم بالعبارت المحددة


العبارة بدلا عن العبرة

والعبارات بدلا عن العبارت

تصحيح للمداخلة السابقة لان التعديل كارثي

Post: #22
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-17-2021, 04:18 PM
Parent: #21

العدد عند فيثاغورث ليس هو العدد في عالمنا المعاصر

كما انه ليس مجرد رقم ، وانما نقطة ، والنقطتان خط واندماج الخطوط يصنع الامتداد والحجم

والكتلة وتتشكل المادة ، الكون إذا عبارة عن اعداد مرصوصة بتناسق هندسي محدد

وهناك اعداد كاملة واعداد غير كاملة ، العدد الكامل يقابل الخير وغير الكامل يقابل الشر

وهناك الاعداد القوية والاعداد الضعيفة ،

انظر للعدد 12 ماهي عوامله ، انها 1، 2، 3 ،4 ، 6 ومجموعها هو 16 ، اكبر من العدد 12

مثل هذا العدد يسمي ضعيف ، والعكس في العدد القوي ، هذه الطريقة لاتنطبق علي كل الاعداد

وهي طريقة الهدف منها تطهير الروح !

وكذلك الاعداد المتحابة وغير المتحابة ، عن طريق مقارنة عواملها ايضا ....

لمن يظنون ان فيثاغورث سرق الفلسفة من كيمت ، عليهم اقناعنا ان هذه الرياضة مصرية

Post: #23
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-17-2021, 04:34 PM
Parent: #22



الشجرة اعلاه التي وردت في بوست سابق لي ، بخصوص فلسفة المنطق
الطبيعة والروح ، هي نتاج مقولات كانط ، ونتيجة لدراسة هيغل
لفلاسفة اليونان ، وقد لاحظنا ذلك في اناكسمانس وفيثاغورث

وسنلاحظه عند ارسطو وافلاطون ...

تتكون موضوعات الفلسفة بهذه الطريقة من الوحدات الكبيرة الي داخل

عمق التفاصيل مع تطور العلوم

Post: #24
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-18-2021, 03:20 PM
Parent: #23

هرقليتس

صاحب مقولة (إنك لاتستطيع ان تخطو مرتين في نهر بعينه ، لان ماءا جديدا

سيظل دفاقا عليك )

وبالتالي هو قائل ليس هناك شئا موجودا وجودا دائما ، وكل شئ في حالة صيرورة دائمة

ومتغيرة ...

هذه إذا الوحدة الكبري لتكون موضوع الصيرورة ، التي تجد تفاصيلها عند هيغل كما يلي :

يتعامل هيغل مع عدد (فيثاغورث) والذي يمثل وحدة كبري لتكون الموضوع كما يلي


فعندما يفقد الشئ خواصه التي ميزته يصبح لاكيف او كم بسبب الجذب والطرد....

فاذا قلنا هذه تربيزة سوداء واخري بيضاء وثالثة حمراء فكل الترابيز الثلاث ليست سوي كمية

لايهم الوانها او كيفياتها ،والطرد والجذب هما علاقة الكثير بالواحد فالكثير يتكون من احاد عديدة

اتحادها هو الجذب واختلافها هو الطرد .الجذب يمثل الهوية والطرد يمثل الاختلاف وتكون العلاقة هي الهوية

في الاختلاف ...

الخط المستقيم يتكون من مجموعة نقاط متصلة ، كل نقطة تمثل واحد واتحاد النقاط يمثل الكثرة او الاتصال للنقاط

المنفصلة يمثل الكثرة ، علاقة الانفصال بالاتصال في الوقت نفسه ، وتنقسم مقولات الكم الي 3 دوائر

هي 1- الكم الخالص pure quantity

2-الكمية quantum

3- الدرجة degree
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ونبدا بالمقولة الاولي للكم وهي الكم الخالص

وهو نفسه مثلث من دوائر صغيرة تشمل أ-الكم الخالص ب- تحديد الكم limitation of quantity ج-مقدار الكم المنفصل والمتصل

contiuous discrete magnitude

أ- الكم الخالص :

الكم الخالص هو كمية غير محددة ، قولنا ان المكان بصفة عامة كم غير محدد ولكن عندما نقتطع منه مكان محدد يصبح كمية

ومفهوم كلمة ناس هو كمية خالصة ولكن عندما نقتطع منها كمية محددة مثل عشرة اشخاص نكون حددنا الكم الخالص بكمية محددة

ويكون الكم الخالص هو وحدة الجذب والطرد وهذا يقود الي مقولة ب- الكم المنفصل والمتصل ، وهنا مثلا مجموعة النقاط في خط

مستقيم تمثل اتصال الكم ولكن كل نقطة بذاتها تمثل الانفصال ، كل انسان في مجموعة الناس يمثل كما منفصلا ووجوده داخل المجموعة

يمثل الكم المتصل الخ

ج- تحديد الكم : النقطة الواحدة في الخط المستقيم تمثل حد خارجي لهذه النقطة ولكن وراء هذه النقطة ، يوجد نقطة اخري تمثل الاتصال

لحد الانفصال المتمثل في كل نقطة علي حدة....



اما القسم الثاني للكمية فهو يقع في ثلاث دوائر صغيرة ايضا

وهي أ- الكمية ب- المجموعة والوحدة sum and unity ج-العدد number

ا- الكمية :هي كم محدد وهو العملية التي حدثت نتيجة تحويل الكم الخالص الي وجود متعين بواسطة السلب

الذي دخل علي الكم الخالص وحوله الي وجود متعين...ثم اصبحت عملية الانفصال والاتصال داخله ....

ب- المجموعة والوحدة :

مثال حبة قمح في كومة قمح ، تمثل الكومة وحدة الاحاد عن طريق الانفصال والاتصال ايضا

ج- العدد وهو التعبير عن الكم بصورة واضحة ، فعندما نقول عشرة طاولات فانها تمثل وحدة واحدة لمجموعة من الاحاد(الطاولات)

العدد هنا يضع الحدود للكمية او تخوم الكمية ...

القسم الثالث هو الدرجة ويتضمن مقولتان هما المقدر الامتدادي والمقدار الكثافي

في المقدار الامتدادي نجد كل حد منفصلا عن الحد الاخير مثل عشرة اشخاص ، كل شخص خارجي بالنسبة للشخص الاخر

ولكن في المقدار الكثافي مثل عشرون درجة حرارة يكون الحد الاخير يبتلع في جوفه جميع الحدود السابقة ولايظهرها كوحدات منفصلة

مثل الدرجات في الضوء واللون والصوت ، تكون شدة الضوء هي الدرجة الاخيرة التي تبتلع الدرجات السابقة وهكذا في طبقات الصوت

تكون الطبقة العليا هي الحد الاخير الذي امتص جميع الطبقات السابقة وهذا هو المقدار الكثافي والذي يختلف عن المقدار الامتدادي الذي تكون

فيه كل درجة متخارجة عن الاخري ، منفصلة كحد فيه ولكنها تتصل مع المجموعة كوحدات بمقولة الاتصال والانفصال ووحدتهما معا ....

المقدار الامتدادي هو التعدد والكثرة وهو مقدار متمايز بعكس المقدار الكثافي غير المتمايز ومع ذلك ، كل مقدار هو امتدادي وكثافي في الوقت نفسه

والاختلاف هو وضوح الحد وعدم وضوحه !فدرجة الحرارة تبدا في الارتفاع درجة درجة كمقدار امتدادي ولكن كل درجة لاحقة تخفي الدرجة

السابقة لها وتتحول الي مقدار كثافي ، فيكون المقدار هو وحدة المقدار الامتدادي والكثافي ....

والدرجة نفسها تقع في ثلاث دوائر او مثلث اصغر

هو 1- الدرجة 2- التقدم الكمي اللامتناهي 3- النسبة الكمية


ــــــــــــــــــــــ

التقاطع موجود بين فيثاغورث في العدد ، والصيرورة لهرقليتس والمذهب الذري

لديموقريتس ، بمعني الاشارة الي الانتظامات الخطابية ، وهي حفريات المعرفة

لوثيقة الفلسفة اليونانية التي تؤكد اصالتها كفلسفة يونانية بالرغم من ارتباطها في علاقة

انبثاق متاني بجذور بابلية ومصرية ، دون ان تكون تلك الجذور هي ذات الفلسفة اليونانية

وهنا تتضح صحة الابتعاد عن الفكر التاريخي واستبداله بمفهوم الوثيقة الحفرية

Post: #25
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-18-2021, 03:29 PM
Parent: #24

Quote: المقدر الامتدادي والمقدار الكثافي


عجيب امر هيغل ، لم نلاحظ ابدا ، انه اخذ المفهوم عن فيثاغورث

عندما ذكر فيثاغورث ، ان الواحد نقطة واتحاد النقاط يكون خط مستقيم

واتحاد الخطوط المستقيمة ينشا عنه المادة والامتداد وهكذا الصلابة

والسيولة ، وبالطبع الكثافة ...ترابط لاقصي الحدود بين كل مكونات

الفلسفة السابقة واللاحقة اشبه بخطوط سكة حديد تتقاطع وتتفرع بطريقة

معقدة خلال سيرها الي الامام

Post: #26
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-19-2021, 06:21 PM
Parent: #25

البوست نشا بسبب سؤال طرحه الاستاذ سناري

وكما ترون اجابة السؤال واضحة في ندرة المداخلات

من معرفتي الشخصية ومن ندرة الكتابة حول الفلسفة

في المكتبة السودانية ، بل والمكتبة العربية والافريقية

يتأكد اننا لسنا من سلالة الفلاسفة ويجب ان نكف عن هذا

الادعاء الخطير والمضحك في ان واحد معا .....

اما كيف تمكن اليونان من التحدث في شان الكليات

في وقت مبكر فهو امر محير ، قد تكون المدنية والديمقراطية

احد اسبابه ، ولكن المحير اكثر ان يكون عمر الانسان الحالي

فقط 200 الف سنة ، وتاريخ المعرفة لايتجاوز 7 الف سنة

اين ضاعت 193 الف سنة بدون معرفة حقيقية مبنية علي تفكير عقلي ؟!

Post: #27
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-20-2021, 09:37 AM
Parent: #26

سلام يا عبد اللطيف

أنا لم أحاول الإجابة على سؤالك هنا أبداً، فقط كتبت عن " الأثر الكوشي الكيميتي في الفلسفة اليونانية " في بوست مازن، وقد ذكرت عدد ( نماذج فقط ) من الأفكار والمقولات الفلسفية الأساسية التي قامت عليها الفلسفة والتي اقتبسها الفلاسفة اليونانيون، إلى جانب العلوم والقوانين من كيميت، وهذا أمر ثابت في المراجع التاريخية اليونانية القديمة، وفي أوراق البردي وفي واجهات المعابد الكيميتية، وهذه مراجع أصلية من الدرجة الأولى لأصحاب الشيء ذاتم، وبالتالي فإن مراجع أصحاب " النموذج الآري " هي مراجع ثانوية وهي محض ترقيع وتدليس في كثير من مواضعها، وأما قولك أن هيرودوت ( أبو الكذب )، فهو تضخيم أطلقه أصحاب " النموذج الآري " وبعض ما يُسمون بعلماء المصريات، بسبب تحفظ بعض الكتاب القدماء على بعض المعلومات الواردة في كتابه، وهذا شيء عادي وطبيعي لأي كتابة، والسبب الحقيقي بالنسبة لأصحاب " النموذج الآري هو أن الحقائق التاريخية الواردة في كتابه لا تتفق مع أهوائهم العنصرية وتحيزاتهم العرقية، وأنت تمضي على خطاهم وقع الحافر على الحافر، وعلى أي حال يمكن اختبار أي مقولة تاريخية بمضاهاتها بمصادر أخرى، وفي حالتنا هذه فإن قول هيرودوت أن الكلدانيين أي العلماء في الدولة البابلية هم بعثة كيميتية، فهو قول يملك مصداقية كبيرة، حيث أن الدولة البابلية كما قلت في مداخلتي السابقة، قد ظهرت بعد مدة طويلة من قيام الدولة الكيميتية، بفارق 1000 عام تقريباً، ويبدو أنك يا عبد اللطيف تخلط بين الدولة السومرية والدولة البابلية، وهما شعبان مختلفان، حيث تأسست بابل على أنقاض المدن السومرية، وقد أوردت في تلك المُداخلات بعض مقولات كبار الكتاب اليونان التي تثبت وجود في فلسفة في كيميت، وكما أشرت في المُداخلة السابقة فإن أعرق الجامعات في العالم تعترف بوجود فلسفة أفريقية وتدرسها، وهو اعتراف ذو قيمة علمية كبيرة، وأكثر مصداقية من رأيك، مع احترامي له، ومن رأي " النموذج الآري "، وأخيراً فقد عجبت لقولك أن يتم " تتبع جذور القضايا الفلسفية، من داخل الخطاب الفلسفي، بدلاً من بحثها في الكتابة التاريخية "، لأنك أنت نفسك تستند في هذا البوست إلى كتاب بعنوان " تاريخ الفلسفة الغربية "، وعلى العموم أراك تتجاهل كل آراء قدماء كتاب اليونان، وكذلك آراء كثير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والكتاب في الوقت الحاضر، وتتمسك برؤية " النموذج الآري"، الأمر الذي أدى بك إلى إيراد بعض المعلومات غير الصحيحة، وتقديم سيناريو متخيل لتطور الفلسفة اليونانية.

Post: #28
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-20-2021, 04:45 PM
Parent: #27

Quote: وأخيراً فقد عجبت لقولك أن يتم " تتبع جذور القضايا الفلسفية، من داخل الخطاب الفلسفي، بدلاً من بحثها في الكتابة التاريخية "، لأنك أنت نفسك تستند في هذا البوست إلى كتاب بعنوان " تاريخ الفلسفة الغربية "، وعلى العموم أراك تتجاهل كل آراء قدماء كتاب اليونان، وكذلك آراء كثير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والكتاب في الوقت الحاضر، وتتمسك برؤية " النموذج الآري"، الأمر الذي أدى بك إلى إيراد بعض المعلومات غير الصحيحة، وتقديم سيناريو متخيل لتطور الفلسفة اليونانية.


شكرا عبدالله حسين

صحيح انني استند علي راسل بصورة اساسية ، اقرأ عنه تاريخ ظهور الفيلسوف

المحدد ، وتتلمذه عي يد الفيلسوف السابق له ، وجدل الفيلسوف اللاحق مع السابق

حول القضية الممتدة نفسها وهي الهواء والنار والتراب والماء ، وكل واحد منهما

ياخذ إحدي القضايا الاربعة كعنصر اساسي ولانهائي الخ واثناء سير الجدل تتكون

موضوعات فلسفية تؤثر في الفلسفة اللاحقة كلها حتي عصرنا الحالي ...بمعني (راسل)

مصدر للتسلسل الزمني التاريخي ولكنه لايكفي مجرد التسلسل الزمني وهو نفسه يعترض

علي تاريخ ظهور بعض الفلاسفة في غير مكانهم من تسلسل القضايا الفلسفية...

خذ مثلا ابن خلدون ، فهو لايعتمد علي عنعنة الاحاديث النبوية ويعتمد بدلا عنها علي تسلسل

القضايا الواردة في الاحاديث لاثبات صحة وقوعها في الزمن المؤرخ له ...

راجع تسلسل الفلاسفة في البوست مع تسلسل القضايا الفلسفية المطروحة ، تجد انهم يتناسلون

من بعضهم البعض حسب تدرج الجدل حول القضايا المطروحة جيلا بعد جيل ، وكل موضوع

يظهر في سير الجدل يصبح اساس لموضوع جديد ...

Post: #29
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-20-2021, 05:48 PM

مايكسب الفلسفة اليونانية مصداقية ، وجود الحلقة الوسطي بين فيثاغورث وهرقليتس

هنالك فيلسوف يتوسط زمنيا بين فيثاغورث وهرقليتس ، فهرقليتس قد اشار الي اكسانوفان واكسانوفان اشار الي فيثاغورث ، اضافة لذلك فلسفة اكسانوفان مبنية علي ان الاشياء كلها من تراب وماء ، وهي القضية التي تجعله بالفعل يتوسط بين فيثاغورث وهرقليتس
وله قول شهير (إن البشر يظنون الالهة قد ولدوا كما ولدوا ، ولهم ثياب يرتدونها كما ثيابهم ، ولهم صوت وصورة ، ولو كان للثيرة والخيل والاسد ايد ، وكان في مستطاعها ان ترسم الرسوم بايديها ، وان تنتج الاعمال الفنية كما ينتجها الانسان ، إذا لصورت الخيل الالهة علي صورة الخيل ، والثيرة علي صورة الثيرة ، ولجعل كل نوع منها الالهة علي صورته ، إن اهل اثيوبيا ، يجعلون الهتهم سود البشرة ، فطس الانوف ، ويقول التراقيون ان الهتهم زرق العيون ، حمر الشعر ،
كان اكسانوفان يعتقد في اله واحد ، يختلف عن الناس شكلا وتفكيرا ، فهو (بغير جهد يسير الاشياء جميعا بعقله )


كان اكسانوفان يتهكم من المذهب الفيثاغوري في تناسخ الارواح....ويقول لن يستطيع اي انسان مهما كان ان يعرف غير التخمين عن الاله

Post: #30
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 07-20-2021, 10:37 PM
Parent: #29

الأخ عبدالله
ولله أنا متألم لما ظللت تحاول بعناد تحسد عليه
على بذله على أنه معرفة وهو ملييء بالأغاليط
ثم أن الكيّس هو من يهتم بأي نقد يوجه له حتى ولو كان هايفاً
فما بالك عندما يختص النقد بنقطة بالغة الأهمية حاولت لفت نظرك لها سابقاً
وهي أنك تطرح نفسك ككاتب ماركسي
وتكتب أشياء مناقضة للغاية مع زاوية النظر الماركسي
أعتقد بإعتبارك ماركسيّاً
تعرف جيداً ما هي آيدلوجيا اللاتاريخانية
وتعلم عن حرب الماركسية الضروس عليها
لكنك الآن لا توفر جهداً في تبنيها ومناصرتها
ثم تجذر لها في تربة المعرفة بأظلاف حداد
دون إهتمام بما لفتنا إنتباهك له
أو تنبيه من الرفاق إليك
وحالك هنا يشبه حال شيخ أزهري يقضي لياليه في كباريهات الهرم
شفت التناقض واصل لوين
أين التحليل الماركسي فيما تكتب يا عبدالله؟
والتحليل الماركسي في النهاية هو تحليل طبقى مش كدا؟
فأين التحليل الطبقي من الميثولوجيا التي تروج لها
وزي ما قال ليك عبداللطيف مستنداً على فوكو
إنه التاريخ هو تاريخ القطيعة بين أي خطاب ينهار وخطاب آخر يحل محله
أي أن التاريخ هو تاريخ الإنقطاعات وليس الإستمرارية
حدثت هذه الإنقطاعات في الإمبراطورية الإغريقية ولم تحدث في مصر
وشرحه
أن نشأة الخطاب الفلسفي بديهي كانت قطيعة تلقائية مع الخطاب الديني الساد قبله
والخطاب الديني بالمناسبة خطاب كسول جداً
لأن الحقيقة مصدرها الآلهة لا محتاجة بحث ولا حفر ولا تأمل
فالآلهة تملك ردود كل الأسئلة وتمدك بها
طبعاً عن طريق ألسنة الكهنة في مصر والعرافات في إغريقيا القديمة
فالمطر الغزير غضب من الله والصلاة واجبة حتى لا تحدث الزىزل
لكن عندما طل الخطاب الفلسفي بوجهه لأول وهلة
وفي بلاد الأغاريق وليس غيرها
قطع مع الخطاب الديني وأزاحه من موقع السلطة المعرفية
تبنى الخطاب الفلسفي العقل كمصدر الحقيقة
وبحث بالعقل عن إجابات للأسئلة الوجودية
و عن الفصول وأصل المادة والجاذبية وغيرها من الظواهر
حدث القطع في إغريقا وليس في مصر لماذا؟
لقد كان الخطاب الديني عند الأغاريق ضعيفاً
والقداسة كانت عندهم لدولة المدينة
أكثر من كونها للآلهة
والسلطة كانت مدنية وليست دينية
والآلهة نفسها عندهم متعددة وكانت تتصارع فيما بينها
وتفاصيل ذلك متوفر في الآلياذا والأوديسة لا سيما الأوديسة
والتي تحكي كيف أن الصراع بين الآلهات الثلاثة إفروديت وهيرا وأثينا أدى لحرب طروادة
ونشأ أدب ثر في هذه المدن كان مصدر رفاهية الأغاريق في أولمبياتهم الشهيرة
أدى كل ذلك إلى جينالوجيا (بزوغ) الخطاب الفلسفي في بلاد الأغاريق
هل كان هنالك أي جينالوجيا لخطاب بديل للخطاب الديني الفرعوني في مصر القديمة؟
هل هنالك تواريخ لنشأة خطاب فلسفي في مصر ليقطع مع الخطاب الديني الفرعوني؟
الخطاب الديني في مصر القديمة كان هو السلطة وحدها لا شريك لها
منذ الأسرة الأولى وحتي الأخيرة
عدا مرحلة الإحتلالين الفارسي والبطليمي في آخر عهد الأسر
كانت الآلهة وأبنائها في مصر القديمة هم المصدر الوحيد للسلطة
لذلك تبنت المناطق المتاخمة لها مثل شمال السودان (الشلال الثاني وما يليه)
تلك الآلهة المصرية
عندما حاول الفرعون إخناتون
التغيير في الآلهة
عاقبوه و جعلوه وكل ما يرتبط به عبرة لمن ييفكر في الخروج عن سلطة الآلهة
في كتاباتك يا عبدالله
خلط عجيب بين الآشياء
وتزييف للحقائق لأسف
فانت تصف كورنيل ويست
بالمفكر الماركسي
دون أن تهتم بتحري الحقيقة في ذلك
كورنيل ليس ماركسياً بل له موقف من الماركسية
وذلك بسبب موقف الماركسية من الدين
وهذه معلومة معروفة للقاصي والداني
لكنك تورد ذلك ضمن أشياء ملتبسة مثل موقف دي بويز من المركزية الإفريقية
وهذا شكل من أشكال إدمان القتال حتى ولو على قول باطل
وهي حالة تتنافي مع الرغبة في تحري الدقة فيما تكتب
أود اطرق مسألة تانية هنا
وذلك قبل أن ندلف لما كتبته عن هيروديت وراسل
وهنا أستغرب كيف أنك لا تستنكف الإستدلال بديوجين
وتستأنف أو تتأفف من إستدلال عبداللطيف براسل
بينما راسل عبقرية فكرية لا تستحق إلا الإجلال
حتى لو شابت مسار حياتها الهنات التي نأخذها عليه
والهنات تشوب مسار كثير من المفكرين العباقرة
دون أن تسقط على عبقرية ما كتبوا
وحتى حياة معظم أعلام المركزية الإفريقية والبان آفريكان والنقرتيود
مليئة بالمآخذ الشخصية
كتبت يا عبدالله ما يلي

Quote: وكما أشرت في المُداخلة السابقة فإن أعرق الجامعات في العالم تعترف بوجود فلسفة أفريقية وتدرسها، وهو اعتراف ذو قيمة علمية كبيرة،
وأكثر مصداقية من رأيك، مع احترامي له، ومن رأي " النموذج الآري "، وأخيراً فقد عجبت لقولك أن يتم " تتبع جذور القضايا الفلسفية،
من داخل الخطاب الفلسفي، بدلاً من بحثها في الكتابة التاريخية "، لأنك أنت نفسك تستند في هذا البوست إلى كتاب بعنوان " تاريخ الفلسفة الغربية


وحتى لا تشيع في الناس معلومات ملتبسة
دعني أضعك في موضع الكاتب الحريص على صدقه وصدق ما يكتبه
وأسألك
هل يمكن أن توثق لما قلته عن الفلسفة الإفريقية التي تدرس في هارفارد وغيرها
أي ماذا يدرس عن الفلسفة الإفريقية؟
أي حتى ولو عناوين المواد التي هي مضمنة في هذه المقررات
وهل لها أي علاقة بموضوع البوست أم هو مجرد أعراض متلازمة الإنتصار للذات بأي ثمن
وأنا على علم بماذا يعنونه بالفلسفة الإفريقية وهو بعيد عما توهم القاريء به

Post: #31
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-20-2021, 11:38 PM
Parent: #30

Quote: فأين التحليل الطبقي من الميثولوجيا التي تروج لها
وزي ما قال عبداللطيف مستنداً على فوكو
إنه التاريخ هو تاريخ القطيعة بين أي خطاب ينهار والخطاب الذي يحل محله


سناري تحياتي
وددت لو استطردت انت قليلا في المقولة أعلاه.. وهل توجد بالفعل حالة قطيعة كهذه بحسب الماركسية .. انقطاع خطاب وانبثاق آخر؟! الا يقدح ذلك في فكرة العلاقة الجدلية يين مقولتين في حيز التناقض ..

في تصوري عدم وجود حالات قطيعة تامة وانما يكون الناتج الجدلي يميل لتسوية ما .. نقطة اتزان ما .. وربما لمرات قليلة جدا فقط تحدث قفزات كبيرة في تاريخ الفلسفة قد ندعوها بالقطيعة مع ما سبق ..

Post: #32
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 07-21-2021, 00:01 AM
Parent: #31

نعم يا مشرف ما قلته صحيح تماماً
ربما حدث الخلط عندما ربطت انت بين العبارتين
أقصد عبارة
Quote: أين التحليل الماركسي فيما تكتب
والتحليل الماركسي في النهاية هو تحليل طبقى
فأين التحليل الطبقي من الميثولوجيا التي تروج لها


وعبارة

Quote: وزي ما قال عبداللطيف مستنداً على فوكو
إنه التاريخ هو تاريخ القطيعة بين أي خطاب ينهار والخطاب الذي يحل محله
أي أن التاريخ هو تاريخ الإنقطاعات وليس الإستمرارية
ونشأة الخطاب الفلسفي بديهي كانت قطيعة تلقائية مع الخطاب الديني الساد قبله


وهما عبارتان منفصلتان
الأولى معنية بالتحليل الماركسي للتاريخ المبنى على الديالكتيك
الحالة ونقيضها والمركب من الحالتينوالثانية معنية بنظرية فوكو في آركيولوجيا المعرفة
وهي مـاثرة بجينالوجيا التاريخ عند نيتشة وتقول بأن التاريخ
هو تاريخ الإنقطاعات وليس الديالكتيك كما يقول هيجل وماركس
هذا رغم تتلمذ فوكو على المفكر الماركسي لوي ألتوسير

Post: #33
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-21-2021, 10:55 AM
Parent: #32

لست ادري ، هل عذابي ام عذابك ، كان اكتر

مهداة الي الكيمتيون والشكر لسناري والمشرف

علي اثراء البوست بمداخلات ثرة


Post: #34
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-21-2021, 05:04 PM
Parent: #33

هرقليتس كان ايونيا ، ولكنه لم يتصف بالنزعة العلمية لاهل ملطيا ، وإنما كان صوفيا متفردا،يقول النار هي العنصر الرئيسي، النار لهبها يموت معلنا عن ميلاد نار جديدة ، هنا يتكلم عن الصيرورة،اهل الفناء خالدون والخالدون من اصحاب الفناء
كل واحد يعيش بموت غيره،ويموت بحياة غيره ، نلاحظ جرثومة فيثاغورث بوضوح في تناسخ الارواح ، ولكن باضافة قطيعة معرفية جديدة ،هي فكر الصيرورة وصراع الاضداد ، عندما يقول (في العالم وحدة،مؤلفة من إجتماع الاضداد،
(إن الاشياء جميعا تخرج من الواحد ،والواحد يخرج من الاشياء جميعا،لكن الكثرة اقل واقعية من الواحد)
ولانتوقع منه نتيجة بخلاف ذلك ، بخصوص الكثرة اقل واقعية !!

لان سير الجدل يمنعه من الخروج عن بقايا الميثالوجيا المتحكرة لزمن طويل يقدر ب 193الف سنة!!

يقول إن لم يكن هناك اضداد ،تلتئم مع بعضها البعض ، لم يكن هناك اتحاد!
هذه العبارة هي وحدة وصراع الاضداد لدي ديالكتيك هيغل !
نفس الفكرة كانت لدي انكسمندر تسمي العدالة بدلا عن صراع الاضداد !
لكل فيلسوف وجهة نظر في الاخلاق والجمال والميتافيزيقيا
ولكننا بصدد تتبع القطائع المعرفية كهدف اساس للبوست،لنري من خلاله عمليات الانبثاق المعرفي ، صعودا حتي لحظتنا الحالية من ناحية التفكير الفلسفي،وبالضرورة البحث عن الثغرات التي يدعي اهل كيمت ان الفلسفة اليونانية مسروقة من مصر!

ويقول ان كل الاشياء تتحول الي نار،والنار تتحول الي كل شئ،كما يتحول الذهب الي سلع،والسلع الي ذهب..
ومن هنا بدأ حجر الفلاسفة

رغم الصيرورة الابدية التي تسم فلسفته بطابع التغير الدائم ، نجده يصف النار بالديمومة الابدية
وهذه مقولة حيرت حتي الفلاسفة والعلماء الحديثون ، فبحثوا عن ثابت وسط المتغيرات حتي وصل العلم الي الذرة ، فوجدوا الذرة تنقسم وتتحلل وتخرج منها الطاقة التي لاتنطبق عليها مواصفات المادة
وقد ينطبق عليها وصف النار!
وهو المغالطة المعروفة عن الجسيم-موجة!
ويواصل الفلاسفة سير الفكر الفلسفي في البحث عما لايخضع لحكم الزمن كما يقول بارمنيدس

Post: #35
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-22-2021, 07:15 PM
Parent: #34

بارمنيدس


بارميندس ، علي خلاف هرقليتس ، يقول الا شئ قط يتغير..

فالبارد هو اللاحار ، والكم هو اللاكيف، فمثلا لايوجد شئ اسمه طلام وانما هو غياب الضوء فقط

بارميندس من ايليا جنوب ايطاليا ،يقول افلاطون ان سقراط في شبابه 450ق.م التقي بارميندس وهو في شيخوخته
وافلاطون نفسه تأثر بتعاليم بارميندس ،بارميندس انشأ الميتافيزيقا القائمة علي اساس منطقي ، وعلي خلاف احد الكتاب العرب ، لا اذكر اسمه ، الذي جعلنا نظن ان منطق ارسطو كان مكتملا وجاهزا دون ان يسهم قبله احد ولو بالقليل منه ، وهو قول يجافي المنطق نفسه ، لان المعرفة تداولية وانبثاق متاني في عدة اتجاهات إذا لم تكن في اتجاه واحد علي الاقل
يقول بارميندس (إنك لاتدري ماليس موجود ،بل لايمكنك ان تنطق به )
وهو قول سليم في هذه المرحلة لكنه سيتغير لاحقا مع تقدم الفلسفة في عصور لاحقة !
(إذا فكيف يمكن لما هو موجود فعلا ان يصير موجودا في المستقبل ؟ او كيف يمكن له ان يجئ الي عالم الوجود ؟انه لو كان جاء الي عالم الوجود ،إذا فليس هو بالموجود ، وليس هو بالموجود ايضا لو كان سيصير موجودا في المستقبل) وعليه تنقضي الصيرورة بكلمات راسل في تعليقه علي المقتطف المنسوب لبارميندس

لايوجد تفكير بغير شئ يدور حوله الكلام ، يستطرد راسل ، فانت لاتفكر في شئ الا في شئ موجود ، فالفكر واللغة يستلزمان شيئا خارجا عنهما ..
يقول بارميندس ، علي شرط تكون الكلمة تشير الي معني مفيد وبذلك تكون عن شئ موجود ، اي ، استبعاد المعاني والكلمات غير المفيدة!
لم اكتب تعليقي الخاص علي اقوال بارميندس ولا انتقادات راسل له ، فهي في نظري متهافتة ....

Post: #36
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-23-2021, 05:56 AM
Parent: #35

Quote: وحالك هنا يشبه حال شيخ أزهري يقضي لياليه في كباريهات الهرم


الفصيح سناري

صاحب الـ أتتيتيود
المنتفخ المتعجرف
الفارغ المقدود

إنت قصتك شنو مع أمثال المواخير هذه
مرة جمع طلح لدخانها
ومرة شيخ أزهري داخل كباريه في الهرم
؟!

شوف أنا غير معني بالإجابة على أسئلة يمكن التحقق منها بنقرة ماوس وأخرى بالقراءة النقدية المرهقة في بطون الكتب بشكل عام، وخاصة بالنسبة إليك أنت حتى تغير من وضعية العجرفة الفارغة تبعك، وعقلية البلطجة الفكرية الإسفيرية، والنزعة الأستاذية في هذا المنبر، ولوك أسماء المفكرين كما يلوك الناس حلاوة لكوم. والذي يعتقد في إمكانية أن يتم تضليل الناس في زمن الانترنت والمعرفة المتاحة وعلى قفا من يشيل، هو شخص يعتقد أنه محور المعرفة وأن القراء لا حول لهم ولا قوة، أما أنا فأكتب رأيي بكل حرية، وأعلم أن بإمكان الجميع التحقق من أي معلومة من مصدرها.

لكن رداً على قولك الصادر من أنا متعجرفة، بأني لست ماركسياً وأني أروج للميثولوجيا، فسوف أعطيك درساً ماركسياً لن تنساه ما حييت:

"Alles, was ich weiß: Ich bin kein Marxist"

Karl Marx


" كل ما أعلمه، بأني لست ماركسياً "

كارل ماركس

في عام 1880 طلب المناضل الشيوعي الثوري وعالم الاجتماع الفرنسي بول لافارغ، وهو زوج لورا ماركس ابنة كارل ماركس، طلب من ماركس المساهمة في وضع برنامج الشيوعيين الفرنسيين، وقد حدث خلاف بين ماركس والشيوعيين الفرنسين ومن بينهم زوج ابنته لافارج، حول جانب من البرنامج الاقتصادي، يتضمن مطالب لتحسين أوضاع العمال، يمكن تحقيقها في مدى زمني قصير وفي ظل النظام الرأسمالي، فبينما رأى لافارغ والقادة الشيوعيون الفرنسيون أن تلك المطالب سوف تكشف وتعري السلطة الحاكمة وتعجل بتحرر الطبقة العاملة، رأى ماركس أن تلك المطالب لتحسين أوضاع العمال فقط، ورداً على هذا الفهم المثالي الميكانيكي وغير الجدلي لبعض قادة الشيوعيين الفرنسيين، قال ماركس لبول لافارغ زوج ابنته لورا، إذا كان هذا فهم الشيوعيين الفرنسيين الذين يقولون بأنهم ماركسيين، أي أساليب العمل الميكانيكية هذه، فأنا لست ماركسياً، وهذا الموقف يؤكد أن ماركس لا يجامل في القضايا الفكرية والسياسية وقضايا العمل العام حتى أقرب الناس إليه، والحزب الشيوعي السوداني يطبق مفهوم كارل ماركس هذا عملياً ومنذ زمن طويل، وذلك في ظل الأنظمة المختلفة التي حكمت السودان، حيث يخوض نضالات لتحسين أوضاع العمال وبقية العاملين بأجر، ويعبي الناس حول قضايا محددة، وبالطبع فإن كل نصر يتحقق من خوض هذه المعارك سوف يحسن من شروط النضال نفسها، ويجذب مزيد من الناس إلى مواقع النضال، وهذا هو الصراع الطبقي الذي يجب خوضه في كل مستوياته السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والإيديولوجية والثقافية.
وانطلاقاً من مقولة ماركس هذه، فأنا لست ماركسياً يا سناري الفصيح، إذا كان هذا فهمك للماركسية، ومداخلتك تكشف جهلك المطبق وفهمك السطحي للماركسية، التي أستطيع أن أقول أني قرأت نصوصها الأساسية في لغتها الألمانية الأم " لسان ماركس " بمضاهاتها ومقارنتها بترجماتها العربية والإنجليزية، فأضحت بالنسبة لي نظرية معرفة ومنهج علمي للتحليل، وفهمك السطحي المثالي الميكانيكي وغير الماركسي يتجلى ويتمثل في تأففك من الدين والميثولوجيا بشكل عام، لأنك تعتقد أو تتعامل معها على أنها نزلت من السماء أو من صنع قوى غيبية، بينما أراها أنا وتراها الماركسية بأنها مسائل دنيوية، أي أن الأديان والأساطير نبعت من هذه الأرض ونمت وازهرت واثمرت وسادت فيها، أي من صنع الإنسان ويجب التعامل معها على هذا الأساس، فمجرد إحالتك هذه القضايا إلى قوى سماوية وغيبية فإنك تسقط إلى مواقع المثالية، لذا سوف يظل نقدك غير ماركسي طالما ظل نقدك لاهوتياً لمسائل دنيوية برفعها إلى السماء، ورأيي هذا يطابق وينسجم مع قول كارل ماركس " إننا لا نحول المسائل الدنيوية إلى مسائل لاهوتية، وإنما اللاهوتية إلى دنيوية. نحل الغيبيات في التاريخ بعد أن انحل التاريخ وقتاً كافياً في الغيبيات "، وقد انتقد البعض منذ سنوات الحزب الشيوعي السوداني لإطلاقه مصطلح " شهيد " على شهدائه المناضلين، باعتبار مصطلح ومفهوم ديني، وقد رددت حينها أن موقف الحزب الشيوعي السوداني ينسجم تماماً مع جوهر الماركسية، ومع قول كارل ماركس في خاتمة كتيبه المعنون بـ " الحرب الأهلية في فرنسا " وذلك في ذكرى " كومونة باريس " إن باريس العمال، و كومونتها، ستظلان إلى الأبد موضع التبجيل، بوصفهما البشير المجيد بمجتمع جديد. و شهداؤها مثواهم الأبدي قلب الطبقة العاملة الكبير. و جلادوها سمرهم التاريخ الآن على خشبة العار التي لن تجدي في تخليصهم منها جميع الصلوات التي يرددها كهنتهم. " وانطلاقاً من هذا الفهم الماركسي فإن الدين والميثولوجيا هي قضايا دنيوية موضوعية، وتشكل مع الفكر والسياسة والإيديولوجية والقوانين وغيرها البنية الفوقية في المجتمعات، وهذه البنية في الحالة السودانية هي بنية كولونيالية تابعة، بنمط انتاج تابع للمركز الرأسمالي، وانطلاقاً من مفهوم مهدي عامل فإن الطبقة العاملة في البلدان التابعة تخوض صراعها الطبقي ضد البرجوازية المحلية التابعة وضد البرجوازية في المركز الرأسمالي في نفس الوقت، وبالطبع فإن هذا الصراع يتم في كل مستويات البنية الاجتماعية التحتية والفوقية، على المستوى السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي والإيديولوجي والثقافي، وهو هنا بمفهوم غرامشي وبشكل أكثر تحديداً صراع على المستوي الفكري والإيديولوجي والثقافي ضد هيمنة إيديولوجية وثقافة البرجوازية الغربية الاستعمارية ممثلة في أسوأ نموذج عنصري شهده التاريخ وهو " النموذج الآري "، الذي أتى في ذيل الاستعمار كأداة هيمنة فكرية وإيديولوجية وثقافية مكملة للهيمنة العسكرية والسياسية والاقتصادية، والذي ظهر في القرن الثامن عشر لتبرير الاستعمار، بتكريس مفهوم أن شعوب الدول التي تم استعمارها وخاصة الشعوب الأفريقية السوداء لم تنتج حضارة أو تسهم في الحضارة الإنسانية، وبالطبع فإن الحضارات ومنها حضارتنا هي نتاج اسهام الطبقات الكادحة أيضاً ذهنياً وبقوة العمل البدني، والنضال الذي لا هوادة فيه ضد الاستعمار والامبريالية وعلى كافة الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والإيديولوجية يتجسد في المفكر والمناضل الماركسي فرانز فانون، الذي انخرط فكرياً وحركياً في الثورة الجزائرية، منافحاً عنيداً عن الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي، ليصير إلى نموذج عالمي للتضامن بين الشعوب، وكذلك جيفارا، والنضال الأسطوري للشيوعيين الفرنسيين عسكرياً وفكرياً ضد الاحتلال النازي، ولم يسألهم أحد " أين التحليل الطبقي " يا سناري يا فصيح، لأن النضال القومي ضد الاستعمار والإمبريالية وهيمنة البرجوازية العالمية، على كل المستويات، بما فيها الجبهة الثقافية، يرتبط جدلياً بالصراع الطبقي ضد الطبقة البرجوازية المحلية.
بناء على ما تقدم، فأنت يا سناري قد اخترت بكامل وعيك أن تكون جندي نفر في كتيبة الإمبريالية العالمية الاستعمارية في جبهتها الثقافية، تعمل بكل قوتك من أجل الحفاظ على الواقع كما هو، أي تكريس الهيمنة والتبعية الثقافية للغرب الاستعماري والمركزية الأوروبية، كامتداد للتبعية الاقتصادية، مردداً ببغائية مقولات " النموذج الآري " ومبشراً بخطابه العنصري البغيض، ومتجاهلاً عن عمد تأكيدات قُدامي مفكري وفلاسفة اليونان أنفسهم بوجود فلسفة في كيميت، فمن أنت وما إسهامك حتى نستمع إليك ونتجاهلهم ؟!، والتي تجاهلها أصحاب " النموذج الآري " قبلك، لكي يروون قصتهم الكاذبة المضروبة الموضوعة بدون مصادر عن الفلسفة، والتي وضعوا لها معايير منجورة من عقولهم العنصرية لكي يلبسوها كقميص على مقاسهم وفي نفس الوقت استبعاد كل ما هو غير أوروبي بمن في ذلك أولئك الذين أسسوا الحضارة ووضعوا علم الفلسفة، هذه المعاييرالتي لم يضعها أصحاب الشيء ذاتو أي أصحاب الفلسفة الأصليين في كيميت ومن بعدهم فلاسفة اليونان القدماء، لكي يبرروا الاستعمار، ولكي يأكدوا لأنفسهم تفوقهم العرقي المتوهم، وبذلك أستطيع أن أفهم سر عدائك لنضالات السود، وخاصة أنصار المركزية الأفريقية، والدفاع الضمني والصريح في نفس الوقت عن المركزية الأوروبية، وقد لعب الشيوعيون الأمريكيون دوراً عظيماً في تنظيم السود في الولايات المتحدة، وخاصة في المناطق الأشد عنصرية في الجنوب مثل ولاية ألاباما، بداية من ثلاثينات القرن الماضي، حيث ناضل الشيوعيون سود وبيض جنباً إلى جنب، وكان ذلك نواة لحركة الحقوق المدنية التي انتظمت الولايات المتحدة بعد ذلك، حتى وصلت قمة زخمها مع مارتن لوثر كنق، وكان كثير من الناشطين السود الذين يعود إليهم الفضل في نجاح الحركة من الشيوعيين أو المتعاطفين معهم أو من الماركسيين أو من المتأثرين بالشيوعية والاشتراكية والماركسية ، بمن في ذلك مارتن لوثر كنق نفسه، رغم تصريحاته عن الشيوعية، التي استطيع أن أفهمها في سياق وضعه كرجل دين وفي سياق الحملة الإرهابية المكارثية التي حرّمت الشيوعية في الولايات المتحدة، حيث كان يوجد في دائرته المقربة شيوعيين وماركسيين، وينطبق الأمر حتى على جيسي جاكسون، حيث لعب الشيوعي الأمريكي الأسود جاك أوديل دوراً كبيرا كمستشار لكلاً من كنق وجاكسون، وينطبق الأمر على كثير من الأسماء البارزة في حركة الحقوق المدنية من السود والذين لا يتسع المجال لذكرهم، وأما بالنسبة للفيلسوف الأمريكي كورنيل ويست، فهو ماركسي على طريقته بالنسبة لي، مثله مثل لاهوت التحرير الماركسي في أمريكا اللاتينية، فقد ذكر بوضوح وردد في كتابه " الأبعاد الأخلاقية في الفكر الماركسي "، بأنه مسيحي وينطلق من التقاليد المسيح وبالتالي فهو ليس ماركسياً، أي يقصد كماركسي تقليدي ربما يصطدم ذلك مع تقاليده المسيحية، لكنه في نفس الوقت يعلن بوضوح بأنه مدافع قوي عن الماركسية، وعن ضرورتها كأداة مقاومة.

Post: #37
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 07-25-2021, 01:02 AM
Parent: #36

النقاش الفكري دايماً بيستهدف القارئ أو المستمع، وعشان كدا أهم حاجة يقوم على وضوح الأفكار، ويتجنب إستلاف العبارات الغريبة والطنانة التى لا يفهم القاريء ما صلتها بموضوع النقاش و تُسطّح بالقارئ لأنها غير مرتبطة إرتباط مباشر بالقضايا المحددة في الحوار الدائر، وفي الغالب يلجأ الكاتب والمحاور للتحليق خارج الموضوع للهروب من مجاوبة الأسئلة المطروحة، وتحقيق حضور غايب، بغياب الأجوبة المطلوبة للأسئلة موضوع النقاش، وطبيعي أن لا تنتج هذه الحيل المنطقية سوى الإنشاء، إنشاء في حضورها تغييب للمعرفة..
إن التبضع في نصوص الآخرين يعوزه شرح ضروري يوضح صلة حقيقية لها بما يتم النقاش حوله وإلا ستبقى هذه النصوص مثلها مثل أشجار الزينة لا تنتج ثمراً ولا تلطف جواً
طرحت في مداخلتي السابقة سؤال رئيسي ظللت أكرره بإستمرار على الأخ عبدالله لأنه يلخص جوهر مداخلاته كلها، لكنه ظل من جانبه يتجنب بإستمرار الإجابة عليه. وسؤالي هو كيف توفّق بين إنتماءك الماركسي وتبنيك لأفكار مثالية لا تاريخية وميثولوجية وهي أفكار المركزية الإفريقية (ناس بشاشا) التي تؤكد الجوهر العرقي في التاريخ وأن العرق الأسود هو أصل كل شيء بديع؟ ظل الأخ عبدالله يتهرب من الإجابة مرة بالسب ومرة باللجوء للمشاكسات الكلامية وحرف النقاش على أمل تحويله لموضوع آخر.. وحتى الأسئلة الإضافية التي طرحتها عليه مثل: طلب أدلة على أن الفلسفة الإفريقية التي تدرس في الجامعات الإمريكية هي نفسها ما إدعاه من وجود فلسفة في مصر الفرعونية القديمة! ذلك لأنيّ على علم بما يدرس في هذه الجامعات من فلسفات قديمة ومحدودة نشأت في شرق وغرب القارة، لكن كما كان حاله دائماً يرد في الكوت أدناه

Quote: شوف أنا غير معني بالإجابة على أسئلة يمكن التحقق منها بنقرة ماوس وأخرى بالقراءة النقدية المرهقة في بطون الكتب بشكل عام


لكنه بعد أن أضاف 3 سطور من وصفي بالمغرور وغيرها من الأوصاف قرر أن يرد على سؤال توهم فيه انني قلت أنه ليس ماركسياً، وفرق بين عبارة انت لست ماركسياً وعبارة كيف لمن يتبنى الفكر الماركسي أن يسوق للاتاريخانية؟ ولا أدري ما هي ضرورة الإنجراف للحديث عن أشياء ليس لها علاقة بأسئلتي له من قريب أو من بعيد بل دفق ما تيسر له من عبارات وأقوال معلبة وليست ذات صلة بحوارنا، مثل القصة المنتشرة في النت عن الظروف التي قال فيها ماركس على سبيل الدعابة أنا لست ماركسياً إثناء إستهجانه لآراء بعض الشيوعيين الفرنسيين. ومع إختلاف السياق تماماً بين الظرف الذي إستدعى فيه ماركس العبارة الدعابة وأسئلتي عن مثالية أفكار عبدالله مع إنه ماركسي إلا أن قرر أن يعيد لنا قصة عبارة أنا لست ماركسياً
ثم يدعي فهم الماركسية وجهلي بها لكنه يستدل دوما (عدا اإنشاء المجاني الذي سكب مداده هنا) بحجج في مجملها غير ماركسية وتعبر عن قراءة ظاهرية تفهم النص مغترباً عن بنية توليده مما يجعلها أقرب لفلتات اللسان وإنتكاسات الفهم الهيجلية لأنها تكتب بلغة مثالية تحتفي بمفهوم الجوهر مما يحرمها من القدرة على إنتاج أي معرفة إلا ما يسمى زيفاً معرفة تتشعبط في الماركسية ولا تتملاها

Quote: لكن رداً على قولك الصادر من أنا متعجرفة، بأني لست ماركسياً وأني أروج للميثولوجيا، فسوف أعطيك درساً ماركسياً لن تنساه ما حييت


أورد الأخ عبدالله قصة أنا لست ماركسيّاً والتي وردت في نقاش حول خطة عمل وليس منهج تحليل وما ننتقد فيه عبدالله هو تنكبه لمنهجية التحليل الماركسي لا تكنيك ظرفي تحدده المتغيرات السياسية الراهنة، وأضاف لذلك دون أي معنى أو علاقة معلومة يقول أنها تخص الحزب الشيوعي السوداني ونضالاته لتحسين أوضاع العمال وبقية العاملين بأجر، وكذلك تعبئة الناس حول قضايا محددة، يجذب بها مزيد من الناس إلى مواقع النضال. إستمرار في إنشاء لا محل لها في محاور النقاش في البوست. وإستمر الأخ عبدالله كاتباً عن أن فهمي مثالي ميكانيكي للماركسية وهنا هل يتكرم عبدالله بدليل واحد على ذلك وعلى الفرية التي تلت عن تأفف السناري من الدين والميثولوجيا.
يستمر عبدالله ليكتب متوسعاً في كشف تأففي من الدين والمثولوجيا لأني حسب قوله أعتقد أن الدين نزل من السماء بينما الماركسيين يؤمنوا بأن الدين مصدره أرضي، ولا أفهم كيف لي إذا كنت أؤمن بأن الدين نزل من السماء أن أتأفف من الدين؟.وأعتقد أنه في العبارة يتجنى على رفاقه من الشيوعيين السودانيين عندما يتخيلهم مثلهم مثل الشيوعيين الروس، وذلك بإجماله لهم بأن كل الماركسيين يرون أن الأديان من صنع الإنسان (حقيقة هذا ما يصف به أعداء الماركسية الرفاق الشيوعيين في البلاد المسلمة بأنهم ملحدين) وأنا شخصياً تصديت في هذا المنبر لمن يهاجمون الحزب الشيوعي السوداني بأنه حزب ملحد ولهذا السبب نفسه يورد محمد سعيد القدال في معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني أن الحزب كون لجنة للدراسات الإسلامية ضمت عبدالله علي إبراهيم وآخرين حيث يرى القدال أن الإسلام مثل معيناً ثراً للتراث وألف الرشيد نايل وعبدالخالق محجوب كتابان يشرحان فيهما موقف الحزب من الإسلام ويفضحان محاولات الأخوان المسلمين في تسخير الدين لبلوغ أهداف سياسية دنيوية


Quote: تأففك من الدين والميثولوجيا بشكل عام، لأنك تعتقد أو تتعامل معها على أنها نزلت من السماء أو من صنع قوى غيبية، بينما أراها أنا وتراها الماركسية بأنها مسائل دنيوية، أي أن الأديان والأساطير نبعت من هذه الأرض ونمت وازهرت واثمرت وسادت فيها، أي من صنع الإنسان ويجب التعامل معها على هذا الأساس، فمجرد إحالتك هذه القضايا إلى قوى سماوية وغيبية فإنك تسقط إلى مواقع المثالية، لذا سوف يظل نقدك غير ماركسي طالما ظل نقدك لاهوتياً لمسائل دنيوية برفعها إلى السماء، ورأيي هذا يطابق وينسجم مع قول كارل ماركس " إننا لا نحول المسائل الدنيوية إلى مسائل لاهوتية، وإنما اللاهوتية إلى دنيوية. نحل الغيبيات في التاريخ بعد أن انحل التاريخ وقتاً كافياً في الغيبيات "، وقد انتقد البعض منذ سنوات الحزب الشيوعي السوداني لإطلاقه مصطلح " شهيد " على شهدائه المناضلين، باعتبار مصطلح ومفهوم ديني، وقد رددت حينها أن موقف الحزب الشيوعي السوداني ينسجم تماماً مع جوهر الماركسية، ومع قول كارل ماركس في خاتمة كتيبه المعنون بـ " الحرب الأهلية في فرنسا " وذلك في ذكرى " كومونة باريس " إن باريس العمال، و كومونتها، ستظلان إلى الأبد موضع التبجيل، بوصفهما البشير المجيد بمجتمع جديد. و شهداؤها مثواهم الأبدي قلب الطبقة العاملة الكبير. و جلادوها سمرهم التاريخ الآن على خشبة العار التي لن تجدي في تخليصهم منها جميع الصلوات التي يرددها كهنتهم. " وانطلاقاً من هذا الفهم الماركسي فإن الدين والميثولوجيا هي قضايا دنيوية موضوعية، وتشكل مع الفكر والسياسة والإيديولوجية والقوانين وغيرها البنية الفوقية في المجتمعات، وهذه البنية في الحالة السودانية هي بنية كولونيالية تابعة، بنمط انتاج تابع للمركز الرأسمالي، وانطلاقاً من مفهوم مهدي عامل فإن الطبقة العاملة في البلدان التابعة تخوض صراعها الطبقي ضد البرجوازية المحلية التابعة وضد البرجوازية في المركز الرأسمالي في نفس الوقت



سأترك ما تبقى في المداخلة من عبارات تعبر عن غموض في الفكر وتدخل من باب الثرثرة والحشو مثل مسألة الموقف من كومونة باريس وأحداثها الدموية وآثارها السالبة على الإشتراكيين الفرنسيين لأرجع لقضية البوست الأساسية ومداخلات عبدالله المعبرة عن وعي مثالي يتسمي بالماركسيةً وما ذلك إلا إستخفافاً بالماركسية وإستعجالاً لوعرالهوس السجالي العبثي الذي لا تحده دراية فلسفية أوأمانة علمية. وطبيعي أن تصبح الميثالوجيا في هذه الحالة القناع الوحيد والتربة العضوية التي تجتذب مثل هذا الوعي وتخصبه، تلك الميثالوجيا التي تجوهر الثقافة والحضارة الفرعونية القديمة لتتركنا محتارين كيف يتبنى مثل هذا الكلام ماركسي؟ أوما هي التناقضات، العلاقات أو الإنتماءات الأخرى غير الماركسية التي تشوش على ماركسيته؟ حتى تتحول جبهات الصراع عنده من طبقية إلى عرقية (حوارييّ الفكر الآري في مجابهة حراس الوعي الكوشي) وفي هذا كما ظللت أكررحالة من التموقع خارج المنظومة الفكرية للمادية التاريخية مما يعني تجاوزها كتفسير جدلي للتاريخ وشطب مقولة أن التاريخ يتحدد عند الماركسيين بحركة الصراعات الطبقية وليس بميثولوجيا تطور الروح بإتجاه المطلق الهيجلي.
هذا وأن أي ماركسي يفهم الفلسفة بإعتبارها أحد أنماط البنية الفوقية للوعي التي لا بد أن يتحدد إنتاجها بحيثيات الواقع الإجتماعي؟ بمعنى أن واقع الداينستي المتحكمة في المجتمع الفرعوني بما تحويه من تشكيلات إجتماعية متمايزة هو ما يحدد آفاق الفكر والثقافة في تلك الفترة من عمر الزمان. وبعبارة أخرى هل من الممكن أن يبدع أي مجتمع فكر وأدب وفلسفة أو أي أنشطة ثقافية أخرى بدون ما تكون القوى المنتجة لضروب الفكر والإبداع حرة ومتحررة بثقافتها من كل حدود وعوائق أمام إنتاجها وتطورها؟ وهل يعقل أن تسمح الأنظمة المهيمنة في المجتمعات الأوتوقراطية كالمجتمعات الفرعونية والتي معلوم أنها تحرس بحزم حدود وعلاقات الإنتاج داخل هذه المجتمعات (إنتاج ثقافي أو مادي) هل تسمح بإي إنتاج لا يخدم مصالحها (بل يهاجم مشروعية وجودها ويقول أن العقل وليست الآلهة هي مصدر الحقيقة) أم كان فلاسفة الحقبة الفرعونية يستخدمون تعويذات سحرية تحمي إنتاجهم وتحرر عقولهم من عقابيل ما يصنعون! إن التناقض واضح وكبير بين موقع الفرعون وموقع المفكر و لايكون وجود أحدهما إلا في نفي وجود الآخر وقصة سيدنا موسى وأهله ليست ببعيدة. ولكن رغم الرغم يتبنى ماركسي هذا الخلط كمن يضع الدودة داخل الثمرة ظناً أنهما من جنسِ واحد
المادية التاريخية كما عرفها عرابوها هي قاعدة التنظير في التاريخ وتطوره، وهي قاعدة المعرفة ومن ثم شرط الكتابة لكل ماركسي، فالكتابة الصادرة عن الماركسي لا بد أن تتقيد بالطابع العلمي الذي تتعنون به الماركسية تنظّر للتاريخ بإعتباره تاريخ التقدم من مجتمعات المشاعية لمجتمعات الرق لمجتمعات الفيودالية ألخ ..ولكل حقبة خصائصها الإجتماعية المميزة لها وشروط الإنتاج الخاصة بها. تجاهل كل ذلك والنظر للتاريخ بإستخفاف ثم تنحيته جانباً وتصور أن الحضارة الفرعونية لم تكن حضارة مادية بل هي حضارة روحية صرفة لا تخضع للفهم المادي التاريخي بل للميثولوجيا المركزوإفريقية وأن التقدم فيها يتم ضمن حالة واحدة لا غير وهي حالة الصراع بين الوعي الكوشي وأعداء هذا الوعي المنعوتين (بأزلام الفكرالآري) لا يمكن أن نسمي هذا تحليل أو فكر ماركسي، بل فكر أصولي لا ينظر لنا بكل ما في حاضرنا إلا كفرع من أصل عظيم هو الأصل الكوشي القديم وأننا بسبب ذلك نكون في حالة صراع مستمر مع الأعراق البشرية الأخرى خاصة البيضاء. نعم هكذا يدعون بأن هذا الأصل الكوشي الغائر في التاريخ لا زال هو المركز الذي به تتحدد ظروف وشروط حاضرنا ومستقبلنا وهو يحتفظ ببنية لا تاريخية ثابتة لا تتغير وتتساوى داخلها كل فئات المجتمع، والجينات، اللاوعي، أو الروح الإفريقي هو قاسمها المشترك وجوهرها الذي يحدد الحاضر والمستقبل.. هذا مشابه تماماً للخط الآيديولوجي الديني الذي يدعونا للعودة لعصر الخلفاء الراشدين، و عندما يتبنى ماركسي مثل هذه الآيدلوجية (آيدلوجيا الإغتراب في الماضي) فهو يمحو بجرة قلم مفهوم أنماط الإنتاج في التاريخ وهذا موقف يظن أنه ينطلق من التاريخ لكنه في الحقيقة ينطلق ضد التاريخ مهملاً روايته الإجتماعية ومتماهياً في روايته الميثولوجية
الإنتماء لماركس لا يمكن أن يستجلى إلا بعكسه لشبكة إدراك تتجلى عن حصادها إشكالات حضرت في حقل التمفصلات التاريخية وهذه المنهجية مشروحة في النصوص الماركسية وأرضيات تحليلاتها.
يكتب ماركس في رأس المال " إنني أخذت حرية تبني موقف نقدي بإزاء معلمي هيجل وذلك بتخليص جدليته من صوفيتها وبإخضاعها لتغيير جذري"
والإصولية العرقية التي تنتج مثل هذه المفاهيم (مصر الفرعونية أصل الحضارة والفلسفة) والأصل السوداني للحضارة الفرعونية وغيرها من المقولات مثل مقولة الجوهر الجدلي (الإستمتاع بالتبني النظري للجواهروالأصناف المعزولة بصفة مصطنعة بدل تركيب محمولات التاريخ وصيرورتها ضمن نسقها الديالكتيكي هذا إذا كان الشخص ماركسي الفهم) هذه الإصولية هي نظام طفيلي يعيش على هامش العرفان، عرفان الفكر الجدلي، ولا يتم ذلك إلا بالإحنباس داخل أطر الثقافة المثالية ذات البعد الواحد التي يقف على الضد منها المثقف الماركسي بدلاً من الغرق فيها للنخاع والتبني لمقولاتها،

Post: #38
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 07-25-2021, 01:04 AM
Parent: #37

وهنا سأورد مقتطفات من أقوال ماركس وسارتر ترتبط بالموضوع

كتب ماركس في (المدخل إلى نقد الإقتصاد السياسي ترجمة راشد البراوي)

إن الفـن الإغريقـي يرتكز على الميثولوجيا اليونانية، بمعنى أن الخيال الشعبي، وهو فني بطريقة لا شعورية، (بما فـي ذلـك جميـع العناصـر الموضوعية، ومن ثم أيضا المجتمع). فلم يكن في الإمكان أبدا أن تصلح الميثولوجيا المصرية قاعدة يقوم عليها الفن الإغريقي أو أن يستمد منها جذوره. إن أي مجتمع كان يستبعد كل علاقة ميثولوجية مع الطبيعة وبالتالي يتطلب من الفنان خيالاً مـستقلاً عن الميثولوجيا، هذا المجتمع لم يكن في إمكانه أن يصلح قاعدة يقوم عليها الفن الإغريقي. ومن جهة أخرى: هل كان في الإمكان أن يظهر أخير في عصر البارود والرصاص؟ وهل كان في الإمكان أن تظهـر الإلياذة في عصر فن الطباعة وآلات الطباعة؟ ألم تكن أغاني الإلهات لتصمت أمام حرص الصحافة؟ ألـم تختـف الـشروط اللازمة للشعر الملحمي؟ غير أن الصعوبة لا تنحصر في أن نفهم أن الفن الإغريقي والشعر الملحمي يعتمدان على أشكال معينة مـن التطـور الاجتماعي. إن الصعوبة تنحصر في فهم السبب الذي من أجله لا يزال يزودنا بمتع فنية والسبب الذي من أجله لا نزال نعتبرها إلى درجة معينة، كمعيار ونموذج يستحيل الوصول إليهما. لا يستطيع الرجل أن يصبح طفلاً مرة أخرى، أو على الأقل لا يستطيع العودة إلى الطفولة. ولكن ألا يتـذوق سـذاجة الطفل، وألا يحاول في مستوى أعلى أن يعيد خلق الحقيقة، وألا يرى من جديد في طبيعة الطفل وفي كل عصر، طابعا معينًـا وحقيقيا بالطبيعة؟ فلماذا لا يكون للطفولة الاجتماعية للبشرية في أجل ازدهارها، سحرها الخالد، كمرحلة انتهت إلى الأبد؟ هناك أطفال أسيئت تربيتهم، وهناك أطفال ناضجون قبل الأوان. وإلى هذه الفئة ينتمي عدد طيب من شعوب العـصر القـديم. كـان الإغريق أطفالاً طيبين. ولا يبدو سحر فنهم في نظرنا متناقضا على المستوى البدائي للمجتمع الذي نشأ على أساسه هذا الفـن. إنه بالعكس الثمرة ويوجد مرتبطًا ارتباطًا لا انفصام له، بحقيقة أن الظروف الاجتماعية التي أستمد – واستطاع هو وحـده أن يستمد – منها جذوره، انتهت إلى الأبد.
من جهة أخرى يقول سارتر في نقد العقل الجدلي عن اللاتاريخانية (إن حركة التاريخ نفسها وصراع البشر على كل الجبهات والمستويات من النشاط الإنساني هما الذان يحرران الفكر المسجون ويتيحان له أن يبلغ تطوره التام)
ويقول ماركس في نفس الكتاب ( إن علينا أن نتحمل سلسلة طويلة من الآلالم الموروثة والصادرة عن تنبت متصل لأنماط إنتاج بالية، إن علينا أن نتألم ليس فقط من نصيب الأحياء وإنما كذلك من نصيب الأموات، فالميت يمسك بناصية الحي)
ويضيف كذلك (وهكذا نبدأ في الاقتصاد بالسكان الذين هم أساس موضوع الظاهرة الاجتماعية التي هي عملية الإنتاج. ولكن إذا نظرنا إلى هذه الطريقة في البحث عن قرب لثبت بطلانها. فلو حذفنا مـثلاً الطبقـات التـي يتكون منها السكان فلن يكونوا سوى تجريد:. وهذه الطبقات فكرة خالية من المعنى إذا لم أعرف العناصر التـي تقـوم عليهـا الطبقات، مثل العمل الأجير ورأس المال الخ... وهذه العوامل تفترض وجود التبادل وتقسيم العمل الخ... فرأس المال مـثلاً لا يكون له وجود بدون العمل الأجير والقيمة والنقود والأثمان.
ويضيف " إن منهجي التحليلي الذي لا ينطلق من الإنسان، بل من الحقبة الإجتماعية الإقتصادية الحاضرة لا يمت بأي صلة إلى منهج تعليق المفاهيم عند الأساتذة الألمان" وهنا يبدو ماركس مقتنعاً أنه بدون منظومة فلسفية فإننا لا يمكن أن نأتي على أي شيء، والمنظومة الفلسفية التي يتملاها الماركسي في الكتابة في الشئون التاريخية لو كان ماركسياً حقيقياً غير مزيفاً ولا مدعياً هي المادية التاريخية (مبدأ الطاولة المصقولة ومفهوم البدء...... و أن الكل المحسوس بوصفه كلاً من الفكر أي بوصفه فكرا أتخذ الطابع المحسوس، هـو فـي الواقع نتاج الفكر أي الفهم؛ ولكنه ليس على الإطلاق نتاج الفكرة المجردة والتي تفكر خارج وفيما وراء التمثيل والخيال وتتولد هي نفسها، ولكنه تحويل التمثيل والخيال إلى أفكار مجردة. فالمجموع بوصفه فكرا منطقيا هو نتاج الذكاء العاقل الذي يستولي على العالم بالطريقة الوحيدة التي يقدر عليها وهي طريقة تختلف عن الاستيلاء الفني والديني، والفكري من الناحيـة العمليـة، على هذا العالم. وتحتفظ الذات الحقيقية؛ من بعد كما هو من قبل، باستقلالها الذاتي خارج الذكاء طالما يظل هذا تأمليا أي نظريا بحتًا. وفي المنهج النظري (الاقتصاد السياسي) بالمثل يجب أن يعرض الخيال دائما والمجتمع على أنها شروط موجـودة مـن الأصل ...التفاوت بين الإنتاج المادي والإنتاج الفني مثلاً. إن فكرة التقدم لا يمكن في أي مكان أن تفهـم فـي التجريـد المعتاد. ففي الفن الخ لا يعود هذا التفاوت مهما ولا من الصعب فهمه ولا إدراكه إلا في ظل ظروف اجتماعية وعملية معينـة؛ ولنضرب المثل بالفارق في المستوى الثقافي بين الولايات المتحدة وأوربا، ولكن المسألة المهمة حقًا والتي يجب معالجتها هنـا هي مسألة التطور المتفاوت (؟) الذي يطرأ على ظروف الإنتاج والظروف القانونية. أنظر مثلاً التباعد بين القـانون الخـاص الروماني (أقل ظهورا في القانون الجنائي والعام) والإنتاج الحديث.
ثم يؤكد في كتابه مساهمة في نقد الإقتصاد السياسي على أن نمط إنتاج الحياة المادية يكيف على العموم العملية الإجتماعية والسياسية والروحية للحياة

Post: #39
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-25-2021, 07:48 PM
Parent: #38

من الصعوبة تقبل فلسفة بارميندس في الغاء الصيرورة

مثلا للطلاب في المرحلة الثانوية وحتي الجامعية درسوا

وحدتي التحليل الكمي والتحليل الكيفي ، اي الكم والكيف

وحسب الدراسة اعلاه يكون تركيز محلول ملح الطعام (كم) هو التعرف

علي حجمه وتركيزه فقط باعتبار ان الكيف له معروف مسبقا

والكيف لمحلول ملح الطعام يتطلب معرفة شقه الحمضي والقاعدي

وعند استخدام جهاز قياس الPH ، فلامعني لحمضي او قاعدي لانه يقيس

تدرج ايون الهيدروجين والهيدروكسيل ...وينطبق ذلك علي صحة بارميندس


وعرفنا من قبل ان الكمية لاتؤثر في الكيف ، فاقل كمية من الملح تظل بنفس

الكيف مكونة من عنصري الصوديوم والكلور بنسبة ثابتة تسمي الكمية النوعية

في الفلسفة وتسمي قانون النسب الثابتة في علم الكيمياء

وكذلك الحار والبارد يخضعان لمقياس علمي ، فلامعني بالنسبة للثيرمومتر

كلمة بارد او حار فهو يقيس التدرجات فقط ، وينطبق ذلك علي اللاصيرورة

لبارميندس ، كما ان الجنوب هو نهاية الشمال والسالب نهاية الموجب

ومثلا الماء السائل لايتحول كيفيا الي بخار ماء بعد 100 درجة وهو الماء نفسه

في المقولات الذاتية (الضرورة والصدفة ، الجوهر والعرض ، الداخل والخارج

الشكل والمضمون ، المادة والصورة الخ ) يخضع الامر الي لغة الانسان وفكره

اي الي ذاتية الانسان حيث لا اجهزة قياس غالبا ...

بالتالي تصبح فلسفة بارميندس ، ابستمولوجيا للفلسفات اللاحقة

Post: #40
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-26-2021, 06:19 AM
Parent: #39

امباذوقليس


امباذوقليس 440ق.م ،عاصر بارميندس ، وكان متاثرا بديموقريتس اكثر من تأثره ببارميندس معاصره المباشر، وهو مثل فيثاغورث:فيلسوف ونبي وعالم ومهرج
مات بوثبة في فوهة بركان ليثبت انه إاله
في فلسفته يقول ان الهواء عنصر قائم بذاته لانه يري ممانعة الهواء لدخول السوائل ، المشاهدة المعروفة لنا ، عند محاولة إدخال سائل في انبوب يحتوي هواء بداخله..
كا يسمي قوي الطرد والجذب بالحب ، فهاتين القوتين تعملان
علي وصل العناصر الابعة –الهواء والماء والنار والتراب- مع بعضها بواسطة قوة الحب ، وتمييزها عن بعضها بواسطة قوة البغضاء
وكذلك تغيرات العالم ليست بسبب الغائية او الهدف المرسوم بدقة ، وإنما بوساطة عاملي الضرورة والصدفة..وهو هنا متاثر بهرقليتس مع اضافته الخاصة..
بعد هذا الفيلسوف ، تبدا مرحلة الفلسفة في اثينا ، ارايتم يا كيمتيون ، كيف مسكتم عصا الفلسفة من منتصفها !!

Post: #41
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-26-2021, 06:22 AM
Parent: #40

مرحلة اثينا

وتبدأ بفلسفة اناكسجوراس

Post: #42
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-26-2021, 07:54 AM
Parent: #41

نحن الكوشيون ورثنا الهمجية والتهريج لاهل اليونان وقد ظهر ذلك في

اثنان من فلاسفتهم : فيثاغورث واناكسجوراس ، الم ترون كيف كان عدد المشاهدات مهولا عندما ظهر البوست لاول مرة بعنوان شنو كدا

المشاء وكتيبته ، فقد كان ذلك البوست هدفه التهريج والاساءات ، وعندما فتحنا بوست بالعنوان الاساسي لذلك البوست المهرج ، إختفي

الجميع ، فص ملح وذاب .... ومع ذلك يدعون إدعاءات خطيرة وصبيانية مفرطة ، ومضحكة للحد البعيد ، عندما يقولون ، بكل المهزلة

اننا اصل الفلسفة هههههههه

Post: #43
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-28-2021, 04:43 PM
Parent: #42



ولد اناكسجوراس في اسيا الصغري 500ق.م وكان صديقا للزعيم بركليز القوي في اثينا
التي احتضنته كاول فيلسوف بها ، ولكنه غادرها بسبب الصراع السياسي الذي ليس طرفا فيه وانما صداقته لبركليز فقط كانت كافية للحكم عليه بالاعدام لولا هروبه

حكم الاعدام كان بسبب اعتباره الشمس صخرة ملتهبة والقمر يحتوي تراب بينما اهل اثينا يعتبرونهما الهة

كان اناكسجوراس يعتقد نفس اعتقاد امباذوقليس ، اي ، لاصيرورة وبالتالي اي عنصر ، عنصر اولي في اعتقاده
ويعتقد ان العالم كان كتلة كبيرة تسير في اتجاه التمايز الابدي دون نهاية
وهو الاعتقاد نفسه الذي يسوقه لطرح السؤال : من يسير العالم بهذه الدقة الرائعة المتناغمة ، والاجابة-التي يختلف حولها الفلاسفة – ان فكر التجريد للاله لدي اناكسجوراس لم يكن مكتملا ، بل لازال يعتقد في صفات مادية للاله الذي يعتقد فيه
رغم ان ارسطو ينفي ذلك ...وقد كان قريب عهد به..
ولكن لايجدر القول بانه اله خالق وانما عقل مدبر، عقل يدبر النظام والتناسق في الكون..
والعقل المدبر والمادة –بتناقض واضح- كلاهما ازليين!
ورغم هذا الخطأ ، فقد اعتمد العقل اعتمادا واضحا في الحكم الفلسفي بخلاف من سبقوه ..
كما ان الخطأ الاخر ، كان يعتقد في ان المادة قابلة للانقسام الي مالانهاية وهو خطأ بمقاييس عصرنا الراهن
ربما مر علينا ذكره مرة اخري حين التطرق لفلسفة ارسطو ، اما الان فيكفينا ان فكرة المحرك الاول الذي لايتحرك والتي اشتهر بها ارسطو ، نعتقد ان منشاها الجنيني كان في فلسفة اناكساجوراس

Post: #45
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-29-2021, 07:12 AM
Parent: #43


Post: #44
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-29-2021, 07:12 AM
Parent: #42

الفصيح سناري

Quote: ظل الأخ عبدالله يتهرب من الإجابة مرة بالسب ومرة باللجوء للمشاكسات الكلامية وحرف النقاش على أمل تحويله لموضوع آخر


كضباً كاضب

فالسب هو ما تكتبه أنت من أمثال مواخير قذرة من الطلح لدخانها إلى شيخ أزهري في كباريه في الهرم. والمواضيع الأخرى أنت من أتيت بها وحشرتها في النقاش منذ بوست مازن أيها الكذاب، مثل الشيوعية والماركسية والتحليل الطبقي والحزب الشيوعي السوداني.
وأنا حتى لم أرد إليك بضاعتك، كما أفعل في العادة مع الذين يسبون الناس من أمثالك.
واضح تماماً من مداخلاتك أنت لا تفهم الماركسية، فبعد أن دحضت فهمك المثالي واللا تاريخي للميثولوجيا، باعتبارها أساطير غيبية ساكت، لا يجب أن يتم الترويج لها، وأصلاً ليس هناك ترويج، فقط المشكلة في عقلك المثالي، وذلك بالاستناد إلى ماركس، عدت مرة أخرى إلى عادتك المعروفة، وهي القفز من موضوع إلى موضوع، فمنذ البداية أتيت بذاتك المنتفخة الفارغة، وروح الأستاذية السقيمة التي تتلبسك، لتعلن أن ليس عندي ما أضيفه سواء قليل أو كثير، وقلت لي ودعناك الله، وقلت لك " قشة ما تعتر ليك "، ثم أتيت مرة أخرى متأبطاً الطلح والدخان، ثم كارد الحزب الشيوعي، ثم الشيخ الأزهري في كباريه الهرم، ثم أخيراً إشهار سلاح التكفير من طرف خفي، لتكشف عن وجهك الحقيقي، بممارسة الإرهاب والبلطجة الفكرية، بزعم التجني على رفاقي الشيوعيين، لأني قلت بحقيقة أن الماركسية كنظرية للمعرفة تقول بأن المسائل اللاهوتية هي مسائل دنيوية، وأن هذا القول يطابق ما يصف به أعداء الماركسية الرفاق الشيوعيين في البلاد المسلمة بأنهم ملحدين، وطبعاً هذا دس رخيص من الفصيح سناري، فقد قلت أنا والماركسية كنظرية للمعرفة وذلك بدقة قصدتها تماماً، ولم أشر من قريب أو بعيد إلى الحزب الشيوعي السوداني والرفاق أعضاء الحزب، لأني أفرق نسبياً بين الحزب الشيوعي السوداني وبين النظرية الماركسية كنظرية للمعرفة، حيث يتبنى الحزب الشيوعي السوداني النظرية الماركسية كمنهج لتحليل الواقع السوداني ومرشد للعمل، ولا يتبنى كل مقولاتها ونصوصها بشكل أعمى، وإنما فقط ما يلائم خصوصية الواقع السوداني، وبعضاً منها نتاج تحليل واقع مجتمعات أخرى، ومن ذلك مثلاً مقولة " دكتاتورية البروليتاريا "، فلماذا حشرت الحزب الشيوعي السوداني هنا يا فصيح، والحزب لم يتبنى ذلك في برنامجه، وأفرد مساحة مهمة للدين فيه، وتبنى المنهج الماركسي لتحليل واقعه التاريخي، أما أعضائه ففيهم المسلم والمسيحي وغير الديني، وليس من شروط العضوية الإلحاد أو الإيمان، فقد ضم الحزب الشيوعي أئمة جوامع في صفوفه، مثلما انخرط اللاهوت الماركسي في صفوف الأحزاب الشيوعية في أمريكا اللاتينية، لأن برنامجه برنامج دنيوي يسعى إلى تحقيق مصالح دنيوية، فالنقاش هنا نقاش عن الفلسفة الماركسية وليس برنامج الحزب الشيوعي السوداني، ولكن لأنك لا تملك إجابة فقد لجأت إلى سلاح الإرهاب الفكري والبلطجة الفكرية، وذلك باستدعاء جماعات الهوس الديني التكفيرية.
وبدون خجل تتهمني أيها الفصيح سناري بأني أتبنى رؤية عرقية أفريقية، وهذا كذب وتدليس رخيص ليس غريب عليك، حيث وضح منذ البداية أنك لا تتورع عن استخدام كل الأسلحة، وكلها طلعت أسلحة من ورق وفشنك، بما فيها كارد الحزب الشيوعي، حيث أوضحت أن صحيفة الميدان نفسها نشرت مقالات عن الحضارة الكوشية، والتأكيد على منجزاتها الحضارية التي سبقت بها كل حضارات العالم، وهذا إثبات لحقائق تاريخية، وليس فيه أي شيء يمكن اعتباره تحيزات عرقية في الواقع، فقط ذلك يوجد في ذهن الفصيح سناري، مثلما فعل كل الفلاسفة والمفكرين الغربين، بمن فيهم ماركس ونجلز وبقية المفكرين الماركسيين مع الحضارة اليونانية، حيث أكدوا على منجزاتها مقارنة بالحضارات الأخرى كما قاموا بنقدها، وهدفه من إثارة الزوابع هنا هو فقط وقف كشف الحقائق التاريخية، وعرقلة التصدي للنموذج الآري العنصري، كجندي نفر في كتيبة البرجوازية الغربية في جبهتها الثقافية، بالترويج لخطابها العنصري الإقصائي، وبذلك فأنت ترمي الآخرين بأسوأ ما تفعله، فأنت جندي نفر أفريقي ( إذا كنت تعتبر نفسك كذلك ) في كتيبة الجنس الآري العنصرية، وبالباطل وضد حقائق التاريخ، وهذا أسوأ ما يمكن أن يفعله أي إنسان في الحياة، بينما أنا أفريقي، أسجل حقائق تاريخية موثقة في أقدم مصادر تاريخية، وهي مصادر تاريخ الخصوم، المفترض أنهم سوف يخفون الحقيقة وليس مصادر كوش وكيميت التي يمكن الطعن فيها، وعليه فأنت غارق حتى أخمص قدميك في وحل الدفاع عن القومية العنصرية البيضاء التي تتدعي ما ليس لها وبالوثائق، وليس أمامك سوى النكران ودس الرأس في الرمال، لأن ذلك سيحرمك من مضغ والتلذذ بحلاة لكوم أسماء الفلسفة والمفكرين الغربيين، باعتبارهم واعتبار الحضارة التي أنجبتهم هي معجزة هبطت من السماء، ولو افترضنا صحة حديثك عن أن مجرد تثبيت الحقائق التاريخية ضد أكاذيبك كجندي نفر للبرجوازية الغربية ومتلذذ بمضغ أسماء فلاسفتها، يجعلني أنا الأفريقي كمدافع بموضوعية عن بلدي وحضارتي أسقط في ( فخ العرق )، فماذا نطلق عليك أنت الأفريقي ( لو أنك ترى نفسك كذلك ) المدافع عن عرق آخر وحضارة أخرى ؟، وماذا سيقولون هم أنفسهم عنك في قرارة أنفسهم ؟، والعجيب أنك تتهمني بالترويج المزعوم للميثولوجيا، بينما تروج أنت بوعي لإيدلوجية البرجوازية الرأسمالية الغربية وبشكل موثق في هذا المنبر، من جمع وخلط رهيب وغريب من الفلاسفة والمفكرين المثاليين والماديين لدرجة لاشي، وأنت تنقل وتسمّع من كتب الفلاسفة ( سمك لبن تمر هندي )، وفوق ذلك تأتي لتسأل بكل خفة وغطرسة، أين التحليل الطبقي .. أين التحليل الطبقي .. أين التحليل الطبقي، فلتسأل نفسك أيها الفصيح سناري، لماذا لا تطبقه في بوستاتك ومداخلاتك يا فصيح، إذا كنت ماركسي بالطبع، والأغرب من ذلك أن سناري الفصيح نفسه يؤكد في هذا المنبر بوجود فلاسفة لاهوت، لكنه في المقابل يردد ببغائية ما يقوله أصحاب " النموذج الآري " أن الفلسفة هي عقلنة الواقع وتفسيره تفسيراً عقلانياً بعيداً عن الغيبيات، وبالتالي لا ينطبق هذا المعيار على هؤلاء الأفارقة، والسؤال إذا كان هناك فلاسفة لاهوت في العصور الحديثة، فما الذي يمنع منطقياً اعتبار الكهنة في كيميت من فلاسفة اللاهوت ؟، سوى إن الاعتراف بذلك سيطيح بالمعجزة اليونانية الهابطة من السماء، بوضعها على الأرض، في مقعدها اللائق بها دون زيادة أو نقصان، كفلسفة درس فلاسفتها في كيميت وأخذوا مقولاتها الأساسية من " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، مثل " أعرف نفسك " و " خلود الروح " وغيرها من المقولات ...، وهم بالطبع أكثر من ذلك في الواقع، فهم فلاسفة ومفكرين وعلماء حقيقيين وبشهادة الوثائق التاريخية، والمبرر الذي يسوقه سناري الفصيح لنفي إمكانية نشوء الفلسفة في كيميت هو القمع المزعوم، حيث يتحدث بثقة متهافتة عن قمع لا يتيح ازدهار فلسفة في كيميت، وهو ينجر ذلك من رأسه، فليس لك يا فصيح أي دليل في أي مرجع تاريخي على ذلك، ولو حالة واحدة، سوى التخيلات والتخمينات، بينما في المقابل أن سلطة " الإكليروس " اليوناني في اليونان القديمة أودت بحياة سقراط وهددت حياة عدة فلاسفة آخرين، من بينهم أفلاطون وأرسطو وغيرهم ...، وما يكذب ادعائك يا فصيح هو أن هؤلاء الفلاسفة أنفسهم درسوا هذه العلوم ومنها الفلسفة في كيميت، فكيف لا يمكن نشوئها وهي تُدرس بالفعل هناك !!، بل أن صولون نفسه أكد ذلك عندما هرب من أثينا واستدعاه أكرسيوس طاغية وملك مدينة لديانس بعد أن سمع عن مكانته وما يردده الناس عنه، حيث أرسل له رسالة يدعوه للإقامة في مملكته، ورد صولون بأنه منذ فارق وطنه لم يعش في مملكة حرة، غير أن حالة المعيشة في المحل الذي يستوي فيه جميع الناس، ويقصد كيميت، أهناً عنده من العيش في مملكة أكرسيوس.
وأخيراً يقول الفصيح أنه على دراية بأن بعض الجامعات تدرس ما أسماه بفلسفة أفريقية محدودة من غرب القارة، والمهم أنها تُدرّس هناك ولو كانت كلمة واحدة، والسؤال هنا لماذا تجبر هذه الجامعات العالمية نفسها لتدريس فلسفة محدودة، وماذا يعني ذلك ؟، في الواقع أن ذلك يعني أن هذه الجامعات تكذّب " النموذج الآري " وتابعه سناري الفصيح، والذي شيد نموذج عنصري على مقاس العرق الآري الأبيض الأوروبي، وخصاه وحده كعقل بالقدرة على إنتاج الفلسفة، ونفى قدرة بقية الأعراق على ذلك، ويعني أنه إذا كان العقل الأفريقي الأسود قادر على إنتاج فلسفة ولو كانت محدودة أو حتى كلمة واحدة في العصور الحديثة، فما الذي يمنع إنتاج هذه الفلسفة في أي من عصوره القديمة، خصوصاً في كوش وكيميت، وهو بالفعل قد أنتج هذه الفلسفة، كأحد علوم " نظرية المعرفة الكوشية الكيمتية "، التي تضم اللاهوت والطب والهندسة والرياضيات والفلك والقانون والتاريخ والجغرافيا واللغة والتعليم، والدليل المقولات الفلسفية الأساسية المذكورة أعلاه، والتي سوف أربطها بالمداخلة المهمة أدناه، مستنداً هذه المرة على هيجل نفسه، إلى جانب شهادات الفلاسفة القدماء، الأمر الذي أتوقع معه أن يفقد معه الفصيح صوابه، ويلجأ إلى فتح معارك جانبية، وإثارة الزوابع بإقحام مواضيع ليس علاقة بالموضوع الأساسي، واتهام الآخر بفعل ذلك، مثلما فعل بإقحام الحزب الشيوعي والماركسية والتحليل الطبقي، لممارسة القمع والبلطجة الفكرية، لكن الشيء المهم هو، من أنت أيها الفصيح سناري لتحدد للناس ماذا يكتبون وكيف يكتبون، من أنت لتمارس الوصاية على الآخرين، الناس أحرار، أنا حُر أكتب ما أشاء وبالطريقة التي أشاء، وإذا ما عجبك أشرب من البحر المالح وأعلى ما في خيلك أركبو، وعندما يفلس تماماً ويعجز عن الرد، يقول " بقية الكلام إنشاء "، و" لا يساوى الحبر الذي كُتب به "، وغيرها من العبارات والبضائع التي يمكن ردها إليه لتطابق تماماً مقاس كتاباته، وأضاف إليها مؤخراً، عبارة " من النت "، مشيراً إلى مقولة ماركس بأنه ليس ماركسياً، فيا فصيح هذه المعلومة من كتاب " كارل ماركس " للمفكر والشيوعي الألماني فرانز مهرنغ، وليس من الانترنت، فيا فصيح ركز في الموضع الأساسي، وأعتبره أتى من شخص لا تعرف خلفيته الفكرية.
في نهاية هذه المداخلة أعود إلى موضوع مهم وهو موضوع الميثولوجيا أي الأساطير، وهي منتج فكري إنساني، كنتاج لمحاولات الإنسان في العصور القديمة لفهم وتفسير واقعه، ولكل أسطورة نواة من الحقيقة كما قال مارتن بيرنال، وهذا صحيح تماماً، أي أن نواة الأسطورة هي حقيقة تاريخية حدثت في مكان وزمان ما في الماضي، ولم تظهر هكذا عبثاً من فراغ محلقة في سماء المجتمعات ككائن لا تاريخي عابر للزمان والمكان، وما حدث هو أنه قد أضيفت إلى هذه النواة طبقات جديدة من السرد والحكي، مع كل جيل وكل عصر، حتى وصلت إلينا بشكلها الحالي، وكمثال على ذلك للتوضيح، أسطورة " أوز وريس وإيزيس "، فالقصة واردة في النصوص الكيمتية واليونانية القديمة، وهي باختصار صراع بين أوز وريس وإيزيس وابنهما حورس من جهة وسيت من الجانب الآخر، وفي عصر كتابة نص هذه القصة الأسطورة، كانت هذه الشخصيات قد ارتفعت إلى مقام الآلهة، حيث يرى بعض الباحثون أن أوز وريس كان ملكاً في عصور بعيدة قبل الأسرة الأولى في كيميت، وعلى الأرجح في كوش، حيث لم تكن هناك حدود وفصل بالمعنى الذي حدث في العصور اللاحقة، وحتى هذا غير مؤكد، ومع مرور الزمن أصبحت هذه الشخصيات آلهة، كامتداد لعادة الشعوب القديمة في عبادة الأسلاف، غير أن هناك عناصر حقيقية في هذه الأسطورة، على الأقل ما هو معلوم بالنسبة لنا، فربما أن هناك عناصر حقيقية كانت معروفة للشعوب القديمة، ولم تعد معروفة لنا، تشكل نواة الحقيقة المشار إليها أعلاه، ومن هذه الحقائق، أن النصوص تشير إلى أن أوز وريس أو أوزير، قد وُلد في أثيوبيا وهي كوش، في نيسا وهي جبل البركل، وأنه وُضع في كهف الجبل، وأنه قد تربى تحت رعاية والده آمون، مع أخوته وأخواته، إزيس وسيت ونيفتيس، والحقائق هنا على سبيل المثال، هي أنه كانت هناك دولة بالفعل تُسمى كوش، وفيها جبل مقدس يُسمى جبل البركل، وأن بهذا الجبل بالفعل كهف، وأن أقدم دين بالفعل ظهر في كوش، وأن عدد من النصوص اليونانية تشير إليها باعتبارها مكان اجتماع الآلهة، وأن الجبل مقدس ويعتبر مسكن الإله آمون حسب الديانة الكوشية، وما زال الكهف حتى اليوم موجوداً، ويحتوي على رسوم ونقوش منذ الدولة الكوشية، وما زالت أطلال مدينة نبتة ومعبد الجبل باقية حتى اليوم، وإذا ما وضعنا في الاعتبار أن كتابة نصوص الأسطورة تعود إلى 3000 عام قبل الميلاد بالنسبة لكيميت، و1000 عاما تقريباً قبل الميلاد بالنسبة لليونان القديمة، فإن تاريخها الشفاهي بالتأكيد يعود إلى عصور سحيقة قبل التاريخ وقبل عصر الأسرات، وقد استخدم الأسطورة كمصدر للمعلومات عدد من الفلاسفة والمفكرين، منهم انجلز الشريك الأصيل في النظرية الماركسية، ومنهم هيجل كما في جاء النص في المداخلة أدناه، إذا ما اعتبرنا مقولات " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية " مجرد ميثولوجيا ساكت، لا يجب الترويج لها، حسب الفصيح سناري، حيث لم يكتفي هيجل بالاستناد إلى المقولات الفلسفية الكيمتية وتطويرها، بل مضى بها في اتجاه سوف يزلزل الأرض من تحت أقدامه، وكأمثلة أورد فقرات من كتاب أصل العائلة لانجلز:

( إن ذروة ازدهار الطور الأعلى من البربرية تتكشف أمامنا في قصائد هوميروس، و لا سيما في "الإلياذة". الأدوات الحديدية المتقنة و منفاخ الحدادة، و الطاحونة اليدوية، و دولاب الفاخوري، و صنع الزيت و النبيذ، و شغل المعادن المتطور و بسبيل التحول إلى حرفة فنية، العربة البضاعية و العربة القتالية، و بناء السقف من الجذوع و الألواح الخشبية ، و بداية المعمار بوصفه فناً، و المدن المحاطة بأسوار مسننة و أبراج، والملحمة الهوميرية، والميثولوجيا كلها، ذلك هو التراث الرئيسي الذي نقله اليونانيون من البربرية إلى الحضارة. و إذا أجرينا مقارنة بين هذا و بين الوصف الذي أعطاه قيصر و حتى تاقيطس عن الجرمان الذين كانوا في بداية طور الثقافة الذي كان يستعد اليونانيون الهوميريون للانتقال منه إلى درجة أعلى، لرأينا أي غنى من المنجزات في حقل تطور الإنتاج يشمله الطور الأعلى من البربرية ).

( إلا أن باهوفن وحده- و هنا تقوم إحدى مآثره الكبيرة- نظر إلى هذه المسألة نظرة جدية و شرع يبحث عن آثار هذا الوضع في الحكايات التاريخية والدينية. ونحن نعرف الآن أن هذه الآثار التي وجدها لا تعود بنا البتة إلى طور اجتماعي من علاقات جنسية غير منظمة، بل إلى شكل ظهر بعد ذلك بوقت كبير، إلى الزواج الجماعي. أما الطور الاجتماعي البدائي المنوه به هنا، هذا إذا كان قد وجد فعلاً، فإنه يعود إلى عهد بعيد عنا إلى حد أنه يستحيل علينا تقريباً أن تأمل بأننا سنجد بين الدفائن الاجتماعية، وبين المتوحشين المتخلفين، براهين مباشرة على وجوده فيما مضى. ومأثرة باهوفن تتلخص على وجه الضبط في كونه طرح بحث هذه المسألة في المرتبة الأولى )

( إن شكل العائلة الجديد يظهر أمامنا بكل صرامته عند الإغريق. فإن دور الآلهات أي الميثولوجيا، كما لاحظ ماركس، يصور لنا عهداً أسبق كانت فيه النساء يشغلن مركزاً أوفر حرية وتقديراً واحتراماً، أما في العهد البطولي، فإننا نجد المرأة منحطة المقام من جراء سيادة الرجل ومزاحمة العبدات. حسبنا أن نقرأ في "الأوديسة" كيف يقاطع تيليماك أمه ويجبرها على السكوت. وفي مؤلفات هوميروس، تصبح النساء الشابات الأسيرات عرضة لأهواء المنتصرين الجنسية، فإن القادة العسكريين يختارون لأنفسهم بالدور وتبعاً لمراتبهم أجمل الأسيرات، وجميع أحداث ""الإلياذة" تدور، كما هو معروف، حول النزاع بين أخيل وأغممنون على إحدى العبدات. ومع كل بطل هوميري على جانب ما من الأهمية، يرد اسم الفتاة الأسيرة التي يشاطرها خيمته وسريره. وهؤلاء الفتيات يأخذونهن أيضاً إلى الوطن وإلى البيت الزوجي، كما فعل مثلاً، عند إسخيلوس، أغممنون مع كاسندرا. والأولاد الذين يولدون من هذه العبدات ينالون نصيباً صغيراً من إرث الوالد ويعتبرون مواطنين أحراراً. فإن توكر، مثلاً، ابن تيلامون غير الشرعي، يحق له أن يتسمى باسم والده. والمطلوب من الزوجة الشرعية أن تتحمل كل هذا، وأن تتقيد بكل دقة بواجب العفاف وواجب الأمانة الزوجية. صحيح أن المرأة اليونانية من العهد البطولي تتمتع باحترام يفوق احترام المرأة في عصر الحضارة، إلا أنها في آخر المطاف ليست بالنسبة لزوجها أكثر من أم ورثته الشرعيين المولودين في ظل الزواج، والمديرة العليا لبيته والمراقبة العليا لعبداته اللواتي يستطيع أن يجعل منهن، حسبما يطيب له، ويجعل منهن فعلاً، عشيقات له. وأن وجود العبودية إلى جانب أحادية الزواج، ووجود العبدات الجميلات الفتيات الخاضعات لمطلق تصرف الرجل، هو الذي أضفى على أحادية الزواج منذ البدء طابعها الخاص، إذ جعل منها أحادية زواج بالنسبة للمرأة فقط، لا بالنسبة للرجل. و هذا الطابع لا تزال تحتفظ به في أيامنا ).

Post: #46
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 07-29-2021, 07:32 AM
Parent: #44

سلام يا عبد اللطيف

أنا آسف إذا تسببت مُداخلاتي في أي انحراف لبوستك، إلى اتجاهات لا تريدها، وسوف أبقى معك في صلب الموضوع المطروح.
أرجو بعد أن تفرغ من رواية " قصة الفلسفة اليونانية " من وجهة نظرك، المطابقة بالطبع لرواية النموذج الآري، أن ترد على تأكيد أن أصول الفلسفة اليونانية تعود إلى كيميت، إلى " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وذلك استناداً على الأدلة والحجج أدناه، الواردة في أقدم المصادر التاريخية:


إيسقراط"

والكهنة، لأنهم تمتعوا بمثل هذه الظروف الحياتية، اكتشفوا للجسد المساعدة التي يوفرها الفن الطبي، ليس تلك التي تستخدم عقاقير خطرة، بل عقاقير من طبيعتها أنها غير ضارة مثل الطعام اليومي، ولكن في آثارها مفيدة جدًا لدرجة أن جميع الرجال يتفقون على أن المصريين هم الأصح وأطول عمر بين الرجال؛ ومن ثم بالنسبة للروح، قدموا تدريبًا على الفلسفة، وهو مسعى له القوة، ليس فقط لوضع القوانين، ولكن أيضًا للتحقيق في طبيعة الكون.

تعليق

" قدموا تدريباً على الفلسفة "

إسقراط هو خطيب يوناني عاش قبل أفلاطون وأرسطو، وهو من العشرة الخطباء الأكثر تأثيراً في عصره.


ديوجين لايرتيوس

ولد كليوبولوس، ابن إيواغوراس، في ليندوس، ولكن وفقًا لدوريس، كان كارياً. يقول البعض إنه أرجع أصله إلى هيرقل، وأنه كان متميزًا بالقوة والجمال، وكان ملمًا بالفلسفة المصرية. كان له ابنة هي كليبولينا، التي تألف االأشعار السداسية؛ ذكرها كراتينوس، الذي أطلق اسمها على إحدي مسرحياته، اسمها بصيغة الجمع كليبولينات. ويقال أيضًا أنه أعاد بناء معبد أثينا الذي أسسه دانوس. هو مؤلف الأغاني والأشعار، حيث ألف حوالي 3000 بيت في المجمع. "

تعليق

ملماً بالفلسفة المصرية

"ديوجين لايرتيوس هو كاتب سيرة الفلاسفة اليونانيين.


ديوجين لايرتيوس

وُلد كليوبول في القرن السادس قبل الميلاد في جزيرة رودس، وينسب لهرقل، وكان من أعظم العقلاء منذ صغره، وقد عاصر صولون، ويقول ديوجين أنه سافر إلى كيميت في صباه لأجل أن يتعلم الفلسفة على حسب عوائد ذلك الوقت، وهنا، مرة أخرى يؤكد ديوجين لايتريوس كاتب سيرة فلاسفة اليونان، أن هناك فلسفة في كيميت، وأن الناس في ذلك الزمان في بلاد اليونان يذهبون إلى كيميت لدراستها، بل وأنها من عوائد ذلك الزمان، أي أنها شايعة، ولما رجع من كيميت تزوج من امرأة في غاية الغنى، فأنجبا بنتاً سمياها أقلوبين، وقد صارت حكيمة جداً، من ما اكتسبته من أبيها ( المؤثرات الأسرية )، حتى أفحمت عظماء الفلاسفة في ذلك الوقت، ويقول ديوجين أنه نقل إلى بلاد اليونان من كيميت ما سماه بنظم الألغاز، وهل طريقة نظمية لوصف لغز يستوجب الحل، ومن أقواله أيضاً هو " تكلم قليلاً "، وهي قول فلسفي مشترك لكل فلاسفة ومتفلسفة اليونان، اقتبسوه من كيميت.


فيثاغورس

ترك وطنه وجميع أملاكه للسفر إلى كيميت، فمكث فيها مدة طويلة لمخالطة الكهنة، وليتبحر في الأشياء الدقيقة الخفية في ديانتهم، وقيل أن بوليقراط ملك ساموي كتب إلى أمزيس ملك كيميت يوصيه على فيثاغورس بإكرامه واحترامه، وذهب إلى إيطاليا وعلم الناس الفلسفة، وأصبح تلاميذه أكثر من 300 تلميذ، فألف منهم ما يشبه المدرسة.

قصة المثلث أياه ذو الوتر !

وحسب ديوجين فقد كان يحب علم الهندسة كثيراً وعلم الهيئة ( مرة أخرى )، لأنهم ببساطة يتلقون نفس الدرس من نفس المصدر، المصدر الكيميتي، ويزعم ديوجين أن فيثاغورس هو الذي برهن على أن مربع الوتر في كل مثلث قائم الزاوية مساو لمجموع مربعي الضلعين الآخرين، وقيل أن فيثاغورس حين أعلن هذه المسألة النظرية حصل له غاية السرور، حتى ظن أنها الهام الهي ( الخرافات أعلاه تمهيد لهذا الادعاء )، فأراد بذلك أن يهدي قرباناً بمائة من البقر، وزعم البعض أنه مات من الفرحة بذلك، وهذه من أكبر الفضائح العلمية على مرّ التاريخ، وأنا متحفظ بعد كل ما فعله فلاسفة اليونان على تسمية ما فعلوه سرقة، لعدة أسباب، رغم أن هناك كثير من المبررات لكل من أسمى ذلك بالسرقة، ولكن في هذه الحالة الفضيحة لا يمكن أن نطلق على ما فعله فيثاغورس إلا السرقة والاحتيال والغش والنصب والفضيحة العابرة للقرون والألفيات، والفضيحة الأكبر هو تستر " النموذج الآري " على هذه الفضيحة، وبل ترويج الكذبة، وهي بالتأكيد نظرية كيميتية، فدولة مثل الدولة الكيميتية متفوقة بصورة ساحقة في كل العلوم مثل القانون والفلسفة والفلك والرياضيات والهندسة وغيرها من العلوم، وصممت وشيدت أعظم المباني المعمارية في التاريخ منذ البداية وحتى اليوم، من أهرامات ومعابد ومسلات، ولا تعرف نظرية المثلث ذو الوتر !!، ويأتي شخص غلبت على سيرته الخرافات والشعوذة، ليدعي اكتشاف هذه النظرية ؟؟، وكان التبرير الفطير لذلك، في غياب أي نشاط عملي يتعلق بالرياضيات والهندسة، أنها جاءته كوحي إلهي، بمعنى أنه اعترف ضمناً، أنه لم يكتشفها نتيجة لنشاط وممارسة هندسية عملية.


أفلاطون

سافر وهو في عمر الـ 28 عاماً إلى القيروان فتعلم العلوم الهندسية، ثم إلى مملكة إيطاليا ليسمع من الفيثاغورسيين، ولم يقتنع بذلك فسافر إلى كيميت للتعلم على يد حكمائها وكهنتها، ثم عاد إلى أثينا، وقد بلغ الأربعين من العمر، أي في عمر النضوج، وقد تم بيعه كرقيق، وقد أنقذه حظه الجيد من مصير قاسي، وقيل أن بوليدس لقدموني الذي تولى مهمة بيعه قد مات غرقاً، وأن سبب هذا الغرق هو لقيامه بذلك الفعل، وأن بعض الجان هم من أخبر أفلاطون بذلك !!، وهذا الفيلسوف ويا للعجب، هو من يقدم على أنه من أعظم الفلاسفة الذين يقدمون تفسيراً عقلانياً للعالم، بعيداً عن الدين والغيبيات، وهو مثله في ذلك فيثاغورس وغيره، ممن تحيط بهم الخرافات، ويقول ديوجين أنه لم يتبقى من كتب أفلاطون سوى المحاورات، وأن سقراط نفسه عندما قرأ محاورة أفلاطون " ليسيس " فقد كذبها وقال لقد قولني هذا الشاب ما لم أقل، ويقصد أفلاطون، وهو ما يلقي بظلال من الشك حول صحة بعض الأفكار التي يجريها أفلاطون على لسان سقراط في المحاورات.وقد استولى أفلاطون على أفكار هيراقليطس وبارمنيدس وسقراط وطورها، وسافر إلى كيميت ومن ثم ظهر بهذا الحجم الفلسفي، وقد امتدت رحلته التي زار فيها دول أخرى عشر سنوات، قبل أن يعود إلى أثينا، وقد كتب محاورة فيدون، عن خلود الروح التي أخذها من كيميت تحديداً بعد عودته منها، وفي محاورة تيماوس يقدم أفلاطون مجموعة من الأساطير لتفسير أصل العالم، وهذا يعني إذا كان أفلاطون نفسه يفسر العالم بشكل أسطوري فعلى الميثولوجيا الكوشية الكيميتية أن تمدد رجليها في هذا الميدان، لأنها صاحبة الأصل والسبق في ذلك.


أفلاطون على لسان سقراط:

وفي محاورة تيماوس، يقول أفلاطون على لسان سقراط أن الحكماء المصريين القدماء عندما سافر سولون إلى كيميت للتعلم: "يا سولون ، سولون ، أنتم اليونانيون دائمًا أطفال.".


الفيلسوف والمؤرخ اليوناني بلوتارك:

( كان الملوك يعينون من الكهنة أو من الرتبة العسكرية ، لأن الرتب العسكرية كانت لها شهرة وبسالة ، والكهنة بحكمة. لكن الذي تم تعيينه من الطبقة العسكرية كان على الفور واحدًا من الكهنة ومشاركًا في فلسفتهم، والتي، في الغالب، محجبة في الأساطير والكلمات التي تحتوي على انعكاسات قاتمة وتماثيل للحقيقة، كما هم أنفسهم حميميًا لا يرقى إليه الشك من خلال وضع أبو الهول بشكل مناسب قبل مزاراتهم للإشارة إلى أن تعاليمهم الدينية بها نوع من الحكمة الغامضة. في تمثال سايس، يحمل تمثال أثينا، الذي يعتقدون أنها إيزيس، النقش: "أنا كل ما كان وما زال وسيظل، ورداء لم يكتشف حتى الآن ". )

( حتى يومنا هذا في قائمة ملوكهم لكن من الواضح أنهم لا يقصدون تطبيق هذا الاسم على كيانه الفعلي ؛ لكنهم شبهوا العناد والشر في شخصيته بأداة القتل. إذا استمعت إذن إلى القصص عن الآلهة بهذه الطريقة، وتقبلها من أولئك الذين يفسرون القصة باحترام وفلسفة ).


هيجل:

( ولابد لنا هنا أن نذكر في البداية تلك الحقيقة الرائعة التي رواها لنا هيرودوت وهي أن المصريين كانوا أول من عبر عن الفكرة القائلة بأن النفس البشرية خالدة. غير أن القول بأن النفس خالدة كان يعني أنها شيء مختلف عن الطبيعة وأن الروح مستقلة لذاتها. ولقد كان الشيء الأعظم عند الهنود هو الانتقال إلى الوحدة المجردة وإلى العدم. ولكن الذات عندما تتحرر تصبح لا متناهية في ذاتها: ومن ثم فإن مملكة الروح هي مملكة المستور غير المرئي مثلما كان اليونانيون يتصورون عالم الأموات. وقد تمثل ذلك للناس في البداية على أنه مملكة الموتى ـ وللمصريين على أنه مملكة الأموات.والفكرة التي تقول إن الروح خالدة تتضمن أن الفرد البشري يمتلك في ذاته قيمة لا متناهية. أما العنصر الطبيعي المحض فيبدو محدوداً معتمداً اعتماداً مطلقاً على شيء آخر غير ذاته ويضرب وجوده بجذوره في هذا الآخر. غير أن الخلود يتضمن أن الروح في ذاتها لا متناهية. ولقد وجدت هذه الفكرة لأول مرة بين المصريين. لكنا ينبغي أن نضيف أن المصريين قد عرفوا النفس في البداية على أنها ذرة فحسب أعني بوصفها شيئاً جزئياً وعينياً. )

( تبدى لنا الروح المصري من جميع جوانبه منغلقاً على نفسه داخل حدود تصورات جزئية، ومنحدراً حتى درجة حيوانية، إن صح التعبير، في هذه التصورات. لكن في الوقت ذاته يكافح للخروج من هذه الحدود، متنقلاً، بلا كلل، من صورة جزئية إلى أخرى. ولم يحدث أن ارتقعت هذه الروح إلى الكلي وإلى الأعلى، إذ يبدو أنها كانت عمياء عن ذلك. كما انها لم تنسحب قط داخل ذاتها، ومع ذلك فقد رمزت بجرأة وحرية للوجود الجزئي وسيطرت عليه بالفعل. وكل ما هو مطلوب الآن هو أن يوضع ذلك الوجود الجزئي ـ الذي يتضمن بذور المثالية ـ بوصفه مثالياً، وأن تدرك الكلي نفسه الذي هو في ذاته حر. ولقد كانت الروح الحرة المرحة عند اليونان هي التي أنجزت تلك المهمة وجعلت منها نقطة بدايتها وانطلاقها. وإذا كان يروى أن كاهناً مصرياً كان يقول إن اليونانيين سيظلون إلى الأبد أطفالاً، فإننا نستطيع أن نقول، على العكس، أن المصريين كانوا صبياناً أقوياء ممتلئين بطاقة خلاقة، لا يحتاجون إلى شيء سوى الفهم الواضح لأنفسهم في صورة مثالية لكي يصبحوا شباباً. ففي الروح الشرقي يظل الأساس هو أن جوهرية الروح مغموسة في الطبيعة. ولقد أصبح من المستحيل بالنسبة للروح المصري أن يظل قانعاً بهذا الوضع الذي انخرط فيه في ارتباط لا نهاية له. وعملت الطبيعة الأفريقية الوعرة على تفكك هذه الوحدة، وأضاءت المشكلة التي تحل عن طريق: الروح الحر. أما أن الروح عند المصريين قد تمثّل في لوعيهم في صورة مشكلة، فذلك واضح من النقوش الشهيرة في معبد الإلهة نيت في سايس: " أنا ما هو كائن، وما قد كان، وما سوف يكون لم يرفع قناعي أحد قط ". ويشير هذا النقش إلى مبدأ الروح المصري. وإن كان الرأي قد تردد أحياناً بأن مضمونه ينطبق على جميع العصور. ويزودنا برقلس بهذه الإضافة: " الثمرة التي أنتجتها هي الشمس ". أما ما هو واضح بذاته فهو النتيجة، والحل، للمشكلة المطروحة. وهذا الوضوح هو الروح ـ ابن نيت إلهة الليل المختبئة. ولا تزال الحقيقة في حالة انغلاق، عند نيت المصرية، وكان الإله أبولو عند اليونان هو الحل. وعبارته تقول: " أيها الإنسان أعرف نفسك ". فهذا القول لا يعني معرفة الذات للجوانب الجزئية لضعفها وأخطائها، فالمقصود ليس هو الإنسان الجزئي الذي ينبغي أن يُعرف خصائصه، وإنما المقصود هو الإنسان بصفة عامة والذي ينبغي عليه أن يعرف نفسه. لقد صدر هذا الأمر لليونانيين، وفي الروح اليوناني يتمثل الجانب الإنساني في وضوحه وفي تطور هذه الروح. ولابد أن يدهشنا، إذن، ما ترويه الأسطورة اليونانية، من أن أبا الهول ـ الرمز المصري العظيم ـ قد ظهر في طيبة وقال هذه الكلمات: " ما هو ذلك الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة أرجل وفي الظهر على اثنتين، وفي المساء على ثلاثة ؟". ويقدم له " أوديب " الحل أنه الإنسان، وبذلك يطيح بأبي الهول من فوق الصخرة، فالحل وكذلك التحرر من الروح الشرقي الذي تقدم في مصر خطوات حتى استطاع أن يرتفع إلى مرتبة المشكلة، هو بغير شك ما يلي: إن الوجود الداخلي ( أو الماهية ) للطبيعة هو الفكر الذي لا يكمن وجوده إلا في الوعي البشري غير أن ذلك الحل القديم ( الذي ظل موضع احترام فترة طويلة )، والذي قدمه " أوديب " ـ الذي ظهر بذلك على أنه يمتلك المعرفة ـ ارتبط بجهل أوديب المطبق بذلك الذي يفعله هو نفسه، وشروق الوضوح الروحي في القصر الملكي العتيق كان لا يزال مرتبطاً بشناعة الجهل. وكان لهذه السيادة الأولى للملوك لكي تحظى بمعرفة حقة ووضوح أخلاقي حقيقي أن تتشكل بواسطة القوانين المدنية والحرية السياسية وتتصالح مع الروح الجميل.والانتقال الداخلي أو المثالي من مصر إلى اليونان ( قد عرضناه الآن تواً ) انطلق من الروح المصري. غير أن مصر كانت قد أصبحت اقليماً من أقاليم المملكة الفارسية العظيمة، ويتم الانتقال التاريخي عندما العالم الفارسي بالعالم اليوناني. وهنا نلتقي أول مرة بالانتقال التاريخ التاريخي، وهذا يعني في لحظة سقوط الإمبراطورية. لقد بقيت الصين والهند كما سبق أن ذكرنا أما فارس فلم تبق. فالواقع أن الانتقال إلى اليونان كان داخلياً، لكنه هنا يتبدى من الناحية الخارجية أيضاً بوصفه انتقالاً للسيادة، وهو حدث سوف يظل منذ ذلك التاريخ يتكرر من حين لآخر: فاليونان يسلمون صولجان السلطة والحضارة للرومان، والرومان يخضعون للجرمان. ولو أننا فحصنا حقيقة الانتقال هذه عن كثب لكان السؤال الذي يطرح نفسه فوراً لدي فارس: لماذا غابت شمس فارس بينما بقيت الصين والهند. علينا أولاً وقبل كل شيء أن نستبعد من أذهاننا الرأي المبتسر الذي يذهب إلى لو كل الدوام قد صمد أمام الزوال لكان هذا أكثر روعة: فالجبال الراسخة التي لا تفنى ليست أسمى من الزهرة التي تذوي بسرعة عندما تتبخر حياتها في أريج العطور. في فارس بدأ ظهور مبدأ الروح الحر في معارضة الجانب الطبيعي، ومن هنا فإن هذا الوجود الطبيعي يفقد بريقه ويذبل. وعلى ذلك فإن مبدأ الانفصال عن الطبيعة وجد في الإمبراطورية الفارسية التي تشغل بالتالي مكاناً أعلى من تلك الدول التي انغمست في الطبيعة. وهكذا تم الإفصاح عن ضرورة التقدم، وكشفت الروح عن وجودها، ولابد لها أن تكمل تطورها. إن الصيني لم يكن له اعتباره إلا بعد موته، أما الهندي فكان يقتل نفسه ليصبح مستغرقاً في براهمه ويكون ميتاً وهو حي، وذلك في حالة فقدان الوعي فقداناً تاماً أو هو إله حاضر بفضل الميلاد. ونحن هنا لا نجد تغييراً، ولا يسمح بأي تقدم، لأن التقدم لا يكون ممكناً إلا في حالة انجاز الاستقلال للروح. ومع " نور " الفرس بدأ التصور الروحي، وهنا تودع الر وحي الطبيعة. ومن ثم فنحن هنا نجد لأول مرة ( على نحو ما لاحت لنا الفرصة لنلاحظ فيما سبق ) أن العالم الموضوعي ظل حراً ـ وهذا يعني أن الأمم لم تُستبعد بل تركت تمتلك ثرواتها، ودستورها السياسي، ودينها. والواقع أن هذا هو الجانب الذي يظهر فيه ضعف فارس إذا قورنت باليونان لأننا نرى أن الفرس لم يكن في استطاعتهم إقامة إمبراطورية ذات تنظيم كامل، ولم يغرسوا في البلاد التي فتحوها مبدأهم، ولم يكن في استطاعتهم أن ينظموا هذه البلاد في كل منسجم بل اضطروا أن يقنعوا بتجمع من الفرديات المختلفة أتم الاختلاف. ولم ينجح الفرس في تحقيق أي اعتراف داخلي بين هذه الأمم بشرعية حكمهم، ولم يستطيعوا ترسيخ مبادئهم التشريعية ولا قوانينهم، وفي تنظيمهم للسلطة نظروا إلى أنفسهم فقط لا إلى نطاق الإمبراطورية بأسرها. وعلى ذلك فلما لم تشكل فارس روحاً واحدة من الناحية السياسية فإنها بدت ضعيفة إذا ما قورنت باليونان. ولم يكن تخنث الفرس هو الذي قضى عليهم ( على الرغم من أن التخنث قد أضعف بابل ) بل كان الكم الضخم غير المنظم لجيشهم إذا ما قورن بجيش اليونان المنظم، وهذا يعني أن المبدأ الأعلى يقهر المبدأ الأدنى. ولقد كشف مبدأ الفرس المجرد عن نقصه بوصفه غير منظم، وخليطاً من المتناقضات المبعثرة، حيث نجد عقيدة الفرس في " النور " جنباً إلى جنب مع حياة الشهوة والترف عند السوريين، إلى جانب نشاط وشجاعة الفينيقيين أهل البحر الشجعان، إلى جانب تجريد الفكر الخالص في الديانة اليهودية والنزوع الداخلي ( القلق العقلي ) في مصر ـ خليط من العناصر التي يتوق إلى جانبها المثالي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا في الفردية الحرة. ولابد من النظر إلى اليونان بوصفهم الشعب الذي تداخلت فيه هذه العناصر وتغلغل كل منها في الآخر: بأن أصبحت الروح مستبطنة منتصرة على الجزئية، وبذلك حررت نفسها. )

تعليق

1ـ يقول الفصيح سناري هائجاً ببلطجة فكرية، أنت تروّج للميثولوجيا، أها يا فصيح حتى هيجل نفسه في هذا النص يستند إلى الميثولوجيا، حيث يستند إلى الأسطورة لاستخلاص معلومة ومن ثم بناء فكرة عليها، وهي أسطورة أوزوريس، وأيضاً مصادر " أسطورية " أخرى.

2ـ الفصيح سناري يتحدث عن قمع وعن عدم وجود حرية في كيميت لإنتاج فلسفة، بينما توفر ذلك في بلاد اليونان، بينما هيجل وغيره مثلاً لا يرون هذا، بل أشار إلى دولة منظمة ويخضع فيها الناس للقانون، والدليل هذا النص لهيجل الذي يلخص المنجز الفلسفي الذي حققته كيميت.

3ـ لم يربط هيجل في هذا النص بين المنجز الفلسفي وارتباط الفكر الكيميتي بالدين، وإنما ربطه بعيب التصاقه بالطبيعة، أي بما هو ما مادي مما يدنس مثاليته، حسب رايه الذي يقوم على فلسفته المثالية.

4ـ يبدو لي إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.

5ـ يتساءل سناري الفصيح معنفاً الآخر أين النصوص الفلسفية في كيميت التي تثبت الفلسفة كيميتية، بينما يمضي هيجل إلى جوهر القضية ويستند إلى مقولات فلسفية كيميتية منفصلة، ويستخلص منها أفكار فلسفية ويبني عليها استنتاجاته.

6ـ إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو لي حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.

7ـ فكرة " خلود الروح " الفلسفية، التي اشتغل عليها كبار فلاسفة اليونان، والتي أضحت موضوعاً مهماً في الفلسفة، الذي قال عنها هيرودوت أن اليونانيون أخذوها من كيميت، يقول عنها هيجل أنها فكرة رائعة وأن المصريين أول من عبر عنها، ولم يعترض على ذلك أو يتهم هيرودوت بالكذب، بل وأضاف بعض الأفكار التأملية لهذه المقولة الأساسية في الفلسفة منذ نشوئها وحتى اليوم، بينما الفصيح كجندي نفر في كتيبة النموذج الآري العنصري في جبهته الثقافية، قفز إلى اتهام هيرودوت بالكذب بدون خجل.

8ـ يقول الفصيح سناري بجرأة ويقين لا يحسد عليه بحدوث قطيعة معرفية في بلاد اليونان، وبالتالي نفهم أن الفلسفة اليونانية جوهر نزل من السماء، وهذا محض هراء لا يقول به إلا أي منطق، ونص هيجل هذا يؤكد ارتباط الفلسفة الكيميتية بالفلسفة اليونانية، ويعترف ضمنياً بوجود فلسفة كيميتية، ولكنه يقع في خطأ معلوماتي فادح يطيح ببنائه الفلسفي، وهذا تحليلي ورأيي الشخصي المستند إلى المعلومة الموثقة في أقدم مصادر التاريخ الكيميتي في المعابد، والتي أشار إليها جورج جيمس في " التراث المسروق "، حيث يعلن هيجل أن الجواب على مشكلة الروح المصرية المنغمسة في الطبيعة، جاء على لسان الإله أبولو، حيث أصدر أمره لليونانيين، بقوله" أيها الإنسان أعرف نفسك "، لتتحرر الروح وتحلق عالياً في أبهى مثاليتها في بلاد اليونان، وهذه المقولة الفلسفية العظيمة التي رددها كبار الفلاسفة اليونانيين، ومنهم طاليس أبو الفلسفة اليونانية الذي درس في كيميت، والذي قيل أنه اخترع هذه الحكمة، وأنه كتبها على ورق من الذهب وعلقها في هيكل الشمس، بهذه الصيغة " هل أنت أيها العالم تعرف حقيقة نفسك "، وخطأ هيجل الفادح يتمثل في هذا الزعم غير صحيح بالطبع، فهذه المقولة الفلسفية العميقة، هي مقولة كيميتية مائة بالمائة، وموجودة منذ آلاف السنين ومعقلة في المعابد الكيميتية، وقبل طاليس وهيجل والحضارة الغربية برمتها، ولكن المدهش أن طاليس لم يكتفي باقتباسها فحسب، بل قلد الإرث الكيميتي، وقع الحافر على الحافر، وعلقها في هيكل الشمس !!، كما علقها الكيميتيون في المعابد، ويمضي هيجل ويقول أن في الروح اليوناني يتمثل الجانب الإنساني في وضوحه وفي تطور هذه الروح. ولابد أن يدهشنا، إذن، ما ترويه الأسطورة اليونانية، من أن أبا الهول ـ الرمز المصري العظيم ـ قد ظهر في طيبة وقال هذه الكلمات: " ما هو ذلك الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة أرجل وفي الظهر على اثنتين، وفي المساء على ثلاثة ؟". ويقدم له " أوديب " الحل أنه الإنسان، وبذلك يطيح بأبي الهول من فوق الصخرة، فالحل وكذلك التحرر من الروح الشرقي الذي تقدم في مصر خطوات حتى استطاع أن يرتفع إلى مرتبة المشكلة، وترمز إشارة هيجل المتمثلة في إطاحة " أوديب " بـ " أبي الهول " من فوق الصخرة في هضبة الجيزة، إلى إطاحة الحضارة اليونانية بالحضارة الكيميتية، وانتصار الفلسفة اليونانية على الفلسفة الكيميتية، ويصل هيجل إلى قمة انتشائه بالقول " ولقد كانت الروح الحرة المرحة عند اليونان هي التي أنجزت تلك المهمة وجعلت منها نقطة بدايتها وانطلاقها. وإذا كان يروى أن كاهناً مصرياً كان يقول إن اليونانيين سيظلون إلى الأبد أطفالاً، فإننا نستطيع أن نقول، على العكس، أن المصريين كانوا صبياناً أقوياء ممتلئين بطاقة خلاقة، لا يحتاجون إلى شيء سوى الفهم الواضح لأنفسهم في صورة مثالية لكي يصبحوا شباباً. ففي الروح الشرقي يظل الأساس هو أن جوهرية الروح مغموسة في الطبيعة. ولقد أصبح من المستحيل بالنسبة للروح المصري أن يظل قانعاً بهذا الوضع الذي انخرط فيه في ارتباط لا نهاية له. وعملت الطبيعة الأفريقية الوعرة على تفكك هذه الوحدة، وأضاءت المشكلة التي تحل عن طريق: الروح الحر. أما أن الروح عند المصريين قد تمثّل في لوعيهم في صورة مشكلة، فذلك واضح من النقوش الشهيرة في معبد الإلهة نيت في سايس: " أنا ما هو كائن، وما قد كان، وما سوف يكون لم يرفع قناعي أحد قط ". ويشير هذا النقش إلى مبدأ الروح المصري. "، وعكس هيجل، الذي بنى أطروحته على معلومة خاطئة، وهي الزعم بأن مقولة " أيها الإنسان أعرف نفسك " الفلسفية العظيمة على أنها مقولة يونانية، أقول بناء على أن المقولة هي مقولة كيميتية، فإن الكيميتيين كانوا بالفعل شباباً فهموا أنفسهم بوضوح في صورة مثالية، ووصلت الفلسفة عندهم، حسب رؤية هيجل، إلى تتحرر الروح إلى صورة مثالية، وقلدهم أطفال اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، وهي " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، في الدولة الكيميتية، حيث تتلمذوا على يد الكهنة، بمن فيهم طاليس، فيثاغورس، صولون، أفلاطون وغيرهم ...، وتبقى الحقيقة راسخة في الأرض.

Post: #47
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 07-29-2021, 05:20 PM
Parent: #46

عبدالله مداخلتك طويلة سلبة بس
ارجو من الزملاء مواصلة البوست
وقد اغيب لمدة قصيرة بسبب وعكة صحية

Post: #48
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 07-31-2021, 07:24 PM
Parent: #47


نحن ما بنعالج في مشكلة شخصية يا أخ عبدالله، فRelax يا أخي، ودعك من شخصنة الإمور والتنابز بالألقاب فما لهذا إنشئت منابر الحوار الفكري. والحوار الفكري إن تحول مساره من وسيلة للمعرفة ومتع النقاش إلى وسيلة لرفع ضغط الدم وحراق الروح أحسن إعتزاله. وأنا هنا لا أنزه نفسي فكلنا بشر تعترينا أسباب الضعف البشري فننفعل وتتمزق مسارات الخيوط العصبية التي تجسّر مراكز الحكمة بمراكز الشَّكَل، لا سيما إن كانت أعواد ثقاب إدراكنا تعاني من سرعة الإشتعال، ولا تعرف طريقها ال Relaxation techniques. ما أعتقد إنتقادي لآراءك أو مواقفك هو بالضرورة إنتقاد لشخصك، لذا تجدني لا أتورع عن التعرض بالنقد الصريح وربما أحياناً القاسي للآراء والمواقف مع تقبلي بطيب خاطر لأي رد تتفضل به. أنا مثلاً لا زالت تأخذني مسألة طرحك لنفسك كماركسي، أي يتحدد فكرك وكلامك تحديداً حاسماً بالإنطلاق من موقع المنهج المادي في كل ما تكتب، بينما أراك تتخذ مواقف مثالية لا تاريخية ويظهر، ذلك جليّاً في الكوت أدناه

Quote: إذا كان العقل الأفريقي الأسود قادر على إنتاج فلسفة ولو كانت محدودة أو حتى كلمة واحدة في العصور الحديثة، فما الذي يمنع إنتاج هذه الفلسفة في أي من عصوره القديمة، خصوصاً في كوش وكيميت، وهو بالفعل قد أنتج هذه الفلسفة، كأحد علوم " نظرية المعرفة الكوشية الكيمتية "، التي تضم اللاهوت والطب والهندسة والرياضيات والفلك والقانون والتاريخ والجغرافيا واللغة والتعليم


وما أقصده بتبنيك للفكر المثالي هو بالظبط ما كتبته بخط يدك في الكوت أعلاه عما يسمونه "نظرية المعرفة الكمتية" وهي مجموعة كتب وكتابات تقوم على قاعدة مفادها أن الطريقة الإفريقية في المعرفة والشعور بالعالم هي طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود وان هذه الطريقة هي موحدة ومنسجمة وسط كل السود في العالم، وهي طريقة لا يستوعبها إلا السود. تتبنى هذه النظرية كما هو واضح منهج دوغمائي لا عقلاني (يتقاطع تقاطع واضح مع المنهج المادي) يعيد إنتاج الأشكال المثاليةالمتطرفة لأنشطة المركزية الأوروبية بتدبيج كل ما من شأنه أن يرفع من قيمة السود فوق بقية خلق الله ويتلبس بكل أقمشة الدعاوي الوطنية والقومية الثقافية التي خبرها العالم في الآيدلوجيات العرقية التي إذدهرت في أوروبا القرن التاسع عشر أي إعادة إنتاج كل خصائص القومية العرقية مع ضبابية حقيقية عن إستحقاقات ما يمكن أن نطلق عليه أمة أو قومية في لكل السود في العالم، وعمد هؤلاء إلى إستخدام ترسانة من التقاليد المتوهمة والمخترعة عبر دبلجة وقائع أسطورية تمثل ماضي السود في العالم وسمت ذلك معرفة جديدة" نظرية المعرفة الكيمتية " والتي يفترضون أن أي إنسان أسود يجب أن يرمي وراء ظهره كلما تعلمه من معارف مصدرها الغرب (بما في ذلك الماركسية) ليتبنى "نظرية المعرفة الكمتية" لأن المعرفة الغربية كلها معرفة مزورة ومزيفة (لكنهم لا يتورعون في نفس الوقت عن الإستشهاد بهيردوت أو مارتن برنال أو فيلوني وغيرهم من الغربيين، وحتى يبدون جديتهم أنشأوا مدارس لتدريس أبناء السود في إميركا مناهج نظرية المعرفة الكمتية حتى لا تتلوث أدمغتهم بعلوم الغرب الزائفة، وتركز مناهج هذه النظرية على تدريس الطلاب عظمة السود، لكنها لم تنتج إلا حالة حادة من الإنعزالية و الإنطواء الثقافي والفكري وهيهات أن تحصنهم من ذلك. ذلك مصدر تعجبي أن ينزلق ماركسي يفترض أنه يفهم الماركسية جيّداً وقرأها في ثلاثة لغات إلى مساقط الإصولية العرقية اللاعقلانية والدوغمائية، ثم يتبنى واعياً خطّها ومقولاتها وما تجتره من وقائع ومزيفة وحكايا أسطورية تعرضها كتاريخ حقيقي يؤكد عظمة السود (والتي لا تحتاج لأن يدلل عليها بتاريخ مزيف) توهماً أن السود قبل غيرهم سيقبلونها، وبالفعل هنالك من يقعون بطيبة وعاطفية في شراكها لأنها تطرق أوتاراً حساسة في وعيهم الباطن والظاهر، ذلك دون ممارسة أي نقد حصيف لهذه الدعاوي قبل تقبلها. هذه الكتابات كما أشرت سابقاً تستعيد للأسف تبني نفس المنهجية الفكتورية العرقية المتطرفة التي نشأت في أوروبا الحديثة وبلغت ذروتها في ألمانيا النازية، فقد سبق عرّابي الخطاب الفكتوري إخوتنا هؤلاء في الرفع من شأن لأصلا العرقي والمرجعية العرقية، وحددوا نقطة إنطلاقهم في المعرفة والحضارة الإغريقية ووصفوا نجاحها لأن منتجها هو الرجل الأبيض وبالتالي وسموها بأصل الحضارة الإنسانية. رجعت العنصرية البيضاء للماضي للبرهنة على تفوق العرق الأبيض. إذن التأسيس على الماضي العريق سنة سيئة إستنها الخطاب العنصري الغربي الأبيض، وإستن بسنتهم أصوليون عرقيون كُثر في مناطق مختلفة من العالم، وأخواننا أدالجة الأصل الإفريقي للحضارة الإنسانية كانوا على رأس هؤلاء ليرموا بسهمهم في مصر القديمة فيصفوها بحضارة الرجل الأسود. أن تفتخر أوروبا بالحضارة الإغريقية القديمة هذا من حقها، لكن المشكلة أن الخطاب الفكتوري العنصري في أوروبا ردّ عبقرية الأغاريق لأصلهم البيولوجي وليس لجهدهم الثقافي، أي أنهم برعوا ونبغوا لأنهم بيض، وهنا أخواننا أدالجة الأصل الإفريقي للحضارة لم يجدوا بُدّاً في المقابل من التعامل برد الفعل، ويقسموا أن العبقرية ليست إغريقية بل مصرية سوداء فقد إكتشف هؤلاء أن الأغاريق سرقوا بذور معرفتهم من الدولة التي بدأت فيها الحضارة وهي كميت (إشارة للسواد) فقد نبغ مواطني كميت وبرعوا بفضل أصل البيولوجي وهو الأصل الزنجي. هنا أفتتحت حرب طواحين الهواء بين المركزيات العرقية، أيهما سيغلب أصحاب تفوق الأصل البيولوجي الأبيض القوقازي أم الأسود الزنجي الإفريقي؟ الغريبة كنت أتابع بالأمس في الNBA Draft ولا حظت أن كثير جداً من النجوم الشباب القادمين لدوري السلة الإمريكي آتين بوضوح من أصل مختلط بين البيض والسود (في الغالب الأم بيضاء والأب أسود) وحتى في المدينة التي أقطنها نجوم السلة نصفهم من أصل مختلط أبيض مع أسود، ففي فريق سلة فلادلفيا هنالك بن سيمون، زس كيري، ماتيس سيبول، تاباياس هاريس، وداني قرين، وهؤلاء أهم نجوم الفريق أتوا أصول مختلطة، وفي هذا رد طبيعي بأن أروع ما في الإنسانية تعاضدها وتواشجها، وأبغض ما فيها دعوات التمايز البيولوجي، وذلك بان في رجوع الفكتوريين لأثينا وفي المقابل رجوع المركزوعرقيون الأفارقة لمصر لتكون النقطة المرجعية لمنظور إفريقي هو أول من أنتج الفلسفة والثقافة والحضارة، بمعنى أن كميت وليست أثينا هي أم وأب الحضارة الغربية. لأنّ اثينا سرقت الفلسفة المصرية، ولو قلت لهم أن الثقافة لا تسرق، لأن خزائنها في العقول، وكيف إذن تختفي أثارها من العقول المصرية لو أنّ العقول الإغريقية سرقتها من مصر؟ أو كما قال عبداللطيف أن المسار الفلسفي هو مسار تواصل يبني فيه كل جيل على إنتاج الجيل السابق له، مختلفاً أو متفقاً معه، فيخصب التراث بأفكار جديدة. هذا ما حدث طوال عهد الإمبراطورية الإغريقية وأنتقل منها بعد ذلك لروما ثم العرب ثم مرة أخرى لأوروبا الحديثة. ولم تتحصل الحفريات والتحاليل للآثار المصرية إلا على المعارف التي أنتجها كهنة مصر الفرعونية وهي معرفة دينية دينية الإزار، تواكبها معرفة هندسية رياضية تجلت في بناء الإهرامات، وعندما تروج أقلام لمنهج إفريقي قديم في المعرفة هو أصل المعرفة الإغريقية لا يحتاج القاريء الحصيف أن يكتشف أن هذا هو نفس منهج المركزية الغربية القديم.
هل يجب علينا أن نؤمّن على أي كلام يقال لنا أم من حقنا ممارسة النقد وكشف عيوب أي فكرة؟ أعتقد أن مناقشة الفكرة ونقدها، أي فكرة حتى ولو كانت دينية ولا يجعلك ذلك متنكر لإفريقيتك ومستلب للنموذج الآري، لأن المسألة هي مسألة حجج ومنطق وليست نعوت مجانية. إذا راجعنا مواقف وكتابات النخبة المثقفة في إفريقيا، لا سيما الآنثربولوجيين منهم، ولا سيما السودانيين منهم، ولا سيما الماركسيين فيهم، سنجدهم حتى لا يعبأون بما يعرف بنظرية المعرفة الكمتية ودعاويها، ودونك هذا البوست لماركسي سوداني يناقش فيه بشاشاً، ساخراً من دعاويه، وذلك إنطلاقاً من موقع ماركسي غير مشوش، وتفكير تاريخي علمي بعيد العواطف والتمنيات

حيث لا مناشفة .. حيث لا بلاشفة : عن الازمة في الحزب الثوري حيث لا مناشفة .. حيث لا بلاشفة : عن الازمة في الحزب الثوري


المثقفين الأفارقة وهم بالطبع نخبة من عدم اللياقة وصفها بمزامير النموذج الآري لأنهم ينظرون لمثل هذه الأدعاءات بإعتبارها إنحرافاً عن التقاليد العريقة لحركة التحرر الوطني في القارة، وقد كتب المفكر الماركسي الجامايكي إستيوارت هول (ٍStuart Hall) مخاطباً هؤلاء ب "إن إفريقيا ليست منتظراك وهي ساكنة في الق ال15 أو ال17 لترجع لها عابراً الأطلسي لتعيد إكتشافها في نقائها الإثني وعقلها البدائي ولكي يوقظها أبناؤها العائدين وبناتها العائدات" ومن ناحية تاريخية هنالك على الأقل ثلاثة مسائل هنا، كلها منفصلة عن بعضها، رغم وجود علاقة فكرية سياسية تربط بينها وذلك فيما يتعلق بتاريخ إفريقيا والعلاقة بين حضارة وآثار قدماء المصريين وبين الشعوب والثقافات الأخرى في القارة، المسألة الثانية هي الإدعاءات عن الأصل الكوشي للحضارة المصرية القديمة ، والثالثة عن تأثير هذه الحضارة أو تآثرها مع ثقافات العالم الكبرى. المشكلة في التعامل مع هذه المسائل هي أن إنطلاق البحث في تاريخ هذه الحضارة من مرجعية عرقية ولأسباب محض رومانسية لا فكرية معرفية وعقلانية (تأكيد الذات عبر الإسطورة المشحونة عرقياً) يقف حائلاً دون الوصول لأي حقائق أو نتائج موضوعية، رغم ما تجده الكتب المشحونة بالعواطف وتسخر الأساطير لتحكي عن عظمة الماضي لأي شعب من رواج، ومثل هذه الكتب توجد عند كل الشعوب وقد يجدها البعض ممتعة ومخدرة معاً وليست جافة كتلك التي تكتب التاريخ بصدق ومستندات وواقعية. لقد تَعرّض العالم السياسي الإمريكي الأسود أستاذ التاريخ والدراسات الآفرو-إمريكية مانِّق ماربل Manning Marable بالنقد الحاد لإدعاءات العرقية المركزو- الإفريقية ووصفها بأنها مضادة للتعددية ومجمدة لمعنى ومدلول الثقافة ومختزلة لدينامية الحوار مع الآخر لتجمد من يدافع عنها وعن أفكارها في أشكال متحجرة ولا تاريخية من الإعتقادات والدعاوي، مستغرباً في تلبُّس المدافعين عنها بالصدق والإخلاص في دراسة تاريخ السود. الشاعر والمنظر السنغالي ليوبولد سنغورأسس حركة الزنوجة (لنقريتويد) مع ايمي سيزار وداماس، وإرتبطوا في فرنسا الثلاثينات وما بعدها بالتيارات الثقافية اليسارية ثم حرروا بدعم من سارتر مجلة الوجود الإفريقي، وصف سنغور الذي أصبح فيما بعد رئيساً للسنغال الأفارقة السود بأن أهم صفاتهم هي الحدسية، التلقائية، والروحانية بينما أهم سمات الشخصية الأوروبية المنطق والفكر العلمي، وأنا أختلف مع تحليله لأنِّي أرى أنه ظلم الإنسان الإفريقي لكن رغم ذلك ولم يصفه أحد بمستلب النموذج الآري لأنّ لكل مثقف الحق في التحليل والإختلاف مع الآخرين وأي حوار محترم يتجمّل بالنقد المنطقي لما يكتب لا الإنزلاق لوعر إطلاق النعوت الشخصية. يكرر الأخ عبدالله بأن الفلسفة الإغريقية سرقت من مصر ودليله 3 أو 4 عبارات مصرية يقول أنها تشابه عبارات في الفلسفة الإغريقية، والتشابه القليل في الأفكار المنتجة في ثقافات مختلفة أو قارات مختلفة شيء عادي مرده أن التشابه قبل ذلك كان أن جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة مثل من أين أتى الإنسان؟ وهل هنالك نظام يحكم الطبيعة؟ وهل هنالك عوالم أخرى؟ وغيرها من الأسئلة الوجودية المتشابهة ولكن كي نقول أن حضارة ما سرقت معرفتها من حضارة أخرى، نحتاج لإنتاج الحضارة مصدر المعرفة لنقارنه بإنتاج الحضارة التي سرقت ونقرر بعد ذلك، لكن عندم تورد لي عبارات معدودة مشابهة لا ترقى لأن تسمى فلسفة حتى وتقولي هذا هو البرهان، أرد لك بأن هذا حديث لا يستحق إلا السخرية منه، ثم أتساءل معك هل كل إنتاج ذهني ممكن نطلق عليه فلسفة؟ لقد ضربت مثل من قبل عن إبتذال مفهوم الفلسفة حتى أننا نجد عبارة فلسفة أصبحت معممة بشكل غريب فتجدها مضافة للطبخ (فلسفة الطبخ) و فلسفة القفز بالزانة، وفلسفة سفر بالجمال، ولو وضعوا مفردة علم في محل مفردة فلسفة لكان الأمر أقوم. ودا حيرجعنا للسؤال الأول عن معنى فلسفة ومعني إفريقية الفلسفة المعاصرة، لأنّ الفلسفة تعرّف بموضوعاتها ومناهجها النقدية (الحججية) وهذا هو الفهم الذي جرت عليه التقاليد الفلسفية في الغرب منذ العصر العتيق وحتى اليوم منتجة إبداعاتها في ثيم عدة تشمل المعرفة، الجمال، الوجود، الميتافيزيقا، العقل، الحقيقة، الشر، الوعي، السببية.. ألخ وتعالجها بمقاربات وتحريات نقدية تسل الروح، فتطرح سؤال وتجاوبه بسؤال آخر إلى مالا نهاية. ولا يزدهر البحوث في الفلسفة إلا في فضاءات الحرية، لأنها تتناول موضوعات الحقيقة وهي الموضوعات التي تقلق نوم أي حكم شمولي أوتوقراطي يعتبر الحديث فيها خط أحمر. نعم ياخي المناخ البيسمح بتناول هذه الموضوعات تناولاً نقدياً تاملياً تجاوزياً ما كان متوفر لا في مصر القديمة ولا في أي زمان من أزمنة الإستبداد، ولو قلت غير ذلك فعليك الرجوع لما خلفته الآثار عن حلف الكهنة والفراعنة في مصر القديمة، التي وصل فيها الأمر لإدعاء الفراعنة بأنهم أبناء الآلهة، وبالتالي ما كان يسمح حتى بزواج بناتهم ونسائهم من خارج الأسرة المالكة، لذا إنحصرزواج الفراعنة في تزويج الأخوان من أخواتهم حتى لا يختلط الدم النبيل بالدم الما نبيل، يعني كانت المقامات محفوظة بحدود لا يمكن أن يتطاول عليها أي فيلسوف، لدرجة أن حتى الحظوظ في الأخرة تم توزيعها وقصرها على ذوي الدماء النبيلة وأشياعهم لزمن طويل، فهل دا مناخ ممكن تزدهر فيه فلسفة؟ إن الحديث عن وجود فلسفة إفريقية إخترعه كما ذكرت من قبل أوربيان يعملان مع الإستعمارفي إفريقيا هما القس البلجيكي بلاسيد تمبل والذي كان يعمل مبشراً في مناطق البانتو، والآنثربولوجي الفرنسي قرايولي الذي عمل في مناطق قبائل الداقون وتولت بعد ذلك نخب إفريقية الترويج متهللين بما كتبا عن وجود فلسفة في إفريقيا، لكنها فلسفة وجدت في شرق وغرب القارة ولا علاقة لها بمصر ودعاوي إخوتنا هؤلاء. إخترع كذلك الأب الفرنسي أبي جين كرسان حجوة النظام المصري الإسطوري القديم ومنه أخذت فكرة أن هنالك نظام مصري قديم أسود للمعرفة، ربما تلاحظون أن منتجي هذه الأفكار التي يروج له أنصار إفريقية المعرفة كانوا أوروبيين بيض لكن لم يسميهم أحداً ألسنة النموذج الآري. معظم من يقولون بالأصل المصري للمعرفة الإغريقية أخذوا ذلك من كتاب الفلسفة المصرية المسروقة لجورج جيمس وهو من ساق هذه الدعاوي أو سوّقها في غياب أي دليل حقيقي يسند هذا الإتهام الكبير سوى
إعتقادات فطيرة سبقه عليها هيرودوت لذا لا تقابل مثل هذه الدعاوي في الأوساط الأكاديمية الرصينة وفي كل جامعات العالم لا سيما الإفريقية إلا بالسخرية. من أشهر هذه الإتهامات أن أرسطو سطا على مكتبة الإسكندرية ونهب الأفكار التي عرضها باسمه ونسبت زوراً له مع إنه في الحقيقة مكتبة الأسكندرية بنيت بعد موت أرسطو!! ومن جانبي تساءلت كثيراً ولم أجد أي إجابة لسؤالي عن هل هنالك أي كتب مصرية سابقة على أرسطو توجد فيها نفس الأفكار المنسوبة للمعلم الأول أرسطو ، ولم أجد إجابة لسبب بسيط هو عدم وجود إجابة. العرب على سبيل المثال أخذوا من الأغاريق ( أفكار إفلاطون وأرسطو عبر ما كتبه عنهم إفلوطين ) وطوروا في أفكار الفلاسفة الأغاريق، لكنهم لم ينسبوها لأنفسهم لأن منتجها موجود، ووجوده يبرهن عليه فيما خلف من آثار كتابية، فذكر الفلاسفة العرب أن فلسفاتهم هي مداخلات على فلسفة الفلاسفة الأغاريق فأثنو على الفسفة الإغريقية وخلدوا إنتاجها. نعم إشتغل الفارابي وابن رشد على أفكار أرسطو وطوروها ليتلغف إنتاج الفلسفة العربية بعد ذلك الأوروبيون في العصر الأوروبي الوسيط فقرأ توما الإكويني فلسفة ابن رشد وأنتج معارفه منها. أيضاً نهل أغسطين الفرنسي الجزائري من فلسفة ابن سينا التي طورها عن إفلاطون وكذلك أخذوا عن موسى بن ميمون وإعتبرت أوربا الحديثة الفلسفة العربية الجسر الذي عبرت به لشط النهضة الغربية الحديثة والتي بالمحصلة يكون قد ساهم فيها الأغاريق والعرب والأفارقة والهنود الحمر والخدر وخاطفي الألوان، لكن ظل على طول وعرض الزمان أرسطو هو المعلم الأول، ومن نهلوا منه وطوروا أفكاره صاروا يعرفون بالمعلم التاني أو التالت والرابع وهلمجرا. لم يتلاشى أرسطو أو إنتاجه رغم ما طرأ عليها في مختلف أرجاء الفكر العالمي و بقى على الدوام المعلم الأول. عندما جاءت أوروبا وأخذت الفلسفة العربية ولم تخفي فضل العرب أو تسرق مجهودهم رغم وجود أساطين المركزية البيضاء، وذلك لأن المعرفة لا تختفي بسرقتها يا أخ عبدالله، وإلا فقل لي هل تلاشت أفكار الأغاريق بعد أن أخذها العرب والرومان وطوروها أم بقيت تحمل أسماءهم عبر الزمن بعد أن نهلت الثقافة العالمية على إتساع البسيطة من أفكارهم؟ لو رجعنا لمثال بسيط عن عصر التدوين في الإسلام، نجد أنه بسبب ندرة كُتّاب وكتابة اللغة العربية في الجاهلية وعصر الرسول، لم يبدأ التدوين إلا بعد قرن أو أكثر من وفاة الرسول، وبالتحديد في زمن الخليفة الاُموي عمر بن عبدالعزيز المتوفى سنة 101 هـ، إلا أنه تقريباً كل الآيات والأحاديث والمعارف التي أنتجتها الرسالة الإسلامية في قرنها الأول بقيت محفوظة حتى تم تدوينها لأن هنالك ما يعرف بطرق التحمل، وهي ما أشار له عبد اللطيف من قبل إنتقال المعرفة من جيل إلى لاحقه عبر التتلمذ، وطرق التحمل تشمل الكتابة الصورية أو الحروفية، وقد كانت تنتشر في مصر الكتابة الهيروغليفية على ورق البردي، أو التصويرية المنحوتة على المسلّات والصخور، وتحفظ المعرفة أيضاً عن طريق السّماع والحفظ (بنقل فلان عن فلان). والسؤال بعد أن كشفت كل الآثار المعرفية التي أنتجتها مصر القديمة أين الإنتاج الذي سرقه إفلاطون وأرسطو؟ لقد كتب أرسطو المنطق الصوري لـتأمين الفكر من خطل وخطر المغالطات، وكتب في الميتافيزيقيا عن المحرك الأول الذي يحرك ولا يتحرك، كتب في الفيزياء والأحياء والزراعة والسياسة، وكتب كتاب معنون باسم ابنه في فلسفة الأخلاق، كتب في الجمال والمسرح والرقص وكتب في الطب، أين الأمثلة لذلك فيما خلفته المعرفة المصرية القديمة لتأكيد سرقة أرسطو وغيره من الفلاسفة الأغاريق، نحتاج لمعرفة المزيد عن الفيلسوف الفرعوني المصري رقم زيرو الذي سرق من خزانته أرسطو هذه المفاهيم والفهوم والذي كما ذكرت سابقاً أننا ولكي نتوصل لإسمه وإنتاجه مراجعة سلسلة الشياطين ال 13 لتسعفنا باسم وإنتاج الفيلسوف الفرعوني رقم زيرو، وأين وكيف تطورت فلسفته، ومن هم تلاميذه وتلاميذهم وتلاميذ تلاميذهم، الذين أنتجوا ما أنتجو داخل مناخات إرهاب الفراعنة وكهنتهم في مجتمع من أهم سماته طغيان السلطة المركزية. سلطة كان فراعنتها يتوسلون بأسمنتي الدين لغلق أي مسامات يتنفس منها الفكر الحر في مناخ للهيمنة التي لا تخر من ثقوبها حرية، لعل هذا هو السبب وراء التجانس الفكري الذي شهده المجتمع المصري القديم إذ لم تعرف مجتمعات مصر القديمة أي مظاهر للتنوع الفكري أو التداول السلمي للمعرفة لأن الكهنة ومصالحهم تقف بالمرصاد، وهذا من ناحية أدى إلى بناء دولة مركزية قوية رغم الإنسلاخات والإلتئامات المتواصلة بين مصر العليا والسفلى، والنتيجة أنه لا توجد أي آثار ضمن الكتابات الهيروغليفية على ورق البردي تشيء ببحوث في أجناس الفلسفة المختلفة عدا كتابات في الأخلاق المرتبطة ب وداعمة للدين الفرعوني. واضح جداً أنه لا توجد كتابات أشارت لوجود فكر سياسي أو نقدي تطور في مصر القديمة ليسرقه ويبني عليها إفلاطون وأرسطو، وللمفارقة أن إفلاطون إبتدر فلسفته السياسية بفكرة مدهشة عن الملك الفيلسوف يدلي فيها بحيثيات حجته في أن الفيلسوف هو أفضل من يحكم أي مجتمع، فهل بالعقل كدا ممكن تكون هذه أفكار مصدرها مصري؟ الفرعون كان يحرص على توفر الغطاء المقدس ليزيد من سطوته على الناس لا أن يسمح بتأسيس السلطة على المعرفة والفهم والعقلانية!! ولا توجد أي أدلة بأن كانت هنالك أي محاولات لنقد الفرعون، وكلنا نذكر قصة الطفل (موسى) الذي رمته أمه في صندوق في البحر عندما قرر الفرعون قتل كل طفل يولد من أم يهودية لأن عرافة تنبأت بنهايته على يد يهودي، وقد تم تداول الكثير من القصص التهكمية عن المستوى الذي وصلت إليه عنجهية وبطش الفرعون، وأظننا درسنا قصة الفرعون الذي كان يسير عارياً ولا أحد يقول له بخٍ، إلا طفلاً بريئاً صاح بأعلى صوت أنظروا الملك عريان، وقد تكون هذه نوادر لا تعكس وقائع حقيقية، لكن المغزى منها أن هذا مجتمع كان يتم فيه تغييب العقل تماماً فكل السلطة، السياسة، الحقيقة، الأخلاق تقيم حيث يقيم الفرعون. عموماً فكك عالم المصريات الفرنسي جان شامبليون قبل قرنين الشيفرة الهيروغليفية المصرية بعد دراسة أهم الآثار المصرية وهو حجر رشيد الأمر الذي كشف عما خفي من نصوص مصرية كانت حجر الرحى في فهم كل ما كان غامضاً عن حياة وأفكار وأديان قدماء المصريين وتوصل علماء المصريات إلى إختلاف واضح بين طرق التفكيرو التعبير في مصر الفرعونية عن طرق التفكير في أيونيا وأثينا وإسبرطة وما جاورها من العالم المسيني (الآخي أو الدوري) لا سيما المواضيع التي غطتها فلسفة أرسطو وإفلاطون أو ما مهدت لها من فنون وأداب الإنيادة ومَثّل هذا الاكتشاف رصاصة الرحمة التي أطلقت على الإدعاءات القائلة بأن مصر هي منبع المعرفة والفلسفة الإغريقية ذلك أن ما وجد من معرفة مركزها أساطير برع فيها المصريون القدماء ولكن البون شاسع بين الإسطورة والعقلانية لكن في الرياضيات والهندسة كان هنالك تقدم وتميز فيما تشيء به آثار خلفتها تلك الحضارة. وأقتطف من مداخلتي السابقة تأكيد من ماركس على ذلك إذ يقول " إن الفـن الإغريقـي يرتكز على الميثولوجيا اليونانية، بمعنى أنّ الخيال الشعبي، وهو فني بطريقة لا شعورية بما فـي ذلـك جميـع العناصـر الموضوعية، ومن ثم أيضاً المجتمع). فلم يكن في الإمكان أبداً أن تصلح الميثولوجيا المصرية قاعدة يقوم عليها الفن الإغريقي أو أن يستمد منها جذوره. إن أي مجتمع كان يستبعد كل علاقة ميثولوجية مع الطبيعة ويتطلب من الفنان خيالاً مـستقلاً عن الميثولوجيا، هذا المجتمع لم يكن في إمكانه أن يصلح قاعدة يقوم عليها الفن الإغريقي. ومن جهة أخرى: هل كان في الإمكان أن يظهر أخْيَل في عصر البارود والرصاص؟ وهل كان في الإمكان أن تظهـر الإلياذة في عصر فن الطباعة وآلات الطباعة؟ ألم تكن أغاني الآلهات لتصمت أمام حرص الصحافة؟ ألـم تختـف الـشروط اللازمة للشعر الملحمي؟ غير أن الصعوبة لا تنحصر في أن نفهم أن الفن الإغريقي والشعر الملحمي يعتمدان على أشكال معينة مـن التطـور الاجتماعي. إن الصعوبة تنحصر في فهم السبب الذي من أجله لا يزال يزودنا بمتع فنية والسبب الذي من أجله لا نزال نعتبرها إلى درجة معينة، كمعيار ونموذج يستحيل الوصول إليهما. لا يستطيع الرجل أن يصبح طفلاً مرة أخرى، أو على الأقل لا يستطيع العودة إلى الطفولة. ولكن ألا يتـذوق سـذاجة الطفل، وألا يحاول في مستوى أعلى أن يعيد خلق الحقيقة، وألا يرى من جديد في طبيعة الطفل وفي كل عصر، طابعاً معينًـا وحقيقياً بالطبيعة؟ فلماذا لا يكون للطفولة الاجتماعية للبشرية في أجل ازدهارها، سحرها الخالد، كمرحلة انتهت إلى الأبد؟ هناك أطفال أسيئت تربيتهم، وهناك أطفال ناضجون قبل الأوان. وإلى هذه الفئة ينتمي عدد طيب من شعوب العـصر القـديم. كـان الإغريق أطفالاً طيبين. ولا يبدو سحر فنهم في نظرنا متناقضاً على المستوى البدائي للمجتمع الذي نشأ على أساسه هذا الفـن. إنه بالعكس الثمرة ويوجد مرتبطًا ارتباطًا لا انفصام له، بحقيقة أن الظروف الاجتماعية التي أستمد – واستطاع هو وحـده أن يستمد – منها جذوره، انتهت إلى الأبد" فمن هو المخطيء في رأيك ماركس أم حمّالي دعاية أن أصل الفلسفة والمعرفة الإغريقية كانت مصر السوداء الإثيوبية؟ و أصلاً الأساطير بتعبر عن مرحلة العقل الطفولي في البشرية والذي رشدت البشرية عنه منذ زمن طويل لكن الأساطير مثل الأديان عند العقل المأسطر الذي يؤمن بها. أستغرب كيف لمن يؤمن بالماركسية ينسى أنها ثقافة غربية المصدر وينطلق بأسهم رماة الحدق ليفقأ عين أي فكرة مصدرها أوربي أبيض في وقت كلنا درسنا في الجامعات معرفة مصدرها الأول غربي ولم نطلق عليها (النموذج الآري في المعرفة) بل أن هنالك أفكار غربية نيرة مثل فكرة حقوق الإنسان دعمت المناضلين السياسيين في السودان عندما إعتقلوا في عهد الإنقاذ ولجأوا لها وعلى رأسهم صديقنا زين العابدين الطيب عثمان مؤسس وأول رئيس للمجموعة السودانية لضحايا التعذيب، والمؤسسة الأمريكية الإفريقية لمناهضة التعذيب. عندما تسأل هؤلاء سينبئونك كيف آزرتهم ونصرتهم المؤسسات المعرفية والحقوقية الغربية رجالاً أو نساءاً أبّان محنتهم، وتفعل هذه المؤسسات الشيء نفسه مع كل الضحايا الذين يعانون من قهر الأنظمة الدكتاتوريات الحاكمة في بلدانهم، مما يؤكد ما ذهبنا إليه أن في الغرب مثقفين أحرار تحدّوا قبلنا المركزية البيضاء وحاربوها وعلى رأس هؤلاء كل أعضاء حركات الأقليات والمهمشين سياسياً وإقتصادياً ونوعياً وجنسياً. يحضرني هنا قول للمفكر الإمريكي الأسود فرانك إسنودن والذي كان قبل وفاته أحد الأعلام في أحد أكبر جامعات السود في إميركا (جامعة هوارد) ومجال تخصصه أيضاً تاريخ السود في العصور القديمة، كتب إسنودن مصححاً ما يأخذه هؤلاء عن هيرودوت والإدعاء بأنه يؤكد زنجية الحضارة المصرية القديمة بقوله إن بيئة الأغاريق القدماء كانت خالية من التحيزات اللونية وأنه في الملاحظات التي أبداها هيرودوت عن مصر فإن الإشارة للون الجلد والإشارات العرقية الأخري ترد بشكل زهيد جداً، مما يدل على أنها لم تكن شاغل من شواغله أو شواغل بيئة البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت وهذه إشارة لمن يردون أصل مصر الفرعونية للأفارقة السود وأنهم الأسياد الأصليين للمعرفة الإغريقية ظنّاً أن ذلك سيحول المصريين القدماء لسودانيين أو إثيوبيين، ويا ليت من يقرأ هيرودوت كمصدر للحقائق حول مصر القديمة يقرأه قراءة نقدية بدلاً عن القراءة الإنتخابية التي تأخذ ما يمكنها من توظيفه آيدلوجياً وتترك جوهر الكتابة الذي لا تتحقق أي جزئية لو تم إغفاله فتتحول القراءة لقراءة عاطفية لا يجد حصادها محلاً له داخل فضاءات التداول المعرفي المتخصص في التاريخ القديم. المعروف عن هيرودوت أنه أبو التوثيق لكن أي توثيق؟ توثيق لموثولوغيات (وهذا جوهر تاريخه)، تخليط التاريخ بالأساطير في كتابة تخلو في غالبها من العقلاني، وإعتمادها على الوصف، لأنه مثلاً كان لا يعرف لغة المصريين أو الكتابة الهيروغليفية. وحتى عبارة مصر هبة النيل هي مسروقة من المؤرخ اليوناني هيكاتيه الملطي، الذي سبقه إلى مصر وكتب عنها هذه العبارة. هل تعلم يا أخ عبدالله أن هيرودوت قال أن هرم خوفو بني بالدعارة، وهل تتعلم أن كتابيه يمتلئان بالأخطاء في الأسماء وتتابع الملوك والعهود في مصر القديمة، أنه ويقول أن المصريين القدماء كانوا يعجنون العجين بأرجلهم والطين بأيديهم، وأنه رأي في مصر أفاعي تطير ورجال بلا رؤوس. وعلى العكس من لا عقلانية هيرودوت نجد عقلانية مواطنه الذي زار مصر بعده بقليل ثيودور الصقلي، لكن لا يرجع له من يريد مكتوباً محدداً لا يجده عنده، ويكتفي بنقل مقاطع محدودة قيل أنها ترجع لهيرودوت وينشرونها كتأكيد لما يميلون عاطفياً لقوله دون أي محاولة لتأكيد سماعيات هيرودوت من آخرين زاروا أيضاً مصر في تلك الفترة مثل الصقلي، وإلا لو طان ما كتبه هيرودوت حقائق لتكررذكره لدى عشرات المؤرخين الذين زاروا مصر في تلك الحقب وكتبوا عما شاهدوه فيها. على النقيض من ذلك يكتب الطبيب والعالم الآنثربولوجي شماركا كيتا وهو أمريكي أسود أن المناخ الثقافي في مصر الفرعونية كان مناخاً دينياً إسطورياً بإمتياز، وأنهم ثقافياً أقرب لثقافات وادي الرافدين من الثقافات الإفريقية، وهذا كلام مهم لمن يسوقون دعاوي عن أصل الحضارة الإنسانية في مصر طمعاً أن يقنعوا العالم بأن مصر كانت إفريقية سوداء، ويضيف شماركا كيتا القول أننا لو إلتهينا عن دراسة هذه المسائل بالتركيز على الخصائص المظهرية لقدماء المصريين فأولاً سنجد أن النصوص القديمة لا تقدم لنا الكثير، وأننا ثانياً قد تحركنا في الطريق المضلل، لأن من المتفق عليه بأن المصريين كانوا خليطاً من الأعراق وإن كانت الكتلة الغالبة فيهم كتلة إفريقية الأصل أي أن المصريين القدماء هم من أصل يصح أن نطلق عليه إفريقي محلي. أما المخلفات والآثار التي تركها المصريون القدماء فقد كان من العسيرأن تعطي إجابة قاطعة، وكثير منها تصاوير لأسرى حروب وسط الملك أو قواده وليس لمواطنين بسطاء، وهنالك تماثيل أخرى تختلف فيها السحنات بين الملوك الذين ترجع أصولهم لمصر السفلى (شمال مصر الحالية) وأولئك الذين ترجع أصولهم لمصر العليا (جنوب مصر الحالية)، ومعظم التماثيل منحوتة على لون محمر مع توافر الصبغة الكربونية ذات اللون الأسود. شيخ وديوب يرجع اللون الفاتح للنساء في التماثيل لإستعمال الإفريقيات للمساحيق، وتماثيل الملوك والفراعنة المصريين تبدي بأشكال تختلف عن أشكال الملوك في الممالك الكوشيّة أو المرويّة، وكما ذكرت أعلاه أن الأغاريق كانوا يطلقون على السود إثيوبيين وليس مصريين رغم وجودهم في مصر، وهذا يعني أنهم يفرقون بين الإثنين. البحوث الجينية الحديثة على بقايا قدماء المصريين توصلت لفروق في الأعراق بين العائلات المالكة والثرية وباقي البشر، تلك الفروق تتلاشى مع دخول المسيحية التي حرمت زواج الاخوات والأقارب، لكن على العموم لا آفرومركزي ولا أوروبومركزي يستطيع أن يقدم إجابة قاطعة في الأمر عن أصل وألوان جلود المصريين القدماء، لا سيما الآيديولوجيين. يسوّق دعاة المركزية السوداء اسم كميت لإيهام الناس بأنه الإسم الوحيد والحقيقي الذي سميت به مصر رغم أن رائدهم جورج جيمس مؤلف كتاب الميراث المسروق لا يذكره بتاتاً وأورده أنتا ديوب ليقول أن تسمية مصر بكميت دليل على أن سكانها سود وذلك إستخدام آيدلوجي بإمتياز لأن كميت هي أحد اسماء الكثيرة لمصر القديمة إلا أنهم لا يذكرون ذلك كأنما مصر اليوم إسمها القديم كميت، لكن يمكن بنقرة على قوقل أن يتحصل أيّاً منا على الأسماء الأخرى وقصصها، ونقرأ عن معنى كميت والظروف التي ظهر فيها، وهل صحيح أن كميت إشارة للون السكان؟ لماذا لم يطلق الأغاريق على مصر إثيوبيا إذن؟ ألم تكن وجوههم محترقة أيضاً؟ قلت أن المصريين القدماء قد أطلقوا هذا الاسم في فترة من الفترات على بلادهم وكيمت في الهيروغليفة تعني الأرض السوداء إشارة إلى الأرض الطينية. كان المصريون ينعتون الصحراء بالديسرت Deshretوهي تعني في الهيروغليفية الأرض الحمراء للتمييز بينها وبين الأراضي الطينية الخصبة (كيمت) والتي تأخذ هذا اللون من الطمي المترسب من فيضانات النيل لذا أطلق المصريون على أنفسهم شعب الأرض السوداء. عندنا في إمريكا توجد الجبال السوداء في داكوتا الجنوبية والأحزمة السوداء في جنوب الولايات المتحدة وفي السودان ومصر البحر الأحمر والنيل الأبيض والأزرق. هنالك دلائل قوية على تآثر ما بين حضارة وادي الرافدين والحضارة المصرية القديمة قبل توحيد مصر على يد نعيرمر، أي في عصر ما قبل السلالات تشيء بأن الزراعة في مصر القديم حدثت بتأثير من هجرات لأقوام آسيوية ثم تطورت مصر حضارياً بشكل يتجاوز غيرها رغم أن الكتابة المسمارية في بلاد الرافدين سبقت الكتابة الهيروغليفية في مصر وكانت أول كتابة عرفها الإنسان. ففكرة أن هذه أو تلك الحضارة هي أصل الحضارات زعم فيه الكثير من عدم الحكمة التي سوقتها الماسونية مستهدية بهيرودوت وبلعت الطعم النخب السوداء ضمن ظروف العسف العنصري المتواصل في إمريكيا الشمالية لا سيما من أصبحوا منهم أعضاء في هذه الحركة الماسونية كجورج جيمس. ومن يقرأ مقالة مارتن ديلاني في 1853 أو رواية الأب كراسان يتعرف على جذور نشأة هذا المشروع العرقي وكيف أصبحت الفكرة جزء من تقاليد محافل الماسونية السوداء، لتنتشر أوساط السود المنتمين للطبقة الوسطى في إمريكا (المتعلمين) ثم تؤدي إلى ميلاد المركزية الإفريقية من بعد ذلك ويتلقفها قليل جداً من الأفارقة والسودانيين مروجين لمقولاتها ومحاججين بها .
أريد أمثلة تؤكد بها قولك في الكوت أدناه

Quote: والعجيب أنك تتهمني بالترويج المزعوم للميثولوجيا، بينما تروج أنت بوعي لإيدلوجية البرجوازية الرأسمالية الغربية وبشكل موثق في هذا المنبر، من جمع وخلط رهيب وغريب من الفلاسفة والمفكرين المثاليين والماديين لدرجة لاشي، وأنت تنقل وتسمّع من كتب الفلاسفة ( سمك لبن تمر هندي )، وفوق ذلك تأتي لتسأل بكل خفة وغطرسة، أين التحليل الطبقي .. أين التحليل الطبقي .. أين التحليل الطبقي


فهل يمكنك أن تورد أمثلة محددة للمقاطع التي روج فيها سناري لأيدلوجية البرجوازية الغربية في المنبر (لا تنسى انت قلت لديك توثيق) وأمثلة عن الخلط بين الفلسفة المادية والمثالية الذي وصفته بسمك لبن تمر هندي (أتمنى أن لا تخذلني هذه المرة) أما سؤالي عن موقع التحليل الطبقي مما تروج له من ميثولوجيا فهو قائم ويمكنك لو رجعت للحوار بين أحمد طراوة وبشاشا في البوست الذي أوردت لك رابطه أعلاه أن تاخد فكرة عما أقصد بالتحليل الطبقي لميثولوجيا المعرفة الكمتية.
أيضا أريد أمثلة تحقيقية لما أوردته في الكوت أدناه


Quote: والأغرب من ذلك أن سناري الفصيح نفسه يؤكد في هذا المنبر بوجود فلاسفة لاهوت، لكنه في المقابل يردد ببغائية ما يقوله أصحاب " النموذج الآري " أن الفلسفة هي عقلنة الواقع وتفسيره تفسيراً عقلانياً بعيداً عن الغيبيات، وبالتالي لا ينطبق هذا المعيار على هؤلاء الأفارقة، والسؤال إذا كان هناك فلاسفة لاهوت في العصور الحديثة، فما الذي يمنع منطقياً اعتبار الكهنة في كيميت من فلاسفة اللاهوت ؟، سوى إن الاعتراف بذلك سيطيح بالمعجزة اليونانية الهابطة من السماء، بوضعها على الأرض في مقعدها اللائق بها دون زيادة أو نقصان، كفلسفة درس فلاسفتها في كيميت وأخذوا مقولاتها الأساسية من " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، مثل " أعرف نفسك " و " خلود الروح " وغيرها من المقولات


أرجو أن تبرنا بالعبارات والسياق الذي وردت فيه العبارات التي قوّلتها لسناري في الكوت أعلاه مع الأمثلة التي وردت في كتابات النموذج الآري ؟ وطبعاً الكهنة كهنة وليسوا فلاسفة ولا يمكن النظر لهم كذلك بل حتى المتكلمة في التاريخ الإسلامي (المعتزلة والقدرية والجهمية وغيرهم) لا يمكن أن يعتبرون فلاسفة بما في ذلك المعتزلة رغم اعتمادهم العقل كمصدر لتحقيق النص والتمييز بين الحق وغيره فيما يعرف بـ "التحسين والتقبيح العقليان.، وطرقهم لمسائل مثل حرية الإعتقاد كلازمة للمسئولية عنه ونقاشهم المستفيض عن خلق القرآن عوضاً عن قدمه، ومقولاتهم هذه تشبه المقولات التي أوردتها عن ما تسميه بنظرية المعرفة الكوشية مثل خلود الروح وأعرف نفسك وكذلك هنالك قصيدة للإمام على الذي لا يعتبر فيلسوفاً تعرف بالزينبية تشبه هذه العبارات أعلاه جاء فيها
والروح فيك وديعةً أودعتها .... ستردها بالرغم منك و تسلــب
فاسمع هديت نصائحا أولاكها .... بر لبيب عاقل متــــــــــأدب
صحب الزمان وأهله متبصرا ورأى الامور بما تؤوب وتعقب
لا تأمن الدهر الصروف فانه .... لا زال قدما للرجال يذهــب
و كذاك الأيام في غدواتها .... مرت يذل لها الأعز الأنجــــب
فاقنع ففي بعض القناعة راحة ..و اليأس مما فات فهو المطلب
وإذا طعمت كسيت ثوب مذلة .. فلقد كسي ثوب المذلة أشعب
والق عدوك بالتحيت لاتكن .... منه زمانك خائفا تترقـــــــــب
واحذر يوما ان أتى لك باسما .... فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن الحقود و إن تقادم عهده .... فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصديق رأيته متعلقا .... فهو العدو وحقه يتجنـــــــــــب
لا خير في ود امرىء متملقن .... حلو اللسان و قلبه يتلهـــب
يلقاك يحلف أنه بك واثق .... وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب
واختر قرينك و اصطفيه مفاخرا إن القرين الى المقارن ينسب
إن الغني من الرجال مكرم .... وتراه يرجا ما لديه و يرهـب
و يبش بالترحيب عند قدومه .... ويقام عند سلامه و يقــــرب
و الفقر شين للرجال فانه .... يزرى به الشهم الأديب الأنـسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم .... بتذلل واسمح لهم إن اذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا إن الكذوب لبإس خل يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مرة .. أبعده عن رؤياك لا يستجلب
وزن الكلام إن نطقت ولا تكن .... ثرثارة في كل ناد تخـــطب
والسر فكتمه ولا تنطق به .... فهو الأسير لديك إذ لا ينشـــب
واحرص على حفظ القلوب فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها .... شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
وكذاك سر المرىء إن لم يطوه ...نشرته ألسنة تزيد وتكذب

أيضاً تقول في الكوت أدناه


Quote: والمبرر الذي يسوقه سناري الفصيح لنفي إمكانية نشوء الفلسفة في كيميت هو القمع المزعوم، حيث يتحدث بثقة متهافتة عن قمع لا يتيح ازدهار فلسفة في كيميت، وهو ينجر ذلك من رأسه، فليس لك يا فصيح أي دليل في أي مرجع تاريخي على ذلك، ولو حالة واحدة، سوى التخيلات والتخمينات، بينما في المقابل أن سلطة " الإكليروس " اليوناني في اليونان القديمة أودت بحياة سقراط وهددت حياة عدة فلاسفة آخرين، من بينهم أفلاطون وأرسطو وغيرهم


أولاً لم يكن هنالك إكليروس في زمن سقراط وإفلاطون وأرسطو وإن نقلت ذلك من أي موقع فذلك الموقع ينجر من رأسه، ولا أعتقد أك تملك أي دليل على وجود ذلك الأكليروس المتخيل وقد نفصل لاحقاً عن حقيقة الحياة الفلسفية والحريات والقضاء وما حدث لهم. أما عن عدم وجود أدلة على قمع فرعوني فأورد لك ما كتبه جمال حمدان ونقله للجزيرة نت فيصل عادل عن القمع في الدولة الفرعونية وكلنا يعرف من هو جمال حمدان

Quote: أصول الطغيان.. كيف أثرت الجغرافيا والتاريخ والزراعة على تعايش المصريين والاستبداد؟
في ظل الإطار الطبيعي للبلاد، أصبح "التنظيم" شرطا أساسيا للحياة، إذ يتحتم على الجميع التنازل طواعية عن حريته؛ ليخضع لسلطة أعلى تُوزِّع الماء بين الجميع.
فلم تعد الطبيعة وحدها سيّدة الفلاح، بل أضاف الري سيدا آخر هو "الحاكم". ليلعب الحاكم بذلك دورا وسيطا بين الإنسان والبيئة، وهمزة الوصل بين الفلاح والنهر،
ووصيا على العلاقة بينهما، ومن أجل السيطرة على الناس كافة كان لا بد أن يتحوَّل الحاكم إلى نوع من أنواع القداسة، فظهر الفراعنة الآلهة وأبناء الآلهة في مصر
كنوع من أنواع القوى التي يستخدمها في السيطرة، بصفتهم ضباط النهر والناس.
في الدولة المصرية أصبح الفرعون شرعيا أو نظريا هو المالك الأوحد للأرض، وصار الوطن كله قطاعا عاما ملكا للدولة، وبات الفرعون ملك الأرض ومَن عليها
والكل يخضع له خضوعا مطلقا، لذلك كان تأليه فرعون ظاهرة قديمة ومحورية، فالمصريون "عبدة النيل"، ثم أصبح عبدة النيل "عبدة للدولة"، ثم عبدة لفرعون بالتبعية، ومن هنا بدأ الطغيان الفرعوني للمصريين. أما الدولة الفرعونية فبدورها صارت سلطة مركزية ونظاما شموليا يحكم كما يملك ويتحكّم كما يحكم، باختصار كانت الدولة الفرعونية نظاما ديكتاتوريا مطلقا، فأدى النظام الفرعوني، على علّاته، دوره في تأسيس الحضارة المصرية وأرسى دعائمها، لكن سرعان ما تحول إلى القهر، فمن مُوزِّع الماء إلى مالك الماء، ومن الحاجز والقاضي بين الناس إلى المُتحكِّم في الناس، فلم يكن من الغريب أن يسأل فرعون: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ وبذلك، انقسم المجتمع المصري إلى فراعنة وفلاحين، فبقدر قوة وقسوة وثراء الطبقة الأولى بقدر انسحاق وفقر وتبعية الطبقة الثانية. فجوة جعلت من الدولة الفرعونية تتحول إلى دولة بوليسية تحمي الإقطاع والمُلّاك عن طريق رجال الفرعون، وتجعل الفلاحين أشبه بالعبيد الذين يستخدمهم الفرعون في التشييد والبناء، فآثار كالأهرام والمعابد العملاقة على الرغم من عقمها الاقتصادي فإنها ليست سوى دليل على أنها نصب تذكاري هائل للطغيان . لذا، ليس من الغريب تأثُّر النظريات الاجتماعية بالأمة المصرية القديمة، فلم تكن مصر هي أول حضارة إنسانية ودولة قبل أن تعرف الإنسانية معنى الدولة، لكنها أيضا هي أول دكتاتورية ونظام استبدادي عرفه التاريخ"،فاستعان ماركس وأنجلز بالحضارة المصرية بجانب الحضارات الآسيوية في الصين والهند لبناء نظريتهم "نمط الإنتاج الآسيوي" التي تحولت بعد ذلك إلى "نمط الاستبداد الشرقي" على يد كارل أوغست ويتفوجيل، النظرية التي تشرح الارتباط الوثيق بين نشأة الديكتاتورية بالدول التي تنشأ على أنهار. وتقول النظرية بوجود فئة حاكمة تسكن المركز، وتُصادِر بشكل مباشر فائض المجتمعات القروية ذات الاكتفاء الذاتي، نتيجة لاحتكار الدولة للأرض ونظام الري والقوة العسكري


وهنالك مراجع أخرى أوردها الأخ أحمد طراوة في رده على مداخلات بشاشا في البوست الذي تجد رابطه في أعلى المداخلة
وأيضاً أورد حديثك في الرابط أدناه عن الفلسفة الإفريقية التي تدرس في الجامعات الإمريكية

Quote: وأخيراً يقول الفصيح أنه على دراية بأن بعض الجامعات تدرس ما أسماه بفلسفة أفريقية محدودة من غرب القارة، والمهم أنها تُدرّس هناك ولو كانت كلمة واحدة، والسؤال هنا لماذا تجبر هذه الجامعات العالمية نفسها لتدريس فلسفة محدودة، وماذا يعني ذلك ؟، في الواقع أن ذلك يعني أن هذه الجامعات تكذّب " النموذج الآري " وتابعه سناري الفصيح، والذي شيد نموذج عنصري على مقاس العرق الآري الأبيض الأوروبي، وخصاه وحده كعقل بالقدرة على إنتاج الفلسفة، ونفى قدرة بقية الأعراق على ذلك، ويعني أنه إذا كان العقل الأفريقي الأسود قادر على إنتاج فلسفة ولو كانت محدودة أو حتى كلمة واحدة في العصور الحديثة، فما الذي يمنع إنتاج هذه الفلسفة في أي من عصوره القديمة، خصوصاً في كوش وكيميت، وهو بالفعل قد أنتج هذه الفلسفة، كأحد علوم " نظرية المعرفة الكوشية الكيمتية


أعتقد يا أخ عبدالله أنه قد حدث لك خلط في فهم ما قرأته، ومصدر الخلط أنك تتحدث عن فلسفة مصرية كمتية قديمة هي أصل الفلسفة الغربية، بينما هذه الجامعات تدرس شيء آخر، تدرس فلسفة حقيقية نشأت في مناطق أخرى في شرق وغرب القارة ولا علاقة لها البتة بما تجادل فيه أنت عن الفلسفة الكمتية أصل الفلسفة الإغريقية، وقولي أنها محدودة فعلاً لأنها محدودة فهذا لا يطعن فيها، ولم أورد أنا أي إفادة عن عدم قدرة العقل الإفريقي عن إنتاج معرفة لأن إفادة مثل هذه تربط المعرفة بالبيولوجيا لا السوسيولوجيا وهذا ما نحارب فيه أفكار نظرية المعرفة الكمتية البيولوجية.
وفي الكوت أدناه يقول الأخ عبدالله

Quote: لكن الشيء المهم هو، من أنت أيها الفصيح سناري لتحدد للناس ماذا يكتبون وكيف يكتبون، من أنت لتمارس الوصاية على الآخرين، الناس أحرار، أنا حُر أكتب ما أشاء وبالطريقة التي أشاء، وإذا ما عجبك أشرب من البحر المالح وأعلى ما في خيلك أركبو،


بالطبع لا يمكنني ولا يجب علي أن أحدد لك ما تكتب وإلا صادرت على حريتك ولكننا هنا من أجل النقاش والنقد أو المباركة وليس في هذا تعدي شخصي أو قهر مهما قست الكلمات فهي مجرد كلمات ما لم تتجاوز الcode of conduct بتاع المنبر، ولا أعتقد أن إعتراضي على ما تكتبه بحسبانه يتقاطع مع المنهجية المادية التي تتبناها تعديّاً على حريتك أو منعاً لك من الكتابة، وإن لم تعجبني إي إفادة لن أشرب من البحر ولن أوتر نفسي فقط سأمارس حقي في النقد إلى أن يطلب مني من أنتقده عدم الرد عليه.
أما ما ورد في آخر مداخلتك عن الإسطورة أولاً أريد أن أصححك فيما تقولني له دون أن أقوله، فأنا لا أرفض الأسطورة كأسطورة ولا موقعها في التاريخ وأهميتها وأتمنى لو تورد أي نص خلاف ذلك. كل ما أرفضه هو تناول أنصار النظرية الكمتية للأساطير والتعامل معها كحقائق وذلك يذكرني بقصص الصوفية القديمة مثل الشيخ الذي يسافر بفروته والشيخ يضرب الأرض برجليه فتخرج ماءاً عذباً هي مراحل تاريخية كانت للإسطورة فيها وظائف إجتماعية، لكن يجب تناولها في إطار وجودها في طور تاريخي وقراءة التاريخ وفق تلك الشروط الإجتماعية ومواضعاتها المتغيرة دوماً لذا هيجل نفسه تابع ذلك التطور من الصين لطور أعلى فارسي لطور أعلى إغريقي لطور ختامي بروسي ولم ترد عنده إفريقيا في أي مرحلة من مراحل تطور الروح بإتجاه المطلق وهذا هو أحد أكبر عيوبه لا سيما عندما يقصر نهاية العقل في الدولة البروسية. المشكلة أنك تهمل القراءة على ضوء تطور التاريخ وفق الديالكتيك كما يقول هيجل وماركس وتتبنى بدلاً عن ذلك النظرية الكمتية للمعرفة وما أوردته عن هيجل سأفرد له مداخلة قائمة بذاتها لتصحيح ما إختلط عليك فهمه


Post: #49
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 08-07-2021, 09:35 PM
Parent: #48

الفصيح سناري


فلتوجه أي نصائح لنفسك أولاً، ولتعمل بها، ومن ثم وجهها للآخرين، وعندها من حق الآخرين العمل بها أو رفضها.
وكما توقعت بالضبط فقد عمد السيد سناري إلى فتح معارك جانبية، بدلاً من الرد المباشر على الأدلة والحجج القوية الموثقة في أقدم المصادر التاريخية، التي تثبت وتؤكد نشوء الفلسفة في كيميت، بغض النظر عن كاتبها، فهي معلومة موجودة وموثقة في مصادر تاريخية، وبالتالي حجة موضوعية على المادي والمثالي، على الماركسي وغير الماركسي، على السيد والقن، على الإقطاعي والفلاح، على الطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والطبقة العاملة، على الأبيض والأسود، على المسلم والمسيحي واليهودي واللاديني، على الأفريقي والأوروبي والأمريكي والآسيوي واللاتين أمريكي والأسترالي، وموقف أي من المذكورين أعلاه موضوعياً وعملياً لن يخرج من موقفين إما قبول هذه المعلومة أو رفضها، أما الهروب وعدم الموضوعية فهو اللجوء إلى فتح معارك جانبية مثل محاولة نزع الانتماء الفكري عن الشخص الذي طرح المعلومة، باعتبارها حقيقة تاريخية مؤكدة موثقة، لأنه من الناحية الموضوعية والفعلية والواقعية ستظل هذه الحقيقة التاريخية موجودة كحقيقة موضوعية في المصادر التاريخية، حتى إن تغير رأي من يقول بها الآن، وبالتالي فإن ما تقوم به أيها الفصيح هو مجرد مماحكة، والمثير للسخرية أن يقول السيد الفصيح سناري " أنا مثلا لا زالت تأخذني مسألة طرحك لنفسك كماركسي "، فما شأني أنا بما يأخذك ولا يأخذك وبتعجبك، وبمشاعرك وانطباعاتك الشخصية، فأمامك حقيقة موضوعية في وثائق تاريخية، خارج الذوات والأشخاص، فلتمضي مباشرة لدحضها بدل تضييع الوقت في معارك جانبية، وحتى في هذه المعارك الجانبية فقد فشل فشلاً ذريعاً كما سأبيّن في متن هذه المداخلة، فقد عمد الفصيح سناري أولاً إلى اقتباس فقرة من إحدى مداخلاتي أعلاه، وتحديداً " نظرية المعرفة الكمتية " حسب نص كتابته، ليستنتج منها بأني أتخذ ما أسماه بـ " مواقف مثالية لا تاريخية "، وهذا طبعاً سيُضحك العالم من أقصاه إلى أقصاه، حتى يتشقلب على قفاه، ضارباً كفاً بكف عجباً وحيرة، فأولاً أنا مسؤول فقط عن ما أطرح، وليس مسؤول عن ما يطرحه الآخرون، إذا كانت المركزية الأفريقية أو غيرها، وليس مسؤول عن فهمك وتفسيرك أنت لما يقوله هؤلاء " الآخرون "، فأنا قلت بالتحديد " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وهي نتاج " الحضارة الكوشية الكيميتية "، ولم أقل بأن هناك " طريقة أفريقية في المعرفة والشعور بالعالم " ناهيك عن أن تكون هذه الطريقة " طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود "، فهذا كذب وتدليس ودس رخيص منك، ولكن الأهم أن الفصيح يتعمد خلط الأوراق، بحيث يوحي أن ما أسماه بـ " نظرية المعرفة الكمتية " المتمثلة في " مجموعة كتب وكتابات " هي نفس ما أسميه أنا بـ " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وتضم مجموعة من العلوم مثل اللاهوت والفلسفة والفلك والرياضيات والهندسة والعلوم والقانون الفن وغيرها من المعارف والعلوم، وهي نتاج الحضارة الكوشية الكيميتية القديمة، أما " مجموعة الكتب والكتابات " فهي كتابات " المركزية الأفريقية " في عصرنا هذا، وبالتالي يسقط تحليله القائم على الدس والتلفيق، ثم يمضي السيد سناري إلى مهاجمة " المركزية الأوروبية " لفظياً، واتخاذ هذه المهاجمة كدرقة لمهاجمة " المركزية الأفريقية "، ولكنه عملياً وعلى أرض الواقع، يرتدي كامل زيه العسكري ويحمل أسلحة فشنك، كجندي نفر في كتيبة " النموذج الآري "، والدليل هو تصديه لكل من يتصدى لهذا " النموذج الآري " العنصري، ومنهم أنا الذي أقول بأن الفلسفة نشأت في كيميت، وأن الفلاسفة اليونانيين أخذوا أفكارها ومقولاتها الأساسية وطوروها، وبالتالي فإن الحضارة الإنسانية هي نتاج إسهام كل حضارات العالم، بما فيها الحضارة الأفريقية ممثلة في " الحضارة الكوشية الكيميتية "، وهو ما يحاول أن ينفيه " النموذج الآري " تحديداً، وليس الحضارة الغربية برمتها ككتلة واحدة صماء، ويطرح سناري الفصيح بكل استهبال سؤال ساذج ظنه سيُعجز الخصوم، وهو كيف اختفت الثقافة من العقول المصرية لو أن العقول الإغريقية سرقتها من مصر ؟، وأقول اختفت مثلما اختفت من اليونان بعد أفلوطين، بل وفي الحقيقة منذ ما بعد أرسطو، حيث بدأ نجمها في الأفول، ولم يظهر منذ ذلك الحين فيلسوف ذو شأن في بلاد اليونان حتى الآن، ثم يستدعي السيد سناري للمرة الثانية ما سماه بـ " ماركسي سوداني من موقع ماركسي غير مشوه "، ليكون حُجة عليّ في هذا النقاش، وكان هذه المرة هو الزميل أحمد طراوة، وقبله الراحل الدكتور عبد الله بولا، فالذي يجب أن تفهمه أيها السيد الفصيح ، هو أن تكف عن محاولة استدعاء هؤلاء، فأنا أكن لهم فائق الاحترام، واختلف معهم كما ينبغي، فأنا أملك العقل والمعرفة التي تؤهلني لقراءة وفهم الماركسية دون وسيط أو مرجع، ولا أعتقد أنهم يطرحون أنفسهم أصلاً كمرجع ماركسي كهنوتي، فقد تواصلت شخصياً عبر الهاتف مع الدكتور عبد الله بولا، لروحه السكينة والسلام، ولم ألمس ذلك، رغم عقله الوقّاد ومعرفته الموسوعية، بل لمست تواضعاً جماً، وذهن مفتوح على احتمال الاختلاف، دون ضجر، وقد ناقشت معه مثلاً قضية انهيار المعسكر الشرقي وآفاق الاشتراكية وأهم الانتقادات التي تقدم للماركسية من قبل خصومها، وهو تقلص الطبقة العاملة في العالم، وأذكر جيداً أني قلت له، أن هذه بالفعل حقيقة، ولكن يمكن تصور سيناريو نتفق فيه مع خصوم الماركسية إلى النهاية، بأن نصل إلى نقطة تاريخية تختفي فيها الطبقة العاملة نهائياً من مسرح التاريخ، بأن يتم إحلال كامل وشامل للآلة محل الإنسان، فعندها ستسقط الرأسمالية أيضاً، لأنه لن يبقى سوى الرأسمالي ومنتجاته، التي لن يشتريها أحد، وأذكر أنه رد بأن هذا لن يحدث، وأظنه قصد بأنه لن يحدث في الأمد القريب.
وأخيراً بعد معارك جانبية طويلة، يصل الفصيح سناري إلى لب الموضوع، وهو نشوء الفلسفة في كيميت، واقتباس ونقل الفلاسفة اليونان لمقولاتها ولأفكارها إلى بلاد اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، ولم أقل سرقوها، فهذا دس رخيص درج عليه الفصيح سناري، وهنا عند هذه النقطة بالتحديد يسقط في تناقض قاتل يطيح بكل دفوعاته، حيث يؤكد بنفسه، في معرض تبريراته المتهافتة، لتفسير تشابه المقولات الفلسفية بين كيميت وبلاد اليونان، بأن " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة "، وهذا الاعتراف يعني مباشرة أن كيميت أنتجت أسئلة فكرية، لكنها في الواقع، حسب فيلسوف كبير مثل هيجل هي أطروحات وأسئلة ومقولات فلسفية عظيمة، وهي بالتحديد في الحالة الكيميتية اليونانية، ليس شيء عادي، تم بنفس الكيفية في واقع حضارات منفصلة عن بعضها البعض، كما حاول أن يوحي السيد سناري، لأن ببساطة كان هناك تواصل عميق بين كيميت وبلاد اليونان، وأكثر من ذلك أن أعظم فلاسفة ومفكري اليونان زاروا كيميت ودرسوا على يد الكهنة/الفلاسفة العلماء، وبما أن هذه الأفكار والمقولات الفلسفية موجودة في كيميت قبل زمن طويل من ظهور الحضارة اليونانية والحضارة الغربية برمتها، ومثبتة في المعابد، وباعتراف القدماء مثل هيرودت، والمحدثين مثل هيجل، فبالتالي فإن حقيقة نشوء الفلسفة في كيميت لا جدال فيها، إلا بالنسبة للنموذج الآري والسيد سناري، والذي لا يهمني رأيه أن هذه الأسئلة والأفكار والمقولات غير فلسفية، لأن فيلسوف مثل هيجل يعتبرها كذلك، بل هي أصبحت بالفعل موضوعات اشتغلت عليها الفلسفة اليونانية، وتشبيهها بالطبخ والقفز بالزانة هو محض تبخيس درج عليه الفصيح سناري، ثم يكرر مرة أخرى موضوع الحرية كشرط لازدهار الفلسفة، وهذا شرط موجود في ذهن سناري وحده، فلو كان هذا شرط ضروري، لما ظهر فلاسفة وعلماء منذ العصور القديمة وحتى ظهور الدولة الديمقراطية في العصر الحديث، حيث سادت الملكيات المُطلقة والسلطات الكنسية التي قهرتها الثورات فيما بعد، وأيضاً يعود السؤال السطحي من جديد، أين الكتب أين الكتب أين الكتب، وأقول أيضاً أين كتب طاليس وفيثاغورس وكثيرين غيرهم من فلاسفة اليونان، ولكن هذا سؤال ساذج تجاوزه هيجل نفسه كفيلسوف كبير، ودلف مباشرة إلى جوهر الموضوع، مؤكداً وجود صلة بين الفلسفة الكيميتية والفلسفة اليونانية، بل ومستخدماً هذا العبارات الفلسفية التي يبخسها الفصيح سناري، وبالتالي فإن رأيك لا يعني أي شيء يا سيد سناري، وأكثر ما هو مرهق في هذا النقاش، هو أن تقول وتكرر أن هناك صلة بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الكيميتية وبالمصادر التاريخية، ورغم ذلك تأتيك أسئلة من نوعية أين اختفت المعرفة الكيميتية، وأيضاً يصل المرء لنتيجة أن الفصيح سناري لا يدري ما يقول، فهو يتحدث تارة عن قطيعة معرفية في بلاد اليونان، وتارة أخرى عن تواصل، ثم يأتي مرة أخرى بسيرة البحر وهي تكذيب هيرودوت، ورأيك هذا أيضاً غير مهم، في ظل شهادة هيجل نفسه، ثم يمضي ليصل إلى نقطة يعود معها النقاش سنوات ضوئية إلى الوراء، وذلك بإثارة قضية لون الكيميتيين وهي القضية المفضلة للنموذج الآري، ولكن هذه المرة بالمقارنة مع الكوشيين، وهي أيضاً لازمة للنموذج الآري، كي يثبت بياض الكيميتيين في مقابل سواد الكيميتيين، فزعم النموذج الآري ممثلاً فيما يُسمى بعلماء المصريات، الذي يردده ببغائية سناري، وهو أن اسم كيميت ويعني " السوداء "، يشير إلى لون الأرض المغطاة بالطمي الأسود في مقابل ديشرت أي الأرض الحمراء في الصحراء على جانبي النيل هو محض هُراء ومجرد تحليل لا يملك " النموذج الآري أي دليل تاريخي موثق في مصدر كيميتي يقول أننا أطلق اسم كيميت على بلادنا نسبة للون الأرض الأسود بسبب الطمي، وإلا من المنطقي أكثر أن يسمونها " إتيرو " أي اسم النيل نفسه الذي لا حياة بدونه، وأيضاً يسوقون موضوع ساذج آخر وهو لون صور الكيميتيين، وهو اللون البني للرجال واللون الأصفر للنساء، وهو مجرد ترميز ولا يعكس اللون الحقيقي للرجال والنساء، فبالمنطق لا يمكن أن يكون هناك مجتمع في العالم يكون فيه الرجال بلون والنساء بلون آخر، والأهم من ذلك أن عادة رسم الرجال بلون بني والنساء بلون أصفر موجود حتى في كوش !، أما تمييز اليونانيين بين الكيميتيين والكوشيين فليس له علاقة باللون، فهو مجرد تمييز بين دولتين، مثلما يميز العالم بين أثينا وأسبرطة، والأدلة القاطعة أن لون الكيميتيين أسود هي أولاً القصتين اللتين ذكرهما هيرودوت، وهي قصة المرأتين الكيميتيتين اللتين تم خطفهما والتي أشار إليهم بالحمامتين السوداويتين كتأكيد على لونهما الأسود لون الكيميتيين، وأيضاً قصة الكلوخيين الذي كانوا يسكنون قرب البحر الأسود، في جنوب جورجيا الحالية، والذين يقول عنهم بأنهم من أصول كيميتية لأن لونهم أسود وشعرهم مجعد ويمارسون عادة الختان، وأيضاً قول ديودور الصقلي أن قليل من الكيميتيين من يضرب لونه إلى الحمرة، أما أكثر الأجانب فعلى هذا اللون، ولاحظ أن شهادة ديودور الصقلي هذه أتت في وقت متأخر جداً من عمر الدولة الكيميتية، بعد أن شهدت تغييرات ديموغرافية واسعة، نتيجة مئات السنين من الغزو والاحتلال الاستيطاني، وأما الشهادة الأكبر التي تؤكد لون الكيميتيين والكوشيين الأسود، والتي ستجعل سناري الفصيح يفقد صوابه، رغم أن قضية لون الكيميتيين الأسود أمر مفروغ منه، فهي شهادة أرسطو معلمه الأكبر، التي يزوغ منها النموذج الآري ولا يأتي بسيرتها أبداً، والذي لا أستبعد أن يأتي ويكذبه أيضاً مثلما فعل مع هيرودوت، حيث يقول أرسطو " اللون الأسود للغاية يدل على الجبان، كشاهد المصريون والإثيوبيون، وكذلك البشرة شديدة البياض، كما قد ترى من النساء. لذلك يجب أن يكون اللون الذي يصنع الشجاعة وسيطًا بين هذين النقيضين "، وأما عن ترويجك لإيديولوجيا البرجوازية الغربية فتتمثل في كل كتاباتك عن الفلاسفة الغربيين في هذا المنبر، وهم بالتأكيد ليسوا ماركسيين، فأين تحليلك الطبقي، أنت سناري الفصيح في هذه الكتابات، والتي تصف فيها نفسك في إحدى المرات بأنك حوار ليبرالية، وأما تأكيدك بوجود فلاسفة لاهوت فهو قولك " وأن الإعتناء الأوروبي البارز بدراسة كريكجارد في معاهد الفكر اللاهوتي لا يوليه أي مكانة تقارب مكانة آكوايناس أو أوغستين كلاهوتيين فلاسفة . "، وأما عن الإكليروس بين قوسين فقصدت به مجازاً السلطة الكهنوتية المتنكرة في شكل السلطة الزمنية المدنية السياسية في أثينا والتي حاكمت سقراط بتهمة الهرطقة وتضليل الشباب، وأنا ليس مسؤول عن فهمك الحرفي للعبارة، ومع ذلك كانت توجد سلطة دينية للوحي والعرافة في دلفي، وأما الاستشهاد بالناصري العروبي جمال حمدان فهو أمر مضحك، والسؤال أصلاً عن مصدر تاريخي قديم يوثق لحوادث قمع محددة، وليس آراء لكتاب معاصرين، وأما بخصوص ما تسميه خلط فيما يتعلق بالفلسفة الأفريقية التي تُدرس في الجامعات، فهذا الخلط من صنعك أنت، فلم أشر إلى وجود رابط بين هذه الفلسفة وبين الفلسفة في كيميت، فقد قلت بوضوح إذا كان العقل الأفريقي قادراً على إنتاج فلسفة في العصور الحديثة، فما الذي يمنع من قدرة هذا العقل الأفريقي في العصور القديمة، وبالتحديد في كوش وكيميت، وهذا المثال على وجود فلسفة لدرجة تدريسها في كبرى جامعات العالم، يدحض مرة أخرى زعم شرط الحرية لازدهار الفلسفة، الذي لا يوجد إلا في ذهنك، وإلا فلتشر إلى لنا إلى جنة الديمقراطية التي نشأت في ظلها هذه الفلسفة الأفريقية في غرب أو شرق القارة أو في أي مكان.

Post: #50
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 08-14-2021, 02:15 PM
Parent: #49

سلام الأخ عبدالله
تقول في مداخلتك السابقة

Quote: كما توقعت بالضبط فقد عمد السيد سناري إلى فتح معارك جانبية، بدلاً من الرد المباشر على الأدلة والحجج القوية الموثقة في أقدم المصادر التاريخية، التي تثبت وتؤكد نشوء الفلسفة في كيميت، بغض النظر عن كاتبها، فهي معلومة موجودة وموثقة في مصادر تاريخية، وبالتالي حجة موضوعية على المادي والمثالي، على الماركسي وغير الماركسي، على السيد والقن، على الإقطاعي والفلاح، على الطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والطبقة العاملة، على الأبيض والأسود، على المسلم والمسيحي واليهودي واللاديني، على الأفريقي والأوروبي والأمريكي والآسيوي واللاتين أمريكي والأسترالي، وموقف أي من المذكورين أعلاه موضوعياً وعملياً لن يخرج من موقفين إما قبول هذه المعلومة أو رفضها، أما الهروب وعدم الموضوعية فهو اللجوء إلى فتح معارك جانبية مثل محاولة نزع الانتماء الفكري عن الشخص الذي طرح المعلومة، باعتبارها حقيقة تاريخية مؤكدة موثقة، لأنه من الناحية الموضوعية والفعلية والواقعية ستظل هذه الحقيقة التاريخية موجودة كحقيقة موضوعية في المصادر التاريخية، حتى إن تغير رأي من يقول بها الآن، وبالتالي فإن ما تقوم به أيها الفصيح هو مجرد مماحكة، والمثير للسخرية أن يقول السيد الفصيح سناري " أنا مثلا لا زالت تأخذني مسألة طرحك لنفسك كماركسي "، فما شأني أنا بما يأخذك ولا يأخذك وبتعجبك، وبمشاعرك وانطباعاتك الشخصية، فأمامك حقيقة موضوعية في وثائق تاريخية، خارج الذوات والأشخاص، فلتمضي مباشرة لدحضها بدل تضييع الوقت في معارك جانبية،


في مبدأ التناقض الهيجلي والذي سأتعرض له في هذه المداخلة لاحقاً، يخلص هيجل إلى أن أي فعل يُولِّد نقيضه ويتضمنه، والنقيض يتحد بدوره مع الفعل ليولد توليفة مركبة من أحسن مما في الفعل ونقيضه، في حالة جديدة تصبح مشروعاً لتناقض جديد فيما ينتظرها من تطور في الزمن. وهذا قد ينطبق على تطور هذا البوست وغيره من البوستات، فعندما تمارس النقد المنطقي شديد الباس والوقع بلغة مهذبة ليّنة، تُولّد تلك الحالة نقيضها، لغة خشنة عنيفة، فيها تحول من الموضوعي للذاتي، فمن تخاطبه بأخي لا يرد عليك بمثلها بسبب وقع النقد عليه فيبحث عن الضعف الذي لم يجده في المحتوى والمتن ويخترع ضعفاً شكلياً بمنطقٍ شكليٍّ يصيغ على أطره ردّه حتى يغطي على ضعف المحتوى بقوة الشكل، وهذا الرد يستولد توليفة بين الحالتين (حالة اللغة الأولى – أخي- واللغة الثانية – الفصيح-) والتوليفة تعتمد ممارسة تحمل أفضل ما في الحالتين السابقتين.
يقول الأخ عبدالله أنني بدلاً من الرد المباشر على الحجة الموضوعية والمعلومة الموثقة التي تتفق عليها كل المذاهب، لجأت لفتح معارك جانبية بمحاولتي نزع إنتمائه الفكري. يحاول الأخ هنا وهو يحاول هنا الإفلات من مأزقه الأيدلوجي والإيهام بأن المأزق مأزق السيد سناري، ولو كان المأزق مجرد ورطة عابرة أو عُسرة/عثرة تعبيرية لتجاوزتها له ما دام يصر على رفض مبدأ المراجعة لموقفه الذي لا يحسد عليه رغم وضوح هذه العثرة. والمأزق الذي أقصده هنا هو أن الأخ عبدالله ماركسي كما يطرح نفسه في المنبر ويقول متباهياً أنه قرأ المراجع الماركسية الأساسية في لغتها الألمانية الأصلية وراجعها مع ترجماتها في اللغتين الإنجليزية والعربية (أني قرأت نصوصها الأساسية في لغتها الألمانية الأم " لسان ماركس " بمضاهاتها ومقارنتها بترجماتها العربية والإنجليزية) وبعد هذا يستبدل المنطق المادي الماركسي بالمنطق الشكلي المثالي والتجريدي ويصر عليه كمان في وثوقية تُعيِ كل من قرأ وإستوعب المنهج المادي التاريخي ولو قرأه في نصف لغة. وإستخدامه بدراية أو دونها للمنطق الشكلي يأتي متناسباً تماماً مع النتائج الموضوعة مسبقاً وبلوغها يبقى تحصيل حاصل لذا كان المنطق الشكلي هو المنطق التجريدي الملائم والذي يجرد الوقائع والإفادات من أرضيتها المادية الإجتماعية التي تقوم عليها. كيف يمكن أن يكون الشخص ماركسياً يجادل متسلحاً بمقولات مثالية تناقض المنطق المادي؟؟ ويمعن في الجدال بأن قوله لا يخضع للقياس المنطقي لأنه حقيقة التي يؤمن بها المادي والمثالي، الماركسي وغير الماركسي، وما هذا الإمعان في حقيقته إلا حالة تماثل مع المنطق الذي يستخدمه ولكنها في نفس الوقت حالة تعارض مع منطق الفكر المادي. المنهج المادي يهمه الموقع قبل المحتوى في أي طرح، وبالتالي فمشكلة المنهج المادي هي مع المنطق المستخدم لا ما في جُعبته، على عكس المنطق الذي يحاول تعميم مخرجاته مع أنه لا شيء في الكون يمتلك الفضيلة. فالقول بأن الحقيقة واحدة ولا يغرنك من أين خرجت، وأن المنطق هو المنطق مهما تمايزت مواقعه ما هو إلا قولٌ مراوغ وتبسيطي، وهو بالضبط منطق نظرية المعرفة الكمتية المفلس مهما إدعى قائله بإنتسابه لمناهج التحليل المادي. أمّا محتوى القول فقد نقدناه بما فيه الكفاية وفضحنا ضعفه ويستطيع كل من يريد الإضطلاع على ذلك النقد مراجعة مداخلاتي ومداخلات الأخ عبداللطيف في هذا البوست والتي تؤكد أنه كان سيشرفنا ويسرنا لو أن أصل الفلسفة الإغريقية السودان أو كوش ولكن للأمانة التاريخية ذلك قول ضعيف يحتاج جهد حقيقي حتى يقنعنا نحن أحفاد الكوشيين دعك من بقية شعوب الدنيا. أكرر أن ما إستفزاني هو تأتي مثل هذه الإفادات الضعيفة من ماركسي إختار أن يعتمد بوعي منه أو لا وعي المنهج الشكلي حتى يتسنى له تسويق هذه المقولات النظرية الغيبية الإسطورية مستنداً على مظلة ما يعرف بنظرية المعرفة الكمتية، تلكم التي تعتزل الفكر فيما تصدره من إفادات بإعتزالها سياقات وقوعه، وما أقسى أن يخلو الفكر من الفكر. أقول تعتزل نظرية المعرفة الكمتية الفكر وتسخر منه لأنها تعتزل أدوات تحليل الحياة الإجتماعية التي أنتجت ذلك الفكر، وتكتفي بأن ذلك ما قاله هيرودوت وبالتالي ما على الجميع إلا تصديقه، هذا مع العلم إنه حتى النبي محمد عليه السلام لم يصدقه كل الناس وذهبوا إلى تحليل التشكيلات الإجتماعية والظروف المادية التي عاش ضمنها الرسول، لكن المنطق الشكلي ينفر من التحليلات المادية مفضلاً عليها ألعاب الإنشاء وتمارين الأسطرة المتخمة بالضجيج. هذه هي قضيتي الأساسية مع مداخلات الأخ عبدالله والتي يسميها معارك جانبية كأنه لا يدري لأي مدى ينزعج الماركسيون من الكتابات المثالية دعك لو أنها حاولت التلبس بلوس مادي، وهذا ما درجت على التنبيه له منذ أول مداخلة لي في الموضوع قبل أشهر عديدة عبرت فيها عن عجبي من تبني الأخ عبدالله المنهج الشكلي في الوقت الذي يعلن فيه إنتسابه لمنهج التحليل المادي، فقد هالتني إستجابته حينها إذ كيف لماركسي أن يتسامح مع مثل هذه الدعوى، أي دعوى تنبيهه لتعارض ما يكتب مع الموقع الآيدلوجي الذي ينسب نفسه له، و يتجاهل ذلك المرة بعد الأخرى، حتى أنني إضطررت لإيراد أمثلة تؤكد له حقيقة دعواي، فضمنت المداخلة السابقة تنبيه لبوست سابق هو بوست فيه حوار لأحمد طراوة مع بشاشا عساه يفعل ما عجزت عنه التنبيهات السابقة وتوضيح كيف تكون الكتابة من موقع مادي ومنهج مادي، ولكن كأن شيئاً لم يكن، فعدت يا أخ عبدالله متمسكاً بنفس المنطق مدّعياً تماثل الممارسة الفكرية في نظرية المعرفة الكمتية والنظرية المادية التاريخية بدلاً عن تمايزها، بينما في الأولى يتخيل الفكر واقعه في محاولة إنتاجه وفي الثانية يحدث العكس، بينما عند كل ماركسي إنه من البديهيات أن المعرفة ليست واحدة، ومنطقها ليس واحداً، والمناهج الموصلة إليها ليست واحدة، أي لا تتفق هذي النظرية مع مقولة أن كل الطرق تؤدي إلى روما، إذ أن هنالك ممارسة فكرية متخلفة، وهنالك ممارسة نقيضة لها فكرية علمية وتاريخية، لذلك لا تتحول المعرفة لحالة التماثل إلا في النظريات الطوباوية مثل نظرية المعرفة الكمتية تلك التي تجوهر روحها أكان كمتياً أو كوشياً أو مركزوإفريقياً، ببذر الروح في تربة العرق والبيولوجيا حتّى يصبح بالإمكان التجريد والإطلاق في مخرجاتها المسماة معرفة. إن ما تسميه بالمعركة الجانبية يا أخ عبدالله لا هو عندي بالمعركة ولا الجانبية بل لب المسألة التي أحاورك فيها محاولاً إضاءة تناقضك الفكري الآيدلوجي، فما دمت ماركسيّاً لماذا تتنسب لنظرية المعرفة الكمتية؟ الشيء الطبيعي أن تستخدم أدوات المنهج العلمي التاريخي في التحقيق عن التاريخ المصري القديم بالتركيز على قاعدته المادية (بنية علاقات الإنتاج التي شهدها) أم أصبحت تتفق مع بشاشا أن مصر القديمة كانت مجتمع غير طبقي؟ كتاباتك محيّرة حقّاً ولا أدري لو كنت تعلم أن نظرية المعرفة الكمتية التي تحكم ما تكتبه هنا على خصام مع مبدأ تحليل الواقع التاريخي الملموس ولسبب أساسي هو أن ما تدعيه من حقائق تعتبرها حقائق قبلية ومتجاوزة، لكنها قطعاً تلبّي حاجة لك لا أدري عنها شيئاً.

ثم يضيف الأخ عبدالله في الكوت أدناه


Quote: وحتى في هذه المعارك الجانبية فقد فشل فشلاً ذريعاً كما سأبيّن في متن هذه المداخلة، فقد عمد الفصيح سناري أولاً إلى اقتباس فقرة من إحدى مداخلاتي أعلاه، وتحديداً " نظرية المعرفة الكمتية " حسب نص كتابته، ليستنتج منها بأني أتخذ ما أسماه بـ " مواقف مثالية لا تاريخية "، وهذا طبعاً سيُضحك العالم من أقصاه إلى أقصاه، حتى يتشقلب على قفاه، ضارباً كفاً بكف عجباً وحيرة، فأولاً أنا مسؤول فقط عن ما أطرح، وليس مسؤول عن ما يطرحه الآخرون، إذا كانت المركزية الأفريقية أو غيرها، وليس مسؤول عن فهمك وتفسيرك أنت لما يقوله هؤلاء " الآخرون "، فأنا قلت بالتحديد " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وهي نتاج " الحضارة الكوشية الكيميتية "، ولم أقل بأن هناك " طريقة أفريقية في المعرفة والشعور بالعالم " ناهيك عن أن تكون هذه الطريقة " طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود "، فهذا كذب وتدليس ودس رخيص منك، ولكن الأهم أن الفصيح يتعمد خلط الأوراق، بحيث يوحي أن ما أسماه بـ " نظرية المعرفة الكمتية " المتمثلة في " مجموعة كتب وكتابات " هي نفس ما أسميه أنا بـ " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وتضم مجموعة من العلوم مثل اللاهوت والفلسفة والفلك والرياضيات والهندسة والعلوم والقانون الفن وغيرها من المعارف والعلوم، وهي نتاج الحضارة الكوشية الكيميتية القديمة، أما " مجموعة الكتب والكتابات " فهي كتابات " المركزية الأفريقية " في عصرنا هذا، وبالتالي يسقط تحليله القائم على الدس والتلفيق.


انت يا أخي تتحدث هنا عن نظرية معرفة محددة تتعين بالإضافة (نظرية المعرفة الكيميتية) ولم تقل نظرية في المعرفة الكمتية مثلاً، فنعذرك ونفهم أنك لا تتحدث عن شيء محدد ومُعرّف. وهذه النظرية المعرّفة هي التي يعرفها كل من إطلع على أدبيات الآيدلوجيا المركزوإفريقية ومنهم أنا باسم (نظرية المعرفة الكيميتية) أنتج النظرية أهم رموز هذه الآيدلوجية المعاصرين وهو دكتور ملفِّي كيتي أسانتي، وتعريفها هو التعريف الذي سودته لك من قبل وتعترض عليه انت في الكوت أعلاه، وبالتالي عندما يتحدث أحد عن (نظرية المعرفة الكيميتية) أفهم أنا وكل قارئ تلقائياً ما هو المقصود، لأنه معلوم ولا أعرف نظرية توأم ومعرّفة أي تحمل نفس الإسم غيرها، فلماذا تلومني أن شرحت ما تبشِّر به هذه النظرية المثالية من موجهات أساسية تتلخص في أن الطريقة الإفريقية في المعرفة والشعور بالعالم هي طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود، وأن هذه الطريقة هي موحدة ومنسجمة وسط كل السود في العالم، وهي طريقة لا يستوعبها إلا السود، وبالتالي يجب على السود ممارسة المعرفة وفقاً لهذه النظرية، وللتأكيد بينت لك أنّه عمليّاً بدأت تلك الممارسة في عشرات لو لم تكن مئات المدارس التابعة للمجموعة المركزوالإفريقية في إمريكا، تدرِّس مناهجها. ولا يمكن أن تلوم الناس عندما تتحدث عن شيء معرّف ومعروف ثم ترجع لتقول إنك لم تقصد ذلك الشيء، لا يجب أن تلوم إلا نفسك فالخطأ يرجع إليك أكان لغوياً أو مفهومياً، ويجب عليك بالتالي أن تحدثنا عما تتحدث عنه تحت اسم (نظرية المعرفة الكميتية) مثلاً: من أنتجها؟ وأين وما هي إفتراضاتها الأساسية؟ هذا إذا ما كانت هنالك فعلاً نظرية أخرى تحمل هذا الاسم حتى يمكننا التفريق بينها وبين نظرية دكتور أسانتي مستقبلاً.

أيضاً يقول الأخ عبدالله في الكوت أدناه؛


Quote: ويطرح سناري الفصيح بكل استهبال سؤال ساذج ظنه سيُعجز الخصوم، وهو كيف اختفت الثقافة من العقول المصرية لو أن العقول الإغريقية سرقتها من مصر ؟، وأقول اختفت مثلما اختفت من اليونان بعد أفلوطين، بل وفي الحقيقة منذ ما بعد أرسطو، حيث بدأ نجمها في الأفول، ولم يظهر منذ ذلك الحين فيلسوف ذو شأن في بلاد اليونان حتى الآن،


ومرة أخرى يختلط الفهم على أخونا عبدالله، بالفعل جاء في ردي له أن الثقافة لا تسرق، لأن خزائنها في العقول، وكيف إذن تختفي أثارها من العقول المصرية لو أنّ العقول الإغريقية سرقتها من مصر؟ لم أعني من قولي هذا أن الدليل على عدم وجود أصل مصري للفلسفة الإغريقية هو عدم تواصل الفلاسفة المصريين بعد الحقيبة الفرعونية في إنتاج معارف فلسفية، لكن عنيت أنه لو كانت الحقبة الفرعونية تحوي فلاسفة فإن النصوص التي أنتجوها ستبقى محفوظة كما حفظت غيرها من المعارف التي أنتجت في تلك الفترة ضمن التراث الفرعوني الذي وردنا بعد أن تمت ترجمته من الكتابة الهيروغليفية، لا سيما تلك التي حل معضلاتها شامبليون في مسلة رشيد. بيدنا النصوص المصرية التي انتجت في الفترة الفرعونية وانت نفسك جلبت بعضها للبوست والبوستات السابقة، وأنا كذلك كتبت من قبل عن كتاب الموتى الذي تمت ترجمته عن نصوصه الهيروغليفية بالكامل، فأين هي الفلسفة الفرعونية التي وضع عليها الفلاسفة الأغاريق أسمائهم بعد أن زاروا مصروا وأخذوها ثم رجعوا بها بلادهم؟ لم ترد أي نصوص فلسفية ضمن الآثار الفرعونية المترجمة تنسب لأي فيلسوف فرعوني قديم متطابقة أو حتى شبيهة بالنصوص الفلسفية التي أنتجها الفلاسفة الأغاريق القدماء وحفظت بأسمائهم، وما أوردته هنا لا يزيد عن المعرفة والحكمة التي لا يمكن أن ينطبق عليها تعريف المشروع الفلسفي، وكما يورد الأخ عبداللطيف بإختصار في مداخلاته ملامح المسارات الفلسفية السابقة للثلاثة الكبار تجد عند كلاً من هؤلاء ما يمكن أن نسميه مشروع فلسفي، ونعم قد لا يوجد فلاسفة أغاريق معروفين من بعد إنهيار الإمبراطورية الإغريقية على يد الرومان، ولكن التراث الفلسفي الإغريقي لا زال محفوظاً إن لم يكن كله فبعضه وبأسماء منتجيه، وسيستمر يحمل أسماءهم مهما طافت به الطوائف مختلف أصقاع الدنيا والدليل أنك لو ذهبت الهند والسند والصين والفلبين ورومانيا أو اسبانيا ستجد أن فيلسوف المُثُل هو إفلاطون وصاحب المنطق الكلاسيكي أرسطو وفيلسوف التغير والصيرورة هيراقليتس وغريمه أول فلاسفة المثالية والعقل بارمينيدس. نعم تدرس كل الدنيا الآن سقراط وإفلاطون وأرسطو وتحفظ لهم الحق الأدبي فيما أنتجوا، ولكن للأسف لا توجد لدينا أي آثار فلسفية فرعونية أو شيء ذي شأن فلسفي معتبر تحت اسم الفيلسوف أمنحتب أو غيره حتى لو كان غير مرتبطٍ بذلك التراث الفلسفي الإغريقي.

يواصل الأخ عبدالله

Quote: ثم يستدعي السيد سناري للمرة الثانية ما سماه بـ " ماركسي سوداني من موقع ماركسي غير مشوه "، ليكون حُجة عليّ في هذا النقاش، وكان هذه المرة هو الزميل أحمد طراوة، وقبله الراحل الدكتور عبد الله بولا، فالذي يجب أن تفهمه أيها السيد الفصيح ، هو أن تكف عن محاولة استدعاء هؤلاء، فأنا أكن لهم فائق الاحترام،


وأنا كذلك أكن لهما فائق الإحترام، ولكن ما لهذا إستدعيتما، وفي الحقيقة لقد كنت جدّ واضحاً في مقصدي، فبعد الطرق المتكرر على سديم وعيك الماركسي عساك تصحو لما غفوت عنه، يئست من أملٍ في أن تنفعك تنبيهاتي العديدة عن أن ما تجترفه من إفادات مثالية إسطورية هنا يتناقض مع المرجعية الماركسية التي تنتسب لها، فقلت لنفسي دعني آتيه بأمثلة لمحاورات سابقة لشيوعيين مع كمال بشاشا ممثل آيدلوجية المركزية الكميتية في التاريخ يتضح فيها جليّاً موقف رموز الفكر الماركسي من نظرية المعرفة الكمتية فأتيت لك بإسميهما وللأسف لم يجدي ذلك إذ لم يزدك إلاّ إصراراً على الموقف الذي انت فيه. وهأنا أقدِّم مرة أخرى لك وللمتابعين نماذج من تلك المداخلات عساها تفيد هذه المرة.
أدناه بعض ردود بولا على بشاشا ونظرية المعرفة الكميتية. وأبدأ برود المرحوم عبدالله بولا

Quote: وأعتقد أن في منهجك المتصل بالشقين، وبالثاني منهما على وجه الخصوص، مشكلةٌ أساسيةٌ تجعل النقاش معك في غاية الصعوبة: هي اعتقادك الجازم بملكية الحقيقة النهائية في خصوص قارتنا وثقافاتها وعلاقاتها المعقدة بالتاريخ وببقية العالمين. وبمنهجك في قراءة تاريخ قارتنا الثقافي، الذي لا يقيم وزناً لأية مشاركةٍ معرفيةٍ إنسانية خارج "مصادر المركزية الإفريقية"، والذي يختزل كل قضايا خلافات محاوريك معك، حتى المنطلقين من نفس الموقع، القائلين بغير ما تقول في خصوص قضايا التحرر والثقافي والاجتماعي والحقوقي، الهادفة إلى تأسيس فضاء المواطنة (دولة المواطنة) في قارتنا، وعالم المواطنة والإخاء وحقوق الإنسان في بلدانها، وعلاقتها بمفاهيم ومشاريع الإخاء الإنساني الشامل في مجمل المجتمع الإنساني، بإرجاعها إلى جذرٍ بسيط ومبسطٍ جداً، هو الصدور عن حالة اغترابٍ فكريٍّ مرضية، مقسمة إلى خاناتٍ جاهزة، منفصل كل منها عن الآخر، ولكلٍ منها لافتة تعريفٍ صمدٍ معممٍ دون أدنى جهدٍ من التمييز، معدةٍ سلفاً: "نقرو فوبك" "ذهنية السودان القديم"، "استلاب العصاب النفسي" الناتج عن "تقمص [المخالف] لشخصية العربي الوهمية"؛ "ذهنية السودان المصري"، "وغربة المرجعية" و"الإنطلاق من المركزية الأوروبية" إلخ.
وهذا عين ما تقوله يا عزيزي بشاشا في هذه الفقرة من مداخلتك المذكورة آنفاً:
"انا افهم ان لا وجود لي مفاهيم فقه وتفاسير الخ المفاهيم النصوصية التقريرية للدين في الثقافة الافريقية، حيث مجرد التوثيق ممنوع بل محرم في الطرح الافريقي الصوفي للدين!"
يا بشاشة خاف الله في الثقافة الإفريقية يا خي. فعن أي ثقافةٍ إفريقيةٍ تتحدث يا صديقي؟ ففضلاً عن أن إفريقيا قارةٌ تتمتع بتعددٍ ثقافيٍّ هائل، مما لا يجوز معه الحديث عن "ثقافةٍ إفريقيةٍ" بصيغة المفرد أصلاً، فلكل الثقافات الإفريقية "غير الكاتبة" أيضاً مناهج في التوثيق هي غايةٌ في الدقة. كما أن "غياب" الكتابة ليس صفةً بنيويةً للثقافات الإفريقية كما توحي عبارتك. وبما أنك تعتبر الحضارات النوبية والفرعونية حضارات إفريقيةٍ صميمة، وأنا أشاركك هذا الاعتقاد، وإنها أصل جميع الأديان (وأنا لا أشاركك هذا الاعتقاد)، فسيترتب على ذلك بالضرورة أن أصول ما تسميه ب "الفكر الصوفي الإفريقي" المؤسِّسَة، إنما هي موثقةٌ أحكم توثيق: توثيقٌ استمر لآلاف السنين وما زال يحارب البلى بصمودٍ معجزٍ. أما مصادر الفكر الإسلامي "الصوفي"، وخلافه الإفريقية فقد كان لها في كثيرٍ من المراكز الحضارية في الممالك الإسلامية الإفريقية، صيتٌ و"دولة".
وقد كانت مكتبات جيني وتمبكتو، على سبيل المثال، نماذج عاليةً تحتذى في التأليف والتصنيف والترتيب، يقصر هذا الحيز عن التوسع فيه. يا بشاشة يا خي لما تقرر مقولات قطعية مثل هذه، فمن الأجدر بك أن تنظر خلفك، حتى لا تتورط في مثل هذا التبسيط والتناقض و"السهو"، والفط.
ثم إن عقائد إفريقيا العديدة المهولة خصبة الخيال والتصور والبنيات، ليس من الجائز تصنيفها ووضعها كلها في خانة "الدين"، و"التصوف" كمان. وعدم الانتباه لهذه المعطيات الأولية في خصوص عقائد الزنوج الأفارقة، وغيرهم من بني الإنسان، يمكن أن يركبك في سرجاً واحد مع الإسلاميين، والإسلامويين، الذين يختزلون العقائد "الماورائية" في الدين، ويختزلون الدين في الرسائل السماوية الثلاث المعتمدة، إذا لم تنتبه وتتحرى دقائق المعاني.
أما قولك:
"لكن لا افهم محاكمة الثقافة الإفريقية بمعطيات ومفاهيم الثقافة العربية!
ليس من العلم في شئ، الحكم علي ثقافة بمعايير اخري!"
فهذه شوف ليك معاها مخارجة من الأفارقة المسلمين الذين "تبنُّوا"، واستضافوا وحَموا ديناً نصه المركزي، وبالتالي أداة البحث الأولى في تشريعاته وأحكامه وموجبات الإلتزام بنصوصه القطعية، والمدخل إلى معانية الدقيقة، يستند إلى أساسٍ من "لسانٍ عربيٍّ مبين"!!!
فالذي يوثق ويتحرىَّ ويلتفت وراءه، وينظر من حوله، لا يَعْتَر مثل هذه العترات يا عزيزي بشاشة.
ويؤسفني أن أضطر إلى تذكير القراء هنا بقولي بأن "منهج الشجرة التي تحجب الغابة يعميك، ويعمي مناصريك، عن رؤيةٍ قد تكون أكثر سداداً لغابة مشكلات الهوية وغبائن "الهوامش" العديدة المعقدة في بلادنا. مثل تلك الرؤية السامقة التي وُفق إليها نفرٌ مبصرٌ من أعضاء الحركة الشعبية ومقاتليها، حين شاهدوا قرى شرق السودان، وشماله، ووسطه نفسه، لأول مرة، فهالهم أن رأوا أن كثيراً منها أكثر بؤساً وفقراً من الجنوب. هذا الوسط الذي تعتبره أنتَ ومناصروك، بتعميمٍ مخلٍ مفارقٍ لحقائق الواقع والتاريخ المشهودة (واقعة عنبر جودة على سبيل المثال فقط يا بشاشا) مسئولاً عن كل الجرائم التي ارتكبتها أنظمة حلف بنية التبعية الكولونيالية في تاريخ بلادنا. وقد أكد لي نفرٌ من أعضاء الحركة الذين التقيتُ بهم قبل يومين في مؤتمرٍ عن مأساة دارفور، وبعبارةٍ أدق جريمة التي يرتكبها نظام "الإنقاذ"، وحلفائه في دارفور، خُصص منه لمناقشة موضوع الهوية السودانية" أكثر من نصف يوم، نفس هذه الملاحظة النبيلة العالية الصادقة. وجعلوا من هذه الحقيقة بعض أجندتهم للسودان الجديد. و"حركة قرنق" يا سيدي أسمها الأصلي "حركة تحرير شعوب السودان"، زنوجاً، وعرباً، وهجيناً، وخلافهم، وإن لم توفق دائماً لوقفةٍ سديدةٍ في حضرة هذا الجلال. وهو المقام الذي قال فيه صديقي المفكر البنيني الشامخ العتيد، استانسلاس أدوتفي، في نقد رؤية مدرسة سنغور وأتباعه الزنوجيين للهوية، ولقضايا التحرر الوطني والإنساني، إن خطأهم الاستراتيجي الأساسي يكمن في أنهم: "كانوا يفكرون كزنوج حينما كان ينبغي أن يفكروا كبشر". أي كمناضلين شركاء في كفاحٍ شاملٍ، ينتظم قطاعاتٍ واسعة من العالم بأسره، وعالم "هوامش" الإزراء والإذلال والمسغبة على وجه الخصوص، ضد الظلم وضد انتهاك كرامة الإنسان حيثما وجد وأياً كان انتماؤه العرقي، أو الثقافي، أو الديني. فلم يروا من غابة المظالم الكثيفة إلا "الشجرة الزنجية" (باستثناء سيزير إلى حدٍ كبيرٍ بالطبع). وهذا فيما يبدو لي، ينطبق على رؤيتك و"منهجيتك" الحالية، انطباق الشَّنِ على الشَّن. والمنهجية ، بالطبع، ليست صفةً لاصقة، وبإمكان المرء تجاوزها في أي لحظةٍ أبصر فيها اعوجاجاً بها، أو نقصاً فيها.
فقد وضعتَ بفعل رؤية الشجرة التي تحجب الغابة، (والتي ما تزال تصر عليها)، إفريقيا والزنوج الأفارقة دفعةً واحدةً خارج تاريخ النضال الإنساني المشترك الحي، بل وفي مواجهة مستقيمة ومتعالية، مع جهود ومبادرات ومساعي بني الإنساني المبدعين، حملة الوعي النقدي في كل أركان البسيطة، إن لم أقُلْ ضدهم. و"منعتهم"، بعد إثباتك السديد لأسلافهم فضل المساهمة الأساسية في تأسيس الحضارات الأولى، من المشاركة في تنمية ثمار مبادراتهم وإبداعاتهم التاريخية الهادفة إلى تأسيس الإخاء الإنساني، وإعادة تخصيب أشجارها الولود الباسقة. ووقفت لهم بالمرصاد تقرِّعهم و"تَقْرَعَهم" عن ورود حياض التضامن وتبادل خبرات الإبداع والنضال الإنسانية الهادفة لبناء فضاءٍ شاملٍ للأخوة والعدالة والتوقير لجميع بني الإنسان. وحولت مبادرة إفريقيا التاريخية الكريمة السخية هذه، إلى جِلدٍ لطبول، التفاخر والإمتنان على العالمين. وهذه نهايةٌ بائسة جداً لريادة إفريقيا والزنوج الأفارقة للحضارة الإنسانية، أربأُ بك، وبذكائك وصدقك، من أن تأخذك العزة بالإثم عن إعادة النظر فيها. وهذا هو الفرق الأساسي بين منهجيتك وإستراتيجيتك (المعلنة في النصوص)، وبين منهجية وإستراتيجية الأخ طناش الذي يرى في إفريقيا أماً للحضارات البشرية وللمبدعين والمبدعاتٍ من كل "بني وبنات الإنسان". أمٌ لا تفاخر أبناءها بفضل أمومتها لهم، ولا تمتَنُّ عليهم بها. بل تعتز بهم جميعاً، وتجعل من حضنها مثوىً ومقاماً رحيباً لهم جميعاً، إن صحت لها الرؤية. وتصوغ من مرارات تاريخها اللاحقة درساً وعظةً وتحصيناً لهم، من غي الاستعلاء، والاستغلال والإثرة، والتمييز، والإجحاف، والأنانية، ومن وحشيةِ وضِعةِ انتهاك كرامة الإنسان والإزراء به. وهذا ما جسده الزنجي الإفريقي العظيم مانديلا كأعلى ما يكون تجسيد الفضيلة، عندما فكَّر كإنسان، وحينما أشاح بوجهه عن رؤية الشجرة التي تحجب الغابة على وجه التحديد. وأنا أدعوك بحق إلى المزيد من تأمل هذا المثال الشاهق. الذي ما يزال بين علو رؤيته الباهرة وبين رؤى الغالبية الساحقة من أبناء قارتنا، مسيرة صعودٍ طويلة ضرِسة شائكة في مسالك الوعي النقدي، ومسالك الوعي النقدي الذاتي الوعرة على وجه الخصوص.


وهذه بعض ردود أحمد طراوة على بشاشا ونظرية المعرفة الكميتية

Quote: ايضا، لم اكن متصور يا بشاشا، انك غير مدرك بانو الناس القطعوا حجر هرم خوفو الكبير، و قاموا بتوضيبو، و جروهو بقوة السواعد الكادحة، من
صعيد مصر الدايناستي القديمة ، لغاية الجيزة، انو الناس ديل هم اجدادك المسترقين الكان بموتوا بالعشرات في سبيل الحجر الواحد، بمعنى
اخر ، لو ساءلت شيخك انتاديوب ذات نفسو، حيقول ليك، لو لا التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية بتاعت الرّق، و تضحيات العجل أبيس (تور الجر) لما تمكنت مصر
الفرعونية من بناء الاهرامات التي تبدت لك ك ( الألغاز ) .. و في أحسن الأحوال، بشوفك زي بتاعين علم المصريات Egyptology ،
البقولوا قوة الحضارة الفرعونية و منجزاتا هي بسبب الماءثرة الإدارية لجهاز الدولة القوي ( كانما الدولة نازلة من السماء ) ببركات آمون و رع ، و ليست
وليدة التناحرات الطبقية و نمو عايد العمل و سعة منتوج الغلال ، و صراع الاستحواذ على الفائض الاقتصادي .. سيدنا يوسف زاتو دخل سجن الدولة الطبقية، لانو مشروعو الديني كان
بهدد مصالح الدولة الكوشية ، بعد ان تحولت لدولة فرعونية طبقية صريحة ... ( تذكر : للتاريخ دائماً روايتان .. ميثولوجيا و سياسة )
... ماركس بالاساس جنا خواجات منقسم على أهلوا اجداد غردون و ماكدونالد، ماركس هو اول خروج باسل على المركزية الاروبية و نتايج ثورتا الصناعية العظيمة الظالمة
بالمناسبة : شنو اخبار القمع السياسي - الطبقي و السجون و البوليس ، في الدولة الكوشية الفرعونية بتاعتك دي .. ولا الناس كلها كانت سمن على عسل و متوحدة في عبادة
آمون و رع ، و راضية بقسمتا و نصيبا ، حسب كلام شيخنا على عثمان و الصافي جعفر و الكاروري ( لو ان اهل القرى القديمة و الجديدة ، امنو و اتقو و تَرَكُوا البشير في حالوا )
.. سعيد بطلتك أيها الامير الكوشي المتجول أبديا في دهاليز التاريخ الهيجلي ... أبقى معنا بس خفف السرعة .. فكلنا قد كبرنا
فقد كتب ( بشاشا ) الهيجلي التاريخي المتعبد في محراب الدولة الفرعونية الكوشية ( الدولة الاكسلانس الذكية دولة المساواة العادلة - اللا طبقية )
بتاعت هامان و سنفرو و منقرع و زليخة و نفرتيتي الكانو زي عمر بن الخطاب ، ماكلين و شاربين و ساكنيين زي باقي الناس ،
و برضو مستحمين في نهر النيل وسط التماسيح زي باقي خلق الله الفراعنة
كتب بشاشا : ماكان عندنا عبودية بالطريقة دي اطلاقا، والاهرامات زي كل نشاط اخر بنيت بواسطة ذات النفير المعروف
ومتداول اليوم في البركل، دنقلا، شندي، عبري وبقية السودان ( انتهى كلام بشاشا )
إذن بالنتيجة التاريخية بتاعت ناس سترابو و هيروديت و السذاجة التاريخية بتاعت بشاشا ، و باقي المؤرخين أعداء المادية التاريخية الماركسية ، فان
الاهرامات، و صناعة المراكب النيلية، و كسير حجر الجبال، و زراعة الغلال بالشادوف، و جر المحراث بواسطة البشر، و كل ذاك العمل المضني في
مصر الفرعونية : قد كان مجرد تبرع و نفير جماعي لوجه الله holy popular contribution
ياخي حتى احمد صادق سعد : أشهر من نظر ل ( نمط الانتاج الأسيوى الفرعوني ) ما قدر يطّلع من احكام ماركس
في جوهرا الطبقي حول موضوعة الاستحواذ على عايد العمل و الانتاج و الخدمة القسرية ... و ما قال انو الموضوع في
مصر الفرعونية كان نفير : نفير بيعني انو عامة الشعب بشتغلوا الليلة في مزرعة عزيز مصر، و بكرة
عزيز مصر و زوجتو زليخة بشتغلوا في مزارع عامة الشعب ( هذا لو كان لعامة الشعب مزارع من أساسو ) .. و رجاء بالله ما تقول لي
المزارع و كل الاراضي و المراكب و عجول أبيس و الجيش، كلهم كانوا بتوع الدولة المحايدة بين الشعب من جهة و فرعون و حاشيتو
و باقي كهنة المعابد المستهبلين دينيا من جهة اخرى
بشاشا : صدقني ، قليل من الماركسية بنفعك و ما بضرك في فهم التاريخ و احداث الدنيا ام قرونا بقر
لو هرم خوفو الكبير هو منتوج ثقافي حضاري ضمن مخرجات البنية الفوقية للوعي الفرعوني، و برضو هو سلعة مبذول فيها عمل ذو ضرورة اجتماعية،
عمل أداهو ال used value ، و اهو ، كمان هرم خوفو زاتو بقى الان سلعة ثقافية صريحة و بدخل قروش ل الدولة القامعة
المصرية ذات الجذور الطبقية العميقة، وذلك عبر النشاط الاقتصادي السياحي،
ف للحق بلزمنا : ان نوضح و نثبت ، بانو هرم خوفو ، هو برضو نتاج عمل ملموس بمفاهيم
الاقتصاد السياسي الماركسي concrete labor
* و برضو ببقى السوءال : اين يكمن مفهوم العمل المجرد الماركسي في موضوع الهرم العجيب دا abstract labor

خاصة و انو علم المادية التاريخية و بل علم الاقتصاد السياسي بتاع سميث و ريكاردو و ماركس، بقى الان مواجه بتحدي
جديد بقول : الهرم دا ، و ابو الهول ، و المراكب الشراعية ، و الهارب الفرعوني ، و زراعة القمح و الشعير، كلها حاجات اتعملت خارج مفاهيم ملكية
و سائل و ادوات الانتاج، و التقسيم الاجتماعي للعمل، و علاقات الانتاج الاجتماعي ، و عايد العمل و قسمتو كانت كيف ( هل زي قسمة مشروع جودة جنوب الوادي الجابت المشكلة و الموت ) ، و برضو
الإستحواذ على الفوائض الاقتصادية بواسطة الفرعون و كهنة المعابد كانت بتم كيف ؟ .. هل بطريقة مختلفة عن الطريقة الكان بشيل بيها سيدي الحسن ( المكوث ) من اتباع سيدي الختم الكبير ؟
... يعني بمعني صريح : هل كلو داك أتعمل و تم إنتاجو عبر نظرية اقتصادية كوشية تانية، اسمها the collaborative unpaid and free labor
اهو غايتو، لصالح النقاش و فتح الطريق امام علم التاريخ الماركسي ، و برضو علم التاريخ بتاع سترابو ، و برضو علم التاريخ بتاع الفقير لله السوداني محمد ود ضيف الله ، و برضو علم التاريخ بتاع الفارسي النبيه ( سيدنا الامام الطبري ) .. حنقبل هذا الجينولوجي التوراتي العجيب البقول : - حام اخو سام و الاتنين اولاد نوح ، الطلعوا من السفينة بعد ان حطت في قمة الجودي بجبل ارارات نواحي ارمينيا، ارمينيا العملوا فيها الأتراك العثمانيين الألبان المسلمين الفظائع - حام قام جاب كوش الجاب القصة دي كلها - و سام اخو حام جاب إيزيقيا الهاجر بانهيار سد مآرب و مشى هنا و هنا مع عربو البائدة و جاب القحطانيين و بعض العدنانيين الجابو قريش - و سام برضو جاب اليهود اولاد عم العرب : و اليهود بالضرورة نسبم رابط في كوش، كما ايضا النجاشي بتاع مملكة أكسوم الذي أجار و اكرم أقربائه من المهاجرين المسلمين - و برضو حام جاب كنعان الخلا الجبال غربا و شرق دهر و جاب شوام اليوم عبر محطة الآرامي حمورابي بتاع دولة السحرة هاروت و ماروت وهم سحرة بابل القديمة الواردة أسمائهم في اغنية الكوشي السوداني على احمد احمداني المعروف بعلي المساح زول مدني السني - و برضو حام جاب مصرايم ، الجاب الشعوب المصرية القديمة - و كوش جاب ناس بعنخي و طهراقا و الكنداكة و كل نسل الدايناستي الكان نواحي السودان بجاي ، وعمل الاسرة ال ٢٥ الوحدت مصر دلتا و صعيد - ودا كلوا تم في اطار حضارة كرمة القديمة و ما افرزته من ممالك و مدن لاحقة و انسياب كوشي جديد نحو مصر الفرعونية و يبقى السؤال : هل كان في دولة طبقية ، هل كان في ملوك معاهم حاشية و كهنة و إقطاع مستحوذ باسم الملك على ( مينور manur ) بتاع اراضي نيلية زراعية بنطبق عليها مفهوم الريع العقاري التفاضلي الجاب لاحقا الإقطاع المصري العثماني القام عليهو ضباط الجيش ذو الأصل الكوشي عبد الناصر و نجيب و عبد الحكيم وهل المينورات دي كانت زي ( لاتفيدونيات العبيد ) بتاعت جورجيا و لويزيانا الامريكية الكانو فيها احفاد الكوشي الأفريقي كنتاكونتي بتاع مسلسل الجذور ولا ، كانت علاقات عمل و استخلاص فوائض بطريقة كوشية تانية خاصة و مبراءة من عيب الاستغلال الطبقي الاجتماعي نواصل نحو سبر حقايق التاريخ المؤدلج دينيا و كوشيا، التاريخ القديم العويص دا ...


يدلف الأخ عبدالله في مداخلته بعد ذلك إلى ما يسميه بلب الموضوع، ولب الموضوع عنده هو مسألة نشؤ الفلسفة الأولى في كميت، فبينما يستنكر على سناري تكرار قول هو ليس لسناري بل للمركزية الإفريقية والتي لا تتحرج من تكراره، أن (الإغاريق القدماء سرقوا الفلسفة المصرية من كميت) وما فعله السناري هو فعل المناولة، لا الذم وإدمانه. وعندما يقول الأخ عبدالله أنه لم يقل أن الأغاريق سرقوا الفلسفة من مصر كما هو وارد في الكوت أدناه (نقل الفلاسفة اليونان لمقولاتها ولأفكارها إلى بلاد اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، ولم أقل سرقوها، فهذا دس رخيص درج عليه الفصيح سناري) وهنا نشهد تفسير الماء بعد الجهد بالماءِ، وقبل أن أذكِّر عبدالله بأن موضوع السرقة هذه إبتدره جورج جيمس في كتابه (الميراث المسروق The stolen legacy) وأن إدعائه بأن السناري قوّله مالم يقل في دس الرخيص تنقضه عبارته نفسها إذ هي تَقوّلِ عبدالله ما رماني به من تجني، أقصد العبارة التي يقول فيها أن "الفلاسفة اليونان نقلوا مقولاتهم من مصر ولم يذكروا مصدر هذه المقولات بل نسبوها إلى أنفسهم" فإن لم يكن ذلك هو تعريف السرقة الأدبية، فماذا يكون!!! عشان كدا يا أخ عبدالله قلت ليك Relax. لأنك لو ختيت الرحمن في قلبك وتمهلت في القراية حتماً ستصل لنتائج مختلفة عما تجري المناقشة فيه

Quote: أخيراً بعد معارك جانبية طويلة، يصل الفصيح سناري إلى لب الموضوع، وهو نشوء الفلسفة في كيميت، واقتباس ونقل الفلاسفة اليونان لمقولاتها ولأفكارها إلى بلاد اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، ولم أقل سرقوها، فهذا دس رخيص درج عليه الفصيح سناري، وهنا عند هذه النقطة بالتحديد يسقط في تناقض قاتل يطيح بكل دفوعاته، حيث يؤكد بنفسه، في معرض تبريراته المتهافتة، لتفسير تشابه المقولات الفلسفية بين كيميت وبلاد اليونان، بأن " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة "، وهذا الاعتراف يعني مباشرة أن كيميت أنتجت أسئلة فكرية، لكنها في الواقع، حسب فيلسوف كبير مثل هيجل هي أطروحات وأسئلة ومقولات فلسفية عظيمة، وهي بالتحديد في الحالة الكيميتية اليونانية، ليس شيء عادي، تم بنفس الكيفية في واقع حضارات منفصلة عن بعضها البعض، كما حاول أن يوحي السيد سناري، لأن ببساطة كان هناك تواصل عميق بين كيميت وبلاد اليونان، وأكثر من ذلك أن أعظم فلاسفة ومفكري اليونان زاروا كيميت ودرسوا على يد الكهنة/الفلاسفة العلماء، وبما أن هذه الأفكار والمقولات الفلسفية موجودة في كيميت قبل زمن طويل من ظهور الحضارة اليونانية والحضارة الغربية برمتها، ومثبتة في المعابد، وباعتراف القدماء مثل هيرودت، والمحدثين مثل هيجل، فبالتالي فإن حقيقة نشوء الفلسفة في كيميت لا جدال فيها، إلا بالنسبة للنموذج الآري والسيد سناري، والذي لا يهمني رأيه أن هذه الأسئلة والأفكار والمقولات غير فلسفية، لأن فيلسوف مثل هيجل يعتبرها كذلك، بل هي أصبحت بالفعل موضوعات اشتغلت عليها الفلسفة اليونانية، وتشبيهها بالطبخ والقفز بالزانة هو محض تبخيس درج عليه الفصيح سناري، ثم يكرر مرة أخرى موضوع الحرية كشرط لازدهار الفلسفة، وهذا شرط موجود في ذهن سناري وحده، فلو كان هذا شرط ضروري، لما ظهر فلاسفة وعلماء منذ العصور القديمة وحتى ظهور الدولة الديمقراطية في العصر الحديث، حيث سادت الملكيات المُطلقة والسلطات الكنسية التي قهرتها الثورات فيما بعد، وأيضاً يعود السؤال السطحي من جديد، أين الكتب أين الكتب أين الكتب، وأقول أيضاً أين كتب طاليس وفيثاغورس وكثيرين غيرهم من فلاسفة اليونان، ولكن هذا سؤال ساذج تجاوزه هيجل نفسه كفيلسوف كبير، ودلف مباشرة إلى جوهر الموضوع، مؤكداً وجود صلة بين الفلسفة الكيميتية والفلسفة اليونانية، بل ومستخدماً هذا العبارات الفلسفية التي يبخسها الفصيح سناري، وبالتالي فإن رأيك لا يعني أي شيء يا سيد سناري، وأكثر ما هو مرهق في هذا النقاش، هو أن تقول وتكرر أن هناك صلة بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الكيميتية وبالمصادر التاريخية، ورغم ذلك تأتيك أسئلة من نوعية أين اختفت المعرفة الكيميتية


ولا أدري كيف يفهم الأخ عبدالله من عبارة " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة " أن الفكر الذي نتحدث عنه هو من أجناس الفلسفة. لقد أنتج البشر في الحضارات السابقة في الهند والصين والأناضول وإفريقيا والدنيا الجديدة وغيرها كل هذه المجتمعات انتجت نخبها الكتير من السير والعبر الفكرية في معافرتهم لأسئلة وجودهم ، لذا كان القول المشترك بين مواريث الشعوب كتير بسبب المشترك في حياواتهم، بس دا ما بعني إنه كل أمة من أمم الدنيا القديمة والجديدة قاعدة تنتج نظريات فلسفية لأنه مع إشتراك الناس في شكل الطبيعة وإستعصاءات الوجود بتختلف في القدرات الذاتية والشروط الإجتماعية الموضوعية البتحدد حدود الإنتاج الفكري. أما بالنسبة للأسئلة الواردة عن هيجل فسأضم إستجاباتي لها مع إستجاباتي لأسئلتك عن هيجل في المداخلة السابقة لهذه المداخلة والتي إستشهدت فيها أيضاً يا عبدالله بهيجل وختمت ب8 نقاط عنوتها ب (تعليق) وكنت قد وعدتك بالرجوع إليها.

Quote: 1ـ يقول الفصيح سناري هائجاً ببلطجة فكرية، أنت تروّج للميثولوجيا، أها يا فصيح حتى هيجل نفسه في هذا النص يستند إلى الميثولوجيا، حيث يستند إلى الأسطورة لاستخلاص معلومة ومن ثم بناء فكرة عليها، وهي أسطورة أوزوريس، وأيضاً مصادر " أسطورية " أخرى.

2ـ الفصيح سناري يتحدث عن قمع وعن عدم وجود حرية في كيميت لإنتاج فلسفة، بينما توفر ذلك في بلاد اليونان، بينما هيجل وغيره مثلاً لا يرون هذا، بل أشار إلى دولة منظمة ويخضع فيها الناس للقانون، والدليل هذا النص لهيجل الذي يلخص المنجز الفلسفي الذي حققته كيميت.

3ـ لم يربط هيجل في هذا النص بين المنجز الفلسفي وارتباط الفكر الكيميتي بالدين، وإنما ربطه بعيب التصاقه بالطبيعة، أي بما هو ما مادي مما يدنس مثاليته، حسب رايه الذي يقوم على فلسفته المثالية.

4ـ يبدو لي إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.

5ـ يتساءل سناري الفصيح معنفاً الآخر أين النصوص الفلسفية في كيميت التي تثبت الفلسفة كيميتية، بينما يمضي هيجل إلى جوهر القضية ويستند إلى مقولات فلسفية كيميتية منفصلة، ويستخلص منها أفكار فلسفية ويبني عليها استنتاجاته.

6ـ إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو لي حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.

7ـ فكرة " خلود الروح " الفلسفية، التي اشتغل عليها كبار فلاسفة اليونان، والتي أضحت موضوعاً مهماً في الفلسفة، الذي قال عنها هيرودوت أن اليونانيون أخذوها من كيميت، يقول عنها هيجل أنها فكرة رائعة وأن المصريين أول من عبر عنها، ولم يعترض على ذلك أو يتهم هيرودوت بالكذب، بل وأضاف بعض الأفكار التأملية لهذه المقولة الأساسية في الفلسفة منذ نشوئها وحتى اليوم، بينما الفصيح كجندي نفر في كتيبة النموذج الآري العنصري في جبهته الثقافية، قفز إلى اتهام هيرودوت بالكذب بدون خجل.

8ـ يقول الفصيح سناري بجرأة ويقين لا يحسد عليه بحدوث قطيعة معرفية في بلاد اليونان، وبالتالي نفهم أن الفلسفة اليونانية جوهر نزل من السماء، وهذا محض هراء لا يقول به إلا أي منطق، ونص هيجل هذا يؤكد ارتباط الفلسفة الكيميتية بالفلسفة اليونانية، ويعترف ضمنياً بوجود فلسفة كيميتية، ولكنه يقع في خطأ معلوماتي فادح يطيح ببنائه الفلسفي، وهذا تحليلي ورأيي الشخصي المستند إلى المعلومة الموثقة في أقدم مصادر التاريخ الكيميتي في المعابد، والتي أشار إليها جورج جيمس في " التراث المسروق "، حيث يعلن هيجل أن الجواب على مشكلة الروح المصرية المنغمسة في الطبيعة، جاء على لسان الإله أبولو، حيث أصدر أمره لليونانيين، بقوله" أيها الإنسان أعرف نفسك "، لتتحرر الروح وتحلق عالياً في أبهى مثاليتها في بلاد اليونان، وهذه المقولة الفلسفية العظيمة التي رددها كبار الفلاسفة اليونانيين، ومنهم طاليس أبو الفلسفة اليونانية الذي درس في كيميت، والذي قيل أنه اخترع هذه الحكمة، وأنه كتبها على ورق من الذهب وعلقها في هيكل الشمس، بهذه الصيغة " هل أنت أيها العالم تعرف حقيقة نفسك "، وخطأ هيجل الفادح يتمثل في هذا الزعم غير صحيح بالطبع، فهذه المقولة الفلسفية العميقة، هي مقولة كيميتية مائة بالمائة، وموجودة منذ آلاف السنين ومعقلة في المعابد الكيميتية، وقبل طاليس وهيجل والحضارة الغربية برمتها، ولكن المدهش أن طاليس لم يكتفي باقتباسها فحسب، بل قلد الإرث الكيميتي، وقع الحافر على الحافر، وعلقها في هيكل الشمس !!، كما علقها الكيميتيون في المعابد، ويمضي هيجل ويقول أن في الروح اليوناني يتمثل الجانب الإنساني في وضوحه وفي تطور هذه الروح. ولابد أن يدهشنا، إذن، ما ترويه الأسطورة اليونانية، من أن أبا الهول ـ الرمز المصري العظيم ـ قد ظهر في طيبة وقال هذه الكلمات: " ما هو ذلك الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة أرجل وفي الظهر على اثنتين، وفي المساء على ثلاثة ؟". ويقدم له " أوديب " الحل أنه الإنسان، وبذلك يطيح بأبي الهول من فوق الصخرة، فالحل وكذلك التحرر من الروح الشرقي الذي تقدم في مصر خطوات حتى استطاع أن يرتفع إلى مرتبة المشكلة، وترمز إشارة هيجل المتمثلة في إطاحة " أوديب " بـ " أبي الهول " من فوق الصخرة في هضبة الجيزة، إلى إطاحة الحضارة اليونانية بالحضارة الكيميتية، وانتصار الفلسفة اليونانية على الفلسفة الكيميتية، ويصل هيجل إلى قمة انتشائه بالقول " ولقد كانت الروح الحرة المرحة عند اليونان هي التي أنجزت تلك المهمة وجعلت منها نقطة بدايتها وانطلاقها. وإذا كان يروى أن كاهناً مصرياً كان يقول إن اليونانيين سيظلون إلى الأبد أطفالاً، فإننا نستطيع أن نقول، على العكس، أن المصريين كانوا صبياناً أقوياء ممتلئين بطاقة خلاقة، لا يحتاجون إلى شيء سوى الفهم الواضح لأنفسهم في صورة مثالية لكي يصبحوا شباباً. ففي الروح الشرقي يظل الأساس هو أن جوهرية الروح مغموسة في الطبيعة. ولقد أصبح من المستحيل بالنسبة للروح المصري أن يظل قانعاً بهذا الوضع الذي انخرط فيه في ارتباط لا نهاية له. وعملت الطبيعة الأفريقية الوعرة على تفكك هذه الوحدة، وأضاءت المشكلة التي تحل عن طريق: الروح الحر. أما أن الروح عند المصريين قد تمثّل في لوعيهم في صورة مشكلة، فذلك واضح من النقوش الشهيرة في معبد الإلهة نيت في سايس: " أنا ما هو كائن، وما قد كان، وما سوف يكون لم يرفع قناعي أحد قط ". ويشير هذا النقش إلى مبدأ الروح المصري. "، وعكس هيجل، الذي بنى أطروحته على معلومة خاطئة، وهي الزعم بأن مقولة " أيها الإنسان أعرف نفسك " الفلسفية العظيمة على أنها مقولة يونانية، أقول بناء على أن المقولة هي مقولة كيميتية، فإن الكيميتيين كانوا بالفعل شباباً فهموا أنفسهم بوضوح في صورة مثالية، ووصلت الفلسفة عندهم، حسب رؤية هيجل، إلى تتحرر الروح إلى صورة مثالية، وقلدهم أطفال اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، وهي " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، في الدولة الكيميتية، حيث تتلمذوا على يد الكهنة، بمن فيهم طاليس، فيثاغورس، صولون، أفلاطون وغيرهم ...، وتبقى الحقيقة راسخة في الأرض.






















ولا أدري كيف يفهم الأخ عبدالله من عبارة " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة " أن الفكر الذي نتحدث عنه هو من أجناس الفلسفة. لقد أنتج البشر في الحضارات السابقة في الهند والصين والأناضول وإفريقيا والدنيا الجديدة وغيرها كل هذه المجتمعات انتجت نخبها الكتير من السير والعبر الفكرية في معافرتهم لأسئلة وجودهم ، لذا كان القول المشترك بين مواريث الشعوب كتير بسبب المشترك في حياواتهم، بس دا ما بعني إنه كل أمة من أمم الدنيا القديمة والجديدة قاعدة تنتج نظريات فلسفية لأنه مع إشتراك الناس في شكل الطبيعة وإستعصاءات الوجود بتختلف في القدرات الذاتية والشروط الإجتماعية الموضوعية البتحدد حدود الإنتاج الفكري. أما بالنسبة للأسئلة الواردة عن هيجل فسأضم إستجاباتي لها مع إستجاباتي لأسئلتك عن هيجل في المداخلة السابقة لهذه المداخلة والتي إستشهدت فيها أيضاً يا عبدالله بهيجل وختمت ب8 نقاط عنوتها ب (تعليق) وكنت قد وعدتك بالرجوع إليها.






وهنا إذا تقاضينا عن مفارقة أن الأخ عبدالله يقع في تناقض درامي، ذلك أنه يستشهد ضد سناري الذي ينعته بنفر في كتيبة النموذج الآري، بهيجل، عمدة المركزية الغربية، وأحد أهم مراجع النموذج الآري مما يستعيد في مخيلتنا بيت أحمد شوقي الذي كان يكثر من ترديده عبدالخالق محجوب:
أحـــــــــــــــرامٌ على بلابـله الدوح *** حلال للطير من كل جنــــــــسٍ
والأكثر درامية هي أن تستل سهماً بهدف تصويبه على غريمك دون أن تدري أنك تصوبه على عنقك، ذلك أن فهم الفلسفة عموماً أمر شديد الصعوبة على أيّ قاريء، أمّا فهم هيجل هو حاصل تلك الصعوبة مرفوعاً للأس 10، ويمكنك أن تسأل مجرّب مثل الأخ عبداللطيف الذي فتح بوستاً عن هيجل من عدة سنوات وقد تعسّر على كل البورداب التداخل في البوست.
يمضي الأخ عبدالله مصرحاً في مداخلته أن سؤال طلب البرهان على فلسفة فرعونية سبقت الفلسفة الإغريقية سؤال ساذج تجاوزه هيجل نفسه كفيلسوف كبير، ودلف مباشرة إلى جوهر الموضوع، مؤكداً وجود صلة بين الفلسفة الكيميتية والفلسفة اليونانية. لكن هيجل يا عبدالله قالها صراحة أن لا فلسفة يمكن أن توجد في أي من دول الشرق لعدم توفر شروطها فيها ذلك أنه يربط المعرفة والفلسفة بالحرية، لأن الحرية هي جوهر الروح، والروح هي أداة التطور في التاريخ وحركته نحو المطلق عند هيجل. ودعني قبل الإستشهاد بما كتب هيجل في هذا الموضوع أن أستهل عليك بمقدمة تسهل فهم ما يعنيه هيجل في تناوله لهذه المسألة وهذا يستوجب القدرة على السباحة في بحر مفاهيمه الفريدة التي نحتها لمصطلحات من شاكلة العقل، الروح، التاريخ، والحرية. هيجل يرى أن هنالك نمط ثابت لحركة التاريخ وهو نمط لحركة تقدمية ويتميز بأنه مستقر لدرجة نستطيع معها تسميته بقانون التطور في التاريخ (ويتفق معه ماركس في الشكل مع إختلافه في مضمون هذه الحركة فماركس يؤسسها على الواقع المادي وهيجل يؤسسها على العقل) هنا يختلف هيجل بوضوح جلي مع كل الأصوليات الدينية منها والعرقية، تلك التي تمثلها نظرية المعرفة الكمتية، ذلك أن الأصوليون يقولون بتكرر الزمن الماضي العظيم مرة أخرى في الحاضر، بينما هيجل يرفض ذلك بحزم، ويرى أن التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، لأن المستقبل هو دالة تطورية عن الماضي لا إستعادة له، وهذا التطور في التاريخ وفي البنى الإجتماعية في مختلف إنحاء العالم يكشف لنا عن ذلك النمط الثابت في حركة التاريخ على قاعدة التقدم المنطقي للمفاهيم التي تقوم عليها المجتمعات (منطق التطور القائم على الفكر). يبدأ التاريخ عند هيجل عندما ينفصل الإنسان عن الطبيعة مشبهاً ذلك بالرضيع الذي يبدأ تكون شخصيته عند فطامه وإنفصال حياته عن حياة أمه (لهذا وصم المجتمع الفرعوني بإلتصاقه بالطبيعة هي سُبَّة له وإشارة لموقعه الحقيقة في خارطة الشعوب العقلانية في ذلك الزمن، لا يهم لو أنه في تلك الحالة التي فيها جزئياً المجتمع لا زال مرتبط بالطبيعة، وجزئياً تقدم بعض الخطوات بعد إنفكاك جزئيٍّ منها،وفي تلك المرحلة إنتاج مقولات محدودة مثل الروح خالدة ترجع مرة أخرى لترتبط بالجسد بعد موته، أو أيها الإنسان أعرف نفسك، أو ما هو الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة....ألخ هي مقولات ينتجها العقل في كل الحضارات لأن العقل بدأ يفكر ويتأمل ثم حدته الشروط الإجتماعية الأخرى التي تجهض تطوره، لكنها لا يمكن أن تعتبر حساب فلسفي مكتمل الأركان إلا عند صاحب التراث المسروق ومن ينقل عنه، وكما أشرت لك أن مثل هذه المقولات أنتجها الشيخ فرح ود تكتوك وغيره ولم يقل أحد أنه فيلسوف). نرجع لهيجل الذي يصف تطور التاريخ حيث في البداية كانت حياة الصيد والجمع والإلتقاط، أي مجتمعات ما قبل القانون، وكانت تتميز بعدم وجود ودولة وقوانين منظمة للمجتمع، بمعنى أي شخص يمكنه فعل ما يريد إذا كان ذلك في إستطاعته، وأعقب ذلك ظهور الدولة، ولكن في البداية كانت دولة الجبر والتعسف، التي تلتها الديمقراطيات قديمها وحديثها، وهي لم تأتي صدفة بل مرحلة من مراجل التطور الإجتماعي في التاريخ. في المجتمعات البدائية (دولة ما قبل القانون) قد يعتقد البعض أن الناس كانوا أحراراً لأن أي فرد يفعل ما يريد دون خوف من قانون أو عواقب، ولكن هيجل يرى بأن هذه الحالة ليست هي حالة الحرية، رغم أنها تبدو كذلك، لأنها تحتوى في باطنها مع ظاهر الحرية حالة أخرى مضادة ومناقضة للحرية، وليشرح ذلك يضرب مثلاً برجلٍ قرر أن يؤمن لأسرته قوتها عندما يحل الشتاء، فذهب ينظف الأرض في فصل الربيع والصيف ويزرعها في قبل هطول المطر في الخريف ثم يحصد ما زرع ويخزنه في بيته لفصل الشتاء وما بعده. لكن عندما دخل الشتاء هجم على منزله بضعة رجال وأخذوا كل ما خزّنه، لأن لا قانون يمنعهم من فعل ذلك ( مجتمعات شريعة الغاب) والمهاجمون كانوا أقوى منه. في السنة التالية وعندما دخل فصل الربيع ثانية، لم يكن لدى ذلك الشخص أي رغبة في الزراعة، وقرر أن ينام ثم يفعل مثل ما فعلوا به، وهذا يعني أن عدم القانون يفرغ الحرية من محتواها، ذلك أن الشخص الذي لا يملك حرية أن يزرع ليطعم أسرته مما زرعه وخزّنه، لأنه يعيش في مجتمع الكل فيه حر لأخذ ما زرعه وحصده غيرهم، لم يعد حرّاً في فعل ما يريد، والخلاصة أن عدم القانون يبدو كحرية لكنها حرية تضمر تناقضاً داخلها، فتصبح حالتين تتطوران داخل نفس البنية الإجتماعية، حالة من الحرية تضمر داخلها حالة من اللاحرية، ويخلص هيجل إلى أن هذا التناقض هو الوقود الذي يحرك عجلة التاريخ ويدفع بها للأمام، لأن المجتمع الذي يقوم على التناقض هو مجتمع غير مستقر، ويبحث عن الإستقرار في حقبة جديدة تحل ذلك التناقض، وتكون نقيضة للحقبة السابقة، بحيث لا يستطيع فيها الآخرون أخذ حقي الذي زرعته وخزّنته، ذلك بسبب أننا الآن في حقبة جديدة فيها دولة وفيها قانون حلت محل دولة اللاقانون. لكن دولة هذه الحقبة تسودها سلطة صارمة متشددة، وفيها كل مواطن يعرف حدوده، المسموح به له وغير المسموح به. كل مزارع يعيش آمناً لأن القانون يحميه من تعدي الأقوياء واللصوص عليه، إذ هناك قوة لحفظ الأمن تنزل العقاب بكل من يهدد أمن غيره، وبالتالي يصبح الناس أحراراً في أن يزرعوا ويخزنوا ليستفيدوا مما زرعوه دون خوف من تعدي الأقوياء عليهم، ولكن هذه الحالة من الحرية تضمر داخلها حالة أخرى من اللاّحرية، لأن السلطة الأوتوقراطية القائمة على هرمية على رأسها الحاكم وتليه طبقات المجتمع الأخرى هي سلطة متعسفة، توفّر حرية الأمن من تعدي الأقوياء على الضعفاء لكنها تضمر في باطنها القهر الذي به يجبر كل أفراد المجتمع على طاعة الحاكم والإمتثال لما يريد. فإذا أراد الحاكم أخذ أي جزء من محصول الزراع، أو أراد من جميع المواطنين أن يتحولوا لعمال سخرة يبنون قصره أو مقبرته، أو حمل السلاح والإنضمام لقوة يوسّع بها ملكه بإحتلال بلاد أخرى، يجب عليهم الإمتثال لأوامره أو ستكون نهاية من يرفض ويتمرّد على يده. هنا يظهر أيضاً شكل جديد من اللاّحرية تحتضنه ويتعايش مع تلك الحالة من الحرية، شكل جديد من التناقض يتطور في هذه المجتمعات. الحاكم بقوانينه وعسسه الحافظين لهذه القوانين يوفرون للمواطن حرية الأمن لكنه أيضاً يصادر حرية المواطن في رفض طاعة الحاكم فيما يعود عليه بالضرر، وهذا يخلق حالة جديدة من عدم الإستقرار، والتاريخ يحتاج لأخذ خطوة للأمام للوصول لحقبة يتوفر فيها الأمن والقانون ولكن بدون وجود حكام طغاة. نلاحظ هنا أن المجتمعات تحركها التناقضات حول حقيقة موقع الحرية في الطور الإجتماعي المعين بين حالة إجتماعية سائدة وأخرى متعايشة معها ومناقضة لها، مما يخلق كل مرة حالة من اللا ّإستقرار في المجتمع يتم تجاوزه في حقبة جديدة تولِّف بين الحالتين، فتحفظ إيجابيات الحالة والحالة المناقضة لها وتتجاوز سوآتهما. إذا رجعنا للمثال أعلاه نجد أن التطور التاريخي من دولة ما قبل القانون، لدولة القانون مكّن المزارع من السيطرة على حريته في الزراعة والتخزين وحماه بالقانون، ولكن لأن هذا الإنتقال من دولة اللاّقانون لدولة القانون أنتج دولة الجبر والإستبداد (الإمبراطور، الفرعون، الملك) بتناقضات كامنة داخل بناها الإجتماعي فقد خلق حالة جديدة من اللاإستقرار الذي ينتهي في التطور التاريخي إلى إنهاك تلك السلطة بالثورة عليها أو إنهيارها، وينتج هذا التطور التاريخي الدولة الديمقراطية (الرأسمالية مثلاً) التي تأخذ إيجابيات المرحلة التي سبقتها في دولة الجبر ممثلة في القانون والأمن وتتجاوز الحاكم الطاغية وقهره، ففي التوليفة الجديدة بين الحالة والحالة المناقضة لها من الحقبة السابقة يظهر مجتمع جديد القانون فيه يصنعه الشعب والحاكم يعينه الشعب ولكل فرد القدرة على رفض الظلم عبر المحاكم المخصصة لذلك. الخلاصة أن التاريخ لا يتكرر، لكنه يتطور بشكل منطقي (حسب هيجل) حقبة فوق أخرى عبر تطور المفاهيم الأساسية فيه والتي يقوم عليها المجتمع. إن الملاحظ أن المفهوم الجوهري في هذه الدالة هو الحرية، لأن مفهوم الحرية عند هيجل هو المفهوم الأساسي في تطور المجتمعات، وهي تتطور عقلانياً ومنطقياً أ:ثر فأكثر في التاريخ بتوليفات جديدة من القديم في كل مرة حيث في كل مجتمع أو طور إجتماعي جديد تظهر حالة تنتج حالة مناقضة لها يتحدان في توليفة لحالة أجد وهكذا دواليك. نخلص من هذه التقدمة إلى أن هيجل يرى أن التاريخ يحكي لنا قصة التقدم الذي تحرزه المجتمعات البشرية عبر الزمن بتجاوز مساويء المرحلة السابقة وحفظ العناصر الجيدة فيها في حقبة جديدة تعقبها، وهذا هو ما يعرف بالديالكتيك الهيجلي (thesis, antithesis, synthesis). بسطت هذه المقدمة حتى تسهل فهمنا لمقولة هيجل بأن الحرية هي جوهر الروح. يقول هيجل في كتابه العقل في التاريخ "فإننا من ناحية أخرى يمكن أن نؤكد أن جوهر أو ماهية الروح هي الحرية، والحق أن الناس جميعاً يسلمون بأن الروح تمتلك - ضمن ما تمتلك من خواص- خاصية الحرية، لكن الفلسفة تعلمنا أن كل صفات الروح لا توجد إلا بواسطة الحرية، وأنها كلها ليست إلا وسيلة لبلوغ الحرية، كلها تسعى إلى الحرية وتؤدي إليها هي وحدها. ومن نتائج الفلسفة النظرية القول بأن الحرية هي الحقيقة الوحيدة للروح" ويقول أن التاريخ البشري ما هو إلا هو تطور الروح في علاقتها الجدلية مع الطبيعة بحيث تطورها يتوازى مع إكتسابها للمعرفة بما تمتلكه من قدرات كامنة (يعبر عن القدرات الكامنة بعبارة على ما تكونه بالقوة) وتطور الروح عنده يبدأ في المجتمعات التي لا تمتلك الحرية التي تنفك فيها باديء ذي بدء من أسر الطبيعة ثم من أسر الحكام الطغاة ولأن في مجتمعات الإستبداد لا تمتلك الشعوب الحرية ويكون الحر هو الحاكم المستبد وحده تمثل هذه المجتمعات طفولة العقل ويضرب مثال لهذه المجتمعات بمصر الفرعونية ودول الإستبداد الشرقي القديمة التي لم يظهر حتى الوعي بالحرية فيها وكان أول ظهور للوعي بالحرية عند الشعوب اليونانية، يضيف لاهيجل في العقل في التاريخ " وهذا الوجود للروح في ذاتها ليس سوى الوعي الذاتي – وعي الروح بوجودها الخاص. وتبعاً للتعريف المجرد للتاريخ الكلي يمكن أن يقال أن هذا التاريخ هو عرض للروح وهي تعمل على إكتساب المعرفة على ما تكونه بالقوة وتبدأ الحرية بإنفصال المجتمع عن الطبيعة وفي إشارته لحقيقة إرتباط المجتمع الفرعوني بالطبيعة إشارة لبدائيته بدلالة الحرية والعقل. وكما أن البذرة تحمل في جوفها كل طبيعة الشجرة، فكذلك تتضمن البوادر الأولى للروح تاريخها كله. إن الشرقيين لم يتوصلوا إلى أن الإنسان بما هو إنسان حُـــــرْ، ونظراً إلى أنهم لم يعرفوا ذلك فإنهم لم يكونوا أحراراً. وكل ما عرفوه أن شخصاً معيناً حر (الفرعون، الإمبراطور، الملك). ولكن على هذا الإعتبار نفسه فإن حرية ذلك الشخص الواحد لم تكن سوى نزوى شخصية وشراسة، وإنفعال متهور وحشي، أو ترويضاً وإعتدالاً للرغبات لا يكون هو ذاته سوى عرض من أعراض الطبيعة، أي مجرد نزوة كالنزوة السابقة. ومن ثم فإن هذا الشخص الواحد ليس إلا طاغية، لا إنساناً حراً. ولم يظهر الوعي بالحرية لأول مرة إلا عند اليونان. كان إدخال مبدأ الحرية في مختلف العلاقات السائدة في العالم الفعلي ينطوي على مشكلة أخطر من مجرد غرس هذا المبدأ. وهي مشكلة يحتاج حلها وتطبيقها إلى عملية ثقافية قاسية طويلة الأمد فتاريخ العالم ليس إلا تقدم الوعي بالحرية إن العبارة العامة التي ذكرناها من قبل عن الدرجات المختلفة للوعي بالحرية والتي طبقناها في الحالة الأولى على الأمم الشرقية، التي عرفت أن شخصاً واحداً فقط هو الحر، ثم على العالم اليوناني والروماني الذي عرف أن البعض أحراراً، على حين أننا نعرف أن البشر جميعاً (أي الإنسان من حيث هو إنسان) أحرار بصورة مطلقة – هذه العبارة العامة - تزودنا بالتقسيم الطبيعي للتاريخ الكُلِّي وتوحي بالطريقة التي يمكن أن نعالجه بها. وتلك ملاحظة نسوقها عابرين فحسب وعلى سبيل إستباق الإمور، لأن هناك أفكاراً أخرى لابد من توضيحها أولاً. إننا نذهب إلى أن مصير العالم الروحي، وتبعاً لذلك، العلّة الغائية للعالم ككل هو وعي الروح بحريتها الخاصة، وهو بالتالي حقيقة تلك الحرية"
ويوضح هيجل بجلاء أن لفظة الحرية ياما تداولتها الألسن ومسحة جوخ السلطان وهذا واضح تجده في تسميات الدول ودساتيرها حيث يتم إبتذال مفردة الحرية والديمقراطية لكن هنالك فرق بين الحرية النظرية والحرية العملية بإعتبارها ضرورة مطلقة تتحقق عملياً وعينياً عندما تتطور درجات الوعي بها من الإدراك الأولي وحتى الوعي الذاتي أعلى درجات التعقل فتحقق وجودها العيني لأن تعين الروح في التاريخ يستمد طاقته من هذه الحرية لذا تناضل الشعوب ضد الطغيان لأجل الحرية وتلقائياً لأجل تحرك الروح بالتاريخ فالحرية هي قطب السكون والحركة مهما تبدلت الوقائع الأرض وعافرتها الأرواح التي لم تبلغ وعيها الذاتي، يقول هيجل في العقل في التاريخ " لكن الحرية عرضة لسؤ فهم لا نهاية له، و ألوان من الخلط والإضطراب وأخطاء لا حصر لها، كما إنها عرضة لكل ما يمكن تخيله من إسراف وتجاوز، وقد وجهنا الإنتباه من قبل إلى أهمية الفارق الهائل بين المبدأ في حالة تجريد وبين تحققه العيني، وأن نكشف عن الطبيعة الجوهرية لهذا المبدأ - والتي تتضمن في ذاتها ضرورة مطلقة – كما تصل إلى مرحلة الوعي الذاتي (لأنها بطبيعتها ذاتها وعي ذاتي) وتحقق بذلك وجودها الخاص، إنها هي في ذاتها الهدف الذي نريد بلوغه والغاية الوحيدة للروح، وهذه النتيجة هي الغاية الوحيدة التي يستهدفها بإستمرار مسار التاريخ الكلّي، وهي الغاية التي بذلت وتبذل من أجلها كل التضحيات على مذبح الأرض الواسعة طوال العصور التاريخية الماضية. إنها الغاية الوحيدة التي ترى نفسها متحققة وموجودة بالفعل. وهي قطب السكون الوحيد وسط تغير في الظروف والحوادث لايه، والمبدأ الفعال الوحيد الذي يسودها" وحتى يفسّر هيجل لماذا خلت المجتمعات الشرقية وعلى رأسها مصر الفرعونية من التطور الفكري والثقافي وإن تطورت كل المجتمعات الشرقية عمرانياً يشرح هيجل أن الوعي الذاتي بالذات وحريتها هي أعلى درجات الوعي وهي عادة لا تتوفر في عصور الإستبداد وحتى لو توفر الوعي بالحرية فبدون إرادة لا تتحقق الحرية في الواقع ولا تظهر للوجود والإرادة تحدها بالطبع حدود السلطة المهيمنة وتحتاج لدرجة عالية من التصميم والفعالية حتى تحقق الحرية، يقول هيجل "بالرغم من أن الحرية هي في الأصل فكرة غير منظورة (أي جوانية) فإن الوسائل التي تستخدمها هي على العكس خارجية وظاهرية، تتمثل في التاريخ أمام أنظارنا. إن ما نسميه بالمبدأ، أو الغاية، أو المصير، أو طبيعة الروح وفكرتها هو شيء مجرد وعام فحسب، فالمبدأ شأنه شأن خطة الوجود والقانون، هو شيء خفي او مستتر، أو ماهية لم تتطور بعد، وهي بما هي كذلك ليست واقعية بصورة كاملة على الرغم من أنها صادقة في ذاتها. ذلك لأن المبادئ والغايات..لا توجد إلا في رؤوسنا فحسب، أو هي توجد في مقاصدنا الذاتية فحسب، ولا وجود لها في مجال الواقع، فما يوجد من أجل ذاته فحسب هو شيء ممكن، لكنه لم يظهر إلى الوجود الفعلي بعد، فهناك عنصر ثاني لا بد من إدخاله حتى يظهر هذا الإمكان إلى الوجود الفعلي، والقوة الدافعة لهذا العنصر الثاني هي الإرادة، وأعني بها فاعلية الإنسان بأوسع معنى للكلمة. فبهذه الفاعلية وحدها تتحقق الخصائص المجردة بصفة عامة وتنتقل إلى حيز الفعل. هذا هو الحق المطلق للوجود الشخصي أو القانون اللامتناهي للذات .. وإن التحديدات الجزئية للإرادة لا تقتصر على المصلحة الخاصة وإنما هي تشكل العنصر المحرك، والقوة الدافعة لتحقيق الحاجات التي تشارك فيها الجماعة كلها". يستمر هيجل في شرح تطور العقل في العالم حتى يصل إلى نهاية العقل وهذا التصور المثالي لا نتفق معه ولكن مهمتنا هي دحض ما تقوّله الأخ عبدالله على هيجل جانياً عليه. يرى هيجل أن إرادة الأفراد في دول الإستبداد تكون تابعة للسلطة (وهذا ما كان يحدث في مصر الفرعونية) أو تنهك طاقاتها في طلب الحرية، ولكن في الدول التي تحترم إنسانها (لأن الحرية عند هيجل كما سأبين لاحقاً ترتبط بمدى إحترام كل فرد بشري في المجتمع وكفالة الدولة لحقوقه الإنسانية) تتحد مصالح المواطن مع مصالح الدولة وتشبع الدولة حاجات المواطن المادية والنفسية ولا يتم ذلك إلا في دولة المؤسسات لا الدولة الأحادية وذلك مناط إذدهار الدول "إن العنصر الجوهري الثاني للتحقق التاريخي للغايات هي الدولة. وأي دولة تتأسس تأسيساً متيناً وتقوى داخلياً عندما تتحد المصلحة الخاصة للمواطنين مع المصلحة العامة للدولة، وعندما يجد كلاًّ منهما في الآخر إشباعـــــــــــه وتحققه الفعلي، وتلك قضية بالغة الأهمية في ذاتها، لكن كثيراً من المؤسسات في الدولة لا بد أن تقوم، ولا بد من إنشاء الكثير من الأجهزة السياسية، وما يصحبها من تنظيمات سياسية مناسبة، وهذا يقتضي صراعات طويلة من جانب العقل، قبل أن يكتشف التنظيمات المناسبة حقَّاً، كما يثير ألواناً من النزاع مع المصالح والإنفعالات الجزئية، ويقتضي غرساً شاقّاً مجهداً لهذه الأخيرة حتى يتحقق في النهاية الإنسجام المنشود. واللحــــــــــــظة التي تبلغ فيها الدولة هذه الحالة من الإنسجــــأم هي فترة إذدهارها" ويضيف "فهذه الإرادة، من حيث أنها ذاتية، ومنشغلة بإنفعالات محدودة، تكون تابعة لغيرها ومعتمدة عليه، وهي لا تستطيع أن تشبع رغباتها إلا في حدود هذه التبعات، غير أن الإرادة الذاتية لها أيضاً حياة جوهرية، أي حقيقة واقعية تتحرك في داخلها في منطقة الوجود الجوهري هو وحدة الإرادة الذاتية والإرادة العقلية؛ إنه الكل الأخلاقي أو الدولة التي هي تلك الصورة من الحقيقة الواقعية التي يكون للفرد فيها حريته ويتمتع بهذه الحرية، لكن بشرط أن يعرف ماهو مشترك للكل ويؤمن به ويريده" ويرى هيجل في توحد إرادة الفرد والدولة وتلاقي الرغبات والمصالح ترفع من شأن الإنسان كوسيلة إعمارتاريخي بإتجاه المطلق الذي هو هدف الروح الكلّي لأن عقل الفرد من عقل العالم وخاضع له في مسار الحركة التاريخية بإتجاه الروح المطلق وإن كانت هذه الحركة لا زالت تسبح في الفضاء النظري بإنتظار التحقق النهائي والمتعين وإن لم تدري النفوس والعقول بما تنجز إذ هي تنجزه. " إن هذه المجموعة الهائلة من الإيرادات والمصالح والأنشطة تشكل الأدوات والوسائل التي يستخدمها روح العالم ليبلغ هدفه. وهي تنقل روح العالم وتجعله يتحقق بالفعل. وهذه الغاية ليست سوى اهتداء روح العالم إلى ذاته، وعودته إلى نفسه وتأمله لنفسه في وجود عيني. غير أن القول بأن أوجه النشاط الحية التي يبديها الافراد والشعوب، ويسعون بواسطتها إلى اشباع اغراضهم الخاصة، هي في نفس الوقت وسائل وأدوات لغاية اعلى واوسع لا يعلمون عنها شيئاً، ويحققونها بطريقة لا شعورية – هذا القول قد يكون موضع جدال ونقاش، بل لقد كان بالفعل موضوع جدال ونقاش، وهدمت كل صوره المتنوعة، وانتقدت، بوصفها مجرد حلم وفلسفة لكننا نعتقد ونصر على اعتقادنا بأن العقل يحكم العالم وهو بالتالي، يحكم تاريخ العالم. فكل شيء بالقياس إلى هذا الوجود الكلي المستقل – كل شيء يخضع له ويتبعه ويعمل في خدمته، وهو وسيلة لتطوره. ولنلاحظ أن القول بأن وحدة الوجود الكلي المجرد بصفة عامة مع الفرد، أو الجانب الذاتي، هي وحدها الحقيقية، وهو قول ينتمي إلى القسم النظري من الفلسفة. أما مسار تاريخ العالم نفسه فان الهدف النهائي المجرد، نظراً إلى انه لم يكتمل بعد، فانه لا يكون قد أصبح بعد هو الهدف المتميز للرغبة والمصلحة الشخصية. وعلى حين ان هذه المشاعر ليست واعية بالغرض الذي تحققه فان المبدأ الكلي يكون ضمنياً فيها ويحقق نفسه عن طريقها"

Post: #51
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 08-28-2021, 00:37 AM
Parent: #50

يا عبد اللطيف

لعلك بخير

لقد تريثت في العودة إلى هذا البوست

لإفساح المجال لك لإكمال ما بدأته

بعد أن انحرف البوست عن مساره

بسبب هذا النقاش الجانبي الذي تشعب إلى

قضايا جانبية ليس لها علاقة مباشرة بصلب الموضوع المطروح

فعذراً مرة أخري

إذ أواصل الرد هنا

لأن هناك اتهامات كاذبة متعمدة بحقي ...

حتى تعود إن رغبت في المواصلة


مع الود

Post: #52
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبد الله حسين
Date: 08-28-2021, 00:39 AM
Parent: #51

الفصيح سناري

الآن تلبس لبوس الحملان وتقدم نفسك كضحية لـ " خشونة لغوية " مفترضة من جانبي في مقابل " لين لغوي " من قبلك، وهذا وما ينطبق عليه المثل " ضربني وبكى وسبقني واشتكى "، فهذا فضلاً عن أنه كذب صراح منك، لأنك أنت الذي بدأت ليس فقط المخاشنة اللفظية ومخاطبة الآخر بصلف وانتفاخة فارغة، كما أثبت طيلة هذا السجال بدحض كل أطروحاتك وإثبات عدم فهمك للماركسية، بل أسأت لي بشكل قذر، تارة بوصفي بحمال طلح لدخانها، وتارة بتشبيهي بشيخ أزهري داعر في كباريه في الهرم، ولم أرد إليك حتى بضاعتك كما أفعل عادة مع من يسيئون للناس من خلف شاشات الكمبيوتر والموبايل، وأقصى ما تصفه بخشونة لغوية من جانبي هو وصفك بالفصيح، وهو هنا بنفس المعنى الذي يُطلق على البعض في الواقع السوداني ( زول فصيح ساكت )، أي الشخص الذي يخم الناس بصوته العالي والحضور الخادع، وخطابه مزيج من قليل من الحقائق وبعض أنصاف الحقائق وكثير من الادعاءات، ولم تعتذر عن هذه الإساءات المشينة، فإذا لم تتقبل وصفك بالفصيح وهو وصف عادي تتم المخاطبة به وجهاً لوجه في الواقع السوداني، فلتذهب وتمحي هذه الإساءات وتأتي لتعتذر اعتذاراً واضحاً ومستقيماً ودون لف ودوران.
يزعم الفصيح سناري بأني واقع في ما سماه بـ " مأزق إيديولوجي " بسبب ما سماه استبدالي المنطق المادي الماركسي بالشكل المثالي والتجريدي، ويشرح ذلك بعد حشو مطول ودس متعمد، بأنه يتمثل في " نظرية المعرفة الكمتية " التي يزعم بأني أتبناها، وهو ما يناقض الماركسية، والتي يقول أني " أتباهى " بأني قرأت نصوصها الأساسية في ثلاثة لغات، وفي الحقيقة أنا لم أتباهى بذلك ولم أتباهى بأي شيء طيلة تاريخي في هذا المنبر، فقد جاء ذلك فقط في سياق التوضيح للفصيح سناري المنتفخ، والذي وضح أنه لا يفهم الماركسية بعد أن أوحى بأن الميثولوجيا " كلام غيبي ساكت "، بينما هو في المقابل يتباهى ويستعرض وينقل تسميعاته من كتب الفلسفة في هذا المنبر، ويتلذذ بلوك أسماء الفلاسفة والمفكرين مثلما يمضغ الحلوى، وهذا ترويج لإيديولوجيا البرجوازية الغربية كما أشرت في مداخلة سابقة، وزعم سناري الفصيح بأني أتبنى " نظرية المعرفة الكمتية " هو كذب وتلفيق ودس رخيص درج عليه الفصيح ويصر عليه، لأن هذا هو الطريق الوحيد أمامه حتى يحفظ شكلياً ماء وجهه الذي أريق في هذا الجدل المحتدم، بعد أن أثبت عدم فهمه للماركسية ودحضت كافة أطروحاته وحججه التي أتى بها لنفي نشأة الفلسفة في كيميت، استناداً إلى أقدم المصادر التاريخية وبشهادة أصحاب الشيء أنفسهم أي الفلاسفة والمفكرون والمؤرخون اليونانيين القدماء وحتى هيجل نفسه، بينما هو يستند إلى آرائه الفطيرة التي لا أعطيها أدنى اعتبار، وقد برر دسه الرخيص بأن ما أطلقت عليه أنا " نظرية المعرفة الكوشية الكيمتية " معرفة بالألف واللام، وقد قصدت بها أنا مجموعة من العلوم مثل اللاهوت والفلسفة والفلك والرياضيات والهندسة والعلوم والقانون الفن وغيرها من المعارف والعلوم، وهي نتاج الحضارة الكوشية الكيميتية القديمة، وبالطبع نتاج عقول مُنظّرة مُفكّرة مثل العالم الفيلسوف المفكر إمحوتب، يقول أن ذلك يحيله تلقائياً ويحيل كل قارئ مطلع على أدبيات المركزية الأفريقية إلى " نظرية المعرفة الكمتية "، وهي تشير إلى كتابات كتاب المركزية الأفريقية، وهنا يتحول الفصيح إلى بهلوان يصر على الدس والكذب والتضليل، فمصطلح " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية " معرفة بالأف واللام واضح جداً، مثله مثل مصطلحات وتعريفات مُتداولة كثيرة مثل ( الفلسفة اليونانية، الحضارة اليونانية، الحضارة الفينيقية، الفلسفة الألمانية، الاقتصاد الإنجليزي، الاشتراكية الفرنسية، الحضارة الغربية، الحضارة العربية الإسلامية، الخ ... )، فمجرد أن يسمعها أو يقرأها شخص سوف يتبادر إلى ذهنه مباشرة حضارة كوش وكيميت نفسها وليس الكتابات المعاصرة عنها، فالأصل هنا وهو " الحضارة الكوشية الكيميتية " وما أنتجته من معارف وعلوم أهم من الفرع وهو الكتابات عنها في العصر الحالي ومنها كتابات المركزية الأفريقية، ولا مجال للبس هنا لأني نبهت الفصيح منذ البداية في بوست مازن، بأني لا أنتمي إلى أي مركزية، وبينت بشكل قاطع ماذا أقصد بها في هذه الجملة الواردة في مُداخلة سابقة ( فما يمنع إنتاج هذه الفلسفة في كوش وكيميت ، وهو بالفعل أنتج هذه الفلسفة ، كأحد علوم "نظرية المعرفة الكوشية الكيمتية )، وهذا توضيح كاف كان يجب أن يوقفه عن ممارسة الكذب والدس والتدليس، ولكن هذا لم يحدث، ولو كان حسن النية لسألني ماذا أقصد بـ " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية " رغم وضوح ذلك، والدليل على تعمده الكذب والدس والتلفيق والتدليس هو مواصلة طرحه المستند إلى كذبة أني أتبنى " نظرية المعرفة الكمتية " المؤسسة على العرق في مُداخلته الأخيرة، حتى بعد أن أوضحت له بشكل جلي في مُداخلتي السابقة على مُداخلته الأخيرة ماذا أقصد بـ " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية " !.
يعود الفصيح إلى المماحكات فيقول أنه لم يقصد بأن " الدليل على عدم وجود أصل مصري للفلسفة الإغريقية هو عدم تواصل الفلاسفة المصريين بعد الحقبة الفرعونية في إنتاج معارف فلسفية " وإنما قصد أن الحقبة الفرعونية لا تحوي فلاسفة والدليل عنده عدم وجود نصوص لهؤلاء الفلاسفة، ولو كان هناك نصوص لكانت حُفظت كغيرها من المعارف في التراث الفرعوني، فالفصيح أصلاً تحدث عن ( ثقافة ) اختفت من العقول المصرية ولم يشر إلى غياب نصوص فلسفية، ورغم ذلك فقد رددت عليه بأن عدم وجود نصوص فلسفية كيميتية، رغم أن ذلك غير صحيح، يقابله في بلاد اليونان عدم وجود نصوص وكتابات لكبار فلاسفة اليونان مثل طاليس ( مؤسس ) الفلسفة اليونانية وفيثاغورس وسقراط وغيرهم، ورغم ذلك فإن العالم يتعامل مع الإنتاج المنسوب إليهم بكامل التسليم، بينما يتخذ الفصيح من ذلك ذريعة أو حجة لنفي وجود فلسفة في كيميت، ولا يطبق ذلك على بلاد اليونان أو حتى على عصور لاحقة في جهات أخرى من العالم، ولو سلمنا برأي سناري الفطير هذا وطبقناه على قصة الفلسفة اليونانية التي يروونها لنا لسقطت هذه القصة على رأسها سقوط مدوي وكسرت عنقها، ولن يتبقى منها سواء أفلاطون وأرسطو معلقين في الهواء من أرجلهم ككائنات لا تاريخية هابطة من السماء وعابرة للزمان والمكان، وحتى إذا سلمنا بمنطق السيد سناري هذا فإن غياب نصوص فلسفية، رغم أن ذلك غير صحيح كما أشرت سابقاً، يبدو أكثر منطقية ومعقولية نسبة لمرور أكثر من خمسة ألف سنة منذ بداية عصر الأسرات وهي مدة طويلة جداً تخللتها حروب وغزوات ونهب ودمار واحتلالات استيطانية استمرت مئات السنين، دُمرت خلالها المعابد والمؤسسات ونُهبت محتوياتها، لدرجة اختفاء اللغة الكيميتية نفسها، وكمثال واضح ما فعله الاحتلال الفارسي، ويبقى الدليل الأكبر هو حريق مكتبة الأسكندرية القديمة التي كانت تضم أكثر من 700 ألف مجلد حين احترقت، وفي المقابل يبدو غياب إنتاج فلسفي مكتوب لكل من طاليس وفيثاغورس وسقراط وغيرهم من فلاسفة اليونان وهم الأقرب إلينا زمنياً بكثير أمر عجيب ويثير كثير من الأسئلة وعلامات التعجب !، ومع ذلك فلم يتم اكتشاف كل شيء في كيميت كما زعم الفصيح، بل وأيضاً في منطقة كوش، فما زالت عمليات البحث والتنقيب تأتي كل حين بمزيد من الاكتشافات، بما في ذلك نصوص هيروغليفية ليس فقط على ورق البردي، بل في جدران المدافن تحت الأرض وفي الألواح الحجرية، ولكن مع ذلك ولسوء حظ الفصيح سناري فإن هناك نصوص فلسفية كيمتية أصلية إلى جانب المقولات الفلسفية الأساسية التي اقتبسها فلاسفة اليونان من كيميت عند زيارتهم وإقامتهم فيها وتلقي العلم والدرس على يد الكهنة/ الفلاسفة المفكرون العلماء، واشتغلوا عليها وطوروها كما ذكرت من قبل، ومن هذه المفاهيم والمقولات الفلسفية " أعرف نفسك " و" خلود الروح "، أي ( البا ) في اللغة الكيميتية، وغيرها من المقولات والمفاهيم التي لا يمكن أن تنتج إلا من عقل فلسفي متأمل، ولابد أنها وردت في نصوص مكتوبة أو شفهية، ولكنها اختفت لظروف قاهرة مجهولة من مسرح التاريخ، ونرى الإرهاصات الأولى للفلسفة الكيميتية في نظريات الخلق الكيميتية، ومن أقدم النصوص الفلسفية في كيميت والعالم هو النص المنقوش على حجر الملك شباكا الملك الكوشي من الأسرة 25 التي حكمت كيميت، والذي يقول عنه شباكا أنه عمل خلّفه الأجداد " لاحظ أن الملك الكوشي شباكا يعتبر أن قدماء الكيميتيين الذين كتبوا النص هم أجداده "، وهذا تأكيد لمؤكد، ويقول أن النص الأصلي كان مكتوباً على ورقة بردي بدأ يأكلها الدود، وأنه نقشه على الحجر بصورة أحسن مما كان، وقد حلل النص عالم المصريات الأمريكي جيمس هنري برستد، وهو من القلة ممن يُسمون بعلماء المصريات الذين لم يتبنوا بشكل كامل رؤية النموذج الآري، واحتفظ ببعض المصداقية، وذلك تحت عنوان " فلسفة كاهن منفيس " وهو ما سيفقد معه الفصيح صوابه، وفي هذا النص الذي يعود إلى الدولة المصرية في عصرها القديم الأول، لاحظ برستد وهو محق، أن العقل الكيميتي القديم قد استطاع التفكير في مواضيع مجردة بصورة أكثر بكثير مما يُعتقد، وأن التصور المُسبق للعالم يشكل أساساً كافياً لاقتراح المفاهيم، وعليه فإن التقليد اليوناني لأصل فلسفة كيميت يحتوي بلا شك على قدر أكبر من الحقيقة مما تم الاعتراف به، ويخلص إلى أن العقل الكيمتي في أقدم عصوره استطاع أن يتخذ بشكل مذهل، تصور فلسفي للعالم وهو صالح إلى حد ما حتى في يومنا هذا، ويمكن تلخيصه على النحو التالي: بافتراض وجود المادة، كل الأشياء موجودة أولاً بشكل مثالي في الذهن، وهو العقل الشمولي، فالكلام ووسيلته اللسان هو القناة التي تنتقل من خلالها هذه الأفكار إلى عالم الواقع الموضوعي، ومن أكثر المفاهيم الفلسفية الكيميتية تعقيداً وثراء هو مفهوم ( ماعت )، والتي لا يمكن تعريفها بكلمة واحدة، والذي أثار نقاشاً وجدلاً كبيراً وسط المفكرين والباحثين والعلماء، وأحد أمثلة نصوص فلسفة الماعت هو نص " الفلاح الفصيح " وقصته تتلخص في فلاح صاحب عقل تأملي مفكر ولسان فصيح، حيث سٌرقت منه بضاعتة في أحد الأقاليم الكيميتية، وقدم شكاوى إلى رنسي كبير الموظفين، تناولت بأسلوب نقدي جوانب سياسية وإدارية وقانونية ومفهوم العدل، كما وجه نقداً لاذعاً لكبير الموظفين هذا وهو ممثل الملك، وهذا النص يكذب مزاعم الفصيح سناري عن القمع والتسلط في كيميت الذي يمنع ازدهار الفلسفة والفكر، وزعمه هذا مجرد تخمينات وتكهنات لا يملك أي دليل عليها، ورغم أهمية النصوص الفلسفية العظيمة المذكورة أعلاه، فإن وجود نص طويل أو قصير في حد ذاته ليس شرط لوجود الفلسفة، فالفكرة والمفهوم الفلسفي يُحكم عليها بشروطها التاريخية وظروف الواقع الاجتماعي الذي أنتجها، وليس بواقع وظروف وشروط ومعايير مجتمع آخر مثل اليونان القديمة، وأوهام وشروط النموذج الآري التي لا تلزم كيميت ومنتجها الثقافي الفلسفي والفكري، وقد أدرك ذلك هيجل ونفذ مباشرة إلى جوهر الموضوع، مستنداً في " فلسفة التاريخ " بخصوص كيميت إلى مقولات فلسفية أساسية، وليس إلى نصوص طويلة أو قصيرة كما يطالب الفصيح سناري، وبالتأكيد فإن المهم هو رأي هيجل.
ثم يستدعي الفصيح مرة أخرى الراحل الدكتور عبد الله بولا وأحمد طراوة بإيراد نصوص ترد على طرح آخر ليس له أي علاقة بهذا البوست وبطرحي، كما بينت أعلاه، وبشكل مفصّل. وتظهر مشكلة السيد سناري بصورة واضحة في تطبيق وفرض معايير وشروط مجتمع على مجتمع آخر، وواقع تاريخي على واقع تاريخي آخر، وعصر على عصر آخر، كما أشرت أعلاه بخصوص ماهية صورة الفلسفة الموجودة في ذهنه، وهنا يحدث نفس الشيء بخصوص نقل فلاسفة اليونان أفكار أساسية من الفلسفة الكيميتية دون أن يشيروا إلى مصادرهم، فعدم الإشارة إلى المصادر لا تعني فقط تعمد السرقة، وإنما هناك احتمال آخر وهو تقاليد الكتابة في اليونان القديمة والعالم القديم، التي ربما لا تشترط وضع المصادر، وهذا مجرد احتمال، فنجد مثلاً كثير الأفكار المتشابهة والمتطابقة بين فلاسفة اليونان أنفسهم، دون أن يشيروا إلى بعضهم البعض.
يصل السيد سناري في الختام إلى محطة هيجل، وهيجل لا يقع ضمن مخطط النموذج الآري، وإن كان يقع في قلب المركزية الأوروبية بكل عنصريتها وتحيزاتها العرقية، وسبب ذلك أن " النموذج الآري " هو نتاج الاستعمار الحديث الذي انطلقت جيوشه منذ نهايات النصف الأول من القرن التاسع عشر، أي في نهاية حياة هيجل وبعد موته، حيث وصل إلى قمته مع مؤتمر برلين 1884، وبوصول الجيوش إلى المستعمرات وفي ذيلها البعثات الآثارية وعلماء التاريخ، بدأت المواجهة، وحدثت الصدمة الحضارية الكبرى في ( مصر )، حين اكتشف هؤلاء العلماء معالم أقدم وأعظم حضارة على الأرض، وكانت سمعة هذه الحضارة وأصداءها العظيمة قد وصلتهم منذ أن فك شامبليون شفرة اللغة الهيروغليفية، حيث تمت المقارنة بين واقع كيميت وحضارات الشرق الأدنى وواقع أوروبا في نفس تلك العصور، ومن ثم بدأ التبخيس والتحيز والإقصاء والعنصرية تظهر في كتابات هؤلاء الذين أُطلق عليهم اسم علماء المصريات، في ردة شاملة عن كتابات قدماء مؤرخي ومفكري وفلاسفة اليونان والرومان، والتي كانت في مجملها كتابات منصفة، وأقل عنصرية بكثير وبما لا يقارن، بل وباعترافات واضحة بوجود فلسفة في كيميت كما أشرت إليهم بالاسم في مداخلة سابقة، وبعراقة وتقدم الدولة الكيميتية بشكل عام في مختلف المجالات، بل وحتى في نظرة مؤرخ مثل ديودور الصقلي إلى ( الأعراق ) الأخرى، حيث يقول عن الرجال الكوشيين أنهم أكثر الرجال " وسامة " في العالم، وهذا " النموذج الآري " بالتحديد هو المقصود بهذا النقد.
وأول ما وجدت على باب هيجل المُختطف من قبل سناري الفصيح، هو لافتة كبيرة مكتوب عليها لا تقترب، هنا الفلسفة الصعبة، هنا هيجل الصعب " مرفوعاً للأس 10 "، ويذكرني ذلك بما قاله ماركس عن تقسيم العمل والإنتاج المادي والذهني في المجتمع الرأسمالي والمجتمع الشيوعي، حيث يقول: " في المجتمع الشيوعي حيث لا يملك كل واحد مجالاً واحداً للنشاط مقصوراً عليه وحده، بل يستطيع أن يصبح عليماً في أي فرع يحلو له، لأن المجتمع ينظم الإنتاج العام، أي يتيح لي أن أفعل هذا الشيء اليوم، وذلك الشيء الآخر غداً، أن أقنص صباحاً، وأصيد بعد الظهر، وأربي الماشية مساء، وأمارس النقد مساء، حسب رغبتي الخالصة، دون أن أصبح قط قناصاً أو راعياً أو ناقداً "، وقول ماركس هذا، عكس ما يحاول صاحب العقل المثالي الفصيح سناري أن يروّج له من أوهام البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، مثل أن الفلسفة صعبة، أبعد منها، أعمل حسابك لن تفهمها، لا تقترب منها، أنها معضلة بالنسبة لعقلك، هذه لن تتأتى إلا لأصحاب العقول الكبيرة، لا تحاول، لن تستطيع، فإنها أصعب من أن يفهمها عقلك، لن يفهمها إلا من حُظي بعقل خارق، إنها غامضة، لن أفهما إلا أنا سناري الفصيح، خليك بعيد يا عضو سودانيز أون لاين ويا قارئ عابر ساذج، مالك ومال المشاكل، ....، بينما ماركس يطرح العكس تماماً، أن بوسع الكل أن ينتجوا إنتاج مادي وذهني في نفس الوقت، وما حدث في واقع الأمر في كيميت، أن الكهنة أي الفلاسفة والمفكرين والعلماء، قد وجدوا وقتاً كافياً للتأمل ولإنتاج المعرفة الذهنية الفلسفية والفكرية والعلمية، بسبب فائض الإنتاج الذي هو نتاج قوة العمل المادي، أي إنتاج العمال والمزارعين والحرفيين في المجتمع الكيميتي، وبعد تسميع طويل معروف لمفهوم الروح الهيجلية وحريتها، لا نصل إلى أي شيء، فهو تاريخ أرواح يلتهم بعضها بعضاً بتعبير ماركس، وهذا ليس موضوعنا بالضبط على أي حال، أي الروح في فسلفة هيجل، وإن كان جزء منه يتعلق بجزء من موضوعنا وهو شرط الحرية لنشوء الفلسفة، فحرية أرواح هيجل بقت فكرة مثالية مجردة من أي واقع تاريخي، ولم تتحقق في أي وقت سوى قبل زمن هيجل أو في زمنه وحتى بعد زمن طويل من موته، فالدولة البروسية نفسها التي عاش في ظلها هيجل هي دولة قمعية وضد الحرية، فقد قمعت ثورة 1814، ومنعت صحيفة ماركس الرينانية من الصدور، واضطر إلى الهرب إلى باريس، ونُزعت منه جنسيته البروسية، وهذه الدولة نفسها حظرت وصادرت المجلة الرينانية والحوليات الألمانية، وأدت هذه السياسات القمعية الاستبدادية إلى اندلاع ثورة 1848 ضدها، وبالتالي تبقى حرية أرواح جورج هيجل التي تلتهم بعضها بعضاً حبيسة فلسفته المثالية، وهذا مفهوم، ولكن المضحك أن الفصيح قد التقط ذلك وأسرع إلى تطبيقه على الدولة الكيميتية، عائداً آلاف السنوات إلى الوراء، بدلاً من تطبيقها على واقع هيجل نفسه في بروسيا، وله العذر بسبب قراءاته التسميعية، بينما أنا في المقابل أقدم قراءة نقدية، ورغم أجواء القمع هذه، فقد ظهر فلاسفة عظام في ألمانيا، ومنهم هيجل وماركس أنفسهم، وبالتالي يسقط شرط الحرية المزعوم الذي لا يوجد إلا في ذهن السيد سناري.
وأخيراً وكخلاصة للموضوع، فإن قضية وجود فلسفة كيميتية، تأخذ شرعية وجودها من أصالتها، ومن سبقها في التاريخ، ومن واقع الداخل الكيميتي، وشروطه وظروفه المحلية، وليس من خارجه، ولا تنتظر اعتراف من أحد من خارجها، وخاصة من قبل النموذج الآري والفصيح سناري كجندي نفر في كتيبته على الجبهة الثقافية، وذلك بوضعهم شروط ومعايير من لا يملك، لاستبعاد كل ما هو غير يوناني وأوروبي في العالم القديم.

Post: #53
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Sinnary
Date: 08-28-2021, 02:58 AM
Parent: #52


سلام الأخ عبدالله
لقد كتبت في مداخلتك أعلاه كلام كتيرلكنه فاضي ومجاني، فهو لا يرد على أي شيء مما طرحته لك في ردي السابق، تماماً كمن يفسر الماءَ بعد الجهد با
وعندما قرأت مداخلتك وجدت أنك كتبت كلاماً كثيراً لكنك لم تكتب شيئاً
كل ما في مداخلتك أعله
محاولة الإلتفاف حول بعض ما إدعيته سابقاً. أي محاولة التخلص من فضيحة المنطق الشكلي الذي يستخدمه من يدعي إنتسابه للماركسية
عبر تجييره بمسحة هزيلة للمنطق الديالكتيكي
كنت أتوقع منك إحترام الحوار والرد الجاد على مداخلتي لا إعادة كتابة ما كتبته وبطريقة أكثر تشوه
لابد أن أعيد طرح مداخلتي من جديد آملاً في حوار حقيقي هذه المرة
أقصد أن تأخذ فقرة فقرة وترد عليها لا توصيفي (خلاص عرفنا فصيح وكضاب ولئيم وووو)
أتمنى أن تترك مالا ينفع الناس لما ينفعهم وترد على المسائل التي أخذتها عليك في مداخلتي التي أعيدها لك مرة أخرى
حتى نغني هذه المسائل بالنقاش بدل الهروب منها
آمل هذه المرة في ردود تحترم قارئك بدلاً من الكلام المرسل والشتائم

تقول في مداخلتك قبل السابقة

Quote: كما توقعت بالضبط فقد عمد السيد سناري إلى فتح معارك جانبية، بدلاً من الرد المباشر على الأدلة والحجج القوية الموثقة في أقدم المصادر التاريخية، التي تثبت وتؤكد نشوء الفلسفة في كيميت، بغض النظر عن كاتبها، فهي معلومة موجودة وموثقة في مصادر تاريخية، وبالتالي حجة موضوعية على المادي والمثالي، على الماركسي وغير الماركسي، على السيد والقن، على الإقطاعي والفلاح، على الطبقة البرجوازية والبرجوازية الصغيرة والطبقة العاملة، على الأبيض والأسود، على المسلم والمسيحي واليهودي واللاديني، على الأفريقي والأوروبي والأمريكي والآسيوي واللاتين أمريكي والأسترالي، وموقف أي من المذكورين أعلاه موضوعياً وعملياً لن يخرج من موقفين إما قبول هذه المعلومة أو رفضها، أما الهروب وعدم الموضوعية فهو اللجوء إلى فتح معارك جانبية مثل محاولة نزع الانتماء الفكري عن الشخص الذي طرح المعلومة، باعتبارها حقيقة تاريخية مؤكدة موثقة، لأنه من الناحية الموضوعية والفعلية والواقعية ستظل هذه الحقيقة التاريخية موجودة كحقيقة موضوعية في المصادر التاريخية، حتى إن تغير رأي من يقول بها الآن، وبالتالي فإن ما تقوم به أيها الفصيح هو مجرد مماحكة، والمثير للسخرية أن يقول السيد الفصيح سناري " أنا مثلا لا زالت تأخذني مسألة طرحك لنفسك كماركسي "، فما شأني أنا بما يأخذك ولا يأخذك وبتعجبك، وبمشاعرك وانطباعاتك الشخصية، فأمامك حقيقة موضوعية في وثائق تاريخية، خارج الذوات والأشخاص، فلتمضي مباشرة لدحضها بدل تضييع الوقت في معارك جانبية،


في مبدأ التناقض الهيجلي والذي سأتعرض له في هذه المداخلة لاحقاً، يخلص هيجل إلى أن أي فعل يُولِّد نقيضه ويتضمنه، والنقيض يتحد بدوره مع الفعل ليولد توليفة مركبة من أحسن مما في الفعل ونقيضه، في حالة جديدة تصبح مشروعاً لتناقض جديد هذا فيما ينتظرها من تطور في الزمن. وهذا ينطبق تماماً على حالة نلحظها مع تطور هذا البوست (وغيره من البوستات التي شاركت فيه الأخ عبدالله) فعندما تمارس معه النقد المنطقي شديد الباس والوقع، لكن بلغة مهذبة ليّنة، تُولّد تلك الحالة نقيضها عند عبدالله، لغة خشنة عنيفة، فيها تحول من الموضوعي للذاتي، ويصبح من تخاطبه بأخي و بسبب من وقع النقد عليه ويأسه من الرد بحجج مقابلة موضوعية، يلجأ للحل في الشكل إذ لم يجد سبيلاً للرد على المحتوى، فيسعى للعب على الشكل ليخترع ضعفاً شكلياً، بمنطقٍ شكليٍّ، يصيغ على أطره ردّه حتى يغطي على ضعف المحتوى بقوة الشكل، وهذا الرد يستولد توليفة بين الحالتين (حالة اللغة الأولى – أخي- واللغة الثانية – الفصيح-) والتوليفة تعتمد ممارسة تحمل أفضل ما في الحالتين السابقتين أي ضغط بالمحتوى والشكل معاً.
يقول الأخ عبدالله أنني بدلاً من الرد المباشر على الحجة الموضوعية والمعلومة الموثقة التي طرحها ومن المفترض أن تتفق عليها كل المذاهب، لجأت لفتح معارك جانبية بمحاولتي نزع إنتمائه الفكري. يحاول الأخ عبدالله هنا الإفلات من مأزقه الأيدلوجي، بالإيهام أن المأزق مأزق السيد سناري وليس مأزقه هو عبر ألاعيب المنطق الشكلي، وولله لو كان المأزق مجرد ورطة عابرة أو عُسرة/عثرة تعبيرية لتجاوزتها له، ما دام يصر على تكرار ما يكتب دون أن يحترم ما لفتنا نظره إليه من إستدراكات موضوعية وحجج واضحة جداً، لكنه بعناد غريب رفض مبدأ المراجعة لموقفه الذي لا يحسد عليه ويصر على إعادة كتابة نفس ما يكتب مع تغييرات طفيفة كل مرة لدرجة تُعيِ من يحاوره على أمل أن يحترم ما يكتب له ويحاول فهمه ولو بمحاولة الإستعانة برفيق. المأزق الذي أقصده هنا هو أن الأخ عبدالله ماركسي كما يطرح نفسه في المنبر، ويقول متباهياً أنه قرأ المراجع الماركسية الأساسية في لغتها الألمانية الأصلية وراجعها مع ترجماتها في اللغتين الإنجليزية والعربية يعني فاهمها قلباً وقالباً كما كتب بالنص(أني قرأت نصوصها الأساسية في لغتها الألمانية الأم " لسان ماركس " بمضاهاتها ومقارنتها بترجماتها العربية والإنجليزية) وبعد هذا يستبدل المنطق المادي الماركسي بالمنطق الشكلي، والمنطق الشكلي منطق مثالي تجريدي، لكنه في مفارقة هزلية يصر عليه مع قوله أنا ماركسي أفهم الماركسية تماماً. لا أدري عندما يقرأ الزملاء من الماركسيين وغيرهم ممن يفهمون قواعد المنطق المادي ومنهجه كيف يحتملون هذا. إن تبني الأخ عبدالله بدراية أو بدونها للمنطق الشكلي يأتي متناسباً تماماً مع النتائج الموضوعة مسبقاً والتي يريد أن يبلغها وبالتالي يبقى تبني المنطق الشكلي تحصيل حاصل لأن لا سبيل بدونه لبلوغ هذه النهايات الحزينة. فالمنطق الشكلي هو المنطق التجريدي الملائم لهذا الغرض كونه يجرد الوقائع والإفادات من أرضيتها المادية الإجتماعية التي تقوم عليها وتبقى الحقائق حاقائق لأن هيردوت قال كدا. قل لي بالله كيف يمكن أن يكون الشخص ماركسياً ويجادل متسلحاً بمقولات مثالية تناقض المنطق المادي، بل يمعن في الجدال بأن قوله لا يخضع للقياس المنطقي لأنه القول الحقيقة المطلقة، المجردة التي يؤمن بها المادي والمثالي، الماركسي وغير الماركسي. ما هذا الإمعان في حقيقته إلا حالة تماثل مع المنطق الذي يستخدمه، ولكنه في نفس الوقت حالة من حالات التعارض الفاضح مع منطق الفكر المادي. المنهج المادي يهمه الموقع قبل المحتوى في أي طرح، وبالتالي فمشكلة المنهج المادي هي مع المنطق المستخدم قبل أن تكون مع ما يحمل في جُعبته، وذلك على عكس المنطق الذي يحاول تعميم مخرجاته على أنها الحقيقة المطلقة مع أنه لا شيء في الكون يمتلك تلك الفضيلة. فالقول بأن الحقيقة واحدة ولا يغرنك من أين خرجت، وأن المنطق هو المنطق مهما تمايزت مواقعه ما هو إلا قولٌ مراوغ وتبسيطي، وهو بالضبط منطق نظرية المعرفة الكمتية المفلس، مهما إدعى قائله بإنتسابه لمناهج التحليل المادي. أمّا محتوى القول (أن أصل الفلسفة الإغريقية مصر الفرعونية) فقد نقدناه بما فيه الكفاية وفضحنا ضعفه ويستطيع كل من يريد الإضطلاع على ذلك النقد مراجعة مداخلاتي ومداخلات الأخ عبداللطيف في هذا البوست والتي تؤكد أنه كان سيشرفنا ويسرنا لو أن أصل الفلسفة الإغريقية السودان أو كوش ولكن للأمانة التاريخية ذلك قول ضعيف يحتاج جهد حقيقي حتى يقنعنا نحن أحفاد الكوشيين دعك من بقية شعوب الدنيا. أكرر أن ما إستفزاني هو تأتي مثل هذه الإفادات الضعيفة من ماركسي إختار أن يعتمد بوعي منه أو لا وعي المنهج الشكلي حتى يتسنى له تسويق هذه المقولات النظرية الغيبية الإسطورية مستنداً على مظلة ما يعرف بنظرية المعرفة الكمتية، تلكم التي تعتزل الفكر فيما تصدره من إفادات بإعتزالها سياقات وقوعه، وما أقسى أن يخلو الفكر من الفكر. أقول تعتزل نظرية المعرفة الكمتية الفكر وتسخر منه لأنها تعتزل أدوات تحليل الحياة الإجتماعية التي أنتجت ذلك الفكر، وتكتفي بأن ذلك ما قاله هيرودوت وبالتالي ما على الجميع إلا تصديقه، هذا مع العلم إنه حتى النبي محمد عليه السلام لم يصدقه كل الناس وذهبوا إلى تحليل التشكيلات الإجتماعية والظروف المادية التي عاش ضمنها الرسول، لكن المنطق الشكلي ينفر من التحليلات المادية مفضلاً عليها ألعاب الإنشاء وتمارين الأسطرة المتخمة بالضجيج. هذه هي قضيتي الأساسية مع مداخلات الأخ عبدالله والتي يسميها معارك جانبية كأنه لا يدري لأي مدى ينزعج الماركسيون من الكتابات المثالية دعك لو أنها حاولت التلبس بلوس مادي، وهذا ما درجت على التنبيه له منذ أول مداخلة لي في الموضوع قبل أشهر عديدة عبرت فيها عن عجبي من تبني الأخ عبدالله المنهج الشكلي في الوقت الذي يعلن فيه إنتسابه لمنهج التحليل المادي، فقد هالتني إستجابته حينها إذ كيف لماركسي أن يتسامح مع مثل هذه الدعوى، أي دعوى تنبيهه لتعارض ما يكتب مع الموقع الآيدلوجي الذي ينسب نفسه له، و يتجاهل ذلك المرة بعد الأخرى، حتى أنني إضطررت لإيراد أمثلة تؤكد له حقيقة دعواي، فضمنت المداخلة السابقة تنبيه لبوست سابق هو بوست فيه حوار لأحمد طراوة مع بشاشا عساه يفعل ما عجزت عنه التنبيهات السابقة وتوضيح كيف تكون الكتابة من موقع مادي ومنهج مادي، ولكن كأن شيئاً لم يكن، فعدت يا أخ عبدالله متمسكاً بنفس المنطق مدّعياً تماثل الممارسة الفكرية في نظرية المعرفة الكمتية والنظرية المادية التاريخية بدلاً عن تمايزها، بينما في الأولى يتخيل الفكر واقعه في محاولة إنتاجه وفي الثانية يحدث العكس، بينما عند كل ماركسي إنه من البديهيات أن المعرفة ليست واحدة، ومنطقها ليس واحداً، والمناهج الموصلة إليها ليست واحدة، أي لا تتفق هذي النظرية مع مقولة أن كل الطرق تؤدي إلى روما، إذ أن هنالك ممارسة فكرية متخلفة، وهنالك ممارسة نقيضة لها فكرية علمية وتاريخية، لذلك لا تتحول المعرفة لحالة التماثل إلا في النظريات الطوباوية مثل نظرية المعرفة الكمتية تلك التي تجوهر روحها أكان كمتياً أو كوشياً أو مركزوإفريقياً، ببذر الروح في تربة العرق والبيولوجيا حتّى يصبح بالإمكان التجريد والإطلاق في مخرجاتها المسماة معرفة. إن ما تسميه بالمعركة الجانبية يا أخ عبدالله لا هو عندي بالمعركة ولا الجانبية بل لب المسألة التي أحاورك فيها محاولاً إضاءة تناقضك الفكري الآيدلوجي، فما دمت ماركسيّاً لماذا تتنسب لنظرية المعرفة الكمتية؟ الشيء الطبيعي أن تستخدم أدوات المنهج العلمي التاريخي في التحقيق عن التاريخ المصري القديم بالتركيز على قاعدته المادية (بنية علاقات الإنتاج التي شهدها) أم أصبحت تتفق مع بشاشا أن مصر القديمة كانت مجتمع غير طبقي؟ كتاباتك محيّرة حقّاً ولا أدري لو كنت تعلم أن نظرية المعرفة الكمتية التي تحكم ما تكتبه هنا على خصام مع مبدأ تحليل الواقع التاريخي الملموس ولسبب أساسي هو أن ما تدعيه من حقائق تعتبرها حقائق قبلية ومتجاوزة، لكنها قطعاً تلبّي حاجة لك لا أدري عنها شيئاً.
ثم يضيف الأخ عبدالله في الكوت أدناه
Quote: وحتى في هذه المعارك الجانبية فقد فشل فشلاً ذريعاً كما سأبيّن في متن هذه المداخلة، فقد عمد الفصيح سناري أولاً إلى اقتباس فقرة من إحدى مداخلاتي أعلاه، وتحديداً " نظرية المعرفة الكمتية " حسب نص كتابته، ليستنتج منها بأني أتخذ ما أسماه بـ " مواقف مثالية لا تاريخية "، وهذا طبعاً سيُضحك العالم من أقصاه إلى أقصاه، حتى يتشقلب على قفاه، ضارباً كفاً بكف عجباً وحيرة، فأولاً أنا مسؤول فقط عن ما أطرح، وليس مسؤول عن ما يطرحه الآخرون، إذا كانت المركزية الأفريقية أو غيرها، وليس مسؤول عن فهمك وتفسيرك أنت لما يقوله هؤلاء " الآخرون "، فأنا قلت بالتحديد " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وهي نتاج " الحضارة الكوشية الكيميتية "، ولم أقل بأن هناك " طريقة أفريقية في المعرفة والشعور بالعالم " ناهيك عن أن تكون هذه الطريقة " طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود "، فهذا كذب وتدليس ودس رخيص منك، ولكن الأهم أن الفصيح يتعمد خلط الأوراق، بحيث يوحي أن ما أسماه بـ " نظرية المعرفة الكمتية " المتمثلة في " مجموعة كتب وكتابات " هي نفس ما أسميه أنا بـ " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، وتضم مجموعة من العلوم مثل اللاهوت والفلسفة والفلك والرياضيات والهندسة والعلوم والقانون الفن وغيرها من المعارف والعلوم، وهي نتاج الحضارة الكوشية الكيميتية القديمة، أما " مجموعة الكتب والكتابات " فهي كتابات " المركزية الأفريقية " في عصرنا هذا، وبالتالي يسقط تحليله القائم على الدس والتلفيق.


انت يا أخي تتحدث هنا عن نظرية معرفة محددة ومعين تتعين بالإضافة (نظرية المعرفة الكيميتية) ولم تقل نظرية في المعرفة الكمتية مثلاً، فنعذرك ونفهم أنك لا تتحدث عن شيء محدد ومُعرّف لأنه بالفعل هنالك نظرية واحدة معروفة تحمل هذا الإسم ولا تشاركها في الإسم أي نظرية أخرة، إذن من الطبيعي عندما تكتب نظرة المعرفة الكمتية أن نفهم أنك تقصد تلك النظرية، مثلما أن يتحدث أحدهم عن أداء فريق الهلال العاصمي، وعندما نتكلم عن الهلال العاصمي يقول لا أنا أقصد فريق آخر في روابط الناشئين اسمه الهلال العاصمي. إن نطرية المعرفة الكمتية هي نظرية يعرفها كل من إطلع على أدبيات الآيدلوجيا المركزوإفريقية وأنتج هذه النظرية أحد أهم رموز هذه الآيدلوجية المعاصرين وهو دكتور ملفِّي كيتي أسانتي، وتعريفها هو التعريف الذي سودته لك من قبل وتعترض عليه انت في الكوت أعلاه، وبالتالي عندما يتحدث أحد عن (نظرية المعرفة الكيميتية) أفهم أنا وكل قارئ تلقائياً ما هو المقصود، لأنه معلوم ولا أعرف نظرية توأم ومعرّفة أي تحمل نفس الإسم غيرها، فلماذا تلومني أن شرحت ما تبشِّر به هذه النظرية المثالية من موجهات أساسية تتلخص في أن الطريقة الإفريقية في المعرفة والشعور بالعالم هي طريقة متميزة بالكامل عن طرق تفكير غير السود، وأن هذه الطريقة هي موحدة ومنسجمة وسط كل السود في العالم، وهي طريقة لا يستوعبها إلا السود، وبالتالي يجب على السود ممارسة المعرفة وفقاً لهذه النظرية، وللتأكيد بينت لك أنّه عمليّاً بدأت تلك الممارسة في عشرات لو لم تكن مئات المدارس التابعة للمجموعة المركزوالإفريقية في إمريكا، تدرِّس مناهجها. ولا يمكن أن تلوم الناس عندما تتحدث عن شيء معرّف ومعروف ثم ترجع لتقول إنك لم تقصد ذلك الشيء، لا يجب أن تلوم إلا نفسك فالخطأ يرجع إليك أكان لغوياً أو مفهومياً، ويجب عليك بالتالي أن تحدثنا عما تتحدث عنه تحت اسم (نظرية المعرفة الكميتية) مثلاً: من أنتجها؟ وأين وما هي إفتراضاتها الأساسية؟ هذا إذا ما كانت هنالك فعلاً نظرية أخرى تحمل هذا الاسم حتى يمكننا التفريق بينها وبين نظرية دكتور أسانتي مستقبلاً.

أيضاً يقول الأخ عبدالله في الكوت أدناه؛

Quote: ويطرح سناري الفصيح بكل استهبال سؤال ساذج ظنه سيُعجز الخصوم، وهو كيف اختفت الثقافة من العقول المصرية لو أن العقول الإغريقية سرقتها من مصر ؟، وأقول اختفت مثلما اختفت من اليونان بعد أفلوطين، بل وفي الحقيقة منذ ما بعد أرسطو، حيث بدأ نجمها في الأفول، ولم يظهر منذ ذلك الحين فيلسوف ذو شأن في بلاد اليونان حتى الآن


ومرة أخرى يختلط الفهم على أخونا عبدالله، وبالفعل جاء في ردي له أن الثقافة لا تسرق، لأن خزائنها في العقول، وكيف إذن تختفي أثارها من العقول المصرية لو أنّ العقول الإغريقية سرقتها من مصر؟ لم أعني من قولي هذا أن الدليل على عدم وجود أصل مصري للفلسفة الإغريقية هو عدم تواصل الفلاسفة المصريين بعد الحقيبة الفرعونية في إنتاج معارف فلسفية، لكن عنيت أنه لو كانت الحقبة الفرعونية تحوي فلاسفة فإن النصوص التي أنتجوها ستبقى محفوظة كما حفظت غيرها من المعارف التي أنتجت في تلك الفترة ضمن التراث الفرعوني الذي وردنا بعد أن تمت ترجمته من الكتابة الهيروغليفية، لا سيما تلك التي حل معضلاتها شامبليون في مسلة رشيد. بيدنا النصوص المصرية التي انتجت في الفترة الفرعونية وانت نفسك جلبت بعضها للبوست والبوستات السابقة، وأنا كذلك كتبت من قبل عن كتاب الموتى الذي تمت ترجمته عن نصوصه الهيروغليفية بالكامل، فأين هي الفلسفة الفرعونية التي وضع عليها الفلاسفة الأغاريق أسمائهم بعد أن زاروا مصروا وأخذوها ثم رجعوا بها بلادهم؟ لم ترد أي نصوص فلسفية ضمن الآثار الفرعونية المترجمة تنسب لأي فيلسوف فرعوني قديم متطابقة أو حتى شبيهة بالنصوص الفلسفية التي أنتجها الفلاسفة الأغاريق القدماء وحفظت بأسمائهم، وما أوردته هنا لا يزيد عن المعرفة والحكمة التي لا يمكن أن ينطبق عليها تعريف المشروع الفلسفي، وكما يورد الأخ عبداللطيف بإختصار في مداخلاته ملامح المسارات الفلسفية السابقة للثلاثة الكبار تجد عند كلاً من هؤلاء ما يمكن أن نسميه مشروع فلسفي، ونعم قد لا يوجد فلاسفة أغاريق معروفين من بعد إنهيار الإمبراطورية الإغريقية على يد الرومان، ولكن التراث الفلسفي الإغريقي لا زال محفوظاً إن لم يكن كله فبعضه وبأسماء منتجيه، وسيستمر يحمل أسماءهم مهما طافت به الطوائف مختلف أصقاع الدنيا والدليل أنك لو ذهبت الهند والسند والصين والفلبين ورومانيا أو اسبانيا ستجد أن فيلسوف المُثُل هو إفلاطون وصاحب المنطق الكلاسيكي أرسطو وفيلسوف التغير والصيرورة هيراقليتس وغريمه أول فلاسفة المثالية والعقل بارمينيدس. نعم تدرس كل الدنيا الآن سقراط وإفلاطون وأرسطو وتحفظ لهم الحق الأدبي فيما أنتجوا، ولكن للأسف لا توجد لدينا أي آثار فلسفية فرعونية أو شيء ذي شأن فلسفي معتبر تحت اسم الفيلسوف أمنحتب أو غيره حتى لو كان غير مرتبطٍ بذلك التراث الفلسفي الإغريقي.

يواصل الأخ عبدالله

Quote: ثم يستدعي السيد سناري للمرة الثانية ما سماه بـ " ماركسي سوداني من موقع ماركسي غير مشوه "، ليكون حُجة عليّ في هذا النقاش، وكان هذه المرة هو الزميل أحمد طراوة، وقبله الراحل الدكتور عبد الله بولا، فالذي يجب أن تفهمه أيها السيد الفصيح ، هو أن تكف عن محاولة استدعاء هؤلاء، فأنا أكن لهم فائق الاحترام،


وأنا كذلك أكن لهما فائق الإحترام، ولكن ما لهذا إستدعيتما، وفي الحقيقة لقد كنت جدّ واضحاً في مقصدي، فبعد الطرق المتكرر على سديم وعيك الماركسي عساك تصحو لما غفوت عنه، يئست من أملٍ في أن تنفعك تنبيهاتي العديدة عن أن ما تجترفه من إفادات مثالية إسطورية هنا يتناقض مع المرجعية الماركسية التي تنتسب لها، فقلت لنفسي دعني آتيه بأمثلة لمحاورات سابقة لشيوعيين مع كمال بشاشا ممثل آيدلوجية المركزية الكميتية في التاريخ يتضح فيها جليّاً موقف رموز الفكر الماركسي من نظرية المعرفة الكمتية فأتيت لك بإسميهما وللأسف لم يجدي ذلك إذ لم يزدك إلاّ إصراراً على الموقف الذي انت فيه. وهأنا أقدِّم مرة أخرى لك وللمتابعين نماذج من تلك المداخلات عساها تفيد هذه المرة.

أدناه بعض ردود بولا على بشاشا ونظرية المعرفة الكميتية. وأبدأ برود المرحوم عبدالله بولا
( وأعتقد أن في منهجك المتصل بالشقين، وبالثاني منهما على وجه الخصوص، مشكلةٌ أساسيةٌ تجعل النقاش معك في غاية الصعوبة: هي اعتقادك الجازم بملكية الحقيقة النهائية في خصوص قارتنا وثقافاتها وعلاقاتها المعقدة بالتاريخ وببقية العالمين. وبمنهجك في قراءة تاريخ قارتنا الثقافي، الذي لا يقيم وزناً لأية مشاركةٍ معرفيةٍ إنسانية خارج "مصادر المركزية الإفريقية"، والذي يختزل كل قضايا خلافات محاوريك معك، حتى المنطلقين من نفس الموقع، القائلين بغير ما تقول في خصوص قضايا التحرر والثقافي والاجتماعي والحقوقي، الهادفة إلى تأسيس فضاء المواطنة (دولة المواطنة) في قارتنا، وعالم المواطنة والإخاء وحقوق الإنسان في بلدانها، وعلاقتها بمفاهيم ومشاريع الإخاء الإنساني الشامل في مجمل المجتمع الإنساني، بإرجاعها إلى جذرٍ بسيط ومبسطٍ جداً، هو الصدور عن حالة اغترابٍ فكريٍّ مرضية، مقسمة إلى خاناتٍ جاهزة، منفصل كل منها عن الآخر، ولكلٍ منها لافتة تعريفٍ صمدٍ معممٍ دون أدنى جهدٍ من التمييز، معدةٍ سلفاً: "نقرو فوبك" "ذهنية السودان القديم"، "استلاب العصاب النفسي" الناتج عن "تقمص [المخالف] لشخصية العربي الوهمية"؛ "ذهنية السودان المصري"، "وغربة المرجعية" و"الإنطلاق من المركزية الأوروبية" إلخ.
وهذا عين ما تقوله يا عزيزي بشاشا في هذه الفقرة من مداخلتك المذكورة آنفاً "انا افهم ان لا وجود لي مفاهيم فقه وتفاسير الخ المفاهيم النصوصية التقريرية للدين في الثقافة الافريقية، حيث مجرد التوثيق ممنوع بل محرم في الطرح الافريقي الصوفي للدين!"
يا بشاشة خاف الله في الثقافة الإفريقية يا خي. فعن أي ثقافةٍ إفريقيةٍ تتحدث يا صديقي؟ ففضلاً عن أن إفريقيا قارةٌ تتمتع بتعددٍ ثقافيٍّ هائل، مما لا يجوز معه الحديث عن "ثقافةٍ إفريقيةٍ" بصيغة المفرد أصلاً، فلكل الثقافات الإفريقية "غير الكاتبة" أيضاً مناهج في التوثيق هي غايةٌ في الدقة. كما أن "غياب" الكتابة ليس صفةً بنيويةً للثقافات الإفريقية كما توحي عبارتك. وبما أنك تعتبر الحضارات النوبية والفرعونية حضارات إفريقيةٍ صميمة، وأنا أشاركك هذا الاعتقاد، وإنها أصل جميع الأديان (وأنا لا أشاركك هذا الاعتقاد)، فسيترتب على ذلك بالضرورة أن أصول ما تسميه ب "الفكر الصوفي الإفريقي" المؤسِّسَة، إنما هي موثقةٌ أحكم توثيق: توثيقٌ استمر لآلاف السنين وما زال يحارب البلى بصمودٍ معجزٍ. أما مصادر الفكر الإسلامي "الصوفي"، وخلافه الإفريقية فقد كان لها في كثيرٍ من المراكز الحضارية في الممالك الإسلامية الإفريقية، صيتٌ و"دولة".
وقد كانت مكتبات جيني وتمبكتو، على سبيل المثال، نماذج عاليةً تحتذى في التأليف والتصنيف والترتيب، يقصر هذا الحيز عن التوسع فيه. يا بشاشة يا خي لما تقرر مقولات قطعية مثل هذه، فمن الأجدر بك أن تنظر خلفك، حتى لا تتورط في مثل هذا التبسيط والتناقض و"السهو"، والفط.
ثم إن عقائد إفريقيا العديدة المهولة خصبة الخيال والتصور والبنيات، ليس من الجائز تصنيفها ووضعها كلها في خانة "الدين"، و"التصوف" كمان. وعدم الانتباه لهذه المعطيات الأولية في خصوص عقائد الزنوج الأفارقة، وغيرهم من بني الإنسان، يمكن أن يركبك في سرجاً واحد مع الإسلاميين، والإسلامويين، الذين يختزلون العقائد "الماورائية" في الدين، ويختزلون الدين في الرسائل السماوية الثلاث المعتمدة، إذا لم تنتبه وتتحرى دقائق المعاني. أما قولك: "لكن لا افهم محاكمة الثقافة الإفريقية بمعطيات ومفاهيم الثقافة العربية!
ليس من العلم في شئ، الحكم علي ثقافة بمعايير اخري!" فهذه شوف ليك معاها مخارجة من الأفارقة المسلمين الذين "تبنُّوا"، واستضافوا وحَموا ديناً نصه المركزي، وبالتالي أداة البحث الأولى في تشريعاته وأحكامه وموجبات الإلتزام بنصوصه القطعية، والمدخل إلى معانية الدقيقة، يستند إلى أساسٍ من "لسانٍ عربيٍّ مبين"!!!
فالذي يوثق ويتحرىَّ ويلتفت وراءه، وينظر من حوله، لا يَعْتَر مثل هذه العترات يا عزيزي بشاشة.
ويؤسفني أن أضطر إلى تذكير القراء هنا بقولي بأن "منهج الشجرة التي تحجب الغابة يعميك، ويعمي مناصريك، عن رؤيةٍ قد تكون أكثر سداداً لغابة مشكلات الهوية وغبائن "الهوامش" العديدة المعقدة في بلادنا. مثل تلك الرؤية السامقة التي وُفق إليها نفرٌ مبصرٌ من أعضاء الحركة الشعبية ومقاتليها، حين شاهدوا قرى شرق السودان، وشماله، ووسطه نفسه، لأول مرة، فهالهم أن رأوا أن كثيراً منها أكثر بؤساً وفقراً من الجنوب. هذا الوسط الذي تعتبره أنتَ ومناصروك، بتعميمٍ مخلٍ مفارقٍ لحقائق الواقع والتاريخ المشهودة (واقعة عنبر جودة على سبيل المثال فقط يا بشاشا) مسئولاً عن كل الجرائم التي ارتكبتها أنظمة حلف بنية التبعية الكولونيالية في تاريخ بلادنا. وقد أكد لي نفرٌ من أعضاء الحركة الذين التقيتُ بهم قبل يومين في مؤتمرٍ عن مأساة دارفور، وبعبارةٍ أدق جريمة التي يرتكبها نظام "الإنقاذ"، وحلفائه في دارفور، خُصص منه لمناقشة موضوع الهوية السودانية" أكثر من نصف يوم، نفس هذه الملاحظة النبيلة العالية الصادقة. وجعلوا من هذه الحقيقة بعض أجندتهم للسودان الجديد. و"حركة قرنق" يا سيدي أسمها الأصلي "حركة تحرير شعوب السودان"، زنوجاً، وعرباً، وهجيناً، وخلافهم، وإن لم توفق دائماً لوقفةٍ سديدةٍ في حضرة هذا الجلال. وهو المقام الذي قال فيه صديقي المفكر البنيني الشامخ العتيد، استانسلاس أدوتفي، في نقد رؤية مدرسة سنغور وأتباعه الزنوجيين للهوية، ولقضايا التحرر الوطني والإنساني، إن خطأهم الاستراتيجي الأساسي يكمن في أنهم: "كانوا يفكرون كزنوج حينما كان ينبغي أن يفكروا كبشر". أي كمناضلين شركاء في كفاحٍ شاملٍ، ينتظم قطاعاتٍ واسعة من العالم بأسره، وعالم "هوامش" الإزراء والإذلال والمسغبة على وجه الخصوص، ضد الظلم وضد انتهاك كرامة الإنسان حيثما وجد وأياً كان انتماؤه العرقي، أو الثقافي، أو الديني. فلم يروا من غابة المظالم الكثيفة إلا "الشجرة الزنجية" (باستثناء سيزير إلى حدٍ كبيرٍ بالطبع). وهذا فيما يبدو لي، ينطبق على رؤيتك و"منهجيتك" الحالية، انطباق الشَّنِ على الشَّن. والمنهجية ، بالطبع، ليست صفةً لاصقة، وبإمكان المرء تجاوزها في أي لحظةٍ أبصر فيها اعوجاجاً بها، أو نقصاً فيها.فقد وضعتَ بفعل رؤية الشجرة التي تحجب الغابة، (والتي ما تزال تصر عليها)، إفريقيا والزنوج الأفارقة دفعةً واحدةً خارج تاريخ النضال الإنساني المشترك الحي، بل وفي مواجهة مستقيمة ومتعالية، مع جهود ومبادرات ومساعي بني الإنساني المبدعين، حملة الوعي النقدي في كل أركان البسيطة، إن لم أقُلْ ضدهم. و"منعتهم"، بعد إثباتك السديد لأسلافهم فضل المساهمة الأساسية في تأسيس الحضارات الأولى، من المشاركة في تنمية ثمار مبادراتهم وإبداعاتهم التاريخية الهادفة إلى تأسيس الإخاء الإنساني، وإعادة تخصيب أشجارها الولود الباسقة. ووقفت لهم بالمرصاد تقرِّعهم و"تَقْرَعَهم" عن ورود حياض التضامن وتبادل خبرات الإبداع والنضال الإنسانية الهادفة لبناء فضاءٍ شاملٍ للأخوة والعدالة والتوقير لجميع بني الإنسان. وحولت مبادرة إفريقيا التاريخية الكريمة السخية هذه، إلى جِلدٍ لطبول، التفاخر والإمتنان على العالمين. وهذه نهايةٌ بائسة جداً لريادة إفريقيا والزنوج الأفارقة للحضارة الإنسانية، أربأُ بك، وبذكائك وصدقك، من أن تأخذك العزة بالإثم عن إعادة النظر فيها. وهذا هو الفرق الأساسي بين منهجيتك وإستراتيجيتك (المعلنة في النصوص)، وبين منهجية وإستراتيجية الأخ طناش الذي يرى في إفريقيا أماً للحضارات البشرية وللمبدعين والمبدعاتٍ من كل "بني وبنات الإنسان". أمٌ لا تفاخر أبناءها بفضل أمومتها لهم، ولا تمتَنُّ عليهم بها. بل تعتز بهم جميعاً، وتجعل من حضنها مثوىً ومقاماً رحيباً لهم جميعاً، إن صحت لها الرؤية. وتصوغ من مرارات تاريخها اللاحقة درساً وعظةً وتحصيناً لهم، من غي الاستعلاء، والاستغلال والإثرة، والتمييز، والإجحاف، والأنانية، ومن وحشيةِ وضِعةِ انتهاك كرامة الإنسان والإزراء به. وهذا ما جسده الزنجي الإفريقي العظيم مانديلا كأعلى ما يكون تجسيد الفضيلة، عندما فكَّر كإنسان، وحينما أشاح بوجهه عن رؤية الشجرة التي تحجب الغابة على وجه التحديد. وأنا أدعوك بحق إلى المزيد من تأمل هذا المثال الشاهق. الذي ما يزال بين علو رؤيته الباهرة وبين رؤى الغالبية الساحقة من أبناء قارتنا، مسيرة صعودٍ طويلة ضرِسة شائكة في مسالك الوعي النقدي، ومسالك الوعي النقدي الذاتي الوعرة على وجه الخصوص.)

وهذه بعض ردود أحمد طراوة على بشاشا ونظرية المعرفة الكميتية
( ايضا، لم اكن متصور يا بشاشا، انك غير مدرك بانو الناس القطعوا حجر هرم خوفو الكبير، و قاموا بتوضيبو، و جروهو بقوة السواعد الكادحة، من
صعيد مصر الدايناستي القديمة ، لغاية الجيزة، انو الناس ديل هم اجدادك المسترقين الكان بموتوا بالعشرات في سبيل الحجر الواحد، بمعنى
اخر ، لو ساءلت شيخك انتاديوب ذات نفسو، حيقول ليك، لو لا التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية بتاعت الرّق، و تضحيات العجل أبيس (تور الجر) لما تمكنت مصر
الفرعونية من بناء الاهرامات التي تبدت لك ك ( الألغاز ) .. و في أحسن الأحوال، بشوفك زي بتاعين علم المصريات Egyptology ،
البقولوا قوة الحضارة الفرعونية و منجزاتا هي بسبب الماءثرة الإدارية لجهاز الدولة القوي ( كانما الدولة نازلة من السماء ) ببركات آمون و رع ، و ليست
وليدة التناحرات الطبقية و نمو عايد العمل و سعة منتوج الغلال ، و صراع الاستحواذ على الفائض الاقتصادي .. سيدنا يوسف زاتو دخل سجن الدولة الطبقية، لانو مشروعو الديني كان
بهدد مصالح الدولة الكوشية ، بعد ان تحولت لدولة فرعونية طبقية صريحة ... ( تذكر : للتاريخ دائماً روايتان .. ميثولوجيا و سياسة )
... ماركس بالاساس جنا خواجات منقسم على أهلوا اجداد غردون و ماكدونالد، ماركس هو اول خروج باسل على المركزية الاروبية و نتايج ثورتا الصناعية العظيمة الظالمة
بالمناسبة : شنو اخبار القمع السياسي - الطبقي و السجون و البوليس ، في الدولة الكوشية الفرعونية بتاعتك دي .. ولا الناس كلها كانت سمن على عسل و متوحدة في عبادة
آمون و رع ، و راضية بقسمتا و نصيبا ، حسب كلام شيخنا على عثمان و الصافي جعفر و الكاروري ( لو ان اهل القرى القديمة و الجديدة ، امنو و اتقو و تَرَكُوا البشير في حالوا )
.. سعيد بطلتك أيها الامير الكوشي المتجول أبديا في دهاليز التاريخ الهيجلي ... أبقى معنا بس خفف السرعة .. فكلنا قد كبرنا
فقد كتب ( بشاشا ) الهيجلي التاريخي المتعبد في محراب الدولة الفرعونية الكوشية ( الدولة الاكسلانس الذكية دولة المساواة العادلة - اللا طبقية )
بتاعت هامان و سنفرو و منقرع و زليخة و نفرتيتي الكانو زي عمر بن الخطاب ، ماكلين و شاربين و ساكنيين زي باقي الناس ،
و برضو مستحمين في نهر النيل وسط التماسيح زي باقي خلق الله الفراعنة
كتب بشاشا : ماكان عندنا عبودية بالطريقة دي اطلاقا، والاهرامات زي كل نشاط اخر بنيت بواسطة ذات النفير المعروف
ومتداول اليوم في البركل، دنقلا، شندي، عبري وبقية السودان ( انتهى كلام بشاشا )
إذن بالنتيجة التاريخية بتاعت ناس سترابو و هيروديت و السذاجة التاريخية بتاعت بشاشا ، و باقي المؤرخين أعداء المادية التاريخية الماركسية ، فان
الاهرامات، و صناعة المراكب النيلية، و كسير حجر الجبال، و زراعة الغلال بالشادوف، و جر المحراث بواسطة البشر، و كل ذاك العمل المضني في
مصر الفرعونية : قد كان مجرد تبرع و نفير جماعي لوجه الله holy popular contribution
ياخي حتى احمد صادق سعد : أشهر من نظر ل ( نمط الانتاج الأسيوى الفرعوني ) ما قدر يطّلع من احكام ماركس
في جوهرا الطبقي حول موضوعة الاستحواذ على عايد العمل و الانتاج و الخدمة القسرية ... و ما قال انو الموضوع في
مصر الفرعونية كان نفير : نفير بيعني انو عامة الشعب بشتغلوا الليلة في مزرعة عزيز مصر، و بكرة
عزيز مصر و زوجتو زليخة بشتغلوا في مزارع عامة الشعب ( هذا لو كان لعامة الشعب مزارع من أساسو ) .. و رجاء بالله ما تقول لي
المزارع و كل الاراضي و المراكب و عجول أبيس و الجيش، كلهم كانوا بتوع الدولة المحايدة بين الشعب من جهة و فرعون و حاشيتو
و باقي كهنة المعابد المستهبلين دينيا من جهة اخرى
بشاشا : صدقني ، قليل من الماركسية بنفعك و ما بضرك في فهم التاريخ و احداث الدنيا ام قرونا بقر
لو هرم خوفو الكبير هو منتوج ثقافي حضاري ضمن مخرجات البنية الفوقية للوعي الفرعوني، و برضو هو سلعة مبذول فيها عمل ذو ضرورة اجتماعية،
عمل أداهو ال used value ، و اهو ، كمان هرم خوفو زاتو بقى الان سلعة ثقافية صريحة و بدخل قروش ل الدولة القامعة
المصرية ذات الجذور الطبقية العميقة، وذلك عبر النشاط الاقتصادي السياحي،
ف للحق بلزمنا : ان نوضح و نثبت ، بانو هرم خوفو ، هو برضو نتاج عمل ملموس بمفاهيم
الاقتصاد السياسي الماركسي concrete labor
* و برضو ببقى السوءال : اين يكمن مفهوم العمل المجرد الماركسي في موضوع الهرم العجيب دا abstract labor
خاصة و انو علم المادية التاريخية و بل علم الاقتصاد السياسي بتاع سميث و ريكاردو و ماركس، بقى الان مواجه بتحدي
جديد بقول : الهرم دا ، و ابو الهول ، و المراكب الشراعية ، و الهارب الفرعوني ، و زراعة القمح و الشعير، كلها حاجات اتعملت خارج مفاهيم ملكية
و سائل و ادوات الانتاج، و التقسيم الاجتماعي للعمل، و علاقات الانتاج الاجتماعي ، و عايد العمل و قسمتو كانت كيف ( هل زي قسمة مشروع جودة جنوب الوادي الجابت المشكلة و الموت ) ، و برضو
الإستحواذ على الفوائض الاقتصادية بواسطة الفرعون و كهنة المعابد كانت بتم كيف ؟ .. هل بطريقة مختلفة عن الطريقة الكان بشيل بيها سيدي الحسن ( المكوث ) من اتباع سيدي الختم الكبير ؟
... يعني بمعني صريح : هل كلو داك أتعمل و تم إنتاجو عبر نظرية اقتصادية كوشية تانية، اسمها the collaborative unpaid and free labor
اهو غايتو، لصالح النقاش و فتح الطريق امام علم التاريخ الماركسي ، و برضو علم التاريخ بتاع سترابو ، و برضو علم التاريخ بتاع الفقير لله السوداني محمد ود ضيف الله ، و برضو علم التاريخ بتاع الفارسي النبيه ( سيدنا الامام الطبري ) .. حنقبل هذا الجينولوجي التوراتي العجيب البقول : - حام اخو سام و الاتنين اولاد نوح ، الطلعوا من السفينة بعد ان حطت في قمة الجودي بجبل ارارات نواحي ارمينيا، ارمينيا العملوا فيها الأتراك العثمانيين الألبان المسلمين الفظائع - حام قام جاب كوش الجاب القصة دي كلها - و سام اخو حام جاب إيزيقيا الهاجر بانهيار سد مآرب و مشى هنا و هنا مع عربو البائدة و جاب القحطانيين و بعض العدنانيين الجابو قريش - و سام برضو جاب اليهود اولاد عم العرب : و اليهود بالضرورة نسبم رابط في كوش، كما ايضا النجاشي بتاع مملكة أكسوم الذي أجار و اكرم أقربائه من المهاجرين المسلمين - و برضو حام جاب كنعان الخلا الجبال غربا و شرق دهر و جاب شوام اليوم عبر محطة الآرامي حمورابي بتاع دولة السحرة هاروت و ماروت وهم سحرة بابل القديمة الواردة أسمائهم في اغنية الكوشي السوداني على احمد احمداني المعروف بعلي المساح زول مدني السني - و برضو حام جاب مصرايم ، الجاب الشعوب المصرية القديمة - و كوش جاب ناس بعنخي و طهراقا و الكنداكة و كل نسل الدايناستي الكان نواحي السودان بجاي ، وعمل الاسرة ال ٢٥ الوحدت مصر دلتا و صعيد - ودا كلوا تم في اطار حضارة كرمة القديمة و ما افرزته من ممالك و مدن لاحقة و انسياب كوشي جديد نحو مصر الفرعونية و يبقى السؤال : هل كان في دولة طبقية ، هل كان في ملوك معاهم حاشية و كهنة و إقطاع مستحوذ باسم الملك على ( مينور manur ) بتاع اراضي نيلية زراعية بنطبق عليها مفهوم الريع العقاري التفاضلي الجاب لاحقا الإقطاع المصري العثماني القام عليهو ضباط الجيش ذو الأصل الكوشي عبد الناصر و نجيب و عبد الحكيم وهل المينورات دي كانت زي ( لاتفيدونيات العبيد ) بتاعت جورجيا و لويزيانا الامريكية الكانو فيها احفاد الكوشي الأفريقي كنتاكونتي بتاع مسلسل الجذور ولا ، كانت علاقات عمل و استخلاص فوائض بطريقة كوشية تانية خاصة و مبراءة من عيب الاستغلال الطبقي الاجتماعي نواصل نحو سبر حقايق التاريخ المؤدلج دينيا و كوشيا، التاريخ القديم العويص دا .)..

يدلف الأخ عبدالله في مداخلته بعد ذلك إلى ما يسميه بلب الموضوع، ولب الموضوع عنده هو مسألة نشؤ الفلسفة الأولى في كميت، فبينما يستنكر على سناري تكرار قول هو ليس لسناري بل للمركزية الإفريقية والتي لا تتحرج من تكراره، أن (الإغاريق القدماء سرقوا الفلسفة المصرية من كميت) وما فعله السناري هو فعل المناولة، لا الذم وإدمانه. وعندما يقول الأخ عبدالله أنه لم يقل أن الأغاريق سرقوا الفلسفة من مصر كما هو وارد في الكوت أدناه (نقل الفلاسفة اليونان لمقولاتها ولأفكارها إلى بلاد اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، ولم أقل سرقوها، فهذا دس رخيص درج عليه الفصيح سناري) وهنا نشهد تفسير الماء بعد الجهد بالماءِ، وقبل أن أذكِّر عبدالله بأن موضوع السرقة هذه إبتدره جورج جيمس في كتابه (الميراث المسروق The stolen legacy) وأن إدعائه بأن السناري قوّله مالم يقل في دس الرخيص تنقضه عبارته نفسها إذ هي تَقوّلِ عبدالله ما رماني به من تجني، أقصد العبارة التي يقول فيها أن "الفلاسفة اليونان نقلوا مقولاتهم من مصر ولم يذكروا مصدر هذه المقولات بل نسبوها إلى أنفسهم" فإن لم يكن ذلك هو تعريف السرقة الأدبية، فماذا يكون!!! عشان كدا يا أخ عبدالله قلت ليك Relax. لأنك لو ختيت الرحمن في قلبك وتمهلت في القراية حتماً ستصل لنتائج مختلفة عما تجري المناقشة فيه

Quote: أخيراً بعد معارك جانبية طويلة، يصل الفصيح سناري إلى لب الموضوع، وهو نشوء الفلسفة في كيميت، واقتباس ونقل الفلاسفة اليونان لمقولاتها ولأفكارها إلى بلاد اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، ولم أقل سرقوها، فهذا دس رخيص درج عليه الفصيح سناري، وهنا عند هذه النقطة بالتحديد يسقط في تناقض قاتل يطيح بكل دفوعاته، حيث يؤكد بنفسه، في معرض تبريراته المتهافتة، لتفسير تشابه المقولات الفلسفية بين كيميت وبلاد اليونان، بأن " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة "، وهذا الاعتراف يعني مباشرة أن كيميت أنتجت أسئلة فكرية، لكنها في الواقع، حسب فيلسوف كبير مثل هيجل هي أطروحات وأسئلة ومقولات فلسفية عظيمة، وهي بالتحديد في الحالة الكيميتية اليونانية، ليس شيء عادي، تم بنفس الكيفية في واقع حضارات منفصلة عن بعضها البعض، كما حاول أن يوحي السيد سناري، لأن ببساطة كان هناك تواصل عميق بين كيميت وبلاد اليونان، وأكثر من ذلك أن أعظم فلاسفة ومفكري اليونان زاروا كيميت ودرسوا على يد الكهنة/الفلاسفة العلماء، وبما أن هذه الأفكار والمقولات الفلسفية موجودة في كيميت قبل زمن طويل من ظهور الحضارة اليونانية والحضارة الغربية برمتها، ومثبتة في المعابد، وباعتراف القدماء مثل هيرودت، والمحدثين مثل هيجل، فبالتالي فإن حقيقة نشوء الفلسفة في كيميت لا جدال فيها، إلا بالنسبة للنموذج الآري والسيد سناري، والذي لا يهمني رأيه أن هذه الأسئلة والأفكار والمقولات غير فلسفية، لأن فيلسوف مثل هيجل يعتبرها كذلك، بل هي أصبحت بالفعل موضوعات اشتغلت عليها الفلسفة اليونانية، وتشبيهها بالطبخ والقفز بالزانة هو محض تبخيس درج عليه الفصيح سناري، ثم يكرر مرة أخرى موضوع الحرية كشرط لازدهار الفلسفة، وهذا شرط موجود في ذهن سناري وحده، فلو كان هذا شرط ضروري، لما ظهر فلاسفة وعلماء منذ العصور القديمة وحتى ظهور الدولة الديمقراطية في العصر الحديث، حيث سادت الملكيات المُطلقة والسلطات الكنسية التي قهرتها الثورات فيما بعد، وأيضاً يعود السؤال السطحي من جديد، أين الكتب أين الكتب أين الكتب، وأقول أيضاً أين كتب طاليس وفيثاغورس وكثيرين غيرهم من فلاسفة اليونان، ولكن هذا سؤال ساذج تجاوزه هيجل نفسه كفيلسوف كبير، ودلف مباشرة إلى جوهر الموضوع، مؤكداً وجود صلة بين الفلسفة الكيميتية والفلسفة اليونانية، بل ومستخدماً هذا العبارات الفلسفية التي يبخسها الفصيح سناري، وبالتالي فإن رأيك لا يعني أي شيء يا سيد سناري، وأكثر ما هو مرهق في هذا النقاش، هو أن تقول وتكرر أن هناك صلة بين الفلسفة اليونانية والفلسفة الكيميتية وبالمصادر التاريخية، ورغم ذلك تأتيك أسئلة من نوعية أين اختفت المعرفة الكيميتية


ولا أدري كيف يفهم الأخ عبدالله من عبارة " جميع المنتجين للفكر بشر ويعيشون ظروف وجودية تنتج أسئلة متشابهة " أن الفكر الذي نتحدث عنه هو من أجناس الفلسفة. لقد أنتج البشر في الحضارات السابقة في الهند والصين والأناضول وإفريقيا والدنيا الجديدة وغيرها كل هذه المجتمعات انتجت نخبها الكتير من السير والعبر الفكرية في معافرتهم لأسئلة وجودهم ، لذا كان القول المشترك بين مواريث الشعوب كتير بسبب المشترك في حياواتهم، بس دا ما بعني إنه كل أمة من أمم الدنيا القديمة والجديدة قاعدة تنتج نظريات فلسفية لأنه مع إشتراك الناس في شكل الطبيعة وإستعصاءات الوجود بتختلف في القدرات الذاتية والشروط الإجتماعية الموضوعية البتحدد حدود الإنتاج الفكري. أما بالنسبة للأسئلة الواردة عن هيجل فسأضم إستجاباتي لها مع إستجاباتي لأسئلتك عن هيجل في المداخلة السابقة لهذه المداخلة والتي إستشهدت فيها أيضاً يا عبدالله بهيجل وختمت ب8 نقاط عنوتها ب (تعليق) وكنت قد وعدتك بالرجوع إليها.

Quote: و يقول الفصيح سناري هائجاً ببلطجة فكرية، أنت تروّج للميثولوجيا، أها يا فصيح حتى هيجل نفسه في هذا النص يستند إلى الميثولوجيا، حيث يستند إلى الأسطورة لاستخلاص معلومة ومن ثم بناء فكرة عليها، وهي أسطورة أوزوريس، وأيضاً مصادر " أسطورية " أخرى.
2ـ الفصيح سناري يتحدث عن قمع وعن عدم وجود حرية في كيميت لإنتاج فلسفة، بينما توفر ذلك في بلاد اليونان، بينما هيجل وغيره مثلاً لا يرون هذا، بل أشار إلى دولة منظمة ويخضع فيها الناس للقانون، والدليل هذا النص لهيجل الذي يلخص المنجز الفلسفي الذي حققته كيميت.
3ـ لم يربط هيجل في هذا النص بين المنجز الفلسفي وارتباط الفكر الكيميتي بالدين، وإنما ربطه بعيب التصاقه بالطبيعة، أي بما هو ما مادي مما يدنس مثاليته، حسب رايه الذي يقوم على فلسفته المثالية.
4ـ يبدو لي إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.
5ـ يتساءل سناري الفصيح معنفاً الآخر أين النصوص الفلسفية في كيميت التي تثبت الفلسفة كيميتية، بينما يمضي هيجل إلى جوهر القضية ويستند إلى مقولات فلسفية كيميتية منفصلة، ويستخلص منها أفكار فلسفية ويبني عليها استنتاجاته.
6ـ إشارة هيجل إلى الإمبراطورية الفارسية يبدو لي حشواً زائداً وهي مقحمة إقحاماً هنا من قبل هيجل لإيجاد جذور آرية لهذه الأفكار ومكان الآريان هو بلاد فارس.
7ـ فكرة " خلود الروح " الفلسفية، التي اشتغل عليها كبار فلاسفة اليونان، والتي أضحت موضوعاً مهماً في الفلسفة، الذي قال عنها هيرودوت أن اليونانيون أخذوها من كيميت، يقول عنها هيجل أنها فكرة رائعة وأن المصريين أول من عبر عنها، ولم يعترض على ذلك أو يتهم هيرودوت بالكذب، بل وأضاف بعض الأفكار التأملية لهذه المقولة الأساسية في الفلسفة منذ نشوئها وحتى اليوم، بينما الفصيح كجندي نفر في كتيبة النموذج الآري العنصري في جبهته الثقافية، قفز إلى اتهام هيرودوت بالكذب بدون خجل.
8ـ يقول الفصيح سناري بجرأة ويقين لا يحسد عليه بحدوث قطيعة معرفية في بلاد اليونان، وبالتالي نفهم أن الفلسفة اليونانية جوهر نزل من السماء، وهذا محض هراء لا يقول به إلا أي منطق، ونص هيجل هذا يؤكد ارتباط الفلسفة الكيميتية بالفلسفة اليونانية، ويعترف ضمنياً بوجود فلسفة كيميتية، ولكنه يقع في خطأ معلوماتي فادح يطيح ببنائه الفلسفي، وهذا تحليلي ورأيي الشخصي المستند إلى المعلومة الموثقة في أقدم مصادر التاريخ الكيميتي في المعابد، والتي أشار إليها جورج جيمس في " التراث المسروق "، حيث يعلن هيجل أن الجواب على مشكلة الروح المصرية المنغمسة في الطبيعة، جاء على لسان الإله أبولو، حيث أصدر أمره لليونانيين، بقوله" أيها الإنسان أعرف نفسك "، لتتحرر الروح وتحلق عالياً في أبهى مثاليتها في بلاد اليونان، وهذه المقولة الفلسفية العظيمة التي رددها كبار الفلاسفة اليونانيين، ومنهم طاليس أبو الفلسفة اليونانية الذي درس في كيميت، والذي قيل أنه اخترع هذه الحكمة، وأنه كتبها على ورق من الذهب وعلقها في هيكل الشمس، بهذه الصيغة " هل أنت أيها العالم تعرف حقيقة نفسك "، وخطأ هيجل الفادح يتمثل في هذا الزعم غير صحيح بالطبع، فهذه المقولة الفلسفية العميقة، هي مقولة كيميتية مائة بالمائة، وموجودة منذ آلاف السنين ومعقلة في المعابد الكيميتية، وقبل طاليس وهيجل والحضارة الغربية برمتها، ولكن المدهش أن طاليس لم يكتفي باقتباسها فحسب، بل قلد الإرث الكيميتي، وقع الحافر على الحافر، وعلقها في هيكل الشمس !!، كما علقها الكيميتيون في المعابد، ويمضي هيجل ويقول أن في الروح اليوناني يتمثل الجانب الإنساني في وضوحه وفي تطور هذه الروح. ولابد أن يدهشنا، إذن، ما ترويه الأسطورة اليونانية، من أن أبا الهول ـ الرمز المصري العظيم ـ قد ظهر في طيبة وقال هذه الكلمات: " ما هو ذلك الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة أرجل وفي الظهر على اثنتين، وفي المساء على ثلاثة ؟". ويقدم له " أوديب " الحل أنه الإنسان، وبذلك يطيح بأبي الهول من فوق الصخرة، فالحل وكذلك التحرر من الروح الشرقي الذي تقدم في مصر خطوات حتى استطاع أن يرتفع إلى مرتبة المشكلة، وترمز إشارة هيجل المتمثلة في إطاحة " أوديب " بـ " أبي الهول " من فوق الصخرة في هضبة الجيزة، إلى إطاحة الحضارة اليونانية بالحضارة الكيميتية، وانتصار الفلسفة اليونانية على الفلسفة الكيميتية، ويصل هيجل إلى قمة انتشائه بالقول " ولقد كانت الروح الحرة المرحة عند اليونان هي التي أنجزت تلك المهمة وجعلت منها نقطة بدايتها وانطلاقها. وإذا كان يروى أن كاهناً مصرياً كان يقول إن اليونانيين سيظلون إلى الأبد أطفالاً، فإننا نستطيع أن نقول، على العكس، أن المصريين كانوا صبياناً أقوياء ممتلئين بطاقة خلاقة، لا يحتاجون إلى شيء سوى الفهم الواضح لأنفسهم في صورة مثالية لكي يصبحوا شباباً. ففي الروح الشرقي يظل الأساس هو أن جوهرية الروح مغموسة في الطبيعة. ولقد أصبح من المستحيل بالنسبة للروح المصري أن يظل قانعاً بهذا الوضع الذي انخرط فيه في ارتباط لا نهاية له. وعملت الطبيعة الأفريقية الوعرة على تفكك هذه الوحدة، وأضاءت المشكلة التي تحل عن طريق: الروح الحر. أما أن الروح عند المصريين قد تمثّل في لوعيهم في صورة مشكلة، فذلك واضح من النقوش الشهيرة في معبد الإلهة نيت في سايس: " أنا ما هو كائن، وما قد كان، وما سوف يكون لم يرفع قناعي أحد قط ". ويشير هذا النقش إلى مبدأ الروح المصري. "، وعكس هيجل، الذي بنى أطروحته على معلومة خاطئة، وهي الزعم بأن مقولة " أيها الإنسان أعرف نفسك " الفلسفية العظيمة على أنها مقولة يونانية، أقول بناء على أن المقولة هي مقولة كيميتية، فإن الكيميتيين كانوا بالفعل شباباً فهموا أنفسهم بوضوح في صورة مثالية، ووصلت الفلسفة عندهم، حسب رؤية هيجل، إلى تتحرر الروح إلى صورة مثالية، وقلدهم أطفال اليونان، دون أن يشيروا إلى مصادرهم، وهي " نظرية المعرفة الكوشية الكيميتية "، في الدولة الكيميتية، حيث تتلمذوا على يد الكهنة، بمن فيهم طاليس، فيثاغورس، صولون، أفلاطون وغيرهم ...، وتبقى الحقيقة راسخة في الأرض.


وهنا إذا تقاضينا عن مفارقة أن الأخ عبدالله يقع في تناقض درامي، ذلك أنه يستشهد ضد سناري الذي ينعته بنفر في كتيبة النموذج الآري، بهيجل، عمدة المركزية الغربية، وأحد أهم مراجع النموذج الآري مما يستعيد في مخيلتنا بيت أحمد شوقي الذي كان يكثر من ترديده عبدالخالق محجوب:
أحـــــــــــــــرامٌ على بلابـله الدوح *** حلال للطير من كل جنــــــــسٍ
والأكثر درامية هي أن تستل سهماً بهدف تصويبه على غريمك دون أن تدري أنك تصوبه على عنقك، ذلك أن فهم الفلسفة عموماً أمر شديد الصعوبة على أيّ قاريء، أمّا فهم هيجل هو حاصل تلك الصعوبة مرفوعاً للأس 10، ويمكنك أن تسأل مجرّب مثل الأخ عبداللطيف الذي فتح بوستاً عن هيجل من عدة سنوات وقد تعسّر على كل البورداب التداخل في البوست.
يمضي الأخ عبدالله مصرحاً في مداخلته أن سؤال طلب البرهان على فلسفة فرعونية سبقت الفلسفة الإغريقية سؤال ساذج تجاوزه هيجل نفسه كفيلسوف كبير، ودلف مباشرة إلى جوهر الموضوع، مؤكداً وجود صلة بين الفلسفة الكيميتية والفلسفة اليونانية. لكن هيجل يا عبدالله قالها صراحة أن لا فلسفة يمكن أن توجد في أي من دول الشرق لعدم توفر شروطها فيها ذلك أنه يربط المعرفة والفلسفة بالحرية، لأن الحرية هي جوهر الروح، والروح هي أداة التطور في التاريخ وحركته نحو المطلق عند هيجل. ودعني قبل الإستشهاد بما كتب هيجل في هذا الموضوع أن أستهل عليك بمقدمة تسهل فهم ما يعنيه هيجل في تناوله لهذه المسألة وهذا يستوجب القدرة على السباحة في بحر مفاهيمه الفريدة التي نحتها لمصطلحات من شاكلة العقل، الروح، التاريخ، والحرية. هيجل يرى أن هنالك نمط ثابت لحركة التاريخ وهو نمط لحركة تقدمية ويتميز بأنه مستقر لدرجة نستطيع معها تسميته بقانون التطور في التاريخ (ويتفق معه ماركس في الشكل مع إختلافه في مضمون هذه الحركة فماركس يؤسسها على الواقع المادي وهيجل يؤسسها على العقل) هنا يختلف هيجل بوضوح جلي مع كل الأصوليات الدينية منها والعرقية، تلك التي تمثلها نظرية المعرفة الكمتية، ذلك أن الأصوليون يقولون بتكرر الزمن الماضي العظيم مرة أخرى في الحاضر، بينما هيجل يرفض ذلك بحزم، ويرى أن التاريخ لا يعيد نفسه أبداً، لأن المستقبل هو دالة تطورية عن الماضي لا إستعادة له، وهذا التطور في التاريخ وفي البنى الإجتماعية في مختلف إنحاء العالم يكشف لنا عن ذلك النمط الثابت في حركة التاريخ على قاعدة التقدم المنطقي للمفاهيم التي تقوم عليها المجتمعات (منطق التطور القائم على الفكر). يبدأ التاريخ عند هيجل عندما ينفصل الإنسان عن الطبيعة مشبهاً ذلك بالرضيع الذي يبدأ تكون شخصيته عند فطامه وإنفصال حياته عن حياة أمه (لهذا وصم المجتمع الفرعوني بإلتصاقه بالطبيعة هي سُبَّة له وإشارة لموقعه الحقيقة في خارطة الشعوب العقلانية في ذلك الزمن، لا يهم لو أنه في تلك الحالة التي فيها جزئياً المجتمع لا زال مرتبط بالطبيعة، وجزئياً تقدم بعض الخطوات بعد إنفكاك جزئيٍّ منها،وفي تلك المرحلة إنتاج مقولات محدودة مثل الروح خالدة ترجع مرة أخرى لترتبط بالجسد بعد موته، أو أيها الإنسان أعرف نفسك، أو ما هو الشيء الذي يسير في الصباح على أربعة....ألخ هي مقولات ينتجها العقل في كل الحضارات لأن العقل بدأ يفكر ويتأمل ثم حدته الشروط الإجتماعية الأخرى التي تجهض تطوره، لكنها لا يمكن أن تعتبر حساب فلسفي مكتمل الأركان إلا عند صاحب التراث المسروق ومن ينقل عنه، وكما أشرت لك أن مثل هذه المقولات أنتجها الشيخ فرح ود تكتوك وغيره ولم يقل أحد أنه فيلسوف). نرجع لهيجل الذي يصف تطور التاريخ حيث في البداية كانت حياة الصيد والجمع والإلتقاط، أي مجتمعات ما قبل القانون، وكانت تتميز بعدم وجود ودولة وقوانين منظمة للمجتمع، بمعنى أي شخص يمكنه فعل ما يريد إذا كان ذلك في إستطاعته، وأعقب ذلك ظهور الدولة، ولكن في البداية كانت دولة الجبر والتعسف، التي تلتها الديمقراطيات قديمها وحديثها، وهي لم تأتي صدفة بل مرحلة من مراجل التطور الإجتماعي في التاريخ. في المجتمعات البدائية (دولة ما قبل القانون) قد يعتقد البعض أن الناس كانوا أحراراً لأن أي فرد يفعل ما يريد دون خوف من قانون أو عواقب، ولكن هيجل يرى بأن هذه الحالة ليست هي حالة الحرية، رغم أنها تبدو كذلك، لأنها تحتوى في باطنها مع ظاهر الحرية حالة أخرى مضادة ومناقضة للحرية، وليشرح ذلك يضرب مثلاً برجلٍ قرر أن يؤمن لأسرته قوتها عندما يحل الشتاء، فذهب ينظف الأرض في فصل الربيع والصيف ويزرعها في قبل هطول المطر في الخريف ثم يحصد ما زرع ويخزنه في بيته لفصل الشتاء وما بعده. لكن عندما دخل الشتاء هجم على منزله بضعة رجال وأخذوا كل ما خزّنه، لأن لا قانون يمنعهم من فعل ذلك ( مجتمعات شريعة الغاب) والمهاجمون كانوا أقوى منه. في السنة التالية وعندما دخل فصل الربيع ثانية، لم يكن لدى ذلك الشخص أي رغبة في الزراعة، وقرر أن ينام ثم يفعل مثل ما فعلوا به، وهذا يعني أن عدم القانون يفرغ الحرية من محتواها، ذلك أن الشخص الذي لا يملك حرية أن يزرع ليطعم أسرته مما زرعه وخزّنه، لأنه يعيش في مجتمع الكل فيه حر لأخذ ما زرعه وحصده غيرهم، لم يعد حرّاً في فعل ما يريد، والخلاصة أن عدم القانون يبدو كحرية لكنها حرية تضمر تناقضاً داخلها، فتصبح حالتين تتطوران داخل نفس البنية الإجتماعية، حالة من الحرية تضمر داخلها حالة من اللاحرية، ويخلص هيجل إلى أن هذا التناقض هو الوقود الذي يحرك عجلة التاريخ ويدفع بها للأمام، لأن المجتمع الذي يقوم على التناقض هو مجتمع غير مستقر، ويبحث عن الإستقرار في حقبة جديدة تحل ذلك التناقض، وتكون نقيضة للحقبة السابقة، بحيث لا يستطيع فيها الآخرون أخذ حقي الذي زرعته وخزّنته، ذلك بسبب أننا الآن في حقبة جديدة فيها دولة وفيها قانون حلت محل دولة اللاقانون. لكن دولة هذه الحقبة تسودها سلطة صارمة متشددة، وفيها كل مواطن يعرف حدوده، المسموح به له وغير المسموح به. كل مزارع يعيش آمناً لأن القانون يحميه من تعدي الأقوياء واللصوص عليه، إذ هناك قوة لحفظ الأمن تنزل العقاب بكل من يهدد أمن غيره، وبالتالي يصبح الناس أحراراً في أن يزرعوا ويخزنوا ليستفيدوا مما زرعوه دون خوف من تعدي الأقوياء عليهم، ولكن هذه الحالة من الحرية تضمر داخلها حالة أخرى من اللاّحرية، لأن السلطة الأوتوقراطية القائمة على هرمية على رأسها الحاكم وتليه طبقات المجتمع الأخرى هي سلطة متعسفة، توفّر حرية الأمن من تعدي الأقوياء على الضعفاء لكنها تضمر في باطنها القهر الذي به يجبر كل أفراد المجتمع على طاعة الحاكم والإمتثال لما يريد. فإذا أراد الحاكم أخذ أي جزء من محصول الزراع، أو أراد من جميع المواطنين أن يتحولوا لعمال سخرة يبنون قصره أو مقبرته، أو حمل السلاح والإنضمام لقوة يوسّع بها ملكه بإحتلال بلاد أخرى، يجب عليهم الإمتثال لأوامره أو ستكون نهاية من يرفض ويتمرّد على يده. هنا يظهر أيضاً شكل جديد من اللاّحرية تحتضنه ويتعايش مع تلك الحالة من الحرية، شكل جديد من التناقض يتطور في هذه المجتمعات. الحاكم بقوانينه وعسسه الحافظين لهذه القوانين يوفرون للمواطن حرية الأمن لكنه أيضاً يصادر حرية المواطن في رفض طاعة الحاكم فيما يعود عليه بالضرر، وهذا يخلق حالة جديدة من عدم الإستقرار، والتاريخ يحتاج لأخذ خطوة للأمام للوصول لحقبة يتوفر فيها الأمن والقانون ولكن بدون وجود حكام طغاة. نلاحظ هنا أن المجتمعات تحركها التناقضات حول حقيقة موقع الحرية في الطور الإجتماعي المعين بين حالة إجتماعية سائدة وأخرى متعايشة معها ومناقضة لها، مما يخلق كل مرة حالة من اللا ّإستقرار في المجتمع يتم تجاوزه في حقبة جديدة تولِّف بين الحالتين، فتحفظ إيجابيات الحالة والحالة المناقضة لها وتتجاوز سوآتهما. إذا رجعنا للمثال أعلاه نجد أن التطور التاريخي من دولة ما قبل القانون، لدولة القانون مكّن المزارع من السيطرة على حريته في الزراعة والتخزين وحماه بالقانون، ولكن لأن هذا الإنتقال من دولة اللاّقانون لدولة القانون أنتج دولة الجبر والإستبداد (الإمبراطور، الفرعون، الملك) بتناقضات كامنة داخل بناها الإجتماعي فقد خلق حالة جديدة من اللاإستقرار الذي ينتهي في التطور التاريخي إلى إنهاك تلك السلطة بالثورة عليها أو إنهيارها، وينتج هذا التطور التاريخي الدولة الديمقراطية (الرأسمالية مثلاً) التي تأخذ إيجابيات المرحلة التي سبقتها في دولة الجبر ممثلة في القانون والأمن وتتجاوز الحاكم الطاغية وقهره، ففي التوليفة الجديدة بين الحالة والحالة المناقضة لها من الحقبة السابقة يظهر مجتمع جديد القانون فيه يصنعه الشعب والحاكم يعينه الشعب ولكل فرد القدرة على رفض الظلم عبر المحاكم المخصصة لذلك. الخلاصة أن التاريخ لا يتكرر، لكنه يتطور بشكل منطقي (حسب هيجل) حقبة فوق أخرى عبر تطور المفاهيم الأساسية فيه والتي يقوم عليها المجتمع. إن الملاحظ أن المفهوم الجوهري في هذه الدالة هو الحرية، لأن مفهوم الحرية عند هيجل هو المفهوم الأساسي في تطور المجتمعات، وهي تتطور عقلانياً ومنطقياً أ:ثر فأكثر في التاريخ بتوليفات جديدة من القديم في كل مرة حيث في كل مجتمع أو طور إجتماعي جديد تظهر حالة تنتج حالة مناقضة لها يتحدان في توليفة لحالة أجد وهكذا دواليك. نخلص من هذه التقدمة إلى أن هيجل يرى أن التاريخ يحكي لنا قصة التقدم الذي تحرزه المجتمعات البشرية عبر الزمن بتجاوز مساويء المرحلة السابقة وحفظ العناصر الجيدة فيها في حقبة جديدة تعقبها، وهذا هو ما يعرف بالديالكتيك الهيجلي (thesis, antithesis, synthesis). بسطت هذه المقدمة حتى تسهل فهمنا لمقولة هيجل بأن الحرية هي جوهر الروح. يقول هيجل في كتابه العقل في التاريخ "فإننا من ناحية أخرى يمكن أن نؤكد أن جوهر أو ماهية الروح هي الحرية، والحق أن الناس جميعاً يسلمون بأن الروح تمتلك - ضمن ما تمتلك من خواص- خاصية الحرية، لكن الفلسفة تعلمنا أن كل صفات الروح لا توجد إلا بواسطة الحرية، وأنها كلها ليست إلا وسيلة لبلوغ الحرية، كلها تسعى إلى الحرية وتؤدي إليها هي وحدها. ومن نتائج الفلسفة النظرية القول بأن الحرية هي الحقيقة الوحيدة للروح" ويقول أن التاريخ البشري ما هو إلا هو تطور الروح في علاقتها الجدلية مع الطبيعة بحيث تطورها يتوازى مع إكتسابها للمعرفة بما تمتلكه من قدرات كامنة (يعبر عن القدرات الكامنة بعبارة على ما تكونه بالقوة) وتطور الروح عنده يبدأ في المجتمعات التي لا تمتلك الحرية التي تنفك فيها باديء ذي بدء من أسر الطبيعة ثم من أسر الحكام الطغاة ولأن في مجتمعات الإستبداد لا تمتلك الشعوب الحرية ويكون الحر هو الحاكم المستبد وحده تمثل هذه المجتمعات طفولة العقل ويضرب مثال لهذه المجتمعات بمصر الفرعونية ودول الإستبداد الشرقي القديمة التي لم يظهر حتى الوعي بالحرية فيها وكان أول ظهور للوعي بالحرية عند الشعوب اليونانية، يضيف لاهيجل في العقل في التاريخ " وهذا الوجود للروح في ذاتها ليس سوى الوعي الذاتي – وعي الروح بوجودها الخاص. وتبعاً للتعريف المجرد للتاريخ الكلي يمكن أن يقال أن هذا التاريخ هو عرض للروح وهي تعمل على إكتساب المعرفة على ما تكونه بالقوة وتبدأ الحرية بإنفصال المجتمع عن الطبيعة وفي إشارته لحقيقة إرتباط المجتمع الفرعوني بالطبيعة إشارة لبدائيته بدلالة الحرية والعقل. وكما أن البذرة تحمل في جوفها كل طبيعة الشجرة، فكذلك تتضمن البوادر الأولى للروح تاريخها كله. إن الشرقيين لم يتوصلوا إلى أن الإنسان بما هو إنسان حُـــــرْ، ونظراً إلى أنهم لم يعرفوا ذلك فإنهم لم يكونوا أحراراً. وكل ما عرفوه أن شخصاً معيناً حر (الفرعون، الإمبراطور، الملك). ولكن على هذا الإعتبار نفسه فإن حرية ذلك الشخص الواحد لم تكن سوى نزوى شخصية وشراسة، وإنفعال متهور وحشي، أو ترويضاً وإعتدالاً للرغبات لا يكون هو ذاته سوى عرض من أعراض الطبيعة، أي مجرد نزوة كالنزوة السابقة. ومن ثم فإن هذا الشخص الواحد ليس إلا طاغية، لا إنساناً حراً. ولم يظهر الوعي بالحرية لأول مرة إلا عند اليونان. كان إدخال مبدأ الحرية في مختلف العلاقات السائدة في العالم الفعلي ينطوي على مشكلة أخطر من مجرد غرس هذا المبدأ. وهي مشكلة يحتاج حلها وتطبيقها إلى عملية ثقافية قاسية طويلة الأمد فتاريخ العالم ليس إلا تقدم الوعي بالحرية إن العبارة العامة التي ذكرناها من قبل عن الدرجات المختلفة للوعي بالحرية والتي طبقناها في الحالة الأولى على الأمم الشرقية، التي عرفت أن شخصاً واحداً فقط هو الحر، ثم على العالم اليوناني والروماني الذي عرف أن البعض أحراراً، على حين أننا نعرف أن البشر جميعاً (أي الإنسان من حيث هو إنسان) أحرار بصورة مطلقة – هذه العبارة العامة - تزودنا بالتقسيم الطبيعي للتاريخ الكُلِّي وتوحي بالطريقة التي يمكن أن نعالجه بها. وتلك ملاحظة نسوقها عابرين فحسب وعلى سبيل إستباق الإمور، لأن هناك أفكاراً أخرى لابد من توضيحها أولاً. إننا نذهب إلى أن مصير العالم الروحي، وتبعاً لذلك، العلّة الغائية للعالم ككل هو وعي الروح بحريتها الخاصة، وهو بالتالي حقيقة تلك الحرية"
ويوضح هيجل بجلاء أن لفظة الحرية ياما تداولتها الألسن ومسحة جوخ السلطان وهذا واضح تجده في تسميات الدول ودساتيرها حيث يتم إبتذال مفردة الحرية والديمقراطية لكن هنالك فرق بين الحرية النظرية والحرية العملية بإعتبارها ضرورة مطلقة تتحقق عملياً وعينياً عندما تتطور درجات الوعي بها من الإدراك الأولي وحتى الوعي الذاتي أعلى درجات التعقل فتحقق وجودها العيني لأن تعين الروح في التاريخ يستمد طاقته من هذه الحرية لذا تناضل الشعوب ضد الطغيان لأجل الحرية وتلقائياً لأجل تحرك الروح بالتاريخ فالحرية هي قطب السكون والحركة مهما تبدلت الوقائع الأرض وعافرتها الأرواح التي لم تبلغ وعيها الذاتي، يقول هيجل في العقل في التاريخ " لكن الحرية عرضة لسؤ فهم لا نهاية له، و ألوان من الخلط والإضطراب وأخطاء لا حصر لها، كما إنها عرضة لكل ما يمكن تخيله من إسراف وتجاوز، وقد وجهنا الإنتباه من قبل إلى أهمية الفارق الهائل بين المبدأ في حالة تجريد وبين تحققه العيني، وأن نكشف عن الطبيعة الجوهرية لهذا المبدأ - والتي تتضمن في ذاتها ضرورة مطلقة – كما تصل إلى مرحلة الوعي الذاتي (لأنها بطبيعتها ذاتها وعي ذاتي) وتحقق بذلك وجودها الخاص، إنها هي في ذاتها الهدف الذي نريد بلوغه والغاية الوحيدة للروح، وهذه النتيجة هي الغاية الوحيدة التي يستهدفها بإستمرار مسار التاريخ الكلّي، وهي الغاية التي بذلت وتبذل من أجلها كل التضحيات على مذبح الأرض الواسعة طوال العصور التاريخية الماضية. إنها الغاية الوحيدة التي ترى نفسها متحققة وموجودة بالفعل. وهي قطب السكون الوحيد وسط تغير في الظروف والحوادث لايه، والمبدأ الفعال الوحيد الذي يسودها" وحتى يفسّر هيجل لماذا خلت المجتمعات الشرقية وعلى رأسها مصر الفرعونية من التطور الفكري والثقافي وإن تطورت كل المجتمعات الشرقية عمرانياً يشرح هيجل أن الوعي الذاتي بالذات وحريتها هي أعلى درجات الوعي وهي عادة لا تتوفر في عصور الإستبداد وحتى لو توفر الوعي بالحرية فبدون إرادة لا تتحقق الحرية في الواقع ولا تظهر للوجود والإرادة تحدها بالطبع حدود السلطة المهيمنة وتحتاج لدرجة عالية من التصميم والفعالية حتى تحقق الحرية، يقول هيجل "بالرغم من أن الحرية هي في الأصل فكرة غير منظورة (أي جوانية) فإن الوسائل التي تستخدمها هي على العكس خارجية وظاهرية، تتمثل في التاريخ أمام أنظارنا. إن ما نسميه بالمبدأ، أو الغاية، أو المصير، أو طبيعة الروح وفكرتها هو شيء مجرد وعام فحسب، فالمبدأ شأنه شأن خطة الوجود والقانون، هو شيء خفي او مستتر، أو ماهية لم تتطور بعد، وهي بما هي كذلك ليست واقعية بصورة كاملة على الرغم من أنها صادقة في ذاتها. ذلك لأن المبادئ والغايات..لا توجد إلا في رؤوسنا فحسب، أو هي توجد في مقاصدنا الذاتية فحسب، ولا وجود لها في مجال الواقع، فما يوجد من أجل ذاته فحسب هو شيء ممكن، لكنه لم يظهر إلى الوجود الفعلي بعد، فهناك عنصر ثاني لا بد من إدخاله حتى يظهر هذا الإمكان إلى الوجود الفعلي، والقوة الدافعة لهذا العنصر الثاني هي الإرادة، وأعني بها فاعلية الإنسان بأوسع معنى للكلمة. فبهذه الفاعلية وحدها تتحقق الخصائص المجردة بصفة عامة وتنتقل إلى حيز الفعل. هذا هو الحق المطلق للوجود الشخصي أو القانون اللامتناهي للذات .. وإن التحديدات الجزئية للإرادة لا تقتصر على المصلحة الخاصة وإنما هي تشكل العنصر المحرك، والقوة الدافعة لتحقيق الحاجات التي تشارك فيها الجماعة كلها". يستمر هيجل في شرح تطور العقل في العالم حتى يصل إلى نهاية العقل وهذا التصور المثالي لا نتفق معه ولكن مهمتنا هي دحض ما تقوّله الأخ عبدالله على هيجل جانياً عليه. يرى هيجل أن إرادة الأفراد في دول الإستبداد تكون تابعة للسلطة (وهذا ما كان يحدث في مصر الفرعونية) أو تنهك طاقاتها في طلب الحرية، ولكن في الدول التي تحترم إنسانها (لأن الحرية عند هيجل كما سأبين لاحقاً ترتبط بمدى إحترام كل فرد بشري في المجتمع وكفالة الدولة لحقوقه الإنسانية) تتحد مصالح المواطن مع مصالح الدولة وتشبع الدولة حاجات المواطن المادية والنفسية ولا يتم ذلك إلا في دولة المؤسسات لا الدولة الأحادية وذلك مناط إذدهار الدول "إن العنصر الجوهري الثاني للتحقق التاريخي للغايات هي الدولة. وأي دولة تتأسس تأسيساً متيناً وتقوى داخلياً عندما تتحد المصلحة الخاصة للمواطنين مع المصلحة العامة للدولة، وعندما يجد كلاًّ منهما في الآخر إشباعـــــــــــه وتحققه الفعلي، وتلك قضية بالغة الأهمية في ذاتها، لكن كثيراً من المؤسسات في الدولة لا بد أن تقوم، ولا بد من إنشاء الكثير من الأجهزة السياسية، وما يصحبها من تنظيمات سياسية مناسبة، وهذا يقتضي صراعات طويلة من جانب العقل، قبل أن يكتشف التنظيمات المناسبة حقَّاً، كما يثير ألواناً من النزاع مع المصالح والإنفعالات الجزئية، ويقتضي غرساً شاقّاً مجهداً لهذه الأخيرة حتى يتحقق في النهاية الإنسجام المنشود. واللحــــــــــــظة التي تبلغ فيها الدولة هذه الحالة من الإنسجــــأم هي فترة إذدهارها" ويضيف "فهذه الإرادة، من حيث أنها ذاتية، ومنشغلة بإنفعالات محدودة، تكون تابعة لغيرها ومعتمدة عليه، وهي لا تستطيع أن تشبع رغباتها إلا في حدود هذه التبعات، غير أن الإرادة الذاتية لها أيضاً حياة جوهرية، أي حقيقة واقعية تتحرك في داخلها في منطقة الوجود الجوهري هو وحدة الإرادة الذاتية والإرادة العقلية؛ إنه الكل الأخلاقي أو الدولة التي هي تلك الصورة من الحقيقة الواقعية التي يكون للفرد فيها حريته ويتمتع بهذه الحرية، لكن بشرط أن يعرف ماهو مشترك للكل ويؤمن به ويريده" ويرى هيجل في توحد إرادة الفرد والدولة وتلاقي الرغبات والمصالح ترفع من شأن الإنسان كوسيلة إعمارتاريخي بإتجاه المطلق الذي هو هدف الروح الكلّي لأن عقل الفرد من عقل العالم وخاضع له في مسار الحركة التاريخية بإتجاه الروح المطلق وإن كانت هذه الحركة لا زالت تسبح في الفضاء النظري بإنتظار التحقق النهائي والمتعين وإن لم تدري النفوس والعقول بما تنجز إذ هي تنجزه. " إن هذه المجموعة الهائلة من الإيرادات والمصالح والأنشطة تشكل الأدوات والوسائل التي يستخدمها روح العالم ليبلغ هدفه. وهي تنقل روح العالم وتجعله يتحقق بالفعل. وهذه الغاية ليست سوى اهتداء روح العالم إلى ذاته، وعودته إلى نفسه وتأمله لنفسه في وجود عيني. غير أن القول بأن أوجه النشاط الحية التي يبديها الافراد والشعوب، ويسعون بواسطتها إلى اشباع اغراضهم الخاصة، هي في نفس الوقت وسائل وأدوات لغاية اعلى واوسع لا يعلمون عنها شيئاً، ويحققونها بطريقة لا شعورية – هذا القول قد يكون موضع جدال ونقاش، بل لقد كان بالفعل موضوع جدال ونقاش، وهدمت كل صوره المتنوعة، وانتقدت، بوصفها مجرد حلم وفلسفة لكننا نعتقد ونصر على اعتقادنا بأن العقل يحكم العالم وهو بالتالي، يحكم تاريخ العالم. فكل شيء بالقياس إلى هذا الوجود الكلي المستقل – كل شيء يخضع له ويتبعه ويعمل في خدمته، وهو وسيلة لتطوره. ولنلاحظ أن القول بأن وحدة الوجود الكلي المجرد بصفة عامة مع الفرد، أو الجانب الذاتي، هي وحدها الحقيقية، وهو قول ينتمي إلى القسم النظري من الفلسفة. أما مسار تاريخ العالم نفسه فان الهدف النهائي المجرد، نظراً إلى انه لم يكتمل بعد، فانه لا يكون قد أصبح بعد هو الهدف المتميز للرغبة والمصلحة الشخصية. وعلى حين ان هذه المشاعر ليست واعية بالغرض الذي تحققه فان المبدأ الكلي يكون ضمنياً فيها ويحقق نفسه عن طريقها"

Post: #54
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-30-2021, 07:41 AM
Parent: #53

تحية للزملاء المواصلين : عبدالله وسناري

البوست اتردم ردم الجن بمداخلات فلم هندي في الطول

طبعا مداخلات ضرورية مرتبطة بالمسالة الاساسية وهي فلسفة كيمت (إن وجدت)

وبالنسبة لي حجبت الرؤية عن تسلسل مداخلاتي في الوصول اليها تماما كمواصلات
الكبري الساعة 2 ظهرا

ساعود بعد قراءة ماتيسر منها

Post: #55
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 08-30-2021, 07:35 PM
Parent: #17

Quote: والمهم اكثر هو تتبع جذور القضايا

الفلسفية ، من داخل الخطاب الفلسفي ، بدلا عن بحثها في الكتابة التاريخية

بمعني دراسة :

اولا : تتبع الانتظامات الخطابية من خلال :

1- معرفة الوحدات الخطابية الكبري للفلسفة اليونانية
2- التشكيلات الخطابية داخلها وتنوعها
3- البحث في مسارات تكون الموضوعات وكيف كانت

تسير منذ قبل طاليس وحتي اخر فيلسوف يوناني والعتبات والحدود

والتشتتات ، الخ ...فمثلا فيثاغورث رغم ا دخاله لمواضيع خارج

تكون الموضوعات اليونانية الاصيلة ، مثل فكرة تناسخ الارواح وتطهر

الروح ، نجده داخل السياق اليوناني بقطيعته مع اناكسمانس في موضوع

التغير الكمي كاصل اولي للاشياء ....

عموما ليس الموضوع تثبيت هوية بقدر ماهو تتبع الفكر الفلسفي الانساني

موضوعيا ...

فمثلا قد يجوز اخذ فياغورث بارث مصري او بابلي مثلما اخذت

الفلسفة العربية الاسلامية المتصوفة لابن رشد والفارابي وابن سيناء

للفكرة الافلاطونية في الاشراق من داخل التشكيلة الخطابية الاسلامية

التي نشات بعد عصر الكلام والفكر المعتزلي ومدارس التصوف خلال

الصراع العربي الاسلامي بعد الفتنة الكبري وضرورة تفجير الاسئلة المحيرة

التي ظلت كامنة لفترة طويلة دون مساءلة فكرية ...


سلامات عبدالله

الكوت اعلاه ، كان ردي علي مداخلة تسبقه كتبتها انت ...

اندهشت بمعني الكلمة عندما كان ردك :

Quote: وأخيراً فقد عجبت لقولك أن يتم " تتبع جذور القضايا الفلسفية، من داخل الخطاب الفلسفي، بدلاً من بحثها في الكتابة التاريخية "، لأنك أنت نفسك تستند في هذا البوست إلى كتاب بعنوان " تاريخ الفلسفة الغربية "، وعلى العموم أراك تتجاهل كل آراء قدماء كتاب اليونان، وكذلك آراء كثير من الفلاسفة والمفكرين والعلماء والكتاب في الوقت الحاضر، وتتمسك برؤية " النموذج الآري"، الأمر الذي أدى بك إلى إيراد بعض المعلومات غير الصحيحة، وتقديم سيناريو متخيل لتطور الفلسفة اليونانية.


اعتراضك علي تتبع جذور القضايا ، من داخل الخطاب الفلسفي ، اعتراض لايمكن ان يصدر من ماركسي كما بقول سناري

النقد العقلاني يعتمد علي الموضوعات وتسلسل القضايا ، واصل المفردات اللغوية في تلك الوثائق والارشيف

المتحرك انذاك علي خلفية اثارة تلك القضايا انذاك حتي تحولت لتراث فكري ، لايمكن هدم كل ذلك لمجرد ان راسل

كان مصدرا لتلك المعلومات ، فهي معلومات متوفرة لدي جميع العالم ...

الايام السابقة راجعت مجلد حسين مروة (النزعات المادية فيي الفلسفة العربية الاسلامية ) تحديدا

فيي الجزئية التي تتحدث عن فيلسوف العرب الاول الكندي ، وقطيعته المعرفية مع افلاطون وارسطو

والمعروف ان اللمفكر حسين مروة ، متفرغ بواسطة الحزب الشيوعي اللبناني ، لكتاببة هذه المجلدات الثلاث

فاعجبتني ، للمرة الالف ، لانني اقرائة منذ ايام الدراسة وبفهم اقل ، الموسوعيية في التناول الدقيق المترابط

في بحثه ععن الجذور المادية داخل حركة التراث الاسلامي الغيبي الطابع !

هل تعتقد ، ان مفكرا مثله ، واعني حسين مروة وبالطبع الكندي ، قد مورس عليهم نفس الخداع الغربي الاري

ماكتبته عن فوكو سابقا ، هو افضل منهجيات النقد الموضوعي العقلاني من خلال الاركيولوجيا والجينالوجيا

باعتبارها ادوات معرفية غير منحاازة مسبقا وغير مؤدلجة وتقف علي مساحة واحدة من موضوعاات التناول النقدي

لايهمنا في كيمت ، سوي ان نجد المادة الكتوببة متسلسلة موضوعيا ، كتسلسل الفلاسفة اليونانيون (ذريية من بعضها البعض )

Post: #56
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-02-2021, 12:03 PM
Parent: #55

تاخرت لمنحكم فرصة الرد...

لانني بصدد تكملة السلسلة المتبقية لفلااسفة اثينا

Post: #57
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-12-2022, 09:07 AM
Parent: #56

الاخ عبدالله حسين ، لقد طلبت مني قبل فترة قصيرة ،الرجوع لهذا البوست

مرة اخري ، وقلت لك امهلني اسبوعين تقريبا .

ها نذا اوفي بوعدي ، وهي فرصة اخري لتكملة مهمة البوست

في ازمان عصية علي الكتابة المتمهلة

Post: #58
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 02-12-2022, 10:00 AM
Parent: #57

Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اثRe: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث


من المداخلات المفتاحية للبوست ، اتمني عودة سناري

Post: #59
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-28-2022, 11:45 AM
Parent: #58

مرت ١٠ اشهر علي غياب الاستاذ سناري
ماذا بك يارجل؟!

Post: #60
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Muhib
Date: 12-29-2022, 04:13 PM
Parent: #59

بوست شيق..
وبعض المداخلات طويله ..

Post: #61
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Abureesh
Date: 12-29-2022, 06:18 PM
Parent: #60

ركزوا على الفيزياء الحديثة.. خصوصا ما يسميه العرب الكموم.. Quantum Physics فإن فيها فلاح الدارين!

Post: #62
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Nasr
Date: 12-29-2022, 06:32 PM
Parent: #61

شكرا لمبتدر البوست والمساهمين جميعا لهذا البوست الممتع
زمان جدا قريت كتاب للطيب تيزيني أظن إسمه مصادر الفلسفة العربية في العصر الوسيط
وفي مقدمة هذا الكتاب تاريخ جميل ومبسط وشيق للفلسفة اليوناية القديمة
كان لميت فيه بمتعك كتير

من مفارقات هذا المنبر
تلقي ناس بتدرس وتقرأ فلسفة ولا يصبرون علي الحوار مع المختلف !!!!!
هل هي الإيديولجيا التي تعمي البصيرة؟؟؟؟

Post: #63
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-29-2022, 10:18 PM
Parent: #62

الشكر للزملاء محب
وابوالريش ونصر
علي مداخلاتهم واتمني الرد
عليها

Post: #64
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Biraima M Adam
Date: 12-30-2022, 00:47 AM
Parent: #63


بوست طاعم .. وحلو ..

Quote: لا ادري كيف انبثق الفكر الفيثاغوري المتخلف والصوفي عن هذا الاناكسمانس

المتقدم فلسفيا ومفاهيميا علي فيثاغورث ، والذي عاد بالفلسفة للوراء عندما البسها لباس الدين

كان فيثاغورث يؤمن بتناسخ الارواح وصوفيا ...ولذلك وجد فيه بشاشا والبان افريكان

شبها بهم ، كلمة بان تعني الرب الحيوان تقريبا ههههه
أين بشاشا؟؟

ول أبا عبد اللطيف، ول أبا سناري، وول أبا عبد الله حسين .. شكراً علي هذا المجهود الجبار ..

بريمة


Post: #65
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: Muhib
Date: 12-30-2022, 05:12 PM
Parent: #64

ابو الريش تحيه

الكونتم فيزكس
بيعتمد علي الرياضيات ولديه تعريفيات. كثيره جده ( تعريفيات من التعريف)
والرياضيات في ظني فيها او لديها مشكلات فلسفيه وانا ليس خبير في الموضوع ولكني من عشاق الولوج في التفكير في هذا الامر
ولكن.لازال الانسان بيبحث عن اجابه لهذا السوال


Is Mathematics Invented or Discovered؟

والكوانتم عضمها الريضيات وهي شي ( هل هي شي حقيقي)
ههههه

لك الود..


..

Post: #66
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: جلالدونا
Date: 12-31-2022, 01:48 AM
Parent: #65

سلام عبد اللطيف و ضيوفك
هل الكتاب المقصود
بواكير الفلسفة قبل طاليس
المؤلف حسام الالوسي
عموما في امازون وجدت نسختين فقط و طلبتهما
تاريخ الوصول 1/8/2023
و ده رقم التلفون للتواصل و التوصيل
014802284098

Post: #67
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-31-2022, 08:27 AM
Parent: #66

ياهو ذاتو ياجلة

ح اراسلك في الخاص

وشكرا مقدما

Post: #68
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-31-2022, 08:28 AM
Parent: #66

ياهو ذاتو ياجلة

ح اراسلك في الخاص

وشكرا مقدما

Post: #69
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 12-31-2022, 08:53 PM
Parent: #68

ياجلال ارسل رقم غير دا

Post: #70
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: جلالدونا
Date: 01-01-2023, 01:19 AM
Parent: #69

ده رقم تلفوني اتصال .. واتساب
مفتاح امريكا 1+
او رسّل تلفونك في الخاص اذا امكن

Post: #71
Title: Re: ماهي الفلسفة المنسوبة زورا وبهتانا الي اث
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 01-02-2023, 08:11 AM
Parent: #70

Done