تأملات في فلسفة الموت

تأملات في فلسفة الموت


04-29-2021, 10:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1619731574&rn=0


Post: #1
Title: تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-29-2021, 10:26 PM

10:26 PM April, 29 2021 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

( ثيمةالموت: أو تأملات في فلسفة الموت هذا الموضوع مقتطع أو مقتبس من موضوع بعنوان(مختارات من محاضرة «تأمّلات فلسفيّة في الموت» ،
وهو الموضوع المنشور في مجلة الجديد ‏بتاريخ الخميس 2021/04/01 استناداً على المحاضرة التي كان قد ألقاها (ديميتريس ليانتينيس) سنة 1997 قبل أشهر من انتحاره.
‏بالنسبة لي أول مرة أسمع عن ليانتينيس..و لكن شد انتباهي حديثه عن فلسفة الموت وربطه بينها وبين انتاج اليونانيين القدماء ‏في قصصهم الملحمية ....
..... وكذلك فلسفته الشخصية التي طبقها فيما بعد عمليا بانتحاره.‏

Post: #2
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد المرتضى حامد
Date: 04-29-2021, 10:33 PM
Parent: #1

الأخ العزيز محمد..
هل من رابط يقود إلى المحاضرة المعنية؟
مع تقديري..

Post: #3
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-29-2021, 10:33 PM
Parent: #1

كما أشرت أن الذي شد انتباهي لمحاضرته التي القاها هو تناوله لفلسفة الموت من خلال الرؤية ‏الفلسفية لليونانيين القدماء و كذلك من خلال مقارنته لفلسفة اليونان

مع الدين المسيحي ‏والاسلامي. ‏

يتضح من خلال استعراض فلسفة ليانتنيس إن ثيمة الموت لديه عبارة عن رؤية مشهدية/ ‏بانورامية تمتد عبر الزمن لثيمة أو فكرة الموت وانعكاسها من ثم على التفكير

والسلوك والفلسفة ‏لدى البشر عامة حسب كل مجتمع وتكوينه الثقافتي والاجتماعي.‏

قبل أن أنزل وجهة نظر ديمتريس ليانتينيس أعتقثد من الأفضل أن أنزل مقتطف من مقال يتناول ‏جزء من سيرته وملخص عن فكرته عن الموت.‏

Post: #4
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: زهير عثمان حمد
Date: 04-30-2021, 01:19 AM
Parent: #3

مختارات من محاضرة «تأمّلات فلسفيّة في الموت»
(ألقاها ديميتريس ليانتينيس في مدرسة الصحّة العسكريّة بأثينا سنة 1997 قبل أشهر من انتحاره)
الخميس 2021/04/01

«إنّ التّراجيديا الأتيكيّة هي أنبل إنجازات الإنسان على مدار التّاريخ. لم يُقل شيءٌ أكثر حقّانية منها. ليس ثمّة شيء أكثر واقعيّة، ولا أكثر محسوسيّة ولا أكثر فضيلةً وتثقيفًا وجمالًا من التّراجيديا الأتيكيّة. إذا لم نكن نُدركُ هذا، فإنّ اللّوم يقعُ على عاتق بعض النّاس، وسأوجّه النقد مباشرةً إلى النّظام التعليمي متحمّلًا مسؤوليّتي باعتباري مُدرّسًا».

«وُلدت التراجيديا الأتيكيّة من خلال علاقة الإغريق الجدليّة بالموت. لذلك فهي نتاج مواجهة الإغريق الرّوحيّة لظاهرة الموت. يمكن إثبات ذلك على نحو جليّ كالتالي: فلنستحضر شعراء التراجيديا الأتيكيّة الثلاثة العظام (أسخيليوس وسوفوكليس ويوريبيديس)،. الأبطال والشخصيات والتبصّرات الفكريّة الرّائعة التي أبدعوها، «تماثيل الكلمات»، كما نقول في الأدب، كلّهم أناسٌ يلاقون حتفهم في النّهاية. يُذبحُ أجَامِمْنـُون في الحمّام، تُقتلُ كليتيمنيسترا على يد ابنها، يُقتلُ إيجيسثوس أيضًا على يد أوريستيس، يفقأ أوديب عينيه ثمّ يموتُ في كولونوس، تشنقُ أمّه وزوجته، جوكاستا، نفسها، تُدفنُ ابنتهما أنتيجون، حيّةً، ويَقتل ابنا أوديب إيتوكليس وبولينيكس بعضهما. إنّ التّراجيديا الأتيكيّة موضع دائمٌ للذّبح. يقتلُ آياس، المحارب العظيم، نفسه بسيفه. ويُسحق هيبوليتوس حتّى الموت كما هو الحال في حادث سيّارة عنيف. تقتل ميديا أبناءها، وهكذا دواليك. بالانتقال من التّراجيديا الأتيكيّة إلى أعظم لحظة، تقريبًا، في الفنّ الأوروبّي، تراجيديا شكسبير، «السّليل» المباشر لأسخيليوس، ستلاحظون أيضًا سقوط السّتائر على مسرح مليء بالجثث. فلنستحضر ماكبث وعطيل وهاملت وديدمونة وأوفيليا وغيرهم. هذه مجرّد عيّنة عن كيفيّة انبثاث ثيمة الموت في عالم الفنّ».

«إنّ الموت مُهيمنٌ على الكوكب، إنّه حاكمُ الكون، وقانونه السّائد. نحنُ نعلمُ اليوم، بفضل الفيزياء الفلكيّة وعلم الكون، أنّ النّجوم تموت أيضًا. سوف تموت شمسنا في غضون خمسة مليارات سنة، في حين أنّ الكواكب سوف تموت في وقتٍ أكثر قربًا. إنّ الموت يُهيمن أيضًا على المركّبات اللّاعضويّة، على الكون كلّه».

فلسفة

«إنّ الموت أهمّ قضيّة فلسفيّة. ما الفلسفة؟ قد يحدّها المرء بوصفها أنطولوجيا وإيتيقا وإستطيقا وعرفانيات وميتافيزيقا، كما يفعل الأكاديميون في الجامعات. ليست المسألة كذلك على الإطلاق! إنّ هذه الموضوعات بمثابة الهامش، إنّ تعريفها بهذا الشكل أمرٌ سخيفٌ وسورياليّ، لا يمكن تدريس الفلسفة انطلاقًا من هذه الرؤية، ولهذا السّبب فإنّ علاقتنا بها باردة، فلنترك ما قاله ديكارت وديوجانس اللايرتي وبرغسون وزينون الرواقي وزينون الإيلي للخبراء. الفلسفة أمرٌ واحدٌ فقط. إنّها تفكّر الإنسان في ظاهرة الموت. هكذا عرّفها أحد أعظم الفلاسفة: أفلاطون، في محاورة فيدون، قائلًا ‘الفلسفة هي دراسة الموت’. وهو يقصدُ علاقة كلّ منّا بموته الخاص، وليس بموت صديقه أو والده أو أحد أقاربه، كأن نذهب إلى المقبرة أو إلى جنازة ونكون في حالة حداد. ليس الأمر كذلك، إنّ الفلسفة هي دراسةُ الموت بمعنى أن أتأمّل موتي الخاص، في ضوء حقيقة أنّي سوف أموت يومًا ما. بعد التعريف الذي قدّمهُ مباشرةً، يخبرنا أفلاطون أنّ ‘أولئك الذين يتفلسفون بشكل صحيح، يدرسون كيف سيموتون، ولا يهابون الموتَ متى حلّ أجلهم’. لقد قيل هذا من قبل الكثيرين في العصر الحديث، لكنّ الصيّاغة الكلاسيكيّة كانت لأفلاطون. لقد افتتح كامو، إحدى أهمّ مقالاته، أسطورة سيزيف، بعبارة مرعبة ‘ليس ثمّة سوى مشكلة فلسفيّة واحدة: الانتحار’. لكنّه لم يعبّر عن الفكرة بوضوح الإغريق ورصانتهم واستبصارهم، كما فعل أفلاطون».

«ثمّة قول مأثور من التاريخ اللّاتيني (: Si vis pacem, para bellum) ‘إذا أردت السّلام فلتستعد للحرب’. قام فرويد بإعادة صياغته ليجعله (: Si vis vitam, para mortem) ‘إذا أردت الحياة فلتستعد للموت’. إذا أردت أن تعيش بأفضل الطرق الممكنة، وأن تحظى بأكثر الحيوات اكتمالا وسعادةً ونزاهةً، فلتتجهّز في كلّ لحظة ولتستعدّ للموت عبر التفكّر فيه».

«لقد ضمّن الإغريق معنى الموت في لغتهم الثريّة التي لا تُضاهى. تُؤدّي كلمة (Telos) في اللّغة اليونانيّة معنيين: النهاية والغاية. يهدف كلّ ما نقوم به في حياتنا إلى النهاية/الغاية، إلى موتنا. إنّ موتنا، النهاية، هو غاية حياتنا».

«لقد قال الإغريق كلّ شيء بكلمات ‘منويّة’ في حين لم تقل الحضارة الأوروبيّة شيئًا؛ لم يقم الأوروبيون سوى بتطوير ما صاغه الإغريق في كلمات منويّة».

«جميعنا نعلم أنّنا سوف نموت، وحدهم البشر يملكون هذه الخاصية. إنّه الاختلاف الأنطولوجي للدازاين، كما يقول هايدغر. نحن البشر نعلم أنّنا سوف نموت لأنّنا كائنات مفكّرة، لأنّنا حصّلنا الوعي المعرفي؛ نحن نملك عقلًا. ذلك ما يجعل الموت ظاهرة مؤلمة بالنسبة إلى الإنسان، وهو ما يخلق الخوف من الموت».

«تُوجدُ علامات لطيفة في الأساطير الفلسفيّة الماضية، نعثر على إشارة واضحة، في العهد القديم، في سفر التّكوين: خلق الإله آدم وحواء ووضعهما في الجنّة وحذّرهما من الأكل من شجرة المعرفة: ‘وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ’ (تك 2: 17). نحن نعلم أنّهما لم يموتا، فماذا كان يُقصد بالموت؟ لقد حصّل الإنسان الوعي المعرفي، أو المعرفة، وانسلخ على الفور من الطّبيعة، التي لم يُغادرها أيّ نوع من الكائنات الحيّة الأخرى. لقد خرج الإنسان من الحالة الطّبيعيّة وجعل العالم «شيئًا» يتفحّصه، وبدأت منذ ذلك الحين متاعبه كلّها. كان الموتُ العقوبة الكبرى التي هدّدهم الإله بها، لذلك فإنّ وعينا المعرفي يجعلنا نُدرك الموت ويُنشئ فينا الأسى والألم. إنّ شجرة المعرفة هي كناية عن تحصيل الإنسان الوعي المعرفي. هكذا تأوّلَ الفيلسوف الألماني العظيم كانط هذه الأسطورة، وفكَّ التباسها، في مقالة موجزة كتبها في منتصف عمره بعنوان ‘تخمينات حول بداية التاريخ البشري’، حيث قال إنّ ‘الثعبان’ المذكور في سفر التكوين هو ‘اللّماذا’ الأولى، سؤال الإنسان الأوّل. لقد تطوّر دماغ الإنسان، حسب نظرية التطوّر، حيث نما حجم دماغ الإنسان الماهر (هومو هابيلس) والإنسان المنتصب (هومو إريكتوس)، وحدث ذات يوم ذلك الانفجار الهائل في ذهنه وصاغ أوّل الأسئلة».

«يخبرنا أبيقور أنّ الموت غير جدير بالخوف، يقول في رسالة إلى مُريده مينيسي ‘وهكذا فإن الموت، وهو أفظع الشرور، لا شيء بالنسبة إلينا، إذ عندما نكون فالموت لا يكون، وعندما يكون الموت فنحن لا نكون’. لقد منحنا أبيقور وصفةً علاجيّة متكوّنة من أربعة أدوية، قدّم لنا ترياقًا بالمعنى الأبقراطي؛ أوّلا ‘لا تخشوا الآلهة’، ثانيا ‘لا معنى للموت’، لن أشعر به حين أموت، سوف يكون بمثابة نوم هنيء أبدي، كما دعاه سوفوكليس في تراجيدياته بـ’النوم الأبدي’. ثالثًا ‘يسهل الحصول على ما هو جيّدٌ’. بإمكانك تحصيل الفرح، إنّه أمرٌ هيّنٌ. رابعًا ‘بإمكانك تحمّل ما هو فظيع’. يمكننا تحمّل الشدائد والنكبات والمحن التي تصيبنا، إذا ما تملّكنا هذه الأداة، هذا ‘القُوت الفلسفي’، هذا السّلوك الفلسفيّ السّليم».

«لقد ذهب تشاؤم الإغريق إلى الأقاصي، ولامس القاع، وتبصّر الظّلمة المطلقة، لكنّه لم يعلق في الأسفل ليصير عدميّةً. لقد صنع الإغريق من ذلك التشاؤم قوّةً وارتقوا وصاغوا أنشودةً من رحم تفجّعهم، لذلك أبدعوا هذا الفنّ الفريد الرّائد الخالد. لقد ولّدَ هذا الألم الأعمدة والتماثيل والفلسفة الأفلاطونيّة وأغاني بنداروس ومرثيات الشاعر الغنائي وملحمة هوميروس».

الفلسفة

«في الفلسفة، عندما نقول ‘الموت’ فإنّنا نعني ‘العدم’، كما هو وارد في الأنطولوجيا، وعندما نقول ‘الحب’ فإنّنا نعني ‘الكينونة’». تجري دراما الحياة في هذين القطبين، إنّ ما نسمّيه بالطّبيعة والولادة والخلق، هو بالضبط اللّقاء الفلسفي بين الحب والموت، إيروس وثاناتوس- الكينونة والعدم».

«إنّ ما نحتاج إلى معرفته بخصوص الحبّ، هو علاقته التّبادليّة بالموت. إنّ حالةً إيروسيّة مكثّفة، طريقة حياة إيروسيّة عميقة، لن نُدركها أبدًا في بعدها الطّبيعي إنْ لم تكن مصحوبة بظاهرة الموت. لذلك كانت لقصص الحب التي يكتبها الشعراء العظام نهايات مدمّرة، مثل تراجيديا روميو وجولييت لشكسبير التي تُعدّ بمثابة نموذج أصليّ».

«إنّ هرقليطس أعظم عقل وُلد على الإطلاق. ماذا قال هذا الرجل؟ لقد حُفظت لنا بعض شذراته التي وسعت كلّ شيء، كلّ شيء، النظريات الحديثة كلّها، ميكانيكا الكم، الفيزياء النسبيّة.. لقد كان هذا الرجل المالينخولي ينتحب طوال حياته، سخط على النّاس واستهزأ بهم، ومات متجوّلًا بين الجبال. يقول في إحدى شذراته ‘إنّ هاديس (الموت) وديونيسوس (الحب) أمرٌ واحدٌ’».

«لقد أقرّ فرويد في شيخوخته بوجود مبدأ، قانون في الطبيعة، هو النموذج البدئي الأساسي الأقوى. إنّه الدّافع نحو الموت (ثاناتوس). يتمّ التعبير عن هذا الدّافع بطريقتين: إمّا أن يُوجّهَ نحو الدّاخل ساعيًا إلى تدميري، مثل الانتحار الذي يُعدّ حالة نموذجيّة، وإمّا أن يُوجّهَ نحو الخارج بسبب وجود قوى مقاومة تحوّله ليصير الظاهرة التي نسمّيها ‘عدوانيّة’. انطلاقًا من هذه النقطة، قام فرويد بتأويل التاريخ البشري بطريقة لم يتخيّلها أيّ فيلسوف من قبل، لقد فسّر السجلّ الإجرامي الثقيل للتاريخ. لماذا تندلع الحرب؟ لم يكن ثمّة مفرّ من الحرب منذ بداية التاريخ، إنّها أكثر أشكال الصّراع تطرّفًا.

لماذا توجد الحرب؟ يكافح الكثير من الحكماء والفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسيين والعلماء والاقتصاديين من أجل إيجاد صيغة لتنظيم العلاقات الإنسانيّة، من أجل طمس هذه المعاناة، ولم ينجحوا. لماذا؟ لأنّ أحدهم لم يفكّر في وجود شيء متأصّل في الطّبيعة البشريّة، شيء طبيعي محض ولا يُهزم: الدّافع نحو الموت، عندما يتحوّل إلى الخارج ليصير عدوانيّة. هذا هو فرويد».

Post: #5
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-30-2021, 01:57 AM
Parent: #4

الأخ محمد المرتضى

QUOTE] الأخ العزيز محمد..

هل من رابط يقود إلى المحاضرة المعنية؟

مع تقديري..


تحياتي أخ محمد المرتضى

عفوا أخي لم أرى طلبك إلا الآن ...العتب على حاجات كتيرة ههههههه.

و الشكر اللأخ زهير ما قصّر..


Post: #6
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: زهير عثمان حمد
Date: 04-30-2021, 02:17 AM
Parent: #4




يا دكتور متعك ربي بالعافية ولك مني كل الاجلال والتقدير
وأرجو أن تسمح لي بالخوض في هذا الامر ومن منحي أنساني وعبثي عله يسوقنا لتفسير مقنع أو قل معقول بحثا و تأمل بعمق في الموت او كما تحب الاديبة الرائعة نوال العلي تسمية بالغياب
أستهل ما اود طرحه بهذه الابيات للشاعر صلاح أحمد إبراهيم
أإذا متنا انتهينا للأبد؟ غير ما أسماه دهري طبيعة؟
أم بدأنا من جديد .. كيف أو أين سؤال هائل لن نستطيعَه
أفمن يذهب عنا سيعود مثلما تزعم شيعة…ثم هل عاد أحد؟
أم له في داره الأخرى خلود
بعد أن يسترجع الله الوديعة
بكتاب وأمَدْ؟
رهق سؤال الموت يعذبنا ان كنا مؤمنيين أو ملحدين وكتابات كثيرة مقلقة ومخيفة وأخري محفزا لخوض تجربة الموت بالانتحار وكنت أسمع لأستاذي في الجامعة الاسلامية عند ما يتكلم عن الموت ويقول - نحن موتنا حياة وفي موتهم موات ! للموت فلسفته الخاصة في الإسلام يكشف عنها سيدنا محمد ص لابنته فاطمة في لحظة موته عندما قالت‏ ‏ واكرب أبتاه ، فأجابها-‏ ليس على أبيك كرب بعد اليوم‏،‏ فالموت يضع نهايةً للكرب‏ والهم والحزن والشقاء والألم،‏ وينتهي معه البلاء الذي لا يمكن أن ينجو منه إنسان قط بهذه الروح المطمائنة تجد اغلب أهلنا يرحلون بيقين الراحة وكذلك كتب القس ريموند مودي هو الأب لحركة تجربة الاقتراب من الموت الحديثة وعمله الرائد الحياة بعد الحياة على تغيير العالم ، وأحدث ثورة في طريقة تفكيرنا في الموت وما يكمن وراءه نُشرت هذه الدراسة في الأصل عام 1975 ، وهي الدراسة الرائدة لمئة شخص عانوا من الموت السريري
وتم إحياؤهم والذي يقال ، بكلماتهم الخاصة وما يكمن وراء الموت وأنهم كانوا الاقرب للموت
فمنذ بداية الخلق و ظاهرة الموت ليس لها تفسير يحقق لنا الفهم فقط ودوما نسال لماذا نموت ؟
ونحن أمام الموت في ذهول و رعب و حيرة لا شيء تغيّر وكأنما حكمة العصور وفلسفة الدهور، وعلم الأجيال هباء يتبدد أمامه الموت، سيداً للحقائق
الموت في جوهره قيد على وجود الإنسان فلا يمكن أن تكون هناك حرية وإلا كان الحديث عن القيد عبثاً ولهذا قيل إن طبيعة الموت هي الكلية المطلقة جميع البشر للفناء وكل نفس ذائقة الموت لا محالة إن الموت يتبع إزاء الجميع سياسة ديموقراطية تقوم على المساواة المطلقة يرتبط الموت في كثير من التفسيرات الدينية بالحرية والانعتاق من كبد الدنيا تعال لنري بالرغم من اكتشاف حتمية الموت يؤدي الى صدمة عميقة وأن الإنسان لم يتقبّل من دون مقاومة مشهد انفصاله عن الحياة بكل بهائها أو الفقدان الحتمي لمن نحب فإن هناك عزاء يتمثل في الإيمان بالبعث والقيامة والراحة الابداية ولهذا تجد الرغبة شديد وغريزه
في الحيا ة ونفضل الحياة نبذل لها كل الممكن ونحارب الموت ولا نستطيع ان نمد الايام او نسلم من الموت الموت موجود بيننا ولكن تعالوا نحاربه بالخلود من خلال التمييز لا شيء نستطيع غير هذا


Post: #7
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Biraima M Adam
Date: 04-30-2021, 02:23 AM
Parent: #4

ول أبا دكتور محمد عبد الله
سلام .. وأسعد الله أوقاتك وتقبل الله صيامنا وقيامنا في هذا الشهر الفضيل ..
هنا المحاضرة القيمة للدكتور دميترس لياناتس .. (الفيديو مترجم للأنجليزية في شريط الفيديو) ..




بريمة

Post: #8
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-30-2021, 07:50 PM
Parent: #7

كما أشرت أن الذي شد انتباهي لمحاضرته التي القاها هو تناوله لفلسفة الموت من خلال الرؤية ‏الفلسفية لليونانيين القدماء ارتباط ذلك بالأدب الملحمي الأغريقي القديم

(الاتيكي) و كذلك من خلال ‏مقارنته لفلسفة اليونان مع الدين المسيحي والاسلامي فيما يتعلق بالنظرة نحو الموت. ‏

يتضح من خلال استعراض فلسفة ليانتنيس إن ثيمة الموت لديه عبارة عن رؤية مشهدية/ بانورامية تمتد ‏عبر الزمن لثيمة أو فكرة الموت وانعكاسها من ثَم على التفكير

والسلوك والفلسفة لدى اليونانين. ‏

قبل أن أنزل وجهة نظر ديمتريس ليانتينيس أعتقثد من الأفضل أن أنزل مقتطف من مقال يتناول جزء من ‏سيرته وملخص عن فكرته عن الموت.‏

هذا ما كنت كتبته قبل أن أشاهد فيديو الأخ بريمة

Post: #9
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-30-2021, 07:58 PM
Parent: #8

شكراً ول أبا بريمة على التناغم البديعي بإنزال فيديو المحاضرة...‏
بدل أن كنت أنوي التعليق على المقال و التقاط أهم النقاط التي تمثل رؤية المفكر اليوناني وجدت نفسي ‏أحاول متابعة الفيدية و يبدو أنه المقال ‏
أفلح إلى حد كبير في اقتباس أهم الأفكار( حسب الجزء القصير من الفيديو الذي تابعته)..الفيديو طويل ‏فأرجيت إكماله لوقت آخر..لكنه يستحق. طبعا كنت مشتت ‏
بين قراءة كلام ديمتريس و تتبع ردود أفعال و نظرات المستمعين من الأطباء ذوي الخلفية العسكرية..‏
حسب رأي أعتقد أنه فكرة الموت لدى الأطباء(وكذلك العسكريين) او موقفهم من الموت تكون اقل إثارة ‏للتفكير أو أن هاجس الموت لديهم ليس بنفس الحدة و التفجُّع
الذي نجده لدى الشخص العادي. لأن فكرة ‏الموت قد يكون لدى الأطباء والعسكريين إلى حد بعيد يكاد ينطبق عليها مقولة الفيلسوف الألماني هيدجر ‏عن الموت بقوله
(يجب على الموت ألا يكون هاجسا وجوديا يقض مضاجعنا).. أي بإعتباره حقيقة واقعة، ‏وبالتالي فلنتجاوز هذه المحطة( كل نفس ذائقة الموت)..‏
كذلك نجد نيكولاس بيردييف يصف الموت بأنه هو الحقيقة الأعمق والأكثر دلالة في الحياة نفسها، وإنه ‏الشيء الوحيد الذي يجعلنا نفكر في معنى الحياة ذاتها. والحياة
نفسها لا معنى لها إلا في دلالة الموت ‏عينه).‏
هذا كتعليق عام أو مدخل للموضوع..و سنحاول بمشاركة الأعضاء المتابعين تناول مختلف جوانب ‏الموضوع.‏

Post: #10
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 04-30-2021, 09:11 PM
Parent: #9

سأحاول يا ول أبا متابعة الفيديو للآخر.. و أعلق..

Post: #11
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 04-30-2021, 10:10 PM
Parent: #10

موضوع شهي كما هو عهدنا بكتاباتك يا دكتور
وربنا لو هون سأواصل معاكم ببعض الأفكار فيما يخص ثيمة الموت
أود الإشارة إلى أن مفردة الإتيكي وأحياناً تكتب الإتيقي مصدرها Ethical
وتعني الأخلاقي والقيمي وأحياناً يشار بها للفضيلة
أما الموت فهو يرتبط في الفلسفة بالزمن
والوجود عموماً كل الوجود محصور بين أفقيٍْ الزمان والمكان
أو الزمكان عند إنشتاين
وبتبقى في مشكلة فلسفية وجدلية هنا
وهي مشكلة إمكانية الوجود خارج الزمان والمكان البنعرفم (يمين شمال، وراء قدام، فوق تحت، أمس، الآن وغداً)
طبعاً في قصص كتيرة عن أكوان كتيرة
وهنالك الجدل حول وجود الله
هذه المواضيع يبحثها فرع الفلسفة المسمى بالميتافيزيقا
أيضاً إنشتاين إتحدث عن الزمن المختلف عن زمننا الأرضي
وهو يرى بأن الزمن بتمط وبنكمش مع السرعة
وممكن يرجع لورا كمان
أما عن علاقة الموت بالزمن
نجد أن الإنسان من يوم ما يولد، كل يوم جديد في حياته بينقص من عمره يوم
عشان كدا هيدجر بيوصف الإنسان بإنه كائن يتحرك بإتجاه موته
وربما كان هيدجر أحد النادرين الذين يرون في الموت حسنة
لأنه قلق الإنسان من إنه كل لحظة عمره ماشي في نقصان
بيدفعه للإنجاز بسرعة قبل فوات الأوان
وبيقول الموت هو التجربة الوحيد التي لا يمكن أن يخوضها لك غيرك
ولا أحد من الأحياء جربها من قبل
هنا بيجي نقاش الموت السريري وموت الدماغ (البيولوجي)
كثيرين بيتوقف القلب والرئتين لكن الدماغ لسة ما مات وبعمليات الإنعاش
ممكن يرجعوا للحياة
بس دا ما الموت المقصود
وبرضو هنا بيجي سؤال أرّق الفلاسفة عن أمر الروح
لأنه الماديين بيأكدوا إنه مافي حاجة إسمها روح في جسد فقط
والمثاليين بقولوا لا في روح وفي جسد
بس بقلبم الإجابة على سؤال ماهي الروح
ثم بعد دا بيجي سؤال ما بعد الموت
ودي حتة فيها غلاط شديد
لا سيما حول هل مفهوم الجنة والنار
وعدل الله الذي يتناقض مع وصف الجحيم


Post: #12
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 02:55 AM
Parent: #11

تحياتي الأخ السناري...وألف مرحب ‏
في البداية أود أن أنوّه بأن كلمة اتيكيا تختلف عن كلمة اتيقيا التي تقصدها(الترجمة البغيضة لكلمة ‏ethics‏..والتي تعني الأخلاق‏‎(‎و لكن ‏اتيكيا
التي يقصدها المفكر اليوناني ديمتريس هي إشارة للغة ‏اليونانية القديمة النتي كانت سائدة في العصور القديمة (قبل الميلاد) في المنطقة
حول أثينا حيث كان لكل ‏منطقة لغتها..و أعتقد أنها كانت لغة الملاحم اليونانية ‏والتي كانت معاصرة لفلاسفة اليونان مثل أرسطو ‏وافلاطون و
سقراط،والله أعلم.‏

Post: #13
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 03:03 AM
Parent: #12

الأخ أبو الزهور الرجل صاحب الإحساس العالي وصاحب النبرة الصريحة
أتأسف للتأخير على تعليقك..
Quote: يا دكتور متعك ربي بالعافية ولك مني كل الاجلال والتقدير
وأرجو أن تسمح لي بالخوض في هذا الامر ومن منحي أنساني وعبثي عله يسوقنا لتفسير مقنع أو قل معقول بحثا و تأمل بعمق في الموت
او كما تحب الاديبة الرائعة نوال العلي تسمية بالغياب
أستهل ما اود طرحه بهذه الابيات للشاعر صلاح أحمد إبراهيم
أإذا متنا انتهينا للأبد؟ غير ما أسماه دهري طبيعة؟
أم بدأنا من جديد .. كيف أو أين سؤال هائل لن نستطيعَه
أفمن يذهب عنا سيعود مثلما تزعم شيعة…ثم هل عاد أحد؟
أم له في داره الأخرى خلود
بعد أن يسترجع الله الوديعة
بكتاب وأمَدْ؟
رهق سؤال الموت يعذبنا ان كنا مؤمنيين أو ملحدين وكتابات كثيرة مقلقة ومخيفة وأخري محفزا لخوض تجربة الموت بالانتحار وكنت أسمع لأستاذي في الجامعة الاسلامية عند ما يتكلم عن الموت ويقول - نحن موتنا حياة وفي موتهم موات ! للموت فلسفته الخاصة في الإسلام يكشف عنها سيدنا محمد ص لابنته فاطمة في لحظة موته عندما قالت‏ ‏ واكرب أبتاه ، فأجابها-‏ ليس على أبيك كرب بعد اليوم‏،‏ فالموت يضع نهايةً للكرب‏ والهم والحزن والشقاء والألم


تعليقك مليء بالاحاسيس الطبيعية والموقف نحو الموت كنهاية حتمية للبشر..فعلا استشهادك بالتراث الإسلامي و الفلسفة الاسلامية حول الموت

لا تدع مجالا كبيرا للتردد أو التفكير ليس حول الموت و إنما بعد الموت..عكس فلسفات أخرى تقف عند الموت و فلسفته..فالأمر بالنسبة للأديان ..

فعلا الموضوع مربك وموضوع قديم مثير للقلق البشري وما إلى ذلك..
في وجودك يا حبيبنا الفاضل سنحاول جميعا تناول ما يتوفر لنا من أفكار و اقتباسات لكي نقف على مختلف الفلسفات والآراء حول الموت.

الكتابية الثلاث موضوعه محسوم سلفاً

Post: #14
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 03:11 AM
Parent: #13

الأخ السناري

تصدق عندما كنت أكتب في البوست كنت أقول بيني و بين نفسي هذا البوست بيشبه أخونا ‏السناري..و الحمد لله لم تخالف التوقعات..‏

طبعا بنحتاج لمشاركاتك الدسمة..

علماً أنني عندما فكرت في البوست لم أكن أفكر اطلاقا في الكتابة ‏عن الموت أو فلسفة الموت ولكني كنت أبحث عن المقارنة عن وقع الموت

لدى المجتمعات المختلفة ‏وانعكاس ذلك في انتاجها الأدبي من أساطير وحكاوي ورموز..‏

المهم استاذنا الفاضل في انتظار مساهماتك الدسمة و التي خبرناها ...وعلى الرحب والسعة.‏

كما ذكرت أو بدأت انت المدخل الأولي هو رؤية المثاليين و الماديين..و سنتناول كذلك موضوع ‏الموت لدى العرب و فلاسفتهم و شعراؤهم..

وكذلك سنتناول ثيمة الموت عند الغربيين..وسنعرج ‏على بعض مآلات الموقف من الموت مثل اللجوء للإيمان أو الزهد أو التصوف أوالانتحار أو

‏الإندماج في سائر ملذات الحياة..إلخ..‏

كل لك من خلال مساهمتكم جميعاً

Post: #15
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 04:09 AM
Parent: #14

كسرة: حول كلمة استخدام كلمة (ثيمة) الواردة في العنوان..في الحقيقة جاء استخدامي لها حسب تفكيري ككلمة بديلة لكلمة (فكرة)..ومنذ
أن كنت أقرأ مجلات النقد المسرحي كانت كلمة ثِيمَة أو تِيمَة هي المستخدم للتعبير عن الفكرة الأساسية للمسرحية أو الفيلم..
ولا أدري لماذا كان يتم استخدام تلك الكلمة(تيمة) بدلاً من كلمة (الفكرة الأساسية).. فكان إعجابي بها و باستخدامي لها نابعاً من شيء يجعلني
ملماً بما يجري في ذلك المجال..و بمرور الوقت وجدت الكلمة قد فشا استخدامها لدى كتاب المغرب العربي الذين ملكوا ساحة الكتابةو الترجمة
في السنوات الأخيرة وفاق انتاجهم مصر و لبنان اللذان كانتا منارات النشر و الطباعة(وإن كنت أرى أن مصراً الآن بدأت تستعيد اراضيها في النشر والترجمة).
وعلى ذكر النشر و الكتابة في المغرب العربي فقد سرت في شرايين اللغة العربية الكثير من الكلمات التي تحمل ملامح الكلمات الأجنبية مثل كلمة فيلولوجيا و استطاطيقيا و إيتقيا
و هيرمونطيقيا حتى تحس أحياناً بشيء من النشاز أو الارتباك حتى في تقارب لفظ الكلمات..

Post: #16
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: طارق محمد الطيب
Date: 05-01-2021, 04:41 AM
Parent: #15

السلام عليكم
أساتذتي الإجلاء ،،
يقول الامام الشعراوي رحمه الله تعالى
اذا مات الانسان قامت قيامته

لعلها مداخله لا تخدم البوست كثيرا لكنها لن تضره طالما كان الحديث عن الموت ( مؤرق الناس اجمعين)
و غفر الله لنا ولكم .

وشكرا

Post: #17
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 04:50 AM
Parent: #16

محاضرة ديمتريس هي وجهة نظر ربط فيها بين الموت و الأدب قد نختلف معه ولكنه فتح كوة نتطلع ‏منها على علاقة الموت بالأدب...
و الأدب كما نعرف هو خزانة الامة وذخيرتها وعاء الامة الثقافي ‏والفلسفي والقيمي الذي يحدد النظرة للاخرين للحياة كما للموت وللسلوك... الخ.‏
الموت ليس موقفاً فكريا فقط، فالفكرة عبارة عن فعل واعي و لكن له امتدادات سيكولوجيية وتشعبات ‏ذات بعد نفسي، وشعوري. بالتالي فإن
الموت قد يتضمن فعل لا واعي، أو غير منضبط، أو غير متوقع ‏غير متحكم فيه، أو لا منطقي( مقارب لمعاني الرهاب).‏
التفكير في الموت وما بعد الموت يقودنا كذلك لفكرة قريبة لفكرة اللاوعي الجمعي أو العقل الباطن ‏الجمعي التي ابتدعها كارل جوستاف.. والذي
يصفه جوستاف بأنه عبارة عن خبرات بشرية ‏ و شيء من ‏سيكولوجيا جمعية (ليس سيكولوجية الفرد) وهي الخبرات التي يشترك فيها جميع البشر بمن
خلال ‏خبرات ترد اليهم من الاسلاف عبر نماذج متوارثة عبر الاساطير والرموز. حيث يعمل هذا الجماع في ‏اعتقادي في مساحة تتراوح بين الغريزة
الطبيعية والغريزة المكتسبة من خلال التفاعل البشري والمنتقل ‏عبر الأجيال من خبرات منقولة أو مكتسبة حدسياً (فيمينولوجياً)..‏

Post: #18
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 05:02 AM
Parent: #17

الأخ طارق الطيب شكرا على هذه الزيارة اللطيفة و التعليق الطريف ومرورك زي النتسمة..تسلم عزيزي الفاضل:
Quote: السلام عليكمأساتذتي الإجلاء ،، يقول الامام الشعراوي رحمه الله تعالىاذا مات الانسان قامت قيامتهلعلها مداخله لا تخدم البوست كثيرا لكنها لن تضره طالما كان الحديث عن الموت ( مؤرق الناس اجمعين)و غفر الله لنا ولكم .وشكرا
ألف شكر

Post: #19
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-01-2021, 05:27 AM
Parent: #18

إن هاجس الانسان عن الموت مصبوغ في كثير من جوانبه بفكرة الغريزة أو للاوعي الجمعي..والذي ‏جعل الخلاصة النهائية والمؤكدة، والتي لا فرار منها هي الموت او انتهاء الحياة، أو العدم لدى البعض...‏
الأديان الكتابية أتت إلينا بتفاصيل محددة وتأكيدية ليس للموت فقط بل لوجود الحياة بعد الموت..وذلك ‏باعتبار الموت محطة عبور ...
وبالرغم مما في هذه الفكرة من راحة لكونها تداعب حلم الإنسان العادي ‏بالخلود . فحياة الإنسان فيما يبدو مجبولة ومنقادة بالاحساس وبفكرة الخلود والسرمدية.. إلا أن
حتمية ‏الموت التي تؤكدها الأديان السماوية(‏(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )‏، لم تستطيع أن تقلل من هواجس التفكير ‏في الموت إلا قليلا..‏ ‏
وإذا كانت فكرة الموت كحقيقة انطولوجية لا تقبل الجدل إلا أنه مما يزيد في قتامة المشهد ذلك الغموض ‏المرتبط بالفقد الفجائي وبالاضمحلال و التحلل المادي للكائنات
وللانتقال غير المرئي لما يسمى بالروح ‏واختفاء حيوية الجسد، ثم تأتي سادسة الأثافي المنغصة للشعور البشرية وهي كل احاسيس الفاجعة ‏والحزن المرافقة للموت
والفقد والرحيل والمغادرة..‏
و عند هذه النقطة يلجأ الإنسان للأدب علّه يجد عند السلوى ويناجي من خلاله الروح والوجدان و يعزِّي ‏الشعور نحو النهاية التي لا تتوافق مع توق الإنسان الطبيعي للخلود ..
و هنا يظهر الأدب كتعويض ‏وكانتاج موازي للفقد ومواسي للنفس.. ولعنمري إن هذه النقطة الفارقة التي يقف فيها الإنسان حائراً ‏هي نفس النقطة التي تتجلى فيها الفلسفة
بامتدادها الفكرية و بتساؤلاتها اللانهائية والمشروعة في نفس ‏الوقت لتتجاوز بطبيعتها أفق المسمات المرتهن لدى العقائد و المكبل بالواقع الممض الى آفاق التفكير ‏اللمحدودة.
تنفرع التجاءات البشر التعويضية إما الى منحى ميتافيزيقي صوفي مثالي خيالي لتقديم ‏مرافعة تبريرية عن الموت نفسه وما يستتبعه من احاسيس او عن رؤياه لما بعد
الموت اما المنحى ‏الثاني الذي يلجأ إليه الإنسان فهو التفكير الفلسفي المادي الذي يقف في حدود عتبة بداية الموت وتحقق ‏مفارقة الحياة..‏

Post: #20
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-02-2021, 10:46 PM
Parent: #19

سأحاول فيما يلي التعليق ولملمة الأفكار التي بثها ديمتريس ليانتنيس في محاضرته التي ألقاها قبيل ‏انتحاره.. ‏

يقول ديميتريس في محاضرته أن التراجيديا اليونانية القديمة قد انبثقت من خلال علاقة الاغريق بالموت أو ‏رد فعل لتلك الرؤية...‏

‏...بما أن ليانتنيس‏ كما تفيد سيرته فقد كان اكاديميا متخصصا في فقه اللغة (الفيلولوجيا ) وكانت أطروحته ‏للدكتوراة حول

(حضور الرّوح الإغريقيّة في مراثي دوينو لراينر ماريا ريلكه). وقد ام بتأليف مجموعة من ‏الكتب في التربية والقراءة الفلسفيّة للشعر،
وفي تأويل الثقافة الإغريقيّة الكلاسيكيّة.‏

‏ بالتالي فقد صبغ ذلك مجمل رؤيته للموت و ربطها بالتراث الإبداعي الهيليني ..‏

وهكذا نجد إن سيرته تذكرنا بسيرة ادوارد سعيد الذي انطلق في نقده للاستشراق انطلاقاً من تخصصه في ‏اللغة و الأدب. ‏

Post: #21
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-02-2021, 10:55 PM
Parent: #20

ونلاحظ أنه من خلال سيرة ليانتنيس ومؤلفاته والمحاضرة الأخيرة التي ألقاها ميله لتناول فكرة الموت ‏من خلال علاقته بالتراث الابداعي الثقافي والأدبي اكثر من ‏ربط ذلك برؤية فلسفية، وبالطبع فذلك يعتبر ‏متوقعاً من خلال النظرة المادية البحتة التي ترى في الموت العتبة النهائية أو العدم وفق الفلسفة الإغريقية ‏القديمة.. وهكذا انعكست تلك الرؤية الاحادية في تناوله لفكرة الموت وفق تماهيه مع التراث الإريقي ‏الكلاسيكي. و أعتقد أن ذلك قد أحدث قطيعة بين رؤيته للموت أو فلسفته و بين رؤية نقدية أكثر عمومية . ‏فرؤيته للموت كفلسفة كانت قد تكون أكثر غنىً لو أنها استصحبت معها نقداً لموقف الدين من الموت ‏ولمواقف غير الإغريق حتى يبتعد عن تأثير الشوفينية التي قادت لشوفينية فكرية تماثل المركزية ‏الأوروبية.‏ و إن كان له بعض عذر أو مخرج من هذا الحيز فسيكون هو رؤية الفنان و التي لا تخضع لمنطق العقل..وهنا سنكف عن توجيه سهام النقد له.

Post: #22
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-02-2021, 11:06 PM
Parent: #21


طبعا سنحاول إلقاء نظرة على التراث العربي ورؤيته للموت كما ينعكس في الشعر والأدب العربي حتى تكون الصورة أكثر جلاء خاصة بافتراض
أن المجتمع العربي قبل الاسلام كانت تغلب عليه رؤية لربما تكون غامضة نحو المآلات لما بعد الموت. كما سنوضح.

Post: #23
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-03-2021, 01:22 AM
Parent: #22

بالفعل يا محمد الأتيكي في النص يرجع للغة سبقت الأيونية في دولة المدن الإغريقية القديمة
وأيضاً أوافقط على أن الترجمة للأخلاقي بالإيتيكي أو الإيتيقي هي ترجمة رديئة
نرجع لمسألة الموت
فكما كان وجود خالق للكون لغزاً لم ولن تصل الخليقة إلى حقيقته
كذلك الأمر مع حقيقة الموت إذ أنه وكما لم ير مخلوق الله من قبل
كذلك لم يجرب أحدٌ الموت من قبل
فتبقى حقيقة الله وحقيقة الموت أسئلة الميتافيزيقا التي لا إجابة لها
نعم لقد فشل البشر رغم تقدمهم في العلوم والتقنية عن كشف القناع والتعرف على الموت
ماهيته وما يحدث فيه وبعده
والفلسفة في بحثها معضلة الموت ترجع للسؤال الجوهري عن حقيقة الإنسان
وهل هو جسد فقط يفنى فيفنى للأبد
أم جسد وروح يموت الجسد وتبقى الروح سرمدية
لم تفلح الفلسفة في تقديم إجابات شافية على هذه الأسئلة الميتافيزيقية
لكن هنالك بعض الإفتراضات الميتافيزيقية جلبتها الأديان السماوية والأرضية
إبتداءً من كتاب الموتى الفرعوني
ومروراً بالسامسارا في الأديان الشرقية القديمة
ثم إنتهاءً عند الأديان الإبراهيمية
التي شرحت للمؤمنين بها حقائقها عن الموت ووكلائه من الملائكة التي تقبض الأرواح
ثم ما يحدث في القبر من أحداث يعقبها يوم البعث والحساب.
الأديان الشرقية مثل الهندوسية والبوذية هي ديانات أرضية، لم يرسلها إله في السماء
ورغم ذلك يبلغ عدد المؤمنين بالبوذية فقط ما يزيد عن نصف مليار شخص في العالم
وتنتشر الآن في أوروبا وامريكا الشمالية
. أسسها بوذا (الشخص الذي وصل الإستنارة و النيرفانا والتي هي حالة الوجود الأطهر)
وسبقت هذه الأديان الشرقية الديانات الإبراهيمية
تؤمن الديانتان البوذية والهندوسية بما يعرف بالعليّة الأخلاقية (الكارما)
والتي ترى أن المكر السيء يحيق بأهله وكذلك النية الطيبة زاملة سيدا
أي بإختصار أن لكل فعل عاقبته في الدنيا مهما طالت فترت
ه فمحكمة النوايا مزروعة في باطن الأرض وتحكم بالثواب أوالعقاب لكل فعل
أي هي للحكم فقط لكنها غير معنية بتنفيذ الحكم والذي يخص الروح لا الجسد
حيث الأخطاء مسموح بها ومسامح بها
لكنها تسكن الروح ومن جسد لآخر
من أهم أفكار البوذية فكرة السامسارا
وهي تشير لدورة الموت ثم العودة للميلاد من جديد
فيما يعرف بدورة الكينونة التي تبدأ فيها أي كينونة
من يوم خلقها أو ولادتها فتمر بمرحلة البقاء ثم الموت
ثم الميلاد من جديد فالبقاء ثم الموت مرة أخرى وهكذا دواليك
فيما يعرف بالتناسخ .
كل شخص أو ذات في هذه الديانات الشرقية هو روح أبدية مخلدة وفريدة
تختلف عن باقي الخلق
وتنتقل من جسد إلى آخر بعد الموت
هكذا بعد كل موت يروح الجسد
وتبقى الروح سرمدية في جسد جديد
قديكون بشر، كائن بري، بحري، طائر أو نبات ألخ
ويعتمد ذلك على الكارما
حيث أن ميلاد أي شخص ونوعية حياته وعمره كلها تتحد بأفعال الروح السابقة
يحمل خيرها وشرها الذي ينعكس على نوعية حياته/ها
فالبشر تموت أجسادهم وتبقى الروح خالدة
تعيش دورة حياة بعد أخرى
وهكذا لا نهاية للحياة
أو مفهوم للجنة والنار كما في الأديان السماوية
ويمكن للشخص أن يتخلص من هذه الروح (السامسارا)
عبر ممارسات تطهرية روحانية مثل اليوغا
حيث أن الهدف الأسمى في الحياة هو الوصول للموكشا وللإستنارة.
من ناحية أخري تختلف الثقافات في التعامل مع الجسد الميت
فمنها ما يرى دفنه فور الموت
ومنها ما يرى غسل الجسد وتعطيره والصلاة عليه
ويبعضها يؤجل الدفن حتى يسهر الأحباب مع الجسد يودعونه
ومنها مايرى حرقه
ومن يؤمن بعودة الروح كما تفعل السامسارا.
تشتهر في التاريخ مدافن الفراعنة
عندنا في السودان مدافن تاريخية شهيرة منها مدافن فرج ودتكتوك
أيضاً هنالك الأشكال المختلفة لمراسم التشييع
والتي تعرض التمايزات الطبقية في أجل صورها
حيث تكلف بعض الجنائز أضعاف ما تكلفه الأعراس
وتنكس الأعلام ويعلن الحداد الرسمي للرؤساء والنبلاء والمشاهير
بينما يدفن الجنود والأعداء في مقابر جماعية وآخرين تترك جثثهم لتأكلها الطيور
وقد يعوض الجنود بنصب للشهيد أو الجندي المجهول.
في كولومبيا ، إذا مات طفل ، يُعتقد أنهم سيصبح من الملائكة
وفي الإسلام يشفع الطفل لوالديه
وغالبًا ما تكون فترة الحداد قصيرة
حيث يسعى الأحباء للحصول على الراحة في معرفة أن طفلهم في نعيم.
في بعض دول إمريكا الجنوبية يمضغ المعزون أوراق الكاكاو
التي يُعتقد أنها تسمح لهم بالتواجد مع أحبائهم المتوفين.
في ألبانيا، يتم عزف الموسيقى الشعبية خلال الجنازة.
غالباً ما تدخل زوجة المتوفي في فترة حداد
ففي الإسلام تعزل الزوجة من مخالطة غير المحارم حفظاً للأنساب لعدة شهور
ويتم في الحداد لبس ملابس سوداء أو بيضاء في غالب الأحيان
في بعض دول إفريقيا يتم قبل الدفن تجهيز المنزل من خلال تغطية المرايا
وإزالة سرير الشخص المتوفى ، وإقامة الوقفة الاحتجاجية.
إزالة أقدام الجسد أولاً من المنزل واتخاذ مسار خاص نحو موقع الدفن
حتى يظل المتوفى سلفًا ولا يتجول في المنزل.
حيث يمكن أن يؤدي الدفن المناسب أو إذا لم يتم بشكل صحيح
إلى أن يطارد الشخص المتوفى الأسرة ، وكذلك الآخرين في المجتمع.
إذا لم يتم دفن الفرد بشكل صحيح أو لم يعيش حياة كريمة فيمكنه إحداث الفوضى
كشبح للعائلة وكذلك للمجتمع.
في بابوا الغربية ، غينيا الجديدة اعتاد شعب داني
على بتر إصبع عندمي يتوفي أحد أفراد الأسرة
لتوضيح العلاقة بين الألم العاطفي والجسدي.
هنالك أيضاً عادة تعرف بعادة الدفن في السماء
وتعني أن جسد الشخص المتوفى قد تم إعداده وتقديمه للنسور
التي يعتقد أنها تساعد في نقل الروح إلى الجنة وفي النهاية إلى التناسخ.
يحظى هذا النوع من الدفن بشعبية في الثقافات البوذية ويركز على فكرة إطعام الأحياء.
في كثير من الدول تسير الجنازة ضمن موكب من السيارات
التي تفسح لها جميع السيارات الأخرى الطريق إحتراماً لرهبة الموت.
تتنوع حالات العزاء بين السهر الأيرلندي لحفلة الدموع الجنوب إفريقية
ويقيم الصينيون في الصيف مهرجان أشباح الأسلاف وعندنا تقام حفلات التأبين للشخصيات المهمة
هذه مقدمة مختصرة حول سرديات الموت
وسأقدم في المداخلات القادمة مقاربة الفلسفة من مسألة الموت

Post: #24
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-03-2021, 01:58 AM
Parent: #23

سعت الفلسفة للتحقيق في ماهية الإنسان
ألأنه هذه الماهية هي المقدمة الضرورية للتحقيق في ماهية الموت
ماهية الإنسان أو بشكل مبسط مما يتكون الإنسان
عموماً في الفلسفة هنالك عدة مواقف تجيب على السؤال
وهنا برزت في الفلسفة رؤيتان
الأولى تقول بأن الإنسان جسد وروح وتعرف بالموقف الزوجي (المثالي)
والرؤية الثانية ترى أن الإنسان جسد فقط وتعرف بالموقف الأحادي (المادي)
أي ال Dualism vs Monism
يرى الموقف الزوجي أن الإنسان يتكون من اجتماع الجسد والروح
ولكن الروح شيء منفصل ومتميز عن الجسد
وأنها شيء غير مادي (يعرفها ديكارات بأنها العقل)
أي لا تتكون من ذرات وجزيئات
وأنها محضن الوعي والفكر والأحاسيس
الموقف الأحادي أو المونيست
يرى أن الإنسان يتكون من جسد فقط
لكنها جسد في غاية التطور
لأنه يستطيع القيام بوظائف غاية في التعقيد
وله من القدرات
ما لا تمتلكه أي مادة أخرى
جسد يتكلم ويكتب الشعر ويجب و يخاف ويقتل ووو
مع تقرير الحقيقة عن الإختلاف في قدرات المواد
فالحجر مادة والكمبيوتر مادة والإنسان مادة
لكن لكل قدرات مختلفة.
الموقف المادي يقرر أن وجود الروح هو مجرد وهم
ليس هنالك إلا أجساد تمتلك مقدرات وظيفية عالية
كما أن هنالك موقف فلسفي مثالي آخر لم أورده هنا لضعفه
ويمكننا التعرض له لاحقاً لو تتطلب النقاش ذلك
وهو موقف يري بأن الإنسان عبارة عن روح فقط
وما الإجساد إلا توهم
الجسد عندهم روح من بعض روح الله
عند أصحاب النظرة الزوجية (Dualism)
والذين يقررون بأن الإنسان يتكون من
جسد مادي وروح غير مادية
يرون بأن الروح تصدر أوامرها للجسد وتوجهه
وأن الجسد من جانبه يصنع
إستجابات ويقوم بوظائف
تقررها الروح وتحسها الروح
فمثلاً عندما يحقن الإنسان
يحس بألم الوخزة ليس في جسده
وإن كان يظن ذلك
لكن الإحساس بالألم في روحه لا جسده
وإذا غابت الروح فلا إحساس بألم الوخزة
أي أن الإنسان عبارة عن حركة في إتجاهين
الروح تسيطر على الجسد
والجسد يؤثر في الروح بأشكال عدة
البعض حتى يحاول أن يحدد موقعاً للروح داخل الجسد
ربما في القلب أو الدماغ أو غيرها
لكن الفكرة الجوهرية هنا
إذا كان الإنسان يتكون من جسد وروح
والروح شيء منفصل عن الجسد
طيب عندما يموت الجسد
دعك من جسد الإنسان
لنقل جسد كلب
ويتحلل وتذروا عظامه الرياح
أين تذهب الروح؟
فرغم أن الجسد المادي إنعدم الوجود
إلا أن الروح لأنها غير مادية فهي
لا تخضع لعملية الموت والإنعدام كما الجسد
بمعنى أن الموت يمثل فصل العلاقة بين
المكونين الذين يكونان الإنسان
الجسد والروح
الجسد تعطل وتوقف عن إعطاء إستجابات وتنبيهات للروح
والروح لم تعد قادرة على السيطرة على الجسد

Post: #25
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-03-2021, 07:54 PM
Parent: #24

ينسجم الموقف الفلسفي الزوجي (الذي يقول أن الإنسان يتكون من جسد وروح)
مع الموقف الديني
لأنه يقرر بقاء الروح
حتى بعد فناء الجسد وإنعدام وجوده
ولكن مشكلة هذا الموقف
وبتقريره ثنائية التكوين الإنساني
يدخل في مأزق
لأنه عندما تنحل هذه الثنائية بموت الجسد
أين تذهب الروح؟
هل تموت الروح أيضاً
أم تبقى
وهل يمكننا في هذه الحالة
أن نقول أن الإنسان لا زال باق ببقاء روحه,
ولكن هل الإنسان روح فقط أم روح مركبة في جسد؟
هل يمكن للإنسان أن يبقى في شكل مكون واحد
من المكونين؟
إذن ماهي ضرورة المكون الآخر، إن لم يكن لازماً لبقاء الإنسان؟
كيف يمكن أن يفنى الجسد ولا يفنى الإنسان؟
ولكن قد يجادل أحدنا
بأن الإنسان مكون من روح وجسد نعم
فالجسد مادي
والروح غير مادية
ويستدرك بأنهما رغم إنفصالهما
إلا أن حياتهما وموتهما متصلان
أي أن بموت الجسد تموت الروح
ويتخارج بهذه الفرضية من الحرج
لكن معظم من يقولون بأن الإنسان جسد وروح (المؤمنون مثلاً)
يؤمنون بأن الروح قد تبقى بعد موت الجسد
وهنا تظهرإشكالية أخرى
وهي كيف وكم تبقى الروح بعد موت الجسد؟
هل تبقى للأبد؟
هذا بالطبع ما يؤمن به أتباع الأديان الإبراهيمية والشرقية
ضمن مفهوم خلود الإنسان

Post: #26
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-03-2021, 07:54 PM
Parent: #24

ينسجم الموقف الفلسفي الزوجي (الذي يقول أن الإنسان يتكون من جسد وروح)
مع الموقف الديني
لأنه يقرر بقاء الروح
حتى بعد فناء الجسد وإنعدام وجوده
ولكن مشكلة هذا الموقف
وبتقريره ثنائية التكوين الإنساني
يدخل في مأزق
لأنه عندما تنحل هذه الثنائية بموت الجسد
أين تذهب الروح؟
هل تموت الروح أيضاً
أم تبقى
وهل يمكننا في هذه الحالة
أن نقول أن الإنسان لا زال باق ببقاء روحه,
ولكن هل الإنسان روح فقط أم روح مركبة في جسد؟
هل يمكن للإنسان أن يبقى في شكل مكون واحد
من المكونين؟
إذن ماهي ضرورة المكون الآخر، إن لم يكن لازماً لبقاء الإنسان؟
كيف يمكن أن يفنى الجسد ولا يفنى الإنسان؟
ولكن قد يجادل أحدنا
بأن الإنسان مكون من روح وجسد نعم
فالجسد مادي
والروح غير مادية
ويستدرك بأنهما رغم إنفصالهما
إلا أن حياتهما وموتهما متصلان
أي أن بموت الجسد تموت الروح
ويتخارج بهذه الفرضية من الحرج
لكن معظم من يقولون بأن الإنسان جسد وروح (المؤمنون مثلاً)
يؤمنون بأن الروح قد تبقى بعد موت الجسد
وهنا تظهرإشكالية أخرى
وهي كيف وكم تبقى الروح بعد موت الجسد؟
هل تبقى للأبد؟
هذا بالطبع ما يؤمن به أتباع الأديان الإبراهيمية والشرقية
ضمن مفهوم خلود الإنسان

Post: #27
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: جلالدونا
Date: 05-04-2021, 10:03 AM
Parent: #26

سلام يا دكتور و لضيوفك الكرام
ده بوست سابق عن الموت
لمولانا و استاذنا محمد طه على الملك له التحية و التقدير مساهمات قيّمة ارجو مراجعتها
سؤال بعيد عن فلسفة الموت
ليه عندما يذكر الانسان الموت لا يفكّر الا فى نفسه

Post: #28
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-04-2021, 09:31 PM
Parent: #27

جلال إزيك
تعرف الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يعرف أنه سيموت يوماً ما
لكنه وهو يرى ويسمع بالوفيات كل يوم يستبعد أن يموت إلا في حالات نادرة وقاهرة
فلموت سيحدث لي ولكن ليس الآن وإن كنت أحمله على جسدي
لأنه عضو في دورة حياة أي بني آدم منذ أول ساعة أو لحظة فيها
إذ لا موت لا تسبقه حياة
وهو في دورة الحياة يمثل لحظة الفناء
ولكنه ليس الفناء بعد أن تنمو الشجرة وتحصد ثمارها
هو لا ينتظرك لتحقق كل أحلامك فتنام إليه مطمئناً
بل إمكانية تنبض مع كل ضربة من ضربات قلبك
وحالة وجودية مثلها مثل الأكل والشرب والمشي
إلا أنها آخر حالة وجود
______________

أما للإجابة على سؤالك
عن لماذا عندما يذكر الموت لا يفكر الإنسان إلا في نفسه
فذلك لأن الإنسان عندما يحضره الموت
يعرف أه ماضٍ لوحده بعيداً
الإنسان بطبعه كائن إجتماعي لا يحتمل العزلة
والموت أقسى وأقصي حالات العزلة
ورهبة الوحدة والعزلة
هي أكثر ما يخيف الإنسان من موته
لذا يقدم الإيمان أكبر خدمة للإنسان
عندما يطمئنه إنه فراق إلى لقاء
وإلى الأفضل

Post: #29
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-04-2021, 09:51 PM
Parent: #28

]ديكارت ومعه غالب المحاججين بإزدواجية الذات
يقولون بأن الروح أسمى من الجسد
وأن الروح تسيطر على الجسد
ويضرب مثلاً بالشمع الذي يأنيبألون مختلفة وأشكال وأحجام مختلفة
لكن جوهره هو هو
تتغير الأجساد والمواد والماهية ثابتة لا تتغير
هل تعني أعطاب الجسد علّة في الروح وقدراتها إذن؟
أم أن الجسد هو المسيطر؟
وأنه يؤثر بدرجة ما في وظائف الروح
إذا إفترضنا ذلك
هل يمنع ذلك أن يمتد فناء الجسد إلى فناء للروح؟
أليس ذلك إحتمالاً معقولاً أيضاً؟
ولكن البعض يقرر بأن الروح موجودة وهي مادية
ونحن نعرف أن لكل شيء مادي موقع ما يشغله
لا بد أن يوجد في مساحة أو حيز ما
فما هو الموقع الذي توجد فيه الروح؟
إن كان للروح موقع
هل تخضع الروح بذلك
لكل الخصائص الرئيسية التي تميّز المواد؟
لو كانت الإجابة لا..فكيف إذن تكون مادة؟
أولو رأينا أنها غير مادية
وأن ماديتها وهم تخلقه حقيقة الوظائف العضوية للجسد
الذي تحل فيه
وأن علاقة الروح بالوظائف
هي ما تجعل من مواقع أعضاء الجسم مواقع مادية للروح
أي أنها حالة من تماهي الروح في أعضاء الجسد

Post: #30
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-05-2021, 03:29 AM
Parent: #29


الماديون كما أسلفنا يصرون على أنّ الإنسان عبارة عن جسد فقط
جسد ذو مقدرات عالية
تمكنه من القيام بوظائف مدهشة
وأن الحديث عن الروح أو العقل ما هو إلا
وصف لمجموع هذه الوظائف العضوية والذهنية لهذا الجسد
ولشرح هذه الفكرة
يقول الماديون أن الروح هي وصف لغيرها
أي أنها مصطلح زائف يعنى به شيءٌ مختلف عما يقصد منه
وأنه مثل مصطلح الإبتسامة على سبيل المثال.
فما هي الإبتسامة ؟
الإبتسامة هي الوصف الذي نطلقه على التعبير
الذي تخلقه عضلات الوجه
بسبب قدرتها على التموضع بشكل معين لصنع ذلك التعبير
أي قدرتها على ذلك الفعل
إذا أردنا رصد أجزاء الجسم المشاركة في هذا التموضع
سنقول الشفاه والوجنات والأسنان وغيرها
لكن لن يكون من بينها شيء إسمه الإبتسامة
فقط سمينا التعبير الناتج عن فعلها بالإبتسامة
الحديث عن الإبتسامة هو إذن
حديث عن قدرة الجسد على الإبتسام
هل يمكن أن نقول أن الإبتسامة موجودة داخل العضلات؟
أو أنها المسببة لحركتها؟
بالطبع لا
الإبتسامة ليست هي الشفاه أو الوجنات ولا السنون أو العيون
ولا موجودة داخلها
ولكنها الإسم الذي نطلقه على أحد التعابير التي يستطيعها الجسد
وبنفس الصورة
يرى الماديون أن الروح
هي الأسم الذي نطلقه على مجموع الفعاليات الفيزيولوجية للجسد

Post: #31
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: جلالدونا
Date: 05-05-2021, 06:06 AM
Parent: #30

مرحب د/ سناري و شاكر جدا الافاضة فى الرد
بالنسبة للماديين نجيهم بى انو منتوج العقل البشري الهائل ده لم يخرج من ثلاثية آلة و طاقة محركة لها و الغرض منها
نمسك مثال بسيط
لمبة الكهرباء القلووز او الابرة كما يسميها البعض
لو اخدناها كجسم هى ليست فاعلة من غير تيار كهربائي *
من ضمن التكوين الجسماني للمصباح بنلقى انو فى سلكين كهرباء سالب و موجب
يجى السؤال انا داير شنو
داير اضاءة عشان كده بصل السالب و الموجب بى سلك تنجستون و امرر التيار الكهربائي للحصول على الاضاءة
نجى لى نفس السلكين فى اطار جسم اخر ... الخلاطة مثالا
بنشيل سلك التنجستون و نخت فى محلو موتور
شيل المثال ده و طبّقو على الانسان
محل الكهرباء خت الروح
و محل الغرض او الحوجة خت النفس
و محل اللمبة خت الجسد
يبقى الانسان روح و نفس و جسد
فلا الماديون على حق و لا ناس ديكارت على حق لتجاهلهم
ثلاثية التكوين الانساني
نجى للموت
الروح لا تموت بل تخرج من الجسد
تموت النفس بخروج الروح من الجسد
الجسد لا يموت و لكنه يفنى بالتحلل و يصير الى تراب
نشيل الكلام ده كلّو و نسقطو على اللمبة
زيادة فى شدة التيار انقطع سلك النجستون اذن باظت او ماتت اللمبة
بالتأكيد على اسوأ الفروض خ نرميها فى الزبالة
فى حالة الانسان ح نقبرو كجسد
يبقى اى تفسير قلسفي عن موت الروح او موت الجسد لا معنى له
لانه يتحدث عن اشياء لا تموت
و سبحان الله القائل كل نفس ذائقة الموت

Post: #32
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-05-2021, 04:24 PM
Parent: #31

شكراً جلال
فقط أود أن ألفت النظر كما ذكرت في بوست سابق
إلى انني لا أتحدث عن عقيدتي الشخصية في الأمر
وأقول عقيدتي
لأنّ أمر الروح والنفس هو في النهاية عندي أمر عقيدة وليس حقيقة
لم أتعرض لمفهوم النفس لأن الفلسفة تنظر للنفس والعقل كلاهما كمكونات روحانية
وبالتالي تتعرض لموقف المؤمنين بوجود روح والناكرين لذلك
والماديون الذين ينكرون وجود الروح هم بالأصل ينكرون كل الموجودات الميتافيزيقية
ويقولون بأن هنالك مواد تمتلك وظائف متطورة للغاية مثل الإنسان
وهنالك مواد ذات وظائف أقل تطوراً كالشجرة والجوال
على عكس المؤمنون بالروح وعلى رأس هؤلاء أتباع الأديان
ومعرفتهم بالروح في جملتها ترتكز على ما خبرتهم به الأديان عن الروح
وهم يعرفون الموت على أنه حالة خروج الروح عن الجسد
بينما عند الماديين فإن الموت يعني
التوقف التام لأعضاء الجسد عن وظائفها
ويشبهون هذا التوقف
بالتوقف التام للموتور أو الكمبيوتر أو الجوال عن العمل
أو إصابة المسجل المعطوب بالصمم التام
فكل مادة فاعلة في الدنيا عندهم
تضعف ومن ثم تتوقف عن العمل تماماًعندما تكثر أعطابها
أوتصاب ولو مرة واحدة بعطب جلل
كأن ترمي جوالك وتدهسه بمرزبَّة
على العموم يتفق التياران في أن الإنسان يمتلك جسداً
يتفق الطرفان على وجود الجسد لأن كل ما تحتاجه
لتؤكد وجود الجسد هو الحواس
مثل حاسة النظر
بينما لا يمكن إدراك الروح بالحواس
لأننا لا نراها لا نشمها لا نلمسها لا نتذوقها ولا نسمع صوتها
فنحن لا نستطيع إدراك الروح بحواسنا الخمس
حتى لمبة الكهرباء يا جلال يمكنك إدراك وجود الكهرباء فيها
بأجهزة بسيطة مثل المفك المخصص لذلك (جس فيوزات السيارة)
أي ماديّاً يمكنك الكشف عند وجود كهرباء
لكن لا يوجد جهاز لقياس وجود روح بالإنسان
هنالك أجهزة تقيس النبض والتنفس والحرارة نعم
وهنا نرجع لمثال الإبتسامة أعلاه لشرح الفرق بين هذه القياسات والروح
هل الروح موجودة ولكننا لا نراها مثلها مثل أشياء كثيرة في الحياة؟
لا ينكر الماديون وجود أشياء غير محسوسة مثل الذرات مثلاً
ويردون بأننا ليس بالضرورة أن نرى الشيء بأعيننا
ويكفي أن ندركه عبر الأثر الذي لا يرتبط إلا به ولا يدل إلا عليه
مثل التيار الكهربائي
وقد تعرضت لهذه القضية في بوست سابق في مناقشة كتاب كون
عن بنية الثورات العلمية
فعلى سبيل المثال
النظرية الذرية تتم برهنتها عن طريق
قدرة الذرة على القيام بوظائف مادية نرى نواتجها
التي تبرهن على وجود الذرة التي لا نراها
مثلاً كيف تتم البرهنة على وجود الأشعة السينية ونحن لا نراها؟
والإجابة أنّ الأشعة السينية (X. Ray) تقوم بوظائف مادية
نرى نواتجها التي لا يمكن الحصول عليها في غياب هذه الأشعة
بمعنى أنه لا يوجد أي تفسير لهذه النواتج إلا بوجود الأشعة السينية
ونفس الأمر ينطبق على الغازات والفيروسات والأحياء المجهرية
أذكر أنني شاهدت شباباً في فيديو من قبل
يحكون عن مغامرتهم في دخول بيتاً في شارع النيل
يقال أنه مسكون بالعفاريت (التي لا ترى طبعاً)
من يؤمنون بوجود العفاريت يدللون على بوجودها
بأفعال محسوسة لا تفسير لها إلا أنها تصدر عن العفاريت
وهنا من حق أي إنسان أن يصدق أو يرفض وجود ما لا يرى
أكان الذرة أو الأشعة إكس أو الأكسجين أو الجراثيم او العفاريت
ولكن من يقررون وجودها
يجادلون بأن وجودها مرتبط بتفسير ظاهرة محسوسة
لا تفسير لها غير وجود ذلك العامل غير المرئي
لاحظ أن نظرية العفاريت لا يمكنها تفسير العدوى والأخماج
والنظرية التي تفسرالإصابة بوباء الكورونا مثلاً هي نظرية الفيروسات
لكن نظرية الفيروسات لا تفسر بالطبع الأفعال المنسوبة للعفاريت
فلكل شيء من هذه النتائج المحسوسة تفسير واحد
نحن كذلك لا نرى الحب لكن يمكننا البرهنة على وجوده
لأنه التفسير الوحيد لأفعال لا يفسرها غير الحب
هنا ينطرح السؤال
هل وجود ما يعرف بالحياة في الأحياء لا يمكن تفسيرها
إلا بوجود الروح؟
وبالتالي هذا هو الدليل على وجود الروح
ينفي الماديون تلك الفرضية
ونواصل مع حججهم لاحقاً

Post: #33
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-06-2021, 05:44 AM
Parent: #32


مرحب بالأخ جلالدونا اطلعت سريعا على البوست الي ذكرته فعلا محمد علي طك الملك عنده مساهمات جميلة في ذلك البوست و إن شاء الله يتاح لنا الوقت

لنقتبس بعضا منها هنا للفائدة و إثراء النقاش.

واصل أستاذنا السناري

سأحاول أن أواصل في التعليق على أفكار و آراء ديمتريس لينينتيس..

لي عودة قريبة إن شاء الله

Post: #34
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Biraima M Adam
Date: 05-06-2021, 06:12 AM
Parent: #33

ول أبا سناري،
حبابك .. وألف شكر علي أثراء هذا البوست بجهدك ومعارفك الفلسفية الرائعة .. رغم أني موقوف إلا أنني متابعك بدقة ..
وقفت هنا .. في الأقتباس التالي من رؤيتك عن الموت:
Quote: حالة وجودية مثلها مثل الأكل والشرب والمشي
إلا أنها آخر حالة وجود
عايزين منك مزيد من الإضاءة .. لأن التواتر الديني ينفي أن الموت أخر حالة وجودية .. فإن قلنا أن الحياة برمتها حالة وجودية، الموت سوف يكون حالة وجودية أخري، وكذا البعث والنشور، والحساب والعقاب، الجنة والنار .. وغيرها.

في فلسفة ديمترس ليناتينس أن الموت جزء من حياة الفرد منذ ميلاده .. وقوله أن الذين يستصحبون فكرة الموت هم أكثر الناس سعادة في حياتهم .. كأنما يقول أنهم يعرفون مصيرهم .. وبالتالي لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ..

وأنت أوردت أراء مختلفة حول أن الموت ليس نهاية المطاف كما في الهندوسية وربما البوذية وديانات أخري ..

السؤال، إذن، ما الذي جعلك تصل إلي خلاصة قطعية أن الموت أخر حالة وجودية ..؟ .. بالله سوق لينا الحتة براحة .. حتى نصلوا لخلاصتك ..

وبعدين أنت ودكتور محمد عبد الله .. طالبين منكم مصادر معرفية .. من أين تأتون بتلك السرديات .. وإن كانت أراء شخصية برضو عايزين نعرفها حتي نحفظ لكم حقكم الأدبي في أنتاجكم المعرفي ..

بريمة

Post: #35
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-06-2021, 02:21 PM
Parent: #34

عزيزي بريمة
رمضان كريم ياخ ودعواتك في العشرة الأواخر
أول مرة أعرف أنك موقوف
وأناشد صديقنا بكري أن يرفع القيد عنك
فما قدمته من إثراء للمنبر لا ينتطح فيه عنزان
ويستحق كل إستثناء
أقول ذلك رغم أننا كنا في معظم الحوارات على طرفي الرحى
بالنسبة لمداخلتك
لا أعتقد أن الأديان تختلف مع العلوم والفلسفة في أن الوجود
يبتديء بما سماه هيدجر اللحظة التى يقذف بنا فيها إلى الحياة
وينتهي بموتنا
الإسلام يسمي هذا الوجود (الحياة الدنيا)
نعم مقولة الحياة الآخرة هي ما يعقب الموت ولكنه حالة إنقطاع
تختلف فيها كل الأزمنة والأمكنة وقواعدها الوجودية
لا سيما وأن جوهر الوجود هو المحدودية The finitude
وجوهر الحياة الآخري هو الإطلاق Infinity
ولهذا الإطلاق تصورات عدة تختلف بإختلاف العقائد
فمثلاً يرى التناسخيون الشرقيون أن الروح قد تحل بعد موت الجسد
في حيوان أو طائر أونبات
ذلك إعتماداً على الكارما أي أعمال الميت قبل موته
ويدعون إلي النيرفانا والموكشا وحالات التطهر الكامل
وربما البس يأتي من الإعتقاد بأن حديثنا عن الوجود هنا
كأنما قصد منه القول أن هذه هي الحالة الوحيدة للوجود
لأن فكرة البوست لا أظنها تشمل الحديث عما يحدث بعد الموت
بالنسبة لمصادري فهي خلاصة إطلاعاتي الفلسفية
وكتاباتي السابقة في البورد في الموضوع نفسه
ولا أعني في المداخلات بإيراد هوامش للتوثيق
بسبب طبيعة الحوارات المنبرية التي تختلف عن الأوراق
التي يقصد نشرها في الدورياتى الأكاديمية وغير الأكاديمية
لكن لو أردت توثيقاً لأي فكرة وردت
فقد نأتيك بمن عرضوا لها من قبل أو نفيدك بأنها تأملات ذاتٍ شقية
ختمت المداخلة السابقة بسؤال
هل وجود ما يعرف بالحياة في الأحياء
لا يمكن تفسيره إلا بمفهوم الروح؟
أقصد بالحياة هنا الوجود الذي تعرضنا له مع بريمة أعلاه
والذي يشمل معيشتنا أكلناالدنيوية
ويشمل تفكيرنا وإنفعالاتنا ومرضنا ألخ
هذه الوظائف التي لا يملكها الجسد الميت
ويملكها الجسد الحي
لأننا حتى لو آمنا بأن الجسد الميت فيه روح حية
إلا أنها تصبح فاعلة بشكل لا يعيده سيرته الأولى
بالنسبة للماديين أن تمتلك جسداً حياً
هي أن تمتلك إنساناً قادراً على أداء الوظائف المعيشية
مثل الجوع والعطش والحركة والتفكير والأحاسيس
أعتقد أننا نتفق على أن الجسد الميت
ورغم أنه يمتلك كل أجزاء الجسد الحي في الغالب
لكن تنقصه الوظائف أعلاه
وقد قلت من قبل أن الماديين يرون أن الآلات تعمل ليس لأن هنالك
شيء غير مرئي اسمه الروح فيها
لكن لأن فيها مصادر طاقة وقدرة
فمثلاً الأسطوانة تعمل عندما نضعها في جهاز الأسطوانات
بسبب وجود أجهزة إرسال الموجات الكهرومغناطيسية
وكذلك الميكروفون ووصلة كهربائية أوحجارة البطارية
تتفاعل كلها مع بعض فنسمع ما بالإسطوانة
وبالتالي يحاججون لماذا لا يكون جسد الإنسان يعمل
بسبب وجود مكونات داخله تتواصل وتتفاعل مع بعضها
فتعطيه القدرة على أداء وظائفه الحيوية
وعندما تضطرب هذه المكونات أو يضطرب التواصل بينها
يتوقف الجسد عن الحياة والعمل
يفترض الماديون
لو أن هنالك صاروخاً ذكياً مثبتاً على حاملة صواريخ
وارتجّت الحاملة لحظة إطلاقه
نجد أنه وبواسطة الجهاز الذي يوجهه من داخله
يستطيع تصحيح إتجاهه لينتهي بدقة عند الهدف
مثال آخر يضربه الماديون
هو مثال الروبوت المتطور
والذي توجد داخله CPU متطورة
تجعله يؤدي وظائف مدهشة
ويقولون بأن مخ الإنسان هو عبارة عن CPU متطور
يمكنه من أداء وظائفه الإنسانية
ولكن مؤيدي فكرة إذدواج الروح والجسد
يرون أن كل هذه الأمثلة تقوي موقفهم
و تؤكد وجود أداة ما
تسيطر على أداء الجهاز المعني من خارجه
سماها الماديون CPU أو أي تسمية أخرى
ونسميها نحن الروح
وهنا لمؤيدي فكرة الروح حجة جيدة
لأن وظائف البشر لا مقارنة بينها وبين الروبوت مثلاً
فللإنسان إرادة حرة لا يملكها الروبوت
ويحتاج جسده بالتالي لمتحكم
يملك قدرات تتجاوز حدود وإمكانات أي CPU
نواصل

Post: #36
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-06-2021, 09:12 PM
Parent: #35

الأخ بريمة تحياتي:‏
في هذه الجزئية اتناول بالتعليق بعضا من افكار ليانتنيس التي قدمها في المحاضرة المشار إليها.
بالتالي ‏التعليق هي وجهة نظري بالطبع.‏اواصل عرض أفكار ليانتينيس فمن ضمن أقواله:
‏‏ (أن اليهود قد زرعوا أرض الإيمان، وزرع الإغريق أرض المعرفة (…) كان اليهود جلّادين، أمّا ‏الإغريق فقد كانوا قضاةً…
ولهذا السّبب انتصر اليهود).
وهي كذلك تعبير برغم جماله و بلاغة رسمه و ‏توزيع الأدوار إلا أنه ينطلق كذلك من انحياز أو مركزية هيلينية.‏ وذلك ليس بغريب فقد كانت رؤية ليانتينيس للثقافة الإغريقية الكلاسيكية يغلب عليها صفة التقديس.وهو ‏التقديس المنطلق من انجذاب مشوب بأوشاب الشوفينية والتحيز الهووي التي ما خالطت فكرة إلا ‏وأفسدتها.
وقد فعل هذا الانحياز فعلته مما جعله يغلو في وجهة نظره، إذ يرى أن الاغاريق القدماء تميزوا ‏برباطة الجأش أمام فكرة الموت
وأن ذلك كان السبب في سمو أخلاقهم ورفعة معنوياتهم..وهو تبرير أو ‏رؤية قد يغلب عليه روح التحيز الشوفيني أكثر منه رؤية الفيلسوف. ‏
من ناحية أخرى وانطلاقا من نفس الفكرة فهو يرى أن نظرة الإغريق الحزينة إلى الموت هي التي ولدت ‏الفن ، أما الأجناس الأخرى(غير الهيلينيين) فقد ولّدت الأديان لديهم الخوف من الموت.
‏الملاحظ إن وجهة نظره الأخيرة قد جاءت من خلال منظار الأدب (كما أشرنا لتشابهه مع إدوارد سعيد)..‏ولكن هل هذه النظرة الاحادية كافية للإحاطة بكافة جوانب ثيمة الموت؟
‏وهل الرؤية المنبثقة من خلال الأدب تعتبر نهائية وكافية لكي تحسم لوحدها جميع الجوانب سواء المتعلقة ‏منها بالموت أو بالحياة؟؟ ‏‏ في اعتقادي أن التبجيل المبالغ فيه للإنسان الإغريقي القديم وتراثه من لدن ليانتنيس هو السبب في جعل ‏رؤيته نحو الموت والحياة مثيرة للجدل أكثر مما هي مدعاة للقبول. وإن كان البعض يرى في تحليله بمثابة ‏لوحة جميلة رسمها فنان موهوب وبالتالي يمكن قراءتها والنظر إليها من عدة وجوه .‏

Post: #37
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-07-2021, 05:58 PM
Parent: #36

الروح من ريح والنفس كذلك
من فعل التنفس او ظاهرة
خروج الهواء الخ
لكن علميا هي processكيميائي كهرو-عصبي

Post: #38
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Sinnary
Date: 05-07-2021, 06:29 PM
Parent: #37

أعتذر لو قطعت عليك نسقية أفكارك بمداخلاتي الناشزة يا محمد عبدالله
وسعيد أنا بطلة الأخ عبداللطيف فهو مكسب لأي حوار


في رد أنصار الفكرة المادية لماهية الإنسان
أي أن الإنسان هو مجرد جسد غاية في التطور لا غير
وتفنيدهم لحجج أنصار فكرة أن الإنسان جسد وروح
وأن هنالك فرق كبير بين الإنسان والآلة
حيث أن الآلة لا تملك عاطفة أو رغبة
و لا تستطيع أن تخطط للمستقبل
ولا تتبنى عقيدة أو تفكر فيما يجب أن تفعله
يرد الماديون بأن هذا الكلام كان يمكن أن يكون حاسماً
لو قيل قبل قرن من الزمان
لكن مع ما نشهده من تطورات عظيمة في الآلات و التقنية
نجد الآن أن هنالك كمبيوترات
تستطيع لعب الشطرنج وهزيمة أذكى لاعب
تحرك فيلك، يحرك الكمبيوتر وزيره
ماذا يعني ذلك؟
أو، لماذا حرك الكمبيوتر الوزير؟
بالطبع الإجابة الواضحة أنه خاف من إنكشاف ملكه
وأراد أن يؤمن الملك عن طريق إستهداف فيل الخصم
ألا يعني ذلك بأن هذه الكمبيوترات
تمتلك رغبة في الفوز باللعبة
وبالتالي رغبة في التصدي لفيل الخصم والوصول للملك
وأن لها إعتقاد بكيفية عمل ذلك
عن طريق قطع الطريق على قطع الخصم
ثم وضع هذه المجموعة من الإعتقادات والرغبات
موضع التنفيذ بتحريك قطع معينة في إتجاهات معينة
كإستجابة ذكية لما يفكر فيه الخصم
ألا يدل ذلك بأن الكمبيوتر الذي يلعب الشطرنج
يملك إعتقادات ورغبات ونوايا وتفكير؟
وكل ذلك يحدث بدون وجود روح أو عنصر غير مرئي
يشرح لماذا يملك الكمبيوتر كل تلك الخصائص والمزايا
بل يفعلها بواسطة تأثيرات مادية مفهومة
ويرد أنصار فكرة أن الإنسان روح وجسد
بأننا ورغم محاولاتنا لأنسنة الكمبيوتر
ومعاملته كبشر بإدخال برامج تظهره كأنه
يملك إعتقادات ورغبات وتفاكير
إلا أنه في الحقيقة لا يمتلك أي رغبات وإعتقادات
لأنه ببساطة آلة
والآلة لا تملك الحياة
كضرورة أولية لإمتلاك الرغبة والعقيدة والفكرة
نواصل

Post: #39
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-07-2021, 06:56 PM
Parent: #38

لا عليك الاخ سناري.. الموضوع اصلا متداخل و متشابك ومتشعب وقابل لكل الافكار..
مرحب بمداخلاتك، ومرحب بالاخ عبداللطيف.. موضوع
البوست يسع الجميع.

Post: #40
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-07-2021, 09:21 PM
Parent: #39

في اعتقادي أرى أن عرض محتوى الثقافات المختلفة (وليس الديانات) حول ظاهرة /حقيقة الموت ستعمق ‏من الفكرة أعتقد أكثر ..وذلك لأن الديانات تقدم حقائق
ثابتة وحاسمة ونهائية...
..........ولكن معتقدات الناس وردود أفعالها ‏هي ما يعطي النقاش أبعاداً أكثر عمقاً حتى ولو كانت مستندة على معتقداتهم الدينية...

..........مجرد وجهة نظر.‏

Post: #41
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Biraima M Adam
Date: 05-08-2021, 09:46 AM
Parent: #40

وإنضم إلي الكوكبة .. الفيلسوف النحرير والقطب الفلسفي الكبير ول أبا عبد اللطيف حسن علي .. مرحب .. مداخلة حتة كدي مالها .. فرشنا التبروقة بتاعتنا ومنتظرين ما تجود به ..
ول أبا سناري .. أنت إنسان محترم .. وجدير بالمتابعة .. والخلاف لا يخرب للوقد قضية .. بل الخلاف هو ما يجعلنا أكثر ثراءً في نقاشاتنا .. وكما يقول العارفين .. فإن التبر (الذهب) بريقاً كلما "وقعت" فيه طرقاً وتجميراً ..

ول أبا دكتور محمد عبد الله .. أنت مثلك مثل ول أبا سناري وعبد اللطيف حسن علي .. فيلسوف مجيد والتعابير الفلسفية لديك سهلة وتنساب بلا تكلف .. (النقطة دي يجدر بي أن أحذر ول ابا عبد اللطيف حسن علي .. نحن نحتاج لتسبيط رؤاك الفلفسية ما تقلتنا بلغة تأبط شرا في العربية التى بالكاد نحن نعبر بها بتعابير صحيحة) ..
هنا يا دكور محمد عبد الله .. وقف حمار شيخنا في العقبة التى أوقفته فيها ..
Quote: تنفرع التجاءات البشر التعويضية إما الى منحى ميتافيزيقي صوفي مثالي خيالي لتقديم ‏مرافعة تبريرية عن الموت نفسه وما يستتبعه من احاسيس او عن رؤياه لما بعد
الموت اما المنحى ‏الثاني الذي يلجأ إليه الإنسان فهو التفكير الفلسفي المادي الذي يقف في حدود عتبة بداية الموت وتحقق ‏مفارقة الحياة..‏
نسألك في أعتقادك الفلسفي عن الموت .. وحسب قراءتك وإلمامك .. هل الموت شيئ حميد، أم أنه شيئ سيئ للفرد الميت؟ وهل يحس الأنسان بالموت حينما يموت ؟ ..
في تقديري اي إنسان يعيش في بعد زمني واحد .. فالماضي بعد زمنى مضي .. ونحن لا نهتم بماضينا في بعده الزمني، لكن نهتم بماضينا في بعده الوجودي أي تجاربنا البشرية التى عشناها وفي ذلك لا نهتم إلا بالقدر الذي نصحح به حاضرنا ومستقبلنا .. وأن الحياة هى الثواني التي نعيشها في حاضرنا ..وحينما نعيش تجربة الموت أري إننا نعيش تجربة ما بعد الحياة وإلا في المقابل نكن عايش في زمن الحياة .. وعايشين في زمن الموت في آن واحد .. وهذا في نظري شبه مستحيل .. كأن تقول أنني أسبح في النهر .. وفي ذات الوقت أنا طائر في الهواء .. ومن ثم إذا سلمنا بالفرضية الزمنية وأن الأنسان يعيش في زمن واحد .. إذن من أعلمنا أن هناك ألم وشعور بالفراق والمأساة والفجيعة؟ .. وإنني أري أن قدماء الفلاسفة الأغريق مثل Socrates, Plato, Aristotle, Epicurus سقراط وإفلاطون وأرسطو وبقراط وحتى ديمترس ليانيتينس قد أصابوا شيئ من الحقيقة أن الموت ليست بالشيئ السيئ ..

ونخلص بسؤال أخر لك يا ول أبا دكتور محمد عبدالله وول أبا سناري والأخ عبد اللطيف الفيلسوف .. هل ما يخوفنا من الموت هو الرغبة في البقاء؟ .. طيب لماذا حينما يصير الأنسان أإلي أرذل العمر .. يفقد الرغبة في الحياة ويرغب في الموت ..؟ هل من هذا الأتجاة أن الرغبة desire هي الأهم لنا في الحياة وليس الموت؟

بريمة

Post: #42
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-08-2021, 11:41 AM
Parent: #41


ول أبا بريمة شكرا على حسن الظن الذي آمل أن أصل إلى تخومه..‏
فيما يتعلق بأسئلتك العميقة سبحان الله استبقت أنت ما كنت أنوي التعليق عليه و إن كان بعيدا قليلا عما أقوم بتناوله حالياً.. و لكن ‏طالما سألت أظنني سأجدها فرصة لأذكرها..‏
هذا فيما يتعلق بسؤالك: (نسألك في أعتقادك الفلسفي عن الموت .. وحسب قراءتك وإلمامك .. هل الموت شيئ حميد، أم أنه شيئ سيئ ‏للفرد الميت؟ وهل ‏يحس الأنسان بالموت حينما يموت ؟ ..‏)‏
أعتقد أنه شيء حميد بغض النظر عن النهايات بالنسبة لكل شخص..و لكن الموت شيء لابد منه..من الناحية العملية..و هنا أجد نفسي ‏استشهد برواية جوزيه سارماغو و هي الرواية ذات المنحى الفلسفي العميق .. وهو هنا ينطلق من رؤيته المادية و عدم وجود اله و ‏عدم وجود حياة أخرى (استغفر الله العظيم)..‏
رواية انقطاع الموت يتخيل سارماغو أن الموت فجأة انقطع في دولة/ مدينة ما ..فما الذي حدث..تراكمت أعداد المرضى و ‏المسنين و المحتضرين وضاق بهم الناس العاديين وحتى رجال الدين لأنه لم يعد لديهم ما يوعظون به الناس عن عقاب و ثواب و ‏حياة أخرى بعد الموت وكذلك أسقط في يد السلطات و تأثرت كافة القطاعات و ظهرت مشاكل عديدة فجأة مع تسارع الأحداث، ‏فبعض الصناعات والأعمال التجارية صارت مُهدَّدة بالكامل، وخرج أصحابها فجأة يصرخون ويتساءلون عما سيحل بهم تاليا، ‏فالحانوتية و عمال الفن و شركات الأعمال الجنائزية، باعتبارها من أهم الأعمال التجارية الموجودة في الدولة التي تدرّ أرباحا ‏مهولة، مما يعني أن توقفها سيُشكِّل كارثة اجتماعية غير مسبوقة‎. ‎
فالقصة ساخرة و متداخلة الأحداث بصورة ملحمية..فالحلم بالخلود يا ول أبا حلم البشر منذ بدء الخليقة لارتباط وشائجهم ‏بلحظات الميلاد البشري الأولى في الجنة
مع الوعد المقطوع بعودتهم إليها ضمن خلود مؤكد.‏
بالنسبة لسؤالك هل الموت شيئ حميد، أم أنه شيئ سيئ للفرد الميت؟ ‏
طبعا كل إنسان حسب منطلقاته الفكرية يتحدد موقفه من ‏الموت و حسب أعماله و ما يرتجيه هو شخصيا فيما بعد، و مدى قناعاته و مدى إحساسه بالرضا عن نفسه من خلال ما قدمه من أعمال صالحة هو الذي يحدد موقفه من الموت.‏
من ناحية أخرى أعتقد أن ربنا خلق في الإنسان غريزة (أو أنها اللوعي الجمعي لو تتذكر بتاعة كارل جوستاف) مما يجعل في داخله نزوعاً ‏فطرياً للاستمرار في الحياة و للحفاظ على حياته
( وأما قرارات الانتحار فتجيء في لحظات استثنائية في تفكير الشخص يتوقف فيها احساسه و رغبته في الحياة).‏
أما إحساس الإنسان بالموت من عدمه فهذه إجابة لا يستطيع أحد أن يجيب عليها إلا إذا رجع أحد من تلك الرحلة النهائية.‏

ولكن يمكن أن نستشف ذلك من الدين و من القرآن على وجه الخصوص حيث تصف الآيات لحظات انتزاع الروح بواسطة ‏الملائكة بالنسبة للصالحين و مقارنة ذلك بانتزاعها من الكافرين
أو العصاة.‏سورة الأنعام(
(....وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)

والله أعلم

Post: #43
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-08-2021, 11:54 AM
Parent: #42

أواصل في استعراض محاضرة ليانتينيس:‏
من أقول ليانتينيس (أن الفلسفة أمرٌ واحدٌ فقط. إنّها تفكّر الإنسان في ظاهرة الموت. هكذا عرّفها أحد أعظم ‏الفلاسفة: أفلاطون، في محاورة فيدون، قائلًا ‘الفلسفة هي دراسة الموت’. وهو يقصدُ علاقة كلّ منّا بموته ‏الخاص، إنّ الفلسفة هي دراسةُ الموت بمعنى أن أتأمّل موتي الخاص)..‏
وكذلك يا ديمتريس المؤمنون أيضاً يرون أن موتهم هو موتهم الخاص، وكل البشر تقريباً ..السؤال هنا إذن ‏ما الفرق بين الموقفين؟، فكلاهما سيواجه مصيره فرداً. ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ‏ما خولناكم وراء ظهوركم ).‏
أعتقد هذه هي نقطة التقاء واتفاق جميع البشر الدينيين واللادينيين ،والماديين والمثاليين.‏
يرى ليانتينيس أن إحساس الإغاريق بالموت كمأساة مؤلمة جعلهم يتسامون ليقابلوا الموت ببطولة و في ‏مقابل الموت اتجه لتخليد أعمالهم البطولة وسيرهم بمعنى أن ذلك رد فعل كمقاومة كرفض. و يقول أنهم لم ‏ينظروا للموت كعدم بل كنهاية.. ‏
الا ترى يا ديمتريس أن النتيجة واحدة؟. المشكلة انه هو (و الأغريق كذلك ) ينطلقون من حقيقة أولى و هي ‏رفض لحياة الأخرى و من ثم يعود مستصحباً هذه النظرة
لينظر إلى الحياة والوجود ليظله برؤية عدمية.‏
كذلك نجده في مكان آخر يشيد بتفسير فرويد للحرب و لعدوانية لدى البشر. و ذلك باعتبار الحرب ‏والعدوانية رد فعل ناتج من الوعي بالموت وبالنهاية المفجعة. إلوبالتالي
فالحرب و العدوانية عبارة عن رد ‏فعل موجه للخارج في مقابل الانتحار الذي يعتبر رد فعل موجه للداخل.‏
و هنا نستعيد و نستدعي تساؤلات حنا ارندت الأخلاقية حول ماهية الشر أو ما هو أصل الشر في الإنسان ‏ليانتنيس ينظر للموضوع نظرة وجودية انطولوجية و ارندت تنظر
اليه من جانب اخلاقي. بالتالي أعتقد أن ‏ليانتنيس لم يقدم فكرة جديدة أو تحليل فلسفي ذي ولكنه ينطلق من فكرة مادية تنفي الحياة الأخرى و بالتالي ‏ليس أمامه من
سبيل سوى الاستسلام للموت.. و في اعتقادي إن رؤيته هي رؤية معكوسة بدأ فيها ‏بالنتيجة(الموت) ثم عاد للمقدمات(الحياة). ‏
ولكن في النهاية النتيجة واحدة وهي الاستسلام للنهاية المحتومة من خلال توجهه نحو الموت بدلاً من ‏انتظاره...فالنتيجة سيان.وهكذا نجد أنفسنا أننا لم نبارح نقطة الأصل.‏


Post: #44
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 05-08-2021, 07:07 PM
Parent: #43

مساء الخير علي الجميع

وشكرا علي الكلمات غير المستحقة يابريمة

انتو ماخليتو حاجة تتقال ، تناولتوا الموضوع كما ينبغي من كل الزوايا

وماعندي غير المتابعة من بعيد

شكرا لمجهودكم التثقيفي الكبير وحسن اختيار صاحب البوست

Post: #45
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: Ahmed Yassin
Date: 05-08-2021, 09:55 PM
Parent: #44

عمق الفكرة في هذا الجانب مهيبة ..
قرأت يوما ما :
( رغم التثبث الغريزي بالحياة والخوف و التهرب من الموت ، فهناكّ من يتمنى الموت وذلك لتشوقه لنيل ما وعدته به ديانته من لذة وسعادة
دائمتين في دار الخلد ، ومنهم من يستعجله بل ويقدم عليه من طريق الانتحار ، وذلك ليأسه من حياته بحيث أصبح يرى موته أفضل وأرحم له من حياته)
وهذا يعرج بنا الى (ملحمة جلجامش) في حزنه ويأسه بعد موت صديقه (انكيدو) واصبح تفكيره محصورا فقط ما بين الموت والخلود وما بين البقاء والفناء
حتى دعته (صاحبة الحانة) ليعيش حياته ويستمتع بها الى اقصى درجات المتعبة فالموت لا مهرب منه.. ويجب ان (يفكر) او (يتفلسف) في الحياة وليس الموت

Post: #46
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-12-2021, 05:56 AM
Parent: #45

الأخ أحمد ياسين تحياتي يا صديقي

معليش أواخر رمضان مع بعض المشغوليات أخرت المتابعة في البوست

شكرا على وجهك نظرك الكريمة

Post: #47
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-12-2021, 06:00 AM
Parent: #46

وأنا أتصفح بعد غيبة صحيفة ميدل ايست اونلاين وجدت أنه كانت هناك ندوة عن فلسفة الموت..ومشارك فيها الأديب السوداني عماد البليك.

ندوة زومية حول فلسفة الموت
الفكر الفرعوني يؤمن بحياة ثانية بعد الموت، وكتاب الموت يؤكد معنى العبور للضفة الثانية، فالحياة هي ظلمة وعبر الموت ننتقل للنور.
الأحد 2021/05/09
شهقة فرح
رؤى من نورِ الأعالي
عشبة الخلود موجودة وإن هلك الجسد وعلينا كجلجامش نفتش عنها
إنْ متُّ يومًا لا تقولوا: كانا ** بل فلتقولوا: قد مضى حيرانا

باريس ـ نظم المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، ندوة خاصة حول فلسفة الموت ودلالته ومعانيه بحضور نخبة فكرية وفنية وأدبية، بمشاركة الشاعر القس جوزيف موسى ايليا، الفنان والمخرح المسرحي د. جبار خماط حسن، الشاعرة د. فاطمة ناعوت، الأديب والفنان يوسف صبري، الروائي عماد البليك، الشاعر زكريا شيخ أحمد، الشاعرة إخلاص فرنسيس، الشاعرة د. سليمة مسعودي، الكاتبة د. جميلة الوطني، الناقدة د. منى براهيمي، الروائي محمد فتحي المقداد، الكاتب مراد فريد، الفنانة هنا حلمي، الروائي عمر سعيد، والشاعرة درية فرحات، وذلك مساء الجمعة 7 مايو/آيار الجاري، بمتابعة المئات للبث المباشر، ويوجد توثيق كامل للندوة على قناة يوتيوب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح.
في إفتتاحية الندوة رحب حميد عقبي بالضيوف منوها أن هذه الندوة والتي تتزامن مع اليوم الثالث لوفاة والده العزيز، وكان مقررا عمل ندوة عن العيادة المسرحية واستضافة الفنان د. جبار خماط وبسبب المصاب الأليم، تم تغيير الموضوع وتأجيل ندوة العيادة لبعد عطلة عيد الفطر المبارك، كما أكد بأنه لا تغييرات لبرامج المنتدى حيث سينطلق ملتقى الإبداعات السردية في العشرين من مايو/آيار الجاري.
تحدث في البداية القس الشاعر السوري جوزيف ايليا معزيا حميد عقبي وكل من فقد قريبا وعزيزا، وقال: الموت إذا كان له فلسفة فهو لن يترك أحدا، وهو حقيقة مؤكدة وقرأ مقتطفات شعرية استهلها بقوله:

النقاشات تواصلت لاكثر من ساعتين ونصف بوجهات نظر متعددة ومتنوعة، واتسم النقاش بالهدوء واحترام وجهات نظر الآخر دون تشنجات

إنْ متُّ يومًا لا تقولوا: كانا ** بل فلتقولوا: قد مضى حيرانا
من كانتِ الدّنيا بماءِ كلامِهِ ** تُروى يغادرُ نبعَها ظمآنا
ثم تحدث الفنان المسرحي العراقي د. جبار خماط، متمنيا أن تكون هذه الندوة صدقة جارية للفقيد، وفي مداخلته تحدث أن الموت كائن حي، لانه يرافقك كظلك لكنك قد تتناساه، وهو معك أينما تذهب، وهو رحلة إلى اللامرئي وإن توقف الجسد وهذه الرحلة لا يعرفها إلا الموتى. الموتى ينتقلون لعالم أكثر رحابة من عالمنا وفيه سعادة كبرى، وهنالك ديمقراطية بالموت فكل الناس تموت بمختلف أجناسها وطبقاتها ومراكزها، أي حتمية تاريخية، ولعل من المهم فهمه أنه يحدث توازنات بالحياة، فالموت مخلوق وهو ليس عقابا أي هو قدرنا المؤجل، فالموت واحد وأشكاله متعددة، وشرح العديد من النقاط لفهم فلسفة الموت.
ثم شارك الشاعر الأديب السوري صبري يوسف بقراءة مقتطفات من قصيدته موتُنا مؤجَّلٌ إلى حين، نقتطف منها:
يتبرعمُ الإنسانُ على وجهِ الدُّنيا
كشهقةِ فرحٍ
كسنبلةٍ تشمخُ اخضراراً
حاملاً شهقةَ الموتِ بينَ جَناحيهِ
حاملاً رؤى عطشى لنداوةِ المطرِ
رؤى من نورِ الأعالي
وجعٌ يزدادُ هطولاً في خضمِّ العمرِ
يعبرُ الموتُ لهفةَ الأنسِ
منساباً كتلألؤاتِ الشُّموعِ
لا نملكُ على وجهِ الدُّنيا
سوى أعمارِنا القصيرةِ
سوى دموعِنا السَّاخناتِ!
ثم تحدث الروائي الناقد عماد البليك والذي حاول شرح عدة محاور حول فهم الموت، ويرى أن للموت بعدا فلسفيا، وأن السؤال يحيلنا للحياة كونها غامضة، وأيضا عالم ما قبل الحياة، فكل هذه العوالم متصلة ومترابطه وشرح هذا البعد ثم تحدث عن نظرة المجتمع السوداني للموت، والذي يعطي للموت أبعادا درامية مثل النعي والندب والحزن.
في مداخلته الثانية نوه القس جويف لعدة نقاط مهمة واستهل في البداية بمقولة للنبي سليمان تقول: للولادة وقت وللموت وقت، إذن الموت حقيقة ولكن سؤال من يموت؟ من هو الذي يموت؟
عشبة الخلود موجودة وإن هلك الجسد وعلينا كجلجامش نفتش عنها. وقرأ نصا شعريا بليغا يوضح أن الميت الحقيقي هو الذي لا يقدم شيئا للحياة:
دعِ الموتى لموتاهم ** وقمْ مستنكِرًا موتَكْ
لكَ الدّنيا فعشْ فيها ** قويًّا مطلِقًا صوتَكْ
ومهما ثارَ بحرُكَ لا ** تلِنْ واركبْ بهِ حُوتَكْ
تصلْ للمبتغى حُرًّا ** ولن تُفنيْ يدٌ قُوْتَكْ
مِنَ الآنَ انتفِضْ هيّا ** وليتكَ تبتدي ليتَكْ
بذا تحظى بما يحلو ** وتبني شامخًا بيتَكْ
كرومُكَ فيهِ ناضجةٌ ** وتلقى نابعًا زيتَكْ
وفي غرفٍ مِنَ المعنى ** ترتِّبُ دافئًا تختَكْ
وفي حقلِ الخلودِ أقِمْ ** تداعبُ كفُّهُ توتَكْ
وفيهِ نهرُ أمجادٍ ** سيجري ماؤهُ تحتَكْ
ثم تحدثت الشاعرة المصرية د. فاطمة ناعوت فنوهت لبعض الفروقات في التعامل مع الموت بين المسيحيين والمسلمين، فالمسيحيون يحزنون ولكن لا نجد العويل والصراخ في جنازاتهم باعتبار الموت إنتقالا، فالجسد وعاء للروح وشرحت أن هذا يقترب جدا من الفكر الفرعوني والذي يؤمن بحياة ثانية بعد الموت، متحدثة عن "كتاب الموت" بمعنى العبور للضفة الثانية، فالحياة هي ظلمة وعبر الموت ننتقل للنور، وهذا الكتاب اسمه الحقيقي "الخروج إلى النهار". وتلفت ناعوت لنقاط مهمة ومثيرة.
تواصلت النقاشات لاكثر من ساعتين ونصف بوجهات نظر متعددة ومتنوعة، واتسم النقاش بالهدوء واحترام وجهات نظر الآخر دون تشنجات. ولذلك أدعوكم الرجوع لرابط الندوة لسماعها كاملة.


Post: #48
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 05-18-2021, 08:45 PM
Parent: #47

يبدو أننا سنظل طويلاً أسرى فكرة الموت لدى الغربيين.‏
لقد ظل التفكير حول الموت يجبر الإنسان للتسليم أمامه و يقف حائراً ليس فقط لسطوته و لكن ‏كذلك ‏لغموضه و غموض مآلاته..فكل التصورات حول المآلات عقب الموت
لا تشفي غليلا سواء ‏من لدن ‏من يؤمنون بحياة أخرى أو ممن لا يؤمنون. ليس ذلك فقط فإن ‏
الفقد من خلال الموت يشكل فاجعة تستصعب على الإنسان الطبيعي ويصعب تقبلها ‏بسهولة.و أذكر أنني ‏في بوستين كنت قد تناولت الرواية المتداولة تاريخيا عن وفاة ابن
‏ابراهام لنكولن و كيف أنه كان يذهب ‏للمقبرة ليلا ليناجي ابنه كلما دهمه شأن من شؤون ‏الحكم ‏
كان عنوان أحد البوستين ك( حينما يختلط الموت و الفقد بعاطفة الأبوة)‏
‏1520230847‏/‏‎ https://sudaneseonline.com/board/499/msg/‎
والبوست الآخر كان عن نفس الموضوع ولكن من خلال سرد خبر الرواية الفائزة بجائزة المان بوكر والتي ‏استلهمها الكاتب من ‏قصة ابراهام لنكولن و ابنه. ساحاول إيراد مقتطفات منه.‏

Post: #49
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-18-2022, 09:57 AM
Parent: #48



فقط بحاول لملمة بعض الموضوعات التي لم أكن أهتم بتوثيقها عند وقت كتابتها ..

وفي إطار نبش الموضوعات من الذاكرة ومن أضابير المنبر ..وجدت هذا الموضوع الحي عن الموت..

والموت هو الفكرة و المعنى و الواقع الذي ما أن يغيب عن بالنا حتى يطرق أبوابنا بشدة...

الله يبارك في أعمارنا وأعمار الجميع...

تحياتي لجميع من شاركو ونطمع في مزيد من المشاركة...

الأخ الأستاذ سناري .....أوحشتنا طلتك

في انتظارك دوماً

Post: #50
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: مصطفى نور
Date: 07-18-2022, 10:21 AM
Parent: #49

الاخ الغالى محمد عبدالله الحسين
البوست كعادتك شى مختلف وابداع
والكل يعلم عن ان الموت لامفر منه ولو كنا فى بروج مشيده
ولكن هل يعلم الجميع عن انواع الموت
لكي نفهم ظاهرة الموت بشكل أكبر يقسم الموت من ناحية طبية إلى:
الموت السريري
الموت السريري (بالإنجليزية:Clinical Death) هو توقف القلب والدورة الدموية وتوقف التنفس، وليس بالضرورة أن يكون التوقف دائماً، حيث يبقى الدماغ يعمل لمدة 6 دقائق بعد توقف القلب والتنفس، يمكن خلال هذه الفترة استعادة نبض القلب والتنفس في حال إجراء الإنعاش القلبي الرئوي بالشكل السريع والمناسب. عند تجاوز مدة ال6 دقائق في حال استعادة النبض، يكون المريض قد تعرض إلى تلف دماغي مزمن.

الموت الجسدي
الموت الجسدي (بالإنجليزية:Somatic Death) هو التوقف التام والدائم لعمل القلب، والدماغ، والرئتين الذي يؤدي إلى توقف القدرة على الإحساس والحركة. بعد حدوث الموت الجسدي تبدأ أنسجة وخلايا الجسم بالموت بشكل تدريجي وعلى فترات مختلفة. خلال هذه المرحلة يمكن الإستفادة من الأعضاء ونقلها لأشخاص آخرين.

علامات الموت الجسدي أثناء الفحص السريري
عدم الإحساس بالنبض أثناء فحص الشريان السباتي، في الرقبة أو أحد الشرايين المركزية.
عدم سماع صوت ضربات القلب أثناء استخدام السماعات الطبية لفترات طويلة ومستمرة.
استخدام جهاز تخطيط القلب (بالإنجليزية: ECG-Electrocardiogram) وظهور تخطيط قلب مستوٍ خالٍ من التغييرات الحيوية، مما يدل على توقف مضخة القلب.
الموت الدماغي
الموت الدماغي (بالإنجليزية: Brain Death) هو التوقف التام والدائم لعمل الدماغ بغض النظر عن حياة أو موت أعضاء الجسم الأخرى مثل القلب. وينقسم الموت الدماغي إلى:

موت قشرة الدماغ العليا: هو موت قشرة الدماغ العليا المسؤولة عن الوعي والإدراك. قد يعمل القلب أو الرئتين مع موت قشرة الدماغ العليا.
موت جذع الدماغ: هو فشل وتلف جذع الدماغ عن العمل. لا يمكن للقلب والرئتين العمل في حالة موت جذع الدماغ بسبب تأثر أماكن حيوية في مركز الدماغ تتحكم بشكل مباشر بعمل القلب والرئتين، ولا يمكن للشخص التنفس بشكل تلقائي ويحتاج إلى جهاز تنفس صناعي.
الموت الدماغي المركب: موت قشرة الدماغ وجذع الدماغ أيضاً.
تشخيص الموت الدماغي
يتم تشخيص الموت الدماغي من خلال:

يكون المريض في غيبوبة عميقة غير ناتجة عن تناول أو استخدام علاجات دوائية مثل الأدوية المضادة للإكتئاب أو ناتجة عن خلل في الغدد والهرمونات.
فقدان ردود فعل جذع الدماغ بشكل كامل.
عدم القدرة على التنفس بشكل تلقائي واستخدام جهاز التنفس صناعي.
الفحوصات الطبية اللازمة لتشخيص موت الدماغ
غياب رد فعل القرنية.
غياب التفاعل مع الضوء.
غياب رد الفعل الدهليزي البصري.
غياب رد الفعل للمنبه القحفي.
غياب رد فعل السعال.
الموت الخلوي أو الجزيئي
الموت الخلوي أو الجزيئي (بالإنجليزية: Molecular Death) هو توقف خلايا الجسم بشكل دائم عن العمل وموتها. ويحدث بعد حدوث الموت الجسدي بساعة أو ساعتين نتيجة لتوقف وصول الأكسجين المحمول عن طريق الدم إلى هذه الخلايا وتوقف عملية التنفس الخلوي فيها وموت جميع خلايا الجسم. وخلال هذه المرحلة لا يمكن نقل أعضاء الشخص المتوفى.

الموت المفاجئ أو غير المتوقع
الموت المفاجئ أو غير المتوقع (بالإنجليزية: Sudden or Unexpected Death) تبعاً لمنظمة الصحة العالمية هو الموت الذي يحدث خلال 24 ساعة من ظهور أعراض المرض المسبب للوفاة للمريض الذي لم يعرف عنه من قبل الإصابة بأية أمراض، أو تسمم، أو حوادث يمكن أن ترتبط بالوفاة. ويشكل ما نسبته 10% من الوفيات.

أسباب الموت المفاجئ
أمراض القلب والشرايين: في 40-50% من حالات الموت المفاجئ سببها أمراض القلب المختلفة.
أمراض الجهاز التنفسي: في 15-20% من الحالات.
أمراض الجهاز العصبي: في 10-15% من الحالات.
أمراض الجهاز الهضمي: في أقل من 10% من الحالات.
من أجل استثناء الحالات الطبية القضائية التي يكون سبب الموت فيها غير طبيعي وناتج عن جناية أو جريمة يقوم الطبيب الشرعي بتشريح جثة الميت لمعرفة سبب الوفاة.

الموت الرحيم
ويسمى أيضا بالقتل الرحيم، (بالإنجليزية:Euthanasia) وهو إنهاء حياة المريض للتخلص من معاناة الألم. ويأخذ الموت الرحيم أشكالا مختلفة:

الموت الرحيم المباشر: عن طريق إعطاء مادة تسبب الوفاة.
الموت الرحيم غير المباشر: عن طريق إيقاف دواء أو علاج أساسي يؤدي توقفه إلى التسبب بالموت.
يمكن أن يكون الموت الرحيم اختياريا حيث يختار المريض مصيره بنفسه ويوقع على موافقة خطية بذلك. أو غير اختياري حيث لا يختار المريض إنهاء حياته بنفسه بل من ينوب عنه قانونياً.

يمكن أن يتم الموت الرحيم بمساعدة الطبيب: حيث يساعد الطبيب المريض بوصفة الدواء الذي يؤدي إلى الموت ويقوم المريض أو من ينوب عنه قانونيا بإعطاء الدواء والتسبب بالموت.

أسباب معارضة الموت الرحيم
حق المريض في الحياة: يرى المعارضون للموت الرحيم بأن الحق في الحياة هو حق طبيعي وشرعي لكل الناس وقد اعترفت بذلك المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأن الموت الرحيم هو موت غير طبيعي، ومفتعل، ويتعارض مع حق الإنسان في الحياة، وعلى الدولة أن تكفل حماية حياة كل الناس من أي انتهاك حتى لو كان من قبل المرضى بحق أنفسهم أو من قبل الأطباء بحق مرضاهم. إن وظيفة الأطباء هي تقديم الرعاية الطبية الأفضل للمرضى وليس قتلهم. ويشير المعارضون للموت الرحيم الى خطورة جعله قانونياً بحيث يؤدي ذلك بالحكومات إلى تقليل الإنفاق على تطوير الخدمات الطبية للمرضى الذين يعانون من حالات صحية متقدمة واستبدال ذلك بتطبيق الموت الرحيم.
واجب الكادر الطبي بتقديم الرعاية اللازمة وليس الشفاء: الكثير من الأمراض التي يعاني منها الناس لا يمكن الشفاء منها بشكلٍ تام مثل مرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الأورام الخبيثة. يعتمد علاج هؤلاء المرضى على تقديم رعاية طبية وتلطيفية لهم تهدف إلى تحسين جودة حياتهم قدر الإمكان وتأخير الموت بسبب مضاعفات هذه الأمراض. فتكون مهمة الطبيب والطاقم الطبي بداية هي تقديم الرعاية الطبية لمن يحتاجها وبعدها تأتي إمكانية الشفاء، لذلك يبدو خيار الموت الرحيم غير منطقي إذ إنه لا يؤدي إلى الشفاء التام من الأمراض ولا حتى إلى تقديم رعاية تلطيفية لها. يجب تجنب إخبار المريض بعدم وجود شفاء تام لمرضه وبأنه ينتظر الموت وتوضيح كافة البدائل العلاجية التلطيفية الأخرى تساعده على تجاوز الألم والإكتئاب وتقديم الدعم الكافي له وأن هناك ما يمكن عمله من أجل جعل الحياة أفضل.
التجارة الصحية: في كثير من الحالات التي يتم اختيار الموت الرحيم بشكله السلبي، حيث تختار عائلة المريض إيقاف العلاج وعدم عمل الإجراءات الطبية اللازمة بسبب ارتفاع أجرة الخدمات الطبية، وعدم قدرة العائلة على توفيرها. ويمكن أن يؤدي السماح بتطبيق الموت الرحيم إلى زيادة هذه الفجوة، حيث لن تتخذ الدول مهمة توفير العلاج المجاني تحت ضغط المرضى ولكن سيتم اللجوء إلى إنهاء حياة المريض للتخلص من أعباء علاجه.
الحالة النفسية للمرضى في المراحل المتقدمة: يختار المرضى غالباً إنهاء حياتهم بسبب إصابتهم بالاكتئاب نتيجة الصراع مع المرض، وعدم رغبتهم بالشعور بأنهم يشكلون عبئاً ثقيلاً على عائلاتهم، لذلك يختارون الموت الرحيم، سبب هذه المشكلة هو عدم تطبيق برامج علاجية نفسية لدعم المرضى في مراحل متقدمة لمساعدتهم على تخطي حالات الاكتئاب وتحسين حالتهم النفسية. والأولى أن يتم دعم المرضى من خلال برنامج الرعاية التلطيفية والعناية النفسية بدلاً من تطبيق الموت الرحيم للتخلص من هذه المشكلة.
تبريرات الداعمين للموت الرحيم
للإنسان الحق في اختيار الموت بكرامة: يرى المؤيدون لتطبيق الموت الرحيم أن للإنسان الحق في اختيار وقت موته كما له الحق في اختيار الحياة، ومن حق الشخص المصاب بأمراض لا يمكن الشفاء منها، وفي مراحلها المستعصية أن يختار أن ينهي حياته وهو يشعر بالكرامة دون إحساسه بأنه يشكل عبئاً مادياً أو معنويا أو جسديا على أي من العائلة أو الكادر الطبي وغيرهم.
للإنسان الحق في رفض العلاج: تسمح القوانين أن يرفض المريض تلقي العلاج على مسؤوليته الخاصة، وهو الأمر الذي يدفع المؤيدين لتطبيق الموت الرحيم دفاعاً عن حق المريض في اختيار الموت عن طريق رفضه لأخذ العلاج وهذا الرفض مسموح ومشروع في ضمن القوانين بشكل عام.
زيادة فرصة نقل الأعضاء: يمكن أن يسمح اختيار وقت نهاية الحياة للكوادر الطبية بنقل الأعضاء والحفاظ عليها بشكل أكبر، ويفتح المجال لتوفير حياة أفضل لأشخاص مرضى آخرين ينتظرون زراعة الأعضاء. لذلك يكون الموت الرحيم سبباً في تقديم حياة أفضل لمريض آخر.
موقف الدول من الموت الرحيم
يبقى الموت الرحيم أحد القضايا الطبية الأخلاقية التي تثار بشكل دائم في النقاشات العلمية والطبية. وتختلف الأراء بشكل كبير بين مؤيد لحق الإنسان بإنهاء حياته بالمطلق أو في حالات خاصة مثل استخدام الموت الرحيم لإنهاء معاناة شديدة للمريض. ويقف آخرون ضده لأسباب دينية أو أخلاقية.

يعد القتل الرحيم قانونياً في كل من بلجيكا، وكندا، وكولومبيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، وسويسرا ولكن صوت المشرعون في العديد من البلدان والسلطات القضائية، في العام -2011- ، ضد إضفاء الشرعية على القتل الرحيم بسبب المخاوف والأدلة التي ذكرناها سابقاً. وتشمل هذه السلطات القضائية في فرنسا، واسكتلندا، وإنجلترا، وجنوب أستراليا، ونيو هامبشاير، وقد اختاروا تحسين خدمات الرعاية التلطيفية وتثقيف المهنيين الصحيين والعائلات.

الطب التشريحي والتغيرات بعد الموت
هي تغيرات تحدث بشكل طبيعي بعد الموت من تحلل للجسم، بدءًا من المستوى الخلوي. وتتضمن عملية التحلل ظواهر خلوية وبيولوجية معقدة. تستمر التغيرات التي تبدأ فور حدوث الموت على مدى فترة طويلة وتستغرق أوقات متفاوتة للأعضاء المختلفة.

تقسم التغيرات بعد الموت حسب وقت حدوثها إلى:

التغيرات المباشرة، تبدأ بعد الموت بشكل مباشر، تشمل توقف الأجهزة الحيوية في الجسم من عدم إحساس بالنبض، وتوقف حركة الصدر الدالة على وجود تنفس،و فقدان جميع وظائف الجهاز العصبي، وتوسع حدقة العين.
التغيرات المبكرة، تبدأ في أولى المراحل بعد الموت، وقبل بداية تحلل الأنسجة الطرية، وتشمل ثلاثة تغييرات:
برودة الموت: تبدأ درجة حرارة الجسم بالانخفاض لتصبح مساوية لدرجة حرارة الهواء المحيط، تستمر مرحلة التبريد حتى 6 ساعات بعد الموت.
الزرقة الرِميَّة: يتجمع فيها الدم في الأوعية الدموية الموجودة في مناطق تركز الجاذبية، مثل الظهر من الأعلى والأسفل. مشكلة بقع وكدمات لونها يتراوح بين الأحمر والبنفسجي. تبدأ بالتكون خلال الساعة الأولى وتظهر بشكل واضح خلال 3-4 ساعات كما تبقى ثابتة على جسم الميت بعد 6 ساعات. يدل مكان تجمع الزرقة والبقع على وضعية الجسم خلال الساعات الأولى بعد الموت، فإذا كانت البقع تغطي الصدر والبطن فذلك يعني وجود الجسم بوضعية النوم على البطن وقت الوفاة.
التخشب الموتى، أو التصلب بعد الموت، تبدأ عضلات الجسم بالتصلب بشكل تدريجي نتيجة تغيرات أنزيمية بداخلها، يظهر التصلب بداية في عضلات الوجه خلال 1-4 ساعات، ليشمل جميع عضلات الجسم بما فيها القلب خلال 12 ساعة.
التغيرات المتأخرة، وتشمل تحلل الجسم حيث تنقسم إلى تحلل على مستوى الخلايا خصوصاً خلايا البنكرياس وغيرها من خلايا الجسم الغنية بالإنزيمات، تتسرب المواد الخلوية المتحللة بعدها إلى داخل أعضاء الجسم يجعل البيئة مناسبة جداً لنمو وتكاثر البكتيريا، والفطريات، والميكروبات التي تعيش أصلاً داخل جسم الإنسان. تبدأ الميكروبات بتحليل أعضاء الجسم على المستوى الظاهر، وبذلك تبدأ المرحلة الثانية من التحلل وهي التعفن، حيث يظهر التعفن خلال 18 ساعة بعد الموت، ويبدأ في منطقة البطن حول السرة وإلى اليمين قليلاً على شكل بقع خضراء، ينتشر التعفن إلى أجزاء الجسم المختلفة مسبباً تنفخ في الوجه، والصدر، والبطن، والمناطق التناسلية، وظهور أكياس مائية، وتفسخ بالجلد.
خلال 24-48 ساعة يتحول اللون من أخضر إلى أسود، وتتساقط أجزاء الأنسجة المتعفنة كما تبدأ السوائل المتعفنة بالخروج من الجسد على طريق الأنف والفم وغيرها من المخارج.
لاحقاً يبدأ العظم بالظهور، بعد تحلل الأنسجة الطرية يبقى الجلد والاوتار جافة. كما يحتاج العظم إلى عشرات السنوات ليتحلل.





Post: #51
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: مصطفى نور
Date: 07-18-2022, 10:26 AM
Parent: #50

اخى الغالى دكتور محمد عبدالله الحسين
تحيه طيبه
وخير ماقيل عن الموت وواصدق ما قيل بعيدا عن فلسفه الموت القران الكريم
تعالوا مع بعض نشوف الايات التى ورد فيها كلمه الموت والموت عظه لنا جمعيا عشان كدا لما نشوف من فى القبور هم اكبر عظه وتذكير لنا بالموت
آيات ورد فيها "الموت"
أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿١٩ البقرة﴾
قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٩٤ البقرة﴾
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٣ البقرة﴾
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿١٨٠ البقرة﴾
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٢٤٣ البقرة﴾
وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴿١٤٣ آل عمران﴾
الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا ۗ قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٦٨ آل عمران﴾
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥ آل عمران﴾
وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥ النساء﴾
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨ النساء﴾
أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَـٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴿٧٨ النساء﴾
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿١٠٠ النساء﴾
... شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ ... ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ۚ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ ... ﴿١٠٦ المائدة﴾
وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ﴿٦١ الأنعام﴾
... تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ... ﴿٩٣ الأنعام﴾
يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ﴿٦ الأنفال﴾
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۗ وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧ هود﴾
يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴿١٧ ابراهيم﴾
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٣٥ الأنبياء﴾
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩ المؤمنون﴾
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴿٥٧ العنكبوت﴾
قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ﴿١١ السجدة﴾
قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿١٦ الأحزاب﴾
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ ۖ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ۖ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ ۚ أُولَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿١٩ الأحزاب﴾
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤ سبإ﴾


Post: #52
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-05-2023, 10:42 AM
Parent: #51


الموت لطرفة بن العبد

قاله الشاعر الجاهلي "طرفة بن العبد" في الموت الذي يساوي بين جميع الناس بلا استثناء:
أرى قبر نحّامٍ بخيل بماله **** كقبر غويّ في البطالة مفسدِ
أرى الموت يعتامُ الكرام ويصطفي **** عقيلة مال الفاحش المتشدّد
أرى العيش كنزاً ناقصاً كُلّ ليلة **** وما تنقص الأيام والدهر ينفذ
لعمرك أن الموت ما أخطأ الفتى **** لكَالطُّوَلِ المرخى وَثَنياهُ باليدِ

Post: #53
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-05-2023, 10:49 AM
Parent: #52

من بين الموضوعات المحورية في حياة الإنسان من حيث وجوده وتفكيره..

نسيته أو تركته بعد أن تناوبتني مشاغل الحياة ومداراتها وفرضت اهتمامات أخرى للكتابة...

واليوم سقت إليه نفسي سوْقا....

التحية للأخ مصطفى نور ..فقد كان آخر المتداخلين فالمعذرة لعدم الرد عليك في ذلك الوقت...

Post: #54
Title: Re: الموت: أو تأملات في فلسفة الموت
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 08-05-2023, 01:07 PM
Parent: #53


تطغى هذه الأيام سيرة الموت على كل ما عداها..الموت هو ذلك المقيم بيننا كحقيقة لا ينكرها أحد..

منذ أحداث جائحة كورونا و حتى الآن صار الموت حقيقة دائمة ...رغم أننا لا نألفه..

الانسان جُبل على حب الحياة كغريزة فطرية حتى يحافظ على نفسه جسدا وروحا...

ولكنه في حالات يجد نفسه مندفعاً نحو الموت دونما خوف ودونما وجل..وهي حالة استثنائية بمقياس قوانين الحياة و قوانين الطبيعة

وهي الحالات التي يعتبرها البعض شجاعة ( تمجيدا لهم على تخليهم عن هذه الهبة الحياتية الغالية أي الحياة..وكذلك قد يعتبرها البعض تهورا أو حماقة

أو جنون أو انتحار، او رغبة في التخلص من الحياة..حسب الوضع.ولكل حالة مما سبق مقدماتها ودوافعها...

فإذا نظرنا لأي من هذه الحالات المذكورة نجد أن هناك لحظة يتجمد فيها التفكير ,,,وتتجمد فيها الرغبة في الانصياع لغريزة الحياة...

وهي لحظات استثنائية ، لأنها تخالف لما عرف عن عريزة حب الحياة والرغبة في الوجود ( والتي هي نفسها متولدة من الرغبة البشرية

الفطرية في الخلود السرمدي) ....هي حالات تخالف طبيعة الحياة و طبيعة البشر ,,, كمثال لهذه الحالات، الحالات التي قد يكون فيها الإنسنان

مؤمن بقضية ما، قضية سامية تأخذ بلبه و بكيانه و تسمو على كل ما عداها، بحيث تتساوى فيها الروح الغالية و الموت (المجاني بمقياس الإنسان العادي)...

وهي لحظات تقع خارج السياق الحياتي العادي، وضد الغريزة الفطرية والرغبة الميتافيزيقية الغامضة و التوق للحياة السرمدية..ا

ونفس الشيء ينطبق على الحالات الاستثنائية العارضة مثل الدفاع عن الشرف وعن الوطن...وهي لحظات فارقة واستثنائية يفرض (الموضوع) / الخارج

نفسه على الذات( الداخلي)...فيتطابق الذات والموضوع، و يتم تحقيق الوصول للموت بكل رضا وانسجام .