الأستاذ محمود محمد طه: الدستور

الأستاذ محمود محمد طه: الدستور


04-07-2021, 03:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1617805478&rn=0


Post: #1
Title: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 03:24 PM

03:24 PM April, 07 2021

سودانيز اون لاين
Yasir Elsharif-Germany
مكتبتى
رابط مختصر





Quote: الاستاذ محمود محمد طه - الدستور
35 Aufrufe
•05.04.2021
1
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الاستاذ محمود محمد طه

الدستور

Post: #2
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 03:30 PM
Parent: #1



Quote: الأستاذ محمود محمد طه الدستور بين الدين والشريعة
60 Aufrufe
•06.04.2021
4
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

الدستور بين الدين والشريعة

الشريعة الإسلامية ما فيها دستور.. أي إنسان يدعو للدستور الإسلامي يقول تُعطى السيادة للشريعة الإسلامية، بيكون جاهل.. ليه؟؟ لأنُّ الشريعة الإسلامية ما فيها الحقوق الأساسية.. الشريعة الإسلامية المرأة ما مساوية فيها للرجل؛ المواطن غير المسلم ما مساوي للمسلم؛ حرية الرأي، وحرية العقيدة ماها فيها.. الشريعة الإسلامية لأنها نزلت للفروع، والفروع نسخت آيات الإسماح – نسخت آيات الحقوق الأساسية، وجاءت بآيات الوصاية – أصبح الشريعة الإسلامية ما فيها حقوق أساسية.. الحق الأساسي هو حق الحرية – حرية الرأي، وحرية العقيدة.. حرية الرأي جائية في الدين، مش في الشريعة.. في الدين، «فذكِّر إنما أنت مذكِّر لست عليهم بمسيطر»!! معناها أنك إنت ذكِّرهن، بس – ما تكون عليهن وصي، ولا تتسيطر عليهن!! ذكِّرهن، خلي الباقي علي أنا!! كأنُّ ربنا بيقول كدا، «وما على الرسول إلا البلاغ».. «فذكِّر إنما أنت مذكِّر لست عليهم بمسيطر»، هي من إعزاز الحرية، بحيث تمنع الكامل من أن يكون وصي على الناقص.. لأنُّ، حيث وجدت الديمقراطية الصحيحة، الوصاية مافي.. مجرد من تدخل الوصاية، النظام مش ديمقراطي.. «فذكِّر إنما أنت مذكِّر لست عليهم بمسيطر»، دي في الدين، قمة من حرية الرأي.. حرية العقيدة من الحقوق الأساسية، «وقل، الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر»!!
آية حرية الرأي، وآية حرية العقيدة منسوخات بالإكراه، «فإذا انسلخ الأشهر الحرم، فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم»!! «يا أيها النبي، جاهد الكفار والمنافقين، وأغلظ عليهم»!! «يا أيها الذين آمنوا، قاتلوا الذين يلونكم من الكفار، وليجدوا فيكم غلظة»!! ومن هنا جاء، «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.. فإذا فعلوا، عصموا مني أموالهم ودماءهم، إلا بحقها».. «أُمرت أن أقاتل الناس»!! أها، نسخت آيات الحقوق الأساسية، في الشريعة.. فلذلك، الشريعة ماها مرحلة ديمقراطية..



من ندوة مفتوحة بمدينة بورتسودان في ستينات القرن العشرين

Post: #3
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 03:38 PM
Parent: #2



Quote: الاستاذ محمودمحمد طه السيادة للشعب وليس للشريعة
53 Aufrufe
•05.04.2021
3
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الاستاذ محمودمحمد طه

السيادة للشعب وليس للشريعة

Post: #4
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 04:09 PM
Parent: #3

أرجو الانتباه والاستماع جيدا. الأستاذ محمود يتحدث عن دستور إنساني وليس دستورا دينيا بالمعنى المألوف للدين. وفي غياب هذا الدستور، كما
هو الحال الحاضر، فإن الدستور العلماني أفضل من الدستور الإسلامي المزيف كالذي كانت تدعو له الأحزاب الطائفية بعد ثورة أكتوبر.


من محاضرة الدستور الإسلامي في أواخر الستينات
Quote: الاستاذ محمود محمد طه الدستور الاسلامي الصحيح والدولة الانسانية
223 Aufrufe
•02.04.2021
9
1
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الاستاذ محمود محمد طه

الدستور الاسلامي الصحيح والدولة الانسانية

Post: #5
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 04:57 PM
Parent: #4



Quote: الاستاذ محمود محمد طه السبيل الى الدستور الاسلامي
117 Aufrufe
•18.02.2021
7
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الاستاذ محمود محمد طه
السبيل الى الدستور الاسلامي

Post: #6
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 10:22 PM
Parent: #5





Quote: الأستاذ محمود محمد طه الدستور الإسلامي الصحيح
240 Aufrufe
•17.02.2021
9
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

الدستور الإسلامي الصحيح

نحن، هسع، لمًا نتكلم عن الدستور الإسلامي، لا بد أن نبعث الآيات اللي كانت أصول والفيها الحقوق الأساسية: حق الديمقراطية؛ حق الاشتراكية؛ حق المساواة بين الناس – ما في تمييز يقع على الإنسان من جنسه، يعني رجل وامرأة، أو من دينه – دا الحق الأساسي.. الحقوق الأساسية، في الديمقراطية، هي دي.. ونحن، في الحقيقة، في ديننا في.. لكن، مش في شريعتنا.. إذا كنت إنت عايز الدستور الإسلامي، لا بد أن تكون عندك السلطة، من الفهم والتقدير، اللي ترفع بِها مستوى التشريع ليكون قائم على آيات الأصول.. دا ما يسمى «تطوير الشريعة»: تتطور الشريعة من آيات الفروع لآيات الأصول.. في المستوى دا، يقوم الدستور الإسلامي؛ وتكون، فعلًا، في استجابة لحاجة المجتمع البشري كله؛ والإسلام هو اللي يكون عنده المقدرة ليوجد، في جهاز واحد، الاشتراكية والديمقراطية.. ودي، بطبيعة الحال، مفقودة، هسع.. الشرق الفيه محاولة للاشتراكية، مهزومة فيه الديمقراطية؛ الغرب الفيه محاولة للديمقراطية، مهزومة فيه الاشتراكية.. أما جهاز واحد – نظام اجتماعي سياسي واحد يقوم فيه النظام الديمقراطي والاشتراكي – ما في.. ودي حاجة البشرية بكرة، وتوجد في الإسلام.. ما توجد في طريقة تانية، من طرق التفكير، غيره.. لكن، على أن نبعث نحن آيات كانت منسوخة، لأنُّ وكتها جاء، في الوكت الحاضر؛ ونعطل آيات قبيلك ناسخة، لأنُّ وكتها فات.. الناسخ قبيل نَسخ لأنه صاحب الوكت، في القرن السابع؛ المنسوخ نُسخ لأنه أكبر من مجتمع القرن السابع.. يجيء، في وكتنا الحاضر، المنسوخ ينبعث للعمل، لأنه بقى في مستوى القرن الحاضر، اللي جاء لِهُ، وقبيلك مدخر لِهُ؛ واللي قبيلك عامل وكان ناسخ يُنسخ، لأنه بقى دون مستوى حاجة المجتمع الحاضر.. إذا كان نحن ما استطعنا أن نفهم قرآننا بالصورة دي، لا يمكن أن يكون في دستور إسلامي.. ولا يمكن أن يكون للشعب دا خلاص من المأذق اللي هو مقابله، في التضليل بإسم الدستور، إلا إذا كان انبعث الإسلام في مستواه الجديد – بُعث، من جديد، في صدور الرجال والنساء..
الإسلام ما موجود، هسع، في الناس.. يمكن الواحد يستغرب أنه إذا كان الناس ما بيعيشوا الإسلام، كيف يعملوا دستور إسلامي؟! بيقدروا من مين يعملوه؟! وأنا أفتكر أنُّ دي ما بتحتاج لفكر كتير.. لأن نعرف أننا نحن، في الوكت الحاضر، بنعيش على قشور الإسلام، مش على لباب الإسلام.. نحن بنمارس قشور العمل – بنمارس العبادة – لكن الأخلاق ما في.. والحقيقة، العبادة جاءت لتبعث الأخلاق، «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. من أجل مكارم الأخلاق جاء بشريعة العبادات والمعاملات.. لكن، لمًا الناس يقوموا على قشور العمل، ثم الأخلاق ماها قائمة على قدم الإسلام، يبقى، في الحقيقة، الناس ماهن على الإسلام.. فالإسلام، هسع، موجود في المصحف، والناس البيتكلموا عنه، ما دام ما بيعيشوه، ما بيفهموه، لا يمكن أن يجيئوا منه بالدستور.. ودي العلة..
أنا بفتكر أنُّ الاتجاه السليم بيكون، بعد معرفة الحقوق الأساسية، اللي هي تنوير الناس بالأسلوب دا؛ دعوة الناس لبعث الإسلام فيهن.. نحن مطلوب مننا أن نطبق الدستور الإسلامي فينا قبلما ندعو لِهُ في دولتنا.. إنت لا يمكن أن تعطي الناس شيء إنت فاقده.. «لا إله إلا الله» نحن بنقولها، لكن بنقولها من الحناجر ولِفوق.. ما متأثرة بِها أخلاقنا.. إذا كان نحن عايزين الدستور الإسلامي يقوم في بلدنا، أبعث الدستور الإسلامي فيك – خلي «لا إله إلا الله» تكون حاجة معاشة، اتصف بِها!! التوحيد ما كلام بيقولوه، اتصاف، تخلّق.. حتى، نبينا أجمل العبادة كلها، قال: «تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم»!!
أها، التوحيد إذا كان نحن مارسناه، هو، في الحقيقة، بيبقى دعوة تحرر، ودعوة مواجهة.. في الوكت المتراخي الأخير، كتير من الناس افتكروا التوحيد مسألة ترف، أو مسألة خلوة تقفلها عليك، أو مسألة مغارة، أو مسألة سير في الفلوات.. التوحيد لمًا جاء، في أول أمره، تمسكوا بِهُ الناس المستضعفين والمسترقين، بلال من المسترقين، عبدالله بن مسعود من المستضعفين.. تمسكوا بِهُ ليه؟؟ لأنُّ فيه ثورة تحرير، صححت إنسانيتهن ورفعت قيمتهن عندهن.. المستذل، زمان، والمسترق في مجتمع الحق فيه للقوة، زي عبدالله بن مسعود ما عنده فرصة.. المسترق، في المجتمع الجاهلي القرشي، كان جزء من المال – العبد ما عنده قيمة إنسانية، يعني.. كان عندهن، بالصورة دي، هو مالَك تتلفه زيما تنفق مالَك بإسراف – تقتله، ما حد بيسألك.. الناس ديل جاءهن الإسلام وقال لِهن: يا بلال، إنت وسيدك ربكن.. إنت يا بلال، عندك فرصة لأن تكون أقرب لله من سيدك إذا كنت أتقى لِهُ من سيدك، «الناس لآدم وآدم من تراب.. إن أكرمكم، عند الله، أتقاكم».. «لا إله إلا الله» جاءت بالمعاني دي، والثورة دي.. والناس الحاربوها، في الحقيقة، مش حاربوها.. يعني، أبو جهل وناسه ما حاربوها لأنّ هم عايزين الأصنام تُعبد.. هم أذكى من كدا.. لكن الأصنام رمز لامتياز سياسي واقتصادي.. عبادة الأصنام وراءها الامتياز الاقتصادي والسياسي المبني عليه مجدهن، في الجاهلية.. فلمًا جاءت «لا إله إلا الله»، الحاجة الشكوا منها، قالوا: «محمد أفسد علينا غلماننا».. يعني، معناها أنُّ، أصبحوا غلماننا يترفعوا للمساواة معنا.. فــ «لا إله إلا الله»، هسع لو سرت في الشعب دا، تجد أنُّ الطائفية تتقوض من الأول – النظام الفاسد كله يتقوض – لأنك إنت لا يمكن أن تقول «لا إله إلا الله»، وإنت صادق فيها، ثم تكون خائف من أحد أو طامع في أحد.. لا يمكن أن تكون مدلّس، ولّا بتغش، لا يمكن أن تعمل عمل كأنك ماك مسؤول.. أجيء أنا أقول لِك، بالله صوّت لفلان!! تمش تصوّت.. «لا إله إلا الله» إذا قامت، إنت بتشعر بأنك إنت مسؤول أمام الله.. فلان البترشحه، للعمل دا، إذا أحسن، لِك نصيب من إحسانه؛ إذا أساء، عليك كفل من إساءته.. وفي الحقيقة، «لا إله إلا الله» على بساطتها لو انبعثت، هسع الشعب دا يرتفع ويوعى..

من الجلسة الختامية لمهرجان أسبوع الحقوق الأساسية بمدينة أمدرمان – مارس 1968

Post: #7
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 10:37 PM
Parent: #6



Quote: الدعوة للدستور العلماني خطأ
196 Aufrufe
•16.02.2021
14
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

الدعوة للدستور العلماني خطأ

الدستور العلماني نحن عندنا خطأ من ناحيتين: ناحية موضوعية فيه، في حقيقته العلمية.. الدستور العلمانية، بالمناسبة، مش الدستور «العلمي».. أنا بحب أن يتوكد المعنى دا، لأنُّ واحد من الكتاب قال الدستور العلماني هو الدستور العلمي.. الدستور العلماني هو الدستور «الدنيوي» – لمًا تقول دا دستور ديني، دولة دينية – دولة علمانية، «دنيوية»، يعني.. هنا، الدستور العلماني بيستمد من المدنية الغربية مفاهيمها وأساليبها في الحكم وفي الاقتصاد والسياسة.. من الناحية دي، المدنية الغربية بتُعتبر ناقصة، ونقصها وضح.. نقصها وضح بعجزها عن تنظيم المجتمع البشري بعد الحرب التانية.. في ظاهرة في التاريخ البشري ما حصلت قبل حصولها من سنة 45 إلى اليوم.. هذه الظاهرة هي أنه بعد الحرب، المنتصر في الحرب ما استطاع أن يسيطر على دنيا ما بعد الحرب.. عبر التاريخ كله، المنتصر هو سيد الموقف بعد الحرب.. إذا كان حصل انتقاض على سلطان بحصل بعد زمن.. لكن، مجرد من يضعوا الناس السلاح ويرفعوا يديهن ويسلموا لِهُ، هو أصبح سيد النظام.. وآخر مواقفنا منها الحرب الأولانية سنة 1914-1919 الحرب اللي خرجت فيها بريطانيا منتصرة وأصبحت سيدة البحار وسيدة الأرض.. الجو في الوكت داك ما كان لِهُ شأن كبير، لكن بريطانيا في سنة 20، و21، لغاية سنة 33 كانت هي المسيطرة، وكان في نزع سلاح تمام في العالم.. سنة 33 ابتدأ هتلر يتحرك، ابتدأت عصبة الأمم تنهز.. لغاية ما في سنة 39 جاءت الحرب الماضية دي.. الحرب الماضية من 39 انتهت سنة 45 كسبتها بريطانيا، برضو.. من الناحية الموضوعية، في الحرب، بريطانيا هي الكسبت الحرب بتاعة سنة 1945، بمعنى أنُّ صمودها – مقاومتها – هي اللي مكنت العالم من هزيمة هتلر.. لولا صمود بريطانيا في سنة 41-42، لكان تاريخ العالم تغير.. بريطانيا لمًا خرجت من الحرب، خرجت محطمة، المكاسب مشت لأمريكا وروسيا.. هنا، جاءت العبارة البيقول عنها أنُّ، «بريطانيا كسبت الحرب، وخسرت السلام».. دي عبارة صيغت صياغة ذكية، جاءت فيما بعد سنة 45.. دي لأول مرة في التاريخ أنُّ المنتصر في الحرب يصبح مهزوم في السلام.. ثم من سنة 45 وإلى اليوم دا سنة 68 العالم مش في سلام.. المدنية الغربية عاجزة عن أن توجد النظام البِهُ العالم يكون في سلام.. ونحن عشنا المدة دي بدون ما تقوم حرب عالمية تالتة، لأنُّ في خوف من الحرب.. الخوف من الحرب هو الأدّانا فرصة للسلام، لكن مش الوضع الطبيعي، في المسالمة.. دي نقطة دليل على عجز المدنية الغربية عن التنظيم – تنظيم عالم ما بعد الحرب.. بعدين، القلاقل والاضطرابات مش بتاعة الحروب الإقليمية الإنتو شايفنها، لكن حركات الشباب – الشذوذ، اللي شايفنه إنتو في حالة زي حالة المنظمات زي الهيبيز، بصورة خاصة، منظمات حاجة تانية، البروفوست، حاجة تانية البيتلز.. ديل الواحد يشوفهن كأنها حكاية تفسق، زيما بيقولوا كتير من الناس.. لكن هي، في الحقيقة، من علامات الصحة في المجتمع، مش من علامات المرض.. كأنُّ الشباب دا شعر بأنُّ المدنية الغربية أفقدت الإنسان روحه، وغمسته في حركة من الإنتاج والاستهلاك، فرفضوا.. دي حركة «رفض» للوضع الحاضر الفقد فيه الإنسان روحه، وانغمس في مجتمع كبير لا يجد نفسه.. الآلة تُنتج، ونحن نستهلك – نزيد في الانتاج، ونزيد في الاستهلاك.. رفضوا، قالوا كأنهن بيشعروا بأنُّ مجتمع الغابة الساذج البسيط – الطلباته بسيطه، المتقشف – الإنسان بيجد فيه نفسه، ويجد فرصة ليتأمل ويفكر ويبحث عن نفسه وعن حريته، أكتر من المجتمع الحاضر.. فبقيوا أرسلوا شعور لحاهن وشعور رؤوسهن ولبسوا البنطلونات المرقعة وقعدوا يبيتوا في أرصفة الشوارع.. دي دليل على طاقة جديدة في المجتمع الإنساني.. المجتمع الإنساني عايز الحرية.. مش كفاية أنه الواحد يكون عنده عربية طويلة، وعنده بيت جميل، وعنده تلاجة، وعنده تلفزيون، وكل مرة يزيد.. وكل مرة شركات الإنتاج تتفنن في إنتاج الحاجات الجديدة، وتعلن عنها لتبيعها لِك بنوع من الإيحاء، تُشعرك بأنك إنت محتاج لكدا، وتمشي تشتري.. النوع اللي قائم بِهُ الشباب دا، هو نوع «الرفض»، اللي فيه الإنسان شعر بأنُّ هو فاقد نفسه – لا تعطيه نفسه الحطامات البيستهلكها..
المدنية الغربية عاجزة عن الاستجابة لطاقة الإنسان المعاصر، اللي ما عايز الإنتاج والاستهلاك يضيّع وجوده، ويضيّع حريته.. عايز الرخاء المادي، لكن يكون معه الحرية، معه الروح، إن شئت.. المدنية الغربية عاجزة عن دا.. المدنية الغربية، في تطوراتها المادية، وصلت إلى الحد المقفول.. والمدنية الغربية تعني الشيوعية والرأسمالية، معًا.. ما بيناتهن اختلاف، في الحقيقة، إلا في المظهر.. لكن إذا كان إنت رجعت للأديم – للأرض البتنبت فيها الشيوعية، وبتنبت فيها الرأسمالية – أرض مادية.. اعتبارات الروحية ما في.. نحن عندنا هنا في السودان، مثلًا، لمًا تعلمنا في المدارس – مدارس التعليم الغربي – علمنا القليل، اللي تعلمناه، بيجعل مننا المهندس الكويس، والطبيب الكويس.. لكن، المهندس الكويس يستغل هندسته وفنه لبناء نفسه؛ والطبيب الكويس يستقلها لنفسه.. كوننا بنرعى الشعب؛ بنشعر بأننا خدام للشعب؛ بأنُّ في قيمة أنا أضحى من أجلها بالحطام في خدمة الإنسان وأجد سعادتي فيها، في حريتي، في أخلاقي، دا ما في.. التعليم دا ما في – في المدنية الغربية ما في.. والمدنية الغربية، زيما قلنا عنها، هي مدنية الإنتاج والاستهلاك.. ولذلك، الدستور العلماني، لأنُّ التفكير العلماني فاشل في أرضه – في بلده – سواء كان عند الروس أو كان عند الأمريكان، يبقى اتجاهنا للدستور العلماني خطأ، خطأ موضوعًا – خطأ في المحتوى نفسه.. الإشارة دي يمكن تكفينا في الأمر دا، إلا إذا كان رجعتوا لِهُ إنتو، فيما بعد، في النقاش..

من الجلسة الختامية لمهرجان أسبوع الحقوق الأساسية بمدينة أمدرمان – مارس 1968

Post: #8
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 10:54 PM
Parent: #7



Quote: الأستاذ محمود محمد طه - معضلة وضع دستور دائم
38 Aufrufe
•14.11.2020
1
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

معضلة وضع دستور دائم

في فترة الحكم الذاتي كان في كلام عن الجمعية التأسيسية – اتفاقية القاهرة، اللي انبنت عليها الحركة الإستقلالية، عندنا، استقلالنا جاء نتيجة لِها.. اتفاقية القاهرة، بتنص على تكوين جمعية تأسيسية – انتخاب جمعية تأسيسية.. من أغراض الجمعية التأسيسية، أن تضع دستور السودان الدائم.. ما حصل أنُّ الجمعية التأسيسية، في الفترة دي، أنتُخبت.. لكن، أنتُخبت فيما بعد، وعندنا جمعية تأسيسية أنتُخبت مرتين، ولغاية الآن، ونحن قطعنا 13 سنة، من الإستقلال التام، و16 سنة من بداية الحكم الذاتي، ما استطعنا أن نضع دستور.. وأنا أفتكر السبب فيه يرجع إلى أمرين: واحد، أنُّ الدستور عمل كبير بيقتضي أنُّ الشعب يكون فاهم هدفه؛ فاهم فلسفته؛ فاهم غرضه وراء الحكم.. لأنُّ، بطبيعة الحال، الإستقلال ما هو غاية، في ذاته، الإستقلال وسيلة للحرية – انت بتحارب الاستعمار، لأنُّ الاستعمار ما بيدّيك فرصة لتكون حر..
لمًا يجيء الاستقلال، إذا كان الإستقلال ما واعي، برضو، ما راح يصل للغاية، اللي بتحقق لِك الحرية.. الاستعمار، قبيل، بهدف مخطط بيتغول على حريتك، وينقص من تعليمك، ومن صحتك، ومن اقتصادك – بيعيش على اقتصادك؛ بيعيش على استثمارك، واستغلالك، ولذلك ما بيدّيك فرصة لأن تكون حر.. لمًا انت تطلب الاستقلال، ما بتطلب الإستقلال، في ذاته، بتطلب الإستقلال لتكون حر.. والحرية بتتمثل في الرخاء، والعلم، والحرية البتدخل في بيت كل مواطن.. إذا كان الإستقلال ما حقق دي، هو صورة من الإستعمار، برضو – تغيرت الوجوه، لكن ما تغير التخطيط، ولا تغير التنفيذ، ولا تغير التشريع.. وأنا أفتكر دي واضحة عندنا نحن، في مرحلتنا الحاضرة، أننا نحن بنُحكم، وبنسير وفق الأوضاع الاستعمارية، بصورة تكاد تكون امتداد لعهد الاستعمار.. السبب في دا، أننا، في حركتنا الوطنية، مانا عارفين كيف نحقق الحرية بوسيلة الإستقلال.. لأنُّ أحزابنا ما كانت عندها فلسفة، ولا برمجة، ولا دراسة..
الأحزاب الما عندها فلسفة، ولا برمجة، ولا دراسة، ما بتستطيع أن تضع دستور، لأنُّ الدستور عبارة عن صياغة أمل الأمة لقدام.. المثل الأعلى، العايزاه الأمة تحققه بإستقلالها، بينعكس في الدستور، في مواد محددة، ومصوغة صياغة قانونية.. إذا كان الناس ما عارفين الحاجة العايزنها – ما عارفين الطريق لما يريدون، وراء الإستقلال – ما يمكن أن يكون في دستور.. أنا أؤكد لكم دا السبب الأولاني في أننا ما قادرين نضع دستور.. السبب التاني، الكلام عن «الدستور الإسلامي».. الدستور الإسلامي زي حمى محمي!! الناس البيحوموا حوله وما يصيبوه، بيكونوا مدفوعين عنه، بعوامل خفية من التدبير الإلهي، خصوصًا في بلدنا دا.. كل محاولة عن الدستور الإسلامي قاصرة، تمش تلقاها أنها معوَقة.. لغاية الآن، تلقى الاتجاهات، الدستور الإسلامي، الدستور الإسلامي.. لكن، لأنُّ الناس ما عارفينه، لأنُّ في ناس عندهن نوايا سيئة، لاستغلاله، ربنا دافعهن عنه.. دي النقطة التانية الخلت الدستور ما ينكتب، عندنا.. ومش راح ينكتب الدستور دا، ويمر، إلا إذا قامت الفكرة الصحية لوضعه..

Post: #9
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 11:01 PM
Parent: #8



Quote: الأستاذ محمود محمد طه - الدستور العلماني خير من الدستور الإسلامي المزيف
38 Aufrufe
•13.10.2020
3
1
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

الدستور العلماني خير من الدستور الإسلامي المزيف

قد يقول واحد، أو يدور بباله أنُّ لخطورة موضوع الدستور الإسلامي المزيف، وأنُّ عنده فرصة ليمر، قد يقوم ببال بعض الناس أنُّ، حتى مساندة الدستور العلماني أحسن من الدستور الإسلامي المزيف!! نحن، الجمهوريين، عندنا الشعار اللي عرضناه كتير، ودائما بنقوله: «الدستور العلماني خير من الدستور الإسلامي المزيف».. لأنُّ الدستور العلماني باطل عريان.. والباطل العريان يمكن للناس أن يتفقوا على بطلانه.. لكن الباطل إذا تلف في توب من قداسة الإسلام، بيصعب تمييزه.. أنا وإياك بنتفق على أنُّ الدستور العلماني يجب أن نغيره، لكن ما بنتفق على أنُّ دا دستور «إسلامي» نغيره – ما بنتفق أنه، الدستور دا، ما إسلامي.. وقد تجد انت من يساندوا، الدستور العنده توب الإسلام، أكتر من البعارضوا.. لكن، هل معنى دا، أننا نحن، كمرحلة، ندعو للدستور العلماني؟؟ لا!! والاعتبار قائم بأنُّ نحن، في الحقيقة، ما بننصر الحق بأكتر من التزامه.. الناس البينصروا الحق، بيلتزموا الحق.. المسيح عند عبارة، قال: «اعرفوا الحق، وسيجعلكم الحق أحرارًا..».. و«الحق» ناصره الله، دائمًا.. والناس الموصوفين بنصرة الحق، هم الناس الإستعملهم ربنا، استعمال صالح في نصرة الحق – أدوات.. فإذا كنت انت عايز تنصر الحق، انصره في نفسك، والتزمه، واصبر عليه، حتى ولا تستعجل.. يجيء القرآن يقول: «أتى أمر الله.. فلا تستعجلوه.. سبحانه، وتعالى، عما يشركون..».. أتى أمر الله – الحق جائي، واستعجال الحق باطل..

Post: #10
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-07-2021, 11:07 PM
Parent: #9



Quote: الأستاذ محمود محمد طه - تحقيق الدستور الإسلامي
32 Aufrufe
•14.11.2020
0
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9080 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

تحقيق الدستور الإسلامي

أن تدّيني أنا حريتي السياسية، وأن أكون كريم – يعني، رأيـــي عنده اعتبار ؛ وبيتي آمن من يهجم عليه أي بوليس يفتشه، أو أساق للسجن بدون سبب – أن تدّيني الحرية السياسية، وأن تدّيني الحرية الاقتصادية، تنبع من «لا إله إلا الله»، توّها.. فيبقى، «الدستور الإسلامي» بيتحقق بمعرفة «لا إله إلا الله»، ثم التفكير في التراث البشري – مش حاجة بتجيء من الهواء..
والناس البقولوا أنُّ، الديمقراطية مالنا ومالها، والاشتراكية مالنا ومالها، ديل إلحاد!! ديل لأنهم ما حققوا «لا إله إلا الله».. إذا انت حققت «لا إله إلا الله»، كل التراث البشري تشوف الخير الفيه لِك، لأنُّ البشرية ما مبنية على الباطل، ولا في قبيل من الناس فاز بالخير كله وخلّى الناس الآخرين في الشر كلهن.. الناس ديل كلهن خلقهن الله.. التفاوت بيناتهن، تفاوت مقدار..
وما في شر مطلق، في الوجود.. «الإلحاد» فيه خير.. والإلحاد ما دخل إلا بإرادة الله.. وربنا لمًا قال كارل ماركس، «لا إله، والكون مادة»، ربنا قال لِهُ، قُل كدا!! لحكمة.. الشر المطلق ما في.. لمًا انت تعرف «لا إله إلا الله»، انت بتعرف الشر المثبت نصيبه منه، وتاخد الخير.. يبقى، في الحقيقة، لمًا تجود «لا إله إلا الله»، دستورك هو التراث البشري كله، تاخد ما فيه من خير ، تنمي بِهُ اتجاه الإنسان ليسير لتحقيق «لا إله إلا الله».. فــ «لا إله إلا الله» ميزان، مش محتويات وتفاصيل.. وانت شايف أنُّ كل التشاريع، الأنبياء ما جاءوا إلا بــ «لا إله إلا الله»، بعدين شرّعوا من العادات، والأوضاع.. ديننا ما قائم على العرف!! «يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر»؛ «لهن مثل الذي عليهن بالمعروف»؛ «لا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف»، «المعروف» شنو؟! ما تراث البشر فيما تواضعوا عليه.. الباطل فيه يرموه هناك، والخيّر ياخدوه..
هنا، «لا إله إلا الله»، إذن هي الميزان البيربـّي الإنسان، المفكر تفكير جيّد، لياخد الخير، ويوجهه.. التفكير دا، المسلم الجيّد هو البيعطيه الفرصة ليجيب بنود الدستور لتلف حول «لا إله إلا الله»، لينشئ المجتمع البيكون والد شرعي للإنسان الحر.. الإنسان الحر ما مقطوع من الشجرة، هو ابن للمجتمع.. المجتمع البينجب الإنسان الحر، لازم يكون هو حر، نفسه.. المجتمع الحر هو الفيه العدالة الإجتماعية – طبقات مش بعيدة من بعض؛ فيه العدالة الاقتصادية – مش فيه واحد بيشحد، وواحد مترف يموت بالتخمة، وواحد يموت بالجوع.. المواطنين لِهن حقوق، كلهن، في السياسة، اللي هي الديمقراطية؛ في الاقتصاد، اللي هي الاشتراكية – الفوارق بيناتهن تكون قريبة لئلا تكون في طبقة فوق تستنكف أن تتزاوج مع الطبقة التحت، أو تحتقرها، أو تكوّن رأي عام يعزلها.. تلقى، انت، «لا إله إلا الله»، في الحقيقة، تفتح لِك التراث البشري كله لتجيب مجتمعك على الصورة الكاملة..



من محاضرة «مناهضة الدستور الإسلامي المزيف» - 1969، دار الحزب الجمهوري بمدينة مدني

Post: #11
Title: Re: الأستاذ محمود محمد طه: الدستور
Author: Yasir Elsharif
Date: 04-08-2021, 10:02 PM
Parent: #10



Quote: الأستاذ محمود محمد طه - دستور البشرية
19 Aufrufe
•13.10.2020
1
0
Teilen
Speichern
Alfikra
9090 Abonnenten
الأستاذ محمود محمد طه

دستور البشرية

أنا بفتكر أنُّ الإسلام ما بيجمع الناس، في مستوى العقيدة.. لكن، مؤكد، التوحيد بيجمع الناس.. بعدين، هنا، عن الدين الإسلامي، في حقيقته، نبينا قال، «الإسلام دين الفطرة».. في مستوى الإسلام، «دين الفطرة»، الناس كلهم راح يلتقوا، لأنُّ الفطرة البشرية واحدة، حيث وُجد البشر..
العقيدة مرحلة لإبراز الفطرة.. الفطرة، نبينا قال عنها، «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه».. كل مولود – كل مولود آدمي، من حيث هو آدمي، بصرف النظر عن لونه؛ بصرف النظر عن دمه؛ بصرف النظر عن إقليمه؛ بصرف النظر عن لغته، «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه».. الفطرة، هنا، هي العقل، والقلب – الجوارح البتدرك مننا.. الطفل البشري بيولد، وعقله «نضيف»، صفحة بيضاء، وقلبه «سليم»، ما فيه أحقاد، ولا ضغائن، ولا شره، ولا حرص، ولا طموح.. لكنه بيُولد ضعيف، زيما قلنا قبيل عنه.. يبقى فطرته ما عندها قيمة، ما دام هو ضعيف، ما عنده تجارب.. بعدين، بيدخل في المجتمع ليكتسب التجارب.. تجيء العبارة اللي قال عنه، «أبواه يهودانه، أو يمجسانه، أو ينصرانه».. يكسب التجارب بطمس الفطرة فيه.. لمّن يعيش الطفل لغاية ما يبقى عمره، مثلًا، 18 أو 20 سنة – يبلغ سن التكليف – يكون اكتسب كتير من عيوب المجتمع، لكن أصبحت عنده تجربة.. لمّن يجيء الدين – أقول، الدين الإسلامي، بمنهاجه في العبادة، وفي المعاملة، بالصورة الموضوع لِها، بالقرآن – المقصود منه أنه ينقي الفطرة، مرة تانية، يرجّع الإنسان للفطرة السليمة، مع التجربة الاكتسبها.. إذا كان الإسلام هو منهاج من الحياة، يرد الناس لأصالة الفطرة، من سلامة القلب، وصفاء الفكر، يبقى دي النقطة البتلتقي فيها البشرية كلها..
أنا بفتكر دي المسألة البترشح الإسلام لأن يكون هو دستورنا المقبل.. دستور السودانيين، وبالتبعية للمسألة دي، وبالتمدد لِهُ في الاتجاهات المطلوبة، راح يكون الدستور البتحتاج لِهُ البشرية كلها، إن شاء الله