مرتضى احمد ابراهيم، وزير الري الاسبق ورأيه في العساكر

05:15 PM March, 03 2021

سودانيز اون لاين
امتثال عبدالله-NYC - USA
مكتبتى
رابط مختصر

قرأت كتاب مرتضى احمد ابراهيم ، وزير الري الاسبق وعنوان الكتاب :" الوزير المتمرد"
وهو كتاب مفيد جدا جدا ويؤرخ للتاريخ المعاصر للسودان، واود في هذه العجالة ان الخص
لكم رايه في العساكر...لانه رأي سديد ومنطقي...
لا اود ان انقل الكتاب لان الكتاب موجود للتحميل في الانترنت مجانا ، ولكن رأيه في العساكر مهم
جدا وينبغي النقاش حوله لان ما قاله ينطبق على واقعنا الحالي...
كما ان لي بعض الملاحظات حول بعض ارائه وحول الكتاب عموما..
فتابعونا ...
والى حين ميسرة ومسرة...

وبالمناسبة مرتضى احمد ابراهيم هو شقيق فاطمة احمد ابراهيم وشقيق الشاعر صلاح احمد ابراهيم ...
ونواصل ....

عندما وقع انقلاب هاشم العطا في يوليو ١٩٧١م ،كان مرتضى احمد ابراهيم ،وزير الري انذاك، يقضي اجازته
في فيينا، النمسا، اء ان زوجته نمساوية الاصل، والمدينة التي كان يقضي بها اجازته ، هي مدينة صغيرة كان
والد زوجته قد بنى فيها منزلا خشبيا بناه بنفسه وبه حديقة جميلة.
ويقول الكاتب ،مرتضى احمد ابراهيم،في كتابه" الوزير المتمرد" انه كان هناك بعيدا عن المدينة واضوائها وكل سبل
الاتصالات والمواصلات ، ولم يكن لدينا سوى راديو صغير كان يستمع اليه الرجل، والد زوجته، من حين لاخر.
ولنسمع ما قاله مرتضى بنفسه بنفس كلماته التي سطرها في الكتاب، عن ماذا حدث هناك وعن رأيه في العساكر
وبصراحة شديدة..
ونواصل

يقول الكاتب:"
اخبرني والد زوجتي بان هناك اخبار عن انقلاب في الخرطوم والقاء القبض على النميري،
وظننت في بادئ الامر ان خالد حسن عباس وزملاؤه قد نفذوا العملية كما كانوا قد اوحوا الى
وانهم اطاحوا بالطاغية كما كنت اتوقع، ولكتي لم افهم لم تم ذلك عن طريق انقلاب،،
وبعد قليل وضحت الحقائق وعلمت ان هاشم العطا وعسكريين من مؤيديه قد نفذوا الانقلاب
واعتقلوا جميع اعضاء مجلس قيادة الثورة، بما فيهم النميري، وحزنت لذلك اذ تبين لي انها لعبة
اخرى للعساكر من العابهم المفضلة في الاستيلاء على السلطة دون واعز من ضمير ودون اهداف
او مبادئ سوى انها لعبة الكراسي بينهم للجلوس على كرسي الرئاسة والسلطة للتحكم فوق اقدار
البشر والوطن كما كانوا يفعلون في وحداتهم العسكرية وتجمعات جنودهم.
وام تمضي حتى علمت بعودة النميري وزملائه فبعثت ببرقية اهنئه بعودته وعودة زملائه. ومعربا في نفس
الوقت عن اسفي وحزني لما تبع ذلك من قتل واعدام للمدنيين والذين لا ناقة لهم ولا جمل في لعبة الكراسي
،واشرت في البرقية انني عائد للخرطوم، وبعثت البرقية من مكتب بريد تلك المدينة ، ،،وبعد ذلك توالت الاخبار
من الاذاعات ومن مصادر اخرى ان هناك وزراء حكم عليهم بالاعدام وكذلك قادة نقابيين،،
واتصل بي صديقي يوسف عبده تادرس من اثينا ينصحني بالا اعود وانه سمع ان هناك حكم صدر باعدامي وان
الشفيع احمد الشيخ قد اعدم او حكم عليه بالاعدام. وكذلك طلب مني والد زوجتي واهلها الا اعود الى الخرطوم
ونصحوني بالبقاء في النمسا والعمل بها ، ولكني رفضت،،،
ونواصل لحين ميسرة،،

وقلت لزوجتي : انا عائد للخرطوم فان بقبت هنا لظن الناس اني قد ارتكبت ذنبا او انني قد خنت وطني او انني رجل جبان
ولا اريد لولدى ان يقول لهما عني ما ليس بي ، واذا كان قدري ومصيري ان اعدم او اسجن وانا برئ فليس لي ولا بامكاني ان اغير
ذلك ولهذا انا عائد للخرطوم وان شئت ان تبقي هنا مع الاولاد فلك ذلك،
ولكنها قالت لي:" لا يا عزيزي انا ذاهبة معك والاولاد ،اذ ان مكاني بجانبك وهناك وطنهم فاذا قتلوك فساعود باولادي الى بلدي
ولن تكون لي رغبو في تربية اولادي في بلد لا يعرف اهله الخبيث من الطيب. وان سجنوك فسابقى هناك بالقرب منك الى ان يفرج
عنك...
وهكذا توكلنا على الله وشددنا الرحال وسافرنا الى الخرطوم عن طريق روما....
ونواصل لحين ميسرة لنعرف من الذي قابله داخل الطائرة السودانية القادمة من لندن الى روما في طريقها للخرطوم
وبماذا نصحه،،، علما بان هذا الشخص كان سفير السودان في لندن، واستدعوهو للخرطوم لانه كان
مغضوبا لانه نظم مؤتمر صحفي عقب انقلاب هاشم العطا وتحدث في المؤتمر بابكر النور وفاروق حمد الله اللذان
كانا في لندن عند وقوع الانقلاب...

نواصل غدا ان شاء الله لنعرف ماذا حصل وصول مرتضى الى الخرطوم ،وكذلك ماذا قالت له
شقيقته فاطمة احمد ابراهيم عن الشهيد الشفيع احمد الشيخ، وهل فعلا شارك الشفيع في انقلاب
هاشم العطا ، ولماذا اتصل الرئيس المصري السادات والرئيس الروسي برزنيف بالنميري . ...
مل ذلك غدا ان شاء الله....لاننا الان في متابعة لمسلسل ....
والى حين ميسرة ومسرة

وفي روما حيث ركبنا الطائرة السودانية التي جاءت من لندن في طريقها للخرطوم ،قابلت الصديق عابدين اسماعيل المحامي الذي كان سفير السودان في لندن وتم استدعاؤه للخرطوم مغضوبا عليه لانه عقد مؤتمر صحفي في لندن تحدث فيه العقيد بابكر النور والرائد فاروق حمد الله اللذين كانا في لندن واصبحا اعضاء في مجلس قيادة ثورة هاشم العطا، وحيث اعدمهما النميري بعد عودته للسلطة بمساعدة صديقه القذافي الذي اعترض الطائرة البريطانية التي كانت تقلهما الى الخرطوم واخرجهما بالقوة وسلمهما للنميري الذي قضى عليهما.
وقال لي عابدين متساءلا: "لماذا انت عائد للخرطوم؟
فقلت له: لارى ماذا هم فاعلون بي.
فقال: لا اظنهم سيفعلون لك شيئا وربما وضعوك في الحبس المنزلي، اما انا فليس لي منزل حتى بحبسوني فيه.
ووصلنا الخرطوم صباح اليوم التالي ولم يعترضني احد في المطار ،واستاجرت سيارة تاكسي ووصلنا الى منزلنا في شارع ٢٥ في العمارات.، واجريت بعض الاتصالات الهاتفية مع الاهل والاصدقاء ،ثم اخذت اولادي الى منزل شقيقتي فاطمة ،زوجة الشهيد الشفيع احمد الشيخ، في بري.وذهبنا الى منزلها وكانت فاطمة في الحبس المنزلي ، وبدا اللقاء الحار المفعم بالمشاعر العميقة على ما وقع علينا من الظلم والتعدي في حقد وكراهية من النميري وبطانته الجبناء ،

وحدثتني فاطمة قائلة:"

ونواصل ...

الابنة امتثال تحياتي
يا سلام على الابداع
واصلي

حدثتني شقيقتي فاطمة وقالت: "-
"كنا في البيت وجاءنا الاستا غازي سليمان المحامي واخبرنا ان انقلابا يقوده
هاشم العطا قد نجح وتم اعتقال نميري واعضاء مجلس قيادة الثورة وانه تم اطلاق
سراح عبد الخالق محجوب،امين عام الحزب الشيوعي، وانهم يطلبون حضور الشفيع
ليعد بيانا يذاع معلنا انتصار ثورة العمال الكادحين، فرفض الشفيع واخبر الرسول بان
يخبر من اوفده بانه لا دخل له بالانقلابات العسكرية والعسكر الذين يخططونها وليذيعوا
هم بيانهم للناس ما يرونه . وهكذا عاد الرسول من حيث اتى ، وبقينا نحن في بيتنا.وكان
الشفيع يعتقد بان بعضا من الشيوعيين من جناح عبد الخالق محجوب وعسكريين منهم
قد خططوا هذا الاسلوب من المطاحنات بين اليسار،وهو مدخل خطر سيؤدي الى عواقب
وخيمة وضياع كل ما تحقق من المكاسب لجماهير العاملين، وكان واثقا من ان العملية
لن تنتهي على خير ، وهكذا ابتعدنا عن مجرى الحوادث ومظاهرات الابتهاج التي اعقبت
نجاح انقلاب هاشم العطا ، وظللنا نتابع الاخبار مؤكدين لكل من يتصل بنا انه لا دور لنا
في لعبة الكراسي بين العسكر، وما هي الا ايام معدودة ولم تدم الفرحة وانقلبت الامور
وبدات الاعتقالات ، ومرة اخرى جاءنا من ينصح بان يختفي الشفيع كما فعل الزملاء
وعلى راسهم الامين العام للحزب الشيوعي ،فرفض الشفيع مؤكدا انه طوال حياته النضالية
من اجل العمال لم يمارس لعبة التخفي فهو نقابي في المقام الاول وان عمله بين العاملين
وليس لديه سبب واحد للاختفاء لانه لم يعد ولم يشارك في هذه العملية ولم يكن من مخططيها
ولم يشارك بالابتهاج بها، ومن اراد منه امرا فلياتي اليه في مكتبه في اتحاد العمال.وهناك اعتقله
العسكر وذهبوا به الى جلاديه، ولم يعد بعد ذلك ،،،،.....
ونواصل...

وتواصل فاطمة احمد ابراهيم حديثها لاخيها مرتضى قائلة: "-
وتاكد لي فيما بعد ان الشهيد الشفيع قد اقتيد الى القيادة العامة للجيش حيث تعاقب العسكر
في ضربه وركله وشتمه واوصلوه ميتا الى المشنقة دون محاكمة او مساءلة قانونية او انسانية
كما جاء فيما تسرب من اخبار تلك الايام السوداء بان من بين من شاهدوا التعذيب والركل والشتم
في نشوة وبهجة وسرور في غرف ودهاليز القيادة العامة للجيش في الخرطوم الرفيق والمناضل
الشيوعي صاحب الشرف الماركسي الرفيع المحامي وعضو المكتب السياسي واللجنة المركزية
للحزب الشيوعي المدعو احمد سليمان."" .

مقابلتي للنميري وبعض اعضاء مجلس قيادة الثورة في القيادة العامة: "-
ويواصل الكاتب مرتضى احمد ابراهيم حكايته ويقول:"
عدت من منزل فاطمة الى بيتى واتصلت مع زين العابدين محمد احمد عبد القادر واخبرته بوصولي
فحضر بسيارته واخذني الى القيادة العامة لمقابلة النميري ، وهناك وجدته ، وبعد التحية قال لي:-
احسن الله عزاؤكم في الشفيع، وفي الحقيقة مان قد اتصل بي الرئيس السادات والرئيس برزنيف
يطلبان ايقاف تنفيذ حكم الاعدام على الشفيع ولكن قدر الله قد نفذ.
ولكتي ظللت صامتا استمع اليه، وواصل النميري حديثه قائلا: "لم نكن نعرف عنوانك ولما لم يصل منك
اي خبر اجرينا التعديل الوزاري واعفيناك.
فقلت له:"

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

فقلت له: " انك تعرف عنواني وهو موجود في مكتبك وموجود في مكتب وزير الري ،اما ان تقول
انه لم يصلك خبر مني فهذا غير صحيح لاني ارسلت اليك برقية من النمسا بعد ان علمت بعودتكم.
فقال لي: " لم تصلنا اي برقية،، فقلت له ، وكنت اعرف انه رجل كذاب، نعم انك استلمت برقيتي
فقد ارسلتها باسمك للقصر الجمهوري وانا واثق بانك استلمتها. فقال لي: " لم استلمها .
فقلت له: لم يكن من اللائق ان تعفيني وانا خارج البلاد ، ولكنك كنت تعلم باني لن اعمل معك بعد ان
قتلت اخي الشفيع ،فدربك ليس دربي ، فقال لي: " لقد وجدنا اسمك ضمن قائمة وزراء هاشم العطا،
فقلت له: " ليس في ذلك غرابة فقد كنت ضمن وزرائك عندما عملت انت انقلاب في ٢٥ مايو ولم اكن
متامرا معكم ولم تستشيروني عندنا وضعتم اسمي في قائمة وزرائكم ،،،فصمت وظل ينظر الى في حقد.
فوقفت وقلت له: " عاوز منى حاجة تانية؟ فقال : " لا. فقلت له: " اذا مع السلامة ، وخرجت وتبعني
زين العابدين ،،، وكان ذلك اخر لقاء لي مع جعفر نميري الاكذوبة الكبرى في تاريخ السودان.
وبعد فترة من هذا اللقاء علمت ان زين العابدين بحث عن البرقية التي ارسلته من النمسا والتي ادعى
النميري انه لم يستلمها ووجد انها استلمت في القصر وتاكد لي ان النميري قد اضطلع عليها،، واخذ
زين العابدين البرقية وذهب بها الى النميري في مكتبه ورماها امامه قائلا: " هاهي البرقية التي ارسلها
لك مرتضى وقلت انك لم تستلمها ، فنظر اليه النميري وصمت...

ونواصل لنعرف راى مرتضى في العساكر ....
وسوف نتطرق كذلك حول السبب في قبول ان يكون وزيرا في حكومة ٢٥ مايو،،،،
وقد رجعت وقرات هذه الجزئية لان احدى زميلاتي المسنوحات وقرات الكتاب وسالتني
هذا السؤال: " طيب اذا مرتضى بيصف النميري انه دكتاتور ويصف العساكر بكل تلك الصفات
القبيحة،فلماذا قبل ان يكون وزيرا للري في حكومته؟؟؟
فقرات ما قاله مرتضى عن السبب في قبوله المنصب الوزاري فوجدت ان اسبابه كانت وجيهة
ومقبولة ومنطقية...

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

متابعة

شكرا العزيزة اخلاص للمتابعة ورفع البوست
لفوق لان البوست اذا غطس في الصفحات الداخلية
فمن الصعب العثور عليه ،،،
وخليكي متابعة البوست معانا لان الحلقة القادمة مهمة
وهي موضوع البوست ورأيه في العسكر واين يجب
ان يكونوا ....
ونواصل لحين ميسرة ومسرة::::

منذ تلك المواجهة لم التق مع احد من اعضاء مجلس الثورة حتى اولئك الذين كانت بيني وبينهم
مودة وصداقة ،اذ اليت على نفسي الا اعاشر عسكريا حتى افارق هذه الدنيا ، وحتى اقربائي
وهم المرحوم الفريق محمد توفيق خليل ،ابن عمي الشقيق الوحيد لابي ، واللواء عباس محمد عبد العال
واللواء الفاتح محمد عبد العال، ابني خالتي شقيقة والدتي وتربيت معهما تحت سقف واحد لم اعد اثق
في توجهاتهم او فيما يبطنون من اذى وتسلط ،اذ مسخت ادمغتهم في الكلية الحربية وفي معسكرات
التدريب والمناورات لاتقان القتل والضرر والفتك بالاخرين ، فالعسكري خبيث في الاذى وكأن ابليس في
الطغيان رباه.
لم اعد اثق في تقدير العسكر وتقييمهم للامور او استيعابهم لمشاكل الناس واحتياجاتهم او تفهمهم لدرب حياتهم
وبواعث تطلعاتهم. وحتى زملاء مهنتي من المهندسين العسكريين اكتشفت ان منهج تدريبهم واساليب اعدادهم
للعمل في وحدة الهندسة العسكرية تخلق منهم نوعية خاصة من المهنيين فلهم طابع خاص في ممارسة المهنة ويصبح
المؤشر الاساسي لديهم في تنفيذ الاعمال الهندسية هو عامل الزمن وسهولة التنفيذ وليس عامل التكلفة والاتقان.
( وقد ضرب الكاتب امثلة بالاسماء من المهندسين العسكريين وكيفية انجازهم لبعض الاعمال الهندسية)..
ان اي بلد في العالم يطمع في ان يجني اي فائدة من جيشه وعسكره فليس هناك مفر من وضع العسكر تحت قيادة
وتوجيه المدنيين. فالعسكري قد تم تدريبه واعداده لتنفيذ الاوامر والتعليمات ممن هو اعلى منه مرتبة.واذا كانت المهمة
المطلوبة هدفها مصلحة الناس وفائدة البلاد فلا بد ان يصدر الامر والتوجيه من سلطة مدنية وليست سلطة عسكرية. وحتى
في اوامر اعلان الحروب، وتلك بلا شك عملية عسكرية خالصة اساسها ودعامتها القتل والدمار وسفك الدماء فان الامر لا يصدر
الا من السياسيين المدنيين في اي بلد متحضر في عالم اليوم..

ونواصل لحين ميسرة ومسرة،،،،

متابعة من بداية البوست

شكرا الاميرة اميرة للمتابعة....
وواصلي معانا ...عشان برضه حنعرف زمان كانت التربية كيف،،،،
وحتندهشي لمن تعرفي ان والد مرتضى اخد عصايته ودق بيها ولده
وولده كان وزير،،،،،ونشوف الوزير قال شنو عن الحكاية دي!!!
هسه يا اميرة اذا في واحد دق ولده اذا عمل خطأ حتشوفي الولد بيرفع
يده على ابوهو واحتمال يضربه....

وقبل ان نستمع الى مرتضى احمد ابراهيم حول الاسباب التي دعته لقبول منصب وزير الري اثر انقلاب النميري في ٢٥ مايو ١٩٦٩م ،
دعونا نتعرف على بعض تجاربه في الحياة وبعض المعاناة التي قاساها عندما تزوج نمساوية واتى بها الى السودان ، واول مهامه الكبرى
كانت في قرية الحاج عبد الله بالقرب من مدني لانشاء محطة مضخات الحاج عبد الله.

ونواصل..

يا امتثال ده تاريخ قريب بالنسبة لينا وعايشنا جزء كبير منه ..... المهم طريقة سردك جميلة وفرصة نستعيد فيها ايام مضت بى خير وشرها ....لهم جميعا الرحمة والمغفرة وما دايره اعلق لحدى ما تكملى عشان ما نقطع استرسالك

الابنة امتثال .. تحياتي
كالعادة سرد جميل
ما شاء الله موهبة .. حافظي عليها

تحياتي

Quote: ان اي بلد في العالم يطمع في ان يجني اي فائدة من جيشه وعسكره فليس هناك مفر من وضع العسكر تحت قيادة وتوجيه المدنيين.

حكمة عظيمة.
شكراً امتثال.

نعم والله يا نعومي هي ابلغ حكمة واجمل حكمة...
كلام اوسكار الف الف نجمة..
والمصيبة عندنا في السودان يحصل العكس ودائما المدنيين
تحت اوامر العسكر ولذلك لا نجني اي فائدة .. .وما شينا لورا
بسرعة الصاروخ،،،

في بداية اطلاعي بالاشراف على تنفيذ محطة الحاج عبد الله كنت لا ازال اسكن
في مدني ،وكنت احضر يوميا من الساعة الخامسة صباحا الى موقع العمل في الحاج
عبدالله التي تبعد عن مدني بحوالي ٢٥ كيلومتر، وكنت اعود بعد الظهيرة في ذلك الطقس
الحار الى بيتي في مدني ..وكان البيت به مراوح ،كما كنت اشتريت ثلاجة بالاقساط، وكل
ذلك لاهئ لزوجتي النمساوية التي اتيت بها الىةتلك المدينة الغريبة عليها ،ليس فحسب في
الطقس ولكنىفي كل شئ.وظلت زوجتي تقف بجانبي تقاسي كل ساعة في حياتها دون كلل
او ملل، ول تكن لي سيارة خاصة ولهذا كنا نستعمل الدراجة في تحركنا في مدني لانهاء اغراضنا
ان كانت في السوق او في زيارة الاصدقاء، وكم من مرة اجلسها خلفي في الدراجة لنذهب الى السوق
بمدني او للسينما، ولم اكن اهتم بنظرات المارة الذين ينظرون الينا في دهشة واستغراب،

ولما تقدمت الاعمال في موقع العمل في الحاج عبد الله واصبح العمل ينفذ حتى ساعات متأخرة من الليل
رأيت انه لا بد من رحيلي للسكن في استراحة الري هناك حيث لا مراوح ولا كهرباء ولا ثلاجة ولا ماء نقي
بالمواسير. وفي ذات يوم كنت عائدا من العمل الى مدني وكان بصحبتي احد معارفي يعمل في السكة حديد
في الحاج عبد الله اراد ان اخذه معي الى مدني ، وكنت اقود سيارة لاندروفر وكان السائق جالسا في المقعد
الخلفي وانا الذي اقود السيارة،،وبعد ان قطعنا شوطا في الطريق وتوقف الحديث بيننا وانا سائر على جسر
ترعة كبيرة غمضت عيني لحظة في غفوة وسقطت العربة من الجسر الى مستوى الارض فصحيت في خلعو
شديدة ووجدت اننا في الارض ، ولكن الحمد لله لم تنقلب العربة فخرجنا مذهولين من هول الحادث ،ثم واصلت
قيادتي للعربة ، ولكن رفيقي ظل في ذهول من هول الحادث ولم يتحدث ولم يرد على اي كلام اقوله له، واظن
انه كان يحدث نفسه قائلا: " ايه اللي جابني مع المجنون المستهتر ده!! " الى ان اوصلته الى بيته وودعته.
ومن تلك الحادثة قررت ان ارحل الى الحاج عبد الله ،واخبرت زوجتي بذلك على ان تبقى هي في مدني واعود
اليها كل نهاية اسبوع،لكنها رفضت وقالت لي انها ستذهب معي حيث اذهب مهما كانت المعاناة ،،،

وهكذا رحلنا الى الحاج عبد الله وسكنا في الاستراحة ، وكانت هي تقوم بواجباتهانحوي ونحو ابننا الصغير
سامي على خير وجه في صبر وجلد على الرغم من الظروف الصعبة التي كانت تعيش فيها ، فاستراحة الري
تقع بالقرب من موقع العمل حيث كان العمل يتفذ على ثلاث ورديات خلال ال٢٤ ساعة في اليوم، والاستراحة
مكونة من غرفتين ليست بها دورة مياه او توصيلات لمياه الشرب او الغسل، ونحصل على الماء بالخرج المحمول
على حمار،،......
ونواصل

امتثال عبدالله وشركاها
عفوا للمداخلة
لأنه نوعية المواضيع دي التقاطعات فيها صعبة
لكن انا دخلت لى حاجة تانية
(ادى نفسك اوسكار بالله)

شكرا على الاوسكار احمد ياسين
وما دام الاوسكار من موسيقار فانه اوسكار خمس نجوم
وفي موضع تقديرنا الخاص
والله يديك الصحة والعافية

هنا نتم الفقرة التي كان يتحدث فيها مرتضى عن معاناتهم عندما رحلوا من مدني الى الحاج عبد الله ويقول: "
لم تكن في استراحة الري التي سكنوا فيها دورة مياه ولا توصيلات لمياه الشرب او الغسيل ، ويقول: " كنا نتحصل
على المياه بالخرج المحمول على الحمار ، ونستعمل الحطب في طهي الطعام في موقد بدائي ، ونحمل المياه
بالجردل للاستحمام وغسل اشيائنا ، وعلى الرغم من هذه الصعوبات كانت من امتع سنوات حياتي المهنية والعائلية
وكان تشييد محطة مضخات الحاج عبد الله اول تحدي مهني كبير لي....
..والمهندس مرتضى احمد ابراهيم نفذ العديد من المشاريع الهامة والضرورية للاقتصاد السوداني ومنها كهرباء خزان
سنار ومشروع السوكي،،،
ولكن سوف لن نتطرق الى كل هذه المشاريع الهامة التي نفذها المهندس مرتضى قبل ان يتم تعيبنه
وزيرا للري.
وسوف نحكي عن شكوى الزعيم اسماعيل الازهري ضده ، وبعد ذلك تعيينه وزيرا للري في حكومة
٢٥ مايو ولماذا قبل بالمنصب وهو في ذلك الوقت كان يعمل في يوغندا ولم يكن مقيما
في السودان...ولن ننسى ليه ابوهو دقاهو بالعصايا وهو وزير وقدام زوجته النمساوية واولاده
وما هو تعليق مرتضى الوزير على تصرف ابوهو ...
ونواصل لحين ميسرة ومسرة...

سنعود ان شاء الله لنواصل في المساء بعد مشاوير
قصيرة هامة اليوم...
وكتبنا السطرين ديل عشان نرفع البوست ما يغطس في الصفحات الداخلية
وما عندنا الصبر للتفتيش...

بعد انتهاء الفترة الانتقالية والتي تولت السلطة فيها الحكومة من الهيئات والنقابات التي قادت
الى الانتفاضة ، واجاء الانتخابات النيابية ، تكونتةحكومة ائتلافية من حزبي الوطني الاتحادي
والامة، وتم تعيين الشريف حسين الهندي وزيرا للري بها، وتمت ترقية السيد صغيرون الزين
وكيلا لوزارة الري، والسيد م.ع.نائبا مؤقتا للوكيل، وتوليت انا وظيفة مساعد الوكيل للانشاء والتعمير
والتي كان يشغلها السيد م.ع. نفسه .
وبما ان اقسام الانشاء والتعمير تعج بالعاملين والمقاولين والاعتمادلت المالية الضخمة للانفاق على
اعمال مشاريع التنمية، فقد اصبحت هذه الاقسام بؤرة للفساد والرشوة والسمعة الرديئة، ولهذا رايت
وضع الضوابط التي تحد من القيل والقال ومن المحاباة والفساد فانشأت لجان لها وحولت السلطات
المخولة لي لتطلع بمهمة اقرار وارساء المناقصات وتشغيل العاملين.
وفور عودة الاحزاب للحكم من جديد، هب اصحاب المصالح الذين قفلت امامهم ابواب الفساد والرشوة
وقصدوا الخرطوم لمقابلة اصحاب الجاه والسلطان الجدد يستنفرونهم ضد ذلك الشيوغي ، كم كانوا
ينعتونني، والذي اصبح يشغل وظيفة هامة تتحكم في مصدر دخلهم غير المشروع، وكان كل ما يحتاجه
اي شخص يود ازاحة موظف من طريقه ان يرميه بتهمة كونه شيوعي ، فينشغل هذا برد التهمة عنه
بكل ما تجره عليه من مصائب ، ،،
وهكذا رفع ممثلون لحزبي الامة والوطني الاتحادي عريضة لقاضي المحكمة المدنية مولانا عبد المنعم الزين
النحاس يتهمونني فيها انني هددت بانه اذا عادت الاحزاب الرجعية للحكم ثانية فسادمر الخزانات ومنشات الري
،،ولكن لحسن حظي كان القاضي النحاس رجلا بحجم مسؤوليته ،بل ومنتبها لاغراض مقدمي العريضة وعلى
رأسها التشكيك واشانة السمعة ......

ونواصل،،،،،،الى حين ميسرة

القاضي عبد المنعم الزين النحاس لم يفتح القضية للنظر في الدعوى المقام ضدي بل ارسل صحيفة الاتهام
بخطاب سري الى وكيل وزارة الري طالبا ردي على الاتهام وتعليق وكيل الوزارة بصفته رئيسي المباشر.وذلك
قبل ان يقرر مصير الدعوى.واكد له وكيل الوزارة ،السيد صغيرون الزين بانني لست ممت يستهترون بالمسؤولية
ويتفوهون بمثل هذه التهديدات الساذجة وان تدمير الخزانات حتى ولو هدد به معتوه يحتاجةالى تقنية عالية
ومعدات ودقة وقوة انفجار لكي يحدث ذلك التخريب. فما كان من القاضي عندما قرا تعليق الوكيل الا ان تحفظ
على الدعوى وقضى على المكيدة في مهدها.

ولم اجد الفرصة كي اشكر القاضير النحاس الا بعد فترة طويلة ، اولاىعندنا تم تعيينه رئيسا للقضاء بعد سقوط
النميري وعودة الديمقراطية للسودان ، وكنت انا اعمل في الكويت فبعثت اليه ببرقية تهنئة بمنصبه الجديد وشاكرا
له افضاله على..والمرة الثانية عندما التقيت به بعد مدة طويلة في صنعاء-اليمن- ،وكنت قد جئت اليها في عمل
يخص الصندوق الكويتي للتنمية وكان هو يعمل مستشارا قضائيا للحكومة اليمنية بعد ان تم ابعاده ايضا مع
المئات من خيرة المتعلمين السودانيين ، وهناك التقينا وتحدثنا عن تلك الايام ، وشكرته على موقفه معي ، واكد
لي النحاس بانه كان واثقا بان الشكوى كانت كيدية واتهامات باطلة لاشانة سمعتي وادخالي في دوامة من التهم
والاستفزاز لانشغل باخراج نفسي من المصيبة والورطة وما يترتب على ذلك منةاذى نفسي واجتماعي يلحق بي
وان هذا كل ما كان يهدف اليه اولئك الاوغاد الحاقدون فهو مسلكهم واساليبهم مع من يعتقدون انهم معارضون
خطرون يكشفون الاعيبهم في غش المواطنين البسطاء الذين يصوتون لهم في الانتخابات.

ولكن المؤسف هو ان السيد الصادق المهديراصدر كتيبا في ذلك الحين بعنوان؛"- رسالة من الصادق المهدي الى ........ ""
جاء في احدى صفحاته بان هنك مسؤولا كبيرا في وزارة الري هدد في جبهة الهيئات بكذا وكذا..
اي نفس ما ورد في التهمة التي رماني بها نفر من اتباعه واتباع الحزب المؤتلف معه،،،،
ويومها حزنت على السودان المسكين الذي سيقوده رجال يصدرون الكتب والمنشورات من دون التثبت من حقيقة
ما يوردون. وقد ابلغت الصديق المرحوم داؤود عبد اللطيف ، هو من قدامى الاداريين ومن كبار مستشاري حزب الامة
، وعرفني به صديقاي المهندسان يحى عبد المجيد، وعبد الله محمد ابراهيم ، بحزني لما جاء في رسالة السيد الصادق
المهدي ، وقام داؤود عبد اللطيف بتوضيح الحقيقة له كما ذكر لي ذلك بنفسه.
ولكن من المؤسف انني لم اسمع او اقرأ ما يفيد ان الصادق المهدي قام بتصحيح ما رماني به ازالة لتجن واحقاقا لحق
واحتراما لعقول من يقرأون له، وهذا واحد من قادة سودان اليوم ، وكان الله في عون السودان المبتلى بقيادتهم.....،،،،،،

ونواصل لحين ميسرة لنقرا ما هي الشكوى المرحوم الزعيم الازهري ضد مرتضى واستدعائه للمساءلة،،،،

حقيقة كلما أبتعد عن المنبر لانه أصبح لا يلبي حوجتي الثقافية
من المواضيع, فضلاً علي المشاكل التي لا تستحق أن نهدر فيها زمن
أرجع و أجد المنبر حافل بأقلام تعرف حقيقة ماذا تكتب و كيف تكتب
أعجبني التسلسل و الاسلوب التشويقي, و شهادتي في الابنة إمتثال مشروخة
تربطني علاقة دم و صداقة مع أسرة الشيخ أحمد ابراهيم الذي كان معلماً في
كلية المعلمات مع والدي ... عليهم رحمة الله و حكي لي الوالد عنه كثيراً
و كذلك الخالة المرحومة فاطمة أحمد إبراهيم
رحم الله المهندس سامي مرتضي الذي رحل عن دنيانا و هو في ريعان شبابه
واصلي في تألقك أيتها النجمة .... و عين الله ترعاك
متابعة.

شكرا على حسن الظن ود الصاوي
وفي الحقيقة كنت اود ان اسأل ،بعد ان انتهي من حلقات عرض هذا الكتاب القيم للمرحوم
مرتضى احمد ابراهيم ، عن اسرته واولاده، فهو قد تحدث في هذا الكتاب عن ولدين له وهما
سامي وحسن،،،وقد علمت ان مرتضى توفى عام ٢٠١١م ، ولكن ليس هناك اي معلومات عن اسرته
...
والمهم ان كتابه جذبني ان اقرأه بدون توق لا عظات وعبر وخاصة رأيه في حكم العسكر، وكيف
يفكرون وكيف يحكمون وتركيبتهم النفسية وشهوتهم للقتل وللفتك واذى الناس بحقد وتشفي
وما حصل وما يحصل عندنا في بلدتا ليس ببعيد..
وبالامس قرانا في موقع قناة الجزيرة الالكتروني ان ١٥ جنديا اثيوبيا تعاقبوا على تعذيب واغتصاب
فتاة يافعة في اقليم تقراي بوحشية مبالغ فيها وهو الاقليم الذي تم فيه ارتكاب مجازر رهيبة بحق
نساء واطفال من قبل الجنود الاثيوبيين والارتيريين،،،،وهكذا نجد ان تفكير العسكر تفكير متشابه في
الحاق الاذى الوحشي غير الانساني بحق الغير وبحق الابرياء،،ولعلك لم تنسى ايضا خلال احداث مجزرة
فض الاعتصام امام القيادة العامة كيف كان عسكر الجنجويد يربطون شباب الثورة بالحجارة ويرمونهم في
النيل وهم احياء امعانا في تعذيبهم قبل الموت غرقا...كما دفنوا البعض احياء في ضواحي امدرمان بالقرب
من وادي سيدنا وقرانا في الصحف السودانية انه تم العثور على مقابر جماعية لشهداء الثورة حيث دفنوهم
بملابسهم بصورة مهينة لا تليق بكرامة الانسان بعد تعرضهم لتعذيب مهين،،،،وحتى الان القتلة المجرمين يمشون بيننا
في الاسواق وياكلون الطعام ويفتخرون ان لهم اليد العليا في السلطة ولجنة التحقيق الكسيحة في فض الاعتصام ما قادرة
تقول بغم ...واظن ان رئيس اللجنة خائف من نفس مصير شباب الثورة اذا هو قال بغم وقال الحقيقة بعد ان اكتشف الحقيقة
المرة في دولة يغيب عنها القانون والعدالة،،،
......
ونواصل العظات والعبر من كلمات مرتضى احمد ابراهيم لحين ميسرة ومسرة،،،

جاءني عدد من الاشخاص بخطاب من الزعيم الرئيس اسماعيل الازهري ،رئيس مجلس السيادة ومعنون باسم وكيل
وزارة الري ، ولما كنت انا اقوم بعمل الوكيل في غيابه، فقد فتحت الخطاب فوجدت سيادته يطلب من الوكيل مساعدة
حاملي الخطاب ومن معهم في الحصول على عمل وعلمت منهم ان عددهم ١٥ شخص يطلبون العمل،واوضحت لهم بان عليهم
تسجيل اسماؤهم وحرفهم وعناوينهم بمكتب العمل وعند الحاجة الى خدماتهم نتصل بهم.ولكنهم اصروا على ان سيادة الرئيس
اكد لهم بانهم جميعا سيتم تعيينهم فور استلام الوكيل لخطابه،فقلت لهم على اي حال الوكيل غير موجود وانا المسؤول الان
وانهم سيلحقون بالعمل متى ما سنحت الفرصة .فخرجوا غاضبين .

وفي الواقع كانت تاتينا خطابات من القصر ومن مكتب الوزير في الخرطوم اما لتشغيل اشخاص او لاعطاء عطاءات ومقاولات
اعمال ..الخ..الخ..وكنت احتفظ بتلك الرسائل في ملف خاص.
وبعد هذه الحادثة بالذات اتصل بي الوزير وافادتي ان سيادة الرئيس غاضب جدا مني...

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

اتصل بي الوزير الشريف حسين الهندي وافادني ان سيادة الرئيس غاضب جدا مني ،اذ بلغه انني كلما جاءني طالب حاجة بتوصية منه امزق الخطاب والقي به في سلة المهملات امام حامل الرسالة ثم اطرده من المكتب ،بما يعني الاساءة لشخص الرئيس.
ولذا قرر الوزير التحقيق معي في هذا الامر لان هناك شكوى من الرئيس والمطلوب مني مثوله امامه بالخرطوم.
وجمعت اوراقي وتوجهت بالطائرة الى الخرطوم من مدني ،ومن المطار رأسا الى مكتب الوزير،حيث التقيت به وهو خارج من مكتبه قاصدا منزله في بري لتناول طعام الفطور، وسالني اذا كنت فطرت، فاجبته بالنفي، ودعاني للذهاب معه الى بيته لافطر معه، واخذني بسيارته التي كان يقودها بنفسه ،وهي سيارة لاندروفر لا تشبه سيارة وزير، وفي الطريق سألني: "- يا مرتضى انت الري ده بتاع ابوك؟" فقلت له لا. فقال لي: طيب ما دام ما بتاع ابوك مالك كلما نطلب حاجة لمساعدة الناس بيقولوا: مرتضى رفض..مرتضى رفض..مرتضى رفض..فقلت له: " المشكلة في الري ان لا توجد به حاجة يريدها اتباعكم هؤلاء الا في قسم الانشاء وميزانية التنمية، وانا المسؤول عنه...وسألني الوزير: " طيب وانت ليه بترفض؟ وكمان تمزق خطابات الرئيس امام الناس..فقلت له: يا الشريف انت دلوقتي سايقني لبيتك نفطر ،،انت ما تديني حق الضيافة بالاول وبعدين لمن نرجع المكتب تحقق معاي. وضحك الشريف حسين الهندي قائلا: " معاك حق،
وهكذا وصلنا الى بيته حيث وجدنا الفطور جاهز وعدد كبير من الناس في الانتظار داخل البيت.
وبعد تناول الفطور رجعنا للوزارة حيث لحق بنا السيد ابراهيم المفتى ،وزير الخارجية وهو العضو الثاني في لجنة التحقيق معي. واخبراني بما سمعه الرئيس من العائدين اليه محتجين على تصرفاتي غير الكريمة وردي لهم دون قضاء حاجاتهم. وقلت لهما :
اولا : اني اعرف ان السيد الرئيس كان استاذي في المرحلة الثانوية وهو صديق والدي وابن دفعته في الدراسة ، وانا من بيت ادب وحسن تربية ولذا فلا يمكن ان اسئ لاستاذي امام الناس حتى ولو كنت مختلفا معه.
ثانيا : ها هو ملف كامل يجمع رسائل القصر ورسائل الوزير التي وصلت عندي دون تمزيق كما تريان، وهذا دليل قاطع على كذب الذين وشوا بي عند سيادة الرئيس.
ثالثا: كما تعلمون فان هناك الالاف من اصحاب الحوائج ممن لا يعرفون طريق الوصول الى الرئيس او الوزير لياتوا لنا برسائل توصية ولكنهم يأتوا الينا رأسا ، ولهذا وتمشيا مع النظم والقوانين الحكومية فان العمل وارساء المقاولات يخضع لاجراءات معلومة ومحددة تطبق على الجميع من يحمل خطابا من القصر او خطاب من صاحب السلطة في الدولة او من يجئ بلا واسطة من احد، فاذا رأيتم ان يكون لحامل التوصية افضلية فلا يخضع لتلك الاجراءات والنظم والقوانين الحكومية فما عليكم الا ان تقننوا ذلك عن طريق اجهزة الدولة المعنية وبعدها سانفذ ما تريدون اتباعا للنظم والقوانين الجديدة....

.ونواصل لنعرف رد فعل الوزيرين ، وزير الري ووزير الخارجية على كلام مرتضى...

ويواصل مرتضى موجها حديثه للوزيرين ، وزير الري ووزير الخارجية اللذان يحققان معه :
"مع العلم بانني كنت نفسي عضوا في اللجنة التي حققت في المخالفات التي ارتكبها وكيل وزارة الري السابق الذي احيل للتقاعد لما ارتكبه من مخالفات ، وهكذا فان اتخاذ اجراء يتعارض مع النظم والقوانين الحكومية بحجة استلام توصية خاصة من وزير او كبير لن يعفي الموظف من تحميله مسؤولية الخطأ وتوقيع العقوبة عليه.
وكان واضحا ان السيد الشريف الهندي وابراهيم المفتي على اقتناع تام بان الشكوى مبعثها اصحاب المصالح وان الامر برمته لا يستحق كل ذلك العناء، وعلى الاخص عندما تصفحا الملف الذي احضرته معي وبه كل الخطابات التي زعم اصحاب المصالح اني مزقتها،،
وكان المرحوم المفتي يعاني من الربو ولم يطرح اي سؤال بل كان يضحك طوال التحقيق وكأنه على يقين بان الامر كله مضحك من اساسه..واخيرا اخبراني ان اعود الى عملي لمدني وان انسى الموضوع وكأن شيئا لم يكن...

ونواصل لنعرف ماذا قال مرتضى عن الشريف حسين الهندي وما رايه فيه ...
والى حين ميسرة ومسرة

استمتعت بطريقة نظرة مرتضي

العزيزة اخلاص
مرتضى، ووفقا لما قرأته في هذا الكتاب، كان عنده مبادئ ثابتة وهي مبادئ ايجابية
قل ان تجد مثلها في زمننا القمئ هذا،،،،
وزي ما هو قال فعلا تربى تربية حسنة وحتشوفي معانا هنا موقفه لمن ابوهو زعل منه
وقام دقاهو قدام زوجته النمساوية وقدام اولاده ،،،وتسمعي تصرفه وتصرف زوجته
واولاده من هذا المشهد الغريب عليهم....وليه اساسا ابوهو زعل منه....
ونعود ان شاء الله،،،

واصلي الحبيبة حتي تتضح الرؤيا للجميع.
وحبذا لو لقيتي شهادات اخري بخلاف رواية
المهندس مرتضي

عرفت المرحوم الشريف حسين الهندي عندما كان وزيرا للري ، وكتت الاحظ انه دائما
وفي كل وقته من الصباح والى ساعة متاخرة من الليل يحيط به اعداد كبيرة من الناس
منهم او اغلبيتهم من اصحاب قضاء الحاجة لهم في الدولة او خارجها واتباعه من الحزبيين
والطائفيين، وحتى هؤلاء لهم طلب ما من الشريف لتحقيقه لهم،
كان الشريف حسين الهندي متحدثا لبقا وسريع الذكاء وطيب المعشر ،كما كان غير ملتزم بالضوابط
القانونية او البروتوكولية او الاجتماعية ، وكان متواضعا لحد كبير جدا، ولهذا فانه من الشخصيات
التي مهما كان الانسان مختلفا معه يظل يكن له الود والاحترام.

وبعد ان انتهت فترة اضطلاعه بوزارة الري، وبمحض الصدفة اكتشفت بانه كان قد اصدر امرا سريا
لمسؤول الحسابات والمرتبات في الوزارة بتوزيع استحقاقاته من مرتب الحكومة لبعض العائلات
والاشخاص من الفقراء تصرف لهم شهريا دون علم احد.
وهكذا كانت اخلاقيات ذلك الرجل ، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته،،،،،،

ونواصل لنعرف كيف اصبح مرتضى وزيرا للري، ولماذا اصلا قبل المنصب وكان في ذلك الوقت يشغل
منصبا كبيرا في يوغندا...
والى حين ميسرة ومسرة ،،،

شكرا لك الرائعة امتثال فالبوست بحق مفيد.
عندما كنت طالبا بالجامعة جمعتني الصدفة بمهندس عمل مع الوزير مرتضي احمد ابراهيم و قد تحدث بٳسهاب عن كفاءته المهنية و ٱنه كان وزيرا فوق العادة و ان له موقف ساطع يؤكد عبقريته وذلك عند تٱسيس مشروع السوكي الزراعي و العهدة علي الراوي الذي ذكر ان الوزير مرتضي عندما اطلع علي خطة المشروع اقترح ان تكون طلمبات المشروع قائمة علي قاعدة طافية علي الماء حتي لا تتٱثر بارتفاع و انخفاض منسوب النيل فترتفع و تنخفض معه لكونها ستكون طافية علي الماء و بذلك يتفادي المشروع مشكلة فك و ربط الطلمبات او تحويلها من مكان الي اخر بغرض حفظها عن الغرق في ماء الفيضان او بهدف انزالها بضع امتار لٱجل تقريبها من مصدر المياه عند انحسار النيل و قد اعتمد الوزير مرتضي في تصوره ذلك علي ان مجري النيل قد يتخلله ظهور بعض الجزر مستقبلا و التي قد تضطر ادارة المشروع لمضاعفة مرات تحريك الوابورات لٱجل سهولة الحصول علي الماء و قد اقترح احدي الدول الاشتراكية التي يمكن استيراد الوابورات الطافية علي الماء منها و لكن الحكومة رفضت طلبه و قد عاني كثيرا مشروع السوكي الزراعي من المشكلة التي تخوف منها الوزير الذي ان اتفق الناس او اختلفوا معه لن يستطيعوا ان ينكروا اسهاماته الكبري حين كان وزيرا للري.

متابعين ....

قبل ان نتكلم عن كيف اصبح مرتضى وزيرا للري ، لنعرف شيئا عن وطنية هذا الرجل
ويجب ان ننوه هنا ، ووفقا لكلماته هو انه لم يكن شيوعيا ولا منتميا لعضوية الحزب
الشيوعي ولكنه كان يصف نفسه بانه اشتراكي كما كان يصفه زملاؤه...
وفي الحلقة القادمة نعرف شيئا عن وطنيته وحبه للسودان ، وفي الحلقة التي تليها
كيف اصبح وزيرا للري،، وبعدها قصة العلقة التي اخذها من والده امام ناظري زوجته
واولاده وكان وزيرا للري....عشان كمان نعرف الاولاد زمان كان بيربوهم كيف ، وفي
هذا الزمن القمئ بيربوهم كيف....ولهذا وفي هذا الزمن القمئ ابتلينا بالكرونا وما ادراك
نا الكرونا. ..التي مسخت حياة البشرية في العالم اجمع....وحتى وفي هذا الزمن القمئ
الذي كان يجب ان يتعاون فيه العالم لدحر الكرونا نجد المؤامرات من قبل امم ضد امم
واقرأوا كلام رئيس مدغشقر عن ما قاله عن الاوربيين بشأن لقاح الكرونا وتامر الاوربيين
للقضاء على السود....طبعا اذا كان فعلا رئيس مدغشقر صرح بهذه التصريحات الخطيرة
وما يكون كلام واتساب ساكت،،،حتى انه اعلن انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية
قائلا ان المنظمة متامرة مع الاوربيين....

بعد ان استقرت الامور عقب ثورة اكتوبر ١٩٦٤م ،تسلم السيد صغيرون الزين وكالة الري ، وجاءت دعوة للوزارة
من شركة سكودا للحفارات لارسال مسئول او اثنين لمصانع الشركة في تشيكوسلوفاكيا للتعرف على احدث انتاج
للشركة من الات الحفر.وكان لدى الوزارة سلفا عدد من اليات هذه الشركة تملكه اقسام الصيانة والقسم الميكانيكي

وهكذا تقرر ان اسافر بوصفي مساعد الوكيل للانشاءات والتعمير ،ومعي كبير مهندسي القسم الميكانيكي ، السيد خليفة
الصلحي.ودعتنا شركة ازمرليان ، وكلاء الشركة التشيكية في السودان لحفل عشاء في الخرطوم قبل سفرنا
لتشيكوسلوفاكيا وحضره السفير التشيكي وعدد من كبار المسئولين في وزارة الري، وجلس بجانبي السيد ازمرليان" الابن"
فقلت له: " يا فلان : ارجو ان تعلم ان المسؤولين في وزارة الري الان اناس امناء وسيتعاملون معكم من هذا المنطلق
فارجو الا تحاولوا افسادهم بالاغراءات والرشاوي ، فضحك محتجا وعاتبا قائلا بانهم لا يفعلون ذلك ،وان هذا من باب القيل
والقال وشائعات باطلة. فقلت له: " انا على علم بالمخالفات في اجراءات الشر التي كانت ترتكب في الماضي من قبل بعض المسؤولين
في الوزارة الامر الذي يدل على ان البائع قدم اغراءات للموظف المسئول دفعت به للتجرؤ على ارتكاب المخالفة الواضحة
،، وعلى كل حال فلا دخان بلا نار وانت تعرف سمعة شركتكم في اوساط وزارة الري.

وفي اليوم التالي كنا في براغ .وفي حفل رسمي خلال الزيارة التقيت باحد اعضاء المكتب السياسي في الحزب الشيوعي التشيكي
، وخلال حديثي معه تطرقت للفساد وما تقدمه الشركات الكبرى عن طريق عملاءها في السودان من رشاوي ، وقلت له: " للاسف ان
سمعة وكلائكم ازمرليان في السودان سيئة فلماذا لا تختارون شىكات افضل سمعة وتحظى باحترام الناس ،فانتم اشتراكيون يفترض
فيكم المساعدة في خير الشعوب لا اغناء الجشعين الرأسماليين.....

ترى بماذا اجاب القيادي في الحزب الشيوعي التشيكي ردا لما قاله له مرتضى!!

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

فقال لي القيادي التشيكي: " وهل عندك اقتراح باسماء شركات او اشخاص تثق فيهم ترشحهم لنا،
فقلت له: " ان ذلك ليس من شأني واذا كنتم تريدون معرفة بديل افضل في الخرطوم فتحروا بانفسكم
وستجدون الكثيرين ولن يكون الاختيار صعبا.
وانتهت محادثتي مع المسؤول الشيوعي عند هذا الحد.

ومن المفارقات العجيبة انه وبعد فترة من عودتنا من تشيكوسلفاكيا كان حديثي قد وصل بحذافيره الى
ازمرليان والسلطات الامنية. وقد فاجأني المسؤول الاول عن الامن السياسي في مدني ذات يوم قائلا: "-
يا مرتضى ورد اسمك في نشرة سرية بانك في براغ قلت كذا وكذا وكذا....." .
وعند عودة السيد صغيرون الزين من الخرطوم الى مدني ، وفي مساء يوم وصوله استدعاني من البيت
لاحضر اليه في مكتبه في الرئاسة، وذهبت اليه ، وبعد التحية والسلام والحدي العام سألني فجأة: " انت
يا مرتضى اشتراكي؟فقلت له : نعم اشتراكي، فقال لي: طيب ما عاوز تشتري الحفارات التشيكية ليه؟
وفي تلك اللحظة استنتجت ما يكون قد سمعه في الخرطوم ، فقلت له فورا: " هل اتصل بك حرامية الخرطوم
بخصوص حفارات ازمرليان؟ فاجابني بان السيد نصر الدين السيد ، وزير المواصلات اتصل به واخبره باني
ارسلت خطابا من سطر واحد لشركة ازمرليان ارفض فيه سراء الحفارات دون ابداء اي سبب.
ولعلم القارئ فان المرحوم نصر الدين السيد كان يعمل هو نفسه مديرا بشركة ازمرليان قبل ان يصبح وزيرا للمواصلات،

ونواصل حوار السيد صغيرون الزين ،وكيل وزارة الري مع مرتضى حول رفض شرائه الحفارات التشيكية،،،

والى حين ميسرة ومسرة

وسالت السيد صغيرون: وما دخل السيد نصر الدين السيد في هذه الامور التي لا تخص وزارته؟ الا يزال يعمل
لحساب شركة ازمرليان !؟ ولكن السيد صغيرون اصر على سؤاله: " لماذا لم توافق على شراء الات الحفر؟
فسردت له القصة كاملة ، فقال لي: " اذن لماذا لم توضح ذلك لهم كتابة؟ فقلت له : انني لا اعمل بشركة ازمرليان
ولست ملزما بان تكتب لهم رسالة طويلة لكي اوضح اسباب رفضي،اما اذا ارادوا هم معرفة الاسباب فعليهم وحدهم
تقع مسؤولية ذلك. فصمت السيد صغيرون وسرح في تفكير عميق.وواصلت حديثي قائلا: " اما بالنسبة لموضوع
افكاري الاشتراكية وشراء الحفارات التشيكية، فلتعلم ان ولائي واخلاصي وجهدي اولا لبلدي وشعبي، واذا
كانت الحفارات التشيكية لا تناسب متطلباتنا ولا تكون الافضل فلن اشتريها وذلك من اجل مصلحة بلادنا ،واما
مصلحة تشيكوسلفاكيا ومصلح صناعاتها فهي مسئولية التشيك انفسهم وليست مسئوليتنا نحن، واما اللصوص
في الخرطوم واللصوص من التشيك الذين يتعاونون معهم فاولئك يعملون لحساب منفعتهم الشخصية وانتفاخ جيوبهم
على حساب مصالح بلادهم، وهذه هي اشتراكيتي يا صغيرون.
فهب السيد صغيرون الزين واقفا فجاة وقال لي: "..

ونواصل لحين ميسرة ومسرة لنعرف رد فعل السيد صغيرون الزين، وكيل وزارة الري على ما قاله له مساعده
مرتضى احمد ابراهيم...

المرحوم المهندس صغيرون والد وزير التتعليم انتصار صغيرون

منتظرين
الملاحظات بعد النهاية

واصلي يا حبيبة

الاميرة اميرة
شكرا للمتابعة والمعلومة،،،ما كنت عندي فكرة ان الوزيرة انتصار والدها هو صغيرون وكنت
مفتكرة اسم على اسم،،،
د. اخلاص
بعد انتهاء هذه الحلقة حتكون عندنا حلقتين فقط وهما الحلقة المعنية بتعيينه وزيرا للري
والاسباب التي دفعته لقبول المنصب، وحلقة اخرى عن مشهد لماذا زعل منه ابوهو ولماذا
ضربه بالعصا ....
وان شاء الله سنعلق على بعض النقاط ...
ونواصل لحين ميسرة

ازمرليان وشركاه كنت ارى هذا الاسم وعملت
في مكتب مجاور له ولكن لم اكن
اعرف ما هي هذه المؤسسة وكنت اظن
انها قنصلية فخرية او هي هكذا.
عموما في الفترة ديك وانا طالباً بكلية الاداب
جامعة النيلين وكنت اعمل في مكتبة تقدم خدمات
جاءني السيد الدكتور ......و اظن وقتها لم يكن
دكتوراً وهو السيد........... قائد حزب ......
فيما بعد و اصبح وزيراً ولعدة وزارات في عهد الانقاذ
وكتبت له خطابأ موجها لرئاسة الجمهورية
وكان وقتها يخطو خطواته الاولى نحو الاستوزار
فماذا كان يحوي الخطاب و للاسف لم احتفظ منه بنسخة
كما احتفظ مرتضى بخطابات الرئيس الازهري.

هذا سوف ما لانعرفه لا في الحلقة ولا الحلقات القادمات
على نهج الاستاذة امتثال.

متتابعين وممكن التعليق بعدين على

سرد شيق يا امتثال وكذلك تعقيبات ذكيه
متابعين بما تيسر من وقت من مقاعد القراءة الصامته كما تسمى حصه المطالعه قبل كارثه الاساس وثوره التعليم الهدامه

فهب السيد صغيرون واقفا فجأة وقال لي: "- معك حق يا مرتضى..كلهم اولاد كلاب ...وانتهى الامر على ذلك..

وبعد ايام جاء الوزير نصر الدين السيد الى مدني واستدعى السيد صغيرون في منزل احد قادة الحزب ليسأله في
حضرة عدد من الحزبيين الموجودين عن ماذا تم في موضوع الحفارات. ورد السيد صغيرون شارحا الاسباب التي
رفضت على اساسها تلك الحفارات مؤكدا له بان الاجراءات التي قمت بها كانت اجراءات صحيحة، ثم استأذن وخرج.
وبعد خروجه علمت فيما بعد ان الموجودين الجالسين مع الوزير تحدثوا عن السيد صغيرون الزين موعزين للوزير ان
شخصيته ضعيفة وبان الوكيل الفعلي هو مرتضى الشيوعي.

وفي مساء يوم تلك المقابلة التي تمت بين الوزير والسيد صغيرون اقيمت ليلة سياسية للحزب الوطني الاتحادي بميدان
الملك وتكلم فيها الوزير نصر الدين السيد وجاء في كلمته ان الشيوعي مرتضى احمد ابراهيم الذي يسير وزارة الري كما يشاء
يجب تطهيره لانه من المخربين.وهنا دوت هتافات جماهير الوزير " تطهير مرتضى واجب وطني" ، وحدث كل هذا وانا اعمل
في تلك الساعات من الليل في مكتبي بالوزارة ولا ادري ما يدور في المدينة عني.

وفي اليوم التالي كان عندنا اجتماع دوري في مكتب الوكيل لجميع مساعدي الوكيل لمناقشة سير اعمال الوزارة وحضرت
حاملا ملفاتي للمشاركة في الاجتماع ووجدت المهندس الطيب عبد الرازق واقفا امام مكتب السيد صغيرون والذي كان جالا
على مقعده ،،وعندما بدأت اتحدث الى السيد صغيرون عن اعمال جدول الاجتماع التفت الى صديقي الطيب غاضبا يؤنبني: "-
هذه هي طريقتك ،،شايل هم الشغل على اكتفاك وكل واحد يشتم فيك" .فالتفت اليه مستفسرا وسألته: " ومن الذي يشتمني؟،
فاجاب موضحا: البلد كلها امبارح عاملة مظاهرات مطالبة بتطهيرك، والسيد صغيرون بيقول ان الموضوع خاص بينك وبين الوزير
ولا يريد ان يتدخل...واستطرد يقص على تفاصيل ما حدث في تلك الليلة السياسية بالامس، وما قاله صغيرون عندما طلب اليه التدخل
لمؤازرتي وحمايتي.......

ونواصل لنعرف رد الفعل العنيف الذي صدر من مرتضى عندما سمع هذا الكلام من المهندس الطيب عبد الرازق...

عندما سمعت هذا الكلام من المهندس الطيب التفت الي صغيرون مندهشا وفي غضب وسالته:" هل ما بيني وبين الوزير نصر الدين امر خاص؟" والقيت بالملفات على مكتبه قائلا:" لتذهب انت ونصر الدين وحكومة اللصوص في الخرطوم الى الجحيم " وخرجت ذاهبا الى بيتي واولادي الذين كنت لا اراهم
الا بضعة لحظات في اليوم اذا سنحت لي الفرصة.

وانتشر الخبر في الوزارة ثم في المدينة ، وتوالت المكالمات الهاتفية على بيتي بيني وبين مندوبي الصحف في مدني والخرطوم واخبرتهم بانني مضرب
عن العمل ومعتكف في بيتي ، وهكذا انتشر الخبر في الصحف ،ووقف معي اهلي واصدقائي .
وهنا اتصل بي الشريف حسين الهندي ، وزير الري وقتئذ واخبرته بموقفي من التجني الذي وقع على من وزير المواصلات وقلت للوزير:" يا الشريف انتم
تعطوني مرتبا لا يكفي لمعيشتي في الشهر وانا اعمل لكم عمل يساوي اضعاف اضعاف ما استلمه منكم من مرتب،ثم بعد كل هذا يأتي وزير منكم للمطالبة
بتطهيري بدلا من رفع الامر اليك او الى مجلس الوزراء لاتخاذ ما ترونه ضدي ، فوالله ان لم تصدر الحكومة اعتذار علني لي فلن اعود للعمل مرة اخرى.

ترى ما هو رد الشريف حسين الهندي وزير الري على ما قاله مرتضى له...وخاصة وان الوزير الذي يشتكي منه هو وزير من نفس حزبه الوطني الاتحادي..

فتابعونا نواصل لحين ميسرة

احمد عمر
مش كنت تملأ الاماكن الخالية العملت مكانها نقاط عشان نعرف اسم الدكتور منو....وكمان تورينا مضمون
الخطاب،،،

حاول الشريف الهندي ، وزير الري، تهدئتي وواعدا انه سيردةلي حقي، غير انه اصر على ان اعود للعمل
مرة اخرى ومعالجة الامور بالاسلوب القانوني الصحيح ، ولكني قلت له : "- والله لن اعود للمكتب حيث
لم يعد في البلد قانون او حقوق اذا كان وزير في الحكومة لا يحترم القانون ولا يصون الحقوق. وهكذا انتهت
محادثتي مع وزير الري ، الشريف حسين الهندي.

وبعد عدة ايام صدر بيان رسمي في الصحف من السيد وزير الري يشيد بعملي وادائي واخلاقي وينفي عني كل
ما اصابني من تجريح ومعتذرا عما قاله زميله وزير المواصلات في حقي.
ومن ثم عدت للعمل معززا مكرما واشد ايمانا بمحاربة الفساد والمرتشين ، وقد علمت فيما بعد من خالي المهندس محمد
الفضل، مدير عام السكة حديد في ذلك الوقت بانه عندما علم بالموضوع اتصل بكل من السيد نصر الدين السيد، وزير المواصلات
وبالرئيس اسماعيل الازهري لائما ومحتجا على ما لحق بي من تعد وظلم ، وعلمت منه ان السيد نصر الدين السيد فوجئ ان محمد
الفضل هو خالي ، وان السيد اسماعيل الازهري قال له مداعبا:" - عليكم ان تجمعوا الدناقلة وتاخدوا حقكم من نصر الدين السيد،

وعلمت ايضا من صديقي وزميلي كرار احمد كرار والذي كان في ذلك الوقت امين عام مجلس الوزراء ،ان السيد محمد احمد محجوب
رئيس الوزراء دافع عني عندما اثير هذا الموضوع في مجلس الوزراء . وعندما قيل بانني شيوعي ولي نشاطات مخربة سال المحجوب
وزير الداخلية ان كان لديه اي تقارير بذلك من اجهزة الامن ، وعندما اجاب وزير الداخلية بالنفي، هاجم وزير المواصلات على عدم المسئولية..

ونواصل لنعرف ماذا قرر محمد احمد محجوب رئيس الوزراء بحق مرتضى احمد ابراهيم.

وبعد مناقشة الموضوع في مجلس الوزراء ، وجه السيد محمد احمد محجوب ، رئيس الوزراء، وجه السيد وزير الري،الشريف الهندي لنشر اعتذار رسمي ، واذكر ان الاخ كرار كان قد دعاني الى منزله في الخرطوم ليخبرني بما حدث في المجلس وطلب مني ان اذهب معه لمنزل السيد رئيس الوزراء لاشكره على موقفه من قضيتي ، ولكني رفضت فكرته وقلت له: " ان المحجوب قام بواجبه بوصفه رئيس الوزراء وهو رجل قانون يعرف حقوق الناس ، واذا ذهبت اليه ربما يعتقد، وانا لا اعرفه شخصيا، انني من المطبلين والموظفين المتسلقين. فقبل كرار موقفي على مضض قائلا: "- دائما راسك قوي يا دنقلاوي يا حلاب التيس " ،فودعته قائلا: "معليش يا اب احمد ( وهكذا كنا نسميه ايام الدراسة)، المرة الجاية ساسمع كلامك .
ولكنني شكرت المحجوب على هذا الموقف فيما بعد حين لم يعد له منصب ، بل كان معتقلا في بيته بعد انقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩م ، وجئت انا وزيرا للري....

ونواصل لنرى اين كان مرتضى احمد ابراهيم وكيف كان يعيش مع اسرته عندما جاء انقلاب مايو ١٩٦٩م ، ولماذا اساسا قبل ان يكون وزيرا للري....

والى حين ميسرة ومسرة

العمل خارج السودان::-

كنت ابحث عن عمل خارج الوزارة وسنحت لي الفرصة في مشروع المسح المائي الهايدرومترلوجي لميزانية
المياه في البحيرات الاستوائية في شرق افريقيا والذي تقوم به دول حوض النيل الممثلة في كل من السودان
ومصر ويوغندا وكينيا وتنزانيا بدعم وتمويل من برنامج الامم المتحدة للتنمية وبتنفيذ من منظمة الارصاد العالمية
، وكان الخبير المطلوب لملء وظيفة نائب المدير العام للمشروع، وتقدمت بطلبي بواسطة الوزارة، وتم اختياري في
هذه الوظيفة.

وجاء بوم سفري من مدني ولم يكن هناك في وداعي غير نفر قليل جدا من الزملاء في حين تنفس الكثيرون من المرتشين
واصحاب المصالح الصعداء وحمدوا الله على اختفائي من الوزارة،بينما نفر قليل جدا من الزملاء تأسفوا لفراقي وسعوا لوداعي
اعدهم على اصابع اليد.
وقد عملت في هذا المشروع من ابريل ١٩٦٧م الى شهر مايو ١٩٦٩م.
وبدأت عملي في المشروع مساعدا للمهندس الهندي كرشنامثري، وكان يعمل تحت امرتنا مهندسون وخبراء في هندسة المياه من
السودان ومصر وكينيا وتنزانيا ويوغندا ويوغسلافيا ، وكانت رئاسة المشروع في عنتيبي - يوغندا- ، وكنت اسكن في قصر صغير
تمتد حديقته حتى شاطئ بحيرة فكتوريا ، كما كنت اتقاضى مرتبا بالاسترليني يبلغ ١٦ ضعف مرتبي في وزارة الري وبالعملة الصعبة
حيث كان بامكاني ان احول منه ما اشاء الى اي جهة في العالم. وكان عملي يقتضي سفري المتواسل لكل من كينيا وتنزانيا حيث
افتتحنا مكاتب هناك ، وانشأتا محطات عديدة في حوض البحيرات لقياس كميات الامطار وكميات التبخر وتدفق الانهار والوديان
التي تصب في تلك البحيرات وذلك من اجل حساب كميات المياه المتوفرو للاستغلال.

وقد تمكنت ضمن حصة السودان في توظيف خبراء من السودان للعمل في المشروع ، ومنهم المهندس عبد الله محمد ابراهيم الذي
الت اليه مسئولية محطات الرصد في منطقة ماسندي في يوغندا. وتم اعداد التحضيرات اللازمة لبدء تنفيذ المشروع وتوجيه الدعوة
الى وزراء الري والمياه في الدول الخمس والى الشخصيات التي تعمل في حقل تنمية مصادر المياه واستغلالها ، وكنت المسئول الاول
عن التحضير للاحتفال ، فعملت مع الخبراء لاصدار كتيب عن المشروع يحوي معلومات واحصائيات وتحاليل علمية قيمة لنهر النيل ومنابعه.
ويحوي ايضا كلمة من كل رئيس دولة من الدول الخمس مع صورة له ،وكذلك كلمة من كل وزير للري والمياه وصورة له. وبدات الاتصالات
بوزارات الخارجية في الدول الخمس لارسال الصور والكلمات ،فوصلني ما اردت في الوقت المناسب من مصر وكينيا ويوغندا ،اما السودان
وتنزانيا فقد كانت لي مع كل منهما واقعة لا تخلو من طرافة ومغزى،،،،،،

ترى ماذا حصل بالنسبة للسودان وتنزانيا وهل ارسلوا الصور والكلمات وهل حضر وزير الري السوداني للمشاركة في الاحتفال،،،
ونواصل لحين ميسرة ومسرة،،،

Up
حتى نعود بعد الظهر لتكملة القصة..
عشان البوست ما يغطس في اعماق الصفحات الداخلية ..
والى حين ميسرة ومسرة...

الف شكرا يا امتثال وتمليك القراء السيرة المشرقة للخدمة المدنية وتجربة المهندس مرتضي احمد ابراهيم برغم عراقيل الاحزاب الرجعية ومساندتها للفساد والمحسوبية والتمييز في التعيينات دون كفاءات فى الخدمة المدنية ، هنالك مقولة مشهورة له نتمني ان تكون موجوده في بقية السرد عندما انهارت بيارة السوكي قال فلتنهار بيارة السوكي الاولي والثانية فالتبقي الحقيقة السودانية و الايدي العاملة السودانية رافضا استيراد خبراء من الخارج على شابه ذلك ما متأكد من المقولة جيدا نتمني تكون موجوده في بقية السرد

الشريف
شكرا للمرور والتعليق
نعم. ...انهيار بيارة السوكي موجود في السرد ، وسوف نمر عليه بالتفصيل، عشان خاطرك،
وكمان بيورينا الموقف الشجاع الذي وقفه مرتضى احقاقا للحق،،،
وخليك متابع
ونواصل لحين ميسرة ومسرة

عندما تاخر وصول الوثائق السودانية ،اتصلت هاتفيا بمكتب وزير الري في الخرطوم انذاك السيد بوث ديو، فعلمت
ان الوزير غير موجود لانه في اجتماع بمجلس الوزراء .واتصلت بمجلس الوزراء وجاءني في الهاتف السيد محمد
احمد محجوب ، رئيس الوزراء بنفسه وتبادلت معه التحية واخبرته بالامر، واخبرني ان السيد بوث ديو لم يصل بعد
، وقال انه في رأيه الموضوع لا يحتاج لكل هذه المساعي ، ونصحني ان اقوم انا بكتابة كلمة الرئيس اسماعيل الازهري
وكلمة السيد بوث ديو، وزير الري، ثم انهى حديثه ضاحكا بهذا التعليق: " يا مرتضى ان المطلوب منهم كتابة تلك الكلمات
ومافي احسن منك واعرف منك بالموضوع ، فتحمل انت المسئولية عن الاثنين، الرئيس ووزير الري، وربنا يساعدك.
فشكرته وطلبت منه تاكيد وصول السيد بوث ديو للاحتفال، فرد المحجوب قائلا: "- اطمئن ساشحنه لكم في اول طيارة
، فضحكت وشكرته،،
وانتهت المحادثة مع رئيس الوزراء التي تدل على بساطة السودانيين وانعدام الكلفة بينهم مهما علت مراكزهم ومهما كانت
ظروفهم.

الحبيبة امتثال رغم اني كنت اود ان يكون
النقاش بعد نهاية سردك الا اني انبه لكمية
( تزكية النفس ) في سيرة باش م مرتضي
لقد عرض برجال مشهود لهم بالنزاهة والامانة
وعفة اليد ( نصر الدين السيد ، الازهري ، الصادق)
وهم خصوم سياسيون، لو يكتفي بذلك ووصل للقول
ان حكومة السودان قدمت اعتذار له بشأن ندوة حزبية
ولم يورد الاعتذار وهو الذي احتفظ حتي بما قدم
له من طلبت من مواطنين عاديين ، ورغم نفيه واقعة
تمزيق الخطابات الا ان احتفاظه ببعضها قد يدل علي
ان البعض الاخر قد مزق ، من يعرف الشعب السوداني
يعرف ان ( التبلي ليس من طبعه ولم يعرف عنه الكذب )
سامر عل كثير بالتفصيل ولم اكن اود البدء الا بعد الانتهاء
الا ان محاولة تصوير احد الاحزاب بالمثالية ورمي الاخرين
بالفساد قد تخطت المعقول

شكرا اخلاص للمرور والتعليق
ولكن كما قلتي فسوف ندلي بملاحظاتنا بعد نهاية السرد،،،
والله يديك الصحة والعافية

"" واذكر انه بعد وصول السيد بوث ديو وانتهاء الاحتفالات قال لي انه لم يكن يود الحضور لانه منهمك في التحضير
للانتخابات البرلمانية المقبلة وان السيد محمد احمد محجوب ضغط عليه للحضور اثر محادثتي معه، ولهذا فهو يطالبني
ان اتصل بمكتب الخطوط الجوية السودانية في كمبالا لانزال الطائرة في ملكال حيث دائرته الانتخابية وبعدها تواصل
الطائرة رحلتها للخرطوم، ولما تم الاتصال اخبرني مدير الممتب بان ذلك غير ممكن الا اذا وصلته اوامر بذلك من الخرطوم،
فلما نقلت ذلك الى السيد بوث ديو قال لي: " طيب اتصل انت بالخرطوم وخليهم ينزلوا الطائرة في ملكال، فقلت له: " انا لا
استطيع ان افعل ذلك والاحسن انت تتصل بالسيد وزير المواصلات ، فقال ،رحمه الله ،ضاحكا: " انت عرفت تجيبني...بيغلبك
تنزل الطائرة في ملكال،،".

في صباح يوم الافتتاح وقبل وصول السيد ملتون ابوتي، واذ انا بمكتبي حضر الى المهندس لوي قاروليلا ، مدير مصلحة تنمية
مصادر المياه في تنزانيا وممثل تنزانيا في اللجنة المشرفة على تنفيذ مشروع البحيرات الاستوائية منزعجا ومحتجا بان صورة
الرئيس نيريري في الكتيب الذي سيوزع في الاحتفال ليست هي الصورة الرسمية المصرح بها Authorized photo اذ ان الرئيس
نيريري كان في الصورة لابسا الزي الاوروبي ، فقلت له ان المسؤولين في تنزانيا ،وانت واحد منهم، لم يرسلوا لنا اي صورة ، وهذه الصورة
وضعتها الشركة الناشرة للكتيب، وهي شركة يوغندية،ولا ارى اي ماخذ في الصورة .لكنه قال منزعجا ان الوزير التزاني ،السيد عبد الرحمن احتج
على هذه الصورة عندما تصفح الكايب، فقلت له: " اذن هيا نتحدث مع الوزير ..وبالفعل ذهبنا لمقابلة السيد الوزير فقلت له ما قلته للسيد المدير
ومضيفا: ان اهمية الكايب هي فيما يحتويه من معلومات علمية ، وهذه الصور ليست ذات اهمية في ذاتها بقدر ما هي دلالة على المشاركة الرسمية
لهذه الدول في المشروع، ثم اكدت له انه لا مجال لايقاف توزيع الكتيب، فنظر الى كانما هو في ورطة حقيقية فقال لي: اريد الاتصال بدار السلام،
فقلت له : " لماذا؟ فقال: لا بد من الاتصال بالرئيس.....

ونواصل الى حين ميسرة

واتصل الوزير بالرئيس نيريري واخبره بموضوع الصورة وساله ان كان يعترض على توزيع الكتيب على هذا النحو، ورأيت علامات السرور تعلو وجهه ،ثم اقفل الخط وقال بابتسامة ظافرة ان الرئيس لا يمانع في توزيع الكتيب بصورته الحالية، ..
وانا اقول في قرارة نفسي : لي ان اشعر حقا بالفخر والاعزاز لانتمائي للسودان والسودانيين، فقد تذكرت حديثي ذلك مع السيد محمد احمد محجوب، رئيس الوزراء ومن بساطة الامور عندنا.

علاقتي بافراد السفارة السودانية في كمبالا:: "

كانت صلتي بالسيد محمد عثمان شندي ، السفير السوداني في كمبالا ، وبالمرحوم بابكر النور سوار الذهب ،الملحق العسكري في السفارة، والذي اعدمه النميري فيما بعد، والدبلوماسي علي يس قيلي جيدة وقوية كما هو حال السودانيين في الغربة.
واذكر ان السفير شندي كان ياخذ على المرحوم بابكر النور بعض تصرفاته كملحق عسكري حيث كان بابكر النور يتصرف في شئون مكتبه رأسا مع وزارةالدفاع في الخرطوم في استقلالية تامة عن السفير على اساس انه يشرف على استخبارات سرية في غاية الحساسية لاتصاله بالتمرد والمتمردين في الجنوب ويتخذون من يوغندا قاعدة لهم، ثم انها امور ، على حسب مفهوم العسكر، خارجة بطبيعتها عن اختصاص المدنيين.
وعندما تفاقم الخلاف بين السفير والملحق العسكري ،طلب مني السفير التوسط بوصفي صديق للطرفين لحل سوء الفهم بينهما،،،

فهل استطاع مرتضى حل الخلاف بينهما...

فلنواصل الى حين ميسرة ومسرة،،،

يا سلاااام.

الاخت امتثال عبدالله
سمعت قصص شفاهية مهمة لحياة مرتضى من ابن عمته رحمهم الله جمعيا .......
ومن بينها ان فكرة مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل هي من بنات افكار مرتضى احمد ابراهيم ........
و لكن في موقع ويكيبيديا نسب فكرة المشروع الى :

Quote: ظهرت الفكرة بشكل فعلي لأول مرة عام 1980م عندما أمر الرئيس المصري أنور السادات الدكتور إبراهيم مصطفى كامل والدكتور إبراهيم حميدة

الاستاذ مدثر
انا طبعا امر على هذا الكتاب القيم مرور عابر واتطرق لبعض الفصول منه ولكن في الكتاب تفاصيل كثيرةعن كثير من الانجازات للمرحوم المهندس مرتضى احمد ابراهيم، ولكني ساراجع تلك المعلومات وسوف ارى اذا كان هناك اي تفاصيل حول ربط نهر الكونغو بنهر النيل،،،
وشكرا للمرور والتعليق،،،،

نعومي
يا سلاااام عليكي انتي لمتابعتك للبوست
وسنعود بعد زيارة قصيرة لي استاربكس ونشرب قهوة الصباح مع البيغل والكريم جيس...
Bagel with cream cheese and toasted
متعة الصباح الوحيدة بعد الكرونا مسخت لينا الحياة،،،
ولكن سمعنا بايدن حيصرف لينا دولارات بالهبل كمساعدات كرونية،،،
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم،،،،
..انبهلت ..على قول ود الباوقة،،،
وخليكي متابعة،،،

ونواصل لحين ميسرة،،،

فكرة ربط نهر النيل بنهر الكنغو اقدم من هذا
تعود الي العام 1904 مهندس غارستين انجليزي
الجنسية ، الحدود وكل الانشاءات من عهد الاستعمار
البريطاني .

وبالفعل حضر السفير شندي والملحق العسكر بابكر النور ال بيتي في عنتيبي وتحدثنا عن المشكلة ، وكان موقفي
دعما وتاييدا للسفير اذ انه يمثل رأس الدولة السودانية في يوغندا وان مكاتب السفارة ومن فيها من ملحقين وموظفين
ودبلوماسيين تابعين له وجميع نا يقومون به من عمل لا بد ان يكون بمعرفة السفير وموافقته واشرافه . والتفت الى المرحوم
بابكر النور وقلت له:" يا اخ بابكر ليس لك وضع خاص غير انك ملحق بالسفير سواء كنت عسكريا او مدنيا، وهو رئيسك المباشر
هنا ، واذا ارادت وزارة الدفاع لاهمية عملك ان تكون مستقلا فما عليهم سوى الاتصال بجهات الاختصاص في الخرطوم لتعيينك
سفيرا للسودان هنا بعد انهاء اعتماد السفير شندي ومغادرته يوغندا.
فوافق المرحوم بابكر النور على ما قلت ووعد برفع الامر الى وزارة الدفاع في الخرطوم .وبعد فترة تم نقل بابكر النور للخرطوم
واستبداله بقريب له وهو العميد، في ذلك الوقت، عبد الرحمن سوار الذهب الذي صار له شأن معروف بعد زمن طويل من ذلك.

حياتي في يوغندا::

كانت الفترة التي قضيتها في يوغندا من اسعد فترات حياتي ، فيوغندا ،درة افريقيا" كما كانت تسمى ،بلد جميل جدا وطقسها معتدل
واهلها طيبون ، ،....

ونواصل لحين ميسرة لنعرف حياة مرتضى في يوغندا قبل ان يتم اختياره وزيرا للري في الخرطوم.

كانت متطلبات عملي تقتضي كثرة سفري وترحالي في كل من يوغندا وكينيا وتنزانيا وكنت امارس رياضتي المفضلة من كرة قدم ومضرب التنس في النادي الرياضي في عنتيبي، وكنت اشارك في مباريات كرة القدم التي كانت تقام من وقت لاخر، ومن ثم كان لي اصدقاء كثيرون هناك.
كان الموظفون اليوغنديون في ذلك الزمان يشربون البيرة كالماء في كل وقت وفي كل مكان، مما يجعلهم سكارى نوعا ما اثتاء ساعات العمل في المكاتب ولهذا اصررت بحزم على ايقاف هذه الظاهرة السيئة في مكاتب المشروع.
كانت لدينا خادمة يوغندية اسمها بلكسيدا ،وكان لها طفل من صديق لها، وهو ليس بزوجها، اي طفل غير شرعي لانه ناتج خارج الزواج ،وفي ذات ليلة اثناء غيابي خارج يوغندا في رحلة عمل جاء صديقها، والد الطفل، للبيت ونشبت مشاجرة بينهما واخذ كل واحد منهما، اي الصديق وبلكسيدا ، بطرف من الطفل يشده اليه، والطفل يصرخ، فوصلت زوجتي اليهما ،وطلبت من الرجل ان يترك الطفل ويخرج من البيت ،لكنه استمر في جذب الطفل ،،،،،،فما كان من زوجتي الا.........

ونواصل لنعرف تصرف زوجة مرتضى امام هذه المشكلة،،
والى حين ميسرة،،
جاء وقت شد حلة الغداء ....وهي من افكار زميلنا في المنبر خضر....اللحم الكضباشي...نغش بيهم المسنوحات ويفتكرن انهن بياكلن في لحم...

عندما رفض الرجل ان يترك الطفل ويخرج من البيت، احضرت زوجتى عصا وبدأت تضرب الرجل في رأسه حتى اضطر الى ترك الطفل
واستمرت هي تضرب في الرجل حتى خرج من البيت .وبعد عودتي جاءتني بلكسيدا وطلبت انهاء خدمتها معنا احتجاجا على ضرب
زوجتي لصديقها.
وفي الحقيقة عندما علمت بالقصة عاتبت زوجاي على فعلتها التي ربما قد سببت لها ضررا كبيرا لو ان الرجل حاول الانتقام لنفسه منها.
ولكنها قالت لي انها في تلك اللحظة التي كانت تنظر فيها طفلا مشدودا يتجاذبه طرفان من دون رحمة لم تفكر في شئ سوى انقاذ الطفل
الذي كان يصرخ ولم تفكر في اي اذى يقع عليها هي. وهكذا انتهت خدنة بلكسيدا معنا من اجل زوجها غير الشرعي المناكف.

وفي يوغندا ايضا درس ابني حسن مراخطخله الاولى في مداؤس الكنيسة الكاثوليكية ، وقمنا بختانه في مستشفى كمبالا .وكان لابني اصدقاء
كثيرون من اطفال الموظفين اليوغنديين والاجانب الذين كانوا يعيشون في عنتيبي ، وهكذا كانت حياتنا الخاصة والعامة من امتع ما يكون
وكنت اتمنى ان اقضي بقية عمري هناك ولا سيما وقد عرض على وزير تنمية مصادر المياه في حكومة يوغندا وقتها السيد شودري منحي
الجنسية اليوغندية..

ونواصل لحين ميسرة

العزيزة اخلاص
انا الان في مراجعة سريعة للكتاب لارى اذا كان هناكةاي اشارة لفكرة ربط نهر الكونغ بنهر النيل،،،
واذا وجدت شئ من هذا القبيل سنفصله هنا...
الحلقات القادمة وهي حوالي ثلاث حلقات مكتوبة جاهزة عندي....بس الكسل في الطباعة بالجوال..
والمسنوحات بسمعن في للتابلت بتاعي اغاني حقيبة،،،وهسع سمعن اغنية الشاغلين فؤادي خمسة مرات،،،

كنت عند التحاقي بمشروع البحيرات الاستوائية معارا من وزارة الري ، اي انني لم اخرج من اطار الوزارة الوظيفي، ولهذا عندما انشئت وظيفة اضافية في الدرجة الثالثة في الوزارة لنائب اخر لوكيل الوزارة كان لا بد من وضع اسمي في قائمة المنافسين لهذه الوظيفة ،وكنت على رأس قائمة المتنافسين ويليني في القائمة زميلي وصديقي المهندس يحى عبد المجيد.وبالفعل حصلت انا على الترقية ،ثم اخليت الوظيفة لاني لم اكن موجودا لملء الوظيفة ،فتم اختيار زميلي يحى لشغل الوظيفة مترقيا، وكل ذلك لكي لا افقد حقي في سلم الاسبقية في الخدمة.

واذكر بعد فترة من ذلك وصلني خطاب من صديقي وزميلي يحى يطلب مني ان اساعده بتعزيز طلبه الذي تقدم به لشغل وظيفة مستشار للري في افغانستان وذلك لانه لم يعد سعيدا في عمله بالوزارة ، اولا لخلاف بينه وبين المسئولين بها ،وثانيا لانه لم يعد له مستقبل بها ، وبما انني كنت اصغر منه بقليل سنا واعلى منه في السلم الوظيفي في الوزارة فمن الممكن ان اصبح يوما ما وكيلا للوزارة في المجموعة الاولى بعد نزول السيد صغيرون الزين للمعاش ولن يكون له حظ اذ انه سيبلغ سن التقاعد المعمول به في الخامسة والخمسين ، ويكون عندئذ فقط في المجموعة الثالثة في وظيفة نائب وكيل.

واذكر انني كتبت له ردا على رسالته باني سوف اسعى مع من لي معرفة به في برنامج الامم المتحدة للتنمية بخصوص عمله في افغانستان.
اما الحديث عمن سيكون الوكيل بعد السيد صغيرون فعلم ذلك عند الله، اذ قد تكون هناك عوائق وموانع عديدة قبل الوصول الى تلك الوظيفة، ولا احد يدري من سيتخطاها فتكون وظيفة الوكيل من نصيبه ،ناهيك عن الموت ومصائب الدنيا الاخرى.

ومن عجب ان تصدق الاقدار حدسي هذا كما سابينه في مكانه لاحقا.

وهكذا وانا في بحبوحة من العيش وفي غاية السعادة والاستمتاع بعملي وفي بيتي وفي احسن حال وافضل فترة في حياتي المهنية وعلاقاتي الاجتماعية، وقعت على رأسي فجأة وبدون اي توقعات او ارهاصات اعادتني لساحة القتال ومسرح النضال في بلدي واهلي،،،،
ونواصل لحين ميسرة ومسرة

في صباح يوم ٢٦ مايو ١٩٦٩م وانا بمنزلي في عنتيبي استعد للسفر بالسيارة الى مناطق اعمال المشروع في تنزانيا اذا بالسفير محمد عثمان
شندي والذي جاء من منزله في كمبالا يدخل الى فجأة فاندهشت للزيارة الطارئة الغريبة التوقيت والتي لم يسبقها اخطار او اشعار ونظر الى
في استغراب متسائلا: الى اين انت ذاهب، فاجبته انتي بصدد رحلة عمل الى تنزانيا ..فقال باندهاش :" الم تسمع الاخبار ،،فقلت: لا ،فقال:"
الا تعلم ان انقلابا عسكريا وقع في الخرطوم امس وبانك اصبحت وزيرا للري في الحكومة الجديدة!؟.
وهنا انهارت ساقاي وقلت له مستنكرا:" مالهم ومالي عاوزين بي شنو!؟ مش كفاية العملوا فيني من قبل.ولكن السيد محمد عثمان واصل
حديثه قائلا:" تسلمت رسالة لاسلكية من وزارة الخارجية بالخرطوم ويسألون عن موعد وصولك للخرطوم. فقلت له :" انا لست عبدا لاحد
يقرر مسار حياتي كما يشاء، وبعد حديث طويل مع السفير شندي واسئلة واجوبة ، وزوجتي جالسة تستمع الى حديثنا في ذهول ولا تصدق.
واقنعني السفير بتأجيل سفري وانه سيرد عليهم باني غير موجود في عنتيبي حتى اعطي الامر فرصته من التفكير .

ومنذ تلك اللحظة دخلت في تفكير عميق ومداولات ومناقشات مع زوجتي واصدقائي وزملائي ،،،

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

وبعد المشاورات التي اجريتها مع زوجتي واصدقائي وزملائي واهلي اتضح لي ان الاصدقاء وزملاء العمل من سودانيين ويوغنديين او اوربيين كانوا الى جانب قبولي للمنصب الوزاري والاضطلاع بالمسؤولية الكبيرة ،اذ ان ذلك من صميم مجال مهنتي وتخصصي، وفي وزارة عملت بها منذ بدء حياتي العملية كمساعد مهندس الى ان وصلت الى وظيفة نائب وكيل الوزارة،،

،ولكن زوجتي وحدها كانت غير راضية وغير سعيدة ،بل وضد قبول المنصب وضد العودة للسودان.وهي قد عاشت معي هناك بين اهلي واصدقائي لفترة ١٢ سنة وتعلمت اللغة العربية حتى اتقنتها نطقا باللهجة السودانية.وقالت لي:"- ان كان لي رأي فانا غير سعيدة لما حدث وكم اتمنى الا تقبل ما عرض عليك لاني اعرفك جيدا واعرف شعبك جيدا، فالمسؤولون السودانيون يفضلون ويحبون من يقول لهم الكلام الذي يريدون ان يسمعوه ان كان صدقا او كذبا ليفرحوا به وهم يكرهون الحقيقة ان كانت لا تفرحهم ويحبون ان يعيشوا في التمنيات والغيبيات رجاء ان تتحقق امانيهم بقدرة قادر، وانت لا تحقق لهم ذلك ،بل تقول لهم الحقيقة وان كانت تغضب من يستمع اليك وكما يقول المثل عندكم انت بتقول للاعور اعور في عينه. وانا واثقة بان الذين اختاروك لهذا المنصب سوف ينقلبون عليك عندما لا تنفذ لهم ما يريدون وعندما لا تتفق معهم على ما يقولون..ولكني اعرف في نفس الوقت ما يدور في ذهنك من افكار ومشاريع ،ولهذاانا واثقة انك في نهاية الامر عائد للخرطوم...

ونواصل لنعرف لماذا قرر مرتضى ان يعود للخرطوم ولم يستمع لنصيحة زوجته والتي صدقت في كل كلمة قالتها لزوجها كما ستبرهن التجربة على ذلك،

، والى حين ميسرة ومسرة،،،

فكرت مليا عدة ايام وليالي لماذا امانع في العودة وقبول المنصب واقتنعت بان السبب الاول والاساسي كان فقداني للمتعة والسعادة التي كنت اعيش فيها ،ومن ذلك المرتب الكبير والعمل المريح الخالي من المنغصات ومن اصحاب المصالح وفقداني هنا ايضا الحياة العائلية الخالية من المشاكل اليومية في الحصول على احتياجاتنا من ماكل وملبس ،ومن انقطاع الماء والكهرباء لسبب او اخر فاحتقرت نفسي لهذه النظرة الانانية الضيقة للامر.

ثم فكرت مليا فيما عرض على من تكليف قائلا انهم الان يطلبون مني ان اتسلم قيادة الوزارة التي عملت فيها طوال حياتي العملية ، وهذا يعني انني الان استطيع ان انفذ ما ظللت دائما اتمناه لها من اصلاح وتقويم،اذن فليس لي من سبب للتمنع من قبوله سوى مصالحي المادية الخاصة بما سافقده وهو كثير. فما اتفه الطالب والمطلوب...فقلت لزوجتي:"- انني عائد للخرطوم لانني لو بقيت هنا فساموت بوخز الضمير وتانيب النفس.

ونواصل لحين ميسرة....

ومعذرة جاءتنا مشاوير عاجلة،،،

واذكر وانا استمع الى اذاعة امدرمان ان جاء في سياق الهجوم على السيد محمد احمد محجوب ،رئيس الوزراء
المبعد انه كان يحصل على مرتب يبلغ ثلاثة الاف جنيه سوداني باعتبار ان ذلك نوعا من الفساد واستغلال النفوذ
وعجبت يومها من معيار السودانيين لاستغلال النفوذ في مرتب رئيس الوزراء وهو المرتب الذي كان يقل كثيرا جدا
عما كنت اتقاضاه عن عملي في عنتيبي،.

وسمعت بيان من مجلس قيادة الثورة بان الثورة قد اعدت البرامج والخطط الكاملة لعمل الوزارات ومرافق الدولة المختلفة
بهدف تحسين الاداء ومحاربة الفساد في الخدمة العامة.وتساءلت في نفسي كيف جاز لهم ذلك ،ومن هم اولئك الذين في
استطاعتهم وضع خطة او برنامج لوزارة الري ، فهل يظن هؤلاء الذين اختاروني لقيادة وزارة الري انني مجرد طرطور يستجلبونه
للقيام بتنفيذ ما يخططه اناس من خارج الوزارة،،،

ولذا قررت ان اعرف الحقيقة كاملة قبل ان اوافق على الاضطلاع بهذه المهمة،.

وهكذا بدات استعد للسفر للخرطوم لمقابلة الحكام الجدد ومعرفة ما يريدون مني عندما اختاىوني لمنصب وزير الري، وخاصة وانني
لم اكن اعرف اي واحد منهم سوى العقيد بابكر النور الذي جمعتني به يوغندا حيث كان وقتها كلانا يعمل هناك قبل نقله للخرطوم...

ونواصل لنعرف ماذا حصل عندما عندما وصل مرتضى مطار الخرطوم وماذا قال للصحفيين في المطار وماذا حصل عندما قابل
ز الحكام الجدد، وخاصة مقابلته مع بابكر عوض الله الذي تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراءحيث صرح له مرتضى عن مخاوفه من
حكاية البرامج والخطط الجاهزة للتنفيذ للوزارات، وبالطبع بما في ذلك وزارة الري،،،
وماذا كان رد بابكر عوض الله ، رئيس الوزراء.

نعود بعد قليل
ونعتذر للتاخير ...

وصلت مطار الخرطوم في اوائل شهر يونيو ١٩٦٩م تاركا اولادي واشيائي في عنتيبي وكان في استقباليورهط من المستقبلين ولا سيما الاعلاميين ، وعندما بدأوا يخاطبوني بمعالي الوزير شعرت فجأة بانقباض في صدري وقلت لهم منفعلا : لست بمعالي وزير ،ولم اقبل بعد ما عرض على حتى اتحقق من اشياء كثيرة وكان ما قلته مفاجأة للكثيرين من السامعين وسألني احدهم: " وماذا تريد ان تتحقق منه؟ فقلت له: " اولا عندي استشارات لا بد منها، وثانيا عندي استيضاحات لمعرفة بعض الامور قبل قبولي المنصب المعروض على.

وهكذا خرجت من المطار متوجها الى اهلي في العباسية بامدرمان ، وهناك سمعت الكثير عن الانقلاب وان الذين قاموا به من الضباط الشباب وانها ظاهرة في تاريخ الانقلابات العسكرية ان يكون مجلس الوزراء كله من المهنيين ذوي الكفاءات والسمعة الطيبة في مجال عملهم بالاضافة الى ما اعلنه قادة الانقلاب بان ما حدث في مايو ان هو الا امتداد لثورة اكتوبر ١٩٦٤م التي اجهضت في مهدها وان مجلس الوزراء الجديد ما هو الا امتداد لحكومة جبهة الهيئات التي وأدتها الطائفية والاحزاب.

وكل من استمعت اليه من اهلي وعلى رأسهم خالي محمد الفضل وشقيقي صلاح وشقيقتي فاطمة وابي وامي ومن معهم من الاهل والجيران والاصدقاء والزملاء في وزارة الري وغيرهم من الذين جاءوا للترحيب في دارنا في العباسية كان واضحا عليهم الفرح بالتغيير الذي حدث، هذا الى جانب الفرح بعودتي من الغربة والمهجر،،،

،ونواصل لحين ميسرة

وفي اليوم التالي اخذتني سيارة الى مقابلة اعضاء مجلس قيادة الثورة حيث التقيت بهم لاول مرة
وتصافحنا بحرارة وتعرفت بهم وجلست بجانب السيد بابكر عوض الله اتحدث معه وبدا لي بانه
الرئيس الفعلي لهم جميعا وهو اكبرهم سنا واشهرهم صيتا وارفعهم قدرا ،فقد كان اول رئيس
لاول برلمان في السودان ، وكان رئيسا للقضاء ، وهو من مفجري ثورة اكتوبر ١٩٦٤م ،.

وسألني السيد بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، لماذا كانت اجاباتي للاذاعة عند وصولي في اليوم السابق
حادة وارجو الا يكون هناك سبب لذلك،،فقلت له: "انها طبيعتي في الحديث ، وثانيا لاني حتى هذه اللحظة
لم استقر على قرار بقبول المنصب الوزاري الذي عرضتوه على،، وسالني عن السبب، فقلت له انني
سمعت بيانكم الذي جاء فيه ان لديكم خطط وبرامج جاهزة للتنفيذ لجميع الوزارات ، وبما انني اشتغلت
في وزارة الري منذ عام ١٩٥١م وحيث انني ادرى بالوزارة واعمالها فلا يمكن قبول ان انفذ خطط وبرامج
يضعها اخرون من خارج وزارة الري،

فرد السيد بابكر عوض الله ضاحكا ما جاء في البيان جاء لاعتبارات اخرى ولا يذهب ابعد من ذلك وقال:" -
ده كلام ساكت وانت الوزير وانت تعمل اللي انت عايزه في الوزارة،،،ووافقت على كلام السيد بابكر عوض الله
وتقرر ان احلف اليمين في نفس اليوم لاحضر جلسة مشتركة لمجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة في
القيادة العامة للقوات المسلحة مساء نفس اليوم،،،

ونواصل لنعرف ماذا جرى في هذا الاجتماع المشترك ،،،ولماذا طالب البعض برفع حالة الطوارئ وعودة الجيش لثكناته،،
ومن هم من العساكر الذين كانوا مؤيدين لعودة الجيش للثكتات ورفع حالة الطوارئ...

والى حين ميسرة ومسرة

في ذلك الاجتماع قابلت الوزراء وكنت اعرف منهم سلفا المهندس سيد احمد الجاك،
وزير المواصلات ، والدكتور محمد عبد الله نور، وزير الزراعة، وفاروق ابو عيسى، وزير
الدولة لمجلس الوزراء، والدكتور طه بعشر، وزير العمل.

وبدأت المداولات اولا لبحث طلب من اتحاد عام نقابات عمال السودان لرفع حالة الطوارئ،
وتحدث من ايد ذلك ومن عارض .واذكر بالذات حماس ابو القاسم محمد ابراهيم وزين العابدين
محمد احمد عبد القادر لعودة الجيش لثكناته ورفع حالة الطوارئ، وقالا في هذا الصدد ان الجنود
الذين في المدرعات والدبابات والمظلات التي دخلت الخرطوم في الساعات الاولى من صباح
يوم ٢٥ مايو قادمة من خور عمر والمنتشرة وقتها في الطرق يتساءلون اين الشعب الذي قلتم
انه معنا وانه سيخرج للشوارع هاتفا ومؤيدا ومرحبا، وقالا انهما في حرج من تلك القوات،،،،

ونواصل لحين ميسرة

وبعد ذلك تحدثت في ذلك الاجتماع فقلت لهم:" لقد قلتم ان ثورة مايو امتداد لثورة اكتوبر ١٩٦٤م وقد قامت ثورة اكتوبر
من اجل الشعب وحريته ولم تكن هناك دبابات ومدرعات في الشوارع بل كانت جماهير العاملين والشعب تسيطر على الشارع
وانا منذ ان خرجت من المطار بالامس وحتى وصولي الى العباسية بامدرمان لم ار سوى الجيش منتشر في كل مكان فاذا كان
الشعب حقا معنا فلا داعي لمظاهر الكبت والتسلط وليعود الجيش الى ثكناته وترفع حالة الطوارئ ونترك الشعب يخرج للشارع
ليقول كلمته ،فاذا كان الشعب معنا بقينا، والا فلنذهب، فما جئنا الا للعمل باخلاص ولخدمة الناس .

وقد كان لحديثي وقع كبير وخاصة لدى ابو القاسم محمد ابراهيم وزين العابدين واللذين ترعرت بيني وبينهما بعد ذلك مودة وصداقة
قوية. وتم اقرار رفع حالة الطوارئ فورا وعودة الجيش لثكناته والسماح لمن يريد التظاهر والخروج للشوارع للتعبير عن رايه .

والموضوع الثاني الذي تم نقاشه هو موضوع تخصيص وزارة لشئون الجنوب، وعارضه بشدة كل من السيد بابكر عوض الله، رئيس الوزراء،
والدكتور محي الدين صابر، وكانت حجتهما في ذلك ان مشكلة الجنوب هي نفس مشكلة المناطق الاخرى من البلاد في التخلف كماوهو الحال
في غرب السودان وشرقه وشماله وليس هناك داع لتخصيص وزارة خاصة لشئون الجنوب.ولاحظت ان كل من الوزيرين ابيل الير وجوزيف
قرنق يؤيدان ويطالبان بانشاء وتخصيص وزارة لشئون الجنوب.

ونواصل لنعرف ماذا تم في الاجتماع وماذا كان القرار ..
والى حين ميسرة ومسرة

سنعود في المساء ..
ونتحدث عن زيارة الوزير مرتضى الى مقر الوزارة في مدني...وهناك تفاصيل
كثيرة لم اتطرق اليها عن المصاعب التي كان يلقاها عندما كان يعمل في الوزارة
في مدني وكيف حاربوهو وناصبوهو العداء حتى انه لما جاء مسافرا لم يودعه
احد سوى ٣ او ٤ من زملائه...وسنعرف كيف استقبلوهو وجاءهم وزيرا...
...وكيف كانت زيارة الوزير مرتضى للسيد محمد احمد محجوب في منزله وهو
معتقل تحفظيا في منزله....وماذا قال له..
فتابعونا...
ولحين ميسرة...

واشتركت في مناقشة تخصيص وزارة لشئون الجنوب وقلت في هذا الصدد: "-انني دخلت هذه القاعة ولا اعرف الكثيرين منكم ولا ادري من اي جزء من السودان او قبيلة او طائفة ينتمي اي واحد منكم ولكني تاكدت ان السيد ابيل الير والسيد جوزيف قرنق من جنوب السودان حتى قبل ان اتعرف عليهما ، فالجنوبيون لهم خصائص ولهم مميزاتهم التي تدل عليهم ، والجنوب منذ ان كان الاستعمار في السودان وقبله يختلف اختلافا كبيرا عن بقية اجزاء السودان ولهذا فلا داعي ان ندفن رؤوسنا في التراب ومغالطة الواقع فاذا كنا حقا امناء وصادقين مع شعبنا فلنعترف بان للجنوب مشكلة وللجنوب وضع خاص ولنجلس مع اخواننا الجنوبيين نتدارس المشكلة ونضع لها الحلول الصحيحة وليكن اول عمل صادق من هذه الثورة نحو الجنوب هو تخصيص هذه الوزارة ليكون رأس الرمح لحل مشكلة الجنوب نهائيا،"،

واستمرت المداولات واجيز وزارة خاصة لشئون الجنوب وتم تكوين لجنة لحل مشكلة الجنوب وتم اختياري عضوا في هذه اللجنة بطلب من السيد ابيل الير والسيد جوزيف قرنق،،،،

وبعد ذلك سافرت الى مدني لمقابلة المسئولين العاملين في الوزارة هناك اذ ان مدني هي مقر رئاسة وزارة الري الفعلي على الرغم من ان مكتب الوزير في الخرطوم ، وفي مدني يوجد جميع اقسام الوزارة ما عدا قسم مياه النيل الذي كان في الخرطوم مع مكتب الوزير، ،،ووصلت الى مدني والجو ملئ في جميع مرافق الدولة بشعارات تطهير الفساد والمفسدين وابعاد المرتشين والمتسيبين. وعندما وصلت الى مقر الوزارة التي فارقتها لاكثر من سنتين استقبلوني بالترحاب ومطالبين بتطهير الوزارة من القمة الى القاعدة وانا اعرف الناس بها ،بل وكنت الضحية الكبرى لما كان فيها من فساد ومحاباة.وبعد ان هدأ هدير الهتافات وخطب الخطباء الذين اشادوا بمواقفي السابقة المعروفة لديهم ومطالبين بتطهير الوزارة من الفساد وقفت على المنصة ووجدت امامي الالاف من الناس وتذكرت في تلك اللحظة يوم تركت الوزارة ولم يودعني احد الا قلة قليلة لا تزيد على اصابع اليد الواحدة وهم اصدقائي الذين تركتهم وحيدين في ساحة النضال من اجل الحق والعدل، وقلت لهم انني افكر اليوم الذي تركت فيه هذا المكان وحيدا مقهورا مظلوما ولم يودعني احد الا قلة منكم ،واليوم تاتون الى بالالاف مرحبين ومسرورين، وسكت وسكتوا،،،،

فواصلت حديثي:" ........

ونواصل لنرى ماذا قال لهم مرتضى وهل انتقم من هؤلاء الذين كانوا يعادونه وفرحوا عندما غادر الوزارة،،،،

والى حين ميسرة ومسرة

الاخت اخلاص عبدالرحمن المشرف

Quote: فكرة ربط نهر النيل بنهر الكنغو اقدم من هذا تعود الي العام 1904 مهندس غارستين انجليزي الجنسية

لو ممكن ربط او مصدر للمعلومة ........و لكى الشكر .......

اهلاً مدثر صديق
واتفضل
كتب د.سليمان محمد احمد سليمان
في الرأي. 14 مارس سنة 2012الموافقً
الخميس 2 حمادي الاول 1434

(2)
تعود جذور فكرة ربط نهر النيل بنهر
الكونغو بغرض زيادة مياه نهر النيل إلى بداية القرن
الماضي. فقد تداول مهندسو ال��ري البريطانيون
في مصر والسودان بعد شهور من احتال السودان
عام 1898 فيعّدةمقترحاٍتلزيادةمياهالنيللمقابلة
التوّسعالزراعيفيمصر.أعَّدالمهندس
ويليامًغارستينف�يع��ام1904تقريرًا مفصلاً
عن نهر النيل ما زال حتى يومنا هذا
(بعًدحواليمائةوعشرعامًا)مرجعًا
أساسيالح�وضالنيل.تضّمنالتقرير ع�ّ
دةمقترحاتلزيادةمياهالنيلشملت
تج�ف�ي�ف م�س�ت�ن�ق�ع�ات ج��ن��وب
السودان وب�ن�اءع��ّدةق�ن�وات،منهاقناةجونقلي، لنقل مياه المستنقعات إلى النيل الأبي

الصحيفة اظن اسمها القرار
والمشروع ربط نهر النيل بالكنغو وكذلك
تجفيف المستنقعات وأنشأ قناة جونقلي .
د. سلمان محمد احمد سلمتن رجل مشهور
في مجاله ، احاول انزل الرابط بس عندي مشكلات
في النت والموبايل

العزيزة اخلاص
والعزيز مدثر
شكرا للمرور والمتابعة واثراء البوست بمزيد من المعلومات..وقد قرأت ان اول من فكر
في ربط نهر الكونغو بنهر النيل هم المصريين...وساعود لهذا الموضوع قريبا...ان شاء الله..
ونواصل رحلتنا مع مرتضى بعد ان اصبح وزيرا..
ولحين ميسرة بعد قليل..

واصلت حديثي امام الجمع الغفير في مقر الوزارة في مدني وقلت لهم:"-
اليوم جئتكم وانا في قمة الوزارة وانا اول وزير لوزارة الري ياتي اليها من داخلها ومن ابنائها واعرفكم جميعا فردا فردا
واعرف كل امر بها . واصدقائي ومن كانوا يقفون معي يتوقعون بانني قد جئت رافعا سيفي لاطهر الفاسدين لاني اعرف
الناس بهم ، واولئك الذين كانوا يضمرون لي الكراهية والعداء يقفون في المعسكر الاخر ويتوجسون انتقامي والتشفي منهم
ولكني اقولها لكم جميعا بانني لن افعل هذا ولا ذاك، ولن اطهر احد او انتقم من احد ،فكلكم اليوم اخوتي وزملائي واتطلع
ان تعملوا معي جميعا يدا واحدة من اجل البلد ومن اجل الناس ، ولن استعمل مما اعرفه ضد اي منكم لاعاقبه على ذلك.

ولم بجد خطابي ترحيبا من اصدقائي وبعض من كانوا يقفون معي وبجانبي في الوزارة،، ولكنها اخلاقي وتربيتي وطريقتي
في الحياة ...

زيارتي للسيد محمد احمد محجوب في منزله:"-

في الايام الاولى من اضطلاعي بحقيبة وزارة الري كان الصديق وزميل ظفعتي في الدراسة كرار احمد كرار ما زال امينا عاما
لمجلس الوزراء في حكومة مايو الجديدة باقيا فب وظيفته التي كان يشغلها في حكومة السيد محمد احمد محجوب التي
اطاح بها الانقلاب.وكنت دائما اجلس بجانبه في الاجتماعات، وذات يوم ذكرته طلبه لي في الماضي بان ازور السيد محمد
احمد محجوب في منزله لاشكره لحمايته لي عندما نوقشت مشكلتي مع الوزير السيد نصر الدين السيد واضرابي عن العمل
انذاك. واقترحت عليه ان نذهب سويا للمحجوب في منزله حيث كان معتقلا وذلك لكي اقدم له شكري على موقفه معي انذاك
وايصا لنزوره في بيته محاملة لما وقع عليه،،،،فوافق كرار واتصلنا بوزارة الداخلية لنأخذ اذنا بالزيارة،،،،،،،

ونواصل لنعرف هل اذنت لهما وزارة الداخلية ، وهل فعلا زارا محمد احمد محجوب في منزله،،

ولحين ميسرة ومسرة،،،

واتصلنا بوزارة الداخلية لناخذ اذنا بزيارة السيد محمد احمد محجوب في منزله، وتحصلنا على الاذن ،وذهبنا اليه في المنزل وهناك استقبلنا بترحاب وكرم ،وتحدثنا عن الماضي وما وقع على انذاك وموقفه من قضيتي في مجلس الوزراء ،كما ذكرته باتصالي به من يوغندا ابان افتتاح مشروع البحيرات الاستوائية وشكرته على موقفه معي . وكان حديثي مطيبا لخاطره فقد كان المحجوب حزينا لما حدث وقال لنا: " لا احد ينكر كفاءة ومقدرة الذين يجلسون في مجلس الوزراء اليوم ولكن هي خطوة الى الوراء وكارثة حلت بالسودان وسيأتي يوم قريب تتاكد لكم ولغيركم هذه الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان وبعد ان يخرب السودان ويومها لا ينفع الندم ولن يرجع الزمان،،،

وكنت استمع للمحجوب وغير مؤمن انذاك بما يقول وكنت اعتقد انه حزين لما فقده من سلطان ومكانة،،.

تحدث مرتضى في كتابه عن بداية عمله كوزير للري والقوى الكهربائية المائية وكيف تصرف في مشكلة وجود ٧ الف عامل فائض عمالة في وزارته وكيف انشا لهم اعمال يقومون بها بدلا من تشريدهم ، وتحدث عن مشروع تسمين الماشية في سوبا وهو اقتراح من هاشم العطا الذي كان وزير الثروة الحيوانية وكيف كان المشروع ناجحا لتوفير اللحوم بارخص الاسعار ، وتحدث عن علاقته باعضاء مجلس الوزراء ومجلس الثورة، اضافة الى حديثه عن معركة الجزيرة ابا بتفصيل ،،،

ولكن سوف اتطرق هنا فقط عن تفاصيل كيف ادب الاب احمد ابراهيم ولده الوزير مرتضى ،،،

ويقول مرتضى هنا: "" -بعد ان تسلمت حقيبة وزارة الري وفي الشهور الاولى قرر وزير المالية السيد منصور محجوب انهاء خدمات جميع موظفي الدولة الذين بلغوا سن المعاش والذي كان انذاك ٥٥ سنة ولا زالوا يعملون تحت ما كان يسمى بنظام المشاهرة ، اي ايقاف صرف المستحق من المعاش والاستمرار في الخدمة بالمرتب الذي كان يتقاضاه ذلك الموظف بعقد شهري يجدد نهاية كل شهر، وكان الغرض من قرار وزير المالية توفير اعتمادات ناتجة عن الفرق ما بين المرتب والمعاش لتشغيل العاطلين من خريجي الجامعات الذين لم تتمكن الوزارات من استيعابهم لعدم توفر الاعتمادات.

وعندما تسلم المهندس م.ف الانذار بانهاء خدمته من وكيل وزارة الري طلب مقابلتي . والعم م.ف كان زميل دراسة وصديق لوالدي ، رحمهما الله، ودخل على العم م.ف في مكتبي وبعد ان استقبلته بما يجب من احترام وترحيب جلست استمع اليه لما يريد وقال لي: "- يا ابني كم فرحنا عندما عينت وزيرا لنا وتفاءلت خيرا بقدومك على رأس هذه الوزارة وفجأة وصلني انذار بانهاء خدماتي ، ولهذا جئت اليك لتوقف هذا الضرر،،،

وحاولت ان اشرح له الموضوع ومسبباته وما يهدف اليه قرار وزير المالية وعاذرا السيد الوكيل في اصدار اوامره التي تسلمها من وزير المالية بتوجيه من الحكومة الممثلة في مجلس الوزراء ، ولما شعر بانني لا انوي تغيير الوضع وقف فجاة وودعني وخرج،،،،

ونواصل لنعرف ماذا حصل بعد ذلك بعد ان ذهب مرتضى مع اولاده لزيارة والده في نهاية الاسبوع وهي الزيارةالتي يقوم بها كل اسبوع لزيارة بيت الاسرة في العباسية بامدرمان...

.ولحين ميسرة،،

ذهبت مع اولادي كعادتي في نهاية كل اسبوع الى منزلنا في العباسية بامدرمان لزيارة والدي، واستقبلتنا في مدخل البيت والدتي المرحومة الحاجة عائشة محمد احمد فضل ، وحذرتني ان الوالد غاضب مني لانني تسببت في رفت صديقه م.ف . والذي كان قد زار والدي وقص عليه قصته الحزينة.

ودخلت مع اولادي الى ديوان والدي تصحبني زوجتي وامي، وسلمنا عليه وجلسنا نتحدث عن صحته واحواله وهو مسرور فرح ويضم ابني سامي اليه ويداعب ابني حسن باسما ضاحكا . وفجأة التفت الى وقال لي: " ليه يا مرتض رفت عمك من الشغل؟ ورددت عليه: " يا ابوي انا ما رفته ،كل مافي الامر ان وزارة المالية اصدرت اوامر لجميع الوزارات بانهاء خدمات جميع الموظفين الذين بلغوا سن المعاش ولا زالوا يعملون بالمشاهرة وذلك من اجل توفير اعتمادات لتشغيل خريجي الجامعات العاطلين عن العمل. فقال لي: " ولكنك الوزير ويمكنك ان تستثني من تشاء،،،
ورددت عليه مندهشا: "-يا ابوي اتظن انني استغل مركزي لاعبث بالاموال العامة التي انا حارس عليها لمنفعة من لهم صلة بي وانا بالامس وامام الناس جميعا حلفت اليمين كي احترم قوانين البلاد واؤدي عملي بامانة وصدق.

وهنا نهض والدي فجأة وامسك بعصاه منتهرا:" - يا ولد داير تعلمني الاخلاق وتكلمني عن المحافظة على الاموال العامة" وبدأ يضربني بالعصا فما كان مني سوى ان اخذت اتحاشى بيدي وقع العصا على رأسي، وجاءت والدتي محتجة مستاءة وتبعد عني العصا وتدفعني للخروج من باب الديوان ...

وهكذا خرجت بينما اولادي وزوجتي جالسون ينظرون لهذا المشهد الغريب في دهشة ورعب. وذهبت مع والدتي الى الجانب الاخر من البيت حيث جلست مع والدتي استمع الى استيائها من فعلة والدي ومفسرة لي انه يحسب نفسه لا يزال مشرفا على تربيتي ويحسبني لا زلت ولده الصغير المحتاج لتأديبه وتوعيته حتى ولو صرت وزيرا،وضحكنا ...

وتلك كانت حياتنا وذلك كان اسلوب تعاملنا وتربيتنا ،،وبعد قليل جاء والدي ، رحمه الله، يحمل حسن الصغير ويمسك بيد سامي وهو يتحدث لزوجتي وجلسوا الينا وتواصل الحديث والسمر وجاء العشاء ونسينا ما حدث في الديوان وكأن شيئا لم يكن. وفجأة استفسرني ابني سامي قائلا: "- يا ابوي الدق حرقك؟ فقلت له ضاحكا :" طبعا انت ما شفت العصاية غليظة كيف؟؟ فضحك والدي وضحكنا جميعا.

وهكذا كان والدي ، رحمه الله، رجل شديد الحساسية يثور بعنف اذ اعتقد اني جرحت كرامته وكبرياءه ، فهو رجل سريع الانفعال لا يتردد في المجابهة مهما كان الثمن لاسترداد كرامته وعزة نفسه ، وليكن بالعصا فانا لا زلت ابنه الصغير ، وزيرا كنت ام غفيرا.،،

ونواصل لنسرد اهم حلقة في هذا الكتاب...سطور مكتوبة بماء الذهب ،،لان ما قاله مرتضى هنا ينطبق بالحرف لما يحدث في السودان الان،،،والعنوان هو؛"- تحرك العسكر للاستئثار بالسلطة" "

ولحين ميسرة ومسرة،،،

كيف استاثر العسكر بالسلطة وكيف تمت المؤامرات في العلن وفي الظلام لابعاد المدنيين وتمكين العسكر من السلطة،،،ولماذا !!؟؟
كيف كان النميري واعضاء مجلس الثورة في بداية ايامهم وكيف اصبحوا بعد ذلك ولماذا تغيروا لاحكام قبضتهم على السلطة والتخلص
من السلطة المدنية....مدنياااااوووووو.....

يقول مرتضى في كتابه:"
في الاسابيع الاولى من اضطلاعي بالوزارة وفي زحمة العمل والاجتماعيات والمناسبات قامت بيني وبين الكثيرين من اعضاء مجلس الثورة
والوزراء صلات ود وزمالة بسبب طريقتي في التعامل مع من حولي من الناس ، فانا صريح واتكلم بما يجيش به صدري ولا اعرف النفاق
والكذب واتحدث دائما بثقة وايمان فيما اقول ،كما انني رجل عاطفي قوي المشاعر افعل كل شئ بفكري وعواطفي واندمج فيما اعمله
وفيما اقوله وكأنه جزء من نفسي ووجداني.

وعندما كنت اعمل مستشارا هندسيا للاستاذ عبد اللطيف يوسف الحمد، المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية، قال لي ذات مرة :" يا مرتضى
انك تاخذ كل شئ الى قلبك حتى العمل الرسمي يصبح جزءا منك" .وفي اعتقادي ان تلك الصفات وما كنت اظهره من حماس شديد في العمل
قربني منهم وقويت الصلة بيني وبين الكثيرين منهم في المجلسين، وكنت في كثير من الاحيان اقضي الامسيات معهم كما كان بيتي ملتقى
للاصدقاء والزملاء من المدنيين والعسكريين.

واذكر يوم جمعة اتصل بي النميري في بيتي طالبا مني ان ارافقه الى حفل في جامعة الخرطوم لمناسبة المؤتمر الاقتصادي هناك، وجاءني صباحا
في ببتي وذهبنا معا وهناك جلسنا جنبا الى جنب في قاعة الامتحانات بالجامعة حيث كان الاحتفال، واذكر ان احد الاقتصاديين المشاركين في المؤتمر
وقف في المنصة يلقي خطابه وفي نهاية حديثه قال:"- نميري الغذاء..نميري الدواء..نميري الكساء.."..


ونواصل لنعرف كيف كان رد فعل مرتضى لهذا التطبيل والنفاق، وكيف كان تصرف النميري،،،

ولحين ميسرة ومسرة،،

عندما سمعت الرجل يقول : " نميري الغذاء..نميري الدواء ..نميري الكساء" قلت للنميري هامسا في اذنه: "- يا عبد انه يدمر فيك"فرد لي هامسا: " حاقوم ابهدله.. " فقلت له: " لا..حاقوم انا وافعل ذلك بدلا منك" ووقفت وذهبت اليه في المنصة ومسكت بورق المحاضر وقلت له بصوت عال: " سيب السخف والتطبيل ده" ..وعد الى مقعدي ، فهمس لي النميري: " مبسوط منك"...

هكذا كان النميري في ايامه الاولى في السلطة رجلا بسيطا احتل فجأة مركزا كبيرا ولا زال في براءته وتواضعه ويلحظ المنافقين والمطبلين ويتعرف عليهم بسرعة .واذكر ايضا اني كنت معه في سيارته والتف حولنا بعض الطلبة والمواطنين يهتفون مطالبين باطلاق سراح عبد الخالق محجوب ،امين عام الحزب الشيوعي وغيره من المعتقلين، وعندها هاج النميري وغضب واراد ان ينزل من السيارة ليشتمهم، فامسكت به وقلت له: " عيب يا ريس، " وامرت السائق ان يواصل سيره ، وقلت له: " انت رئيس الجميع الذين معك والذين ضدك وانت مسؤول عن حمايتهم جميعا وتوفير الحرية والعدالة للصديق وللعدو " فرد على: "- انا الله!! ؟؟ انا حتة عسكري بس" فقلت له: " لو انت حتة عسكري بس فهذا ليس مكانك اذن". وسكت ونظر الى باستغراب.

ولكن كان هناك من يخطط في الظلام لاقصاء الوزراء المدنيين لهدم السلطة المدنية واحكام قبضة العسكريين....

سافر السيد بابكر عوض الله ، رئيس الوزراء لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر ١٩٦٩م وفي طريق عودته زار برلين الشرقية ،وكانت الحكومة السودانية قد اعترفت بالمانيا الديمقراطية وبصدد تبادل التمثيل الدبلوماسي معها، وهناك القى خطاب يشيد بدور الشيوعيين السودانيين في التحرر من الاستعمار البريطاني وفي دعمهم لثورة مايو....ولكن خطابه هذا اثار العسكر في مجلس قيادة الثورة وكذلك ضباط القوات المسلحة،،،

ونواصل لحين ميسرة،،،

السيد مرتضى رغم مهنيته العاليه وكذلك شجاعته وصراحته البارده إلا انه انحاز الى دكتاتور لم يتطور فى البطش بل كانت بدايته حمامات دماء وتشفى من خصوم كانوا يفوقونه نبلا وعقلا
لا اعرف كيف برر الوزير مرتضى مشاركته فى سلطه عسكريه نزعت الحكم حرصا على الشعب والوطن وهى ذات الحجه التى استخدمها صاحب المشروع الحضارى الكذوب
فكره الإصلاح من الداخل المبطنه بوطنيه ونكران ذات فكره مخادعه وتخفى آنا متضخمه تتجاوز المبدائيه الى مغامرات فرديه يتصدرها رجال مثل السيد الوزير وغيره كما فعل السيد منصور خالد عليه رحمه الله

عبد الرحيم
شكرا للمرور والتعليق،،،ولكني قرأت فيما قرأت انه ليس مرتضى احمد ابراهيم وحده الذي شارك في اول مجلس وزراء لحكومة مايو عام ١٩٦٩م ولكن هناك مثقفين من ذوي المؤهلات العلمية العالية والخبرات العملية ممن شاركوا في تلك الحكومة..
وان الامثلة كالاتي:
رئيس الوزراء كان السيد بابكر عوض الله، الذي كان رئيسا للقضاء واستقال من منصبه عام ١٩٦٤م احتجاجا على حل الحزب الشيوعي السوداني .

الدكتور موريس سدرة ، اخصائي الطب الباطني ،وزيرا للصحة

دكتور محمد عبد الله نور ،عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم وزيرا للزراعة.

الاستاذ محجوب عثمان، نائب رئيس تحرير جريدة الايام وزيرا للارشاد القومي

المحامي فاروق ابو عيسى، نقيب اتحاد المحامين العرب وزيرا لشئون الرئاسة

المحامي امين الشبلي وزيرا للعدل

د.منصور خالد، المفكر السياسي والاستاذ بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة وزيرا للشباب

القاضي ابيل الير وزيرا للاسكان

رجل القانون والبرلماني جوزيف قرنق وزيرا للتموين

المهندس مرتضى احمد ابراهيم وزيرا للري

الدكتور طه الطيب عابدون وزيرا للثروة الحيوانية

السيد منصور محجوب وزيرا للخزانة...

وتابع معنا الكتاب في الحلقة القادمة لتعرف ان العسكر بقيادة النميري في البداية شكلوا هذه الحكومة
التكنوقراطية من وزراء يحملون الدرجات العلمية الرفيعة ومن ذوي السمعة الطيبة في المجتمع السوداني
ولكن سرعان ما انقلب العسكر على الحكومة المدنية واستأثروا بالسلطة،،،وان الدكتاتورية بدات بصورة
فعلية بعد السنتين الاوائل من بداية حكومة مايو،،،،
وسنعرف اسباب انقلابهم على الحكومة المدنية التي كانت تجد قبولا من الشعب،،،

وسنواصل لحين ميسرة ومسرة،،،

نواصل غدا لنعرف الاسباب التي دعت العساكر للتخلص من الوزراء المدنيين ذوي الكفاءة والمقدرة
والخبرة واستاثروا بالسلطة التنفيذية والنفوذ ،،،
نواصل غدا لانه الان الساعة ١٠ م وجاء وقت المسلسل،،،
وتصبحوا على خير وعافية،،،

بالطبع كانت هناك جهات في نفس الوقت تخطط وتعمل في الظلام وكذلك في العلن للتمهيد لبسط سيطرة المؤسسة
العسكرية لمعرفتهم بطبيعة تكوين تلك المؤسسة العسكرية وخلفيات ضباطها ،فقد كانوا يعلمون بان معظم الضباط في
المؤسسة من خريجي المرحلة الثانوية والغالبية العظمى من هؤلاء من ضعيفي الدراسة والمعرفة وناقصي التحصيل
العلمي ويعرفون تعطشهم للسلطة واصدار الاوامر للناس وجرهم صفوفا خلفهم دون مناقشةاو محاسبة او سؤال، وان كل
شئ في فكر العسكر وعقيدتهم خاضع للضبط والربط ، وان اصحاب المصالح يدركون بانه اذا تم بسط السلطة العسكرية
فسيسهل التضليل والتهويش وتنفق الملايين في الصرف البذخي ومشاريع الافيال البيضاء وعندئذ تسهل الرشوة والفساد وتنتفخ
الجيوب في المؤسسة العسكرية وفي بعض القطاعات المدنية والشركات الاجنبية تحت المظلة المحكمة التي لا ينفذ منها صوت او نور
مظلة نصبت في اجواء من الضبط واحكمت باوتاد حديدية للربط .
غالبية الوزراء في مجلس الوزراء ،كما جاء ذكره من قبل. يتصفون بالنزاهة والوطنية والامانة ومتمرسين في اعمال وزاراتهم
وعارفين بالنظم والقوانين التي تحكم المعاملات في الانفاق والصرف العام وكان التقشف والانضباط الطابع المميز للحكومة
فلم تخصص سيارات حكومية للوزراء بل كل منهم يستعمل سيارته الخاصة،كما تم تخفيض مرتبات الوزراء حتى اصبح دخل الوزير
اقل من مرتب وكيل الوزلرة ومخصصاته. وكان الوزراء يسكنون في منازلهم قبل تولي المنصب الوزاري ...ووضعت خطة تنمية واقعية
وميزانية تقشفية هدفها المصلحة العامة دون محاباة لمنطقة او لفئة من المواطنين .......

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

يا هلا امتثال
بحسب كلام الوزير مرتضى ومقدراته التحليليه فى عالم السياسى تزيد الحيره حول تجربته مع العساكر وهل كان يحتاج خوض التجربه اساسا ليتعرف على فساد العسكر السياسى والمالى بعد ان زادت قبضتهم
نميرى تحول الى شخصيه خلافيه لاسباب تتعلق بشخصيته وكذلك ب كمياء الانسان السودانى التى خاطبها فى كافه مستوياتها الحضريه والمعرفيه فصنع حوله دوائر حمايه مغبشه الوعى بكل اسف حتى الان كلما جاءت سيره دراج المحن وهى خليط من النوستاجيا وفردوس طفوله مفقود لكن تظل الحقيقه الموثقه ان الرجل دكتاتور اسهم فى أزمه السودان وافسح المجال ل السياسى والمالى ل اسوء نظام عرفه السودان لاحقا من هنا تأتى إدانه المثقفين اى كانت راياتهم الفكريه ولا اعرف إذا اعتذر منصور خالد لاحقا عن مشاركته فى نظام مايو لكنه خطأ كبير لكل من شارك فى مايو من غير العساكر

يا هلا عبد الرحيم
المعروف دوليا واقليما ومحليا ان اسوأ نظام حكم عرفه التاريخ، ليس في السودان فحسب،بل
في العالم اجمع منذ بدء الخلق هو نظام اللصوص والحرامية الذي يعرف بنظام الانقاذ والذي امتد
من عام ١٩٨٩ وحتى عام ٢٠٢٠م ، ،،،ان وسائل التعذيب التى مارسها ذلك النظام القمئ لم يمارسها
حتى افظع النظم الدكتاتورية في العالم اجمع....اتذكر كيف عذب وقتل المعلم احمد الخير ،،،اتظن
ان محاكم التفتيش في العصور الوسطى في اوروبا قد مارست مثل ذلك التعذيب الوحشي، وقد
قرأنا في كتب التاريخ ان محاكم التفتيش في العصور مارست افظع وسائل التعذيب والقسوة
في تاريخ العالم،، ولكني اظن ان تلك المحاكم مقارنة بنظام اللصوص والحرامية فهم مثل ملائكة الرحمة..

والله يديك الصحة والعافية..
وشكرا للمتابعة

وواصل معانا..

ونواصل ...

كما ان مجلس الوزراء اعطى للعاملين في جميع القطاعات حق التجمع والتظاهر وتم اشراكهم
في برامج الوزارات وقيادة العمل وتوجيه التنفيذ والانفاق العام لهدف تنشيط الاقتصاد وتخفيض
التكاليف ،وهذا مما شجع الكثير من العاملين على زيادة العمل الاضافي بدون اجر او مكافأة.

وبالنسبة لمشكلة الجنوب فقد انشئت لاول مرة وزارة تعني بشئون الجنوب ومشاكله وشغلها السيد
جوزيف قرنق وتم اعلان ٩ يونيو المشهور الذي رد للجنوب اعتباره وحقه في الحكم الذاتي وادارة
شئونه بواسطة ابنائه .كما تحسنت العلاقات بين السودان وجميع جيرانه بعد ان ارسلت وفود من الوزارات
اكل جارة لحل المشاكل وحسم الخلافات وتأكيد الصداقة والود وعدم التدخل في الشئون الداخلية للطرفين.
واما العلاقات مع الجارة الشقيقة مصر، مصر عبد الناصر، فقد اصبحت علاقاتنا معها في قمة المتانة والمودة
وكان الرئيس جمال عبد الناصر الاب الروحي والشقيق الاكبر وموضع الحب والتقدير والثقة من الجميع.

وكل ذلك كان واضحا بان مجلس الوزراء المدني والوزراء كل في وزارته،هم السلطة الحقيقية الفاعلة في امور
الدولة والوطن ،، وهذا امر لم يكن يتوقعه احد بعد انقلاب عسكري ابعد حكومة مدنية من السلطة ولم تكن هناك
سابقة لذلك.

وشعر العسكر في مجلس قيادة الثورة وفي القوات المسلحة انهم قد استولوا على السلطة الا انها طارت من ايديهم
لا سيما حين يأتي اليهم اصحاب المصالح الخاصة ولا يستطعيون عمل شئ. ولذا احسوا بالفراغ وهم شباب ممتلئون
قوة وحيوية وهم في قمة السلطة ولا زالت مرتباتهم ومخصصاتهم كما كانت عندما كانوا ضباطا في الجيش
واكتشفوا انهم على رأس دولة وليست لديهم سلطة تنفيذية في تسيير امور الدولة وشئون الناس......

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

وهكذا شعر العسكر انهم ضائعون محتارون ،وانهال عليهم التشجيع والاغراء من اصحاب المصالح واللاهثين وراء المناصب
والمراكز للاستيلاء على مجلس الوزراء حيث السلطة الحقيقية وحيث الوصول الى مصالح الناس ومطالبهم ...افليسوا هم الذين
وضعوا رؤوسهم على اكفهم عندما تحركوا ليلا من خور عمر للاستيلاء على السلطة في الخرطوم ، فالسلطة مركزة في مجلس الوزراء
وليس في مجلس رأس الدولة ،اذن فلابد من تكملة ما تامروا علي سرقته والحصول عليه والاستئثار به.

وبدأت الخطوة الاولى بتحرك من مجلس قيادة الثورة بالهجوم العلني على رئيس الوزراء ، بابكر عوض الله، وهو خارج البلاد، وامتلأ
الجو بالشائعات عن اقالة رئبس الوزراء واجراء تعديل وزاري وشيك لتصحيح مسار الثورة وتغيير مواقع الثوار ،،،وتحركت مع بعضالزملاء
الوزراء ،واذكر منهم فاروق ابو عيسى، وامين الشبلي، وسيد احمد الجاك وذهبنا لمقابلة النميري وزملائه ...وهناك تحدثنا عن خطأ الاسلوب
في التعامل مع الازمة وعدم المسئولية في اتخاذ قرارات تفسر وتذاع بناء على ما نشرته وكالات انباء اجنبية ، وطلبنا منهم التريث حتى يعود
رئيس الوزراء الى البلاد وتعرف الحقائق .....واشعرناهم باننا لن نسمح باقالة السيد بابكر عوض الله، رئيس الوزراء،او اننا سنذهب معه ايضا
اذا تم ذلك.فتراجعوا عن قرارهم ،وبدأنا نخطط للمجابهة تضامنا مع السيد بابكر عوض الله .

وكنت اعتقد ان السيد بابكر عوض الله لن يقبل اية اهانة او تجريح وانه سيعود محتجا على ما اصابه من نقد وتهجم وهو خارج البلاد، وبدافع
من ضميري ومشاعري نسيت تلك الايام ما كان بيني وبينه من خصام وتحمست للوقوف بجانبه في مجابهة العسكر واساليبهم في التعامل
مع البشر ،،،،،

ونواصل لنرى رد فعل السيد بابكر عوض الله، عند وصوله الخرطوم، لما سمعه من تهجم ونقد له وهو خارج البلاد،، وكيف اصيب الذين استقبلوه
في المطار وذهبوا معه الى منزله بالاحباط بعد ان سمعوا منه رد فعله...

والى حين ميسرة ومسرة

متابعة وخايفة أقاطعك ....عموما من اليوم حابدا اسجل فى ورقة عشان ما انسى الكلام الدايرا اقولو

الاميرة اميرة
شكرا للمتابعة يا غالية....وقاطعي في اي لحظة ...انتي ما شايفاني انا ذاتي مرات بطلع برة
الكتاب وبعمل تعليقات خوف الملل والقرا يزهجو من الروتين الممل...
لكن الحلقة دي مهمة لانها بتطابق البيحصل لينا في السودان الان،،،،
والله يديكي الصحة والعافية

وذهبت مع غيري للمطار لاستقبال السيد بابكر عوض الله، رئيس الوزراء، عند عودته من الخارج
وبعد نزوله من الطائرة وتبادل التحية والترحيب والسلام لاحظت انه يبدو حزينا ومنكسر الجناح
وصحبناه الى داره التي دخلتها لاول مرة مذ ان تعرفت به في اول لقاء بيننا بعد مايو . وهناك في
منزله فتحنا الموضوع ونحن في حماس للمواجهة مع العساكر ، ولكن كم كانت خيبة املنا كبيرة
وشعرنا باحباط شديد ونحن نسمعه يقول بانه قابل الرئيس جمال عبد الناصر عندما توقف في القاهرة
في طريق عودته للخرطوم وانه تحدث معه حول الازمة وان جمال عبد الناصر نصحه بعدم المجابهة
مع العسكر وطلب اليه ان يقبل باي منصب يعرضونه عليه، وقال ان ذلك ما استقر عليه رأيه،،،

ونواصل لحين ميسرة ومسرة،،،

سنواصل غدا ان شاء الله لنتابع كيف استاثر العسكر بالسلطة وابعدوا المدنيين من السلطة
التنفيذية،،،،وهو نفس السيناريو البدا يحصل الان في حكومتنا الانتقالية،،،اسفة حكومتنا
الدائمة....

ولحين ميسرة ومسرة

وعندما قال السيد بابكر عوض الله ان رايه استقر على عدم المجابهة مع العسكر وانه سيقبل
باي منصب يعرضونه عليه وفق نصيحة عبد الناصر، عرفت ان الرجل انتهى منذ ذلك اليوم
وانطفات فيه نار المقاومة والتحدي ورضخ لما يطلبه منه العسكر والذين كانت اغلبيتهم
في سن ابنائه بعد ان كان لهم قدوة وابا ومستشارا لهم ،ولم يتخذ اي اجراء ولم تقال الحكومة
ولم تعدل في تلك الايام وربما كان قد اتفق معهم على امر ينفذ في المستقبل بعدان تزول
العاصفة ، وهذا ما اثبتته الايام فيما بعد،،،

وفي هذا الجو بدأت التكهنات والشائعات في مجلس الوزراء وفي القوات المسلحة ومجالس
الليل في العاصمة تتحدث عن التعديل الوزاري المرتقب .

وفجاة في يوم من الايام اتصل بي في مكتبي الرائد ابو القاسم هاشم، امين عام مجلس قيادة
الثورة ،حوالي الساعة الواحدة ظهرا وطلب مني الحضور فورا للقصر الجمهوري حيث سيعقد
اجتماع مشترك لمجلس الوزراء ومجلس قيادة الثورة ، ولما سالته عن السبب فضل ان يخبرني
بعد وصولي هناك...وعندما وصلت القصر قابلني ابو القاسم هاشم في الممر المؤدي الى قاعة
الاجتماعات واخذني جانبا ليقول لي بان مجلس الثورة قرر اجراء تعديل وزاري يصبح فيه
النميري رئيسا لمجلس الوزراء ويصبح بابكر عوض الله وزيرا للعدل، وانه تقرر ايضا اخراج
بعض الوزراء ليحل محلهم اعضاء في مجلس الثورة وبعض ضباط القوات المسلحة.....

ونواصل لنعرف ماذا حدث وماذا كان رد فعل مرتضى ، وهل فعلا تم التعديل الوزاري،،،

ولحين ميسرة،،،،

وان الخارجين من الوزارات قد اخطروا بالقرار ورحبوا به ،كما تقرر تعيينهم سفراء في بعض الدول
،،ومناصب السفراء عادة هي هبات العسكر البراقة للمثقفين المتطلعين الى المناصب ولضباط الجيش
ذوي الطموحات في السلطة ،حيث المستوى المعيشي العالي الذي لا يكلفهم الكثير بسبب المعاملة
الدبلوماسية التي تهئ لهم المشتريات المعفاة من الضرائب في السوق الحرة ،وعلى الاخص المشروبات
الروحية التي يسيل لها لعاب غالبية الضباط والمثقفين(الوطنيين). وذهلت لما سمعت ، وقبل ان انطق
بكلمة طلب مني بناء على نصيحة زملائه ،كما بدا لي، بعدم اثارة اي مشاكل اذ الجميع داخل القاعة والذين
حضروا قبلي رحبوا بهذه الخطوة المباركة،،،،

فدخلت القاعة الكبيرة وكان الجميع جالسين ووجدت مقعدا بجانب الاخ الصديق عبد الكريم مرغني، وزير التخطيط
وجلست عليه، وتحدث اولا السيد بابكر عوض الله قائلا:"-
ان الثورة دائمة الحركة والثورة لا تعرف التوقف والسكون والثوار في درب الثورة يتبادلون المواقع من اجل الثورة
وتقويتها ودعم مسيرتها ومن هذا المنطلق تخليت عن رئاسة مجلس الوزراء للاخ الرئيس القائد ليصبح رئيسا
للمجلسين لتتوحد القيادة وتنتظم الخطوة للامام.

ثم تحدث بعد ذلك النميري وقال:"-.....

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

وبعد ذلك تحدث النميري تعقيبا على حديث بابكر عوض الله شاكرا مواقفه الشجاعة وتفهمه للثورة واهدافها ومتطلباتها في كل مرحلة ، ثم شكر الوزراء الذين تقرر اعفاؤهم من مناصبهم وتمنى لهم التوفيق في مناصبهم الجديدة ، ثم رحب بالثوار الذين دخلوا مجلس الوزراء مؤكدا ولاءهم ودعمهم لمسيرة الثورة كما اقتضت بذلك المرحلة الجديدة ....ثم تحدث الدكتور محي الدين صابر وزير التربية والتعليم مؤيدا التعديل ومركدا انها خطوة في الاتجاه الصحيح...

،واثناء ذلك لاحظت الدكتور منصور خالد وزير الشباب والرياضة والذي كان يجلس في المقعد الملاصق لمقعد عبد الكريم مرغني من الجانب الاخر يؤمي لرجال الاعلام في جهازي الاذاعة والتلفزيون للدخول لقاعة الاجتماع، كما لاحظت ايضا انه اخرج ورقة من جيبه ثم وقف فجأة وذهب للنميري وسلمه الورقة....

.وهنا اتضحت لي المؤامرة كاملة ،،،

عاد منصور خالد وجلس في مقعده ، وفي تلك اللحظة لم اتمالك مشاعري وتملكني غضب شديد وتأكد لي ان هناك طبخة تم اعدادها وانا وغيري من الذين لا يعرفون العمل في الظلام غير فاطنين لها واننا اصبحنا طراطير معهم. فماكان مني الا ان وقفت فجاة ودون ان اطلب الاذن بالحديث التفت اولا نحو مقعد منصور خالد وانحنيت نحوه وبصقت في وجهه ثم بدات حديثي في غضب وانفعال شديد مخاطبا النميري وبابكر عوض الله قائلا: "-يعني الحكاية كلها مطبوخة وانا غير عالم بما يدور حولي وفجاة يتصل بي الاخ ابو القاسم هاشم يطلب مني الحضور الى اجتماع هام ولا يخبرني بموضوع الاجتماع وعند وصولي ياخذني جانبا ليخبرني عن قرارات خطيرة وبان الجميع موافقون ومتفهمون لما حدث ويطلب مني الا اثير اي مشاكل ، ثم احضر الى هنا لاسمع حديثا عن مسيرة الثورة وما تتطلبه من تغيير لمواقع الثوار ويخرج هذا ويدخل ذاك......

.ونواصل حديث مرتضى امام الاجتماع ،،،،

،والى حين ميسرة ومسرة

Up
لنواصل اليوم بعد زيارة قصيرة لمقهى استاربكس لنكمل قصة المهندس مرتضى واستئثار العسكر بالسلطة
لتكون لنا عظة وعبرة، وخاصة وان السودان الان يمر بمرحلة خطرة ويحتاج الى تكاتف جميع اهله بدلا
من هذه الفرقة والتشتت الذي يخيم على الاجواء،
...وطبعا انتو سمعتو براكم ان مناوي اركوي، وهو رئيس احدى الحركات المسلحة بيحذر الجيش
ومليشياته تحتل قلب الخرطوم ومافي زول قدر يقول بغم ، وحتى برهان ما قدر يقول
غير "ان الذي حدث ،حدث بتنسيق تام...حكاية والله،،،واقراوا عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم،،
،،والى حين ميسرة

ويواصل مرتضى حديثه امام الاجتماع قائلا:"-
ثم احضر الى هنا لاسمع حديثا عن مسيرة الثورة وما تتطلبه من تغيير لمواقع الثوار
،ويخرج هذا ويدخل ذاك، ولا اعرف لماذا حدث ذلك،ويقال لي بان السبب هو الثورة
ومسيرتها ، انتو فاكريني انا طرطور ولا نحن في نادي كورة،يعني لمن اطلع من هنا
ويسالني الناس لماذا خرج هذا ودخل ذاك اقول ليهم الثورة وتغيير المواقع .انا كنت
فاكر اننا اخوة ونعمل يدا واحدة لخدمة البلد والناس ،اما اذا كانت الحكاية مؤامرات
ومناصب توزع وقرارات تتخذ دون علمنا ومشورتنا فانا لست بحاجة الى منصب وزير
وانا خارج مع الخارجين.
ثم التفت الى الدكتور طه بعشر وزير العمل وكان من الذين اخرجوا من الوزارة ،وكانت
لي معه صلة العمل المشترك عندما كان رئيسا لاتحاد الطلبة السودانيين في بريطانيا
وكنت انا امينا عاما للاتحاد في اوائل الخمسينات، وقلت له:"- يا بعشر هل انت محتاج
كي يوظفوك سفيرا ،اما لديك في مهنتك في الطب ما يكفي لملء يديك،،وفي هذه اللحظة
انفجرت باكيا من شدة الحزن والاسى والغضب لما شاهدته من هذه المسرحية السخيفة
. ولا بد لي ان اذكر هنا انني مريض بالسكري ولهذا فانا سريع الغضب وشديد الانفعال .
ووقف الاخ الصديق عبد الكريم مرغني وضمني اليه في محبة وود وطلب احضار كوب من الماء
وهو يردد: اشرب يا مرتضى واهدأ ،،،وكان الصمت يهيمن على القاعة وعلى الحاضرين
وفجأة وقف النميري وقال مخاطبا الاجتماع :"- يا جماعة لقد حان موعد سفري ( وكان يومها مسافرا
في اول رحلة له بعد الانقلاب الى خارج العاصمة تلبية لدعوات من الاقاليم، )لننسى ما حدث ولينفض
الاجتماع لنلتقي مرة اخرى للتشاور والبحث ، ثم ودع وخرج.
وانتهى الاجتماع الى لا شئ وعاد رجال الاعلام مع معداتهم دون اخبار او بيانات ،،وملأت المراة اهل
المكيدة والتامر...،،،،

ونواصل لحين ميسرة في عنوان جانبي وهو:" الاستيلاء على مجلس الوزراء ""

وعلى سيرة المرحوم منصور خالد ، اخيرا حصلت على السيرة الذاتية له ،كتاب من اربعة اجزاء من الفرح كلما ابدا ارجع اعيد تانى ماعارفة حاخلص المقدمة متين جمال اسلوب ورقى كلمات ولاشك دقة فى سرد الحقايق
متابعة يا امتثال

شكرا الاميرة اميرة للمرور والمتابعة
انا قرأت للدكتور منصور خالد كتاب واحد فقط وعنوانه النخبة السودانية وادمان الفشل..
ولكن لم اكن اعرف ان له كتاب من اربعة اجزاء..
والان انا بصدد تحميل كتابه عن انفصال جنوب السودان،،،لانني اريد ان اعرف رايه في انفصال
جنوب السودان ...وكي اعرف هل هو الف الكتاب قبل الانفصال ام بعد الانفصال...
وسوف نواصل لحين ميسرة ومسرة

الاستيلاء على مجلس الوزراء: "-

بعد حوالي شهر من اجتماع القصر الذي فشل في اقرار التعديل الوزار ، دعا مجلس الثورة كل وزير على حدة
لمناقشته في امر التعديل الوزاري المزمع اجراؤه وكلفت لجنة جلس فيها النميري وبعض اعضاء المجلس
لمناقشة الوزراء في ابعاد هذا وادخال ذلك . وعندما جاء دوري كان الجو وديا للغاية واذكر عند سؤالي
عن اسباب اخراج د. طه بعشر من وزارة العمل اجابوا ان العاملين في الوزارة غير راضين عن ادائه لتردده
وعدم حسمه للامور، فقلت لهم :" يعني يصبح العاملون هم الذين يراقبون الوزير ويحكمون على ادائه وليس
العكس؟ ده كلام ده!. ولم يكن لديهم سبب سوى انهم يريدون اخراجه لادخال شخص اخر مكانه.

وفي النهاية تم تحويل د. طه بعشر ليصبح وزيرا للصحة بدلا من د. موريس سدرة الذي كان محسوبا على
الحزب الشيوعي، وكان ابعاد الشيوعيين او من كانوا محسوبين عليهم من الدوافع الرئيسية المعروفة
للتعديل الوزاري، وعندما سالتهم عن سبب ادخال الضابط محمد عبد الحليم في مجلس الوزراء وزيرا للدولة
اجاب النميري ان محمد عبد الحليم له صلة قوية بمصر وفي كثير من الاحيان يحمل رسائل الى الرئيس
عبد الناص ولهذا من اللائق ان يوضع في مركز يناسب المهام التي توكل اليه، فقلت له : يعني يا ريس عاوز
واحد مراسلة بدرجة وزير ،، فضحكوا جميعا ...وهكذا تم التعديل الوزاري الاول لحكومة مايو بعد هذه المداولات
التي كانت بمثابة ظاهرة لاثبات حسن نوايا العسكر وتاكيدهم لمبدأ المشاركة والشورى في الامور الهامة مع
زملائهم من المدنيين ...ومع ذلك كنت متاكدا ان هناك مؤامرة ذات اهداف بعيدة تمت حياكتها في مجالس
الليل من قوى خفية داخلية وخارجية. وبعد ذلك اصبح النميري رئيسا للوزراء وبابكر عوض الله وزيرا للعدل.
وتم ادخال عدد من اعضاء مجلس الثورة وبعض ضباط الجيش ممن كانوا قد احيلوا للمعاش في مجلس الوزراء
امثال عمر الحاج موسى الذي حل محل محجوب عثمان في وزارة الاعلام....

اللجنة السرية بين مجلس الثورة والحزب الشيوعي: "-

في تلك الفترة التي كانت علاقتي بالنميري وزملائه في مجلس الثورة جيدة اتصلت بي شقيقتي فاطمة احمد ابراهيم
المناضلة الجسورة منذ طفولتها وكانت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي
واخبرتني ان سلطات الامن اعتقلت العديد من اعضاء حزبهم ولا تدري الاسباب التي دعت لاعتقالهم، فاجبتها اني
لا اعلم شيئا عن هذا الامر ووعدتها بالاتصال بالمسؤولين للاستفسار،، وبعد تفكير فيما سمعت قررت فتح الموضوع
مع النميري،،،،،،

ونواصل لحين ميسرة

قررت افتح موضوع اعتقال بعض اعضاء الحزب الشيوعي مع النميري واتصلت به واخبرته
ان لدي امر هام اود بحثه معه، فطلب الى الحضور الى منزله بعد ساعات العمل لانشغاله
في ذلك اليوم بمكتبه، وبالفعل توجهت الى منزله بعد ساعات الدوام السمي ، وهناك وجدت
معه عدد نن زملائه اعضاء مجلس الثورة وسالني ان كنت افضل الحديث اليه على انفراد
حتى نخرج من الغرفة ، ورديت عليه بان الامر ليس خاصا وانه من الافضل ان اضع الامر
امامهم جميعا ، وكان معه الرائد فاروق حمد الله وزير الداخلية، ومامون عوض او زيد،رئيس
جهاز الامن القومي ، وابو القاسم محمد ابراهيم وزير الحكومات المحلية وخالد حسن عباس
وزير الدفاع ،،،

ودخلت في الموضوع مباشرة وقصصت عليهم ما سمعته من شقيقتي فاطمة عن موضوع
اعتقال الشيوعيين ومواصلا حديثي قائلا: "- انني لا انتمى للحزب الشيوعي او اي حزب
اخر ولا انا بصدد الدفاع عن الحزب الشيوعي ولكن..........

ونواصل ...

ويواصل مرتضى حديثه امام النميري وبعض اعضاء المجلس : "-
انا لا انتمى للحزب الشيوعي ولا الى اي حزب اخر ولا انا بصدد الدفاع عن الحزب الشيوعي ولكن من حقي
عليكم ان اعرف منكم ان كنتم اعداء للشيوعيين على اساس انهم كفار او عملاء لجهات اجنبية،، فرد النميري
بالنفي وقال لي :" ان الشيوعيين هم الذين ضدنا وخلي فاروق يحدثك بما عنده،،،فتحدث فاروق حمد الله
قائلا ان الشيوعيين وزعوا منشورات ضد الثورة وضد بعض ضباط القوات المسلحة وهذا الامر عمل لينا
مشاكل واثارت القوات المسلحة وكان لا بد من اعتقالهم ،،،ثم اخرج فاروق من ملف كان يحمله معه منشورات
واطلعني عليها، وعند قراءتها ذهلت لما فيها من هجوم ضد الحكومة وتبعيتها لجهات خارجية ،وقلت لهم والله
هذا شئ يحير لاني فهمت من فاطمة والشفيع في عدة مرات انهم معكم ومع هذه الحكومة، فرد فاروق حمد الله
في ثقة : نعم فاطمة والشفيع معنا ويقولان ذلك علنا ولكن حزبهم يقول شيئا اخر....

ونواصل لحين ميسرة

فقلت لهم اذا كان الامر كذلك فلماذا لا تجلسوا معهم لحسم الامر ووضع الامور في نصابها وكان لحديثي وقع طيب في نفوسهم ووعدوا بحسم الموضوع ...

وبعد فترة اخبرت بقرار سري لمجلس قيادة الثورة بتكوين لجنة سرية للتباحث مع الحزب الشيوعي لحل المشاكل والخلافات بينهما ، وتتكون اللجنة من فاروق حمد الله، وزير الداخلية وابو القاسم محمد ابراهيم وزيرالحكومات المحلية يمثلان مجلس قيادة الثورة ، وجوزيف قرنق ومحمد ابراهيم نقد يمثلان الحزب الشيوعي وعينت سكرتيرا لهذه اللجنة ، وبدات اللجنة اول اجتماعاتها في منزلي واستمرت لفترة طويلة تعمل للتوفيق بين الجانبين، ونشات خلافات ومشاكل لان الشيوعيين كان لهم نشاط سري مكثف في جميع مرافق الدولة وكانت انشطتهم تسبب احراجا للحكومة في كثير من المناسبات ، وقد عالجت تلك اللجنة الكثير من اسباب المشاكل والخلافات وكان واضحا ان الشيوعيين منقسمين فيما بينهم ، قسم يؤيد الحكومة وقسم يعمل ضدها ، وقد اخلوا بكثير مما كان يتم الاتفاق عليه ، ،،

ولهذا ضقت ذرعا بعدم التزامهم بما يتم الاتفاق عليه ، وكم من مرة وزعوا منشورات ضد الحكومة ومواقفها ،،،واذكر اني اتصلت بفاطمة والشفيع محتجا على افعالهم فذكرا لي انهما لا علم لهما بهذا، فقلت لهما: "والله لو اني كنت وزير الداخلية لوضعتكما في السجن...

وطلبت من فاروق حمد الله اعفائي من اللجنة ولكنه توسل الى في البقاء والصبر ،،،كما اذكر اني قلت لنقد وجوزيف قرنق في اجتماع بمنزلي: "-ان موقف حزبكم والنظام كمثل رجل يحمل بندقية وامامه شخص يقول له اني صديقك ثم يضربه على وجهه، وهكذا يستمر الحال الى ان يجئ اليوم الذي يفرغ فيه صاحب البندقية رصاصاته على صدر الذي يدعي صداقته على ذلك النحو.....وكذلك اذكر ان عبد الخالق محجوب قدم مذكرة يرفض فيها التاميم والمصادرات ويطالب باعادة الممتلكات الى اصحابها او اللجوء الى القضاء ان كان هناك ما يثبت اجرام اصحابها ، وكذلك عدم تاميم البنوك بل يوصي بدخول الحكومة في شراكة مع المساهمين والتخلص من اصحاب الاسهم الاجانب بشراء اسهمهم بطريقة عادلة وقانونية حتى لا نستعدي الجهات الاجنبية ذات المصلحة ،،ورفض مجلس قيادة الثورة المذكرة ، وكان النميري اكثرهم حقداعلى كل من كان يملك ثروة او كان معروفا بيسر الحال....،،

سفري الى موسكو واختلافي مع السوفيت::"

كان يسكن بجواري في شارع ٢٥ في العمارات دبلوماسي سوفيتي اسمه اناتولي وكنا نتبادل الزيارات الاجتماعية من وقت لاخر في المناسبات ، وعندما علم بما نحتاج اليه من اليات الحفر احضر لي كتيبا يحوي انواع اليات الحفر المتوفرة في الاتحاد السوفيتي،،

،،،،ونواصل لحين ميسرة ،،،

ثم سافرت الى موسكو ضمن وفد يتراسه النميري اواخر عام ١٩٧٠م وفي الوفد مل من اللواء خالد حسن عباس وزير الدفاع
وعبد الكريم ميرغتي وزير التخطيط والدكتور سيد احمد الجاك وزير المواصلات وشخصي كوزير للري، وهناك استقبلنا
المسؤولون في الحزب والدولة وعلى راسهم رئيس الوزراء كوسيجين والوزراء المختصون من اجل الاتفاق على ما جئنا
للحصول عليه، وكان على ان اجتمع مع وزير المعدات ،كما يسمى هناك، للتباحث معه في طلباتنا لاليات الحفر ،وكان رجلا
كبيرا في السن وتحدثنا عن شبكات الري والصرف وتخطيطها وحفرها بالايدي فيما مضى ثم اخبرته بقطاع قناة الرهد
وعمقها ونوعية التربة التي تخترقها القناة وحاجتنا الى خاصة من اليات الحفر ذات القدرة العالي التي تناسب ما ستقوم
به من اداء.

واخرجت الكتيب الذي احضرته معي موضحا له ما اريد منها فقلب صفحاته مبتسما وقال لي: "- ان ما في هذا الكتيب دعاية
فقط ونحن في الحقيقة لا ننتج تلك الاليات " واكد لي ان اليات اقل قوة يمكنها ان تؤدي المهمة المطلوبة ،،،،،،،

ونواصل لحين ميسرة

وواصل الوزير السوفيتي حديثه قائلا: " ان اليات اقل قوة يمكتها ان تؤدي المهمة المطلوبة لحفر قناة الرهد ويمكننا ان نزودك بالاعداد التي تريدها ،،فرفضت شارحا له في تفصيل تربة الطين السوداء وصلابتها مما يستدعي ان تكون الة الحفر ذات قوة عالية وشرحت له اليات كاتربيلار التي نستعملها في السودان ،،،فرد الوزير قائلا باننا تعودنا على الاليات الامريكية ولهذا نصر على الحصول على الات مثلها بينما الالات السوفيتية التي تقل كثيرا في قوتها تستطيع ان تؤدي نفس المهمة اذا استغلت بالاسلوب الصحيح. فقلت له : " يا سيدي الوزير ان الالة التي تستطيع ان تحفر التربة الطينية السوداء في بلدي لا بد لها ان تكون ذات قوة تعادل ١٢٠ حصانا على الاقل والالات التي تعرضونها علينا لا تزيد قوتها على ٢٠ حصانا فقط وبما ان الحصان هو الحصان ان كان امريكيا او سوفيتيا فلا بد من الحصول على الة سوفيتية لها قوة ١٢٠ حصانا سوفيتيا كي نستطيع ان نحفر بها قناة الرهد والتي بدأت حفرها قبل حضوري هنا،اما اذا كنت تعتقد يا سيدي الوزير بانكم قادرون بما لكم من معرفة وخبرة، وهذه حقيقة لا انكرها،ان تحفروا ارضنا الصلبة بالياتكم ذات القوة الصغيرة التي تعرضها على فلا مانع لدينا ولكن بشرط واحد هو ان ترسلوا الينا اليات مع سائقيها ومهندسيكم وتقوموا انتم بحفر القناة الذي يبلغ عرضه ٤٠ مترا وعمقه ٤ امتار وتعلمونا كيف تؤدون ذلك ، وعندما نتاكدمن نجاحكم ونتعلم طريقتكم نوقع معكم شراء تلك الاليات،،،

ونواصل لنعرف رد الوزير السوفيتي على اقتراح الوزير مرتضى...

والى حين ميسرة

فهز الوزير السوفيتي راسه مبتسما ورافضا ما اقترحته عليه ثم وقف وطلب مني مرافقته الى الجانب الاخر من مكتبه الكبير حيث علقت لوحة كبيرة للسد العالي في مصر وقال لي مؤشرا اليها : " اتعرف هذا السد؟ فقلت : نعم، فقال : لا يا سيدي الوزير كفانا ما فعلناه في هذا المشروع ولن نكرر تلك الغلطة التي كلفتنا الكثير وعليكم وحدكم ان تتحملوا مسئولية القيام بتنفيذ الحفريات وعلينا نحن ان نساعدكم بتوفير الاليات التي لدينا بعد ان توقعوا الوثائق الخاصة بشرائها ،،،

فرددت مبتسما: " لا يا سيدي الوزير انا اعلم بمواصفات الاليات التي نحتاج اليها ،والاليات التي تعرضها علينا لا تفي بالغرض .

وانتهت المداولات بيننا دون احراز اي نتائج.

وفي نهاية الزيارة الرسمية تم عقد اجتماع ختامي حضره الوفد السوداني بكامل اعضائه برئاسة النميري والجانب السوفيتي برئاسة رئيس الوزراء كوسيجين وذلك للتوقيع على الاتفاقيات التي تم التوصل اليها وكنت الوزير الوحيد الذي طلع من المولد بدون حمص ،كما يقولون، وعندما علم كوسيجين بذلك خاطبني بصوت عال: " يا وزير الري لماذا لم توفق في انجاز مهمتك ؟ فزميلك وزير الدفاع حصل على ما يريد من معدات كثيرة ، فقلت له: " يا سيد رئيس الوزراء ان زميلي وزير الدفاع لم يخض حربا بالمعدات التي وفرتموها له مشكورين ، اما انا فقد حفرت الارض في بلدي باليات الحفر وعرفت جيدا ما نحتاج اليه والسيد وزير المعدات اخبرني بان ما اطلبه غير موجود في بلدكم.....

.ونواصل لحين ميسرة لنعرف كيف تم حل مشكلة حفر قناة الرهد،،،وكيف كان رد فعل السوفيت،،،

والى حين ميسرة،،،

وهكذا رجعنا الى السودان وانا خالي الوفاض دون ان اظفر بما يساعدنا على مواصلة حفر قناة الرهد التي اصبحت العقبة الكبرى في انجاز المشروع.

وبعد عودتي للسودان ذهبت للوزارة واجتمعت مع زملائي المهندسين المختصين ووضعت امامهم المازق الذي وقعنا فيه خاصة وان البنك الدولي يقدم رجلا ويرجع اخرى،،ولا ندري ان كنا سنحصل على مساعدته ام لا،،، والاتحاد السوفيتي خيب امالنا باصراره على بيعنا اليات صغيرة لا فائدة منها لحفر ذلك المجرى الكبير،، ولا بد لنا من ايجاد الحلول للخروج من هذا المازق.

ولما كانت لي الثقة المطلقة التي لا حدود لها في قدرة وكفاءة زملائي في هندسة الري علما وخبرة طلبت منهم البحث والتفكير في ايجاد الحلول لمشكلة حفر قناة الرهد، وكانوا يملكون خيرة العقول والافكار الثاقبة وسخروها في سخاء وكرم من اجل هدف واحد وهو المصلحة العامة ، مصلحة الوطن والناس ...،،

وبعد اجراء الدراسات والبحث والمداولات تمكن اولئك المهندسون الذين اسجل اسماؤهم هنا بفخر واعزاز من تغيير المخطط الاساسي الذي كان قد وضعه المكتب الهندسي للاستشاري البريطاني ميردوخ ماكدونالد وشركاؤه والذي كان قد اقره البنك الدولي،،،،

،ونواصل لنعرف كيف تصرف المهندسون السودانيون في حل مشكلة حفر قناة الرهد،،،،

ولحين ميسرة ومسرة،،،

والذي كان قد اقره البنك الدولي عندما وافقوا على تمويل خزان الرصيرص وهو ري المشروع الضخم بمأخذ من سد الرصيرص لقناة موصلة الى منطقة المشروع التي تبعد حوالي ١٥٠ كلم ،ولهذا السبب كان لا بد من حفر قناة عريضة وعميقة وطويلة تحتاج لاليات عديدة ذات قدرات عالية وقوية وهو الامر الذي ادى الى تكلفة باهظة تمثل نسبة كبيرة من اجمالي تكاليف استصلاح المشروع .

ومن هذا المنطلق توصل المهندسون السودانيون بعد الفحص الفني الدقيق والدراسات المتعمقة في البدائل لالغاء حفر هذه القناة الرئيسية الطويلة والعميقة والاستغناء عن مأخذها الذي كان قد شيد في جسم السد واستبداله بالمجرى الطبيعى للنيل الازرق كقناة موصلة لتلك المياه من الخزان الى مينا الشريف القريبة من منطقة المشروع حيث تقام محطة مضخات كبرى لرفع المياه التي وصلت من الخزان الى قناة تحملها الى الاراضي المستصلحة للزراعة والتي تبعد حوالي ٨٠ كلم فقط ، ،،ونسبة لتقاطع مجرى نهر الدندر على بعد ٢٠ كلم اقتضت الحلول الهندسية حمل المياه عبر سحارة (سايفون) تحت مجرى نهر الدندر ومن ثم تستمر القناة الى ان تصل مجرى الرهد حيث تصب مياهها خلف سد صغير (براج) على نهر الرهد، ومن هناك تنساب المياه مرة اخرى الى قناة موصلة قصيرة حتى تصل الى شبكات الري في الاراضي المستصلحة للزراعة في الرهد.

وقبل اقرار المخطط الجديد تم اعداد التصاميم المبدئية لجميع المنشات وحساب كمياتها وتكاليفها واتضح ان التخفيض في التكاليف بين المخططين يبلغ ٢٥ في المائة ،،،،

وحملت تصاميم المخطط الجديد للمشروع الذي اعده المهندسون السودانيون الى مجلس الوزراءحيث قدمت مذكرة شرحت فيها كل ما يتعلق بالمشروع والنتائج التي توصلنا اليها طالبا اقرار من المجلس واعتماد مخصصاته المالية السنوية حسب الخطة الجديدة لتتفيذ المشروع..وتم اقرار المخطط الجديد من قبل مجلس الوزراء.

ورايت من واجبي نحو اخوتي ورفاق الدرب من المهندسين الذين حققوا هذا النجاح الكبير ومن حق الناس علينا ان اذهب وهم معي للاذاعة والتلفزيون لاعلن للسودان باكمله كل الحقيقة ، وكان يدفعني في ذلك دائما شعور عميق لاثبت للناس جميعا ولاولئك المتشككين في مقدرة وكفاءة المهندسين السودانيين ان لهم في ابنائهم واخوانهم مهندسي الري خبراء ذوي علم ومعرفة يضاهون خبرة المتخصصين في هذا المجال على المستوى العالمي وانهم قادرون على تحمل مسئولياتهم الفنية والاخلاقية في كفاءة عالية دون الوصاية من بيوت الخبرة الاستشارية الاجنبية او موظفي مؤسسات التمويل الدولية،،،

ونواصل لنعرف اسماء المهندسين السودانيين الذين اعدوا المخطط الجديد لحل مشكلة مشروع الرهد،،،

والى حين ميسرة ومسرة،،،

وهنا لا بد لي ان اقدم لكم اسماء المهندسين الذين كان لهم الفضل في صياغة وتصميم المخطط
الجديد للمشروع وهم: "-
المهندس يحى عبد المجيد، وكيل وزارة الري
المهندس الطيب عبد الرازق ، نائب الوكيل
المهندس الريح عبد السلام، مساعد الوكيل للانشاء والتعمير
المهندس محمد صالح حسن، كبير مهندسي المشروعات
المهندس الهادي عبد الملك، مساعد كبير مهندسي المشروعات
المهندس عثمان محمد حسن، كبير المهندسين الميكانيكيين.
المهندس محمود السر جماع، كبير مهندسي التشييد
المهندس الخير حاج الامين، مساعد كبير مهندسي التشييد
المهندس فيصل طه، المهندس المقيم لمشروع الرهد.،،،

ونواصل لنعرف كيف غضب السوفيت على مرتضى ،وزير الري وعلى
عبد الكريم ميرغني وزير التخطيط ، وماذا فعلوا لاظهار غضبهم لانهما
لم يوافقا على شراء اليات الحفر السوفيتية،،،،،

ولحين ميسرة ومسرة،،،

غضب السوفيت على وعلى عبد الكريم مرغني وزير التخطيط:: "

بعد ان فشلنا في الوصول الى اتفاق مع السوفيت بخصوص شراء اليات الحفر السوفيتية ، وبعد ان توصلنا الى التعديل الجوهري لري مشروع الرهد ، اتصل بي النميري وقال لي ان السفير السوفيتي حضر اليه واخبره ان الحكومة السوفيتية غير راضية عني لعدم تعاوني معهم في اتمام صفقة الاليات وزيادة التعاون بين وزارة الري وبينهم ،،

، فقلت للنميري فليذهب السفير السوفيتي وحكومته الى الجحيم ،،وفي اعتقادي ان موقفي الصادق معهم يخدم مصالح بلدي ومصالح بلدهم لاني لو قبلت ما عرضوه علينا سياتي يوم قريب تصبح فيه تلك الاليات اكواما من الحديد الخردة دون ان تحقق العمل المطلوب ، ويومها سيغضب الشعب هنا ضدي وضد السوفيت،،،،

وضحك النميري وانتهى الموضوع،،،.

ولكن بعد فترة قليلة وصلت مذكرة عن طريق وزارة الخارجية من الحكومة السوفيتية تتهمني وتتهم عبد الكريم ميرغني وزير التخطيط باننا نحمل افكارا ونعمل بدوافع معادية للسوفيت، وكانت تلك المذكرة مبعث استهزاء مني ومن الاخ عبد الكريم ومن جميع من علموا بتلك المذكرة،،،

،ونواصل لحين ميسرة

بالنسبة للمهندسين الذين اشار اليهم مرتضى بانهم الذين خططوا وصمموا المخطط الجديد لمشروع
الرهد ، وجدت انه كتب كل اسماء المهندسين الذين شاركوا في وضع المخطط الجديد في نهاية
الكتاب ، ولكنه لم يشر اليهم في الفصل الخاص بالموضوع ،،،
والمهندسين المذكورين في القائمة هم:-
المهندس محمود صالح ،مساعد كبير المهندسين الميكانيكيين
المهندس بدوي الفضل المنشد ، باشمهندس القنوات
المهندس ابراهيم حمد ، باشمهندس المنشئات
المهندس محمد بدوي جبريل، مهندس الصيانة الميكانيكية
المهندس محمد الحسن الكاروري، مهندس الامدادات
المهندس عبد الفتاح يوسف، المهندس المقيم لمشروع السوكي
المهندس احمد الطاهر النعيم، المهندس الميكانيكي المقيم لمشروع السوكي
المهندس محمد حامد احمد، مهندس قسم المباني
المهندس خميس محمد ، مهندس الحفريات
المهندس يوسف عبد الله، مهندس الرئاسة
المهندس محمد سلام
المهندس الامين عبد القادر
المهندس بابكر ادم بابكر، مهندس الورشة
المهندس الضو ادريس جبارة، مهندس المنشئات الصغرى
المهندس محجوب محمد الامين، مهندس محطة الطلمبات
المهندس الامين عبد الرحيم، مهندس قسم المباني
المهندس تاج السر احمد، مهندس مساحة
المهندس عبد الجليل،مهندس مساحة
المهندس عز الدين القرشي، مهندس مساحة
المهندس عبد المجيد محمود، مهندس مساحة
المهندس عبد القادر عبد الفضلي، مهندس محطة الطلمبات
المهندس ابراهيم الخليل، مهندس مساحة
المهندس حفظ الله ميرغني، مهندس مساحة
المهندس جمعة ادم المكي، مهندس قسم الدرومر
المهندس لورنس ايوب، مهندس مساحة
المهندس محمد الطيب، مهندس طلمبات
وتجدر الاشارة الى ان الكاتب مرتضى اشار امام كل اسم من اسماء المهندسين
مؤهلاته العلمية والجامعة التي درس بها،،،،

ونواصل الى حين ميسرة

وليد زمبركس
انت كاتب تعليقك في البوست بالحبر السري ولا شنو!!؟؟
لاني ما لقيت التعليق،،،عشان ارد عليك...

الرد علي نداخلتي لا يهم كثيرا ويكفي ما تقدمينه للقارئ من معلومات مهمة احتشد بها هذا البوست الجميل و الذي لٱهميته ٱجده من افضل البوستات التي اطلعت عليها مؤخرا بالمنبر.
اعتقد ان سبب عدم وصولك الي مداخلتي التي لم اكتبها بحبر الجواسيس هو ٱني كتبتها علي الصفحة الاولي للبوست في حين ان البوست الثري بالمعلومات و بالتحليل الرائع كان قد وصل الي صفحته الثانية و لشدة ما استفدت من البوست سٱجدني مقيما به حتي ان وصل الصفحة العشرين.
شكرا لك علي هذا التٱلق في طرح البوستات و قيادتها بشكل محترف يدعو للاعجاب.

شحتفتنا يا وليد لمن فكرنا نشتري النسخة
ونخلص القراءة

وليد
شكرا على حسن الظن ...
والله يديك الصحة والعافية

احمد عمر
انصحك تشتري الكتاب...لاني انا ما بنقل كل ما في الكتاب ولكن مقتطفات فقط
والكتاب فيه ٢٨٤ صفحة ،،،والكتاب مفيد جدا جدا في معرفة كيفية اتخاذ القرارات
وكواليس السلطة ...
وستعرف نزاهة وشجاعة وامانة المرحوم مرتضى احمد ابراهيم، وزير الري الاسبق
كتاب اوسكار بحق وحقيقة ...
وانا اليوم سوف ابدأ الحلقة الاخيرة وهي من جزئين...
ونختتم بمقال نشره الصحفي مصطفى ابو العزائم عند وفاة مرتضى احمد ابراهيم
والذي توفى بتاريخ ١٩ اكتوبر من عام ٢٠١١م .

تحياتي احمد عمر محمد.
انا ذاتي بقيت ابحث عن الكتاب لٱن المعلومات التي به مهمة للغاية.
هذا الكتاب و كتاب اخر للراحل خالد الكد و كتاب للاستاذ محمد خير البدوي لطالما بحثت عنها كثيرا و لم اجد من يدلني عليها.
بصراحة دائما ما اعاني من مشكلة في الحصول علي درر المكتبة السودانية و يبدو ان الغربة حرمتنا من الكثير.
بالله عليك لما كتاب مليان زي دا يفوت الواحد تاني فضل في الدنيا شنو ؟

المعروف دوليا واقليما ومحليا ان اسوأ نظام حكم عرفه التاريخ، ليس في السودان فحسب،بل
في العالم اجمع منذ بدء الخلق هو نظام اللصوص والحرامية الذي يعرف بنظام الانقاذ والذي امتد
من عام ١٩٨٩ وحتى عام ٢٠٢٠م ، ،،،
------------------------------------------------------------------------------------------
و لم يفعله ابليس منذ ان نزل الي الارض


الاخت امتثال

سرد شيق و جميل

الاخت اخلاص المشرف

نحن معك في سفينة الاتحادي بس هذا السفر للمهندس مرتضي نستمتع به كسيرة ذاتية و اراء خاصه لا نصبغها الصبغه السياسة زي رأية في نصرالدين السيد و الزعيم الازهري

لكم مودتي

الزبير الختمي

بوصفي وزيرا للري اصبحت عضوا في مجلس محافظة النيل الازرق بناءا على توجيهات من مجلس الوزراء فيما يخص الصلة بين المحافظات ووزارة الحكومة المحلية او الوزارات ذات الصلة ،وكان مجلس المحافظة يترأسه صديقي وابن دفعتي صلاح قرشي وكان في عضويته استاذي المعلم محي الدين دياب الذي يمثل وزارة التربية والتعليم في المحافظة وصديقي الدكتور عوض محمد احمد عوض او عوض القون كما كنا نسميه، اذ كان يلعب حارس مرمى ايام الدراسة ، وغيرهم ممن كان لي بهم صلة قوية فيما مضى.

وفي اول اجتماع جئت من الخرطوم لحضوره اصر رئيس حرس المحافظة ان ينظم لي قرقول شرف لتحية الوزير على حسب تعريفه، فرفضت الفكرة وقلت له:" انني لا اطالب بهذا الشرف واكره التعظيم والتكبير والهيلامانات، ولكن الرجل لم يتقبل كلامي واصر ان ذلك عمله ومسؤوليته، وهنا تدخل صلاح قرشي وهمس في اذني بان لا مفر من قرقول الشرف وان هذا الامر هام بالنسبة لرئيس الحرس وسيعتبر رفضي اساءة له ولعمله.وهكذا وقفت منتصبا انتباها امام الحرس حتى اكملوا طقوسهم ثم تفقدت الجنود ورفعت يدي تحية للعلم ، وبعدهادخلت الى المبنى ..

وبدأ الاجتماع وانا جالس بجانب صلاح قرشي وبدأت الاحظ ان الجميع كانوا يلتفتون نحوي بعيونهم الفاحصة بعد مناقشة اي موضوع كأنما يطلبون مني ارشادهم بالرأي الصائب ،فتضايقت وفجأة وقفت وطلبت الحديث وقلت لهم بصدق وامانة ما كان يدور في خاطري في تلك اللحظات.....

.ونواصل لنعرف ماذا قال لهم مرتضى ،، وما هو المقال الذي كتبه عن ما دار في هذا الاجتماع عندما رجع للخرطوم وهو المقال الذي اغضب النميري....واغضب تنابلة السلطان...

والى حين ميسرة

الزبير بشير الختمي
شكرا للمرور والمتابعة ،،وشرفت البوست..
وشكرا للتعليق الاوسكار،،،
والله يديك الصحة والعافية،،،

خلال اجتماع مجلس محافظة النيل الازرق وعندما لاحظ مرتضى ان الجميع يلتفتون اليه بانظارهم عند مناقشة اي موضوع
تضايق من هذا الامر وقال لهم بصدق وامانة: "-
كلما تلتفتون الى كأنما انتم تطلبون مني ان الهمكم بالرأي السديد واوجهكم الى الحل الوحيد واتمنى ان اختفى عن انظاركم
بانزلاقي تحت التربيزة خجلا عشان ادس منكم ، فانتم اعلم مني فيما تناقشون ، ومن بينكم استاذي الجليل محي الدين دياب ومنكم
زملاء واصدقاء اعزاء على كانوا بالامس يتهكمون ويقرعون على فيما اجهله من امور حتى ما كان معروفا عند الجميع ، فماذا تغير
بالنسبة لي!؟ فهل صرت اليوم عبقري زمانه لاني اصبحت وزيرا ؟ لقد جئت اليكم لاتعرف على مشاكلكم واحتياجاتكم لاساعد ما استطعت
الحصول على ما تريدون من الخرطوم ان كان امرا يقتضي موافقة الحكومة او ان كان امرا استخلصه لكم من وزارة الحكومة المحلية
او غيرها من الوزارات او الدواوين ، فانا فقط حلقة الوصل بين مجلسكم وبين اصحاب القرار هناك.،،

وبعدها تغير جو الاجتماع وبدأوا يعاملونني كواحد منهم ، ..ولهذا عندما عدت الى الخرطوم كتب مقالا بعنوان:" عبقري زمانه" ،وقصصت
ما حدث لي في اجتماع مجلس محافظة النيل الازرق وجاء في مقالي ما يفهم منه ان كل عسكري او اي متعلم كغيره من الناس ما ان
يشغل منصبا وزاريا او يستولى على سلطة حتى يصبح ما بين يوم وليلة وبقدرة قادر عبقري زمانه وكلما يصدر منه قرار يصبح حكمة او معجزة
لم يأت بها الاولون ولا الاخرون. وعندما قرأ النميري المقال غضب وعاتبني عليه، وهكذا بدأت علاقتي معه شيئا فشيئا تدخل مرحلة من الفتور
وبعدت الشقة بيني وبينه،،،

زيارات النميري المفاجئة للوزارات:-

ونواصل لنعرف حكاية زيارات النميري الصباحية المفاجئة للوزارات، وماذا قال له مرتضى عندنا علم بهذه بتلك الزيارات
التي كان يقوم بها النميري في الصباح الباكر لبعض الوزارات وحتى قبل ان يصل
الوزراء الى مكاتبهم،،،

ولحين ميسرة ومسرة،،

النميري وزياراته المفاجئة للوزارات "

بعد ان تاكدت للنميري السلطة واصبح الرئيس القائد وزعيم الامة ومفجر ثورة الشعب كما كان يسميه تنابلته ، بدأ النميري
يزور في الساعات الاولى من الصباح ودون سابق انذار او اشعار الوزارات المختلفة ويجلس في مكتب الوزير ثم يقوم
بتفتيش الدواوين والمكاتب ويكون الوزير لم يحضر بعد من منزله وليس له علم بان الرئيس في وزارته يجلس في مكتبه
وبتفقد العمل والعاملين ،من حضر مبكرا ومن لم بحضر بعد ويحقق مع من يقابل من رؤساء الادارات والمستخدمين ويسأل عن
هذا وذاك.

وفي ذات يوم ذهب لوزارة الصحة ولم يكن وزيرها الدكتور طه بعشر قد حضر من بيته بعد ، وهناك ومن مكتب الوزير وقع
قرارا باحالة وكيل الوزارة للمعاش. وعندما علمت بالخبر اتصلت بالدكتور طه بعشر وعتبت عليه كيف يقبل هذا الاجراء، اي
احالة وكيل وزارته للمعاش بدون استشارته،،.

وفي مساء نفس اليوم التقيت بالنميري ومعه عدد من اعضاء مجلس الثورة وبعض الوزراء وقلت له:"_ يا ريس انت اليومين دول
تنط كل صباح في وزارة قبل حضور الوزير وبدون علمه وتقعد في مكتبه وتفتش في المكاتب ...واحب اقول ليك بانك اذا عاوز
تزور وزارة الري فلازم تكلمني قبل يوم وموعد حضورك وساستقبلك عند باب الوزارة وامشي معاك حيث تشاء وتقابل من تشاء وتتكلم
مع اي واحد وانا معك وبعدها نجي المكتب وتطلب مني ما تريد ان افعله في الوزارة ،واذا كان ما تطلبه مقبولا لدي فعلته بنفسي وان لم يكن
ساقنعك بوجهة نظري ، وهذا هو الاسلوب الصحيح، اما اذا دخلت وزارة الري كما تفعل الان فثق بانني لن اعود لذلك المكتب بعد ذلك ،
وكان النميري يستمع وينظر الى ولم يعلق ولم يرد.والى ان اعفيت من منصبي لم يدخل النميري وزارة الري.،،،

محاولة زيادة مرتبات الوزراء:"

ونواصل لنعرف محاولة زيادة مرتبات الوزراء باقتراح من محمد عبد الحليم
وزير التخطيط،،ولماذا اساسا اقترح زيادة مرتباتهم، ومن هم الوزراء الذين
رفضوا اقتراحه جملة وتفصيلا ،،

والى حين ميسرة،،،

محاولة زيادة مرتبات الوزراء: "
بعد ان خلا الجو للمطبلين واصحاب السلطة الجدد من الضباط وما ان شعر اولئك بالاستقرار في مناصبهم الجديدة الا وتفتحت شهيتهم وطمعوا في الحصول على مزيد من الدخل والمنافع والاستمتاع بالسلطة، وكيف لا وهم وزراء وحكام ويضحون بكل وقتهم وارواحهم من اجل الشعب ومصالحه ويؤمهم الناس في بيوتهم لقضاء حوائجهم و حل مشاكلهم وهذا يعرضهم للصرف والانفاق الذي لا تطاله مرتباتهم البسيطة التي كانوا يتقاضونها عندما كانوا موظفين في الحكومة او ضباطا برتب متواضعة في القوات المسلحة..ولهذا لا بد من تعديل مرتباتهم لتتناسب ومسئولياتهم الضخمة ،..

ومن هذا المنطلق والمفهوم واستنادا على مثل هذه الحجج الواهية ،تقدم وزير التخطيط الضابط بالمعاش محمد عبد الحليم بمذكرة لرفع مرتبات الوزراء واعضاء مجلس قيادة الثورة واقرار حق المعاش لكل وزير بعد اعفائه من منصبه بمرتبه كاملا وبغض النظر عن المدة التي خدمها وبدون ان يستقطع من مرتبه مساهمته في ذلك المعاش،،،

ولقد دعم وزير التخطيط طلبه بان شرح لمجلس الوزراء ما يحدث في مصر قائلا بان الوزير المصري عندما يعفى من الوزارة يحتفظ بمرتبه كاملا وبسيارته وحتى بسائقها الذي تدفع الدولة مرتبه وذلك حفاظا على كرامة الدولة والذين خدموا في قيادتها...

ونواصل لنعرف قرار مجلس الوزراء في هذا الطلب لرفع مرتباتهم ومن هم الوزراء الذين رفضوا ذلك الاقتراح..

والى حين ميسرة ومسرة

قمنا بمهاجمة المذكرة واوضحنا القوانين التي تحكم المعاشات في الخدمة العامة خاصة وكنا نحن الوزراء الذين اتينا من الخدمة العامة قد احلنا على المعاش في الدرجات التي كنا نشغلها قبل الاضطلاع بالحقائب الوزارية ، وان معاشاتنا مجمدة كما تنص بذلك القوانين .

ورفضنا تلك الرشوة متسائلين كيف بجوز لنا ذلك ونحن ندعو الشعب لربط الاحزمة ثم ناتي الى هنا لنزيد مرتباتنا ..واين ذلك الكلام عن الثوار الذين وضعوا رؤوسهم فوق اكفهم من اجل خلاص الشعب وسعادته. واذكر هنا بعض الاخوة من الوزراء الذين تصدوا بشدة وبحسم الاعيب محمد عبد الحليم ومنهم منصور محجوب ود. طه بعشر وعثمان ابو القاسم ،،،

وتم رفض هذه المذكرة بجميع مقترحاتها...

وقد علمت بانه وبعد محاولة انقلاب هاشم العطا وعندما تركزت السلطة في يد النميري كرئيس للدولة زيدت المرتبات والبدلات والامتيازات للوزراء.

ونواصل لحين ميسرة،،،

كتاب الدكتور منصور خالد عليه الرحمه ( السيرة الذاتية ) 3 مجلدات فيها جمال لغة فوق التصور من يريد الكتاب PDF يرسل لي في الخاص جوال الوات ساب .


الزبير الختمي

سنعود اليوم ان شاء الله لنواصل ونعرف لماذا قال الرئيس نيريري للوفد السوداني الزائر لتنزانيا
ان السياسة الخارحية لتنزانيا لا تقرر في الخرطوم،،،(والان في سودان الحكومة الانتقالية
تقرر السياسة الخارجية للسودان من ابوظبي والقاهرة)..
وماذا كان رد فعل الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي عندما تغزل وفد السودان بجمال الفتيات الاثيوبيات

ولحين ميسرة ومسرة

مهمتي في تنزانيا وزامبيا واثيوبيا:"

عقب اجتماع في اديس ابابا لرؤساء الدول الافريقية عاد النميري للخرطوم ودعاني مع زميلي المهندس سيد احمد الجاك وزير المواصلات لمقابلته واخبرنا بان الرئيس كاوندا رئيس زامبيا قد تحدث اليه في شأن حاجة بلاده لمواصلة دعم السودان للسكك الحديدية في زامبيا وانه بحاجة الى تنظيم ودعم وزارة تنمية المياه في بلده. وذكر لنا النميري انه اخبر الرئيس الزامبي ان لديه وزيرين متخصصين في تلك الجوانب وانه سيرسلهما الى لوساكا للقيام بوضع التصور اللازم لدعم السودان في تلك المجالات التي يطلبها. وطلب منا الاستعداد للسفر في اقرب فرصة ممكنة .

وهكذا بدأت وصديقي سيد احمد الجاك في التحضير اللازم لسفرنا ، وتصادف ان كانت هناك دعوة للسودان للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس التنزاني يوليوس نيريري لفترة رئاسية جديدة فاقر مجلس الوزراء ان نشارك في في الحفل في تنزانيا ومن ثم نواصل سفرنا الى لوساكا. وبدأت اعدادي للسفر بالحصول على ما استحق من نفقات ما يسمى في الخدمة العامة مخصص السفر ويحسب على اساس العلاوة اليومية لفئة الموظف كما اقرتها وزارة المالية حسب معدل غلاء المعيشة في البلد الذي سيسافر اليه الموظف ، ويضرب المخصص اليومي في عدد الايام التي سيقضيها الموظف في المهمة الرسمية بدءا من يوم سفره حتى يوم عودته لمقر عمله . وحيث اني لم اكن اعرف مخصص السفر اليومي للوزير في كل من تنزانيا وزامبيا فقد طلبت من امين مكتب وزير الري الحصول على مخصصاتي في السفر وان تكون شيكات سياحية وطلبت منه ايضا تغيير ١٠٠ جنيه سوداني الى شيكات سياحية ودفعتها له من جيبي بهدف شراء لوازم خاصة لي . وهكذا تسلمت نصيبي من الشيكات السياحية ووقعت على المستندات الخاصة بالاستلام....

ونواصل الى حين ميسرة....

( شئ غريب ذلك النظام الصارم في التعامل مع المال العام وفق ضوابط محددة ومقننة من وزارة المالية، وفي عهد اللصوص والحرامية نجد احداهن تسافر الى ابو ظبي ومعها ٦٠٠ الف دولار عدا نقدا ،،،والسرقة والنهب من المال العام بالملايين...)..
ونواصل لنعرف ايضا المازق المالي الذي وقع فيه الوزيران في لوساكا مما اضطرهما لطلب سلفة من مهندس سوداني يقيم هناك..

وصلنا دار السلام وتم استقبالنا بحفاوة وترحاب ونزلنا ضيوفا على الحكومة ،وبعد انتهاء الاحتفالات اخذونا لنقابل
الرئيس نيريري وهناك تحدث الينا الرجل في ود وتواضع.
واذكر ما جاء في سياق الحديث عن رحلته الى بريطانيا فقال لنا انه يذكر جيدا ايام الاستعمار وايام النضال من اجل
الاستقلال ولهذا عندما تم استقباله في مطار لندن بواسطة الملكة اليزابيث وضرب ٢١ طلقة من مدفع تكريما له ولبلده لم
ترمش عيناه او شك في ان القضية كلها للمظاهر ولن يغير ذلك من نظرة الاستعماريين له ولبلده لمواصلة نهبها باي صورة
تتفق مع الزمان والمكان، ولذلك رأى ان المسئولية كلها تقع على عاتقه وعاتق المسؤولين والمثقفين في بلده.وذكر لنا كذلك
انه حدث نفسه وهو يتفقد حرس الشرف بجانب الملكة :"_لا تغشك هذه المظاهر ان كانت تحية بواحد وعشرين طلقة او حتى
باربعين طلقة لا تدعها تدخل الى رأسك يا ابني وتذكر دائما اصلك وجذورك وتذكر دائما واجبك نحو قومك ولا يغرنك هذا
التكبير والتعظيم.
وهكذا سار الحديث بيننا وحدثناه عن ما نقوم به من اجل بلدنا ورفعة شأنها ، وذكرنا له من بين جملة امور اخرى اننا اعترفنا بالمانيا
الديمقراطية وطلبنا منه ان تحذو تنزانيا حذونا وتعترف بالمانيا الديمقراطية. فضحك وقال لنا:"_ لا..شكرا فان سياسة تنزانيا الخارجية
لا تقرر في الخرطوم"".
وانتهى لقاؤنا معه في ود وعلى بساط احمدي كما يقولون. وفي اليوم التالي سافرنا الى لوساكا.

ونواصل الى حين ميسرة ومسرة،،،

في الشهور الاولى قررت الحكومة ارسال وفود لبعض الدول المجاورة لتحسين العلاقات معها وكان من نصيبي السفر الى اثيوبيا مع زميلي د. محمدعبد الله نور وزير الزراعة، وهناك قابلنا رئيس الوزراء الاثيوبي الذي كان حادا معنا عند مناقشته موضوع مياه النيل الازرق مدعيا باننا والمصريين قد تقاسمنا واحتكرنا مياه النيل الازرق كما لو انها ملك لنا . ولم يكن اجتماعنا معه موفقا. وكان علينا ان نقابل الامبراطور هيلاسلاسي في اليوم التالي بعد الساعة الحادية عشرة لانه كان في رحلة خارج اديس ابابا. وقد دربنا سفير السودان في اثيوبيا على البروتوكول في كيفية المثول امام الامبراطور واسلوب الحديث معه وكيفية وداعه والخروج من حضرته. وكان المفروض الا تزيد المقابلة معه عن ٢٠ دقيقة فقط .

وذهبنا الى قصر الامبراطور بصحبة السفير وهناك في قاعة الاجتماعات وجدنا رئيس الوزراء الاثيوبي ورئيس الديوان الامبراطوري ،،وانتظرنا حتى دخل علينا الامبراطور فانحنينا جميعا ثم تقدمت مع زميلي د. محمد عبد الله نور لتحيته ، وبعدها تقدمنا الى حيث هناك مائدة وجلسنا مع الامبراطور الذي سألنا عن مهمتنا وماذا انجزنا في مقابلتنا مع رئيس الوزراء والذي كان مع جماعته يقفون بعيدا ومعهم السفير السوداني. وبدأت اقص عليه ما دار بيننا وبين رئيس وزرائه. وبالطبع نسيت توجيهات السفير السوداني في الحديث مع الامبراطور ، وبدلا من يا صاحب الجلالة الامبراطورية بدأت اقول له يا صاحب المعالي ، كما كان حديثي معه عاديا وبطريقتي التي تعودت عليها مع الناس. وبدأ الامبراطور يصغي بانتباه لحديثنا ويقرب من كرسيه الينا . وعندما قلت له بان رئيس الوزراء قال لنا بانكم ستوقفون تدفق مياه النيل الازرق الى بلدنا احتجاجا على تصرفاتنا فيما يخص مياه النيل ، سالني الامبراطور مبتسما ومداعبا عن رد فعلي على ما قاله رئيس الوزراء....

.ونواصل لحين ميسرة ومسرة ونعرف ايضا رد فعل الامبراطور عندما تغزل مرتضى في جمال الفتيات الاثيوبيات...

عندما سألني الامبراطور الاثيوبي هيلاسلاسي مبتسما ومداعبا عن رد فعلي عن ما قاله رئيس وزرائه حول ايقاف تدفق مياه النيل الازرق الى بلدنا ، ابتسمت بدوري قائلا بان ذلك اذا تم فليس امامنا في السودان سوى الهجرة الى اثيوبيا لنعيش معكم هنا،،فضحك الامبراطور وسألني اذا ماساكون سعيدا في الحياة هنا في اثيوبيا،،فرديت : "- يا صاحب المعالي نحن الرجال في السودان معروفون بولعنا بجمال الفتيات الاثيوبيات وانا شخصيا لي اصدقاء عديدون متزوجين من اثيوبيات ،واضف الى ذلك حبنا للطعام الاثيوبي وشطته الحارة الممتعة التي تفتح الشهية ،،

وكان الامبراطور الاثيوبي يصغي الى حديثنا ماخوذا به وهو يقرب مقعده الينا ليتاكد من سماعنا جيدا ثم انفجر ضاحكا ومرددا :" لا. ..لا...لا...والتفت الى رئيس الوزراء قائلا : " نحن لن نحجز الماء عن السودان والا سوف يجئ الينا السودانيون ليعيشوا معنا هنا كما يقول الوزير.

وقد تلطف الامبراطور معنا في الحديث وفي الحقيقة في اعتقادي ان ذلك كان سببه انه رجل كبير في السن في حوالي ٧٧ سنة وكنا شبابا نتكلم معه ببساطة وبراءة خالية من الرسميات التي تعود عليها من الذين دائما من حوله ان كانوا من بطانته واتباعه او كانوا من الضيوف الذين تقتضي مهامهم مقابلته.

ثم تحدثنا مع الامبراطور حول ما سمعناه عنه وعن الاسود التي في قصره ،وعندما كنت تلميذا في المدرسة الابتدائية في مدني حيث كان الامبراطور يسكن في فيلا على شاطئ النيل وكنا نحن التلاميذ نمر بها في طريقنا لمدرسة مدني الابتدائية وكنا نراه وهو واقف امام الباب وكنا نحييه وهو يبتسم لنا. وقد كان لهذه القصة وقع طيب ومؤثر عليه،، ،

وهكذا طالت الجلسة ثم فجاة عرض علينا ان نبقى معه للغداء. واستمتعنا بالجلسة معه ،واستمتع الامبراطور بوجودنا معه.،.وفي النهاية قال لنا الامبراطور الاثيوبي ان صلة الشعب السوداني والشعب الاثيوبي صلة ابدية ولا يمكن لاي حكومة في الخرطوم او في اديس ابابا ان تعبث بها واذا اخطات اي واحدة منها في ذلك فانها بداية نهايتها،،،

وفي اعتقادنا باننا عدنا للخرطوم ونحن مسرورين لنجاح مهمتنا في تحسين علاقاتنا مع الجارة الشقيقة اثيوبيا،،،

ونواصل لنعرف هل نجح وفد السودان مع عيدي امين في يوغندا ام انهم وجدوا عنده عكس ما وجدوه عند الامبراطورالاثيوبي...
وقد كان مرتضى ضمن الوفد وقابل عيدي امين وملتون ابوتي،،،

والى حين ميسرة

سنواصل غدا لنعرف كيف هدد عيدي امين الوفد السوداني وكيف عاملهم بلؤم وغلظة

ولحين ميسرة

لفوق
لحين العودة بعد زيارة قصيرة لمقهى استاربكس
لنواصل،،،

شكرا امتثال

كلام جميل يفتح النفس .


الزبير الختمي

مهمتي في يوغندا ووقاحة عيدي امين:"

بوصفي عشت في يوغندا قبل استدعائي للمشاركة في الوزارة في الخرطوم فقد اصبحت الوزير المسؤول عن العلاقات مع يوغندا وصدر توجيه من مجلس الوزراء لوزارة الخارجية ان اكون حلقة الوصل بينهم وبين الجارة يوغندا ، اضف الى ذلك صلتي الوثيقة مع السفيرالسوداني في كمبالا السيد محمد عثمان شندي، ولهذا قرر مجلس الوزراء سفري الى يوغندا في زيارة صداقة لتعريف المسئولين اليوغنديين عن الاوضاع الجديدة في السودان وتوجبهات حكومته الثورية بالنسبة لعلاقات الجوار مع الشقيقة يوغندا.

سافرت الى يوغندا وقابلت عيدي امين في مكتبه وبصحبتي السفير السوداني وتحدثت معه عن نوعية النظام الجديد في السودان وقلت له ان الحكومة الجديدة استولت على السلطة في السودان من اجل الناس كل الناس في بلدنا ونحن نبتغي ان تكون علاقاتنا مع كل الجيران على احسن حال من اجل ان نتفرغ للعمل لحياة افضل لشعب السودان وهذا يعني ان يجد كل فرد منا الفرصة في التعليم والرعاية الصحية وان يجد كل فرد الامن في بيته،وان نكون جميعا سواسية امام القانون وان تلك مهمة صعبة ستأخذ كل وقتنا وطاقاتنا، ولهذا جئت اليكم اطلب ودكم ونعاهدكم على حسن الجوار وعدم التدخل في شئونكم الداخلية او الاساءة اليكم..

.ونواصل لنعرف رد فعل عيدي امين على هذا الكلام الطيب،،،وماذا قال لمرتضى...

.والى حين ميسرة

نظر الى ايدي امين في استغراب وتهكم وقال بي بكل وقاحة: "- انت اقول بانكم تريدون حسن الجوار وانتم ترسلون قواتكم عبر الحدود في ارضنا وتقتلون اهلنا وتحرقون قرانا وتقولون انكم تتعقبون المتمردين السودانيين الذين وجدوا ملاذا عندنا،،ونحن شبعنا من اكاذيبكم وسنحول لكم مياه النيل التي نرسلها اليكم دماء حمراء من جثث جنودكم الذين يعبرون الحدود، وانا اعلم ان سفيركم هنا يتنقل بعربته المرسيدس من مكان لاخر في كمبالا ليقدم الرشاوي لبعض الوزراء والمسؤولين في الحكومة ...

واستغربت من وقاحته وقلة ادبه فما كان سوى ان وقفت فجأة وقلت له في حدة وغضب:" -يبدو انك غير متمدن ولا اخلاق لك" .وخرجت يصحبني السفير شندي قائلا لي بانها تلك اخلاقه وطريقته مع الكثيرين وحتى مع وزراء حكومته وهو رجل جلف.

وعند لقائي بالرئيس ابوتي حدثته بما قاله لي ايدي امين فضحك قائلا: " انه عسكري متخلف ولا يعرف كيف يخاطب المدنيين، ولكن لا تاخذه بجدية. وقد كان ملتون ابوتي رجل رقيق و مهذب وكان لقائي معه وديا ويبدو عليه انه يريد حسن الجوار مؤكدا انه لا بد من انهاء مسالة الحدود بيننا عن طريق انهاء مشكلة الجنوب، وطلب مني ان ابلغ الحكومة السودانية بانه سيكون سعيدا ان يساعد في حل مشاكلنا مع اخواننا الجنوبيين اذا طلب منه ذلك رسميا.

وهذا ما رفعته الى مجلس الوزراء عند عودتي للخرطوم.

ونواصل لحين ميسرة ومسرة

وقبل ان نواصل عندي استفسار بسيط...
.قرانا في كتب التاريخ ان ملتون ابوتي حكم يوغندا من عام ١٩٦٦م وحتى عام ١٩٧١م عندما اطاح به عيدي امين في انقلاب عسكري،،،وهذا يعني ان مرتضى عندما قابل عيدي امين لم يكن ملتون ابوتي رئيسا...
وهنا في كتابه ، وفي الحلقة الماضية، يقول انه قابل ابوتي وقص عليه ما قاله له ايدي امين، وان ابوتي قال له ان ايدي امين عسكري متخلف،،،

واستفساري هو : هل يعقل ان يطيح عيدي امين الرئيس الدموي بحكومة ملتون ابوتي ويبقيه حيا وحتى اذا ابقاه حيا فهل يسمح له بمقابلة وزراء زوار،،،،.

.وحاولت اجد معلومة عند عمنا قوقل ولكن لم اجد اجابة،،،،

اين كان ابوتي عندما كان ايدي امين رئيسا...
وهل كما قرانا من قبل ان ايدي امين كان من اكلي البشر ....ووجدوا في ثلاجته بعد الاطاحة
به بقايا لحوم بشرية...

في هذه الحلقة حنجيب سيرة ول ابا بريمة وسيرة السوداني المصري صلاح غريبة وحبوبته،،،
ونشوف اذا في اوجه شبه بين ول ابا بريمة وبابكر عوض الله الذي كان رئيسا للوزراء
وكذلك بين صلاح غريبة وبين بابكر عوض الله،،،

ونواصل،،،

هفوة السيد بابكر عوض الله ، رئيس الوزراء، عند مناقشة تحسين العلاقات مع تشاد وافريقيا الوسطى:: ""

-عندما قرر مجلس الوزراء ارسال وفود لزيارة الدول المجاورة لتحسين العلاقات بين السودان وتلك الدول ،وكما جاء ذكره من قبل كان من نصيبي السفر الى اثيوبيا ويوغندا ، اختاروني ليوغندا لاني كنت اقيم فيها واعمل هناك من قبل وهي ايضا من دول حوض النيل ، اما اثيوبيا فهناك بحيرة تانا منبع النيل الازرق شريان الحياة لكل من السودان ومصر.

وتم اختيار كل من د. محي الدين صابر وزير التربية والتعليم ود. احمد الطيب عابدون وزير الثروة الحيوانية للسفر الى تشاد وافريقيا الوسطى لانهما يتكلمان اللغة الفرنسية وهي اللغة الرسمية للبلدين..،وبالفعل سافرا الى هناك وبعد عودتهما قدما تقريرا امام مجلس الوزراء عن نتائج رحلتهما الى كل من تشاد وافريقيا الوسطى ،،واثناء الاجتماع اكدا دعمهما لرغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما مع السودان والذي يعتبر البوابة الرئيسية للبلدين للعالم الاسلامي والاراضي المقدسة ، وكان واضحا حماس الوزيرين لذلك التوجه في تعزيز وتوطيد علاقات السودان مع الدولتين ،،

.ولكن فجاة قاطعهما السيد بابكر عوض الله والذي كان لا يزال رئيسا للوزراء محتجا.........،،

،ونواصل لنعرف الهفوة ، او لنقل الخطأ الذي ارتكبه بابكر عوض الله رئيس الوزراء وهو يقاطع دكتور محي الدين صابر وزير التربية والتعليم ودكتور احمد الطيب عابدون وزير الثروة الحيوانية خلالت قديمهما نتائج رحلتهما لكل من تشاد وافريقيا الوسطى،،،

والى حين ميسرة،،،،

فجاة قاطع السيد بابكر عوض الله الوزيرين محتجا على تدفق الافارقة السود الى السودان ومؤكدا عروبة السودان ودعم التدفق العربي من الشمال والشرق بدلا مما ينادي به الوزيران . واضاف قائلا: "- مش كفاية اللي حاصل لينا من الجنوبيين" وقال ذلك دون ان يتذكر وجود السيد ابيل الير والسيد جوزيف قرنق في المجلس ،وقد كان احراجا واضحا انتبه اليه بعد فوات الاوان، ولكن كان الوزيران ،ابيل الير وجوزيف قرنق، على مستوى راق من الاخلاق والتهذيب،، وضحكنا جميعا على مشاعر مولانا بابكر عوض الله والتي كانت معروفة عنه تعصبه العربي والمصري الشديد ، بل بصورة اقوى نحو مصر بالذات،،،

واذكر مرة ما قاله لي الرائد مامون عوض ابو زيد رئيس الاستخبارات العسكرية وعضو مجلس قيادة الثورة عندما زرته في مكتبه بعد اقصاء بابكر عوض الله من رئاسة الوزراء وتحجيمه ليصبح وزيرا للعدل فقط بعد ان غضب العسكر عليه نسبة لتصريحاته التي اطلقها في برلين عند زيارته لالمانيا الشرقية خلال عودته من المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك وتوقفه في المانيا الشرقية، فقد قال لي مامون عوض ابو زيد: "-لقد خرج من مكتبي قبل حضورك بابكر عوض الله ، فهل تعرف ماذا قال لي؟ قال لي انه سيبقى معنا مهما حدث ومؤكدا لي بانه يمثل مصر ويتحدث باسم مصر وليس احمد عبد الحليم الضابط بالمعاش، ولا مانع لديه لو اصبح حتى قنصلا للسودان في الاسكندرية ...

لقد تطوع مامون عوض ابو زيد نفسه باخباري ذلك بدافع الاستغراب والتعجب من تفاني بعض السودانيين في خدمة مصر والانتماء اليها باكثر من تحمسهم للسودان وترابه،،،وفي هذا الاطار اذكر ما قاله د. محي الدين صابر وزير التربية والتعليم عندما ادخل سلمه التعليمي في السودان ( وكان قد جلبه من مصر) والذي خرب به الكثير في التعليم في السودان ومستواه في بلدنا ، وعندما قيل له بانك خربت التعليم بسلمك هذا الذي جئت به الينا فقال:" - طالما كان هناك تعليم جيد في مصر فلماذا انتم خائفون،،،

،تعليق من صاحبة البوست:
( بابكر عوض الله ، عروبي التوجه ، ويؤيد تدفق العرب للسودان باعتبار ان السودان دولة عربية، زي ول ابا بريمة،،،
،وبابكر عوض الله ايضا مصري الهوي ويحب مصر اكثر من بلده السودان زي صلاح غريبة،،،،
بس الحاجة الكويسة في ول ابا بريمة انه لا يحب مصر اكثر من السودان، فهو من كتاباته يعشق السودان ولا شك،،).،،

.ونواصل لحين ميسرة ومسرة

Quote: تعليق من صاحبة البوست: ( بابكر عوض الله ، عروبي التوجه ، ويؤيد تدفق العرب للسودان باعتبار ان السودان دولة عربية، زي ول ابا بريمة،،، ،وبابكر عوض الله ايضا مصري الهوي ويحب مصر اكثر من بلده السودان زي صلاح غريبة،،،، بس الحاجة الكويسة في ول ابا بريمة انه لا يحب مصر اكثر من السودان، فهو من كتاباته يعشق السودان ولا شك،،).،، .ونواصل لحين ميسرة ومسرة

أوسكار بت أبا أمتثال ..

لكن أقول ليك حاجة .. جبت لنفسك شكلوته .. الشكلوتة هى المصيبة التى تحتار الأنسان من وين يمسكها .. أو كيف يتعامل معنها ..

أنا أكثر زول في المنبر يدعم السودان .. الأفروعربي ..! .. علي غير خطاب مدرسة الغابة والصحراء أو خطاب الهامش والمركز .. الذين يقرون بوجود عرقين أثنين، عرق عربي وعرق زنجي ..و يجب المصالحة بينهما .. وأنا لا أقر بذلك .. أنا أقر بمكون أثني يحمل تراث وجينات العروبة وفي ذات الوقت يحمل تراث وجينات الزنوجة. المثال الحي، البغل .. لو نسبته للحصان أخطأت ولو نسبته للحمار أخطأت .. وأفضل شيئ تخليه بغل .. أو حيوان تناسل من الحمار والحصان كحيوان قائم بذاته له صفاته ومميزاته .. ودا الأنسان السوداني .. !

بريمة

الى هنا نتوقف في هذا البوست وقد اوردت فقط مقتطفات فقط من هذا الكتاب الشيق ،وكما قلت الكتاب يتضمن ٢٨٤ صفحة وفيها حقائق كثيرة عن جزء من تاريخ السودان يجب ان يعرفه كل سوداني وسودانية،،،،

وقد تحدث الكاتب المرحوم مرتضى احمد ابراهيم عن كثير من التفاصيل عن مشاريع عديدة ساهم في تنفيذها وتحدث كذلك عن مشروع القذافي لتحويل النيل ليصب في طرابلس ، وتحدث عن عبد الناصر وكذلك عن مشاحناته مع وزير الري المصري .وتحدث في الكتاب ايضا عن احزانه الاسرية وشعوره عند وفات والدته ووالده واقربائه...

وبعد ان ترك الوزارة عمل مرتضى في الاعمال الحرة ،وعمل اولا في شركة هندسية يملكها سيد عبد الله سيد ، وبعد ذلك فتح مكتبا هندسيا استشاريا باسمه ،،،،

وتحدث في الكتاب عن تجاربه الشخصية العديدة ويمكن للقارئ ان يستخلص منها عبر وعظات مفيدة جدا تكون منارة له في حياته ،،،،

ونسمعه وهو يقول في خواتيم كتابه الاوسكار بحق وحقيقة: "-
ان الحياة تجارب والايام تقلبات والانسان بين هذا وذاك عرضة للخير والشر والفرح والنصر والهزيمة والفشل. ومن تفكر ابصر ومن فتح عينيه وعقله ادرك ان الناس ومعاملاتهم تتغير وتتبدل حسب الظروف والاحوال والعاقل من اتعظ بما راي وجرب.

وقد توفي مرتضى احمد ابراهيم يوم ١٩ اكتوبر عام ٢٠١١م ، وقد فقد السودان بوفاته مهندسا مهنيا ووطنيا شجاعا لا يخاف في قول الحق لومة لائم وكان يضع السودان في حدقات عيونه ، وكان هدفه اسعاد الشعب السوداني يعمل بلا كلل وملل من اجل انجاح المشاريع الزراعية وتحقيق التنمية في مجال تخصصه،،،،

ونختتم البوست بمقال كتبه الصحفي مصطفى ابو العزائم ونشره في الصحف في اليوم التالي لوفاته،،،

،ونواصل لنقرا نعي مرتضى احمد ابراهيم ، وزير الري الاسبق، في المقال الذي كتبه الصحفي مصطفى ابو العزائم وهو موضوع حلقتنا الختامية في هذا البوست،،،،

والى حين ميسرة ،،،،

ما قصرتي

المقال الذي كتبه مصطفى ابو العزائم بعد وفاة مرتضى احمد ابراهيم ونشره في الصحف بتاريخ ٢٠ اكتوبر
٢٠١١م :"-

بالامس نعى الناعي المهندس مرتضى احمد ابراهيم وزير الري الاسبق في بداية عهد مايو الممتد من ٢٥ مايو ١٩٦٩م وحتى ابريل ١٩٨٥م .
واصدرت رئاسة الجمهورية بيانا للامة احتسبت فيه الوزير الراحل الذي قدم لنا ادبا يكاد يكون مفتقد في بلادنا وهي ادب المذكرات،فقد
اصدر ، رحمه الله، مذكراته في كتاب يحمل اسم الوزير المتمرد والذي حكى فيه تجربته في الوزارة منذ تعيينه الى ان استقال من المنصب
احتجاجا على سياسات النميري ، رحمه الله، وعدم التفاته لنصح وزير الري في حكومته .وكان الوزير مرتضى احمد ابراهيم ، رحمه الله،
وزيرا مثيرا للجدل.

وخلفيات المرحوم مرتضى التي قامت عليه شخصيته هي خلفيات رجل نشأ في كنف اسرة من الاسر الكريمة ذات الحظ في التعليم والنهل
من منابعه بالنسبة لرجالها ونسائها.فقد ولد المرحوم مرتضى بمنزل جده لامه الشيخ محمد احمد فضل الملاصق لمدرسة ابو جنزير الاولية
للبنين وسط الخرطوم وكان الجد ناظرا للمدرسة ، وهي اول مدرسة للبنين في السودان. وكان جده محمد احمد فضل خلال فترة المهدية نائبا
للقاضي المرحوم محمد ابراهيم ، جده لابيه .وقد نال والده المرحوم احمد ابراهيم حظا من التعليم العالي في ذلك الوقت وتخرج من كلية
غردون التذكارية التي تخرج منها معلما، واقترن لاحقا بالسيدة الفضلى عائشة محمد احمد فضل، والدة المهندس مرتضى..

ونواصل المقال لحين ميسرة،،

واقترن لاحقا بالسيدة الفضلى عائشة محمد احمد فضل، والدة المهندس مرتضى واخوانه واخواته والذين برز منهم في الحياة العامة المرحوم الشاعر والدبلوماسي صلاح احمد ابراهيم ، والسيدة الفضلى فاطمة احمد ابراهيم احدى رائدات العمل النسوي في البلاد والعضوة في الحزب الشيوعي السوداني، وهي ارملة المرحوم الشفيع احمد الشيخ، احد ابرز القادة العماليين في السودان.

ووالدة المهندس مرتضى الحقها والدها هي وشقيقاتها لتلحق بركب التعليم بمدرسة الاولاد والتي كان هو ناظرها وهو الامر الذي وجد استهجانا وعدم قبول ورضى من اهله واقربائه ولكنه لم يبالي حيث لم تكن هناك مدرسة بنات في الخرطوم سوى تلك التي في رفاعة واسسها المرحوم بابكر بدري. وبعد ذلك سارع الشيخ محمد احمد فضل بالحاق ابنته عائشة وشقيقاتها بمدرسة الارسالية الانجليزية الوسطى للبنات في الخرطوم ليصبحن من اوائل السودانيات اللاتي تعلمن اللغة الانجليزية.

ونشأ المرحوم مرتضى في بيئة متعلمة ومتدينة وله من الشقيقات ثلاثة : نفيسة ، وفاطمة ، والتومة، ومن الاشقاء صلاح، والرشيد ،والهادي .وقد ضم منزل الاسرة مكتبة ضخمة اسهمت في التكوين الفكري والثقافي لابنائها .وقد نظمت الام نفسها الشعر ذات يوم وكانت احدى قصائدها في ابنها مرتضى الذي رحل عن دنيانا بالامس، رحم الله المهندس مرتضى احمد ابراهيم الوزير المتمرد الذي عاش معتدا بنفسه ومات كذلك."".

(انتهى مقال الصحفي مصطفى ابو العزائم).

ولا يسعنا هنا الا ان نترحم على روح المهندس مرتضى احمد ابراهيم ونقول : اللهم ارحمه رحمة واسعة واغفر له ذنوبه واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واظلله بظلك يوم لا ظل الا ظلك، واسكنه يوم الحساب في الفردوس الاعلى مع الصديقين والشهداء والابرار...
اللهم امين ..امين...

ولا يسعني هنا الا ان اشكر كل اعضاء المنبر العام وغير الاعضاء الذين استقطعوا اوقاتا ثمينة من اوقاتهم وتابعوا هذا البوست ، والشكر والتقدير والعرفان والامتنان لهم ، واخص بالشكر هؤلاء الكوكبة الذين كانوا يشجعونني في الاستمرار في البوست وافادوني بتعليقاتهم التي اعتز بها واخص بالشكر :
الاخوات العزيزات:
د. اخلاص عبد الرحمن المشرف
الاميرة اميرة حسين
د. نعمات عماد
والاعمام والاساتذة الاجلاء:
علي عبد الوهاب
احمد ياسين
حامد الصاوي
وليد زمبركس
احمد عمر محمد
عبد الرحيم محمد صالح
الشريف
مدثر صديق
الزبير بشير الختمي
ول ابا بريمة محمد ادم...

وجزاكم الله خيرا ولا اتمنى لكم سوى دوام الصحة والعافية لان اغلى شئ عند الانسان هى الصحة والعافية ....
ومن يملك الصحة والعافية فهو اغنى اغنياء العالم...فاذا كنت تشعر بانك فقير فيجب ان تعلم انك اغنى الاغنياء لانك اذا كنت تملك الصحة والعافية فانك سوف لن تبيع كليتك بملايين الدولارات ولن تبيع عينيك ولا بكنوز الدنيا...

والله يديكم الصحة والعافية...

وفتكم بعافية ..

بوست اوسكار
من صاحبة التوقيع اوسكار

احمد عمر محمد
مع الشكر ووافر التقدير والاحترام
وتعليقك الاوسكار من ذوقك الرفيع يا امير..
والله يديم عليك نعمة الصحة والعافية