كضّاب عِلّا كلامو حلو

كضّاب عِلّا كلامو حلو


02-15-2021, 07:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1613372239&rn=0


Post: #1
Title: كضّاب عِلّا كلامو حلو
Author: عمر التاج
Date: 02-15-2021, 07:57 AM

06:57 AM February, 15 2021

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر



عاد شيخ العرب الشاعر الفطحل الحاردلو إلى رفاعة بعد أن أطلق ود تورشين سراحة. رجع الزعيم مملوءاً حسرة وألماً بعد المهانة التي ألحقها به الخليفة ، متمنياً زول ملكه. وأصبح شيخ العرب بعدها شديد الحساسية ، يألم لتنمر من ظنهم أقل قامة من المهدي وأدنى منه هو مقاماً :
كان للمهدي الكبير ولداً قدل في عِزّة
حت ود البصير سوانا في ............ وزة
وكما أعلم وتعلمون يميل الزعماء والقادة لسماع الأخبار السارة ، ويكرهون سماع السيئ منها وإن كان حقيقياً.
ولعل " ممسوخاً " كذاباً كان يعلم أن شيخ العرب يضيق ذرعاً بالخليفة ، فكان يأتيه ويدعي أنه جاء من أمدرمان وتركها تغلي حنقاً وبغضاً للخليفة وأنه علم أن " التُرُك جايين عليه " وقالوا الحبش " حتى هم جايين عليه " ، وكان شيخ العرب ود اب سن يطرب لمثل هذه الأخبار ويكرم وفادة هذا " الممسوخ " تبسماً وطعاماً ويجزل له العطاء مالاً.
واستمرأ هذا الكذاب الأمر فكان لا يمكث إسبوعاً إلا ويجيئ لشيخ العرب بمثل ما جاء به أولاً ، ويلقى من الزعيم مثلماً ما يلقى من عطاء في كل مرة.
ضاق الذين حول الحاردلو بكذب الرجل ، فقالوا له يا شيخ العرب إن هذا الرجل لم ير أمدرمان التي يزعم أنها تغلي حُنقاً على الخليفة وأن كل ما يقوله كذب وإختلاق . أجابهم شيخ العرب بكل برود " خابرو عِلّا كلامو حلو " !!!!! وهكذا يظل القادة في كل الأعصر .وعلى تفاوتٍ بينهم ، فمنهم من يسره بعض كذب خفيف " كمخدرٍ موضعي " موقوت الأثر ، ومنهم من يهلكه كذاب بجرعات تخدير كامل كما فعل طه الحسين مع البشير .
حتماً كان البشير ذكياً ، وإلا ما استطاع ان يحكم بلداً تنهشه الصراعات ويكيد له أبناؤه أكثر من كيد أعدائه ، وتتقاتل قبائله ويتآمر ساسته. وهو في هموم حكمه آخر عهده كان حتماً يحتاج لمن يأتيه بالاخبار السارة و" يعصر " له رجليه إذا غيّر ركبه ويقول له إنه بمثابة أبيه . وكان طه يقوم بهذا ، ولم يكن البشير يشك أن هذا كذب . وحجب عنه طه كل ناصح أمين ،ويخفى عنه عظائم الأمور بشتى الحيل ، وكان حريصاً أن يملأ برنامجه بتوافه الأمور يزينها له ، حتى غدت شهادته في عقد زواج ، او تقديمه لعزاء مقدمه في برنامج يعده طه على ما هو أولى . وكان إذا بلغه أن فلاناً سيستوزر سارع فأسرها له مع الإيحاء أنه من إقترح إسمه وأنه يبذل جهداً كبيراً لينعم السودان بخبرات الرجل ، فاذا أعلن اسم الوزير ظل له طيعاً . أما من جادله أو لم يرق له فكان يختلق كل كريهة ليبعده عن البشير ، وأخذ طه يسرق لسان البشير فتمكّن أيّما تمكّن !!!
يبدو أننا كلنا نقبل الكاذبين ، ونقبل بما يقول الكاذب ثم نقول " خابرو عِلّا كلامو حلو " . طبقتها قحت بقيادة الحزب الشيوعي تحت شعار " حرية سلام وعدالة " فهل ثمة ما هو أحلى من هذا ؟؟؟!!!! ومنونا الأماني بأن الحقول ستشتعل قمحاً ووعداً وتمني ، "والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي" وهتف لنا أشقاها وجدي صالح اننا سنجني من الذهب 17 مليار دولار لنشتري المنّ والسلوى ثم " نشتت " 6 مليار دولار لنعبث بها أنّى شئنا. فقال كل منا " خابرو عِلّا كلامو حلو " . ثم صدقنا قول الكذاب الأشر إذ قال " حنبنيهو ".
ضلالنا وولعنا بالكذابين قديم وربما من يوم رقصنا مع شاعرنا حين قال " كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل " . يومها لم نقل " إن أعذب الشعر أكذبه " ، فقد انتشينا ورقصنا ولا نزال نرقص . أتراها انطبقت علينا عنصرية العلامة ابن خلدون حين قال عنا : " والزنج أهل طيشٍ وطربٍ وخفة عقل "
لم نتعظ بفرية " جبهة الهيئات " التي بنيت على لافتات الدجل حتى غدت فيها " نقابة المكوجية " التى كان فيها 13 عضواً في كل السودان عام 1964 لكنها حكمتنا . فجاءتنا " قوى الحرية والتغيير " تحت لافتات أشد نُكرا ، ومنها منظمة " القضارف حبيبتي " ، التي لم يرها ولم يسمع بها أحد من العالمين!!!
ثم استخفّ بنا الكذابون فبعثوا محمد عصمت أشدهم في الكذب عتوّاً " فبشرنا " أن للكيزان 64 مليار دولار في ماليزيا ، وصدقنا .
وأصدرت قيادة الكذب المركزية قائمة فيها 182 مليار دولار حوت حتى أموات الكيزان فصدقنا. فكل هذا كلام حلو.
قيل لنا أن إنجازات الثورة أننا اسقطنا الكيزان.
ثم قيل لنا " الجوع ولا الكيزان " , وها نحن الآن جعنا . سألناهم عن السبب فقيل لنا " الكيزان لسة قاعدين " !!! أتُرانا سنصدق !!!!!!

دكتور ياسر أبّشر
فيرجينيا - 14 فبراير 2021

Post: #2
Title: Re: كضّاب عِلّا كلامو حلو
Author: عمر التاج
Date: 02-16-2021, 09:46 AM
Parent: #1

لمزيد من التأمل في ملكوت الله وعجائب خلقه وحكم نواميس كونه