فى رحاب الله ووداعته ابن ودعة الحنيك الحصيف الفصيح دكتور إبراهيم اسحاق...

فى رحاب الله ووداعته ابن ودعة الحنيك الحصيف الفصيح دكتور إبراهيم اسحاق...


01-30-2021, 10:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1612043268&rn=0


Post: #1
Title: فى رحاب الله ووداعته ابن ودعة الحنيك الحصيف الفصيح دكتور إبراهيم اسحاق...
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 01-30-2021, 10:47 PM

09:47 PM January, 30 2021

سودانيز اون لاين
سيف اليزل برعي البدوي-
مكتبتى
رابط مختصر



فى رحاب الله ووداعته ابن ودعة الحنيك الحصيف الفصيح دكتور إبراهيم اسحاق
انه الفيلسوف والمؤرخ الاجتماعى الذى كشف عن وجه وساقى الثقافة والتراث فى غرب السودان بتقنيه القاص والرواى
الماسك بأسباب التشويق والاثاره والقدرات الفائقه فى تطريز القص والمنعة فى كتابة الروايه الى جانب تقديمه لسفر هام فى درجة الدكتوراه عن قبيلة بنى هلال وامتداداتها من شمال أفريقيا للعمق السودانى وأن فى فقده اليوم فقد لمكتبة مهوله ولمؤسسه معرفيه ضخمه
رحم الله دكتور ابراهيم اسحاق وغفر له ولطف به فى القبر والصراط وعند الميزان وعفى عنه وتخطفه بطيور الرحمة لاعالى الفراديس
صديقا شهيد والعزاء لأسرته وتلاميذه وزملائه والاهل ولا حول ولا قوه الا بالله
ح
عن استاذى الراوى والقاص ابراهيم اسحاق وفقه العتال موسى الهوساتى
وكأنى من مناغاتى لتلك اللوحة، التى أبدع إبراهيم إسحاق نحتها، بازميل يراعً سيالٍ نزاعٍ نفاث لتفاصيل ذلكم الموسى الهوساتى العتال، حتى كدت أحسب أنى حاضرٌ شاهد، لذلكم العملاق، يجوب شوارع سوق الفاشر، حتى لان قلبى وتفطر على جسارته وصبره على تلك الأثقال يا لها من بركةٍ فى رزقه ويا له من رجلٍ جبارٍ فطن أدرك قيمة اللقمة الحلال وقيمة الرزق المبارك.
فكم إستوقفنى ذلكم العاتى العفيف العنيف الأفيف، الذى إختار أن ينزع رزقه، بلا تردد، من فك الكواسر والجواسر، وليس من ممارسة الحيلة والبلطجه التى أصبحت شرعةً للثراء الحرام.
إن لأستاذى المبجل إبراهيم إسحاق، ذلكم، فخامةٌ فى العبارة ورخامةٌ فى الحرف بطربك. جرسها ، بائنةٌ بينونة كبرى، فى كل بوحه قصاً وروايه. يمتلك القاص الراوى إبراهيم إسحاق قدراتٍ فائقة خارقه فى إمتلاك تقنيات كتابة النصوص ودربةٌ عاليةٌ فى بث سحر يراعه فيها وبث التوابل والبهار اللذان يجعلان مذاقها رائعاَ لمن يطالعها من قرائه الكثر وذلك واضح فى كل كتاباته مرتحلاً من دارفور إلى الخرطوم منذ أن كان طالبا بالثانوية أو الجامعة وبعد أن أصبح معلماً يدرس الأدب الإنجليزى فى المدارس الثانويه وأيضاًً فى طريق رجعته ثانية إلى دارفور وإلى قريته ودعة الوادعه شرق فاشر السلطان وقد كتب لنا عن الفنون والآداب والثقافات والألسن وعن مهن الناس أبالة وبقارة وزراع وأصحاب حرف، من الرجال والنساء لا بل بفصاحته تلك حدثنا عن الدوبيت وعن الجرارى والتوية والمردوم كذلك حدثنا عن الأفراح والأتراح، عن النفير وعن الفزع وحدثنا عن طقوس الزواج والحصاد والمسير وحدثنا عن الرهيد والتردة والفوله وحدثنا عن النشوق والشوقاره والدمره فدوماً شيق العبارة جزيل القول دقيق آخذاً من صمد المصادر ومن الثقاة بحرص شديد، مؤسساً لنفسه بنياناً ثقافياً متين، خالطا لثقافات تلك الديار العربية البقاريه، بثقافات الأبالة والمعازة والزراع واصقا لنفسيات الجميع بأسلوب الفنان النزاع لحقائق الجمال تلك الرابضه فى صخور المجتمع العصى كما كان يفعل ملك التوليد سقراط. وقد صور عدل السلطان فى منح الهوساتى جملا ومنح البقرة للأبالى وبذلك أخرج مقابلة عكست حقيقة روحيهما بتقدير قيمة الأشياء كل وفقاً لهوايته وهويته.
لم يكن إبراهيم إسحاق سياسياً بل كان فيلسوف سياسه منكراً لأبجدياتها جالباً لقوالبها الحقيقيه، لتكون طرائقاَ للحل ووسائلا يشعر بها الإنسان العادى بحجم دوره فى ترسيم خياراته ودوره الإيجابى فى التغيير إن لم يتوافق مع طرائق الساسة، فى إشباع رغائبه وأحلامه ب يكون الإنسان فعال لا مكتوف اليدين تمارس عليه الألاعيب والوصايا بغباء سافر ويشاهد بملء سمعه وبصره حقيقة السقوط والجنوح الخلاق للمآسى التى ربما تصل إلى أسوأ ما وصلت إليه الأن وذلك بتحجيم فعاليات الإداره الأهليه وسلبها لخصائصها، وتمليك الولاة لسلطات التجبر والتسلط بخلق خلايا للعمل الإدارى تتناغم وأهوائهم الفاسدة ورغائبهم الأنانية الضعيفه وأحسب أن ذلك الأديب الذى أنكر معرفته بالسياسة، جدير بأن يكون مرجعية سياسية ليست بأقل من صنوه التنجراوى السودانى الوطنى الأصيل
الأستاذ عبدالله آدم خاطر، الباحثة الناهل من مختلف مشارب الثقافات والمعارف المفيده، لمجتمعاته الثريه فى دارفور ولهيكلة إدارتها، وطرائق القبول لدى رعاتها وزراعها والصناع، وأحسب أن ذلك الإبراهيم إسحاق الذى نادى وبصوت جهور على الإقبال لمعرفة الآخر ودعواه بإلحاق فنون أهل الغرب إلى ما وصلت إليه ميسرة التوثيق والتدوين والتعميم لدى أهل الشرق والبطانات التى صارت فنونها وثقافاتها فى متناول أيدى الناس، وعلى قفى من يشيل منها ملاحماً تعكس حقيقة ملامحهم فى أدب الهمبتة والفروسية والغزل اللطيف وان فى الغرب ما يوازى ذلك الخراج لابل ما يزيد عنه بثراء التنوع وتعدد الثقافات واللهجات، فيا أهل الميسرة من تلك الديار ذلكم هو دوركم وواجبكم بأن تنفقوا على أهل البحوث والإهتمام بحاتمية تخرج مكنوناتكم من كهوف حفظها البدائى، إلى متاحف عرضها الفعال الأخاذ لألباب الغير والشارح لهم بنغم يشجيهم ويطربهم عن حقيقتكم التى تغيب عن أغلبهم وكذلك من خلال السرد الشاجى للروح، ألاحظ أن أستاذى فى دعابة أخوية تدل على عمق الأخاء بينه وبين إبن بواديه وطلحه والذى تتشابه حقائقهما وتختلف طرائقهما وتأتلف فى إبداء الأسى ومحاولة الخروج منه ذلكم الذى نقدر صنيعه كذلك الأستاذ الجاهر فى قوله غير المسر له أبداً الدكتور الوليد مادبو عليه منا السلام وإن دعواه لنا بلقائه محفورة فى عمق ذاكرة شفافه ووفيه وإذ نحمد كذلك للأستاذ كمال الجزولى الذى صعر خده علينا عندما كاتبناه وتكلس فى برج صمته الرهيب ولكن نشفع له بابداعه قيامة الزئبق، بأن يتيح لمثل هذا العمملاق...بأن يأت لنا بسفره ذلك الذى أحسب أنه إلياذة يمكن أن تكون مرجعية فى الأدب والأنثربولجى والسياسة والإجتماع والإنسانيه ذلكم الحافظ لدقائق اللحظات والمقدر لحميميات الأنس والعافى والمعجب لأدب النكتة والملحه والفاتح لقلبه وروحه وشارع أبوابه لكل أهل معرفته بسليقة البقارى وحضارية المتمدن العارف الواصل إلى ربه وإلى قلوب محبيه وتلامذته بإحسان رفيع فيا أستاذى قد طال بن الأمد مذ فارقنا تلك المؤسسة التعليمية الجباره والتى جمعتنا بك وآخرون هم أمثالك فى الإبداع والعطاء، تلك المحمد حسين التى كانت تئط بكم عقيقا من أدباءٍ ومفكرين وتربويين من الأوزان الثقيله، البروفسير المعز الدسوقى، الأستاذ والشاعر عوض حسن أحمد، والإعلامى الإجتماعى عوض أحمد صاحب قضايا الناس، والأديب الشاعر والناثر المفكر النور عثمان أبكر، وكذا الأستاذ جعفر سعد والقاضى أبو الزين والإنسان محمد عبدالرؤوف والرياضى الجسور إبن الهاشماب عمر حسن التوم وأهل العلوم محمد المبارك شمعون وشمعون الآخر والشايقى ضليع الرياضيات عليه الرحمه ونظارنا ونجت برسموم ومحمد الأمين فرحات وموسيقارنا الذى زرع فينا حب الوطن محمد آدم المنصورى برائعته تلك التى أتمنى أن تصير سلاما جمهورى...
(قال الجد بوصينا
بعد ما سهى قالينا
بوصيكم على باب السنط ينسد
وقت ما تهب رياح الحقد
بوصيكم على الأطفال تربوهم
على الشقا فى هجير الصيف
على قتل العذاب والخوف
حروفكم تبقى للإشراق
ولى زرع الطريق آفاق
تقولوا الأم وقبل الأم
تقولوا بلدنا تتقدم
بوصيكم على حب الأرض والنيل
على وصل الصباح بالليل
بوصيكم)
ونحن لا نزال نقبض على جمر تلك الوصيه ونحفظ لذلك الجميل الذى أمطرتنا به بمحبة كبيرة وبالتزام وطنى فاضت مواعينك منه
تلك الكوكبه من المجرات العصيه ولم لا ! فقد تعلمنا منهم فنون سحر الإبداع وتعلمنا منهم ماذا يعنى الوطن ومن ثم الإلتزام به وتعلمنا حضور الضمير وصحو الكلمات المنسيه وتعلمنا القيثاره من مبدعها الرقيق عوض حسن أحمد فيا أستاذى نعلم أنك لست بمقل وإننا سوف لا ولن نمل حضورك مهما تكاثفت إطلالاتك علينا، عارضاً علينا زخم الحقيقة فى قشيب ثيابها التى تجيد تطريزها وتلوينها وتضفى عليها إنغامك الإبداعية سباعية السلالم شفاك الله من ما ألمّ بك ولك التبجيل والتقدير والسلام.
منصور المفتاح....