كلمة الميدان ( دارفور جرح البلد الدامي) الخميس ٢١ يناير ٢٠٢١

كلمة الميدان ( دارفور جرح البلد الدامي) الخميس ٢١ يناير ٢٠٢١


01-21-2021, 04:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=510&msg=1611243420&rn=0


Post: #1
Title: كلمة الميدان ( دارفور جرح البلد الدامي) الخميس ٢١ يناير ٢٠٢١
Author: elsharief
Date: 01-21-2021, 04:37 PM

03:37 PM January, 21 2021

سودانيز اون لاين
elsharief-Canada
مكتبتى
رابط مختصر



#كلمة_الميدان:
دارفور جرح البلد الدامي
الميدان 3747،، الخميس 21 يناير 2021م

تشير الأنباء الواردة من ولاية غرب دارفور إلى اتساع رقعة العنف والاقتتال القبلي إلى مناطق أخرى شرق الجنينة. مما أدى إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين ليصل العدد الإجمالي لما يزيد عن 290 ضحية. ويصاحب هذا التزايد المضطرد في العنف وسقوط المزيد من الضحايا، ضعف الإمكانيات الطبية وعجز المؤسسات الصحية عن تقديم الرعاية لكل الإصابات. كما تتزايد أعداد اللاجئين الفارين من العنف الممنهج الذي يسود الولاية.
وسبق أن صرح حاكم الولاية أن القوات النظامية قد فشلت في احتواء الصراع القبلي الدامي. ووضح أن هذه القوات ذات التكوين القبلي المحلي لا تستطيع التحكم والسيطرة على القتال الدائر. هذا الشيء الذي استدعى تدخل قوات نظامية من خارج الولاية مما أدى إلى تحسن خفيف في الوضع الأمني.
إن وقف الاقتتال القبلي في غرب دارفور هو خطوة يجب أن تساعد في ايجاد حل جذري لمسألة الفتنة القبلية ومن يقف وراءها. إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة من النظام السابق وسياساته التي فجرت الوضع في دارفور ومناطق أخرى هي المسؤولة عن استمرار هذا الجو من عدم الاستقرار والانفجارات القبلية التي تحدث في العديد من مناطق دارفور. هذه السياسات التي أدت إلى فقدان الثقة في الأجهزة الحكومية والمؤسسات النظامية وأدت إلى ارتفاع الخوف وفقدان الثقة والكراهية بين المواطنين والبحث عن حماية في الانتماءات الإثنية والجهوية الشيء الذي يقود إلى تحقيق العدالة الفردية من أجل الانتقام.

ازالة اسباب الاقتتال لن تتم فقط بالحل الوقتي والتصالح بين رؤساء المجموعات بل في البحث العميق حول جذور المشكلة المتمثلة في مسألة التوزيع العادل للثروة والمشاركة الفعلية في السلطة. وهذا طريق طويل يحتاج لجهد مهول يرتبط بمدى استعداد القوى السياسية المهتمة بهذه القضايا وجديتها. وبناء أجهزة عدلية قومية وقوى نظامية ذات توجه وطني تساعد في كشف حقائق الصراعات ومن يقف خلفها ويؤججها من داخل وخارج المؤسسات الموجودة في دارفور.
تحقيق العدالة وتقديم مرتكبي الجرائم إلى محاكمات عادلة يبدأ بتقديم مجرمي حرب الإبادة في دارفور من قبل قادة النظام السابق والمكونات العسكرية وقادة المليشيات التي لعبت دوراً أساسياً في أزمة دارفور. فلا يمكن أن تلعب نفس القوى اليوم دور الشرطي المناط به حماية المواطن المسالم..
وبجانب ذلك تطرح المشاريع التنموية التي تجعل من ابناء وبنات دارفور مواطنين يساعدون في بناء إقليمهم ويساهمون في بناء الوطن، وهذا يستدعي المشاركة الواسعة للجماهير عبر ممثليهم الشرعيين عبر الانتخاب في اتخاذ القرار وتنفيذه.
لا بد أن يكون هدف وقف الاقتتال الحالي هو الولوج إلى جذور المشكلة وحلها. بدل التعاطي مع الإفرازات التي تتم يوماً بعد يوم. وهذا يعني وقف الممارسات السلبية وضرورة مواجهة الحقائق المرة. وفي رأس ذلك أن السلطة المركزية الحالية ليس في مقدورها حل المشاكل المستعصية التي تعيق الوصول للسلام الحقيقي والعادل أو حل الضائقة المعيشية. كلها حلقات تشير إلى فشل من يجلس على كرسي الحكم.